علينا ان نمهد الطرق قدر استطاعتنا على الجميع لا ان نكون عبئ ..
رواية حلم
بين طيات القلم
اهداء لكل من حاصره العنف وقسوة الحياة لا بأس سينتهى يوما ما 🌸










 "اغمضت عيناها على مضض .، تخشى ان فتحتها ان تشعل حريق .. تشعر انها مقهوره كما لم تكن من قبل .. تشعر ان النيران تأكلها .. ولا تستطيع ان ان تشعلها فى شخص آخر .. اقتربت من باب الغرفة التى يجلس بها ،، تسمع اصوات قهقهة ابيها كأنما يعزف لحنا من الوجع الذى رسمه على قلبها .. اقتربت اكثر ثم توقفت فجأه عدلت من ملابسها وكانت تحث خطواتها حثا لعل هذا الكابوس ينتهى
كان يراقب الباب لطالما انتظر هذا اليوم .. هذه اللحظه .. يا حلمى هيا اقتربى .. خفق قلبه بقوه حين دخلت من الباب .. لم تلق السلام .. ما بالها ذابله منطفئه ..
جلست حلم الى جوار ابيها الذى لم يبال قط بما تحمل بداخلها .. كانت مدماه .. تفحصها طارق للمرة الاولى يقترب منها الى هذا الحد .. لم يفصل بينهم سوى كرسى احتله الفراغ ..
سكت كل الكلام فى رأس حلم حين سمعت اباها يقول : على بركة الله .. نلبس دبل النهارده ونقرأ الفاتحه ..
وبالفعل قد تمت خطبتها .. طارق لا يفهم شئ .. لكنه يثق انها ستحبه يوما ما .. لا يستطيع ان يتركها لرجل غيره .. لا يتحمل .،
دخلت الى غرفتها والقت بجسدها الذى انهكه ما عانته روحها .. على الفراش حيث ظلت تبكى طوال الليل دون ان تنام ..
ف الصباح ،، خرجت من غرفتها بعد ارتداء ملابسها .. وقدر الغضب بداخلها لا يحتمله انسان .. لا يكفى ان اباها قمعها .. لا يكفى انه خطبها رغما عنها .. ويريد ان تبتسم بكل سعاده .. يالسخرية القدر .. وجدت اباها يرأس السفره كما اعتادته .. نظراته الحادة التى تحمل غضب عليها طوال الوقت .. قال بعدما جلست لتناول الفطور الذى لا تشتهيه ولكن من اجل اخوها الاصغر الذى تعلق بها بشده وهى من اجله تجابه اباها حتى يكمل دراسته فقد دخل كلية الهندسه كما كان يحلم .. لماذا لا تهدينا الحياة كل شئ .. او لماذا كلما اهدتنا شئ سلبتنا اضعافه !!؟
قال والدها : على فين العزم ان شاء الله
ردت بهدوء ف هى دائما تحث اخوتها الصغار على الرفق بابيهم : هروح شغلى .. والا دى كمان فيها حاجه ي بابا ؟!
اجاب فى هدوء اصابها بالغليان : فى عروسه تروح الشغل تانى يوم خطوبتها .. ويوم كتب كتابها
نظرت له بحده ونهضت دون حوار .. فقد فقدت قدرتها على الحديث .، طوال اليوم ف الجامعه كانت شارده .، ذابله بشكل ملحوظ احتل السواد ملامحها لم تتحدث لاحد انما فقط اخبرتهم انها لا تستطيع العمل اليوم تحتاج بعض الراحه ..
خرجت تهوى بها الطرقات لا تعرف الى اين او الى متى سيظل هذا الشئ .. نظرت بغضب وكره الى الدبله فى يدها اليمنى .. اليوم ادركت لماذا سميت محبس .، حتى تحبسها بداخل قضبانها .. اليوم حلم الثائره خمدت ثورتها بالقهر .. من اجل اسرتها .. لا تعرف من ذاك المتطفل الحقير الذى احتل حياتها ولم يلق بالا لأرادتها .. انه كأبيها لا فرق بينهم .. لا فرق على الاطلاق
وصلت الى منزلها عند المغرب وجدت به شئ من الزينه دلفت متعجبه لتجد بعض الرجال يجلسون فى غرفة الضيوف تعجبت منهم فقد كان يتوسطهم شيخ ملابسه تشبه ملابس .. المأذون !!!!
سحبتها سماح ودخلت بها الى الغرفه قالت : حلم النهارده بابا اتجنن على الاخر .، طرد ماما من البيت .، محدش عارف ايه اللى حصله .. وقالها مش هترجعى الا اذا بنتك عدت اليوم على خير .. ارجوكى ي حلم انتى مش هتسيبى ماما مش كد
كانت تبكى سماح بشده وسقطت معها ادمع حلم .. ليتوقف الزمن عن الدوران للحظات حين سمعت والدها ينادى عليها خرجت اليه ف قال : تعالى ي حبيبتى امضى على عقد جوازك ع طارق ..
لم ترفع عيناها وانما بانصياع شديد امسكت القلم .، كادت ان تنفجر لكنها تذكرت امها المسكينه ..
اغمضت عيناها ثم فتحتهم و وقعت على العقد واعلنها المأذون زوجة لطارق ..
كان طارق فى قمة سعادته يعرف انها تعانى من اباها .. يعرف انها ليست بخير لكن ما جهله .. او علمه لكنه لم يرد تصديقه هو عدم رغبتها ف الزواج منه .، هل كان يتركها لجحيم والدها ؟! .. ام يتركها لرجل اخر !!
