(قاسم)
كيف حالكم ؟
اجل هذا اسمى هو قاسم ذاك الذى اكتشفت ان الجميع يدعوننى به منذ ان خرجت من غرفتى المظلمه التي لطالما عشقتها وحننت اليها ...افتقدها بشده لم اكن احمل اى هم كنت وحيدا مستمتع بوحدتى اكل واشرب وانام كنت استمع امى تقرا شيئا مختلفا شيئا منغما ذو طابع خاص ف النفس كانت تهدا لها نفسى ...حين كانت امى تتوقف عن قرائتها كنت احزن بشده واحن الى سماعها كنت انتظر تلك اللحظه حتى تبدا امى في القرائه مجددا يدخل السرور الى قلبى وتدخلينى سكينه من نوع خاص ...اذكر أيضا انى رايت ابى مرارا كنت اشعر بالدفئ الشديد حين يضع يديه على او حين يقرب اذناه منى لكى يسمع حركتى وجين يشاهد قدماى وحى تبرز في بطن امى ف يظل يداعبها ويضحك وتضحك معه امى واشاركهم انا ببعض الضحكات ....كنت لهم الطفل الأول كانا يتكاتفا حتى يجعلان منى طفل خلوق نشا على الدين والحب والسلام هذا ما كنت اسمعه منهم دوما وهما يتحدثا لم اكن افهم هذا الكلام ..لا يهم ف كل ما اهتم به حينها ان امى ستعاود القراءه في كتابى المحبب ذكرت يوما ان ابى يقول لامى :ادينا صلينا روحى بقى اقرى شويه ف المصحف
المصحف هذا هو انه كتابى المفضل اصل سكينتى وراحتى هيا يا امى اقرأى واقرأى لا تتوقفى ف انا احبه بشده
انتظرو لحظه ..ما هذا المكان اغريب الذى دخلت اليه امى من ذاك الشخص الذى يرتدى تلك الملابس البيضاء ويمسك بادوات غريبه لا ادرى ما هذا لماذا ارتدت امى ملبسا غريب وما ذاك الشئ الذى يمسكه الطبيب لحظه ف امى تحدثه وتقول:هطول واللا ايه يا دكتور انا مش قادره
بعدها كل ما اذكره ان بدات امى بالصراخ وذاك الدكتور يفعل شيء لا افهمه وابى ؟!اين ابى اين رحل وترك امى في مثل هذه الحاله دعت امى ابى وجاء مسرعا ليمسك بيدها ويقول لها قولى الله فتصرخ هي ب الله تدوى و....,,!!!!!!!!!!!
انه شيء يدفعنى للخارج ..خارج غرفتى المحببه لارى العالم واى عالم ذاكل ايوجد شيء غير غرفتى لا اذكر كثيرا بعدها سوى امى وهى تحتضنى والعرق قد بلل وجها وابى يحتضنا سويا ويبتسما كلاهما لى لارد لهم الابتسامه فيضحك ابى ويقبل امى في راسها
......................................................................
كل شيء غريب عنى في هذا العالم في غرفتى كان كل ما اراه هي ابى وامى والأخير الذى رايته غيرهم كان الطبيب الذى اخرجنى الى هذا العالم ومن ثم بدا العالم يظهر بصوره أخرى بدات احتاج الى الطعام والى الشراب احتاج الى النوم ما هذا الشئ ؟!!!! (الاحتياج)وماذا يعنى انها رغبة اكتشاف الحياه كانت تحملنى امى وتسير بى في شوارع وتنتقل بى من مكان الى اخر وهى تحملنى اود ان أكون مثلها واسير مثلها هناك اشاء غريبه تظهر لى كل يوم أصوات ضوضاء ادركت فيما بعد انها ركن اساسى من هذا العالم سيارات تملا المدينه والشوارع أناس متراصون ف الشوارع بغير نظام امى تحملنى لتدخل بى الى تلك البنايه بداخل السور القديم اجل انا اعرف الى اين تذهب الى منزا والدها الحاج على شيخ كبير لكنه يبدو في (عز شبابه )كما تقول علي جدتى دوما امى لها اخ واحد فقط هو خالى مصطفى اصغر منها بسنين ولكنهما على علاقه طيبه ببعضهما صديقان حقيقيان متزوج وله بنت وولد تجلس امى مع اسرتها ساعات الى ان ياتى ابى يتناول العشاء ويصلى العشاء جماعة مع خالى وجدى ويعود على الفور هو وامى الى منزلنا وتظل امى بجوارى تقرا لى في كتابى المفضل الى ان يغلبنى النوم
......................................................
كانت ايامى رائعه تحمل أشياء من الاختلاف ف كل يوم افعل شيء جديد ابدا ف الحركه ف الطعام ف النوم بشكل افضل ابدا ف الاستماع ف الانتباه كلما قال احدهم قاسم او فاطمه ..فاطمه هو اسم امى حبيبتى واوقات انتبه اذا قال احدهم اسم ابى محمد كنت ابتسم كثيرا واضحك كثيرا ومعظم اوقاتى لعب كنت احب ذاك اليوم الذى تصحبنى امى وابى الى منزل جدى والد والدى الحاج قاسم ذاك الشيخ الذى شيب المشيب له لحيه بيضاء كبيره ناعمه ورائعه تظن ان لا احد يملك مثل جمالها او انها لا يجوز ان تكون لاحد غيره يمسك بيدى الصغيره ويقول لى بصوته الهادئ :قاسم يا حته من قلبى اهو انت بقى اللى جيت عشان تنور دنيتى بعد م كات عتمت ربنا يباركلك ف عمرك ويجعلك نور لدينك ولامتك انت اللى هتكمل مسيرتى يا قاسم لازم انت اللى تكملها ..............
قاسم
الجزء التانى
مرت الأيام وانا ف هذا العالم العجيب عالم مختلف غير تلك الغرفه المظلمه التي هي وطنى لكن هذا العالم مميز به العديد من الاسرار يحاول الجميع ان يكتشفها لكن لم تستهوينى هذه الأمور كل ما يملا عقلى ويشغل تفكيرى هو ذاك جدى
ذالك القاسم ذو العقل الراجح والابتسامه المشرقه
تلك العينان اللتان تنتميا للجنه فى ضمته دفئ وفى قلبه سعه ...دائما ما يضحك ضحكات عاليه
يعلن بها بدئ المجلس ويعلن اصطفاف اعمامى وعماتى وابنائهم بالجوار يلعبون اما عنى ف امى لا تفارقنى ولا تتركنى اللا فى حجر جدى هذا ما اريده وهذا ما ابحث عنه ان يخلو الى جدى ف يحدثنى تلك الاسرار التى يخبئها ذاك الحديث عن المسيره التى يفترض ان تكتمل وانا من على اكمالها ....انا استمتع بالحياة اكثر من ان يظن انسان اننى استمتع
تجلسنى امى الحبيبه على قدماها وتبدأ فى قراءة كتابى المحبب المصحف الاستماع اليه يهدينى السكينة دوما ...
هناك شئ ما على اخباركم به شئ مميز حدث اليوم قد اصبحت اعتمد تماما على نفسى ف السير بالاضافه الى انى اصبحت اقول بعض الكلمات ربما لم تصدقوا ان اول كلمه نطقها لسانى هى الله ....الله ...نظرت الى امى وظلت ترددها الى ان بدأت انا فى ترديدها ولكن امى تركت الامر سرا ولم تخبر ابى بعد ....تتركها له مفاچأه من نوع خاص سيطير لها قلبه فرحا
دخل ابى المنزل بعد يوم شااق جدا كان يبدو عليه علامات الارهاق الشديد خطوت نحوه خطوات سريعه هربا من امى التى تداعبنى حملنى ابى فرحا ف ابتسمت له وقلت لا اراديا الله
نظر لامى فى دهشه ف قالت: اول كلمه نطقها ي محمد هى الله قاسم ابننا بدأ يمشى على الطريق الصح ...هيكبر زى م نحلم ي محمد
قالتها ودموه عيناها تنزل اغمض ابى عينيه وضمنى اليه وقال فى امتنان :اللهم لك الحمد
ما اروع ذاك الشعور حين يتحقق ما تحلم به
مرت الايام وما زلت اكبر واتحدث ويحدثنى من حولى ...اذهب الى مكان ما مع ابى كل يوم خمس مرات لا اعلم ما ذاك المكان ولكنه يحمل سكينه لا اشعر بها اللا حين تقرأ امى ف المصحف
كانت امى دوما ترافقنى منذ ان اخبرنى جدى بانه يملك سر ما ليخبرنى به وددت دوما ان اطلب منها ان تفارقنا ولكنى اخجل واخشى ان اسبب لها حرجا من نوع ما ف اصمت بينما يشرح لي جدى بعض الامور عن الدين مثلا الصلاه كان عمرى ست سنوات واعلم العديد من الامور عنها اصبحت مسلما على علاقة بالله كان جدى يحكى لى قصص الانبياء وصحابة رسول الله اخبرنى كيف يتمكن الفرد من انشاء امه وتغيير مجتمع باعرافه واعراقه ....قاسم الجد يخبر قاسم الحفيد كيف يكون بطلا ..كيف يكون معجزة فى زمن اختفت فيه المعجزات
بعد ان ينتهى هذا الاجتماع الاسرى الجميل فى بيت جدى يتأهب الرجال ونذهب جميعا الى المسجد "اخبرنى ابى عن اسمه " نجلس سويا فى صمت تام نستمع للخطيب وهو يلقى خطبته ومن ثم نؤدى الصلاه ونجلس سويا فى حلقه بعد ان يفرغ المجلس ثم نقرأ سورة الكهف "كنت قد تعلمت القراءه وكان جدى وامى يدربانى على قراءة القرآن " ابى واعمامى وجدى
كنت دوما انا من يفتتح هذه الحلقه ..ننهى القراءه ونخرج سويا نعود الى المنزل حيث اعددت النساء مائدة طعام الغداء نأكل سويا ثم ينصرف كل شخص الى عمله ...
ينظر الى جدى فى عجله ويدخل غرفته ف ادخل وراءه يكمل على سرد سير العظماء ...سأصدقكم القول لم اكن افهم كل ما يقال وهو يعرف هذا جيدا لكنه يكمل كان جدى يقوم باعدادى لشئ خيالى
قاسم
الجزء الثالث
ابى ...حدثتكم كثيرا عن جدى وعن اسراره وعن غموضه ...حدثتكم عن امى وامجادها بينما لا اذكر ابى كثيرا
رغم ان ابى كان هو اساس عالمى غير انه كان يسطحبنى للمسجد اللا انه كان ياتى الى فراشى فى آخر الليل ويظل يداعبنى حتى استيقظ اتوضأ ونصلى سويا قيام الليل ونظل نرتل ايات الرحمن الى ان يؤذن الفجر نذهب سويا الى المسجد نصلى ثم نعود الى المنزل كان المسجد يبعد قليلا نظل نتناقش انا وابى ونتبادل الحديث الى ان نصل ثم نرتل اذكار الصباح سويا الى ان اغط ف النوم ثم استيقظ وقد اعدت امى الافطار نفطر سويا ثم يرحل ابى لعمله
وتظل امى باقى اليوم تعلمنى كيف اقرأ كيف اكتب ترتل لى الايات اعاونها فى اعمال المنزل كنت طفلا يحمل شيئا من ذكاء رجل كبير اظن ان هذا يرجع الى ابى
كنت انتظر عودته من العمل بفارغ الصبر لا ادرى كيف ارتبط به الى هذا الحد كنت افخر به اشد الفخر واباهى به كان له رجاحة عقل لا منتهيه وحكمه فى وزن الامور ...اذكر يوما كنت فى بداية الدراسه كان اول عام التحق فيه بالحضانه وحدث ان رايت احد الطلاب يمسك المصحف باهمال كانه كتاب عادى ..ياللهول ذهبت اليه مهرولا وعنفته بالكلام كيف تهمل كتابى المقدس كيف تتجرأ عليه ...تعجبت يومها الا يمثل المصحف بالنسبة للجميع ما يمثله لى ..الا ينتمى اليهم وينتمون اليه ..الا يدركون قدر السكينة التى يحمل ...افتعل الطالب لى مشكله أدت الى استدعاء والدى الى المدرسه كان يحمل هدوءا رائعا استطاع من خلاله ان يحل الاشكال ويلقن جميع من كان بالغرفه من المدير ووالد الطالب وبعض المعلمين درسا عن قدر ذالك الكتاب المعظم
ادرك ان درسه غير فى كل شخص ممن كانو ف الغرفه اما عنى ف ابتسمت له قبل راسى واخذنى ورحل ونحن ف الطريق قال لى :بس انت غلطت كده ي قاسم
رددت :ليه ي بابا هو انا مش من حقى ادافع عن مقدساتى
قالى لى فى هدوء دوما ما يدهشنى :بالحكمه تعرف تدافع عن حقك وتاخده من اى حد ..الحياه لازمها ذكاء وعقل يوزن الامور ...دلوقتى انت حصلتلك مشكله وقالو انك اتهجمت ع الولد ...لكن محدش قدر يعملى مشكله بالرغم انى دافعت عن نفس الحق ف مكتب المدير ...بعدين لازم تعرف ازاى تدافع بهدوء وتنصح بحكمه وتريس
ابتسمت له وساد الصمت دوما ما كنت اقلب كلماته فى راسى كانت كل كلمه منه حكمه لابد السير عليها ...دخلنا يومها الى دكان المثلجات المجاور لمنزلنا ثم عد
اتممت سبع سنوات وكل ساعة يزداد تعلقى بابى وحبى الشديد له حد انى اذكر فى احد ايام الجمعه طلبت منه ان نجلس سويا وان لا نذهب الى بيت جدى قاسم لانى لا اجلس مع ابى كثيرا هناك لكننا لم نستطيع خرق القانون القاسمى ذهبنا عند جدى ولكن ابى كان بجوارى طوال اليوم ...كانت امى حامل ..اجل كانت فى شهرها التاسع وخلال هذه التسعة اشهر تقربت من ابى اكثر ...وفى نهاية تلك الجمعه جاء موعد رحيلنا الى المنزل كنت جالسا مع جدى انظم معه موعد فى منتصف الاسبوع اعوض ما قد فاتنى لانى لم اجالس جدى دخل ابى علينا ..قبل راس جدى ويديه و احتضنه بقوه كانه لم يره منذ سنوات اخذنى ابى من يدى وانطلقنا نحو منزلنا وف الطريق اوصانى ابى ببر امى ومعاونتها على امور الحياه اوصانى ان لا اقطع صلاتى ولا الورد الخاص بى لم لكن افهم شئ ولا ادرى لماذا يقول كل هذا اهل سيسافر ....
اجل سافر بلا عوده استيقظت فى موعد صلاة القيام لكنى لم اجده لماذا لم يستيقظ الى الان
مات ابى وغابت شمسى من ذاك الحين لم اعد اتحمل شئ انا لا افهم لماذا لم يستيقظ والدى اخبرينى يا امى رجاءا اين ذهب ابى اين رحل ولماذا تركنى وحدى يا فاطمه اخبرينى ...الم يوقظنى محمد كل يوم للصلاه ...الم اذهب معه للمسجد ...الم يداعبنى ...ويجلس الى ...لماذا يا ابى تركتنى ورحلت
قاسم
الجزء الرابع
هنا كان السقوط الاول .. جلست اسبوعا كاملا اتضرع الى الله ان يرده الى او ان يأخذنى اليه على سجادة الصلاه الخاصه به ممسكا مسبحته لا انام اقف فى الشرفة انظر الى الطريق من وقت الى آخر ..وامى قد اختفت تماما لا اعلم اين ذهبت ...الى ان دخل جدى الغرفه :ايه ي قاسم ...هتفضل قاعد ف الاوضه كده ..
*م انا بدعى ربنا يخلى بابا يرجع عشان وحشنى اووى
امتلأت عينا جدى قاسم بالدموع وقال:بس باباك مش هيرجع ي قاسم ..هو مات توفاه الله ..روحه الطيبه الجميله رجعت تانى عند ربنا ...اصل كل ارواحنا بتروح عند ربنا لان عند ربنا ده مكانها
*طب ليه ماخدنيش معاه هناك ..مش هو بيحبنى
كان جدى متماسكا بقدر حزنه على فقيده قال لى :عشان لسه انت ليك عمر تعيشه هنا المفروض تدعيله بالرحمه والمغفره ..وتاخد بالك من امك واختك ..مامتك ولدت
*بجد ي جدو انا بقى عندى اخت صغننه
قلتها بمرح طفولى وكأنما نسيت ما قد اصابنى
(ثراء)هذا هو اسمها وانا من اطلقته عليها ثراء أروع من يمكن للعين ان تراه مر علينا وقت وانتقلنا للعيش في بيت جدى على (والد والدتى )كانت أيام تمضى كانت قاسيه جدا ف هنا لا يوجد ابى كنت أقوم كا ليلة صلاة وتضرعا لله ف انا اعرف ان الموتى يحتاجون الى دعاء زويهم وانى لا بد ان ادعو لابى لانى ما تبقى له ف الدنيا ف انا عمل بقى وولد صالح يدعو لابى هذا ما قاله جدى وكنت قد فهمت منه انه على ان لا اقطع صلاتى وان ادعو الله دوما لابى كى يرزقه الرحمة ويسكنه الجنه ويلحقنا به كما قال جدى
بعد شهور على هذا الوضع كنت اذهب كل يوم جمعه الى بيت جدى قاسم انا وامى والصغيره ثراء جاء جدى قاسم الى بيت جدى على وكان معه احد اعمامى وكان خالى مصطفى حاضرا دخلت امى وجلسو جميعا لكنى لم ادخل معهم بعد قرابة الثلاث ساعات خرج جدى قاسم واخبرنى انه خلال أسبوع سانتقل للعيش معه في منزله لم اكن افهم شآ كان الوضع اكبر من ان افهمه تم عقد قران والدتى على عمى لكننا انتقلنا انا وامى للعيش في بيت جدى وعمى كان في منزله كما هو ..ادركت بعد زمن بعيد انه عقد القران كان بمثابة شئ روتينى كى يمنع عنا كلام الناس كما ان جدى يريد ان يربينى معه وتحت ظله كما انه لا يريد ان يبعدنى عن امى ..اما عن فلم يكن اى وضع يختلف عن غيره سواء عند جدى على او قاسم ف انا بدون ابى رغم قدر حبى لهما
انتقلنا الى بيت جدى قاسم وهناك كان الوضع مختلف شيء ما ف جدى قاسم اخذ دور والدى في تربيتى وفى اهتمامه بى كان يعرف عنى كل شيء فهو من أسس هذه العقليه القاسميه ف انا احد جنده او جنديه الذى يعده لشئ ما ..كما اخذت انا دور والدى في تربية ثراء طفلتى المدلله وجميلتى وملكتى كنت لها مثلما كان ابى لى كى لا تعانى نقص لان ابى قد وصانى بهذا ...زادت جلساتى انا وجدى فلم تصبح اسبوعيه فقط بل أصبحت يوميه كما أصبحت اناقش معه بعض الأمور مثلما كان يفعل والدى كنا نصلى سويا ويصطحبنى للمسجد كانت الحيا تمشى على نحو جيد الى حد ما لكن كان ينقصنى دوما وجود ابى
أصبحت قارئا كان عمرى تسع سنوات واتممت حفظ القرأن الكريم يومها احضر لى جدى اول كتاب اذكر جيدا كان موضوعه عن كيفية تأسيس المجتمع الصالح ...موضوعا كان يكبرنى جدا بل كان يكبر اى طفل في نفس المرحله العمريه لكننى فهمت منه أجزاء كان يكبر اى طفل لكنه لا يكبر قاسم ...ف انا لست كأى طفل يحمل نفس عمرى
اصبح جدى هو مصدر امدادى بالكتب كنت اعرف كل شيء في منزله سوى غرفه مجهوله لم يسمح لى بدخولها لا ادرى لماذا لأول مره يثيرنى الفضول الى شآ بهذا الحد جدى زاد غموضه اضعاف وانا لا املك شيء سوى ان انتظر الأيام وما تكشفه لى عنه .....
قاسم
الجزء الخامس
تمر الايام سريعا كانما تعجل بنا للموت او للقاء مصائرنا ...ومعرفة ما يخبأه القدر انا الان فى الشهاده الثانويه ولكن دعونى قبل هذا اتطرق الى احد الامور هى مواجهتى مع الواقع وما يحمل ...حين نشأت كنت اظن ان كل المجتمع ينشأ على نفس الوتيره الجميع يقدس ما اقدس يفكر بنفس المنطق ..يناقش بعقلانيه ويمتلك الحكمه لكن بكل اسف لم اجد هذا وجدت مجتمعا قمه ف التسيب مجتمع مع احترامى له لكنه لا يحمل لو جزء بسيط من عقل كى يفكر به ليس تقليلا من شأنه انما هى حقيقه مع الاسف وجاء هنا دور جدى وامى كان دورا عظيما مثل دور ابطال الكرتون الذين يتدخلوا ف الوقت الحرج ليقوموا بانقاذ الوضع ...وقفا بجوارى وظللا يشرحان لى العوائق فى هذا المجتمع وان الناس لم تنشأ هنا على المنهاج الصحيح
رغم نشأة فجوه كبيره بداخلى الا انى لم البث ان تعاملت معها وعرفت كيف اتعامل مع اختلافى مع هذا المجتمع ...لكنى مع الاسف لم اعرف كيف اجعل المجتمع يتعامل مع اختلافى ....
اعود بكم الى ثانويتى او فلنقل محطة ارتقائى كان عاما رائعا مختلفا فى ترتيبه بعض الشئ كان الجميع يقدم لى الدعم جدى وامى وثراء التى اصبحت رائعه بحجابها ...اعمامى وعماتى وخالى مصطفى وجدى على وجدتى وانا كنت سعيدا كنت اشعر ان هناك انجاز ما على ان اقوم به مر العام على خير ولكن ...هنا حدثت كارثه قد انشغلت عن ربى ...اقوم الليل واقرأ الورد والاذكار ولكنى لم اعد اذهب الى المسجد كان هذا التقصير بعد انتهاء العام وقبل ظهور النتيجه سائت حالتى النفسيه لاول مره تسوء بهذا القدر اصبحت افكر كثيرا فى ابى وماذا لو كان موجودا الان ...قلت جلساتى مع جدى
كل ما يدعونى اليه اتعلل لم اعد اجالس ثراء ولا امى وهنا ...كانت تتجلى العظمه فى دور الام والصديق والمراقب ظن الجميع انى مستاء جراء العام الدراسى ولكنها كانت تعرف ما بطن فى كانت تلحظ انى لم اذهب للمسجد كانت تعرف ان هذا دائى دخلت غرفتى يوما فى موعد الصلاه ...وعندها صفعتنى على وجهى كنت مخطئا عالما قدر خطأى فوقفت امامها مطرق الرأس لا اقوى ان انظر الى عينها ..اقتربت منى وامسكت بلياقة قميصى قائله :خلاص كبرت على انك تروح المسجد ..بتتكبر انك تمشى خطوتين تقرب بيهم من ربك ...فاهم انك كده خلاص عملت كل اللى عايزه لاخرتك .
اخرجتنى خارج المنزل واكملت :ادينى هقفل بابى ف وشك وده اللى هعمله ف الاخره روح رد روحك للى مش بيقفل بابه
أغلقت الباب ورحلت انا الى المسجد بكيت كثيرا ..دخولى المسجد وعودتى الى السكينه التى فطرت عليها اشعرنى بقدر خطأى ...صفعة امى ايقظت ما قد مات من روحى بعيدا
اعلم ان الجميع سيرى المبالغه فيما حدث وكيف تموت الروح او جزئا منها لمجرد اننى لم اذهب للمسجد الجميع سيسأل لطالما تقيم صلاتك على وقتها وتقوم الليل وتقرأ وردك واذكارك اين اذا المشكله ...امى لم تبالغ ف الله يحب تقرب عبده اليه يحب من العبد ان يتقدم كما تعتاد الروح على القرب ف مجرد شئ بسيط من البعد مهما كان ضئيلا يؤثر جدا ف النفس وان لم تكن تملك اما كفاطمه سينتهى بك الحال عاجلا غير اجل
كان جدى يصمت حين تتحدث امى ف هو يعرف انها على صواب وان هذا ما تسعى ان تجعلنى عليه اقترب من الله بلا عوده وبلا نهاية وبلا سقوط لان جدى يعرف كل هذا لم يكن يعترضها حين تعنفنى او اذا عنفتنى ف انا لم ارى منها قسوة طيلة حياتى ...
