مليسيا ..
رواية "مليسيا" ..
المقدمه ..
بعد انتهاء العالم .. وتمرد الارض على ساكنيها وبعد ان هلك كل من بالارض سوى قريه صغيره .. عاش اهل القريه وتكاثروا .. وتكونت مدينتان كبيرتان .. احداهما مليسيا والاخرى اماندا ..
نتناول القصه فى شئ من التفصيل من خلال ثلاثه من ابطال الحكايه ..
الفصل الاول ..
الذكرايات ..💔
ليست مجرد ان ترى ذاك الذى اعتاد القلب رؤيته .. يكفى ان تسمع صوت صفير القطار الذى كنت ترسم احلاما ان تركب معه فى استعداد كامل للجنون ..
"الحنين"
غذائه الذكرايات .. فتكفى رائحة الشاى كى تعود بك اعوام لتثير حنينك الى ذاك الكف الذى وضع على كتفك ليناولك احدى الاكواب ويقول فى حنو : هيمر كل ما ظننته لن يمر
اما عن الطرقات والشوارع .. والمحادثات .. الصور التى اخفيناها حتى لا يضرب الحنين بقسمات ضلوعنا .. وتلك المشاهد التى نأبى ان نسمعها حتى لا تخسف بنا الارض من فرط الحنين .. الدندنه مع احدى الاغانى التى كنت تشاركهم فى سماعها .. وبعض الاصوات التى تظن ان احدهم يناديك بها فتتلهف لترى ان لا شئ حولك سواك .. الحزن الشديد الملامس ل اعماق قلبك دونما ان تجد من يهديك قسطا من الراحه الى جواره ..
هذا ما حدث معى .. كنت فتاه صغيره ف الثامنه من عمرى حين رأيته للمرة الاولى .. كان يعود من مدرسته الاعداديه التى كانت ف المقابل من مدرستى وهو يحمل لى قطعة حلوى .. يسلمها لى عند باب المنزل بعد ان يطمئن بنفسه انى وصلت سالمه .. اخذها منه ب ابتسامه وادخل دون حديث .. لا اعرف ان كنتم ستصدقوننى لكن ظللنا حوالى عشرة اعوام على هذا الحال ولم نتحدث .. ربما لولا تلك المناسبات العائليه لكنت ما سمعت له صوت .. ف لديه صوت عذب يصر شباب العائله دوما ان يسمعهم اياه .. الكثير من الحلوى اصبح معى والايام تمر .، تخرج من الجامعه وكانت الدراسه فى اماندا ف نحن ابناء قريه تدعى مينا على ارض مليسيا ولا يوجد فى هنا فى كل ارجاء مليسيا سوى القليل من المدارس اما الجامعه ف من نصيب اماندا حيث التطور العلمى والثقافى
قدم للجيش كنت اخشى عليه من اى شئ هو ابن حارتى الصغيره عائلته اصدقاء عائلتى فكانو معنا فى اى هم حتى قبل ان يحضر اعمامى .. كنت انتظر يوم عودته بفارغ الصبر .، اعلم انه ايضا ينتظر ذاك اليوم حتى يرانى ويحضر لى هدية صغيره ..
ل اول مره يقول لى شئ كان عن طريق ورقه مكتوب فيها .. " الطرقات شائكه بمكر العدو .. والمعسكرات مليئه بالقسوه حتى تعتاد قلوبنا الحرب ولا تزهل من هولها .. ولكنى لا ارى هول اقسى من ان اعود الى هذا الباب ولا اجدك تنتظرينى "
شعرت بشئ فى قلبى لماذا لا نأخذ خطوه .، لماذا مازلنا عالقين عند ذاك الباب الحديدى الذى يفصل منزلنا عن الشارع .. لماذا لا نركب القطار .. كان منزلنا قريب من تلك المحطه التى لطالما تمنيت ان يمسك بيدى لنذهب فى رحله الى اى مكان بعيد عن كل من نعرفهم نكون سويا فقط .. هذا جنون ويالها من لذة ف الخيال فما بال الحقيقه
قررت ان اكتب له ايضا ولكن .. ماذا عساى ؟!
فتحت ورقتى البيضاء ورسمت نصف وجه وكتبت بخط سعيت بكل قواى ان يكون اجمل ما يكون وبعد عدة محاولات باءت بالفشل " الى ذاك الكون البعيد بالمسافات قريب بالروح .. ليت انصاف قلوبنا البعيده تقترب وتلتحم .. علنا نتحرك من عند ذاك الباب الذى اصبح محورنا .. عل ايدينا تتصافح ك اعيننا .. عل شقى الارض يجتمعا "
كان قد حان موعد خروجى لأعبر الى ابنة عمى حتى اوصلها للمدرسه واعرف انه منتظرا بالباب لان موعد وصول قطاره اقترب .. ركضت نحو الباب واعطيته الورقه .. ما كنت اظن سيكون هذا صدأ الورقه والكلمات المكتوبه بها
مر الشهر كاملا من دونه يكون بطيئا وحزينا هكذا الحياة من دونه لا يجب ان احياها هذا ايمانى به بعودته .. تمر الساعة ببطئ شديد ..
ما هذا ؟! .. الا تسمعون انه صوت القطار .. لا اصدق قد حضر
ركضت نحو الباب يستغرق خمس دقائق كامله من دخول القطار المحطه الى وصوله لباب منزلى كان حديديا مفرغ به دوائر متداخله ك علاقتنا المعقده لكن شكلها كان جميل وكل دائره تحمل لون كان منظره مبدع حفظت كل شئ به حتى ذرات التراب التى كانت عليه قبل ان ينظفه العامل لكم انتظرت عودته خلف هذا الباب واوقات كثيره امامه مضت اربعة دقائق ما بال قلبى يخفق بشده اقترب من منزلى كثيرا .. كنت انتظر لحظة عودته بفارغ الصبر وكنت اتوهج بعد ذبول دام شهر كامل من دونه .. توهجت تلك المره ولكن بشكل مختلف .. لم يتوقف عند الباب لينتظرنى انما تجاوزه الى كنت عند باب المنزل قطع الحديقه وهذه المره تحدث الى قائلا : والدك بالداخل ؟!
الفصل الثانى ..
كنت اسعد من وجدت على الارض .. كنت اطير فرحا خرجت اليهم كان يجلس فى مقابلتى نظر الى مطولا واسهب ف النظر كأنما يقول شئ بعينيه لا استطيع تحديده .. خرج الجميع وتركا لنا المجال وحدنا قال حمزه بابتسامه جذابه : فاطمه ام اقول استاذه فاطمه
كانت لحروف اسمى من شفتاه نغم آخر .. من فرط السعاده ومن شدة الخجل منه لم استطيع الحديث لذا تجاوز الاريكه الفاصله بيننا وجلس على مسافة منى لكن اقرب قال : انا اريد ان اسمع صوتك هل هذا ممكن ؟! ..
رفعت نظرى اليه وكنت سعيده بشده قلت : الحمد لله على سلامتك
لم اكن الاحظ ان صوتى منخفض قال لى محفزا : لم اسمع جيدا هلا رفعت صوتك ..
رفعت صوتى ف تبسم قائلا : سأنهى خدمتى بعد ثلاثة شهور ما رأيك لو نتزوج بعدها
قلت بحياء : تحدث فى هذا الامر مع ابى
ابتسم لم اراه ولكنى شعرت ب ابتسامته ف ابتسمت انا اثر وجوده وابتسامته قال : اقتربت دراستك على الانتهاء اليس كذلك .؟!
مهما كتبت كلماتى عن ذاك الشعور الذى ملأ روحى فى ذاك الوقت لن اجيد الوصف تمت خطبتنا .. اصبح ابى متوترا كثيرا بعد خطبتنا لا ادرى لماذا ولكن هذا ما لاحظته .. امضى حمزه اجازته اسبوع كامل كان يحضر الى منزلنا كان يتحدث كثيرا وانا انصت لكل حرف اخبرنى قبل انتهاء اجازته الأخيره " الحرب يا جميلتى شئ شنيع لا يخلف سوى الدمار .. اخشى ان تقوم حربا فى هذه الارض ،، واخشى انها اقتربت لا أدرى لكنى متعب للغايه "
اغمض عيناه واشاح بنظره بعيدا عنى قلت : متى بدأت حروبنا سيأتى لها يوما وتنتهى .. جل ما اخشاه هو تلك الحرب التى تنشب بداخلنا .، نحن قوم اعتدنا السلام ف الارض لا تقلق لن تنشب اية حروب "
قاطع حديثنا دخول ابى قائلا اخرجى يا فاطمه اريد ان اتحدث الى حمزه منفردا .، شعرت بالقلق كان وجه ابى شاحب وغاضب وقلق لكنى خرجت لا ادرى ماذا دار بالداخل لكن نتائجه كانت بشعه بقدر لا يتحمله انسان .. خرج حمزه دون وداعى ذهبت خلفه ليمسك ابى بذراعى قائلا : انتهى يا صغيرتى لن تريه مجددا ..
توقف قلبى عن النبض وهذا ليس منطقى لكن هذا ما شعرت به .. كيف ! كيف ينتهى .. هو لم يبدأ بعد .. كيف الا اراه مجددا .. انا لم اشبع عيناى منه .. لم اتحدث سوى : لماذا ؟!
ابى رد على بحزن : لا يهم .. لا يهم ..
دخلت الى غرفتى .. لا اعرف بماذا اشعر توقفت عند شباك غرفتى ونظرت الى الباب الحديدى كان واقفا هناك .. حاولت ان ارفع صوتى لانادى عليه لكن شعرت بعدم اتزان ..كانت الارض تدور من تحت قدمى كلما نظرت الى شئ كان يتحرك فى دائره بشكل ثابت اثار جنون عقلى الى ان سقطت .. لم اشعر بأى شئ بعدها ..