ظهرت نتيجة العام وحققت انجازى المنشود فقد حصلت على ثمانيه وتسعين وتسعه من عشره بالمائه ...فعلتها كانت نتيجتى مقاربه لنتائج كل عام هذا هو ما انا عليه متفوق دراسيا هنأنى الجميع وكانو سعداء حد انهم اقامو لى حفلا خاص يدخلون به السرور على قلبى واحتفالا بشفائى قبل تسلل مرض البعد عن الله الى قلبى ...اما عنى فكانت ليلتى حافله قد خلوت فيها الى ربى تضرعا شكرا له وادعوه حتى يتمم ما انعم على به وبالطبع لم انس ابى من دعائى ولا امى ولا جدى او ثراء دعوت لهم جميعا ودعوت الله ان يهدينى لما هو خير لى ...غفوت حينها على سجادة صلاتى ورأيت ابى فى منامى ويا لها من رؤيه قد كان مضيئا لامعا كاشمس جاء الى واهدانى قلما واشار لى بالدخول الى احد الغرف التى كانت موجوده حولنا وحين قمت بالدخول وجدت مقاعد متراصه وجدى هناك وعلى وجهه ابتسامه اضائت وجهه
استيقظت من نومى وقد عزمت على امرى واتخذت قرارى
قاسم
الجزء السادس
اخذت قرارى واخبرت الجميع به ...هنا كان الدعم من ثراء وامى وجدى فقط لن انسى بالطبع كلمات امى حين قالت :انا مش عايزاك دكتور فاشل ولا مهندس معندكش اخلاق ولا عايزه محاسب يسرق او محامى ينصر الباطل ولا عايزاك مدرس يحط السم ف دماغ تلاميذه انا عايزاك بطل يدافع عن دينه وطالما انت اخترت طريق التدريس يبقى ربنا يعينك ويوفقك
احضرت لى الصغيره ثراء ماكت كان لتلاميذ وسط استاذهم وكان يبدو عليهم السعاده البالغه وانشراح الصدر جراء ما يسمعون ....كان قطعه فنيه لا ادرى كيف احضرتها شكرتها كثيرا عليها كانت هذه دفعتى الثانية ..اما عن جدى فكان سعيدا ابتسامته تحمل شئ مختلف سعاده مخفيه او هكذا رايتها ....كان سعيدا ايضا لاننى عدت اليه بعد ان غبت حوالى شهر كامل لا نتحدث لم يحضر لى هديه هذه المره ...بل وجدته يقف فوق راسى حين استيقظت ف الصباح قائلا :السلام عليكم ..بطلى فاضيلى النهارده عايزه ف مشوار
بطلى ..اهذه الكلمه صحيحه انا بطل جدى هذا شئ رائع اضاف لى حماسه ...
رددت :طبعا ي جدو انا فاضى اى وقت حضرتك تحب ..هتوضى بس واغير هدومى
لا لم يكن على صلاه بل انى احب دائما ان اكون على وضوء وهذا يفتح الطريق للحديث فى امر ما ولكن ساحدثكم به بعدما اريكم ما كان جدى يأخذنى اليه ....مشينا طريقا طويييلا انقطع خلاله الحديث بينى وبين جدى ف كان كلا منا منشغلا فى ذكر الله وصلنا ونزلنا من السياره كنا امام احد البنايات التى تبدو عليها انها مهجوره ....يا الله هذه مدرسه ..لكن لماذا يبدو عليها هذا القدم كان احدا لم يفتحها من سنين ...غاب جدى قليلا ثم عاد ومعه رجلا فتح لنا باب المدرسه وبدا جدى بالكلام :المدرسه دى ملك للدوله اتقفلت من حوالى خمس سنين علشان معادش فى طلاب بيجو وده حالها
*معقوله ي جدو ف العصر ده الناس مش بتودى عيالها مدارس ...واضح ان مفيش مدارس قريبه يعنى ليه الاولاد مش بييجو هنا
.._علشان كده انا جبتك هنا ي قاسم علشان انت اللى هترد الحياه للمكان ..انت اللى هتقنع الاهالى يرجعو اولادهم المدرسه تانى ..."انت اللى هتمد الامه بمدادها اللى هتكتب بيه عن اعظم عصر ليها "
كانت هذه الجمله غريبه حقا انا ،مداد،تكتب،اعظم عصر ...لم افهم شئ لكنى كنت سعيدا بهذا الانجاز الجديد
جاء يوم الجمعه يوم الاجتماع العائلى الا ان فى هذه الجمعه دعا جدى اسرة والدتى جدى على وخالى مصطفى وابناءه وزوجته وجدتى ...وفى بيت جدى قاسم وعلى مائدة الغداء اشتعلت النيران والجميع أصبح ينهال على بالكلمات ...ماذا حدث ...لكم حق السؤال ..يرى الجميع انى احمل شئ من غباء بل غباء تام كيف ان احظى بتلك النتيجه ف الثانويه والتحق بكلية التربيه لم ينصفنى احد الجميع رأى انى غير صائب فى قرارى وعارضنى اما عن فريق الدعم الخاص بى ...فرأى ان هذه معركتى على مواجهتها وحدى وقفت فى ادب وطرقت على طاولة الطعام حتى انتهى الجميع من حديثه بدأت ف الكلام :انا عارف حضراتكم قد ايه بتحبونى وعارف كمان ان تهمكم مصلحتى بس هو ده المطلوب مصلحتى ...وانا مصلحتى انى اطلع مدرس وده اللى قاله بابا لما جالى ف المنام ...كلامكم احترمه لكن انا اسف مش ف مقدورى انفذه ....
انطفئت الحريق وهدأ الجميع ..جميعهم يعرفون ان لا رجعة لى ابدا هكذا انا حين اقرر شئ لا يصح ان اعود عنه لو كان ماذا
اعود بكم الى ذاك الموضوع الوضوء باستمرار ...لا البث ان انقض وضوئى حتى اتوضأ مجددا ف دائما لا بد ان اكون جاهزا لدخولى المسجد ...كنت دائما ما اهتم بمظهرى ....فقد اطلقت لحيتى واصبحت مثل لحية جدى ولكن لحيتى كانت سوداء كان مظهرى العام رائع بلا شك اتسنن بخلق الرسول ف انا امثل الاسلام كانت هنا المفارقه اختلاف بينى وبين العالم ..اكتشفت ان الملتزم فى عين المجتمع مهمل فى مظهره لهذا كانو يتشككون فى امرى ...لكن ما هذا الملتزم ..اليس جميع المسلمون ملتزمون ...اختلاف آخر
بدأت الجامعه كانت قريبه جدا من منزلنا مما سهل الامر فى رعاية امى وجدى وثراء ف رغم كثرة عدد اعمامى وعماتى الا انه انا وامى وثراء فقط من نسكن فى بيت جدى الواسع الكبير جدااا
ظهر ف الجامعة العديد من الاختلافات بينى وبين المجتمع ...يرى الجميع انى شيخ سبور كما اطلقها على البعض ظنا منهم انى اهتم بمظهرى وادعى التدين حتى اجذب حولى الجميع تحديدا الفتيات ...هه ولكن كيف وكل فتيات العالم فى عينى هن امى وثراء اختى فقط
لكن لا يصح لهذا المجتمع ان يصمت كان لا بد وان يختبر ما انا عليه حقا ...وكأنهم ملائكه
دخلت فى احد الايام الى الجامعه فى ابهى مظهر يمكن ان اكون فيه حضرت اول محاضره وخرجت الى ساحة الكليه كان هناك وقت قبل المحاضره الاخرى ...جلست امام احد الاشجار اشاهد قدر جمالها الحقيقى فى حين جاء من خلفى صوت انثوى :استاذ قاسم
الفت للخلف لكن لم انظر لها مطلقا قلت لها :خير ..ان شاء الله
كانت جريئه جدا حد انها حاولت الاقتراب منى كانت الجامعه برمتها تشاهد هذا المشهد وانا لم الحظ ذالك بل كنت ادعو الله فى داخلى ان ينجينى مما يمكرون
قاسم
الفصل السابع
كان مأزقا حقيقيا ...لا ادرى ماذا افعل ....كيف ازيح هذا الابتلاء عنى دون ان اغضب الله ...ابتعدت عنها مسرعا وقلت بصوت غاضب :حضرتك عايزه ايه
ظللت لم انظر لها مما اثارها وجن جنونها ..وحفزها اكثر نحو ما كانت تفعل قالت :معقوله كل ده ومش حاسس بيا كل ده ومش قادر تفهمنى ...مش قادر تحس انى عايزاك
اغمضت عينى فى ارياحيه كانما رايت ابى امامى فى غرفة المدير وبدأت حديثى بهدوء لم يكن مصطنع ولم اعرف كيف حصلت عليه :حضرتك مسلمه ...؟!
تعجبت جدا من سؤالى ف هى ترتدى حجاب لكنه كان قصيرا جدا غير انى لم انظر اليها اجابت فى دهشه شديده :ايوه يا استاذ ..مسلمه
_طيب ...يبقى حضرتك عارفه ان ربنا موجود حوالينا ف كل مكان ...قادر ف لحظه يقطع عنك النفس اللى بتتنفسيه ...قادر يوقف قلبك اللى بينبض ...ويشل حركتك وانتى بتغضبيه ...تقدرى تقولى لو روحك اتقبضت وانتى بتحاولى تخلى انسان مسلم ضعيف يغضب ربنا زيك ...ممكن تردى بايه ...او ايه مبررك وانتى واقفه قدامه يوم الحشر ...انا سامحتك ف اللى انتى بتعمليه ..بس انتى هتسامحى نفسك ...تفتكرى ربنا هيسامحك وانتى بتحاولى تغوى واحد من عباده ...
كان الصمت سيد الموقف وكلماتى تدوى ف الجامعه كما الرعد لم اتوقف اللا حينما سمعت شهقاتها ...لم انظر اليها ايضا قالت لى فى صوت منكسر ملئ بالدموع :انا اسفه ي استاذ قاسم ...انا قررت اتوب لله ادعيلى ربنا يهدينى
*ربنا يهدى الجميع ويعفك ويعف بنات المسلمين ويرزقك باللى يصون قلبك ويعينك على قربك منه
ذهبت وحمدت الله كثيرا كثييرا
بعد يومين كنت فى مسجد الجامعه حين جاء احدهم وقال ان هناك فتاه ف الخارج تطلب رؤيتك ...خرجت متعجبا وجدت فتاه منتقبه نقاب كامل حد ان عينيها لم تكن تظهر منها شئ ...انا لم انظر ايضا ولكن هكذا قال زملائى وهم يصفون لى الفتاة التى تنتظرنى ...قلت :خير حضرتك
قالت :استاذ قاسم حضرتك مش عارفنى ...انا اسفه اكيد مش عارفنى هتعرفنى ازاى ...انا البنت اللى عملت معاك المشكله من يومين
....ساد الصمت كثيرا قطعته هى حين قالت :حضرتك انا جايه اشكرك جداااا جداااا ..انا ربنا هدانى الحمد لله ...وبدأت احط رجلى على اول طريقه ..والفضل يرجع لحضرتك بعد ربنا طبعا ...
ابتسمت ف لطالما احب ان يهدى الله عبدا واليوم انا احد اسباب الهدايه ..اللهم لك الحمد
*بس حضرتك مفيش داعى تشكرينى الشكر لله ...على كل الحمد لله الذى يهدى عباده ..ربنا يثبتك
قلت الاخيره منهيا الحديث لكنها اوقفتنى وطلبت منى ان اقبل منها علبه كانت تحتوى على لقمة القاضى قالت انها احتفالا برد قلبها الى الله وانها قامت بوضع علبه فى كل مسجد
اخذت العلبه ودعوت اصدقائى ف المسجد وتناولنا ما بها كانت حلوه بطعم هداية عبد جديد ...
كانت الحياة طبيعيه جدا لكنها لم تخلو من النقاش بينى وبين جدى وبينى وبين اساتذتى ف الجامعة كنت الالمع والابرز تفوق ملموس
بالطبع كل من يعرف عنى هذه الصفات يظن انى ملاك لا اخطئ او ان المؤمنون لا يخطئون ...لا نحن بشر وقد اخطأ من قبل الانبياء والرسل ...كانت هناك اشياء سلبيه فى شخصيتى ف انا اناقش حتى اقنع من امامى برأييى ولا اقتنع ابدا ..متعصبا لكل معتقداتى احمل شيئا من برود فى تعاملى ..لم يكن لى اصدقاء سوى حبيبتى ثراء ..اكتفى عن العالم كله بجدى وامى وثراء ..كان هذا سئ لان الجميع سيرحل ...وكان لابد ان اكتفى عن العالم بوجود الله الذى لا يرحل ...كنت غريب الاطوار مع ثراء ...كنت تارة اداعبها واجالسها واسمعها وانصحها برفق وتاره اخرى ابعدها عنى لا اقوى الحديث معها اكون مرهقا حينها بشده ...لكنها كانت تفهم هذا كنت ايضا مزاجى وهنا كانت المشكله ...لكنى بعض الوقت كنت اتعامل مع كل هذا
انتهى العام الدراسى الثانى بالجامعه وحصلت على درجة امتياز مع مرتبة الشرف المركز الاول على الجامعة للمرة الثانية ...حينها كنت حضرت مبلغا مناسبا وكانت ثراء مقبله على الصف الثالث الاعدادى وكان لا بد لها من مفاجأه شئ يصفى زهنها فكانت اشبه باخيها تحتاج للسكون الدائم
ثراء هى حبيبتى وكنزى الذى تركه لى ابى كانت ابنتى فقد قمت بتربيتها على نفس المنهاج الذى قد تربيت عليه ...اصبحت نسخه منى وهى سعيده جدا وانا فى قمة سعادتى حين ارى هذا القاسم الانثوى ارتدت حجابها وهى ف الصف الرابع الابتدائى ودون ان يحدثها احد منا عنه طلبت منى ان نخرج لانها تحتاج لملابس حصلنا على موافقة امى بالخروج وحين عدنا كانت المفاجأه فيما اشترت ...كانت واعيه والسر وراء ارتدائها الحجاب هو حديث دار بينى وبين جدى امامها ف ادركت كيف تعف ذاتها وتحفظها
كما انها اتمت حفظ المصحف قبل التاسعه كانت رائعه ومبدعه وصديقه رائعه يجدر بالذكر انها كانت مثل عكاز استند اليه حين اميل للسقوط ...وكانت ترانى ابا واخا وصديقا كانت تحكى لى معظم اسرارها كنا نجلس ساعات نتحدث دونما ملل ....كان لابد وان احضر لها مفاجأه لم تتوقع حدوثها ........
نتوقف هنا قليلا لاذكركم بشئ ما اتذكرون تلك المدرسه التى اصطحبنى اليها جدى ...لم اكن انساها بل لم استطع ان انسى خصوصا امر المداد ...ذهبت الى مدير ادارة التربيه والتعليم وطلبت منه ان يعيد افتتاح المدرسه ...وكان الحديث كالتالى
*يعنى حضرتك ي استاذ فاهم ان الموضوع بسيط كده ...وبعدين احنا قفلناها لان مائتين اسره من اللى موجودين ف البلد رفضو الفكره
_بس انا واثق حضرتك ان الامر اتغير وانهم غيرو رأيهم ولو المدرسه اتفتحت الاطفال دول هيلاقو مصدر جيد للتعليم ...
*مش فاهم يعنى ي استاذ قاسم ايه اللى جد ف الامر
_مش هعرف اشرح لحضرتك بس انا واثق انهم هيوافقو ....
*كويس جداااا هاتلى طلب عليه امضاء ميه وخمسين منهم بس وانا ارجعهالك تتفتح واعينك فيها اول م تتخرج كمان ...انا مش اكره ابدا ان مصدر جديد من مصادر التعليم يتفتح ف المدريه
انتهى الحديث وبدأت معركتى مع اهل القريه كنت اذهب لهم يوميا واجالسهم حدثتهم بكل الطرق ..العقل والمنطق والعاطفه ..الى ان اقتنع البعض منهم وحضرو الى وقامو بوضع بصماتهم فهم غير متعلمين بالطبع ...لكن اعدادهم كانت قليله لم تتعدى الثلاثين ..وماذا بعد ...كان الجميع يتابع مدى تقدمى ولكن جدى رفض مساعدتى وامى لديها عملها لذا لا احب ان اثقل عليها
الى ان جائت الى ثراء فى احد الايام قائله :ايه ي استاذ ملقتش الحل لسه ..
_لا ي ثراء للاسف لسه ...
*طب واللى يجيبلك الحل
_وربنا ي ثراء انا على اخرى ي تقولى اللى عندك ي تخرجى برا
*طب بالراحه شويه ي عم م تزوقش ...شهرين ..الحل ف شهرين
_شهرين ازاى يعنى ...وضحى
*بص ي برنس انت تلم كام عيل من البلد وتاخدهم المسجد وتبدأ تديلهم دروس عن موضيع مهمه زى اتقان العمل بر الوالدين ...هيبدأو بعدد قليل وبعدين هيبدأو يكترو وبعدين على آخر اول شهر تكون البلد كلها بتحضر الدرس بتاعك وهنا تضرب ضربتك وتديلهم درس عن العلم واهميته ومتطلباته ووجوبه وكده ...والناس ف الريف بيحبو الجو ده وبيتأثرو جدا باللى بيلقى دروس
قبلت رأسها شاكرا الله قائلا بمرح :ي الله ع العقل نسخه منى ي نااس ربنا يحفظلى عقلى اللى رباكى
ضحكنا سويا بمرح كعادتنا
كانت الفكره رائعه مبدعه حقا اخذت كل التدابير وحضرت كل شئ لهذه الخطوة الكبيره وبدأت اجهز الدروس التى سالقيها واراجع ما بها واحضر ثراء والقى عليها الى ان بدأت كانت المواضيع شيقه جدااا جذبت الجميع وكما قالت ثراء قبل الشهر كان معظم اهل البلد يحضرون الدرس ليس الاطفال فقط ...
ضربت ضربتى واصابت وحصلت على موافقة الجميع وحماستهم ايضا ....
عدت الى مدير الاداره التعليميه ومعى الموافقه كنت سعيدا جدا ...طلب منى الانتظار واشار الى ان المدرسه ستكون فى استقبال الطلبه اول العام الدراسى الجديد
نعود الى الجميله ثراء وهديتى لها التى جعلتها فى ذروة سعادتها اخذتها من يدها وهى مغطاة العين وذهبت الى المدرسه كانت صغيره ف الحجم غير لائقه لاستقبال الطلبه وكان ف انتظارنا صناديق من كساء الجدران الملون "البويا" وادواة تنضيف ...رفعت الغطاء عن عينيها ...نظرت حولها وفهمت الامر صاحت فى سعاده :انت اجمل اخ ف الدنيا دى كلها ...روح ي شيخ الهى ربنا يرزقك الجنه وينعمك ف اخرته ويريحك ف دنيته
_م خلاص انتى هتشحتى عليا ...اجهزى بقى عشان عندنا شغل كتير ...لازم نخلص النهارده عشان من بكرا هيجى المدير والمدرسين والطلاب هيبدأو الاسبوع الجاى
تم تحويل المدرسه الى اجمل مكان يمكن ان تراه عينيك بلمسة الفريق القاسمى واستقبلت طلابها بنجاح
قاسم
الفصل الثامن
بدأالعام الدراسى الجديد كان عاما حافلا بالاحداث لم تكن جيده ولم تكن سيئه ...كانت الدراسه رائعه على المستوى الشخصى ذاع صيت التفوق الدراسى في كل انحاء الجامعه أنجزت في هذا العام الكثير والكثير ...اما عن ثراء ف كانت حالتها جيده الى حد ما لم تقابل اية مشكلات ف هي قمه ف التفوق
ذكاء ثراء كان يوفر علينا الكثير ف هي ذكيه وواعيه لذا لم تكن تحدث المشكلات او تقع فيها انتهى اكتشفت في هذا العام العديد من السلبيات في لم اكن اتوقعها يوما هنا علمت انى لم اكن اعرف اى احد من بنات عمى بل انى لم الحظ من الأساس انى لدى بنات اعمام من الأساس ...كنت اجلس مع أبناء اعمامى حين نذهب للمسجد كما انهم كان منهم زملاء ف الكليه و ف الجامعه اما عن الفتيات فلم احتك بهم على الاطلاق .....كما انى ادركت أيضا انى احمل شيء من برود أعصاب ولا مبالاه
بعد انتهاء العام الدراسى جاء الى جدى
*ايه ي قاسم ...اخبارك ايه
_الحمد لله ...خير ...لسه باقى على جلستنا ساعتين
*اممم فى مشكله كده وكنت محتاجلك تساعدنى
_خير ي جدى ...قلقتنى
*بص ي استاذ ...انت عارف عمك حسن ...وعارف هو قد ايه سئ ...ربنا يهدى ..
_ماله عمى ي جدى ...
*بص ي ابنى انا هحكمك وانت خليك عادل ف حكمك
كان جدى غريب بعض الشئ اعتدت غموضه لكن هذه المره كان مختلفا
*عمك مطلع عين اسرته بنته ومراته طول السنين اللى عدت دى وادى البنت داخله تالته جامعه ...جابلها عريس من يومين ومصر ل يجوزهولها والبنت وحيده وامها غضبانه عند اهلها ...وانا مش عارف اعمل ايه
_انا مش عارف ي جدى ازاى فى ناس كده مش يتق الله ف بنته ...طب هى البنت موافقه ؟!
*م هى لو موافقه مش هيبقى فى مشكله ...دى جت هنا من يومين وقلبت الدنيا عيااط و حزينه ....البنت دماغها مختلفه وتفكيرها مختلف محتاجه حد يفهمها
_طب وليه مكلمتش عمى ..تحاول تقنعه
كنت على ثقه تامه ان جدى يأخذنى الى امر ما ...امر ليس بالهين
*قعدت معاه ي ابنى واتكلمنا كتيير و م اقتنعش وقاللى ..هيجوزها العريس ده يعنى هيجوزها ....ف انا قلتله انك عايز تتجوزها
ابديت له ملامح المتعجب بشده ...
_مش واخد بالى ي جدى ...قلتله ايه ؟!
*ايوه قلتله انك عايزها ....انا عارف انك مش بتفكر ف الجواز وان مفيش حاجه ف دماغك غير دراستك ...عارف
_طب ولما انت عارف ي جدى بتقوله كده ليه
كان جدى هادئا واثقا كانما كان يخطط لها
*بص ي قاسم انا مش هكدب عليك ...انت كان مستحيل تجهز او تفكر ف الموضوع ...الى جانب انى اصلا كنت ناوى اجوزهالك بس كنت مستنى لما تخلص
نظرت له فى صمت دون ابداء اى تعبير على وجهى
لم يفهم جدى ما يحدث ...اهل وافقت ..اهل رفضت قلت له _طب هى موافقه ؟!
*اه هى موافقه ...ومامتك موافقه
قلت مبتسما ابتسامه جافه :انتو رتبتو كل حاجه ...وانا معزوم على كده
ابتسم جدى قائلا :براحتك لو مش موافق عادى ..ان شاء الله هلاقيلها حل ..وللعلم البنت انا اللى مربيها يعنى متقلقش ..نسخه منك
_خلاص ..على بركة الله ..ظبط كل حاجه مع عمى
*طب مش تشوفها
_مفيش داعى انا وافقت خلاص
قبل جدى رأسى وخرج من غرفتى مهللا بعدها دخلت امى وقد ارتسمت الوان السعاده على وجهها بارك لى ودعو لى بالتمام على خير
انتهت الترتيبات دون ان اراها ليس لانى لا ارغب بها لا بل ...الامور جائت سريعه ..سريعه جدا لم ادرك انى لم ارها الا يوم كتب الكتاب ...لا ادرى ايضا ما الانطباع الذى قد اتخذته عنى ...لم اهتم حقيقة
تزين بيت جدى باشرطة الاناره وتم حضور كل الاقرباء وحضر المأذون وناب جدى عنى وعمى عن "بحر " اتممنا كل شئ وكانت النساء فى مكان آخر من البيت الكبير ..كان الانشاد رائعا والزينه مبهجه الى حد كبير ..انتهى عقد القران وقمت انا بالامضاء على العقد وادخلو الدفتر الى بحر قامت هى ايضا بالامضاء مما جعل صوت زغاريد النساء يزيد البيت ابتهاجا ...جاء الى جدى *ياللا ي بطل تعالى معايا
_على فين كده
*علشان تقعد مع عروستك ..
_اخيرا
ابتسم جدى وامسك بيدى وبدأنا نسير ..سمعت صوت صرخات من ناحية النساء يا الهى انها ثراء ..خرجت تستند على مرفق امى وهى تتلوى من الوجع هرولت اليها ..حملتها سريعا وانطلقت بها ناحية المشفى
كان عقلى وقلبى فى حاله يرثى لها ف حبيبتى ثراء فى خطر ي الله ارحمها من الامها واعدها الى ف انا لا استطيع العيش بدونها ف هى طفلتى وابنتى لا تعذبها ولا توجعها ياارب
كان حولى العديد من الناس لكنى لم انتبه لاحد حتى امى وجدى لم انتبه لهم كان قلبى يخفق خوفا ...ارحمها ياارب
كان هذا ما انا عليهم رغم ان الطبيب طمأننا عليها وقال انها الزائده الدوديه ولابد من عمل عمليه جراحيه فوريه وكل الامور ستكون بخير و ان لا داعى للقلق ...كيف ل اب ان لا يقلق على ابنته
خرجت من غرفة العمليات وطلبو ان يجلس معها شخص واحد فقط ....لم اسمح لاحد بالحديث انا من سيرافقها
عاد كل من كان هناك الى منزلهم وبقيت انا بجوارها اصلى وادعو لها الله الى ان فتحت عيناها حمدت الله كثيرا وامتلأت عيناى بالدموع _الحمد لله على سلامتك ي نور عينى ...كده تخضينى عليكى بالشكل ده
قالت باعياء حزن له قلبى *الله يسلمك ي بطلى ...سامحنى ..مقدرتش اتحمل
_ميهمكيش ...فداكى كل شئ حتى يوم كتب كتابى فداكى
ابتسمت وكانت ذابله شئ ما *ي حبيبى سامحنى بقى ...نصيبك
_طيب نامى ي اختى ...لما تفوقى كده نتكلم
جلست اقرأ لها ايات الرحمن حتى غرقت فى نوم عميق ...كانت سعيده جدا ف اليوم ظهرت نتيجتها بالشهاده الاعداديه وخسرت درجتين فقط فكانت سعيده جدااا لكن الالم ضيع ما بها من سعاده ...يا الله احفظ لها سعادتها وانر قلبها بنور العلم ونور الاسلام
عدنا انا وهى من المستشفى الى المنزل وجلسنا قليلا مع العائله ...كنت احمل شيئا من ضيق فى صدرى اردت ان اتمشى ...كان قد مضى شهر منذ ان دخلت المستشفى ..لم ارى احدا خلال الشهر ف طلبت من الطبيب ان يمنع الزياره عنها هذه المده طويلة فعلا فقد قمت بعمل فحص شامل لى ولثراء واحضرت امى ايضا حاولت ان احضر جدى لكنه رفض ...كان هناك فرد اخر بالعائله على احضاره لكنى لم اكن معتاد على وجودها
يا لجمال السماء وتلك النجوم المبعثره فى فضائها الواسع يالروعة ما تحمل و ذاك التاج الذى تتوج به ...القمر ..راااااائع حقا يا الله سبحان الله ..دار كل هذا فى رأسى فقد كانت السماء ساحره بالفعل ادركت ان الوقت متأخرا ف عدت مسرعا الى المنزل ...كنت قد اشتقت الى جدى كثيرا ..ف ذهبت نحو مكتبته لاراه ..وانا فى طريقى تذكرت زوجتى لم ارها بعد ...لاول مره اسأل ذاتى ...ترى ماذا يكون شكلها ..وكيف تبدو ...
دخلت مندفعا ..:.وحشتنى اوى يا.....
قاطعنى ما رأيت من جمال يجلس على كرسى جدى
لأول مره في حياتى انظر لأمرأه غير امى وثراء ..لكنها كانت جميييله حقا
قاسم
الفصل التاسع...
رايتها للمرة الأولى زوجتى ايعقل اننا ف القرن الحادى والعشرين ويرى احدهم زوجته التي هي ابنة عمه للمرة الأولى مصادفه لكنها ...جميله وتشبه جدى لكننى لم اكن اعرف بعد
غضضت بصرى مسرعا لكن قلبى قد تعلق استغفرت الله سريعا فى حين هبت هى واقفه حين سمعت صوتى
وقفنا حوالى دقيقتين فى صمت تام اذكر انها حين نظرت اليها كانت مبتسمه فى خجل كأنما تنتظر هذا اللقاء قلت معتذرا :انا اسف حضرتك ..افتكرت جدى موجود
ردت بصوت يحمل هدوء الدنيا :ميهمكش ي استاذ قاسم ...انا اللى اسفه مكنتش اعرف ان حضرتك راجع دلوقتى
ظننت انها ملاك او حوريه سقطت من السماء من اجلى انا فقط ...اجل من اجلى انا هممت ان اسالها لكن قاطعنى دخول ثراء قائله فى عجله :ياللا ي بحر عمو مستنيكى ومستعجل
اشرت لثراء بالخروج ف خرجت ...نظرت تجاه بحر بسعاده شديده اذا انتى هى ايقنت حينها ان الله اراد ان يثلج قلبى عن اى هم وقع عليه اراد مكافأتى على تعلقى به همت بحر ان تخرج فى حين اوقفتها قائلا استنينى هنا لحظه
ثم قلت لها محذرا ..اوعى تتحركى من مكانك
_ايه ي جماعه رايحين فين
هذا ما قلته وانا ادخل غرفة الاستقبال كان بها عمى حسن وعمى احمد واسرتيهما وامى وثراء وجدى ..رد عمى حسن _هنروح ي قاسم
*تروحو فين دلوقتى حضرتك عارف الساعه كام ...وحضراتكم معاكم الاسره ...طب ينفع ده
نظر اعمامى لبعضهم البعض دون ان يفهم اى منهم سببا لكلامى ....لكن جدى قال موافقا على كلامى :قاسم عنده حق متفكروش ..مفيش مرواح ...جهزو العشا لقاسم ي بنات ...تعالى اقعد لحد م يحضرولك الاكل
خضع اعمامى لكلام جدى بينما قلت انا فى شئ من حرج :انا هتعشى مع بحر ف المكتبه قلتها وذهبت سريعا الى بحرى الواسع الى بحرى الساحر ف حين ابتسم الجميع فى سعادة
دخلت الى مكتبة جدى وجدتها ما زالت فى مكانها وقد ارتدت حجابها ..لا لم يكن حجابا عاديا بل كان نقاب ..اجل هذا الجمال لابد وان يتوج لا بد وان يظل مخفيا ...هى نسخه من جدى وتحمل بعض ملامحى تشبه ثراء بعض الشئ ...
قلت لها بعدما جلست على احد المقاعد :اقعدى ..واخلعى حجابك
اندهشت بشده ..:بس انا لازم انزل علشان بابا مستنينى
_مش هتمشى
قلتها مبتسما بدى انها منزعجه من غموضى ف قلت لها :جدو قال ان محدش هيمشى ف كله قعد
استرخت ثم قامت برفع حجابها ف معظم من ف المنزل نساء غير ذالك جدى واعمامى وانا
صمت قليلا وانا احمد الله سمعتها ايضا تتمتم ف قلت لها :بتعملى ايه
ردت بهدوء : بحمد ربنا ..اصلى من زمان جدا بدعى يوميا ف القيام يرزقنى بالزوج الصالح اللى يراعي الله فيا
_طب وانتى عرفتى منين انه انا كده
*غض بصرك عنى اول م دخلت قبل م تعرف انى مراتك ...اللى خلاك بتصون الاجنبيه عنك مش هتصون اللى منك
_بس انتى جميله جدا ...
ابتسمت بخجل ثم قالت :وحضرتك كنت بتعمل ايه ؟
_كنت بحمد ربنا لانى ادركت انه اهدانى اجمل هديه ف الكون
قاطعنا طرقات على الباب دخلت والدتى بعد سماعها اذنى بالدخول وقد احضرت لنا الطعام قائله :الاكل النهارده من ايد بحر
رددت عليها :يبقى اكيد لذيذ ..شوقتينى للاكل ي امى اكتر م كنت جعان
ابتسمت والدتى فى سعاده وخرجت
قربت المنضده من بحر وجلبت كرسى وجلست فى مواجهتها اكلنا سويا وجلسنا نتبادل اطراف الحوار ونناقش امور سياسية واجتماعيه الى ان حان موعد قيام الليل استئذنت منها ف الانصراف دون ان اذكر لها اسباب وذهبت لاختلى بربى ابثه قدر امتنانى واثنى عليه سعادتى واحمده واشكر فضله وجهزت نفسى لاذهب لصلاة الفجر ف المسجد ...خرجت من غرفتى وجدت ضوء المكتبه مازال مضيئا ذهبت اليها ...
كانت تجلس على سجادة صلاتها تختتم الصلاه وتدعو الله ان يجعل الخير فيما قدره لى وله وان يححفظنا من المعصيه وتدعوه ان يظلل حبنا وارتباطنا وان لا يفرقنا ابدا ..جلست جوارها مؤمنا على دعواتها قائلا :الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات ..كنت خايف احسن ميكونش قلبك متعلق بقيام الليل
ابتسمت وقالت :لا متخافش ..انا وانت نسخه واحده ...متربيين تحت ايد نفس المعلم ...احنا قاسميين بننتمى لعالم تانى ...علشان كده جدو قرر اننا نتزوج ببعض
قلت لها متسائلا :كنتى خايفه ؟!
_؟!!!!!!
*لما فرضو عليكى تتجوزى
_كنت مرعوبه ...كنت عامله زى المجنون اللى حابسينه ف قفص وهو مجنون بالحريه
*طب ايه اللى معجبكيش ف العريس
_انه مكانش انت
نظرت لها بدهشه من ردها ماذا ؟! لم يكن انا ؟! ماذا يعنى هذا !!!!!
كأنها قرأت ما دار فى عقلى ف قالت :انا واثقه انك مستغرب انا مقصدتش انت بمعنى انت انا اقصد مكانش فيه اى ملامح من شخصيتك مكانش متربى بطريقتنا مكانش حافظ القرآن ..مكانش متعلم معانا ..ثقافته مش ثقافتنا ...هو مش قاسم لان قاسم وبحر حد واحد من كوكب واحد ...كل المجتمع ده هيبصلك على انك شيخ اسبور وعلى انى شيخه على ما تفرج ..لاننا بنضحك وبنبتسم زياراتنا للمسجد للصلاه بس ..ثقافاتنا شملت حاجات كتير جدا ...اكتر من ان اى حد ف المجتمع يفهمها غيرنا
كانت ملامح الخوف ارتسمت على وجهها مجددا ف ربت على يديها قائلا :مفيش داعى للخوف خلاص ..بقينا سوا بفضل الله
اغمضت عينيها بارياحيه قائله :الحمد لله
اذن الفجر ف أممتها للصلاه ...
عادت بحر الى منزلها ..اصبحت اراها كل يوم جمعه ف الاجتماع العائلى واوقات كنت اشعر انى اشتاق اليها بشده ف اذهب لزيارتها بمنزل عمى
قاسم
الفصل العاشر ...
بعد مرور اربع سنوات ..
الان اصبحت وحيدا ..منكسرا ..لم يعد احد منهم هنا ..انا اشتاق اليهم جدااا جميعهم ...تركونى لم يعد لى انتماء على الارض ..لكنى مخطئ ..مخطئ تماما ...تبقى لى سجادة صلاتى ..تبقى لى ساعات الليل الاخيره ...الله مازال هنا
.........................ً......................اليكم ماحدث فى سنواتى الاخيره ..اتفقنا مع عمى على ان الخطبه ستكون طويلة بعض الشئ بسبب الدراسة ..زهلت ان بحر كانت معى ..فى نفس الكليه وكانت احد الشواهد على الحادثه التى حدثت بها قالت لى ذات يوم _عارف انا كان نفسى اجيبها من شعرها وهميت عشان اعمل كده فعلا مسكتنى صحبتى ف الوقت اللى بدأت انت ترد عليها ...كان رد مفحم حقيقى
*الحمد لله اللى نجانى من الشر وكمان جعلنى سبب ف هداية انسان
هذا كان تعليقها فاجأنى بعض الشئ لكنى تجنبت الحديث ف الموضوع اكثر ف تلك الفتاه لها شرف لا ينبغى لنا ان نتحدث فيه كما نشاء
كانت تمر ايامنا بها بعض الروتين بين المنزل والمسجد والجامعه ..وكل عام كنت احصل على الامتياز مع مرتبة الشرف الترتيب الاول على الجامعة بينما بحر بين الجيد جدا والامتياز
تخرجت بفضل الله بينما كان مازال هناك عام على تخرج بحر ف مدت الخطبه اكثر
تم تعيينى بالجامعه وهنا انطلقت الشعله ....لم اعمل بالمدارس سوف اعمل فى الجامعه كانت لدى الطاقة الكافيه لكى ابدأ مشوارى الذى هيأت له منذ البدايه ايقنت هذا ف اول يوم ادخل الجامعة بصفة انى استاذ معيد لاحد المواد التربويه كان لابد من التفانى الحقيقى لجذب انتباه الطلبه الى فكرتى قربى الشديد من سنهم هيأنى لاحصل على قلوبهم ومنها استطيع ان اؤثر بهم ...كان مهم جدا بالنسبة الى ان استطيع التواصل معهم ف مهمة اعدادهم للبناء تحتاج الى هذا
هذا وطن لابد له من اعداد جيد كى تحصل على رفعه واقدام ...اظن بل اوقن ان هذا هو سر جدى او هذه هى المسيره التى يهيئنى لأكملها ..
"المحاضره الاولى "
دخلت الى الطلاب بعد اصطفافهم ملقيا عليهم السلام ...رد البعض بينما كان البقية مشغولون فى تعديل جلساتهم والتهيئ لاول محاضره ..كانت على وجوههم حماسة اول عام بالجامعه ..كانو مهندمين كمن ليس له خبره بالجامعه ...لا يهم ..اصطف الجميع وتهيأ لاول محاضره ...كانت الماده تختص بكيفية التعامل مع الطلبه وحثهم على حب دراستهم ووطنهم وكيف من خلال الدراسه انمى الانتماء الى هذا الوطن ...هذا الموضوع رائع يسهل كثيرا السبيل للوصول ...
_طبعا حضرتم اكتر من محاضره قبلى وشفتو نظام المحاضرات ماشى على اى اساس ..اما معايا انا هيكون النظام مختلف بعض الشئ ...هيكون الساعتين بتعوتنا عباره عن مناقشه ...الماده سلسه جدا ومواضيعها كويسه هنعرف نتناقش فيها كويس ...هبدأ اول محاضره لينا بسؤال نبدأ بيه دايرة نقاش المحاضره ...
وقفت ودققت النظر اليهم حتى اقوم بدراسة تعابير وجوههم ثم اكملت :بسم الله الرحمن الرحيم .."ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضو من حولك "
كتبتها على اللوحه المعلقه على الحائط ثم كتبت تحتها عنوان المحاضره .."كيفية التعامل مع الطلبه "وازدت من عندى " على النحو السليم " قلت :هذا العنوان سنعمل تحته بقية الترم سنناقش كل جزئيه فيه اما الايه الكريمه ف هى البدايه واليكم السؤال ..ماذا لو كان نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام فظا غليظ القلب ؟! كيف سيكون الحال
تركت المجال لهم لاستيعاب السؤال كى يتم الرد عليه بالنحو الصحيح ..رفع احدهم يده وكانت طالبه ..اشرت لها بالرد ف اجابت :لو كان صلى الله عليه وسلم فظا غليظ القلب وقاس على اصدقاءه مكنش هيقدر يبنى الامه الاسلاميه
قدر العظمه اللى كانت عليه لو كان فظا غليظ القلب لانفضو من حوله
ازهلنى الرد حقا اولا اجابت بالفصحى انا عرضت سؤالى بالفصحى لكنى لم انتظر ان يرد احدهم بالشئ ذاته ..اما ما ازهلنى حقا هو ردها على سؤالى الاخر _حضرت اسمك ايه
_كريس "كرستين" ميلاد
ابتسمj لها مبديا اعجابى الشديد بردها ثم وجهت حديثى للبقيه _حد تانى يحب يجاوب
رفع احدهم يده وكان شابا خجولا بعض الشئ يبدو على وجهه ملامح الذكاء البارز ...اشرت له بالاجابه بينما قال :رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عطوفا رحيما طيب القلب رغم ما عاناه فى حياته ..ربنا سبحانه وتعالى لما ارسله قال فى كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم "ارسلناك رحمة للعلمين " رحمه ورفق ولين وحياه جديدة كانت مكانته وقدره صلى الله عليه وسلم كبيره جدا ف مجتمعه بفضل لين قلبه ورحمته بالناس وبالمؤمنين لو كان صلى الله عليه وسلم فظا غليظ القلب لما كانت هناك حياه
كانت الاجابه رائعه ايضا ما هذا هم يستجيبون من هنا تأكدت ان الجميع يحمل تلك اللمحات للتطور ولكن يجب انطلاق شعلة البدء ..وادركت انى امتلكها بالكامل وسأطلقها فى وقتها المناسب
انتهى العام على نحو رائع انجزنا انا وطلابى الكثير والكثير من التقدم خلال الجلسات هذا ما اطلقها عليها ف هى حقا جلسات روحانيه كنا نستمتع كثيرا بها
ساعدنى كثير على العمل قلة عدد الطلاب وانفتاح عقولهم و استعدادهم النفسى للتقدم والتطور
كيف حالكم ؟
اجل هذا اسمى هو قاسم ذاك الذى اكتشفت ان الجميع يدعوننى به منذ ان خرجت من غرفتى المظلمه التي لطالما عشقتها وحننت اليها ...افتقدها بشده لم اكن احمل اى هم كنت وحيدا مستمتع بوحدتى اكل واشرب وانام كنت استمع امى تقرا شيئا مختلفا شيئا منغما ذو طابع خاص ف النفس كانت تهدا لها نفسى ...حين كانت امى تتوقف عن قرائتها كنت احزن بشده واحن الى سماعها كنت انتظر تلك اللحظه حتى تبدا امى في القرائه مجددا يدخل السرور الى قلبى وتدخلينى سكينه من نوع خاص ...اذكر أيضا انى رايت ابى مرارا كنت اشعر بالدفئ الشديد حين يضع يديه على او حين يقرب اذناه منى لكى يسمع حركتى وجين يشاهد قدماى وحى تبرز في بطن امى ف يظل يداعبها ويضحك وتضحك معه امى واشاركهم انا ببعض الضحكات ....كنت لهم الطفل الأول كانا يتكاتفا حتى يجعلان منى طفل خلوق نشا على الدين والحب والسلام هذا ما كنت اسمعه منهم دوما وهما يتحدثا لم اكن افهم هذا الكلام ..لا يهم ف كل ما اهتم به حينها ان امى ستعاود القراءه في كتابى المحبب ذكرت يوما ان ابى يقول لامى :ادينا صلينا روحى بقى اقرى شويه ف المصحف
المصحف هذا هو انه كتابى المفضل اصل سكينتى وراحتى هيا يا امى اقرأى واقرأى لا تتوقفى ف انا احبه بشده
انتظرو لحظه ..ما هذا المكان اغريب الذى دخلت اليه امى من ذاك الشخص الذى يرتدى تلك الملابس البيضاء ويمسك بادوات غريبه لا ادرى ما هذا لماذا ارتدت امى ملبسا غريب وما ذاك الشئ الذى يمسكه الطبيب لحظه ف امى تحدثه وتقول:هطول واللا ايه يا دكتور انا مش قادره
بعدها كل ما اذكره ان بدات امى بالصراخ وذاك الدكتور يفعل شيء لا افهمه وابى ؟!اين ابى اين رحل وترك امى في مثل هذه الحاله دعت امى ابى وجاء مسرعا ليمسك بيدها ويقول لها قولى الله فتصرخ هي ب الله تدوى و....,,!!!!!!!!!!!
انه شيء يدفعنى للخارج ..خارج غرفتى المحببه لارى العالم واى عالم ذاكل ايوجد شيء غير غرفتى لا اذكر كثيرا بعدها سوى امى وهى تحتضنى والعرق قد بلل وجها وابى يحتضنا سويا ويبتسما كلاهما لى لارد لهم الابتسامه فيضحك ابى ويقبل امى في راسها
......................................................................
كل شيء غريب عنى في هذا العالم في غرفتى كان كل ما اراه هي ابى وامى والأخير الذى رايته غيرهم كان الطبيب الذى اخرجنى الى هذا العالم ومن ثم بدا العالم يظهر بصوره أخرى بدات احتاج الى الطعام والى الشراب احتاج الى النوم ما هذا الشئ ؟!!!! (الاحتياج)وماذا يعنى انها رغبة اكتشاف الحياه كانت تحملنى امى وتسير بى في شوارع وتنتقل بى من مكان الى اخر وهى تحملنى اود ان أكون مثلها واسير مثلها هناك اشاء غريبه تظهر لى كل يوم أصوات ضوضاء ادركت فيما بعد انها ركن اساسى من هذا العالم سيارات تملا المدينه والشوارع أناس متراصون ف الشوارع بغير نظام امى تحملنى لتدخل بى الى تلك البنايه بداخل السور القديم اجل انا اعرف الى اين تذهب الى منزا والدها الحاج على شيخ كبير لكنه يبدو في (عز شبابه )كما تقول علي جدتى دوما امى لها اخ واحد فقط هو خالى مصطفى اصغر منها بسنين ولكنهما على علاقه طيبه ببعضهما صديقان حقيقيان متزوج وله بنت وولد تجلس امى مع اسرتها ساعات الى ان ياتى ابى يتناول العشاء ويصلى العشاء جماعة مع خالى وجدى ويعود على الفور هو وامى الى منزلنا وتظل امى بجوارى تقرا لى في كتابى المفضل الى ان يغلبنى النوم
......................................................
كانت ايامى رائعه تحمل أشياء من الاختلاف ف كل يوم افعل شيء جديد ابدا ف الحركه ف الطعام ف النوم بشكل افضل ابدا ف الاستماع ف الانتباه كلما قال احدهم قاسم او فاطمه ..فاطمه هو اسم امى حبيبتى واوقات انتبه اذا قال احدهم اسم ابى محمد كنت ابتسم كثيرا واضحك كثيرا ومعظم اوقاتى لعب كنت احب ذاك اليوم الذى تصحبنى امى وابى الى منزل جدى والد والدى الحاج قاسم ذاك الشيخ الذى شيب المشيب له لحيه بيضاء كبيره ناعمه ورائعه تظن ان لا احد يملك مثل جمالها او انها لا يجوز ان تكون لاحد غيره يمسك بيدى الصغيره ويقول لى بصوته الهادئ :قاسم يا حته من قلبى اهو انت بقى اللى جيت عشان تنور دنيتى بعد م كات عتمت ربنا يباركلك ف عمرك ويجعلك نور لدينك ولامتك انت اللى هتكمل مسيرتى يا قاسم لازم انت اللى تكملها ..............
قاسم
الجزء التانى
مرت الأيام وانا ف هذا العالم العجيب عالم مختلف غير تلك الغرفه المظلمه التي هي وطنى لكن هذا العالم مميز به العديد من الاسرار يحاول الجميع ان يكتشفها لكن لم تستهوينى هذه الأمور كل ما يملا عقلى ويشغل تفكيرى هو ذاك جدى
ذالك القاسم ذو العقل الراجح والابتسامه المشرقه
تلك العينان اللتان تنتميا للجنه فى ضمته دفئ وفى قلبه سعه ...دائما ما يضحك ضحكات عاليه
يعلن بها بدئ المجلس ويعلن اصطفاف اعمامى وعماتى وابنائهم بالجوار يلعبون اما عنى ف امى لا تفارقنى ولا تتركنى اللا فى حجر جدى هذا ما اريده وهذا ما ابحث عنه ان يخلو الى جدى ف يحدثنى تلك الاسرار التى يخبئها ذاك الحديث عن المسيره التى يفترض ان تكتمل وانا من على اكمالها ....انا استمتع بالحياة اكثر من ان يظن انسان اننى استمتع
تجلسنى امى الحبيبه على قدماها وتبدأ فى قراءة كتابى المحبب المصحف الاستماع اليه يهدينى السكينة دوما ...
هناك شئ ما على اخباركم به شئ مميز حدث اليوم قد اصبحت اعتمد تماما على نفسى ف السير بالاضافه الى انى اصبحت اقول بعض الكلمات ربما لم تصدقوا ان اول كلمه نطقها لسانى هى الله ....الله ...نظرت الى امى وظلت ترددها الى ان بدأت انا فى ترديدها ولكن امى تركت الامر سرا ولم تخبر ابى بعد ....تتركها له مفاچأه من نوع خاص سيطير لها قلبه فرحا
دخل ابى المنزل بعد يوم شااق جدا كان يبدو عليه علامات الارهاق الشديد خطوت نحوه خطوات سريعه هربا من امى التى تداعبنى حملنى ابى فرحا ف ابتسمت له وقلت لا اراديا الله
نظر لامى فى دهشه ف قالت: اول كلمه نطقها ي محمد هى الله قاسم ابننا بدأ يمشى على الطريق الصح ...هيكبر زى م نحلم ي محمد
قالتها ودموه عيناها تنزل اغمض ابى عينيه وضمنى اليه وقال فى امتنان :اللهم لك الحمد
ما اروع ذاك الشعور حين يتحقق ما تحلم به
مرت الايام وما زلت اكبر واتحدث ويحدثنى من حولى ...اذهب الى مكان ما مع ابى كل يوم خمس مرات لا اعلم ما ذاك المكان ولكنه يحمل سكينه لا اشعر بها اللا حين تقرأ امى ف المصحف
كانت امى دوما ترافقنى منذ ان اخبرنى جدى بانه يملك سر ما ليخبرنى به وددت دوما ان اطلب منها ان تفارقنا ولكنى اخجل واخشى ان اسبب لها حرجا من نوع ما ف اصمت بينما يشرح لي جدى بعض الامور عن الدين مثلا الصلاه كان عمرى ست سنوات واعلم العديد من الامور عنها اصبحت مسلما على علاقة بالله كان جدى يحكى لى قصص الانبياء وصحابة رسول الله اخبرنى كيف يتمكن الفرد من انشاء امه وتغيير مجتمع باعرافه واعراقه ....قاسم الجد يخبر قاسم الحفيد كيف يكون بطلا ..كيف يكون معجزة فى زمن اختفت فيه المعجزات
بعد ان ينتهى هذا الاجتماع الاسرى الجميل فى بيت جدى يتأهب الرجال ونذهب جميعا الى المسجد "اخبرنى ابى عن اسمه " نجلس سويا فى صمت تام نستمع للخطيب وهو يلقى خطبته ومن ثم نؤدى الصلاه ونجلس سويا فى حلقه بعد ان يفرغ المجلس ثم نقرأ سورة الكهف "كنت قد تعلمت القراءه وكان جدى وامى يدربانى على قراءة القرآن " ابى واعمامى وجدى
كنت دوما انا من يفتتح هذه الحلقه ..ننهى القراءه ونخرج سويا نعود الى المنزل حيث اعددت النساء مائدة طعام الغداء نأكل سويا ثم ينصرف كل شخص الى عمله ...