كنت استعيد وعيى شئ ف شئ سمعت الطبيب يقول : انهيار عصبى نتيجة صدمه شديده .، لا داعى لأى توتر او ضغط عصبى خلال الفتره القادمه وحاولوا تجنب اى صدام معها ..
تعجب ابى فقد توقع انى طالما لم اقوم بأى ضجه او اعتراض هكذا ستمضى لم يعرف انى سأنفجر داخليا قبل ان انفجر فى وجههم
فتحت عيناى بالكامل هكذا تشعر كأنما ولدت اليوم الجميع يلتف حولك ويهتم لأمرك .. كان ما لم اتوقعه بين تمنى السلامة من الجميع وحفاوتهم طرق احدهم الباب ليدخل حمزه .. لم يعترض ابى وانما افسح له المجال حتى جلس بجوارى قال مبتسما : كيف حال سمائى
نظرت له دون حديث ابتسم بحب قال : لن اتركك ما حييت اطمئنى
التقطت انفاسى واغمضت عيناى مجددا
كنت بين الوعى واللا وعى لا اعرف وقت ولا مكان .. شعرت ان هناك حديث بين ابى وحمزه قال ابى : الى متى يا حمزه !!
حمزه : لا اعرف يا عمى انا ايضا اخاف عليها
ابى : كيف تخاف وانت تتقرب منها
حمزه : انها حلمى و وطنى
ابى : الحرب ستنشب يا حمزه اين ستكون منها ؟! واين ستكون هى !!
حمزه : صدقنى لا اعرف لكنى سأؤمن حمايتها بما اوتيت من قوه لا تقلق ..
ابى : هذا هراء .. ابنتى ستدفع ثمن كل هذا وحدها .. وانا عاجز عن ان ابعدك عنها
الفصل الثالث
فتحت عيناى .. كنت مضطربه بشكل كبير .. كيف ؟! .. حرب !! حمزه بالجيش .. خرج صوتى بصرخه رغم الوهن كانت مدويه التفت حمزه الى مبتسما قال : كيف حال سمائى .. اتمنى ان يذهب گدرها وتعود لقلبى بخير ..
نظرت اليه ثم حاولت الجلوس .. ساعدنى قلت : ستنشب الحرب اذا يا بطلى .. سيسلبونا سلامنا ؟!
اجاب حمزه بهدوء لم اره فى رجل من قبل .. كان مشوبا بصخب كبير بين رغبته فى تهدئتى يحمل ما يجعله يبكى على قدمى صارخا من قلقه وخوفه قال : اخبرتنى انا قوم نحب السلام .. لكن العالم ليس مسالما .، لذا لا يوجد لنا سيبل .. علينا فقط المقاومه ..
نظرت الى ابى وقلت بحزن : لو نتزوج يا ابى ..
قال ابى : مستحيل ..
تركنا ابى وخرج ،،كدت ان انهار مجددا لكن قال حمزه مداعبا كأن لا هم به : كيف ان تفعلى هذا بقلبى ايتها الفتاه .. كدت ان اموت قلقا عليك .. رجاء اخبرينى انك اصبحت بخير .. ثم انى اعتدت ازدهار سمائى ب ابتسامتك .، لماذا تحرمينى منها .. اهل لك ثأر معى ؟! ام تودين اعلان حرب على قلبى ؟!
ابتسمت رغما عنى لكلماته ثم قلت : متى ستعود ؟!
اجاب وهذه المره علا الكدر قسمات وجهه : لا اعرف ي فاطمه .. صدقينى لا اعرف
سألت : ومتى ستبدأ تلك الحرب ؟!
حمزه اجاب : حين تكفين عن اهدائى السلام ..
نظرت له .. امسكت بيده ل أهون عليه عبئ ما يحمل
عدت الى المنزل قبل موعد رحيله بليله .. ليله لا اعرف لها ملمح الى اليوم ..
حدثنى احدهم على هاتف المنزل الارضى .. رددت كان صوت شاب قال بهدوء : سيده فاطمه .. اعتذر عن كل شئ واى شئ اريد ان اخبرك انك لست فى امان .. كما عليك ان لا تثقى فى حمزه ف هو لم يكن قط ذاك الملاك الذى ترين ..
اخبرت ابى بالمكالمه قال : صغيرتى انا اخاف عليك من هذا الرجل لم اقبل بقدومه سوى من اجلك لكن وبعد اندلاع هذه الحرب ماذا سيفعل بك لا اعلم .. انا لست مرتاحا .. ارجوكِ اوقفى هذه الخطبه انا اخاف عليك ويملأنى القلق
نظرت لأبى مطولا لم اتحدث خفت ان اقول ما يعكر الامر قالت امى : فتاتى انا ايضا قلقه بشده هذا الرجل لن يتمكن من ان يكون لك مأمن
قلت وادمعى تسكب من عيناى : لا اريد ان يصيبكما القلق هكذا وصدقانى لو استطعت ل انهيته لكن ! لما القلق .. هل من اجل الحرب ؟!
رد ابى ذاك الرجل الذى لم اعرف فى حياتى حزن ك ذاك الحزن الذى ارتسم على وجهه قائلا : لا يا صغيرتى ليس امر الحرب .. انما امر ذاك الهاتف الذى لم يكف عن التهديد والتحذير كل يوم
ابتسمت وقلت مطمأنه : يا ابتِ حمزه هو ذاك الطفل الذى تربى فى منزلنا .. الا يثق فيه ابناء عمومتى .. وانت ! لا تقلق سيكون الامر على ما يرام ..
دخلت الى غرفتى وكنت على يقين تام بان الامر سيكون على ما يرام .. الم يخبرنى ذاك الامل والامان بانها ستكون هكذا .. اذا ستكون
اغمضت عيناى وضممت وسادتى باسمه بأمل ان نركب القطار سويا ليخطفنى بعيدا
"حمزه .. ايها الوطن المسالم .. وذاك القلب الهادئ مهما حاولت الحياة تكديره .. لا انسى الكلمات .. ولا الاحرف التى منك ولن انساها .. اعلم انك كنت تخشى الحرب ومازلت .. اكتب اليك عل كلماتى تهون جزء مما احتمل قلبك لذا لا تقلق انت عاهدتنى ان كل شئ سيكون بخير .. لذا سيكون .. حافظ عليك وعلى قلبك ف هم املاكى كما تقول لذا لا تفرط بها .. سأنتظر ان تعود الى منتصرا ..
وتلك الطرق الشائكه بمكر العدو سيهونها امل لقائنا عند ذاك الباب وانا انتظرك بكل حب .. "
كانت تلك كلماتى فى آخر لقاء رأيت فيه ملاكه .. او طيفه .. لا اعرف .. حدث الكثير بعد ذهابه .. نشبت الحرب .. كانت داميه ..استولى جنود اماندا على اراضينا .. انا لا اعرف الكثير عما يدور حولى كنت دائما حزينه وذابله .. قلقه عليه .. مر الشهر كان قاسيا جدا او هكذا كنت اظن ان هذه قسوه
اثناء الاجتماع العائلى كنت اجلس ذابله أتت الي آمنه ابنة عمى الصغرى قالت : ما بالك فاطمه ؟! .. اراك حزينه ..
ابتسمت لها قائله : لا شئ صغيرتى انا بخير .. فقط بعض الارهاق ..
دخلت امى فزعه اصيب قلبى بالشق لا ادرى لماذا شعرت ان حمزه قد مات .. اجل هكذا شعرت انه مات لم تتحدث امى وكنت اخشى حديثها .. اقتربت من جدتى اخبرتها بشئ نظرا الى .. لم اتحدث ولم اتحرك بعد القليل من الوقت .. دوهم منزلنا .. رجال مسلحين دخلو سمعت طلقات الرصاص وركضت تحت اريكه كانت مغطاه باحد المفارش السميكه هكذا علمنى شق قلبى ان اتصرف بتلقائيه .. وهكذا ظننت ان الجميع قد فعل .. بعد مرور ساعه من الخوف والقلق سمعت صوت آلفته .. يا الهى .. حمزه كان يصرخ باسمى خرجت اليه فزعه وجدت جميع افراد عائلتى قد قتلو حتى ابى وامى سقطت على الارض اصرخ .. لم يمنعنى من الصراخ الا يخشى ان يسمعنا احد .. كان جامدا كأنه ثلج وانا نيران مشتعله بداخل قلبى يزيدها اقتراب الثلج اشتعالا والما .. لا اعلم كثير بالفزياء فقد درست القسم الادبى .. استوقفنى بعد مرور القليل من الوقت قائلا: لم يعد امامنا وقت علينا الرحيل
اخذ بيدى ثم خرج كان يقف رجال مسلحين فى ساحة المنزل .. لا يرتودن الزى العسكرى لنا .. لم اتبين شئ كنت غارقه فى احزانى قلت : الى اين ستأخذنى ..
قال : الى مكان آمن ..
قلت : وماذا عن عائلتى ..
قال : عليك بالدعاء لهم ..
قلت : لماذا تمسك بيدى ..
قال : لانى تزوجتك !
قلت : وكيف ؟!
رد فى ثبات : الا تريدينى زوجا لك ؟!
رددت بخوف : اريد ان افهم !!
التفت الى ولأول مره ارى الشاره على قميصه معلقه عند كتفه قلت فى مفاجأة منى : اماندا ؟!
الفصل الرابع
رد بهدوء وقد امسك بذراعى : اجل يا فاطمه اماندا ..
قلت : وماذا فعلت لك مليسيا
رد : لا وقت للحديث انا جازفت بكل شئ فقط لأجلك .. هلا أتيتِ معى الآن ..
ابعدت يداه عنى .، ادركت انه حقا مات .. كيف لم يكن ! وقد خان المملكه وكان فى صفوف من قتلو عائلتى
جرنى من يدى قسرا وانا استغيث بالجنود ان يدعوه يتركنى لكن بمن استجير من من .. كنت انادى على اهل القريه ولكنهم لم ينقذونى من بين يديه.. وصلنا الى المحطه ..
تلك التى لطالما تمنيت ان يمسك بيدى هاربا بى من العالم على متن هذا القطار سيكون موتى حسرة عليه
مليسيا واماندا كانتا مدينه واحده قبل زمن بعيد مئات الاعوام لا ندرى ماذا حدث لكنهما انفصلا فى مليسيا لا يوجد زاد للعقول ف حتى الدراسه نحتاج ان نذهب الى اماندا حتى نقوم بها الجميع يعلم ان ل اماندا السياده من كل الجوانب ولكن .. مليسيا الوطن .. وانا احب هذا الوطن ..
كنت خائفه من حمزه نظرته الى كانت تدعونى للانصياع له قلت : لماذا انا هنا .،
حمزه حاول ان يضع يده على شعرى ابتعدت مما اثار غضبه قال : انت تخافين منى ؟!
قلت دون النظر اليه : انت خائن يا حمزه
قال بغضب وصوت مرتفع : خنت كل شئ الا انتِ ضحيت حتى بعائلتى من اجل الحفاظ عليكِ .. انا لم اخن الوطن ف انتِ وطنى يا فاطمه ..
نظرت اليه وقلت بغضب مماثل ربما ثورة البركان بداخلى كانت اشد ولم اخمدها هذه المره : ومليسيا .. واسرتى .، وامى .. وانا ؟! .. وكل شئ الا تظن ان هذه القرية تحملنى وتشبهنى .. اتظن انى لست مليسيا .، كنت ادعو الله لك بان تعود سالما .. وان ينتقم من عدوك .. كنت اقول ان الامور ستكون على ما يرام .. لانك قلت هذا ،، اين مليسيا يا حمزه .. اين انا !!؟
وصل القطار مع انتهاء حديثى جرنى حمزه من يدى وادخلنى رغما عنى كنت اصرخ بكل ما اوتيت من قوه : فليساعدنى احد !!
لكن .، لا احد هاهنا يسمع ادخلنى حمزه الى آخر عربه ف القطار .، ف الواقع لا اعرف اكانت عربه ام غرفة نوم مجهزه !!
اوقفنى امامه قال : سنتزوج اليوم ..
قد ازداد خوفى من عيناه اللاتى كانتا تلتهمانى قلت بصمود كأنى ادفع الكلمات وادمعى تسقط : اتقتل حبيبى اليوم وتتزوجنى ؟!
نظر الى قائلا بهدوء هذه المره : انا حبيبك ..
قلت : انت قاتلى يا حمزه
حاول الاقتراب منى .. ابعدته بكل قوتى .. لم تكن قوتى كافيه ل ابعده عنى ف وهنت وخسرت قواى جملة واحده قلت : ارجوك يا حمزه اتركنى .، ارجوك لا تفعل بى هذا ..
رغم ضعفى هذا الا انه توقف فجأه .. وابتعد لملمت شتاتى الذى تبعثر بعدما خرج وجلست ابكى .. نظرت الى يدى وجدت بها جرح غائر اصطدمت بطرف الفراش اثناء مقاومتى له .. ما الذى حل به .. لماذا اصبح هكذا .. كيف ان يفرط بى ..كنت ارتجف .. كان جو مليسيا حار ولكن قلبى كان فى فصل الشتاء فقد فقد كل الدروع التى يحتمى بها .،
.....................
كنت اعلم انى خائن لمليسيا ولكن لم يكن لدى اختيار وحدهم رجال اماندا وحكومتها سيأمنونى انا و هى .. اخترتها وخسرت كل شئ كنت اخشى ان اخسرها هى ايضا لذا حاولت ان .. يا الهى كيف فعلت هذا .. كيف سمحت لذاتى بان اروعها .. كنت اخشى ان تكرهنى هى ايضا واخسرها .. هى التى خسرت كل شئ من اجل الحفاظ عليها .. اغمضت عيناى للحظات تذكرت ان ملابسها قطعت نظرت الى يدى وجدت دماء .. تذكرت اصطدامها بالفراش اخبرت احد جنود فرقتى باحضار ملابس لا تكن عليها شارة اماندا ولا اى شاره .. احضرها واحضر طعام .. طرقت طرقات خفيفه على الباب لعل هذا يرد لها شئ من امانها .. ثم دخلت وجدتها فزعه ترجف كأننا فى يناير وكنا فى يوليو كنت كلما اقتربت اليها زاد ارتجافها لذا توقفت وقلت .. : هذا طعامك .. وهذه ملابس بنطال وقميص بدلى ملابسك .. فاطمه انا اعتذر لما حدث .. صدقينى لم اكن واعيا .. فقط اردت .. اردت ان ..
الفصل الخامس
لا ادرى ماذا حدث بعدها سوى الدماء تخرج من يدى وانا انظر اليها اشعر بالراحه وهى تخرج .. جسدى يؤلمنى لكن روحى تهدأ
عدت الى وعيى بما افعله وحمزه يصرخ فى برجاء وادمعه تتساقط ان اتوقف .. ابعدت السكين وانا اصرخ الما من يدى .. كانت تؤلمنى بشده وكان هو يحمل حقيبة اسعاف اسقطها وهرع الى امسك السكين من يدى وقال : لماذا تفعلى بقلبى هذا ..
لم اتحدث سوى : ابتعد عنى .. ابتعد عنى يا حمزه ..
......................
بعد مرور ثلاثة ايام قررت ان تخرج من الغرفه بين صفوف جنود اماندا من يحمل لها الكره فقد كانت اكثر من مجنده معجبة بى بينما ذهبت انا وتركت الجميع خلفى ل أحضر فاطمه .. لم تر فاطمه النور من ثلاثة ايام .. ويداها تحمل الجروح .. كلما تخلصت من آلة حاده وجدت اخرى .. ترجتنى اقتلها و عاهدتنى ستسامحنى .. لا تطيق قربى لها .. كيف الا وهى كل شئ هى وطنى .. هى تتمسك ب اهل قريتنا الذين كانو يسمعون صراخها وهم يختبئون خلف نوافذهم لا يخرجون .. هى تتمسك بمليسيا التى لم تجلب لنا سوى الذل الذى جعلنا اقل الطبقات واضعف من اماندا فى كل شئ .. حتى ان جيشنا لم يصمد امامهم لدقائق .. احضرت الى ريشا كأس كحول اثناء احتفالنا بالنصر .. كنت اعترض ف البدايه .. اعرف ان فاطمه لا تحب رائحة الكحول .. اخبرتنى يوما حكايه عن رجل يتعاطى الكحول فيعود الى المنزل ليضرب ابناءه ويجبر زوجته عليه ويبرحها ضربا ثم يفقد وعيه .، اليوم كنت متعبا بشده لذا اخذت الكأس من ريشا وكانت فاتنه على غير عادتها ابتسمت لها بينما قالت : لماذا انت متمسك بها ..
كان مفعول الكحول شديدا وسريعا .. قلت : انها مدينتى وطفولتى .. وساكنتى ومسكنى .. وامانى وسلامى
قالت ريشا : ليتنى اجد رجل يحبنى هكذا ..
رددت دون تردد : عليكما ان تتقابلا ستة عشر عام يراسل قلبيكما بعضا عن طريق اعينكم .. وحين يتحدث احدكم يحدث جلبه كبيره فى علاقتكما ..
قالت ريشا وقد بدأت تداعب خصلات شعرى بأناملها : ولكنها لم تعد تحبك .. لم تعد تشعر بك ولا حتى تغار وهى ترانى الآن بهذا القرب منك ..
التفتت حولى فزعا فلم اجدها .. ضحكت ريشا بصوت عالٍ قلت : اتعتبرين هذه مزحه .. ؟! .. انت جننت
قالت ريشا بهدوء وهى تجذبنى لأجلس مرة اخرى : لا يا حمزه .. لم اجن .. انظر لنفسك انت من جننت بها وهى لا تلق لك بالا .. وانت تفعل كل شئ من اجلها
قلت : ابتعدى يا ريشا .. انا لست بخير .،
شعرت بغضب ريشا قالت : اذن اذهب لها .. اذهب لتدفعك بعيدا عنها وتهديك الما بجراحها .. اتعرف لماذا لا تحبك يا حمزه .. لانك غبى .. اى امرأة تلك التى تحب رجل تذلل امامها
وحدها ريشا من اسمح لها بالتقرب منى .. هى صديقتى المقربه فلم اجد سواها منذ دراستى ب اماندا .. قبل الانضمام للجيش .. وهى ابنة قائد الجيش .. اراها ارق من الانضمام الى لعبة الموت هذه وهى ايضا لا ترغب بها لكن لا محاله من اقدارنا ..تركتها وعدت الى العربه التى تحمل مدينتى .. بالطبع كنا ف القطار على حالنا ف هذه مهمتنا .. التجول داخل اراضى مليسيا لمكافحة اى حركة مقاومه وضمان الانصياع التام من اهالى مليسيا لسلطة اماندا .. دخلت مره واحده دون ان اطرق الباب ..
.................
ازداد خوفى اضعاف من حمزه كنت اتضرع الى الله ان يخلصنى من هذا لكنه اقتحم الغرفه .. كان يأتى لينام كل ليله فى سلام ولكن الليله هو يقف خلفى عيناه تلتهمانى .. كنت اشعر بنيران تتدفق منه وشرر يتطاير من عينيه انا لم انظر اليه لكنى شعرت به ..
اطلت الوقوف عله يمل ويرحل قاطعنى وامسك بذراعى وهو ينظر الى عينى قال : الى متى ستعذبينى هكذا ؟!