ينظر الى جدى فى عجله ويدخل غرفته ف ادخل وراءه يكمل على سرد سير العظماء ...سأصدقكم القول لم اكن افهم كل ما يقال وهو يعرف هذا جيدا لكنه يكمل كان جدى يقوم باعدادى لشئ خيالى
قاسم
الجزء الثالث
ابى ...حدثتكم كثيرا عن جدى وعن اسراره وعن غموضه ...حدثتكم عن امى وامجادها بينما لا اذكر ابى كثيرا
رغم ان ابى كان هو اساس عالمى غير انه كان يسطحبنى للمسجد اللا انه كان ياتى الى فراشى فى آخر الليل ويظل يداعبنى حتى استيقظ اتوضأ ونصلى سويا قيام الليل ونظل نرتل ايات الرحمن الى ان يؤذن الفجر نذهب سويا الى المسجد نصلى ثم نعود الى المنزل كان المسجد يبعد قليلا نظل نتناقش انا وابى ونتبادل الحديث الى ان نصل ثم نرتل اذكار الصباح سويا الى ان اغط ف النوم ثم استيقظ وقد اعدت امى الافطار نفطر سويا ثم يرحل ابى لعمله
وتظل امى باقى اليوم تعلمنى كيف اقرأ كيف اكتب ترتل لى الايات اعاونها فى اعمال المنزل كنت طفلا يحمل شيئا من ذكاء رجل كبير اظن ان هذا يرجع الى ابى
كنت انتظر عودته من العمل بفارغ الصبر لا ادرى كيف ارتبط به الى هذا الحد كنت افخر به اشد الفخر واباهى به كان له رجاحة عقل لا منتهيه وحكمه فى وزن الامور ...اذكر يوما كنت فى بداية الدراسه كان اول عام التحق فيه بالحضانه وحدث ان رايت احد الطلاب يمسك المصحف باهمال كانه كتاب عادى ..ياللهول ذهبت اليه مهرولا وعنفته بالكلام كيف تهمل كتابى المقدس كيف تتجرأ عليه ...تعجبت يومها الا يمثل المصحف بالنسبة للجميع ما يمثله لى ..الا ينتمى اليهم وينتمون اليه ..الا يدركون قدر السكينة التى يحمل ...افتعل الطالب لى مشكله أدت الى استدعاء والدى الى المدرسه كان يحمل هدوءا رائعا استطاع من خلاله ان يحل الاشكال ويلقن جميع من كان بالغرفه من المدير ووالد الطالب وبعض المعلمين درسا عن قدر ذالك الكتاب المعظم
ادرك ان درسه غير فى كل شخص ممن كانو ف الغرفه اما عنى ف ابتسمت له قبل راسى واخذنى ورحل ونحن ف الطريق قال لى :بس انت غلطت كده ي قاسم
رددت :ليه ي بابا هو انا مش من حقى ادافع عن مقدساتى
قالى لى فى هدوء دوما ما يدهشنى :بالحكمه تعرف تدافع عن حقك وتاخده من اى حد ..الحياه لازمها ذكاء وعقل يوزن الامور ...دلوقتى انت حصلتلك مشكله وقالو انك اتهجمت ع الولد ...لكن محدش قدر يعملى مشكله بالرغم انى دافعت عن نفس الحق ف مكتب المدير ...بعدين لازم تعرف ازاى تدافع بهدوء وتنصح بحكمه وتريس
ابتسمت له وساد الصمت دوما ما كنت اقلب كلماته فى راسى كانت كل كلمه منه حكمه لابد السير عليها ...دخلنا يومها الى دكان المثلجات المجاور لمنزلنا ثم عد
اتممت سبع سنوات وكل ساعة يزداد تعلقى بابى وحبى الشديد له حد انى اذكر فى احد ايام الجمعه طلبت منه ان نجلس سويا وان لا نذهب الى بيت جدى قاسم لانى لا اجلس مع ابى كثيرا هناك لكننا لم نستطيع خرق القانون القاسمى ذهبنا عند جدى ولكن ابى كان بجوارى طوال اليوم ...كانت امى حامل ..اجل كانت فى شهرها التاسع وخلال هذه التسعة اشهر تقربت من ابى اكثر ...وفى نهاية تلك الجمعه جاء موعد رحيلنا الى المنزل كنت جالسا مع جدى انظم معه موعد فى منتصف الاسبوع اعوض ما قد فاتنى لانى لم اجالس جدى دخل ابى علينا ..قبل راس جدى ويديه و احتضنه بقوه كانه لم يره منذ سنوات اخذنى ابى من يدى وانطلقنا نحو منزلنا وف الطريق اوصانى ابى ببر امى ومعاونتها على امور الحياه اوصانى ان لا اقطع صلاتى ولا الورد الخاص بى لم لكن افهم شئ ولا ادرى لماذا يقول كل هذا اهل سيسافر ....
اجل سافر بلا عوده استيقظت فى موعد صلاة القيام لكنى لم اجده لماذا لم يستيقظ الى الان
مات ابى وغابت شمسى من ذاك الحين لم اعد اتحمل شئ انا لا افهم لماذا لم يستيقظ والدى اخبرينى يا امى رجاءا اين ذهب ابى اين رحل ولماذا تركنى وحدى يا فاطمه اخبرينى ...الم يوقظنى محمد كل يوم للصلاه ...الم اذهب معه للمسجد ...الم يداعبنى ...ويجلس الى ...لماذا يا ابى تركتنى ورحلت
قاسم
الجزء الرابع
هنا كان السقوط الاول .. جلست اسبوعا كاملا اتضرع الى الله ان يرده الى او ان يأخذنى اليه على سجادة الصلاه الخاصه به ممسكا مسبحته لا انام اقف فى الشرفة انظر الى الطريق من وقت الى آخر ..وامى قد اختفت تماما لا اعلم اين ذهبت ...الى ان دخل جدى الغرفه :ايه ي قاسم ...هتفضل قاعد ف الاوضه كده ..
*م انا بدعى ربنا يخلى بابا يرجع عشان وحشنى اووى
امتلأت عينا جدى قاسم بالدموع وقال:بس باباك مش هيرجع ي قاسم ..هو مات توفاه الله ..روحه الطيبه الجميله رجعت تانى عند ربنا ...اصل كل ارواحنا بتروح عند ربنا لان عند ربنا ده مكانها
*طب ليه ماخدنيش معاه هناك ..مش هو بيحبنى
كان جدى متماسكا بقدر حزنه على فقيده قال لى :عشان لسه انت ليك عمر تعيشه هنا المفروض تدعيله بالرحمه والمغفره ..وتاخد بالك من امك واختك ..مامتك ولدت
*بجد ي جدو انا بقى عندى اخت صغننه
قلتها بمرح طفولى وكأنما نسيت ما قد اصابنى
(ثراء)هذا هو اسمها وانا من اطلقته عليها ثراء أروع من يمكن للعين ان تراه مر علينا وقت وانتقلنا للعيش في بيت جدى على (والد والدتى )كانت أيام تمضى كانت قاسيه جدا ف هنا لا يوجد ابى كنت أقوم كا ليلة صلاة وتضرعا لله ف انا اعرف ان الموتى يحتاجون الى دعاء زويهم وانى لا بد ان ادعو لابى لانى ما تبقى له ف الدنيا ف انا عمل بقى وولد صالح يدعو لابى هذا ما قاله جدى وكنت قد فهمت منه انه على ان لا اقطع صلاتى وان ادعو الله دوما لابى كى يرزقه الرحمة ويسكنه الجنه ويلحقنا به كما قال جدى
بعد شهور على هذا الوضع كنت اذهب كل يوم جمعه الى بيت جدى قاسم انا وامى والصغيره ثراء جاء جدى قاسم الى بيت جدى على وكان معه احد اعمامى وكان خالى مصطفى حاضرا دخلت امى وجلسو جميعا لكنى لم ادخل معهم بعد قرابة الثلاث ساعات خرج جدى قاسم واخبرنى انه خلال أسبوع سانتقل للعيش معه في منزله لم اكن افهم شآ كان الوضع اكبر من ان افهمه تم عقد قران والدتى على عمى لكننا انتقلنا انا وامى للعيش في بيت جدى وعمى كان في منزله كما هو ..ادركت بعد زمن بعيد انه عقد القران كان بمثابة شئ روتينى كى يمنع عنا كلام الناس كما ان جدى يريد ان يربينى معه وتحت ظله كما انه لا يريد ان يبعدنى عن امى ..اما عن فلم يكن اى وضع يختلف عن غيره سواء عند جدى على او قاسم ف انا بدون ابى رغم قدر حبى لهما
انتقلنا الى بيت جدى قاسم وهناك كان الوضع مختلف شيء ما ف جدى قاسم اخذ دور والدى في تربيتى وفى اهتمامه بى كان يعرف عنى كل شيء فهو من أسس هذه العقليه القاسميه ف انا احد جنده او جنديه الذى يعده لشئ ما ..كما اخذت انا دور والدى في تربية ثراء طفلتى المدلله وجميلتى وملكتى كنت لها مثلما كان ابى لى كى لا تعانى نقص لان ابى قد وصانى بهذا ...زادت جلساتى انا وجدى فلم تصبح اسبوعيه فقط بل أصبحت يوميه كما أصبحت اناقش معه بعض الأمور مثلما كان يفعل والدى كنا نصلى سويا ويصطحبنى للمسجد كانت الحيا تمشى على نحو جيد الى حد ما لكن كان ينقصنى دوما وجود ابى
أصبحت قارئا كان عمرى تسع سنوات واتممت حفظ القرأن الكريم يومها احضر لى جدى اول كتاب اذكر جيدا كان موضوعه عن كيفية تأسيس المجتمع الصالح ...موضوعا كان يكبرنى جدا بل كان يكبر اى طفل في نفس المرحله العمريه لكننى فهمت منه أجزاء كان يكبر اى طفل لكنه لا يكبر قاسم ...ف انا لست كأى طفل يحمل نفس عمرى
اصبح جدى هو مصدر امدادى بالكتب كنت اعرف كل شيء في منزله سوى غرفه مجهوله لم يسمح لى بدخولها لا ادرى لماذا لأول مره يثيرنى الفضول الى شآ بهذا الحد جدى زاد غموضه اضعاف وانا لا املك شيء سوى ان انتظر الأيام وما تكشفه لى عنه .....
قاسم
الجزء الخامس
تمر الايام سريعا كانما تعجل بنا للموت او للقاء مصائرنا ...ومعرفة ما يخبأه القدر انا الان فى الشهاده الثانويه ولكن دعونى قبل هذا اتطرق الى احد الامور هى مواجهتى مع الواقع وما يحمل ...حين نشأت كنت اظن ان كل المجتمع ينشأ على نفس الوتيره الجميع يقدس ما اقدس يفكر بنفس المنطق ..يناقش بعقلانيه ويمتلك الحكمه لكن بكل اسف لم اجد هذا وجدت مجتمعا قمه ف التسيب مجتمع مع احترامى له لكنه لا يحمل لو جزء بسيط من عقل كى يفكر به ليس تقليلا من شأنه انما هى حقيقه مع الاسف وجاء هنا دور جدى وامى كان دورا عظيما مثل دور ابطال الكرتون الذين يتدخلوا ف الوقت الحرج ليقوموا بانقاذ الوضع ...وقفا بجوارى وظللا يشرحان لى العوائق فى هذا المجتمع وان الناس لم تنشأ هنا على المنهاج الصحيح
رغم نشأة فجوه كبيره بداخلى الا انى لم البث ان تعاملت معها وعرفت كيف اتعامل مع اختلافى مع هذا المجتمع ...لكنى مع الاسف لم اعرف كيف اجعل المجتمع يتعامل مع اختلافى ....
اعود بكم الى ثانويتى او فلنقل محطة ارتقائى كان عاما رائعا مختلفا فى ترتيبه بعض الشئ كان الجميع يقدم لى الدعم جدى وامى وثراء التى اصبحت رائعه بحجابها ...اعمامى وعماتى وخالى مصطفى وجدى على وجدتى وانا كنت سعيدا كنت اشعر ان هناك انجاز ما على ان اقوم به مر العام على خير ولكن ...هنا حدثت كارثه قد انشغلت عن ربى ...اقوم الليل واقرأ الورد والاذكار ولكنى لم اعد اذهب الى المسجد كان هذا التقصير بعد انتهاء العام وقبل ظهور النتيجه سائت حالتى النفسيه لاول مره تسوء بهذا القدر اصبحت افكر كثيرا فى ابى وماذا لو كان موجودا الان ...قلت جلساتى مع جدى
كل ما يدعونى اليه اتعلل لم اعد اجالس ثراء ولا امى وهنا ...كانت تتجلى العظمه فى دور الام والصديق والمراقب ظن الجميع انى مستاء جراء العام الدراسى ولكنها كانت تعرف ما بطن فى كانت تلحظ انى لم اذهب للمسجد كانت تعرف ان هذا دائى دخلت غرفتى يوما فى موعد الصلاه ...وعندها صفعتنى على وجهى كنت مخطئا عالما قدر خطأى فوقفت امامها مطرق الرأس لا اقوى ان انظر الى عينها ..اقتربت منى وامسكت بلياقة قميصى قائله :خلاص كبرت على انك تروح المسجد ..بتتكبر انك تمشى خطوتين تقرب بيهم من ربك ...فاهم انك كده خلاص عملت كل اللى عايزه لاخرتك .
اخرجتنى خارج المنزل واكملت :ادينى هقفل بابى ف وشك وده اللى هعمله ف الاخره روح رد روحك للى مش بيقفل بابه
أغلقت الباب ورحلت انا الى المسجد بكيت كثيرا ..دخولى المسجد وعودتى الى السكينه التى فطرت عليها اشعرنى بقدر خطأى ...صفعة امى ايقظت ما قد مات من روحى بعيدا
اعلم ان الجميع سيرى المبالغه فيما حدث وكيف تموت الروح او جزئا منها لمجرد اننى لم اذهب للمسجد الجميع سيسأل لطالما تقيم صلاتك على وقتها وتقوم الليل وتقرأ وردك واذكارك اين اذا المشكله ...امى لم تبالغ ف الله يحب تقرب عبده اليه يحب من العبد ان يتقدم كما تعتاد الروح على القرب ف مجرد شئ بسيط من البعد مهما كان ضئيلا يؤثر جدا ف النفس وان لم تكن تملك اما كفاطمه سينتهى بك الحال عاجلا غير اجل
كان جدى يصمت حين تتحدث امى ف هو يعرف انها على صواب وان هذا ما تسعى ان تجعلنى عليه اقترب من الله بلا عوده وبلا نهاية وبلا سقوط لان جدى يعرف كل هذا لم يكن يعترضها حين تعنفنى او اذا عنفتنى ف انا لم ارى منها قسوة طيلة حياتى ...
ظهرت نتيجة العام وحققت انجازى المنشود فقد حصلت على ثمانيه وتسعين وتسعه من عشره بالمائه ...فعلتها كانت نتيجتى مقاربه لنتائج كل عام هذا هو ما انا عليه متفوق دراسيا هنأنى الجميع وكانو سعداء حد انهم اقامو لى حفلا خاص يدخلون به السرور على قلبى واحتفالا بشفائى قبل تسلل مرض البعد عن الله الى قلبى ...اما عنى فكانت ليلتى حافله قد خلوت فيها الى ربى تضرعا شكرا له وادعوه حتى يتمم ما انعم على به وبالطبع لم انس ابى من دعائى ولا امى ولا جدى او ثراء دعوت لهم جميعا ودعوت الله ان يهدينى لما هو خير لى ...غفوت حينها على سجادة صلاتى ورأيت ابى فى منامى ويا لها من رؤيه قد كان مضيئا لامعا كاشمس جاء الى واهدانى قلما واشار لى بالدخول الى احد الغرف التى كانت موجوده حولنا وحين قمت بالدخول وجدت مقاعد متراصه وجدى هناك وعلى وجهه ابتسامه اضائت وجهه
استيقظت من نومى وقد عزمت على امرى واتخذت قرارى
قاسم
الجزء السادس
اخذت قرارى واخبرت الجميع به ...هنا كان الدعم من ثراء وامى وجدى فقط لن انسى بالطبع كلمات امى حين قالت :انا مش عايزاك دكتور فاشل ولا مهندس معندكش اخلاق ولا عايزه محاسب يسرق او محامى ينصر الباطل ولا عايزاك مدرس يحط السم ف دماغ تلاميذه انا عايزاك بطل يدافع عن دينه وطالما انت اخترت طريق التدريس يبقى ربنا يعينك ويوفقك
احضرت لى الصغيره ثراء ماكت كان لتلاميذ وسط استاذهم وكان يبدو عليهم السعاده البالغه وانشراح الصدر جراء ما يسمعون ....كان قطعه فنيه لا ادرى كيف احضرتها شكرتها كثيرا عليها كانت هذه دفعتى الثانية ..اما عن جدى فكان سعيدا ابتسامته تحمل شئ مختلف سعاده مخفيه او هكذا رايتها ....كان سعيدا ايضا لاننى عدت اليه بعد ان غبت حوالى شهر كامل لا نتحدث لم يحضر لى هديه هذه المره ...بل وجدته يقف فوق راسى حين استيقظت ف الصباح قائلا :السلام عليكم ..بطلى فاضيلى النهارده عايزه ف مشوار
بطلى ..اهذه الكلمه صحيحه انا بطل جدى هذا شئ رائع اضاف لى حماسه ...
رددت :طبعا ي جدو انا فاضى اى وقت حضرتك تحب ..هتوضى بس واغير هدومى
لا لم يكن على صلاه بل انى احب دائما ان اكون على وضوء وهذا يفتح الطريق للحديث فى امر ما ولكن ساحدثكم به بعدما اريكم ما كان جدى يأخذنى اليه ....مشينا طريقا طويييلا انقطع خلاله الحديث بينى وبين جدى ف كان كلا منا منشغلا فى ذكر الله وصلنا ونزلنا من السياره كنا امام احد البنايات التى تبدو عليها انها مهجوره ....يا الله هذه مدرسه ..لكن لماذا يبدو عليها هذا القدم كان احدا لم يفتحها من سنين ...غاب جدى قليلا ثم عاد ومعه رجلا فتح لنا باب المدرسه وبدا جدى بالكلام :المدرسه دى ملك للدوله اتقفلت من حوالى خمس سنين علشان معادش فى طلاب بيجو وده حالها
*معقوله ي جدو ف العصر ده الناس مش بتودى عيالها مدارس ...واضح ان مفيش مدارس قريبه يعنى ليه الاولاد مش بييجو هنا
.._علشان كده انا جبتك هنا ي قاسم علشان انت اللى هترد الحياه للمكان ..انت اللى هتقنع الاهالى يرجعو اولادهم المدرسه تانى ..."انت اللى هتمد الامه بمدادها اللى هتكتب بيه عن اعظم عصر ليها "
كانت هذه الجمله غريبه حقا انا ،مداد،تكتب،اعظم عصر ...لم افهم شئ لكنى كنت سعيدا بهذا الانجاز الجديد
جاء يوم الجمعه يوم الاجتماع العائلى الا ان فى هذه الجمعه دعا جدى اسرة والدتى جدى على وخالى مصطفى وابناءه وزوجته وجدتى ...وفى بيت جدى قاسم وعلى مائدة الغداء اشتعلت النيران والجميع أصبح ينهال على بالكلمات ...ماذا حدث ...لكم حق السؤال ..يرى الجميع انى احمل شئ من غباء بل غباء تام كيف ان احظى بتلك النتيجه ف الثانويه والتحق بكلية التربيه لم ينصفنى احد الجميع رأى انى غير صائب فى قرارى وعارضنى اما عن فريق الدعم الخاص بى ...فرأى ان هذه معركتى على مواجهتها وحدى وقفت فى ادب وطرقت على طاولة الطعام حتى انتهى الجميع من حديثه بدأت ف الكلام :انا عارف حضراتكم قد ايه بتحبونى وعارف كمان ان تهمكم مصلحتى بس هو ده المطلوب مصلحتى ...وانا مصلحتى انى اطلع مدرس وده اللى قاله بابا لما جالى ف المنام ...كلامكم احترمه لكن انا اسف مش ف مقدورى انفذه ....
انطفئت الحريق وهدأ الجميع ..جميعهم يعرفون ان لا رجعة لى ابدا هكذا انا حين اقرر شئ لا يصح ان اعود عنه لو كان ماذا
اعود بكم الى ذاك الموضوع الوضوء باستمرار ...لا البث ان انقض وضوئى حتى اتوضأ مجددا ف دائما لا بد ان اكون جاهزا لدخولى المسجد ...كنت دائما ما اهتم بمظهرى ....فقد اطلقت لحيتى واصبحت مثل لحية جدى ولكن لحيتى كانت سوداء كان مظهرى العام رائع بلا شك اتسنن بخلق الرسول ف انا امثل الاسلام كانت هنا المفارقه اختلاف بينى وبين العالم ..اكتشفت ان الملتزم فى عين المجتمع مهمل فى مظهره لهذا كانو يتشككون فى امرى ...لكن ما هذا الملتزم ..اليس جميع المسلمون ملتزمون ...اختلاف آخر
بدأت الجامعه كانت قريبه جدا من منزلنا مما سهل الامر فى رعاية امى وجدى وثراء ف رغم كثرة عدد اعمامى وعماتى الا انه انا وامى وثراء فقط من نسكن فى بيت جدى الواسع الكبير جدااا
ظهر ف الجامعة العديد من الاختلافات بينى وبين المجتمع ...يرى الجميع انى شيخ سبور كما اطلقها على البعض ظنا منهم انى اهتم بمظهرى وادعى التدين حتى اجذب حولى الجميع تحديدا الفتيات ...هه ولكن كيف وكل فتيات العالم فى عينى هن امى وثراء اختى فقط
لكن لا يصح لهذا المجتمع ان يصمت كان لا بد وان يختبر ما انا عليه حقا ...وكأنهم ملائكه
دخلت فى احد الايام الى الجامعه فى ابهى مظهر يمكن ان اكون فيه حضرت اول محاضره وخرجت الى ساحة الكليه كان هناك وقت قبل المحاضره الاخرى ...جلست امام احد الاشجار اشاهد قدر جمالها الحقيقى فى حين جاء من خلفى صوت انثوى :استاذ قاسم
الفت للخلف لكن لم انظر لها مطلقا قلت لها :خير ..ان شاء الله
كانت جريئه جدا حد انها حاولت الاقتراب منى كانت الجامعه برمتها تشاهد هذا المشهد وانا لم الحظ ذالك بل كنت ادعو الله فى داخلى ان ينجينى مما يمكرون
قاسم
الفصل السابع
كان مأزقا حقيقيا ...لا ادرى ماذا افعل ....كيف ازيح هذا الابتلاء عنى دون ان اغضب الله ...ابتعدت عنها مسرعا وقلت بصوت غاضب :حضرتك عايزه ايه
ظللت لم انظر لها مما اثارها وجن جنونها ..وحفزها اكثر نحو ما كانت تفعل قالت :معقوله كل ده ومش حاسس بيا كل ده ومش قادر تفهمنى ...مش قادر تحس انى عايزاك
اغمضت عينى فى ارياحيه كانما رايت ابى امامى فى غرفة المدير وبدأت حديثى بهدوء لم يكن مصطنع ولم اعرف كيف حصلت عليه :حضرتك مسلمه ...؟!