لا اعرف لماذا حينها شعرت حقا ان حمزه قد مات رائحة الكحول التى فاحت منه .. وفقدانه ل اتزان نفسه ونظراته لى التى كانت اكثر جرأه من اى وقت مضى قلت : انت من تعذب نفسك .، انا لا افعل شئ .. اترك ذراعى يا حمزه ..
نظر الى قائلا : لا .. هذه المره لن يمنعنى عنك شئ ولا احد .. حتى مقاومتك لن تجدى نفعا ..
بدأ فى نزع ملابسه مما اصابنى بالرعب .. لم آكل منذ مده والجروح فى يدى كل هذا اصابى بالوهن .. لا املك شئ ادافع به عن نفسى فقد تفرغت الغرفه من كل شئ .. لم يسعنى سوى احيى حمزه حتى يحمينى اغمضت عينى وكنت هادءه توقف قائلا : الن تقاومى ؟! الن تبعدينى عنك ؟!
قلت وقد سقطت ادمعى : انتظر ..!
حمزه : ماذا تنتظرين ؟!
نظرت الى عينيه قائله : ان يعود الى رجلى الذى عاهدنى بان يحمينى من اى شئ حتى نفسه .. هل هذا هو الحب يا حمزه ؟! هذا ما تسعى اليه بداخلى ؟! .. تريد جسدى .. ها هو اذا افعل به ما شئت .. اخبرتك منذ اللحظة الاولى هنا انك قاتلى .. لم اكذب .، اخبرتك انك قتلت حبيبى .. اين هو الرجل الذى احببته .. قلت لى انك خنت كل شئ الا انا .. وماذا عن الفتايات اللواتى تمضى الليالى معهن منذ ان كنت تذهب الى الجيش و قبل العودة ب اسبوع واحد توقف كل شئ حتى لا تجعلنى اشعر .. اقترب يا حمزه كما تريد لن امنعك ولكن ان فعلتها ولم تقتلنى بعدها سأقتلك بيداى و دون اى رحمه او شفقه .. انا ضعيفه الآن لكن سيأتى يوم واستعيد قوتى ..
كان ينظر الى عينى مباشرة يعلم انى صادقه فى كل كلمة اقولها كان يحذر منى .. رأيت الخوف فى عينيه لأول مره تراجع وابتعد وخرج خرجت خلفه وجدته يدخل الى غرفه مع واحده من الفتيات .. لم اشعر بالغيره ولن اشعر بها .. حبيبى حمزه لم اره يوما جسد رأيته روح ملائكيه تدافع عن الوطن وعن المظلوم .. يهدينى الحب دون ان يكترث لما اهديه .. يحمينى بعينيه من اى احد ومن اى شخص عدت ادراجى الى الداخل اشكر الله ليل نهار على عبور هذه المحنه .. وضعت رأسى على الوساده لأول مره .. تغمض عيناى ..
.....................
استيقظت صباحا لأجد آسيا بجوارى نهضت مسرعا ماذا ان رأتنى فاطمه .. يا الهى فاطمه ماذا فعلت انا لها .. خرجت لأجد ريشا تقف لتنتظرنى امام الحمام اعطتنى المنشفه قائله : ماذا فعلت ؟!
حمزه : كما رأيتِ تركتها فى عنادها ..
ريشا : حسنا اذا .. فلتبقى هكذا ايها الغبى ..
تركتنى ورحلت كنت اغسل يدى لم تصل ريشا الى الباب بينما سمعت صوت صراخ فاطمه .. هرعت اليها سبقتنى ريشا وجدت تونى يحاول الاقتراب منها جذبته دون وعى منى للخارج اطلقت على يده الرصاص ولكزته بقدمى لخارج القطار انكسر الباب لا اعرف كيف واصبحت العربه بابها مكسور دخلت الى فاطمه شعرت انها لم تكترث كأنما اعتادت هذه المحاولات كانت تتحدث الى ريشا بقوه قالت لها ريشا : على ماذا تتدللين انت حثاله يا امرأه من مثلك يحمدون الله انهم على قيد الحياة .. لا تتصرف وكأنها ملكه
نظرت لها فاطمه مبتسمه قالت : اذا .. لا اعجبك ك ملكه ؟! لا اتعجب كثيرا ان يخرج كلام ك هذا من منحله مثلك .. تبيع نفسها من اجل اى شئ ..
قالت ريشا وهى تكتم غضبها انا اعرفها جيدا واعرف متى تتحدث بثبات وداخلها ثوره : تفكرين بجهل وتخلف ك كل سكان مليسيا .. كان لا بد من حرب تبيدكم منذ زمن
نظرت لها فاطمه وهى تقترب قالت : على رسلك ايتها الفتاة فلن ينظر اليك ابدا اتعرفين لماذا ؟! .. لانك لست انا ..
.................
رفعت ريشا يدها لتصفعنى لكن توقفت يداها اوقفها حمزه وخرجا سويا .. كنت فى امس الحاجة لان ارى الشمس .. لأن اؤمن مجددا ف الامل مهما كان طفيفا .. انا كنت ارتجف من الخوف .. لكن كان على ان اقاوم ما ان خرجت ودخلت الى العربه التاليه حتى وجدت دمائ على جسد العربه اقتربت من الدماء لكنى لاحظت شيئا آخر .. اكثر اهميه ..
.............
الفصل السادس
كان هناك انباء عن اندلاع حركة مقاومه انتهى وقت الاحتفال بدخول مليسيا وبدأ وقت الاستعداد لحرب حقيقيه انشغلت كثيرا فى اعادة تأهيل الجنود لصد المقاومه وقبل الوصول الى المحطه التى سننزل عندها لتكون معركتنا الاولى اردت ان اتفقد امر فاطمه ترى الاختلاف الواضح بين اسماء ابناء اماندا وابناء مليسيا ولكنا لا نهتم كثيرا لهذا الامر طرقت الباب عدة طرقات لم يأتى صوت كالعاده فتحت لاجد فاطمه ليست بالداخل .. تجمدت فى مكانى اين رحلت صرخت بأعلى قوتى : ريشا ..
هلعت الى مسرعه قائله : ماذا حدث
رددت : ليست هنا
................
انشغال حمزه عنى اعطانى المساحه الكافيه ل انفذ ما قررت فعله كنت اعلم انى اخطو ناحية الموت ولكن اليس ما انا فيه موت انتظر قرار حمزه ب اعدامى بين يوم وآخر .. سأشتاق اليه .. اعلم ان رجلى قد مات لكن مازال ينظر الى نظرات توقظ حنينى اليه .. لا اعرف ماذا افعل او بماذا اشعر لماذا ي حمزه فعلت هذا بى .. تجعلنى اهرب منك واحن اليك فى آن واحد .. كان يقف بين رجاله نظرت اليه كثيرا .. ثم رحلت .. ان تقفز من قطار وهو يتحرك بسرعته من اصعب الامور .. ترددت كثيرا .. لكن تذكرت محاولات حمزه ل ان يؤذينى دب الخوف اركانى ركضت مسرعه حين شعرت به يقترب .. اصطدم جسدى بقوه بالارض وتدحرجت كان جسدى يهوى الى ان اصطدمت ب كومة قش من حسن الحظ انها وجدت هناك .. ربما تضررت قدمى بشكل كبير انها تؤلمنى بقوه حدثت جروح فى اماكن متفرقه من جسدى منها ما كان غائرا بالطبع فقدت وعيى .. مر وقت طويل لا اعرف هكذا شعرت حين اشتدت حرارة الشمس على .. فتحت عيناى لأجدنى مكانى اشتدت على الجروح لكنى وقفت .. كنت اود الابتعاد بكل ما اوتيت من قوه تحركت .. لا اعرف الى اين ولكنى تحركت .. لمحت منازل كثيره .. ظللت فى طرقى اتخبط حتى جن الليل ..كان الليل حالك وضوء مصباح احد المنازل هو ما دل عليه .. طرقت باب اول منزل كنت متعبه كثيرا جداا اريد القليل من الامان والقليل من ادوات التضميد .. لكن جراحى كانت غير كافيه ليشفق على احدهم فيفتح لى بابه .. كان الناس يظنون ان جنود اماندا يطاردونى لذا يخافون ان ينتهك بيتهم اذا آونى .. كما ان لدى الجميع اوامر بان لا يفتحو منازلهم ليلا .. القتنى الطرقات الى خارج المدينه لم اكن اعرف ماذا هناك كنت اسير .. صوت الكلاب والليل كانا شديدان وانا لا اقدر على المسير وجدت منزل على مسافه .. لا احد هناك .. وكان باب المنزل الضخم مفتوح قليلا .. تحركت نحوه بصعوبه وان كان فارغا سأنام قليلا ثم اخرج ل اكمل ان بقيت على قيد الحياة ... اقتربت من الباب وحاولت الدخول اوقفنى صوت احدهم جاء من خلفى افزعنى شعرت بأنى اهوى ان العالم يدور قاومت كثيرا حتى لا .. سقطت فاقدة الوعى
__________
المقدمه ..
بعد انتهاء العالم .. وتمرد الارض على ساكنيها وبعد ان هلك كل من بالارض سوى قريه صغيره .. عاش اهل القريه وتكاثروا .. وتكونت مدينتان كبيرتان .. احداهما مليسيا والاخرى اماندا ..
نتناول القصه فى شئ من التفصيل من خلال ثلاثه من ابطال الحكايه ..
الفصل الاول ..
الذكرايات ..💔
ليست مجرد ان ترى ذاك الذى اعتاد القلب رؤيته .. يكفى ان تسمع صوت صفير القطار الذى كنت ترسم احلاما ان تركب معه فى استعداد كامل للجنون ..