تعجبت جدا من سؤالى ف هى ترتدى حجاب لكنه كان قصيرا جدا غير انى لم انظر اليها اجابت فى دهشه شديده :ايوه يا استاذ ..مسلمه
_طيب ...يبقى حضرتك عارفه ان ربنا موجود حوالينا ف كل مكان ...قادر ف لحظه يقطع عنك النفس اللى بتتنفسيه ...قادر يوقف قلبك اللى بينبض ...ويشل حركتك وانتى بتغضبيه ...تقدرى تقولى لو روحك اتقبضت وانتى بتحاولى تخلى انسان مسلم ضعيف يغضب ربنا زيك ...ممكن تردى بايه ...او ايه مبررك وانتى واقفه قدامه يوم الحشر ...انا سامحتك ف اللى انتى بتعمليه ..بس انتى هتسامحى نفسك ...تفتكرى ربنا هيسامحك وانتى بتحاولى تغوى واحد من عباده ...
كان الصمت سيد الموقف وكلماتى تدوى ف الجامعه كما الرعد لم اتوقف اللا حينما سمعت شهقاتها ...لم انظر اليها ايضا قالت لى فى صوت منكسر ملئ بالدموع :انا اسفه ي استاذ قاسم ...انا قررت اتوب لله ادعيلى ربنا يهدينى
*ربنا يهدى الجميع ويعفك ويعف بنات المسلمين ويرزقك باللى يصون قلبك ويعينك على قربك منه
ذهبت وحمدت الله كثيرا كثييرا
بعد يومين كنت فى مسجد الجامعه حين جاء احدهم وقال ان هناك فتاه ف الخارج تطلب رؤيتك ...خرجت متعجبا وجدت فتاه منتقبه نقاب كامل حد ان عينيها لم تكن تظهر منها شئ ...انا لم انظر ايضا ولكن هكذا قال زملائى وهم يصفون لى الفتاة التى تنتظرنى ...قلت :خير حضرتك
قالت :استاذ قاسم حضرتك مش عارفنى ...انا اسفه اكيد مش عارفنى هتعرفنى ازاى ...انا البنت اللى عملت معاك المشكله من يومين
....ساد الصمت كثيرا قطعته هى حين قالت :حضرتك انا جايه اشكرك جداااا جداااا ..انا ربنا هدانى الحمد لله ...وبدأت احط رجلى على اول طريقه ..والفضل يرجع لحضرتك بعد ربنا طبعا ...
ابتسمت ف لطالما احب ان يهدى الله عبدا واليوم انا احد اسباب الهدايه ..اللهم لك الحمد
*بس حضرتك مفيش داعى تشكرينى الشكر لله ...على كل الحمد لله الذى يهدى عباده ..ربنا يثبتك
قلت الاخيره منهيا الحديث لكنها اوقفتنى وطلبت منى ان اقبل منها علبه كانت تحتوى على لقمة القاضى قالت انها احتفالا برد قلبها الى الله وانها قامت بوضع علبه فى كل مسجد
اخذت العلبه ودعوت اصدقائى ف المسجد وتناولنا ما بها كانت حلوه بطعم هداية عبد جديد ...
كانت الحياة طبيعيه جدا لكنها لم تخلو من النقاش بينى وبين جدى وبينى وبين اساتذتى ف الجامعة كنت الالمع والابرز تفوق ملموس
بالطبع كل من يعرف عنى هذه الصفات يظن انى ملاك لا اخطئ او ان المؤمنون لا يخطئون ...لا نحن بشر وقد اخطأ من قبل الانبياء والرسل ...كانت هناك اشياء سلبيه فى شخصيتى ف انا اناقش حتى اقنع من امامى برأييى ولا اقتنع ابدا ..متعصبا لكل معتقداتى احمل شيئا من برود فى تعاملى ..لم يكن لى اصدقاء سوى حبيبتى ثراء ..اكتفى عن العالم كله بجدى وامى وثراء ..كان هذا سئ لان الجميع سيرحل ...وكان لابد ان اكتفى عن العالم بوجود الله الذى لا يرحل ...كنت غريب الاطوار مع ثراء ...كنت تارة اداعبها واجالسها واسمعها وانصحها برفق وتاره اخرى ابعدها عنى لا اقوى الحديث معها اكون مرهقا حينها بشده ...لكنها كانت تفهم هذا كنت ايضا مزاجى وهنا كانت المشكله ...لكنى بعض الوقت كنت اتعامل مع كل هذا
انتهى العام الدراسى الثانى بالجامعه وحصلت على درجة امتياز مع مرتبة الشرف المركز الاول على الجامعة للمرة الثانية ...حينها كنت حضرت مبلغا مناسبا وكانت ثراء مقبله على الصف الثالث الاعدادى وكان لا بد لها من مفاجأه شئ يصفى زهنها فكانت اشبه باخيها تحتاج للسكون الدائم
ثراء هى حبيبتى وكنزى الذى تركه لى ابى كانت ابنتى فقد قمت بتربيتها على نفس المنهاج الذى قد تربيت عليه ...اصبحت نسخه منى وهى سعيده جدا وانا فى قمة سعادتى حين ارى هذا القاسم الانثوى ارتدت حجابها وهى ف الصف الرابع الابتدائى ودون ان يحدثها احد منا عنه طلبت منى ان نخرج لانها تحتاج لملابس حصلنا على موافقة امى بالخروج وحين عدنا كانت المفاجأه فيما اشترت ...كانت واعيه والسر وراء ارتدائها الحجاب هو حديث دار بينى وبين جدى امامها ف ادركت كيف تعف ذاتها وتحفظها
كما انها اتمت حفظ المصحف قبل التاسعه كانت رائعه ومبدعه وصديقه رائعه يجدر بالذكر انها كانت مثل عكاز استند اليه حين اميل للسقوط ...وكانت ترانى ابا واخا وصديقا كانت تحكى لى معظم اسرارها كنا نجلس ساعات نتحدث دونما ملل ....كان لابد وان احضر لها مفاجأه لم تتوقع حدوثها ........
نتوقف هنا قليلا لاذكركم بشئ ما اتذكرون تلك المدرسه التى اصطحبنى اليها جدى ...لم اكن انساها بل لم استطع ان انسى خصوصا امر المداد ...ذهبت الى مدير ادارة التربيه والتعليم وطلبت منه ان يعيد افتتاح المدرسه ...وكان الحديث كالتالى
*يعنى حضرتك ي استاذ فاهم ان الموضوع بسيط كده ...وبعدين احنا قفلناها لان مائتين اسره من اللى موجودين ف البلد رفضو الفكره
_بس انا واثق حضرتك ان الامر اتغير وانهم غيرو رأيهم ولو المدرسه اتفتحت الاطفال دول هيلاقو مصدر جيد للتعليم ...
*مش فاهم يعنى ي استاذ قاسم ايه اللى جد ف الامر
_مش هعرف اشرح لحضرتك بس انا واثق انهم هيوافقو ....
*كويس جداااا هاتلى طلب عليه امضاء ميه وخمسين منهم بس وانا ارجعهالك تتفتح واعينك فيها اول م تتخرج كمان ...انا مش اكره ابدا ان مصدر جديد من مصادر التعليم يتفتح ف المدريه
انتهى الحديث وبدأت معركتى مع اهل القريه كنت اذهب لهم يوميا واجالسهم حدثتهم بكل الطرق ..العقل والمنطق والعاطفه ..الى ان اقتنع البعض منهم وحضرو الى وقامو بوضع بصماتهم فهم غير متعلمين بالطبع ...لكن اعدادهم كانت قليله لم تتعدى الثلاثين ..وماذا بعد ...كان الجميع يتابع مدى تقدمى ولكن جدى رفض مساعدتى وامى لديها عملها لذا لا احب ان اثقل عليها
الى ان جائت الى ثراء فى احد الايام قائله :ايه ي استاذ ملقتش الحل لسه ..
_لا ي ثراء للاسف لسه ...
*طب واللى يجيبلك الحل
_وربنا ي ثراء انا على اخرى ي تقولى اللى عندك ي تخرجى برا
*طب بالراحه شويه ي عم م تزوقش ...شهرين ..الحل ف شهرين
_شهرين ازاى يعنى ...وضحى
*بص ي برنس انت تلم كام عيل من البلد وتاخدهم المسجد وتبدأ تديلهم دروس عن موضيع مهمه زى اتقان العمل بر الوالدين ...هيبدأو بعدد قليل وبعدين هيبدأو يكترو وبعدين على آخر اول شهر تكون البلد كلها بتحضر الدرس بتاعك وهنا تضرب ضربتك وتديلهم درس عن العلم واهميته ومتطلباته ووجوبه وكده ...والناس ف الريف بيحبو الجو ده وبيتأثرو جدا باللى بيلقى دروس
قبلت رأسها شاكرا الله قائلا بمرح :ي الله ع العقل نسخه منى ي نااس ربنا يحفظلى عقلى اللى رباكى
ضحكنا سويا بمرح كعادتنا
كانت الفكره رائعه مبدعه حقا اخذت كل التدابير وحضرت كل شئ لهذه الخطوة الكبيره وبدأت اجهز الدروس التى سالقيها واراجع ما بها واحضر ثراء والقى عليها الى ان بدأت كانت المواضيع شيقه جدااا جذبت الجميع وكما قالت ثراء قبل الشهر كان معظم اهل البلد يحضرون الدرس ليس الاطفال فقط ...
ضربت ضربتى واصابت وحصلت على موافقة الجميع وحماستهم ايضا ....
عدت الى مدير الاداره التعليميه ومعى الموافقه كنت سعيدا جدا ...طلب منى الانتظار واشار الى ان المدرسه ستكون فى استقبال الطلبه اول العام الدراسى الجديد
نعود الى الجميله ثراء وهديتى لها التى جعلتها فى ذروة سعادتها اخذتها من يدها وهى مغطاة العين وذهبت الى المدرسه كانت صغيره ف الحجم غير لائقه لاستقبال الطلبه وكان ف انتظارنا صناديق من كساء الجدران الملون "البويا" وادواة تنضيف ...رفعت الغطاء عن عينيها ...نظرت حولها وفهمت الامر صاحت فى سعاده :انت اجمل اخ ف الدنيا دى كلها ...روح ي شيخ الهى ربنا يرزقك الجنه وينعمك ف اخرته ويريحك ف دنيته
_م خلاص انتى هتشحتى عليا ...اجهزى بقى عشان عندنا شغل كتير ...لازم نخلص النهارده عشان من بكرا هيجى المدير والمدرسين والطلاب هيبدأو الاسبوع الجاى
تم تحويل المدرسه الى اجمل مكان يمكن ان تراه عينيك بلمسة الفريق القاسمى واستقبلت طلابها بنجاح
قاسم
الفصل الثامن
بدأالعام الدراسى الجديد كان عاما حافلا بالاحداث لم تكن جيده ولم تكن سيئه ...كانت الدراسه رائعه على المستوى الشخصى ذاع صيت التفوق الدراسى في كل انحاء الجامعه أنجزت في هذا العام الكثير والكثير ...اما عن ثراء ف كانت حالتها جيده الى حد ما لم تقابل اية مشكلات ف هي قمه ف التفوق
ذكاء ثراء كان يوفر علينا الكثير ف هي ذكيه وواعيه لذا لم تكن تحدث المشكلات او تقع فيها انتهى اكتشفت في هذا العام العديد من السلبيات في لم اكن اتوقعها يوما هنا علمت انى لم اكن اعرف اى احد من بنات عمى بل انى لم الحظ من الأساس انى لدى بنات اعمام من الأساس ...كنت اجلس مع أبناء اعمامى حين نذهب للمسجد كما انهم كان منهم زملاء ف الكليه و ف الجامعه اما عن الفتيات فلم احتك بهم على الاطلاق .....كما انى ادركت أيضا انى احمل شيء من برود أعصاب ولا مبالاه
بعد انتهاء العام الدراسى جاء الى جدى
*ايه ي قاسم ...اخبارك ايه
_الحمد لله ...خير ...لسه باقى على جلستنا ساعتين
*اممم فى مشكله كده وكنت محتاجلك تساعدنى
_خير ي جدى ...قلقتنى
*بص ي استاذ ...انت عارف عمك حسن ...وعارف هو قد ايه سئ ...ربنا يهدى ..
_ماله عمى ي جدى ...
*بص ي ابنى انا هحكمك وانت خليك عادل ف حكمك
كان جدى غريب بعض الشئ اعتدت غموضه لكن هذه المره كان مختلفا
*عمك مطلع عين اسرته بنته ومراته طول السنين اللى عدت دى وادى البنت داخله تالته جامعه ...جابلها عريس من يومين ومصر ل يجوزهولها والبنت وحيده وامها غضبانه عند اهلها ...وانا مش عارف اعمل ايه
_انا مش عارف ي جدى ازاى فى ناس كده مش يتق الله ف بنته ...طب هى البنت موافقه ؟!
*م هى لو موافقه مش هيبقى فى مشكله ...دى جت هنا من يومين وقلبت الدنيا عيااط و حزينه ....البنت دماغها مختلفه وتفكيرها مختلف محتاجه حد يفهمها
_طب وليه مكلمتش عمى ..تحاول تقنعه
كنت على ثقه تامه ان جدى يأخذنى الى امر ما ...امر ليس بالهين
*قعدت معاه ي ابنى واتكلمنا كتيير و م اقتنعش وقاللى ..هيجوزها العريس ده يعنى هيجوزها ....ف انا قلتله انك عايز تتجوزها
ابديت له ملامح المتعجب بشده ...
_مش واخد بالى ي جدى ...قلتله ايه ؟!
*ايوه قلتله انك عايزها ....انا عارف انك مش بتفكر ف الجواز وان مفيش حاجه ف دماغك غير دراستك ...عارف
_طب ولما انت عارف ي جدى بتقوله كده ليه
كان جدى هادئا واثقا كانما كان يخطط لها
*بص ي قاسم انا مش هكدب عليك ...انت كان مستحيل تجهز او تفكر ف الموضوع ...الى جانب انى اصلا كنت ناوى اجوزهالك بس كنت مستنى لما تخلص
نظرت له فى صمت دون ابداء اى تعبير على وجهى
لم يفهم جدى ما يحدث ...اهل وافقت ..اهل رفضت قلت له _طب هى موافقه ؟!
*اه هى موافقه ...ومامتك موافقه
قلت مبتسما ابتسامه جافه :انتو رتبتو كل حاجه ...وانا معزوم على كده
ابتسم جدى قائلا :براحتك لو مش موافق عادى ..ان شاء الله هلاقيلها حل ..وللعلم البنت انا اللى مربيها يعنى متقلقش ..نسخه منك
_خلاص ..على بركة الله ..ظبط كل حاجه مع عمى
*طب مش تشوفها
_مفيش داعى انا وافقت خلاص
قبل جدى رأسى وخرج من غرفتى مهللا بعدها دخلت امى وقد ارتسمت الوان السعاده على وجهها بارك لى ودعو لى بالتمام على خير
انتهت الترتيبات دون ان اراها ليس لانى لا ارغب بها لا بل ...الامور جائت سريعه ..سريعه جدا لم ادرك انى لم ارها الا يوم كتب الكتاب ...لا ادرى ايضا ما الانطباع الذى قد اتخذته عنى ...لم اهتم حقيقة
تزين بيت جدى باشرطة الاناره وتم حضور كل الاقرباء وحضر المأذون وناب جدى عنى وعمى عن "بحر " اتممنا كل شئ وكانت النساء فى مكان آخر من البيت الكبير ..كان الانشاد رائعا والزينه مبهجه الى حد كبير ..انتهى عقد القران وقمت انا بالامضاء على العقد وادخلو الدفتر الى بحر قامت هى ايضا بالامضاء مما جعل صوت زغاريد النساء يزيد البيت ابتهاجا ...جاء الى جدى *ياللا ي بطل تعالى معايا
_على فين كده
*علشان تقعد مع عروستك ..
_اخيرا
ابتسم جدى وامسك بيدى وبدأنا نسير ..سمعت صوت صرخات من ناحية النساء يا الهى انها ثراء ..خرجت تستند على مرفق امى وهى تتلوى من الوجع هرولت اليها ..حملتها سريعا وانطلقت بها ناحية المشفى
كان عقلى وقلبى فى حاله يرثى لها ف حبيبتى ثراء فى خطر ي الله ارحمها من الامها واعدها الى ف انا لا استطيع العيش بدونها ف هى طفلتى وابنتى لا تعذبها ولا توجعها ياارب
كان حولى العديد من الناس لكنى لم انتبه لاحد حتى امى وجدى لم انتبه لهم كان قلبى يخفق خوفا ...ارحمها ياارب
كان هذا ما انا عليهم رغم ان الطبيب طمأننا عليها وقال انها الزائده الدوديه ولابد من عمل عمليه جراحيه فوريه وكل الامور ستكون بخير و ان لا داعى للقلق ...كيف ل اب ان لا يقلق على ابنته
خرجت من غرفة العمليات وطلبو ان يجلس معها شخص واحد فقط ....لم اسمح لاحد بالحديث انا من سيرافقها
عاد كل من كان هناك الى منزلهم وبقيت انا بجوارها اصلى وادعو لها الله الى ان فتحت عيناها حمدت الله كثيرا وامتلأت عيناى بالدموع _الحمد لله على سلامتك ي نور عينى ...كده تخضينى عليكى بالشكل ده
قالت باعياء حزن له قلبى *الله يسلمك ي بطلى ...سامحنى ..مقدرتش اتحمل
_ميهمكيش ...فداكى كل شئ حتى يوم كتب كتابى فداكى
ابتسمت وكانت ذابله شئ ما *ي حبيبى سامحنى بقى ...نصيبك
_طيب نامى ي اختى ...لما تفوقى كده نتكلم
جلست اقرأ لها ايات الرحمن حتى غرقت فى نوم عميق ...كانت سعيده جدا ف اليوم ظهرت نتيجتها بالشهاده الاعداديه وخسرت درجتين فقط فكانت سعيده جدااا لكن الالم ضيع ما بها من سعاده ...يا الله احفظ لها سعادتها وانر قلبها بنور العلم ونور الاسلام
عدنا انا وهى من المستشفى الى المنزل وجلسنا قليلا مع العائله ...كنت احمل شيئا من ضيق فى صدرى اردت ان اتمشى ...كان قد مضى شهر منذ ان دخلت المستشفى ..لم ارى احدا خلال الشهر ف طلبت من الطبيب ان يمنع الزياره عنها هذه المده طويلة فعلا فقد قمت بعمل فحص شامل لى ولثراء واحضرت امى ايضا حاولت ان احضر جدى لكنه رفض ...كان هناك فرد اخر بالعائله على احضاره لكنى لم اكن معتاد على وجودها
يا لجمال السماء وتلك النجوم المبعثره فى فضائها الواسع يالروعة ما تحمل و ذاك التاج الذى تتوج به ...القمر ..راااااائع حقا يا الله سبحان الله ..دار كل هذا فى رأسى فقد كانت السماء ساحره بالفعل ادركت ان الوقت متأخرا ف عدت مسرعا الى المنزل ...كنت قد اشتقت الى جدى كثيرا ..ف ذهبت نحو مكتبته لاراه ..وانا فى طريقى تذكرت زوجتى لم ارها بعد ...لاول مره اسأل ذاتى ...ترى ماذا يكون شكلها ..وكيف تبدو ...
دخلت مندفعا ..:.وحشتنى اوى يا.....
قاطعنى ما رأيت من جمال يجلس على كرسى جدى
لأول مره في حياتى انظر لأمرأه غير امى وثراء ..لكنها كانت جميييله حقا
قاسم
الفصل التاسع...
رايتها للمرة الأولى زوجتى ايعقل اننا ف القرن الحادى والعشرين ويرى احدهم زوجته التي هي ابنة عمه للمرة الأولى مصادفه لكنها ...جميله وتشبه جدى لكننى لم اكن اعرف بعد
غضضت بصرى مسرعا لكن قلبى قد تعلق استغفرت الله سريعا فى حين هبت هى واقفه حين سمعت صوتى
وقفنا حوالى دقيقتين فى صمت تام اذكر انها حين نظرت اليها كانت مبتسمه فى خجل كأنما تنتظر هذا اللقاء قلت معتذرا :انا اسف حضرتك ..افتكرت جدى موجود
ردت بصوت يحمل هدوء الدنيا :ميهمكش ي استاذ قاسم ...انا اللى اسفه مكنتش اعرف ان حضرتك راجع دلوقتى
ظننت انها ملاك او حوريه سقطت من السماء من اجلى انا فقط ...اجل من اجلى انا هممت ان اسالها لكن قاطعنى دخول ثراء قائله فى عجله :ياللا ي بحر عمو مستنيكى ومستعجل
اشرت لثراء بالخروج ف خرجت ...نظرت تجاه بحر بسعاده شديده اذا انتى هى ايقنت حينها ان الله اراد ان يثلج قلبى عن اى هم وقع عليه اراد مكافأتى على تعلقى به همت بحر ان تخرج فى حين اوقفتها قائلا استنينى هنا لحظه
ثم قلت لها محذرا ..اوعى تتحركى من مكانك
_ايه ي جماعه رايحين فين
هذا ما قلته وانا ادخل غرفة الاستقبال كان بها عمى حسن وعمى احمد واسرتيهما وامى وثراء وجدى ..رد عمى حسن _هنروح ي قاسم
*تروحو فين دلوقتى حضرتك عارف الساعه كام ...وحضراتكم معاكم الاسره ...طب ينفع ده
نظر اعمامى لبعضهم البعض دون ان يفهم اى منهم سببا لكلامى ....لكن جدى قال موافقا على كلامى :قاسم عنده حق متفكروش ..مفيش مرواح ...جهزو العشا لقاسم ي بنات ...تعالى اقعد لحد م يحضرولك الاكل
خضع اعمامى لكلام جدى بينما قلت انا فى شئ من حرج :انا هتعشى مع بحر ف المكتبه قلتها وذهبت سريعا الى بحرى الواسع الى بحرى الساحر ف حين ابتسم الجميع فى سعادة
دخلت الى مكتبة جدى وجدتها ما زالت فى مكانها وقد ارتدت حجابها ..لا لم يكن حجابا عاديا بل كان نقاب ..اجل هذا الجمال لابد وان يتوج لا بد وان يظل مخفيا ...هى نسخه من جدى وتحمل بعض ملامحى تشبه ثراء بعض الشئ ...
قلت لها بعدما جلست على احد المقاعد :اقعدى ..واخلعى حجابك
اندهشت بشده ..:بس انا لازم انزل علشان بابا مستنينى
_مش هتمشى
قلتها مبتسما بدى انها منزعجه من غموضى ف قلت لها :جدو قال ان محدش هيمشى ف كله قعد
استرخت ثم قامت برفع حجابها ف معظم من ف المنزل نساء غير ذالك جدى واعمامى وانا
صمت قليلا وانا احمد الله سمعتها ايضا تتمتم ف قلت لها :بتعملى ايه
ردت بهدوء : بحمد ربنا ..اصلى من زمان جدا بدعى يوميا ف القيام يرزقنى بالزوج الصالح اللى يراعي الله فيا
_طب وانتى عرفتى منين انه انا كده
*غض بصرك عنى اول م دخلت قبل م تعرف انى مراتك ...اللى خلاك بتصون الاجنبيه عنك مش هتصون اللى منك
_بس انتى جميله جدا ...
ابتسمت بخجل ثم قالت :وحضرتك كنت بتعمل ايه ؟
_كنت بحمد ربنا لانى ادركت انه اهدانى اجمل هديه ف الكون
قاطعنا طرقات على الباب دخلت والدتى بعد سماعها اذنى بالدخول وقد احضرت لنا الطعام قائله :الاكل النهارده من ايد بحر
رددت عليها :يبقى اكيد لذيذ ..شوقتينى للاكل ي امى اكتر م كنت جعان
ابتسمت والدتى فى سعاده وخرجت
قربت المنضده من بحر وجلبت كرسى وجلست فى مواجهتها اكلنا سويا وجلسنا نتبادل اطراف الحوار ونناقش امور سياسية واجتماعيه الى ان حان موعد قيام الليل استئذنت منها ف الانصراف دون ان اذكر لها اسباب وذهبت لاختلى بربى ابثه قدر امتنانى واثنى عليه سعادتى واحمده واشكر فضله وجهزت نفسى لاذهب لصلاة الفجر ف المسجد ...خرجت من غرفتى وجدت ضوء المكتبه مازال مضيئا ذهبت اليها ...
كانت تجلس على سجادة صلاتها تختتم الصلاه وتدعو الله ان يجعل الخير فيما قدره لى وله وان يححفظنا من المعصيه وتدعوه ان يظلل حبنا وارتباطنا وان لا يفرقنا ابدا ..جلست جوارها مؤمنا على دعواتها قائلا :الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات ..كنت خايف احسن ميكونش قلبك متعلق بقيام الليل
ابتسمت وقالت :لا متخافش ..انا وانت نسخه واحده ...متربيين تحت ايد نفس المعلم ...احنا قاسميين بننتمى لعالم تانى ...علشان كده جدو قرر اننا نتزوج ببعض
قلت لها متسائلا :كنتى خايفه ؟!
_؟!!!!!!