"الحنين"
غذائه الذكرايات .. فتكفى رائحة الشاى كى تعود بك اعوام لتثير حنينك الى ذاك الكف الذى وضع على كتفك ليناولك احدى الاكواب ويقول فى حنو : هيمر كل ما ظننته لن يمر
اما عن الطرقات والشوارع .. والمحادثات .. الصور التى اخفيناها حتى لا يضرب الحنين بقسمات ضلوعنا .. وتلك المشاهد التى نأبى ان نسمعها حتى لا تخسف بنا الارض من فرط الحنين .. الدندنه مع احدى الاغانى التى كنت تشاركهم فى سماعها .. وبعض الاصوات التى تظن ان احدهم يناديك بها فتتلهف لترى ان لا شئ حولك سواك .. الحزن الشديد الملامس ل اعماق قلبك دونما ان تجد من يهديك قسطا من الراحه الى جواره ..
هذا ما حدث معى .. كنت فتاه صغيره ف الثامنه من عمرى حين رأيته للمرة الاولى .. كان يعود من مدرسته الاعداديه التى كانت ف المقابل من مدرستى وهو يحمل لى قطعة حلوى .. يسلمها لى عند باب المنزل بعد ان يطمئن بنفسه انى وصلت سالمه .. اخذها منه ب ابتسامه وادخل دون حديث .. لا اعرف ان كنتم ستصدقوننى لكن ظللنا حوالى عشرة اعوام على هذا الحال ولم نتحدث .. ربما لولا تلك المناسبات العائليه لكنت ما سمعت له صوت .. ف لديه صوت عذب يصر شباب العائله دوما ان يسمعهم اياه .. الكثير من الحلوى اصبح معى والايام تمر .، تخرج من الجامعه وكانت الدراسه فى اماندا ف نحن ابناء قريه تدعى مينا على ارض مليسيا ولا يوجد فى هنا فى كل ارجاء مليسيا سوى القليل من المدارس اما الجامعه ف من نصيب اماندا حيث التطور العلمى والثقافى
قدم للجيش كنت اخشى عليه من اى شئ هو ابن حارتى الصغيره عائلته اصدقاء عائلتى فكانو معنا فى اى هم حتى قبل ان يحضر اعمامى .. كنت انتظر يوم عودته بفارغ الصبر .، اعلم انه ايضا ينتظر ذاك اليوم حتى يرانى ويحضر لى هدية صغيره ..
ل اول مره يقول لى شئ كان عن طريق ورقه مكتوب فيها .. " الطرقات شائكه بمكر العدو .. والمعسكرات مليئه بالقسوه حتى تعتاد قلوبنا الحرب ولا تزهل من هولها .. ولكنى لا ارى هول اقسى من ان اعود الى هذا الباب ولا اجدك تنتظرينى "
شعرت بشئ فى قلبى لماذا لا نأخذ خطوه .، لماذا مازلنا عالقين عند ذاك الباب الحديدى الذى يفصل منزلنا عن الشارع .. لماذا لا نركب القطار .. كان منزلنا قريب من تلك المحطه التى لطالما تمنيت ان يمسك بيدى لنذهب فى رحله الى اى مكان بعيد عن كل من نعرفهم نكون سويا فقط .. هذا جنون ويالها من لذة ف الخيال فما بال الحقيقه
قررت ان اكتب له ايضا ولكن .. ماذا عساى ؟!
فتحت ورقتى البيضاء ورسمت نصف وجه وكتبت بخط سعيت بكل قواى ان يكون اجمل ما يكون وبعد عدة محاولات باءت بالفشل " الى ذاك الكون البعيد بالمسافات قريب بالروح .. ليت انصاف قلوبنا البعيده تقترب وتلتحم .. علنا نتحرك من عند ذاك الباب الذى اصبح محورنا .. عل ايدينا تتصافح ك اعيننا .. عل شقى الارض يجتمعا "
كان قد حان موعد خروجى لأعبر الى ابنة عمى حتى اوصلها للمدرسه واعرف انه منتظرا بالباب لان موعد وصول قطاره اقترب .. ركضت نحو الباب واعطيته الورقه .. ما كنت اظن سيكون هذا صدأ الورقه والكلمات المكتوبه بها
مر الشهر كاملا من دونه يكون بطيئا وحزينا هكذا الحياة من دونه لا يجب ان احياها هذا ايمانى به بعودته .. تمر الساعة ببطئ شديد ..
ما هذا ؟! .. الا تسمعون انه صوت القطار .. لا اصدق قد حضر
ركضت نحو الباب يستغرق خمس دقائق كامله من دخول القطار المحطه الى وصوله لباب منزلى كان حديديا مفرغ به دوائر متداخله ك علاقتنا المعقده لكن شكلها كان جميل وكل دائره تحمل لون كان منظره مبدع حفظت كل شئ به حتى ذرات التراب التى كانت عليه قبل ان ينظفه العامل لكم انتظرت عودته خلف هذا الباب واوقات كثيره امامه مضت اربعة دقائق ما بال قلبى يخفق بشده اقترب من منزلى كثيرا .. كنت انتظر لحظة عودته بفارغ الصبر وكنت اتوهج بعد ذبول دام شهر كامل من دونه .. توهجت تلك المره ولكن بشكل مختلف .. لم يتوقف عند الباب لينتظرنى انما تجاوزه الى كنت عند باب المنزل قطع الحديقه وهذه المره تحدث الى قائلا : والدك بالداخل ؟!
الفصل الثانى ..
كنت اسعد من وجدت على الارض .. كنت اطير فرحا خرجت اليهم كان يجلس فى مقابلتى نظر الى مطولا واسهب ف النظر كأنما يقول شئ بعينيه لا استطيع تحديده .. خرج الجميع وتركا لنا المجال وحدنا قال حمزه بابتسامه جذابه : فاطمه ام اقول استاذه فاطمه
كانت لحروف اسمى من شفتاه نغم آخر .. من فرط السعاده ومن شدة الخجل منه لم استطيع الحديث لذا تجاوز الاريكه الفاصله بيننا وجلس على مسافة منى لكن اقرب قال : انا اريد ان اسمع صوتك هل هذا ممكن ؟! ..
رفعت نظرى اليه وكنت سعيده بشده قلت : الحمد لله على سلامتك
لم اكن الاحظ ان صوتى منخفض قال لى محفزا : لم اسمع جيدا هلا رفعت صوتك ..
رفعت صوتى ف تبسم قائلا : سأنهى خدمتى بعد ثلاثة شهور ما رأيك لو نتزوج بعدها
قلت بحياء : تحدث فى هذا الامر مع ابى
ابتسم لم اراه ولكنى شعرت ب ابتسامته ف ابتسمت انا اثر وجوده وابتسامته قال : اقتربت دراستك على الانتهاء اليس كذلك .؟!
مهما كتبت كلماتى عن ذاك الشعور الذى ملأ روحى فى ذاك الوقت لن اجيد الوصف تمت خطبتنا .. اصبح ابى متوترا كثيرا بعد خطبتنا لا ادرى لماذا ولكن هذا ما لاحظته .. امضى حمزه اجازته اسبوع كامل كان يحضر الى منزلنا كان يتحدث كثيرا وانا انصت لكل حرف اخبرنى قبل انتهاء اجازته الأخيره " الحرب يا جميلتى شئ شنيع لا يخلف سوى الدمار .. اخشى ان تقوم حربا فى هذه الارض ،، واخشى انها اقتربت لا أدرى لكنى متعب للغايه "
اغمض عيناه واشاح بنظره بعيدا عنى قلت : متى بدأت حروبنا سيأتى لها يوما وتنتهى .. جل ما اخشاه هو تلك الحرب التى تنشب بداخلنا .، نحن قوم اعتدنا السلام ف الارض لا تقلق لن تنشب اية حروب "
قاطع حديثنا دخول ابى قائلا اخرجى يا فاطمه اريد ان اتحدث الى حمزه منفردا .، شعرت بالقلق كان وجه ابى شاحب وغاضب وقلق لكنى خرجت لا ادرى ماذا دار بالداخل لكن نتائجه كانت بشعه بقدر لا يتحمله انسان .. خرج حمزه دون وداعى ذهبت خلفه ليمسك ابى بذراعى قائلا : انتهى يا صغيرتى لن تريه مجددا ..
توقف قلبى عن النبض وهذا ليس منطقى لكن هذا ما شعرت به .. كيف ! كيف ينتهى .. هو لم يبدأ بعد .. كيف الا اراه مجددا .. انا لم اشبع عيناى منه .. لم اتحدث سوى : لماذا ؟!
ابى رد على بحزن : لا يهم .. لا يهم ..
دخلت الى غرفتى .. لا اعرف بماذا اشعر توقفت عند شباك غرفتى ونظرت الى الباب الحديدى كان واقفا هناك .. حاولت ان ارفع صوتى لانادى عليه لكن شعرت بعدم اتزان ..كانت الارض تدور من تحت قدمى كلما نظرت الى شئ كان يتحرك فى دائره بشكل ثابت اثار جنون عقلى الى ان سقطت .. لم اشعر بأى شئ بعدها ..
كنت استعيد وعيى شئ ف شئ سمعت الطبيب يقول : انهيار عصبى نتيجة صدمه شديده .، لا داعى لأى توتر او ضغط عصبى خلال الفتره القادمه وحاولوا تجنب اى صدام معها ..
تعجب ابى فقد توقع انى طالما لم اقوم بأى ضجه او اعتراض هكذا ستمضى لم يعرف انى سأنفجر داخليا قبل ان انفجر فى وجههم
فتحت عيناى بالكامل هكذا تشعر كأنما ولدت اليوم الجميع يلتف حولك ويهتم لأمرك .. كان ما لم اتوقعه بين تمنى السلامة من الجميع وحفاوتهم طرق احدهم الباب ليدخل حمزه .. لم يعترض ابى وانما افسح له المجال حتى جلس بجوارى قال مبتسما : كيف حال سمائى
نظرت له دون حديث ابتسم بحب قال : لن اتركك ما حييت اطمئنى
التقطت انفاسى واغمضت عيناى مجددا
كنت بين الوعى واللا وعى لا اعرف وقت ولا مكان .. شعرت ان هناك حديث بين ابى وحمزه قال ابى : الى متى يا حمزه !!
حمزه : لا اعرف يا عمى انا ايضا اخاف عليها
ابى : كيف تخاف وانت تتقرب منها
حمزه : انها حلمى و وطنى
ابى : الحرب ستنشب يا حمزه اين ستكون منها ؟! واين ستكون هى !!
حمزه : صدقنى لا اعرف لكنى سأؤمن حمايتها بما اوتيت من قوه لا تقلق ..
ابى : هذا هراء .. ابنتى ستدفع ثمن كل هذا وحدها .. وانا عاجز عن ان ابعدك عنها
الفصل الثالث
فتحت عيناى .. كنت مضطربه بشكل كبير .. كيف ؟! .. حرب !! حمزه بالجيش .. خرج صوتى بصرخه رغم الوهن كانت مدويه التفت حمزه الى مبتسما قال : كيف حال سمائى .. اتمنى ان يذهب گدرها وتعود لقلبى بخير ..
نظرت اليه ثم حاولت الجلوس .. ساعدنى قلت : ستنشب الحرب اذا يا بطلى .. سيسلبونا سلامنا ؟!
اجاب حمزه بهدوء لم اره فى رجل من قبل .. كان مشوبا بصخب كبير بين رغبته فى تهدئتى يحمل ما يجعله يبكى على قدمى صارخا من قلقه وخوفه قال : اخبرتنى انا قوم نحب السلام .. لكن العالم ليس مسالما .، لذا لا يوجد لنا سيبل .. علينا فقط المقاومه ..
نظرت الى ابى وقلت بحزن : لو نتزوج يا ابى ..
قال ابى : مستحيل ..
تركنا ابى وخرج ،،كدت ان انهار مجددا لكن قال حمزه مداعبا كأن لا هم به : كيف ان تفعلى هذا بقلبى ايتها الفتاه .. كدت ان اموت قلقا عليك .. رجاء اخبرينى انك اصبحت بخير .. ثم انى اعتدت ازدهار سمائى ب ابتسامتك .، لماذا تحرمينى منها .. اهل لك ثأر معى ؟! ام تودين اعلان حرب على قلبى ؟!
ابتسمت رغما عنى لكلماته ثم قلت : متى ستعود ؟!
اجاب وهذه المره علا الكدر قسمات وجهه : لا اعرف ي فاطمه .. صدقينى لا اعرف
سألت : ومتى ستبدأ تلك الحرب ؟!
حمزه اجاب : حين تكفين عن اهدائى السلام ..
نظرت له .. امسكت بيده ل أهون عليه عبئ ما يحمل
عدت الى المنزل قبل موعد رحيله بليله .. ليله لا اعرف لها ملمح الى اليوم ..
حدثنى احدهم على هاتف المنزل الارضى .. رددت كان صوت شاب قال بهدوء : سيده فاطمه .. اعتذر عن كل شئ واى شئ اريد ان اخبرك انك لست فى امان .. كما عليك ان لا تثقى فى حمزه ف هو لم يكن قط ذاك الملاك الذى ترين ..
اخبرت ابى بالمكالمه قال : صغيرتى انا اخاف عليك من هذا الرجل لم اقبل بقدومه سوى من اجلك لكن وبعد اندلاع هذه الحرب ماذا سيفعل بك لا اعلم .. انا لست مرتاحا .. ارجوكِ اوقفى هذه الخطبه انا اخاف عليك ويملأنى القلق
نظرت لأبى مطولا لم اتحدث خفت ان اقول ما يعكر الامر قالت امى : فتاتى انا ايضا قلقه بشده هذا الرجل لن يتمكن من ان يكون لك مأمن
قلت وادمعى تسكب من عيناى : لا اريد ان يصيبكما القلق هكذا وصدقانى لو استطعت ل انهيته لكن ! لما القلق .. هل من اجل الحرب ؟!
رد ابى ذاك الرجل الذى لم اعرف فى حياتى حزن ك ذاك الحزن الذى ارتسم على وجهه قائلا : لا يا صغيرتى ليس امر الحرب .. انما امر ذاك الهاتف الذى لم يكف عن التهديد والتحذير كل يوم
ابتسمت وقلت مطمأنه : يا ابتِ حمزه هو ذاك الطفل الذى تربى فى منزلنا .. الا يثق فيه ابناء عمومتى .. وانت ! لا تقلق سيكون الامر على ما يرام ..
دخلت الى غرفتى وكنت على يقين تام بان الامر سيكون على ما يرام .. الم يخبرنى ذاك الامل والامان بانها ستكون هكذا .. اذا ستكون
اغمضت عيناى وضممت وسادتى باسمه بأمل ان نركب القطار سويا ليخطفنى بعيدا
"حمزه .. ايها الوطن المسالم .. وذاك القلب الهادئ مهما حاولت الحياة تكديره .. لا انسى الكلمات .. ولا الاحرف التى منك ولن انساها .. اعلم انك كنت تخشى الحرب ومازلت .. اكتب اليك عل كلماتى تهون جزء مما احتمل قلبك لذا لا تقلق انت عاهدتنى ان كل شئ سيكون بخير .. لذا سيكون .. حافظ عليك وعلى قلبك ف هم املاكى كما تقول لذا لا تفرط بها .. سأنتظر ان تعود الى منتصرا ..
وتلك الطرق الشائكه بمكر العدو سيهونها امل لقائنا عند ذاك الباب وانا انتظرك بكل حب .. "
كانت تلك كلماتى فى آخر لقاء رأيت فيه ملاكه .. او طيفه .. لا اعرف .. حدث الكثير بعد ذهابه .. نشبت الحرب .. كانت داميه ..استولى جنود اماندا على اراضينا .. انا لا اعرف الكثير عما يدور حولى كنت دائما حزينه وذابله .. قلقه عليه .. مر الشهر كان قاسيا جدا او هكذا كنت اظن ان هذه قسوه
اثناء الاجتماع العائلى كنت اجلس ذابله أتت الي آمنه ابنة عمى الصغرى قالت : ما بالك فاطمه ؟! .. اراك حزينه ..
ابتسمت لها قائله : لا شئ صغيرتى انا بخير .. فقط بعض الارهاق ..
دخلت امى فزعه اصيب قلبى بالشق لا ادرى لماذا شعرت ان حمزه قد مات .. اجل هكذا شعرت انه مات لم تتحدث امى وكنت اخشى حديثها .. اقتربت من جدتى اخبرتها بشئ نظرا الى .. لم اتحدث ولم اتحرك بعد القليل من الوقت .. دوهم منزلنا .. رجال مسلحين دخلو سمعت طلقات الرصاص وركضت تحت اريكه كانت مغطاه باحد المفارش السميكه هكذا علمنى شق قلبى ان اتصرف بتلقائيه .. وهكذا ظننت ان الجميع قد فعل .. بعد مرور ساعه من الخوف والقلق سمعت صوت آلفته .. يا الهى .. حمزه كان يصرخ باسمى خرجت اليه فزعه وجدت جميع افراد عائلتى قد قتلو حتى ابى وامى سقطت على الارض اصرخ .. لم يمنعنى من الصراخ الا يخشى ان يسمعنا احد .. كان جامدا كأنه ثلج وانا نيران مشتعله بداخل قلبى يزيدها اقتراب الثلج اشتعالا والما .. لا اعلم كثير بالفزياء فقد درست القسم الادبى .. استوقفنى بعد مرور القليل من الوقت قائلا: لم يعد امامنا وقت علينا الرحيل
اخذ بيدى ثم خرج كان يقف رجال مسلحين فى ساحة المنزل .. لا يرتودن الزى العسكرى لنا .. لم اتبين شئ كنت غارقه فى احزانى قلت : الى اين ستأخذنى ..
قال : الى مكان آمن ..
قلت : وماذا عن عائلتى ..
قال : عليك بالدعاء لهم ..
قلت : لماذا تمسك بيدى ..
قال : لانى تزوجتك !
قلت : وكيف ؟!
رد فى ثبات : الا تريدينى زوجا لك ؟!
رددت بخوف : اريد ان افهم !!
التفت الى ولأول مره ارى الشاره على قميصه معلقه عند كتفه قلت فى مفاجأة منى : اماندا ؟!
الفصل الرابع
رد بهدوء وقد امسك بذراعى : اجل يا فاطمه اماندا ..
قلت : وماذا فعلت لك مليسيا
رد : لا وقت للحديث انا جازفت بكل شئ فقط لأجلك .. هلا أتيتِ معى الآن ..
ابعدت يداه عنى .، ادركت انه حقا مات .. كيف لم يكن ! وقد خان المملكه وكان فى صفوف من قتلو عائلتى
جرنى من يدى قسرا وانا استغيث بالجنود ان يدعوه يتركنى لكن بمن استجير من من .. كنت انادى على اهل القريه ولكنهم لم ينقذونى من بين يديه.. وصلنا الى المحطه ..
تلك التى لطالما تمنيت ان يمسك بيدى هاربا بى من العالم على متن هذا القطار سيكون موتى حسرة عليه
مليسيا واماندا كانتا مدينه واحده قبل زمن بعيد مئات الاعوام لا ندرى ماذا حدث لكنهما انفصلا فى مليسيا لا يوجد زاد للعقول ف حتى الدراسه نحتاج ان نذهب الى اماندا حتى نقوم بها الجميع يعلم ان ل اماندا السياده من كل الجوانب ولكن .. مليسيا الوطن .. وانا احب هذا الوطن ..