*لما فرضو عليكى تتجوزى
_كنت مرعوبه ...كنت عامله زى المجنون اللى حابسينه ف قفص وهو مجنون بالحريه
*طب ايه اللى معجبكيش ف العريس
_انه مكانش انت
نظرت لها بدهشه من ردها ماذا ؟! لم يكن انا ؟! ماذا يعنى هذا !!!!!
كأنها قرأت ما دار فى عقلى ف قالت :انا واثقه انك مستغرب انا مقصدتش انت بمعنى انت انا اقصد مكانش فيه اى ملامح من شخصيتك مكانش متربى بطريقتنا مكانش حافظ القرآن ..مكانش متعلم معانا ..ثقافته مش ثقافتنا ...هو مش قاسم لان قاسم وبحر حد واحد من كوكب واحد ...كل المجتمع ده هيبصلك على انك شيخ اسبور وعلى انى شيخه على ما تفرج ..لاننا بنضحك وبنبتسم زياراتنا للمسجد للصلاه بس ..ثقافاتنا شملت حاجات كتير جدا ...اكتر من ان اى حد ف المجتمع يفهمها غيرنا
كانت ملامح الخوف ارتسمت على وجهها مجددا ف ربت على يديها قائلا :مفيش داعى للخوف خلاص ..بقينا سوا بفضل الله
اغمضت عينيها بارياحيه قائله :الحمد لله
اذن الفجر ف أممتها للصلاه ...
عادت بحر الى منزلها ..اصبحت اراها كل يوم جمعه ف الاجتماع العائلى واوقات كنت اشعر انى اشتاق اليها بشده ف اذهب لزيارتها بمنزل عمى
قاسم
الفصل العاشر ...
بعد مرور اربع سنوات ..
الان اصبحت وحيدا ..منكسرا ..لم يعد احد منهم هنا ..انا اشتاق اليهم جدااا جميعهم ...تركونى لم يعد لى انتماء على الارض ..لكنى مخطئ ..مخطئ تماما ...تبقى لى سجادة صلاتى ..تبقى لى ساعات الليل الاخيره ...الله مازال هنا
.........................ً......................اليكم ماحدث فى سنواتى الاخيره ..اتفقنا مع عمى على ان الخطبه ستكون طويلة بعض الشئ بسبب الدراسة ..زهلت ان بحر كانت معى ..فى نفس الكليه وكانت احد الشواهد على الحادثه التى حدثت بها قالت لى ذات يوم _عارف انا كان نفسى اجيبها من شعرها وهميت عشان اعمل كده فعلا مسكتنى صحبتى ف الوقت اللى بدأت انت ترد عليها ...كان رد مفحم حقيقى
*الحمد لله اللى نجانى من الشر وكمان جعلنى سبب ف هداية انسان
هذا كان تعليقها فاجأنى بعض الشئ لكنى تجنبت الحديث ف الموضوع اكثر ف تلك الفتاه لها شرف لا ينبغى لنا ان نتحدث فيه كما نشاء
كانت تمر ايامنا بها بعض الروتين بين المنزل والمسجد والجامعه ..وكل عام كنت احصل على الامتياز مع مرتبة الشرف الترتيب الاول على الجامعة بينما بحر بين الجيد جدا والامتياز
تخرجت بفضل الله بينما كان مازال هناك عام على تخرج بحر ف مدت الخطبه اكثر
تم تعيينى بالجامعه وهنا انطلقت الشعله ....لم اعمل بالمدارس سوف اعمل فى الجامعه كانت لدى الطاقة الكافيه لكى ابدأ مشوارى الذى هيأت له منذ البدايه ايقنت هذا ف اول يوم ادخل الجامعة بصفة انى استاذ معيد لاحد المواد التربويه كان لابد من التفانى الحقيقى لجذب انتباه الطلبه الى فكرتى قربى الشديد من سنهم هيأنى لاحصل على قلوبهم ومنها استطيع ان اؤثر بهم ...كان مهم جدا بالنسبة الى ان استطيع التواصل معهم ف مهمة اعدادهم للبناء تحتاج الى هذا
هذا وطن لابد له من اعداد جيد كى تحصل على رفعه واقدام ...اظن بل اوقن ان هذا هو سر جدى او هذه هى المسيره التى يهيئنى لأكملها ..
"المحاضره الاولى "
دخلت الى الطلاب بعد اصطفافهم ملقيا عليهم السلام ...رد البعض بينما كان البقية مشغولون فى تعديل جلساتهم والتهيئ لاول محاضره ..كانت على وجوههم حماسة اول عام بالجامعه ..كانو مهندمين كمن ليس له خبره بالجامعه ...لا يهم ..اصطف الجميع وتهيأ لاول محاضره ...كانت الماده تختص بكيفية التعامل مع الطلبه وحثهم على حب دراستهم ووطنهم وكيف من خلال الدراسه انمى الانتماء الى هذا الوطن ...هذا الموضوع رائع يسهل كثيرا السبيل للوصول ...
_طبعا حضرتم اكتر من محاضره قبلى وشفتو نظام المحاضرات ماشى على اى اساس ..اما معايا انا هيكون النظام مختلف بعض الشئ ...هيكون الساعتين بتعوتنا عباره عن مناقشه ...الماده سلسه جدا ومواضيعها كويسه هنعرف نتناقش فيها كويس ...هبدأ اول محاضره لينا بسؤال نبدأ بيه دايرة نقاش المحاضره ...
وقفت ودققت النظر اليهم حتى اقوم بدراسة تعابير وجوههم ثم اكملت :بسم الله الرحمن الرحيم .."ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضو من حولك "
كتبتها على اللوحه المعلقه على الحائط ثم كتبت تحتها عنوان المحاضره .."كيفية التعامل مع الطلبه "وازدت من عندى " على النحو السليم " قلت :هذا العنوان سنعمل تحته بقية الترم سنناقش كل جزئيه فيه اما الايه الكريمه ف هى البدايه واليكم السؤال ..ماذا لو كان نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام فظا غليظ القلب ؟! كيف سيكون الحال
تركت المجال لهم لاستيعاب السؤال كى يتم الرد عليه بالنحو الصحيح ..رفع احدهم يده وكانت طالبه ..اشرت لها بالرد ف اجابت :لو كان صلى الله عليه وسلم فظا غليظ القلب وقاس على اصدقاءه مكنش هيقدر يبنى الامه الاسلاميه
قدر العظمه اللى كانت عليه لو كان فظا غليظ القلب لانفضو من حوله
ازهلنى الرد حقا اولا اجابت بالفصحى انا عرضت سؤالى بالفصحى لكنى لم انتظر ان يرد احدهم بالشئ ذاته ..اما ما ازهلنى حقا هو ردها على سؤالى الاخر _حضرت اسمك ايه
_كريس "كرستين" ميلاد
ابتسمj لها مبديا اعجابى الشديد بردها ثم وجهت حديثى للبقيه _حد تانى يحب يجاوب
رفع احدهم يده وكان شابا خجولا بعض الشئ يبدو على وجهه ملامح الذكاء البارز ...اشرت له بالاجابه بينما قال :رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عطوفا رحيما طيب القلب رغم ما عاناه فى حياته ..ربنا سبحانه وتعالى لما ارسله قال فى كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم "ارسلناك رحمة للعلمين " رحمه ورفق ولين وحياه جديدة كانت مكانته وقدره صلى الله عليه وسلم كبيره جدا ف مجتمعه بفضل لين قلبه ورحمته بالناس وبالمؤمنين لو كان صلى الله عليه وسلم فظا غليظ القلب لما كانت هناك حياه
كانت الاجابه رائعه ايضا ما هذا هم يستجيبون من هنا تأكدت ان الجميع يحمل تلك اللمحات للتطور ولكن يجب انطلاق شعلة البدء ..وادركت انى امتلكها بالكامل وسأطلقها فى وقتها المناسب
انتهى العام على نحو رائع انجزنا انا وطلابى الكثير والكثير من التقدم خلال الجلسات هذا ما اطلقها عليها ف هى حقا جلسات روحانيه كنا نستمتع كثيرا بها
ساعدنى كثير على العمل قلة عدد الطلاب وانفتاح عقولهم و استعدادهم النفسى للتقدم والتطور
الفصل الحادى عشر
رغم روتين الايام الا انها كانت تحمل متعه من نوع ما وجه امى الحانى التجاعيد التى امتلأ بها وجه جدى لتجعله اكثر جمالا ...آه من جدى ..لقد اصبح جدى اكثر غموضا من اى وقت مضى ..أصبح لا يتحدث ..لقد اصبحت شابا ومازلت لا اعرف ما هو سره الكبير ..كل ما افعله هو استنتاجات فقط ...اما عن بحر فقد ازدادت جمالا وتفوقا وذكاء اكاد اجزم انها وثراء تملكان حماسة مائتى شخص مفعمتان بالحيويه وتملآن الحياة املا وابتهاجا ...انهت ثراء المرحله الثانويه وقد حدث وخسرت درجتان فقط كانت سعيده جداا ولابد من مكافئتها
طرقت باب غرفتها ثم دخلت بعد سماعى اذن الدخول قائلا_ايه ي حببتى مقدمتيش ف التنسيق يعنى
*اصلى هستنى المرحلة التانيه
نظرت لها متعجبا وقلت :ليه انتى ناويه على ايه ؟!
*اممممم تفتكر ناويه على ايه ؟؟
_ناويه تروحى ف داهيه بسبب استعباطك ...لما انتى عارفه انى مبحبش اللف والدوران ..م تلمى نفسك وتقولى اللى عندك
*احبك وانت متعصب ...خلاص خلاص ي عم هقول اهو ..الواحد ميعرفش يستعبط على اخوه يعنى
_انجزى بقى
*هدخل علوم "قسم فزيا "
قالتها وهى تضغط على نظاراتها فوق انفها فى شئ من الكبرياء المصطنع ابتسمت لها قائلا :ربنا يوفقك
جلست صامتا لا اتحدث انظر لها مبتسما فقط ف قالت :ايه المفاجأه
_امممم بصى ..اولا ..امك وجدك هنبعتهم على الحرم يحجو ويبقى جدك الحاج قاسم وامك الحاجه فاطمه
ابتسم متممه الحمد وشكرتنى بشده فنحن نعلم انهما يحتاجان الى هذه الزياره اكثر من اى شئ قالت :طب م نروح معاهم
_بصى المشوار مكلف شويه ولازم نطلعهم طالما الحال اتيسر بعدين بقى اخدك انتى وبحر ونروح ...
*طب ده اولا وثانيا ؟!!
_ثانيا بقى هنروح سوا انا وانتى اسكندريه ..نتفسح شويه هنقعد أسبوع بعد العيد
*حبيبااااااى ي اخويااااا لولولولو
_خلاص لسعتى ...عوض علينا يااارب
قبلت رأسها ودخلت امى وجدى على صياحنا ف اخبرناهم جديدنا وتهلل بيتنا بالبشر والسرور مجددا
ساعدتنا بحر فى تزين المنزل لتجهيز الحاجين للذهاب لزيارة بيت الله تجهزو واوصلناهم الى حيث الحافله المنتقله الى وجهتهم ..اوصلنا بحر الى منزلها وعدنا للمنزل حيث قالت لى ثراء ونحن نجلس على الطاوله للغداء ..
*بقولك ي برو
_قولى ي قدر البرو
*انا مش هروح اسكندريه
بدت على وجهى ملامح الاهتمام جليا مما اربكها بعض الشئ ف قالت :بص هو مينفعش انا اللى اروح المفروض تاخد مراتك ...انتو مخرجتوش سوا ولا مره ..وانا ي سيدى خدنى دلوقتى اكلنى ايسكريم ودخلنى سينيما ...وهاتلى شيكولاته وفشار واحنا جايين وكده ظبطت
نظرت لها متعجبا ..لديها حق انا لا اخرج وبحر للتمشيه على الاقل ولكن هذه نزهة ثراء وحق ثراء ..لمعت فى زهنى فكره ..نظرت لها وقلت .:جهزى شنطتك بسرعه انا نهاية ساعه وجى
تنصاع دوما لامرى دون نقاش او سؤال حتى
عدت بعد ساعه وفى يدى كانت بحر بحقيبة ملابسها _طيب حلو جدا ..قلتلى ليه اجهز شنطتى بقى ...ي ابنى عيش حياتك شويه ي قاسم مش كده
قالت ثراء هذا حين انفردت بها فى غرفتها لاجلب حقيبتها رددت قائلا :ممكن بس تهدى شويه هنتفسح سوا احنا التلاته وبعدين متنسيش اننا كاتبين الكتاب بس يعنى مينفعش نبقى ف شقه لوحدنا ..يعنى انا واخدك استغلال ي انسه افهمى
ابتسمت اخيرا قائله *اه اذا كان استغلال ف اسكندريه وع البحر وسمك مشوى ومكتبة الاسكندريه ومسجد كبير كده وجميل ننسى الدنيا فيه موافقه
كانت زيارة رائعه خياليه بعض الشئ استمتع ثلاثتنا بصوره كبيره جدا وكان هذا قبل عيد الاضحى
عدنا يوم عرفات اوصلنا بحر لمنزلها وعدنا للمنزل قمنا بتنظيفه سويا وازالة الاتربه سويا
كانت قد قامت ثراء بالتقديم للتنسيق ودخلت كلية العلوم من اوسع ابوابها
اعددنا المنزل لاستقبال العيد ولاول مره نقضيه بمفردنا فعلت كما اوصانى جدى احضر لى احد الرجال من معاملى جدى خروفا مناسبا واخبرنى ان جدى من امر به قايضته ثمنه وسألته ان يحضره ف الغد ...جلسنا انا وثراء امام التلفاز وامامنا قناة السعوديه والحجيج يلبون ..لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك ..ان الحمد والنعمة لك والملك ..لا شريك لك لبيك
كانت قلوبنا وعقولنا وجوارحنا تلبى مع الحجيج والسنتنا تنطق
دعونا جميع اعمامى وعماتى فى اجتماع اسرى لابد منه فى هذا اليوم المبارك ..فطرنا سويا وكان اليوم رائعا كنا مستمتعين جداااا فرحين ف لأول مره نحقق مطلبهما
مرت ايام العيد الرائعه بروحانيتها الجميله وعادت امى وقد اصبحت شابه مشرقة الوجه وبهية الطله تماما كما كان جدى
بدات الدراسة ..مهواى وانتمائى دخلت للمحاضره وكانت للفرقه الثانيه كان الطلاب يتوافدون لحضور المحاضره استقبلونى بحفاوه كبييره مما جعلنى متحمسا جدا للعام الجديد ..للننتقل الى اهم المراحل "الاعداد النفسى للطالب لتقبل مجتمع ووطن "
اثناء الدراسه فى احد الايام دخلت المنزل ملقيا السلام ..دخلت الى غرفة جدى وجدته نائما وامى تعد الغداء كانت ثراء لم تعد بعد من الجامعه دخلت المطبخ على امى قبلت يداها ضمتنى اليها بقوه قبض لها قلبى وجدتنى امسك بها كطفل سترحل امه لم استطيع ان افارقها كانت حياتى كلها تتلخص فى قلبها وضمتها وغرفتى المظلمه بداخلها آآآه يا امى لماذا كل هذه الشوق وانا فى يديكى سقطت دموعى بكثره لكنى اخفيتها مسحت ما سقط على وجهى وجلست معها نتحدث حتى انتهت ساعدتها وقمنا بوضع الاكل على السفره كانت حضرت ثراء برفقة بحر ...واستيقظ جدى وتناولنا الوجبه سويا
دلفت الى غرفتى مساءا وجلست احضر لمحاضراتى باقى الاسبوع طرقت امى على الباب ثم دلفت *ها ي بطلى بتعمل ايه
لا ادرى ما بال ذاك البطل الذى ينعتونى به جميعهم
_بجهز لمحاضراتى ي امى .
*طب كنت عايزاك ف موضوع بس خايفه اعطلك
_ياا خبر ده انتى هطعطلينى جدااا ...هههه انتى بتهزرى ي امى اؤمرينى
*ربنا يحفظك ليا ي ابنى ...ركز معايا ..من كام يوم جالى الواد ابن خالك مصطفى ..اكيد عارفه
_عمر اه ...ماله ؟!!!
تعلثمت قليلا وهى تقول :كان جى يقول انه بيطلب ايد ثراء ..
تعجبت كثيرا منه ..نحن على علاقة جيده بالجميع ولكن ..._بس البنت لسه صغيره ي امى
لا لم تكن صغيره هذا ما اعرفه جيدا واوقنه بداخلى لكنى لم اكن اتصور انها ستتركنى او ربنا ساعدى سينفصل عنى
*هو بص ..انا سألتها وهى قالتلى انها موافقه مبدئيا يعنى ..وقالت ان الموضوع كله ف ايد قاسم واللى هيقول عليه انا موافقه
_طيب خلاص خليه يجى فى اى ميعاد يناسبه
خرجت امى متهلله بالبشر لتحاكى خالى مصطفى ويحضر فى يوم غد بينما اخذتنى قدماى الى غرفة ثراء ...وجدتها متوتره بعض الشئ قلقت ان قد اصابها شئ قلت لها :مش شايفه ان لسه شويه انتى لسه داخله اولى جامعه يعنى قدامك خمس سنين بتدرسى ...وهتبقى شايله مسؤولية بيت وزوج ومين عارف ممكن اطفال كمان
*وغربه
قالتها من اعماق اعماقها قالتها بثقل رهييب وانا غير مستوعب
_مش فاهم غربة ايه
*بص ي سيدى انا هفهمك ...فاكر اخر مره زارونا فيها كات بعد العيد ..يومها لقيت اخته جيه تكلمنى قالتلى انه هيتقدملى وانه لو حصل نصيب هنسافر انا وهو لبلد اوروبى هنعيش هناك ..منها هعرف اتخصص بدراستى بالشكل اللى انا عايزاه ومنها هو يشتغل ف فرع تابع الشركة اللى هو شغال فيها ..قالتلى يومها انه مش مستنى رد منى وهو هيكلم ماما ويتفق معاك
_طب ولما كده هى راحت كلمتك ليه مش فاهم
*كلمتنى على أساس ابقى عارفه الوضع ومنه اعرف اقرر ..وكمان اخد وقتى ف التفكير قبل م ارد على ماما
نظرت اليها حزينا راجيا ان ترفض او تقول لا لن يحدث قلت :بقى هتسيبينى ي ثراء وهتتغربى
جلست بجوارى قائله *ي قاسم ياا حبيبى الحياة هنا تاعبانى ..انا بقيت بخاف من كل شئ ..بخاف امشى ف الشارع او اتكلم مع حد ...محدش شبهى عشان كده محدش بيقبلنى ...ده غير ان هنا مفيش احترام للقدرات العقليه ..تقدر تقوللى بشهادتى بعد م اخلص هعمل ايه ...انما ف اوروبا حيثما العلم ..حيثما البحث العلمى
ابتسمت لها وقلت منهيا :على بركة الله
ذهبت الى جدى وقصصت عليه ما حدث وقرارى لم يحدثنى كثيرا لكنى حفظت ملامحه حين يكون مرتاحا راضيا عن قرارى
ف اليوم التالى وكان الجمعه اجتمعت العائله الكريمه وف المساء حضر احد اعمامى وخالى مصطفى وجدى على وبالطبع جدى قاسم وانا
اعطينا للعروسين مساحتهما للحديث فى غرفة الاستقبال المفتوحه على الصاله الكبيره حيث نجلس ...خرجت ثراء وعلى وجهها ملامح البشر ثم خرج عمر قائلا ..:كده الفرح باذن الله خلال شهر ...ومن بكرا باذن الله هبدأ ف تجهيز الورق
هذا بالظبط ما كنا قد اتفقنا عليه انتهى الشهر على خير وتم عقد قرانهما واقمنا عرسا رائعا يليق بطفلتى وصغيرتى ..واوصلناها المطار وودعناها ...ثم رحلت
رغم روتين الايام الا انها كانت تحمل متعه من نوع ما وجه امى الحانى التجاعيد التى امتلأ بها وجه جدى لتجعله اكثر جمالا ...آه من جدى ..لقد اصبح جدى اكثر غموضا من اى وقت مضى ..أصبح لا يتحدث ..لقد اصبحت شابا ومازلت لا اعرف ما هو سره الكبير ..كل ما افعله هو استنتاجات فقط ...اما عن بحر فقد ازدادت جمالا وتفوقا وذكاء اكاد اجزم انها وثراء تملكان حماسة مائتى شخص مفعمتان بالحيويه وتملآن الحياة املا وابتهاجا ...انهت ثراء المرحله الثانويه وقد حدث وخسرت درجتان فقط كانت سعيده جداا ولابد من مكافئتها
طرقت باب غرفتها ثم دخلت بعد سماعى اذن الدخول قائلا_ايه ي حببتى مقدمتيش ف التنسيق يعنى
*اصلى هستنى المرحلة التانيه
نظرت لها متعجبا وقلت :ليه انتى ناويه على ايه ؟!
*اممممم تفتكر ناويه على ايه ؟؟
_ناويه تروحى ف داهيه بسبب استعباطك ...لما انتى عارفه انى مبحبش اللف والدوران ..م تلمى نفسك وتقولى اللى عندك
*احبك وانت متعصب ...خلاص خلاص ي عم هقول اهو ..الواحد ميعرفش يستعبط على اخوه يعنى
_انجزى بقى
*هدخل علوم "قسم فزيا "
قالتها وهى تضغط على نظاراتها فوق انفها فى شئ من الكبرياء المصطنع ابتسمت لها قائلا :ربنا يوفقك
جلست صامتا لا اتحدث انظر لها مبتسما فقط ف قالت :ايه المفاجأه
_امممم بصى ..اولا ..امك وجدك هنبعتهم على الحرم يحجو ويبقى جدك الحاج قاسم وامك الحاجه فاطمه
ابتسم متممه الحمد وشكرتنى بشده فنحن نعلم انهما يحتاجان الى هذه الزياره اكثر من اى شئ قالت :طب م نروح معاهم
_بصى المشوار مكلف شويه ولازم نطلعهم طالما الحال اتيسر بعدين بقى اخدك انتى وبحر ونروح ...
*طب ده اولا وثانيا ؟!!
_ثانيا بقى هنروح سوا انا وانتى اسكندريه ..نتفسح شويه هنقعد أسبوع بعد العيد
*حبيبااااااى ي اخويااااا لولولولو
_خلاص لسعتى ...عوض علينا يااارب
قبلت رأسها ودخلت امى وجدى على صياحنا ف اخبرناهم جديدنا وتهلل بيتنا بالبشر والسرور مجددا
ساعدتنا بحر فى تزين المنزل لتجهيز الحاجين للذهاب لزيارة بيت الله تجهزو واوصلناهم الى حيث الحافله المنتقله الى وجهتهم ..اوصلنا بحر الى منزلها وعدنا للمنزل حيث قالت لى ثراء ونحن نجلس على الطاوله للغداء ..
*بقولك ي برو
_قولى ي قدر البرو
*انا مش هروح اسكندريه
بدت على وجهى ملامح الاهتمام جليا مما اربكها بعض الشئ ف قالت :بص هو مينفعش انا اللى اروح المفروض تاخد مراتك ...انتو مخرجتوش سوا ولا مره ..وانا ي سيدى خدنى دلوقتى اكلنى ايسكريم ودخلنى سينيما ...وهاتلى شيكولاته وفشار واحنا جايين وكده ظبطت
نظرت لها متعجبا ..لديها حق انا لا اخرج وبحر للتمشيه على الاقل ولكن هذه نزهة ثراء وحق ثراء ..لمعت فى زهنى فكره ..نظرت لها وقلت .:جهزى شنطتك بسرعه انا نهاية ساعه وجى
تنصاع دوما لامرى دون نقاش او سؤال حتى
عدت بعد ساعه وفى يدى كانت بحر بحقيبة ملابسها _طيب حلو جدا ..قلتلى ليه اجهز شنطتى بقى ...ي ابنى عيش حياتك شويه ي قاسم مش كده
قالت ثراء هذا حين انفردت بها فى غرفتها لاجلب حقيبتها رددت قائلا :ممكن بس تهدى شويه هنتفسح سوا احنا التلاته وبعدين متنسيش اننا كاتبين الكتاب بس يعنى مينفعش نبقى ف شقه لوحدنا ..يعنى انا واخدك استغلال ي انسه افهمى
ابتسمت اخيرا قائله *اه اذا كان استغلال ف اسكندريه وع البحر وسمك مشوى ومكتبة الاسكندريه ومسجد كبير كده وجميل ننسى الدنيا فيه موافقه
كانت زيارة رائعه خياليه بعض الشئ استمتع ثلاثتنا بصوره كبيره جدا وكان هذا قبل عيد الاضحى
عدنا يوم عرفات اوصلنا بحر لمنزلها وعدنا للمنزل قمنا بتنظيفه سويا وازالة الاتربه سويا
كانت قد قامت ثراء بالتقديم للتنسيق ودخلت كلية العلوم من اوسع ابوابها
اعددنا المنزل لاستقبال العيد ولاول مره نقضيه بمفردنا فعلت كما اوصانى جدى احضر لى احد الرجال من معاملى جدى خروفا مناسبا واخبرنى ان جدى من امر به قايضته ثمنه وسألته ان يحضره ف الغد ...جلسنا انا وثراء امام التلفاز وامامنا قناة السعوديه والحجيج يلبون ..لبيك اللهم لبيك ..لبيك لا شريك لك لبيك ..ان الحمد والنعمة لك والملك ..لا شريك لك لبيك
كانت قلوبنا وعقولنا وجوارحنا تلبى مع الحجيج والسنتنا تنطق
دعونا جميع اعمامى وعماتى فى اجتماع اسرى لابد منه فى هذا اليوم المبارك ..فطرنا سويا وكان اليوم رائعا كنا مستمتعين جداااا فرحين ف لأول مره نحقق مطلبهما
مرت ايام العيد الرائعه بروحانيتها الجميله وعادت امى وقد اصبحت شابه مشرقة الوجه وبهية الطله تماما كما كان جدى
بدات الدراسة ..مهواى وانتمائى دخلت للمحاضره وكانت للفرقه الثانيه كان الطلاب يتوافدون لحضور المحاضره استقبلونى بحفاوه كبييره مما جعلنى متحمسا جدا للعام الجديد ..للننتقل الى اهم المراحل "الاعداد النفسى للطالب لتقبل مجتمع ووطن "
اثناء الدراسه فى احد الايام دخلت المنزل ملقيا السلام ..دخلت الى غرفة جدى وجدته نائما وامى تعد الغداء كانت ثراء لم تعد بعد من الجامعه دخلت المطبخ على امى قبلت يداها ضمتنى اليها بقوه قبض لها قلبى وجدتنى امسك بها كطفل سترحل امه لم استطيع ان افارقها كانت حياتى كلها تتلخص فى قلبها وضمتها وغرفتى المظلمه بداخلها آآآه يا امى لماذا كل هذه الشوق وانا فى يديكى سقطت دموعى بكثره لكنى اخفيتها مسحت ما سقط على وجهى وجلست معها نتحدث حتى انتهت ساعدتها وقمنا بوضع الاكل على السفره كانت حضرت ثراء برفقة بحر ...واستيقظ جدى وتناولنا الوجبه سويا
دلفت الى غرفتى مساءا وجلست احضر لمحاضراتى باقى الاسبوع طرقت امى على الباب ثم دلفت *ها ي بطلى بتعمل ايه
لا ادرى ما بال ذاك البطل الذى ينعتونى به جميعهم
_بجهز لمحاضراتى ي امى .
*طب كنت عايزاك ف موضوع بس خايفه اعطلك
_ياا خبر ده انتى هطعطلينى جدااا ...هههه انتى بتهزرى ي امى اؤمرينى
*ربنا يحفظك ليا ي ابنى ...ركز معايا ..من كام يوم جالى الواد ابن خالك مصطفى ..اكيد عارفه
_عمر اه ...ماله ؟!!!
تعلثمت قليلا وهى تقول :كان جى يقول انه بيطلب ايد ثراء ..
تعجبت كثيرا منه ..نحن على علاقة جيده بالجميع ولكن ..._بس البنت لسه صغيره ي امى
لا لم تكن صغيره هذا ما اعرفه جيدا واوقنه بداخلى لكنى لم اكن اتصور انها ستتركنى او ربنا ساعدى سينفصل عنى
*هو بص ..انا سألتها وهى قالتلى انها موافقه مبدئيا يعنى ..وقالت ان الموضوع كله ف ايد قاسم واللى هيقول عليه انا موافقه
_طيب خلاص خليه يجى فى اى ميعاد يناسبه
خرجت امى متهلله بالبشر لتحاكى خالى مصطفى ويحضر فى يوم غد بينما اخذتنى قدماى الى غرفة ثراء ...وجدتها متوتره بعض الشئ قلقت ان قد اصابها شئ قلت لها :مش شايفه ان لسه شويه انتى لسه داخله اولى جامعه يعنى قدامك خمس سنين بتدرسى ...وهتبقى شايله مسؤولية بيت وزوج ومين عارف ممكن اطفال كمان
*وغربه
قالتها من اعماق اعماقها قالتها بثقل رهييب وانا غير مستوعب
_مش فاهم غربة ايه
*بص ي سيدى انا هفهمك ...فاكر اخر مره زارونا فيها كات بعد العيد ..يومها لقيت اخته جيه تكلمنى قالتلى انه هيتقدملى وانه لو حصل نصيب هنسافر انا وهو لبلد اوروبى هنعيش هناك ..منها هعرف اتخصص بدراستى بالشكل اللى انا عايزاه ومنها هو يشتغل ف فرع تابع الشركة اللى هو شغال فيها ..قالتلى يومها انه مش مستنى رد منى وهو هيكلم ماما ويتفق معاك
_طب ولما كده هى راحت كلمتك ليه مش فاهم
*كلمتنى على أساس ابقى عارفه الوضع ومنه اعرف اقرر ..وكمان اخد وقتى ف التفكير قبل م ارد على ماما
نظرت اليها حزينا راجيا ان ترفض او تقول لا لن يحدث قلت :بقى هتسيبينى ي ثراء وهتتغربى
جلست بجوارى قائله *ي قاسم ياا حبيبى الحياة هنا تاعبانى ..انا بقيت بخاف من كل شئ ..بخاف امشى ف الشارع او اتكلم مع حد ...محدش شبهى عشان كده محدش بيقبلنى ...ده غير ان هنا مفيش احترام للقدرات العقليه ..تقدر تقوللى بشهادتى بعد م اخلص هعمل ايه ...انما ف اوروبا حيثما العلم ..حيثما البحث العلمى
ابتسمت لها وقلت منهيا :على بركة الله
ذهبت الى جدى وقصصت عليه ما حدث وقرارى لم يحدثنى كثيرا لكنى حفظت ملامحه حين يكون مرتاحا راضيا عن قرارى
ف اليوم التالى وكان الجمعه اجتمعت العائله الكريمه وف المساء حضر احد اعمامى وخالى مصطفى وجدى على وبالطبع جدى قاسم وانا
اعطينا للعروسين مساحتهما للحديث فى غرفة الاستقبال المفتوحه على الصاله الكبيره حيث نجلس ...خرجت ثراء وعلى وجهها ملامح البشر ثم خرج عمر قائلا ..:كده الفرح باذن الله خلال شهر ...ومن بكرا باذن الله هبدأ ف تجهيز الورق
هذا بالظبط ما كنا قد اتفقنا عليه انتهى الشهر على خير وتم عقد قرانهما واقمنا عرسا رائعا يليق بطفلتى وصغيرتى ..واوصلناها المطار وودعناها ...ثم رحلت
قاسم
الفصل الثانى عشر
سافرت ثراء واصبحت بحر لا تأتى منزلنا اللا لتحدث امى وتجالس جدى وانا اصبحت مشغولا جدا فى اعمالى ..بعد مرور حوالى شهر من سفر ثراء ...استقيظت لصلاة القيام توضأت وصليت ركعتين ...شعرت حينها برغبه شديده فر رؤية امى حد انى شرعت فى الركعتين الثانيتين فلم استطيع التركيز خرجت من الصلاه واسرعت الى غرفة امى طرقت على الباب ثم دخلت لم اسمع منها اية ايجابه ...دخلت وجدتها متخذه وضع السجود جلست على احد المقاعد منتظرا ان تقف مكمله صلاتها ...فلم تقف ...اطالت سجودها
حاولت ان احركها ف سقطت امامى .....لقد ماتت امى ..فارقت الحياه ..لحقت فاطمه بمحمد ..لماذا ياا امى لماذا تعجلتى الذهاب استيقظى ارجوكى ...استيقظى من اجل بطلك ..طفلك وصغيرك ..انا مازلت احتاج اليك ...مازلت احتاج الى انتمائى ..الى غرفتى ...حسنا اذا ...فارقتنى ؟!!...خذينى معك ف انا اشتاق الى ابى اشتاق الى محمد اشتاق اليه بشده والان سأشتاق اليكى ...يااااالله ...
لاول مره منذ وفاة والدى ابكى بهذا القدر ابكى بهذه المراره ...ولما لا فقد فقدت اليوم فاطمه ..فقدت ا نتمائى ...فقدت غرفتى المظلمه ..
استيقظ جدى على صوت صيحاتى العاليه وهرول الى مسرعا ف وجدنى على حالتى احتضن امى وابكى بمراره وانا اخبئ نفسى بداخلها كأنى اهاب هذا العالم من دونها او انها كانت تزيل وحوشه ...آآآآه ياا امى ...يااا الله
امتلأ منزلنا بالاقرباء فى فتره صغيره جدا كفنتتها احد النساء التى كانت على خبره فى هذا الشئ ..استأذنتها القى على امى نظره اخيره قبل ان يأخذونها بعيد ...
دلفت الى تلك الغرفه وعلى عكس من تحدث عن الموتى امامى ف كانو يقولون ..ان قلوبهم تقبض بمجرد دخولهم عليه اما انا ف حين دخلت على امى شعرت بانشراحة صدر شعرت بنسمات رقيقه تضرب وجهى فى خفه
نظرت الى وجه امى ف وجدتها مبتسمه مستنارة الوجه كمثل اليوم الذى عادت فيه من الحج .. تأملتها قليلا ثم خرجت اخذناها ...وضعناها فى قبرها بجوار قبر ابى ..هيأناها وخرجنا مغلقين خلفنا الباب ..اخذنا العزاء انا واجدادى وخالى مصطفى
بالطبع حادثت ثراء ..وكانت على علم ..فقد اخبر خالى مصطفى عمر ..وقام عمر باخبارها
*طب ازاى حصل كده يا قاسم
قالت هذا وكاد قلبى ان ينشق من صوتها الباكى الذى شبه اختفى
_عمرها انتهى ي ثراء ...ربنا يرحمها ويثبتها عند سؤال الملكين
*انا هجيلك
_تيجى فين بس ي حببتى ..انتى عارفه انه مش هينفع عشان جامعتك وعشان شغل زوجك ...وبعدين لو جيتى ايه هيتغير م خلاص ...انا بكلمك دلوقتى واحنا رايحين الدفنه ..
*بس انا كان نفسى اشوفها
_وانا كمان كان نفسى اشوفها بس هنعمل ايه الحمد لله ...ماما ف الجنه ي ثراء وهو ده اللى احنا عايزينه ...خللى بالك من نفسك ..ومتتعبيش جوزك معاكى
*بس انا محتاجه اجى ي قاسم
_اللى تتفقى عليه مع زوجك اعمليه ..ومن غير خناق
*حاضر ..فى حفظ الله ي حبيبى .....السلام عليكم
_وعليكم السلام
دخلت غرفتى وقد انهكتنى القوى توضأت وصليت ركعتين قيام ليل ..انتظرت قليلا اذن الفجر صليت وجلست على سريرى ..جلست قليلا ثم بدأت دموعى تنساب على وجهى انهار ظللت ابكى صامتا الى ان غرقت فى نومى
استيقظت وجدى بجوارى يمسح دموعى التى تهطل دون حساب منذ ان نمت فجر امس ...صامتا لا يتحدث ..لم يتفوه ببنت شفه ..وهكذا كنت انا لم يتغير الوضع حزن دفين وعلى وجه جدى ملامح حزن جديده ..اكاد اجزم انه هذه الملامح ليس لها علاقه بموت امى ...انها فريده من نوعها ... احتضنى جدى قائلا :ياللا عشان تستقبل الناس اللى جايه تعزى
اين بحر من كل هذا بالطبع لكم حق السؤال
كانت مشغوله فى استقبال النساء واعداد الطعام ومحادثة ثراء لتهون عليها وتقنعها بان لا داعى لقدومها ..افضل لها ان تهتم بدراستها وتراعى زوجها
كانت مشغوله فى استقبال النساء واعداد الطعام ومحادثة ثراء لتهون عليها وتقنعها بان لا داعى لقدومها ..افضل لها ان تهتم بدراستها وتراعى زوجها
كانت بحر عاقله صابره على البلاء لكنى كنت حزين حقا ..ف امى كانت لى كل شئ سقت حتى ظن الجميع انى لن اقف مرة اخرى لم اكل او اشرب او انم كل ما افعله اصلى وارتل القران وابكى ..وجدى كان يبدو مثل الزاهدين ف الدنيا يؤدى صلاته ويقرأ القرآن ويأكل القليل ما يبقيه على قيد الحياة وينام قليلا
كانت بحر حائره بينى وبين جدى لا تدرى ماذا تفعل ف حالتنا كانت صعبه جدا ...اخيرا خرج جدى من صمته حين ارسل فى طلب حضورى اليه _خير ي جدى فى حاجه
*برضه بتنسى مسؤلياتك وتهرب
_الهروب لله مش وحش ي جدى
*طب ومسؤلياتك ..وحياتك ..هتترهبن ؟؟..ومراتك هتفضل سايبها كده ..
_لا..بس..
*بس ايه .
امسك بيدى وكانت يداه دافءه جداا قال :ي ابنى محدش عارف ايه اللى باقى ف العمر ...ارجع لحياتك ي قاسم ومتغلبنيش
ارتفع صوته مناديا على بحر لتحضر الطعام ...بعد دقائق دخلت مستبشره ف اخيرا سوف اخرج مما كنت فيه جلسنا ثلاثتنا وتناولنا الطعام ...
مر اسبوع وتحسنت حالتنا عادت بحر لاسرتها ف هى لا تبقى معنى دائما
حددنا موعد الزفاف تحت ضغط جدى ليصبح بعد اربع شهور فقط
فى احد الايام التى تحمل المتاعب بل تحمل كل متاعب الدنيا ...فتحت عيناى وقمت بتحضير طعام الافطار ودخلت لادعو جدى لتناول الوجبه _ياللا ي صاحبى ..خلينا نفطر ..جدى ..جدى ...ي حج قاسم ...
بدأت تسقط دموعى
_ياللا ي جدى عشان نروح نحج سوا ...ياللا ي حج ...لا متسيبنيش دلوقتى ..انا لسه محتاجلك ..يااااارب
الان اصبحت وحيدا ..منكسرا ..لم يعد احد منهم هنا ..انا اشتاق اليهم جدااا جميعهم ...تركونى لم يعد لى انتماء على الارض ..لكنى مخطئ ..مخطئ تماما ...تبقى لى سجادة صلاتى ..تبقى لى ساعات الليل الاخيره ...الله مازال هنا
دخلت غرفتى توضأت ووجدت هاتفى مضئ اقتربت وجدت بحر قد هاتفتنى قرابة الثلاثين مكالمه يا الهى _الحقنى ي قاسم
*خير ان شاء الله
كان صوتها باكيا وهى تقول :ماما ..ماما توفت
_ازاى ده وانتى فين
*احنا ف المستشفى وبابا عندك ومش بيرد على تلفونه
كانت قويه صلبه وان كان فى صوتها انكسار ....اصبحنا يتيمان انا والبحر ...ليس لنا احد كلانا يعانى ...بعد يومان وجدت بحر تدلف الى غرفتى ومعها صنية عليها الوان طعام فتحت الشبابيك وانارت الغرفه ..وانا كنت مسطحا على السرير ..شرعت فى تنظيم الغرفه واعادة الحياة اليها ...ما ان جلست وجدت ثراء ..ثراء! انها هى دخلت مسرعه وهى تبكى وتبكى ...كانت دموعها تحكى كل الامها فى هذه اللحظه التفت الى بحر وجدتها تجلس بجانبى تربت على كتفى وعيناها تبكى لتنعى معها ابتسامتها المشرقه التى استبدلتها بابتسامه باهته
الحزن يجعل منا اشباح ...طفلتاى وانا نبكى ف احبتنا ذهبو وتركونا
بعد ساعات دخل الينا جدى على وكانت ملامح الحزن قد ارتسمت على وجهه ...استطاع الزمن ان يرسمها بحرفه كبيره ..بيدى خبير كما يقولون
هو من دفعنا هذه المره وهو من اوقفنا جعلنا نتبه لوجود بعضنا البعض واخبرنى بان جدى اوصاه ان يجعلنى اقوم بالزفاف فى ميعاده وان ادخل السرور على طفلتاى ثراء وبحر ...مرت الايام تحمل كل الحزن ف الفراق صعب وحاجتنا اليهم تزداد كل يوم ...لكنى كنت املك حبيبتاى فقد عادت ثراء لتقيم معنا واخبرتنى انها ستكمل تعليمها هنا ف مازال نصف العام الدراسى الاول لم ينته بعد
وعاد عمر الى فرع الشركه التى يعمل بها فى مصر ..
اعددنا للعرس وحدث ما يشبه المعجزه فى احد الايام ان جاء جدى للجميع ف المنام واخذ منه العهد بالفرحه وان نسمح للسعاده بدخول قلوبنا ...
كنت احمل حزنا كبيرا لكن انشرح صدرى بزيارة جدى ما حفزنى اكثر هو طلابى فقد تكفولوا مهمة اسعادى كامله اكتشفت انهم حضرو العزاء وطلبو رؤيتى اكثر من مره لكنى كنت ارفض رؤية احدا على الاطلاق
كانو دائما حولى خطوه بخطوه وجهزو كل شئ خرجت للحياة واندمجت بها بينما كان كل شئ ينقصنى ..
اقامنا العرس وكان رائعا ف بحرى كانت حوريه حقيقيه متزينه بنقابها الابيض الذى اوقن انه لم توجد فتاه لم تغار من جمالها
..............................................
بعد مرور حوالى سبعة اشهر كان موعد تخرج اول دفعه قمت بالتدريس لها كانو حريصين بشده على حضورى للحفل قمت بدعوة ثراء وبحر للحضور
ارتديت ملابسى وتجهزت وكانت بحر قد تجهزت ايضا _هنمشى امتى ي حبيبى
*خلاص خلصت اهو ..ياللا
لاحظت اصفرار وجهها *بحر ...وشك اصفر ليه كده
_مرهقه شويه ي قاسم انت عارف شغل المدرسه والنهارده كان عندى شغل كتيير
*طب م نشوف دكتوره بدل التعب ده
_مفيش داعى للقلق ده كله انا بخير
*لاء ...هنعدى ع الدكتوره واحنا ماشيين
_اللى يريحك
دخلت ثراء بصياحها كالعاده الذى يبعث الروح ف اى مكان تدخله -ياللا بقى هنتأخر انا مصدقت اقنعت عمر انه ييجى
_وفين هو حضرة الباشا
-تحت ف العربيه
_طب انا نازله وانتو انزلو ورايا م تأخروش
قمت بالخروج لكن اوقفنى حوار الفتاتان رغما عنى
-مالك وشك شاحب ليه كده ي بحر ...انتى تعبانه واللا ايه
*ابدا ولا تعب ولا حاجه شوية ارهاق م الحصص النهارده
-لا ده مش شحوب عادى ...
*م هنعدى ع الدكتور واحنا ماشيين
وعند الطبيب كانت المفاجأه سأصبح ابا.
اللهم لك الحمد
الفصل الثانى عشر
سافرت ثراء واصبحت بحر لا تأتى منزلنا اللا لتحدث امى وتجالس جدى وانا اصبحت مشغولا جدا فى اعمالى ..بعد مرور حوالى شهر من سفر ثراء ...استقيظت لصلاة القيام توضأت وصليت ركعتين ...شعرت حينها برغبه شديده فر رؤية امى حد انى شرعت فى الركعتين الثانيتين فلم استطيع التركيز خرجت من الصلاه واسرعت الى غرفة امى طرقت على الباب ثم دخلت لم اسمع منها اية ايجابه ...دخلت وجدتها متخذه وضع السجود جلست على احد المقاعد منتظرا ان تقف مكمله صلاتها ...فلم تقف ...اطالت سجودها
حاولت ان احركها ف سقطت امامى .....لقد ماتت امى ..فارقت الحياه ..لحقت فاطمه بمحمد ..لماذا ياا امى لماذا تعجلتى الذهاب استيقظى ارجوكى ...استيقظى من اجل بطلك ..طفلك وصغيرك ..انا مازلت احتاج اليك ...مازلت احتاج الى انتمائى ..الى غرفتى ...حسنا اذا ...فارقتنى ؟!!...خذينى معك ف انا اشتاق الى ابى اشتاق الى محمد اشتاق اليه بشده والان سأشتاق اليكى ...يااااالله ...
لاول مره منذ وفاة والدى ابكى بهذا القدر ابكى بهذه المراره ...ولما لا فقد فقدت اليوم فاطمه ..فقدت ا نتمائى ...فقدت غرفتى المظلمه ..
استيقظ جدى على صوت صيحاتى العاليه وهرول الى مسرعا ف وجدنى على حالتى احتضن امى وابكى بمراره وانا اخبئ نفسى بداخلها كأنى اهاب هذا العالم من دونها او انها كانت تزيل وحوشه ...آآآآه ياا امى ...يااا الله
امتلأ منزلنا بالاقرباء فى فتره صغيره جدا كفنتتها احد النساء التى كانت على خبره فى هذا الشئ ..استأذنتها القى على امى نظره اخيره قبل ان يأخذونها بعيد ...
دلفت الى تلك الغرفه وعلى عكس من تحدث عن الموتى امامى ف كانو يقولون ..ان قلوبهم تقبض بمجرد دخولهم عليه اما انا ف حين دخلت على امى شعرت بانشراحة صدر شعرت بنسمات رقيقه تضرب وجهى فى خفه
نظرت الى وجه امى ف وجدتها مبتسمه مستنارة الوجه كمثل اليوم الذى عادت فيه من الحج .. تأملتها قليلا ثم خرجت اخذناها ...وضعناها فى قبرها بجوار قبر ابى ..هيأناها وخرجنا مغلقين خلفنا الباب ..اخذنا العزاء انا واجدادى وخالى مصطفى
بالطبع حادثت ثراء ..وكانت على علم ..فقد اخبر خالى مصطفى عمر ..وقام عمر باخبارها
*طب ازاى حصل كده يا قاسم
قالت هذا وكاد قلبى ان ينشق من صوتها الباكى الذى شبه اختفى
_عمرها انتهى ي ثراء ...ربنا يرحمها ويثبتها عند سؤال الملكين
*انا هجيلك
_تيجى فين بس ي حببتى ..انتى عارفه انه مش هينفع عشان جامعتك وعشان شغل زوجك ...وبعدين لو جيتى ايه هيتغير م خلاص ...انا بكلمك دلوقتى واحنا رايحين الدفنه ..
*بس انا كان نفسى اشوفها
_وانا كمان كان نفسى اشوفها بس هنعمل ايه الحمد لله ...ماما ف الجنه ي ثراء وهو ده اللى احنا عايزينه ...خللى بالك من نفسك ..ومتتعبيش جوزك معاكى
*بس انا محتاجه اجى ي قاسم
_اللى تتفقى عليه مع زوجك اعمليه ..ومن غير خناق
*حاضر ..فى حفظ الله ي حبيبى .....السلام عليكم
_وعليكم السلام
دخلت غرفتى وقد انهكتنى القوى توضأت وصليت ركعتين قيام ليل ..انتظرت قليلا اذن الفجر صليت وجلست على سريرى ..جلست قليلا ثم بدأت دموعى تنساب على وجهى انهار ظللت ابكى صامتا الى ان غرقت فى نومى
استيقظت وجدى بجوارى يمسح دموعى التى تهطل دون حساب منذ ان نمت فجر امس ...صامتا لا يتحدث ..لم يتفوه ببنت شفه ..وهكذا كنت انا لم يتغير الوضع حزن دفين وعلى وجه جدى ملامح حزن جديده ..اكاد اجزم انه هذه الملامح ليس لها علاقه بموت امى ...انها فريده من نوعها ... احتضنى جدى قائلا :ياللا عشان تستقبل الناس اللى جايه تعزى
اين بحر من كل هذا بالطبع لكم حق السؤال
كانت مشغوله فى استقبال النساء واعداد الطعام ومحادثة ثراء لتهون عليها وتقنعها بان لا داعى لقدومها ..افضل لها ان تهتم بدراستها وتراعى زوجها
كانت مشغوله فى استقبال النساء واعداد الطعام ومحادثة ثراء لتهون عليها وتقنعها بان لا داعى لقدومها ..افضل لها ان تهتم بدراستها وتراعى زوجها
كانت بحر عاقله صابره على البلاء لكنى كنت حزين حقا ..ف امى كانت لى كل شئ سقت حتى ظن الجميع انى لن اقف مرة اخرى لم اكل او اشرب او انم كل ما افعله اصلى وارتل القران وابكى ..وجدى كان يبدو مثل الزاهدين ف الدنيا يؤدى صلاته ويقرأ القرآن ويأكل القليل ما يبقيه على قيد الحياة وينام قليلا
كانت بحر حائره بينى وبين جدى لا تدرى ماذا تفعل ف حالتنا كانت صعبه جدا ...اخيرا خرج جدى من صمته حين ارسل فى طلب حضورى اليه _خير ي جدى فى حاجه
*برضه بتنسى مسؤلياتك وتهرب
_الهروب لله مش وحش ي جدى
*طب ومسؤلياتك ..وحياتك ..هتترهبن ؟؟..ومراتك هتفضل سايبها كده ..