كنت خائفه من حمزه نظرته الى كانت تدعونى للانصياع له قلت : لماذا انا هنا .،
حمزه حاول ان يضع يده على شعرى ابتعدت مما اثار غضبه قال : انت تخافين منى ؟!
قلت دون النظر اليه : انت خائن يا حمزه
قال بغضب وصوت مرتفع : خنت كل شئ الا انتِ ضحيت حتى بعائلتى من اجل الحفاظ عليكِ .. انا لم اخن الوطن ف انتِ وطنى يا فاطمه ..
نظرت اليه وقلت بغضب مماثل ربما ثورة البركان بداخلى كانت اشد ولم اخمدها هذه المره : ومليسيا .. واسرتى .، وامى .. وانا ؟! .. وكل شئ الا تظن ان هذه القرية تحملنى وتشبهنى .. اتظن انى لست مليسيا .، كنت ادعو الله لك بان تعود سالما .. وان ينتقم من عدوك .. كنت اقول ان الامور ستكون على ما يرام .. لانك قلت هذا ،، اين مليسيا يا حمزه .. اين انا !!؟
وصل القطار مع انتهاء حديثى جرنى حمزه من يدى وادخلنى رغما عنى كنت اصرخ بكل ما اوتيت من قوه : فليساعدنى احد !!
لكن .، لا احد هاهنا يسمع ادخلنى حمزه الى آخر عربه ف القطار .، ف الواقع لا اعرف اكانت عربه ام غرفة نوم مجهزه !!
اوقفنى امامه قال : سنتزوج اليوم ..
قد ازداد خوفى من عيناه اللاتى كانتا تلتهمانى قلت بصمود كأنى ادفع الكلمات وادمعى تسقط : اتقتل حبيبى اليوم وتتزوجنى ؟!
نظر الى قائلا بهدوء هذه المره : انا حبيبك ..
قلت : انت قاتلى يا حمزه
حاول الاقتراب منى .. ابعدته بكل قوتى .. لم تكن قوتى كافيه ل ابعده عنى ف وهنت وخسرت قواى جملة واحده قلت : ارجوك يا حمزه اتركنى .، ارجوك لا تفعل بى هذا ..
رغم ضعفى هذا الا انه توقف فجأه .. وابتعد لملمت شتاتى الذى تبعثر بعدما خرج وجلست ابكى .. نظرت الى يدى وجدت بها جرح غائر اصطدمت بطرف الفراش اثناء مقاومتى له .. ما الذى حل به .. لماذا اصبح هكذا .. كيف ان يفرط بى ..كنت ارتجف .. كان جو مليسيا حار ولكن قلبى كان فى فصل الشتاء فقد فقد كل الدروع التى يحتمى بها .،
.....................
كنت اعلم انى خائن لمليسيا ولكن لم يكن لدى اختيار وحدهم رجال اماندا وحكومتها سيأمنونى انا و هى .. اخترتها وخسرت كل شئ كنت اخشى ان اخسرها هى ايضا لذا حاولت ان .. يا الهى كيف فعلت هذا .. كيف سمحت لذاتى بان اروعها .. كنت اخشى ان تكرهنى هى ايضا واخسرها .. هى التى خسرت كل شئ من اجل الحفاظ عليها .. اغمضت عيناى للحظات تذكرت ان ملابسها قطعت نظرت الى يدى وجدت دماء .. تذكرت اصطدامها بالفراش اخبرت احد جنود فرقتى باحضار ملابس لا تكن عليها شارة اماندا ولا اى شاره .. احضرها واحضر طعام .. طرقت طرقات خفيفه على الباب لعل هذا يرد لها شئ من امانها .. ثم دخلت وجدتها فزعه ترجف كأننا فى يناير وكنا فى يوليو كنت كلما اقتربت اليها زاد ارتجافها لذا توقفت وقلت .. : هذا طعامك .. وهذه ملابس بنطال وقميص بدلى ملابسك .. فاطمه انا اعتذر لما حدث .. صدقينى لم اكن واعيا .. فقط اردت .. اردت ان ..
كانت تنظر الى عيناها تحمل خوف ممزوج بغضب .. اقتربت منها محاولا ان ابلغ رضاها لم تبعد عيناها عن عيناى قلت : لم اعهد التذلل .. حتى رجال اماندا هم من حضرو الى وعقدو معى الاتفاق اتذلل اليك يا فاطمه ان تسامحينى .. كنت اخاف ..
لم تتحدث فقط اضافت الى الغضب والخوف فى عينيها الساحرتين بلون تراب مليسيا كرها .. لم اعهده ف عينيها .. قالت لى ذات مره : يا حمزه انا احبك اكثر من مدينتى لكنى لا استطيع ان اتخلى عنها فى وقت الحرب .. ستذهب انت للحرب وسأدعو الله ان ينصر مليسيا
تركتها وخرجت انها ترى الدمع فى عيناى ولا تشفق على ما بالها لم تعد حنونه كما كانت ...
.................
خرج حمزه للمره الثانيه بدلت ملابسى ولم تكن لدى شهيه ل آكل فقط اردت ان ابدل تلك الملابس الممزقه .. تحول حمزه الى وحش ضارى لا يوقفه شئ .. حتى نظراته الى تلك .. اصبحت لعنه بعدما كنت اتمناها .. الا يشفق على لماذا لا يقتلنى لماذا لا يفعل ليرتاح قلبى .. ل الحق ب اسرتى ..
شعرت ان كل الابواب تغلق فى وجهى وحمزه بين حين وآخر سيكرر فعلته معى لا محاله .. ربما لا يوقفه شئ اذا عزم على مرة اخرى .. اتت الى ذاكرتى مشاهد عائلتى بين الدماء المتناثره على الارض .. ابى وامى واعمامى وعمتى .. والصغيره آمنه .. كيف فرطو بهم .. شعرت بالألم فى قلبى لا يتوقف صرخت داخلى الف مره نظرت على الصنيه التى كان عليها الطعام وجدت سكين
الفصل الخامس
لا ادرى ماذا حدث بعدها سوى الدماء تخرج من يدى وانا انظر اليها اشعر بالراحه وهى تخرج .. جسدى يؤلمنى لكن روحى تهدأ
عدت الى وعيى بما افعله وحمزه يصرخ فى برجاء وادمعه تتساقط ان اتوقف .. ابعدت السكين وانا اصرخ الما من يدى .. كانت تؤلمنى بشده وكان هو يحمل حقيبة اسعاف اسقطها وهرع الى امسك السكين من يدى وقال : لماذا تفعلى بقلبى هذا ..
لم اتحدث سوى : ابتعد عنى .. ابتعد عنى يا حمزه ..
......................
بعد مرور ثلاثة ايام قررت ان تخرج من الغرفه بين صفوف جنود اماندا من يحمل لها الكره فقد كانت اكثر من مجنده معجبة بى بينما ذهبت انا وتركت الجميع خلفى ل أحضر فاطمه .. لم تر فاطمه النور من ثلاثة ايام .. ويداها تحمل الجروح .. كلما تخلصت من آلة حاده وجدت اخرى .. ترجتنى اقتلها و عاهدتنى ستسامحنى .. لا تطيق قربى لها .. كيف الا وهى كل شئ هى وطنى .. هى تتمسك ب اهل قريتنا الذين كانو يسمعون صراخها وهم يختبئون خلف نوافذهم لا يخرجون .. هى تتمسك بمليسيا التى لم تجلب لنا سوى الذل الذى جعلنا اقل الطبقات واضعف من اماندا فى كل شئ .. حتى ان جيشنا لم يصمد امامهم لدقائق .. احضرت الى ريشا كأس كحول اثناء احتفالنا بالنصر .. كنت اعترض ف البدايه .. اعرف ان فاطمه لا تحب رائحة الكحول .. اخبرتنى يوما حكايه عن رجل يتعاطى الكحول فيعود الى المنزل ليضرب ابناءه ويجبر زوجته عليه ويبرحها ضربا ثم يفقد وعيه .، اليوم كنت متعبا بشده لذا اخذت الكأس من ريشا وكانت فاتنه على غير عادتها ابتسمت لها بينما قالت : لماذا انت متمسك بها ..
كان مفعول الكحول شديدا وسريعا .. قلت : انها مدينتى وطفولتى .. وساكنتى ومسكنى .. وامانى وسلامى
قالت ريشا : ليتنى اجد رجل يحبنى هكذا ..
رددت دون تردد : عليكما ان تتقابلا ستة عشر عام يراسل قلبيكما بعضا عن طريق اعينكم .. وحين يتحدث احدكم يحدث جلبه كبيره فى علاقتكما ..
قالت ريشا وقد بدأت تداعب خصلات شعرى بأناملها : ولكنها لم تعد تحبك .. لم تعد تشعر بك ولا حتى تغار وهى ترانى الآن بهذا القرب منك ..
التفتت حولى فزعا فلم اجدها .. ضحكت ريشا بصوت عالٍ قلت : اتعتبرين هذه مزحه .. ؟! .. انت جننت
قالت ريشا بهدوء وهى تجذبنى لأجلس مرة اخرى : لا يا حمزه .. لم اجن .. انظر لنفسك انت من جننت بها وهى لا تلق لك بالا .. وانت تفعل كل شئ من اجلها
قلت : ابتعدى يا ريشا .. انا لست بخير .،
شعرت بغضب ريشا قالت : اذن اذهب لها .. اذهب لتدفعك بعيدا عنها وتهديك الما بجراحها .. اتعرف لماذا لا تحبك يا حمزه .. لانك غبى .. اى امرأة تلك التى تحب رجل تذلل امامها
وحدها ريشا من اسمح لها بالتقرب منى .. هى صديقتى المقربه فلم اجد سواها منذ دراستى ب اماندا .. قبل الانضمام للجيش .. وهى ابنة قائد الجيش .. اراها ارق من الانضمام الى لعبة الموت هذه وهى ايضا لا ترغب بها لكن لا محاله من اقدارنا ..تركتها وعدت الى العربه التى تحمل مدينتى .. بالطبع كنا ف القطار على حالنا ف هذه مهمتنا .. التجول داخل اراضى مليسيا لمكافحة اى حركة مقاومه وضمان الانصياع التام من اهالى مليسيا لسلطة اماندا .. دخلت مره واحده دون ان اطرق الباب ..