_لا..بس..
*بس ايه .
امسك بيدى وكانت يداه دافءه جداا قال :ي ابنى محدش عارف ايه اللى باقى ف العمر ...ارجع لحياتك ي قاسم ومتغلبنيش
ارتفع صوته مناديا على بحر لتحضر الطعام ...بعد دقائق دخلت مستبشره ف اخيرا سوف اخرج مما كنت فيه جلسنا ثلاثتنا وتناولنا الطعام ...
مر اسبوع وتحسنت حالتنا عادت بحر لاسرتها ف هى لا تبقى معنى دائما
حددنا موعد الزفاف تحت ضغط جدى ليصبح بعد اربع شهور فقط
فى احد الايام التى تحمل المتاعب بل تحمل كل متاعب الدنيا ...فتحت عيناى وقمت بتحضير طعام الافطار ودخلت لادعو جدى لتناول الوجبه _ياللا ي صاحبى ..خلينا نفطر ..جدى ..جدى ...ي حج قاسم ...
بدأت تسقط دموعى
_ياللا ي جدى عشان نروح نحج سوا ...ياللا ي حج ...لا متسيبنيش دلوقتى ..انا لسه محتاجلك ..يااااارب
الان اصبحت وحيدا ..منكسرا ..لم يعد احد منهم هنا ..انا اشتاق اليهم جدااا جميعهم ...تركونى لم يعد لى انتماء على الارض ..لكنى مخطئ ..مخطئ تماما ...تبقى لى سجادة صلاتى ..تبقى لى ساعات الليل الاخيره ...الله مازال هنا
دخلت غرفتى توضأت ووجدت هاتفى مضئ اقتربت وجدت بحر قد هاتفتنى قرابة الثلاثين مكالمه يا الهى _الحقنى ي قاسم
*خير ان شاء الله
كان صوتها باكيا وهى تقول :ماما ..ماما توفت
_ازاى ده وانتى فين
*احنا ف المستشفى وبابا عندك ومش بيرد على تلفونه
كانت قويه صلبه وان كان فى صوتها انكسار ....اصبحنا يتيمان انا والبحر ...ليس لنا احد كلانا يعانى ...بعد يومان وجدت بحر تدلف الى غرفتى ومعها صنية عليها الوان طعام فتحت الشبابيك وانارت الغرفه ..وانا كنت مسطحا على السرير ..شرعت فى تنظيم الغرفه واعادة الحياة اليها ...ما ان جلست وجدت ثراء ..ثراء! انها هى دخلت مسرعه وهى تبكى وتبكى ...كانت دموعها تحكى كل الامها فى هذه اللحظه التفت الى بحر وجدتها تجلس بجانبى تربت على كتفى وعيناها تبكى لتنعى معها ابتسامتها المشرقه التى استبدلتها بابتسامه باهته
الحزن يجعل منا اشباح ...طفلتاى وانا نبكى ف احبتنا ذهبو وتركونا
بعد ساعات دخل الينا جدى على وكانت ملامح الحزن قد ارتسمت على وجهه ...استطاع الزمن ان يرسمها بحرفه كبيره ..بيدى خبير كما يقولون
هو من دفعنا هذه المره وهو من اوقفنا جعلنا نتبه لوجود بعضنا البعض واخبرنى بان جدى اوصاه ان يجعلنى اقوم بالزفاف فى ميعاده وان ادخل السرور على طفلتاى ثراء وبحر ...مرت الايام تحمل كل الحزن ف الفراق صعب وحاجتنا اليهم تزداد كل يوم ...لكنى كنت املك حبيبتاى فقد عادت ثراء لتقيم معنا واخبرتنى انها ستكمل تعليمها هنا ف مازال نصف العام الدراسى الاول لم ينته بعد
وعاد عمر الى فرع الشركه التى يعمل بها فى مصر ..
اعددنا للعرس وحدث ما يشبه المعجزه فى احد الايام ان جاء جدى للجميع ف المنام واخذ منه العهد بالفرحه وان نسمح للسعاده بدخول قلوبنا ...
كنت احمل حزنا كبيرا لكن انشرح صدرى بزيارة جدى ما حفزنى اكثر هو طلابى فقد تكفولوا مهمة اسعادى كامله اكتشفت انهم حضرو العزاء وطلبو رؤيتى اكثر من مره لكنى كنت ارفض رؤية احدا على الاطلاق
كانو دائما حولى خطوه بخطوه وجهزو كل شئ خرجت للحياة واندمجت بها بينما كان كل شئ ينقصنى ..
اقامنا العرس وكان رائعا ف بحرى كانت حوريه حقيقيه متزينه بنقابها الابيض الذى اوقن انه لم توجد فتاه لم تغار من جمالها
..............................................
بعد مرور حوالى سبعة اشهر كان موعد تخرج اول دفعه قمت بالتدريس لها كانو حريصين بشده على حضورى للحفل قمت بدعوة ثراء وبحر للحضور
ارتديت ملابسى وتجهزت وكانت بحر قد تجهزت ايضا _هنمشى امتى ي حبيبى
*خلاص خلصت اهو ..ياللا
لاحظت اصفرار وجهها *بحر ...وشك اصفر ليه كده
_مرهقه شويه ي قاسم انت عارف شغل المدرسه والنهارده كان عندى شغل كتيير
*طب م نشوف دكتوره بدل التعب ده
_مفيش داعى للقلق ده كله انا بخير
*لاء ...هنعدى ع الدكتوره واحنا ماشيين
_اللى يريحك
دخلت ثراء بصياحها كالعاده الذى يبعث الروح ف اى مكان تدخله -ياللا بقى هنتأخر انا مصدقت اقنعت عمر انه ييجى
_وفين هو حضرة الباشا
-تحت ف العربيه
_طب انا نازله وانتو انزلو ورايا م تأخروش
قمت بالخروج لكن اوقفنى حوار الفتاتان رغما عنى
-مالك وشك شاحب ليه كده ي بحر ...انتى تعبانه واللا ايه
*ابدا ولا تعب ولا حاجه شوية ارهاق م الحصص النهارده
-لا ده مش شحوب عادى ...
*م هنعدى ع الدكتور واحنا ماشيين
وعند الطبيب كانت المفاجأه سأصبح ابا.
اللهم لك الحمد
الفصل الاخير
اندمج قليلا ف الحياة ستجد نفسك شارفت على الستين عام
انجبت زوجتى اربعة اطفال وانجبت ثراء ثلاثه قمنا بتربيتهم على ذات الشئ الذى تربينا عليه ...كانت الحياه رائعه تحمل بين ثناياها الكثير لا استطيع انكار اننا عانينا وواجهنا الكثير من المشكلات لكن الله كان دائما معنا كانت زوجتى الحبيب هى المعين الاول والاخير الى جانب ثراء نجمتاى وحبيبتاى
ابنائى كانو الاروع من بين الجميع كانو الاقرب الى اصدقائى بمعنى افضل نجلس ساعات لنتسامر واذاكر معهم
تغير العالم كثيرا ف اصبحت هناك ثوره علميه مبهره كأن معجزة قد حدثت الى بلدنا الحبيب ..ثار المجتمع على ذاته القابعه على ذاته الجاهله وانطلق بروح جديده ..قابله للتطور وقابله للتقدم ..لا ليست مجرد قابله له انها صنعته ..امه ووطن ..توحدنا واعتلى منابرنا من هم احق بها من يرفعون راية الحق وينشرون الود والسلام والتعاليم الحقه للدين ..اتعرفون شيئا اصبحنا الان انا وثراء وبحر وابنائنا لسنا بالغريبين ف معظم الاطفال ينشأون نفس نشأنا ...
اصبحت ثراء الان مطمئنه تماما على ابنائها ..اخذنا خطوة جميعا فقد وجدت ان جدى قد ملكنى على منزله قبل وفاته _هتعمل ايه ف البيت ي قاسم ؟!!
قالتها ثراء فردت بحر _عارف ي ابو ابراهيم ..ممكن تفتحه مركز بحث علمى ...
فكرت قليلا قائلا _تصدقى فكره ..احنا كده كده مش محتاجين الدور الاول ..ومعانا ثراء اهى تتولى هى امر المركز ..واللا ايه رأيك ي ثراء
*فكره جميله واهو يبقى قريب م البيت بدل م عمر يقلبلى الدنيا كل يوم بسبب المشاوير
قلت _احسن والله عندك حق وجود بيتك ف نفس الشارع بتاعنا جه بفايده اهو ..
خلاص كده هقترح الفكره ع العيله ف يوم الجمعه الجاى ف الاجتماع الاسرى ..ونبدأ الاجراءات
وبالفعل تم افتتاح المركز بعد عناء دام ثلاثة اشهر ومجهودات من جميع شباب العائله وحتى الاطفال ...ويوم الافتتاح دخلت الى مكتبة جدى وجلست بها متأملا وجدت فراغ ف السقف ...وقفت على المنضده واقتربت اكثر لم يكن به شئ مددت يدى بداخله ف وجدت ملمس للورق قمت بسحبه حتى تمكنت من اخراجه
دعونى قبل توضيح ما وجدت اخبركم قدر التطور الذى وصلت اليه مصر .. اصبحت مصر رائدة البحث العلمى على مستوى الوطن العربى وافريقيا ..اصبحت مصر المركز الاول فى الرعايه الصحيه ...دوله صناعيه ضخمه ...الاعلى اقتصادا ...الانظف والاجمل ...الاولى فى جذب السياح ...
اصبحت مصرنا الحبيب وطن كما نتمنى حقا
اعود بكم الى الكتاب الذى وجدته فى مكتبة جدى ....
كان يتحدث عن جيش ..كان الغلاف ورقيا سميك ..مكتوب عليه من الخارج عنوان ..الجيش القاسمى
فتحت الكتاب وجدت جدى يكتب به الملاحظات عنى وعن بحر وعن ثراء تكلم عن وطن وعن مجتمع فريد من نوعه يليق بثلاثتنا لنحيا به مجتمع رائد ومتطور تكلم عن تلك الغرفه التى لم ادخلها ...عن تلك الغرفه المجهوله بالمنزل تلك الغرفه كانت تحوى اعظم الكتب العلميه على مدار التاريخ ..تحوى العلم من بدايته ..لم يسمح لى بدخولها لانه اراد ان يوجهنى نحو شئ اخر لو كنت دخلتها لما كنت خرجت منها لكنت درست احد العلوم ولم اتطرق الى التدريس الذى اشار الى انه احد الركائز التى ستبنى هذا المجتمع الذى يسعى لبناءه ....قال فى كتابه ان ثراء اختارت الفزياء لانها دخلت هذه الغرفه وبدأت بالفزياء وهذا سبب قدر التقدم والبراعه فى دراستها انتهيت من قراءة الكتاب ووجدت فى اخر صفحه به وكانت سميكه جدا منحوت مكان به مفتاح ..
وقفت امام باب الغرفه كانت بالطابق الاول وقمت بوضع المفتاح بالباب وادرته ...انفتح الباب شعرت بقشعريره تسرى فى جسدى
لما رأيت كانت ارفف كبيره وعاليه تحوى كتب ضخمه كان يبدو عليها العظمه والعراقه ..كانت كبيييره جداا لم التفت يوما ان هذه المساحه يمكن ان توجد بالمنزل ..كانت عباره عن طابقين ..دخلت بحر وثراء خلفى ضاحكين ..قالت ثراء :اخيرا بقى جدو كان مراهن انك هتكتشفها بنفسك ف الوقت المناسب ...كأنه كان عارف ان اليوم ده هييجى
بحر:مش عارفه ازاى حفظنا كده ...انا قريت الكتاب كتير بس متصورتش انه يبقى عارف حتى هنتصرف ازاى
نظرت اليهما فى زهول قائلا :والله ؟!!وانا ايه بقى وسطكو ..شكلى كد مليش لازمه ..بقى تبقو عارفين ومتقولوش
ثراء :لا ي حبيبى متقولش كده ده انت احلى اخ وربنا
ضحكنا جميعا ثم قالت بحر :مهو جدو حذرنا اننا نقولك ...جدو مكانش عايز يشوش مخك بالعلم ..
قالتها ضاحكه ف اكملت ثراء ..:جدوو كان خايف عليكى ي بيضه احسن تفشلى وتدخلى ف سكة العلم وتبقى زيي
ضحكنا جميعا وتم افتتاح المكتبه وانتقلت انا وبحر والابناء فى منزل جوار بيت جدى وتحول البيت بأكمله الى مركز بحث علمى كبير
وكما توقع جدى اصبح المجتمع الجديد رائدا رائعا ومبدعا ..لوطن يستحق
شارفت على الستين عام ..وكنت شابا ..كان هذا مدهشا بالنسبة لى ..لم اهرم كالبقيه ..لكنى كنت رياضيا ..مما اسعدنى
تزوج ابنائى واستمررت انا وزوجتى فى العمل كمعلمين بعدما قدمت طلب لعملى بالتربيه والتعليم وتركت الجامعه وكانت لى عكاز استندت عليه طيلة حياتى ....
مرضت ..فجأه دون سابق انذار ..لم يتمكن احد من معرفة ما اصابنى قبعت ف المشفى اسبوع دون فائده انتقلت الى المنزل وحولى زوجتى وابنائى وثراء وابنائها وزوجها ...
وفجأه انتشر ف المكان دفاا كان فريدا من نوعه كذاك الذى كنت اشعره حين تحتضنى امى اجبرنى ان اغمض عيناى اللتان لم تغمضا منذ اكثر من شهر بسبب ذاك المرض
كان المشهد يبدو من الخارج ..انا مسطح على خشبه ويقوم احد ابنائى بمعاونة اخيه بتغسيلى ثم تكفينى ثم وضعونى فى الشئ الذى سيتم نقلى فيه الى قبرى ...حملنى الابناء وكان ف الجنازه الكثير والكثييير من تلاميذى كانت ثراء شامخه وقوية رغم عينتاها الباكيتان وبحر تستند على ابنتاى والجميع يبكى ..اقدر حزنهم لكن ليس هذا ما كان يشغلنى كان يشغلنى ما اشعره من راحه وسعاده اشعر انى اذهب الى انتمائى ..ادخلونى الى قبرى ..وقفت زوجتى وابنائى وثراء قليلا ثم رحلو ..خفت قليلا ف البدايه ..لكم جائنى صوتى فى اذنى وانا ادعو فى كل قيام ليل اللهم ثبتنى عند سؤال الملكين ..
جائنى الملكين وكان الموقف رهيب يثير التوتر والقلق ف القلب _من ربك
هنا كانت الحقيقه التى عاش الانسان عليها على فى اذنى صوت امى ف اول سنوات حياتى الله وصوتى وانا اردد خلفها الله الله الله نطقت بها امام الملكين الله ربى
من نبيك ...شعرت بقليل من التوتر ولكنى كنت ثابتا شئ ماا تذكرت اول محاضره لى لو صلى الله عليه وسلم فظا غليظ القلب ...رغم عدم ذكر اسمه اللا انى تذكرت محمد ...محمد صلى الله عليه وسلم
ما دينك يا عبد الله
دينى هو الاسلام ....
منعم ياعبد الله بلا عذاب ..
اللهم لك الحمد ...اللهم لك الحمد ...اللهم لك الحمد ...عدت اخيرا الى غرفتى المظلمه دون عذاب راحه وفقط ذاك هو شعورى بداخل رحم امى ولكن هذه المره لن يتم دفعى للخارج مره اخرى
انتهى كل شئ وبدأت حياة بلا نهايه ..حياة منعم فيها باذن الله ..حياة خلود بجوار الرحمن اللهم لك الحمد
تمت بحمد الله
اندمج قليلا ف الحياة ستجد نفسك شارفت على الستين عام
انجبت زوجتى اربعة اطفال وانجبت ثراء ثلاثه قمنا بتربيتهم على ذات الشئ الذى تربينا عليه ...كانت الحياه رائعه تحمل بين ثناياها الكثير لا استطيع انكار اننا عانينا وواجهنا الكثير من المشكلات لكن الله كان دائما معنا كانت زوجتى الحبيب هى المعين الاول والاخير الى جانب ثراء نجمتاى وحبيبتاى
ابنائى كانو الاروع من بين الجميع كانو الاقرب الى اصدقائى بمعنى افضل نجلس ساعات لنتسامر واذاكر معهم
تغير العالم كثيرا ف اصبحت هناك ثوره علميه مبهره كأن معجزة قد حدثت الى بلدنا الحبيب ..ثار المجتمع على ذاته القابعه على ذاته الجاهله وانطلق بروح جديده ..قابله للتطور وقابله للتقدم ..لا ليست مجرد قابله له انها صنعته ..امه ووطن ..توحدنا واعتلى منابرنا من هم احق بها من يرفعون راية الحق وينشرون الود والسلام والتعاليم الحقه للدين ..اتعرفون شيئا اصبحنا الان انا وثراء وبحر وابنائنا لسنا بالغريبين ف معظم الاطفال ينشأون نفس نشأنا ...
اصبحت ثراء الان مطمئنه تماما على ابنائها ..اخذنا خطوة جميعا فقد وجدت ان جدى قد ملكنى على منزله قبل وفاته _هتعمل ايه ف البيت ي قاسم ؟!!
قالتها ثراء فردت بحر _عارف ي ابو ابراهيم ..ممكن تفتحه مركز بحث علمى ...
فكرت قليلا قائلا _تصدقى فكره ..احنا كده كده مش محتاجين الدور الاول ..ومعانا ثراء اهى تتولى هى امر المركز ..واللا ايه رأيك ي ثراء
*فكره جميله واهو يبقى قريب م البيت بدل م عمر يقلبلى الدنيا كل يوم بسبب المشاوير
قلت _احسن والله عندك حق وجود بيتك ف نفس الشارع بتاعنا جه بفايده اهو ..
خلاص كده هقترح الفكره ع العيله ف يوم الجمعه الجاى ف الاجتماع الاسرى ..ونبدأ الاجراءات
وبالفعل تم افتتاح المركز بعد عناء دام ثلاثة اشهر ومجهودات من جميع شباب العائله وحتى الاطفال ...ويوم الافتتاح دخلت الى مكتبة جدى وجلست بها متأملا وجدت فراغ ف السقف ...وقفت على المنضده واقتربت اكثر لم يكن به شئ مددت يدى بداخله ف وجدت ملمس للورق قمت بسحبه حتى تمكنت من اخراجه
دعونى قبل توضيح ما وجدت اخبركم قدر التطور الذى وصلت اليه مصر .. اصبحت مصر رائدة البحث العلمى على مستوى الوطن العربى وافريقيا ..اصبحت مصر المركز الاول فى الرعايه الصحيه ...دوله صناعيه ضخمه ...الاعلى اقتصادا ...الانظف والاجمل ...الاولى فى جذب السياح ...
اصبحت مصرنا الحبيب وطن كما نتمنى حقا
اعود بكم الى الكتاب الذى وجدته فى مكتبة جدى ....
كان يتحدث عن جيش ..كان الغلاف ورقيا سميك ..مكتوب عليه من الخارج عنوان ..الجيش القاسمى
فتحت الكتاب وجدت جدى يكتب به الملاحظات عنى وعن بحر وعن ثراء تكلم عن وطن وعن مجتمع فريد من نوعه يليق بثلاثتنا لنحيا به مجتمع رائد ومتطور تكلم عن تلك الغرفه التى لم ادخلها ...عن تلك الغرفه المجهوله بالمنزل تلك الغرفه كانت تحوى اعظم الكتب العلميه على مدار التاريخ ..تحوى العلم من بدايته ..لم يسمح لى بدخولها لانه اراد ان يوجهنى نحو شئ اخر لو كنت دخلتها لما كنت خرجت منها لكنت درست احد العلوم ولم اتطرق الى التدريس الذى اشار الى انه احد الركائز التى ستبنى هذا المجتمع الذى يسعى لبناءه ....قال فى كتابه ان ثراء اختارت الفزياء لانها دخلت هذه الغرفه وبدأت بالفزياء وهذا سبب قدر التقدم والبراعه فى دراستها انتهيت من قراءة الكتاب ووجدت فى اخر صفحه به وكانت سميكه جدا منحوت مكان به مفتاح ..
وقفت امام باب الغرفه كانت بالطابق الاول وقمت بوضع المفتاح بالباب وادرته ...انفتح الباب شعرت بقشعريره تسرى فى جسدى
لما رأيت كانت ارفف كبيره وعاليه تحوى كتب ضخمه كان يبدو عليها العظمه والعراقه ..كانت كبيييره جداا لم التفت يوما ان هذه المساحه يمكن ان توجد بالمنزل ..كانت عباره عن طابقين ..دخلت بحر وثراء خلفى ضاحكين ..قالت ثراء :اخيرا بقى جدو كان مراهن انك هتكتشفها بنفسك ف الوقت المناسب ...كأنه كان عارف ان اليوم ده هييجى
بحر:مش عارفه ازاى حفظنا كده ...انا قريت الكتاب كتير بس متصورتش انه يبقى عارف حتى هنتصرف ازاى
نظرت اليهما فى زهول قائلا :والله ؟!!وانا ايه بقى وسطكو ..شكلى كد مليش لازمه ..بقى تبقو عارفين ومتقولوش
ثراء :لا ي حبيبى متقولش كده ده انت احلى اخ وربنا
ضحكنا جميعا ثم قالت بحر :مهو جدو حذرنا اننا نقولك ...جدو مكانش عايز يشوش مخك بالعلم ..
قالتها ضاحكه ف اكملت ثراء ..:جدوو كان خايف عليكى ي بيضه احسن تفشلى وتدخلى ف سكة العلم وتبقى زيي
ضحكنا جميعا وتم افتتاح المكتبه وانتقلت انا وبحر والابناء فى منزل جوار بيت جدى وتحول البيت بأكمله الى مركز بحث علمى كبير
وكما توقع جدى اصبح المجتمع الجديد رائدا رائعا ومبدعا ..لوطن يستحق
شارفت على الستين عام ..وكنت شابا ..كان هذا مدهشا بالنسبة لى ..لم اهرم كالبقيه ..لكنى كنت رياضيا ..مما اسعدنى
تزوج ابنائى واستمررت انا وزوجتى فى العمل كمعلمين بعدما قدمت طلب لعملى بالتربيه والتعليم وتركت الجامعه وكانت لى عكاز استندت عليه طيلة حياتى ....
مرضت ..فجأه دون سابق انذار ..لم يتمكن احد من معرفة ما اصابنى قبعت ف المشفى اسبوع دون فائده انتقلت الى المنزل وحولى زوجتى وابنائى وثراء وابنائها وزوجها ...
وفجأه انتشر ف المكان دفاا كان فريدا من نوعه كذاك الذى كنت اشعره حين تحتضنى امى اجبرنى ان اغمض عيناى اللتان لم تغمضا منذ اكثر من شهر بسبب ذاك المرض
كان المشهد يبدو من الخارج ..انا مسطح على خشبه ويقوم احد ابنائى بمعاونة اخيه بتغسيلى ثم تكفينى ثم وضعونى فى الشئ الذى سيتم نقلى فيه الى قبرى ...حملنى الابناء وكان ف الجنازه الكثير والكثييير من تلاميذى كانت ثراء شامخه وقوية رغم عينتاها الباكيتان وبحر تستند على ابنتاى والجميع يبكى ..اقدر حزنهم لكن ليس هذا ما كان يشغلنى كان يشغلنى ما اشعره من راحه وسعاده اشعر انى اذهب الى انتمائى ..ادخلونى الى قبرى ..وقفت زوجتى وابنائى وثراء قليلا ثم رحلو ..خفت قليلا ف البدايه ..لكم جائنى صوتى فى اذنى وانا ادعو فى كل قيام ليل اللهم ثبتنى عند سؤال الملكين ..
جائنى الملكين وكان الموقف رهيب يثير التوتر والقلق ف القلب _من ربك
هنا كانت الحقيقه التى عاش الانسان عليها على فى اذنى صوت امى ف اول سنوات حياتى الله وصوتى وانا اردد خلفها الله الله الله نطقت بها امام الملكين الله ربى
من نبيك ...شعرت بقليل من التوتر ولكنى كنت ثابتا شئ ماا تذكرت اول محاضره لى لو صلى الله عليه وسلم فظا غليظ القلب ...رغم عدم ذكر اسمه اللا انى تذكرت محمد ...محمد صلى الله عليه وسلم
ما دينك يا عبد الله
دينى هو الاسلام ....
منعم ياعبد الله بلا عذاب ..
اللهم لك الحمد ...اللهم لك الحمد ...اللهم لك الحمد ...عدت اخيرا الى غرفتى المظلمه دون عذاب راحه وفقط ذاك هو شعورى بداخل رحم امى ولكن هذه المره لن يتم دفعى للخارج مره اخرى
انتهى كل شئ وبدأت حياة بلا نهايه ..حياة منعم فيها باذن الله ..حياة خلود بجوار الرحمن اللهم لك الحمد
تمت بحمد الله
تعليقات
إرسال تعليق