.................
اطلت الوقوف عله يمل ويرحل قاطعنى وامسك بذراعى وهو ينظر الى عينى قال : الى متى ستعذبينى هكذا ؟!
لا اعرف لماذا حينها شعرت حقا ان حمزه قد مات رائحة الكحول التى فاحت منه .. وفقدانه ل اتزان نفسه ونظراته لى التى كانت اكثر جرأه من اى وقت مضى قلت : انت من تعذب نفسك .، انا لا افعل شئ .. اترك ذراعى يا حمزه ..
نظر الى قائلا : لا .. هذه المره لن يمنعنى عنك شئ ولا احد .. حتى مقاومتك لن تجدى نفعا ..
بدأ فى نزع ملابسه مما اصابنى بالرعب .. لم آكل منذ مده والجروح فى يدى كل هذا اصابى بالوهن .. لا املك شئ ادافع به عن نفسى فقد تفرغت الغرفه من كل شئ .. لم يسعنى سوى احيى حمزه حتى يحمينى اغمضت عينى وكنت هادءه توقف قائلا : الن تقاومى ؟! الن تبعدينى عنك ؟!
قلت وقد سقطت ادمعى : انتظر ..!
حمزه : ماذا تنتظرين ؟!
نظرت الى عينيه قائله : ان يعود الى رجلى الذى عاهدنى بان يحمينى من اى شئ حتى نفسه .. هل هذا هو الحب يا حمزه ؟! هذا ما تسعى اليه بداخلى ؟! .. تريد جسدى .. ها هو اذا افعل به ما شئت .. اخبرتك منذ اللحظة الاولى هنا انك قاتلى .. لم اكذب .، اخبرتك انك قتلت حبيبى .. اين هو الرجل الذى احببته .. قلت لى انك خنت كل شئ الا انا .. وماذا عن الفتايات اللواتى تمضى الليالى معهن منذ ان كنت تذهب الى الجيش و قبل العودة ب اسبوع واحد توقف كل شئ حتى لا تجعلنى اشعر .. اقترب يا حمزه كما تريد لن امنعك ولكن ان فعلتها ولم تقتلنى بعدها سأقتلك بيداى و دون اى رحمه او شفقه .. انا ضعيفه الآن لكن سيأتى يوم واستعيد قوتى ..
كان ينظر الى عينى مباشرة يعلم انى صادقه فى كل كلمة اقولها كان يحذر منى .. رأيت الخوف فى عينيه لأول مره تراجع وابتعد وخرج خرجت خلفه وجدته يدخل الى غرفه مع واحده من الفتيات .. لم اشعر بالغيره ولن اشعر بها .. حبيبى حمزه لم اره يوما جسد رأيته روح ملائكيه تدافع عن الوطن وعن المظلوم .. يهدينى الحب دون ان يكترث لما اهديه .. يحمينى بعينيه من اى احد ومن اى شخص عدت ادراجى الى الداخل اشكر الله ليل نهار على عبور هذه المحنه .. وضعت رأسى على الوساده لأول مره .. تغمض عيناى ..
.....................
استيقظت صباحا لأجد آسيا بجوارى نهضت مسرعا ماذا ان رأتنى فاطمه .. يا الهى فاطمه ماذا فعلت انا لها .. خرجت لأجد ريشا تقف لتنتظرنى امام الحمام اعطتنى المنشفه قائله : ماذا فعلت ؟!
حمزه : كما رأيتِ تركتها فى عنادها ..
ريشا : حسنا اذا .. فلتبقى هكذا ايها الغبى ..
تركتنى ورحلت كنت اغسل يدى لم تصل ريشا الى الباب بينما سمعت صوت صراخ فاطمه .. هرعت اليها سبقتنى ريشا وجدت تونى يحاول الاقتراب منها جذبته دون وعى منى للخارج اطلقت على يده الرصاص ولكزته بقدمى لخارج القطار انكسر الباب لا اعرف كيف واصبحت العربه بابها مكسور دخلت الى فاطمه شعرت انها لم تكترث كأنما اعتادت هذه المحاولات كانت تتحدث الى ريشا بقوه قالت لها ريشا : على ماذا تتدللين انت حثاله يا امرأه من مثلك يحمدون الله انهم على قيد الحياة .. لا تتصرف وكأنها ملكه
نظرت لها فاطمه مبتسمه قالت : اذا .. لا اعجبك ك ملكه ؟! لا اتعجب كثيرا ان يخرج كلام ك هذا من منحله مثلك .. تبيع نفسها من اجل اى شئ ..
قالت ريشا وهى تكتم غضبها انا اعرفها جيدا واعرف متى تتحدث بثبات وداخلها ثوره : تفكرين بجهل وتخلف ك كل سكان مليسيا .. كان لا بد من حرب تبيدكم منذ زمن
نظرت لها فاطمه وهى تقترب قالت : على رسلك ايتها الفتاة فلن ينظر اليك ابدا اتعرفين لماذا ؟! .. لانك لست انا ..
.................
رفعت ريشا يدها لتصفعنى لكن توقفت يداها اوقفها حمزه وخرجا سويا .. كنت فى امس الحاجة لان ارى الشمس .. لأن اؤمن مجددا ف الامل مهما كان طفيفا .. انا كنت ارتجف من الخوف .. لكن كان على ان اقاوم ما ان خرجت ودخلت الى العربه التاليه حتى وجدت دمائ على جسد العربه اقتربت من الدماء لكنى لاحظت شيئا آخر .. اكثر اهميه ..
.............
الفصل السادس
كان هناك انباء عن اندلاع حركة مقاومه انتهى وقت الاحتفال بدخول مليسيا وبدأ وقت الاستعداد لحرب حقيقيه انشغلت كثيرا فى اعادة تأهيل الجنود لصد المقاومه وقبل الوصول الى المحطه التى سننزل عندها لتكون معركتنا الاولى اردت ان اتفقد امر فاطمه ترى الاختلاف الواضح بين اسماء ابناء اماندا وابناء مليسيا ولكنا لا نهتم كثيرا لهذا الامر طرقت الباب عدة طرقات لم يأتى صوت كالعاده فتحت لاجد فاطمه ليست بالداخل .. تجمدت فى مكانى اين رحلت صرخت بأعلى قوتى : ريشا ..
هلعت الى مسرعه قائله : ماذا حدث
رددت : ليست هنا
................
انشغال حمزه عنى اعطانى المساحه الكافيه ل انفذ ما قررت فعله كنت اعلم انى اخطو ناحية الموت ولكن اليس ما انا فيه موت انتظر قرار حمزه ب اعدامى بين يوم وآخر .. سأشتاق اليه .. اعلم ان رجلى قد مات لكن مازال ينظر الى نظرات توقظ حنينى اليه .. لا اعرف ماذا افعل او بماذا اشعر لماذا ي حمزه فعلت هذا بى .. تجعلنى اهرب منك واحن اليك فى آن واحد .. كان يقف بين رجاله نظرت اليه كثيرا .. ثم رحلت .. ان تقفز من قطار وهو يتحرك بسرعته من اصعب الامور .. ترددت كثيرا .. لكن تذكرت محاولات حمزه ل ان يؤذينى دب الخوف اركانى ركضت مسرعه حين شعرت به يقترب .. اصطدم جسدى بقوه بالارض وتدحرجت كان جسدى يهوى الى ان اصطدمت ب كومة قش من حسن الحظ انها وجدت هناك .. ربما تضررت قدمى بشكل كبير انها تؤلمنى بقوه حدثت جروح فى اماكن متفرقه من جسدى منها ما كان غائرا بالطبع فقدت وعيى .. مر وقت طويل لا اعرف هكذا شعرت حين اشتدت حرارة الشمس على .. فتحت عيناى لأجدنى مكانى اشتدت على الجروح لكنى وقفت .. كنت اود الابتعاد بكل ما اوتيت من قوه تحركت .. لا اعرف الى اين ولكنى تحركت .. لمحت منازل كثيره .. ظللت فى طرقى اتخبط حتى جن الليل ..كان الليل حالك وضوء مصباح احد المنازل هو ما دل عليه .. طرقت باب اول منزل كنت متعبه كثيرا جداا اريد القليل من الامان والقليل من ادوات التضميد .. لكن جراحى كانت غير كافيه ليشفق على احدهم فيفتح لى بابه .. كان الناس يظنون ان جنود اماندا يطاردونى لذا يخافون ان ينتهك بيتهم اذا آونى .. كما ان لدى الجميع اوامر بان لا يفتحو منازلهم ليلا .. القتنى الطرقات الى خارج المدينه لم اكن اعرف ماذا هناك كنت اسير .. صوت الكلاب والليل كانا شديدان وانا لا اقدر على المسير وجدت منزل على مسافه .. لا احد هناك .. وكان باب المنزل الضخم مفتوح قليلا .. تحركت نحوه بصعوبه وان كان فارغا سأنام قليلا ثم اخرج ل اكمل ان بقيت على قيد الحياة ... اقتربت من الباب وحاولت الدخول اوقفنى صوت احدهم جاء من خلفى افزعنى شعرت بأنى اهوى ان العالم يدور قاومت كثيرا حتى لا .. سقطت فاقدة الوعى
__________
تعليقات
إرسال تعليق