رحل الحاضرون وبقى طارق ينتظرها منذ ان دخلت غرفتها وهو يحلم بخروجها منها مرة اخرى قاطعته ثناء اخته حين اقتربت منه قائله : اياك تضغط عليها .. متنساش انها عانت كتير ي طارق
ابتسم لها بسعاده ف اكملت : انا همشى انا عشان الولاد مستنينى
قاطعهم خروج صفاءاختها الصغرى من غرفة حلم تصرخ : الحق ي بابا حلم مش ف البيت ..
قال صبرى والد حلم : ي بنت ال.. دى لازم يتردلها عقلها
رد طارق فى هدوء اشعل ثورة صبرى : بالراحه ي عمى .. استأذنت منى وانا وافقت .، هى دلوقتى مراتى ..
خرج طارق من المنزل .. وتقصى اثرها .. كيف لا يعرف الى اين ذهبت .. كيف لا يعرف وقد حفظت الطرقات اقدامه من تتبعها .. لا يحبها فقط انه حقا يعشقها
كانت تجلس فى مكان منزو على النيل .. ابعد ما يكون عن هذا العالم لا يزال مختف عن البشر سوى حلم لذا هو محتفظ برونقه وجماله .. وصل الى هناك .. وجدها تبكى ويخرج صوت بكائها .. لكم اراد ان يشاركها .. يشاركها فقط .. تضع به شئ من ثقتها .. وتسمح لرأسها ان ترتاح على كتفه ..
لم يستطيع التحمل اقترب اكثر بسيارته شعرت بوجود احدهم ف مسحت ادمعها وعادت لترتدى لباس القوه من جديد نزل من السياره .. اقترب منها قائلا : فى عروسه تسيب البيت يوم كتب كتابها
قالت بوجوم : وفى راجل يقبل يتجوز واحده مش عايزاه !!
طارق : هاتى دبلتك
نظرت له دون ان تفهم ف قالت : انا اسفه بس ملحقتش اقرى اسمك ع قسيمة جوازنا هو كان ايه ؟!
رد بهدوء : طارق ..
قالت وهى تخرج الدبله من يدها : اتمنى تكون لحقت تقرى اسمى ي استاذ ..
طارق : مهندس .. اناا مهندس ..
مسك دبلتها منها وخلع دبلته واخرج علبه قطيفه من جيبه وضعهم بها قال : الدبلتين هيبقو معاكى .. ولحد يوم م تخرجيهم وتمسكينى من ايدى تلبسينى دبلتى وتخلينى البسك دبلتك اعتبرى اننا مش سوا .. بس انا اسف هضطر اتدخل شويه لانى م صدقت اتفتح بينا طريق
اخذت العلبه القطيفه من يديه والقت بها ف النهر قائله .. : انت متفرقش عنه حاجه .. فاهم انك بالحركات دى هتخضعنى ليك !! .. انت متعرفش حاجه ي بشمهندس .. وانسى ف يوم اننا نبقى سوا ّ.. انسى فاهم
قال : حاضر هنسى ممكن تمشى معايا اروحك علشان باباكى متدايق مش هقدر اسيبك تروحى وحدك !!
ردت بعناد : انا اتحملت غضب بابا لخمسه وعشرين سنه .. فاكر ان النهارده هتفرق عن السنين اللى عدت ..
اخذ نفس عمييق .. نظر فى عيناها ف تهربت .، ادرك مدى الالم الذى تشعر به .. قال : انا اسف بس لو سمحتى حاولى تمشى الامور بخير لحد بس م نعدى اليومين دول .. ممكن !!
مد يده لها ف تجاوزته وركبت ف الكرسى الخلفى للسياره .. ابتسم ضاحكا ورفع عيناه للسماء ثم عاد وركب السياره ..
كانت تشعر بالغضب الشديد .. لماذا يعاملها هكذا انه جن تماما .. توقفت السياره ونزل منها دون حديث دقائق ثم عاد وبيده حقائب فتح الباب المقابل لمكان جلستها وقدمهم اليها قالت : شكرا مش عايزه منك حاجه ..
رد بابتسامه هادئه : مش لما يكونو ليكى .. دول ل صفاء و عبد الله .. ولولا لسه متعرفتش على البشمهندش كنت هجيبله كمان ..
نظرت بصمت .. لا تعرف كيف ترد عليه هذه الاشياء البسيطه سترسل البهجه فى قلوب الصغار .. انهم نقطة ضعفها الوحيده
اقتربت من باب المنزل حتى وجدت الباب ينفتح بعنف وخرج اباها اليها قائلا : فضحتينى .. فضحتينى
رفع يده ليصفعها على وجهها لكنه توقف فجأه ليجد طارق قد امسك يده قائلا : قلت لحضرتك انها مستأذنه منى ..
اقترب منه قليلا ما ان خرج الاطفال وقال بهمس : رجاء لا اريد من احد ان يقترب منها او يتعرض لها حتى بكلمه .. انا راجل محبش حد يمد ايده ع حاجه تخصنى .. حتى لو كان مين
كان لطارق سلطه على صبرى .. ابتسم كان كلامه يحمل شئ من تهديد .. قال بحزم : خدى اخواتك وادخلى اوضتك ي حلمكان الزهول سيدا للموقف .. اخذتهم بصمت واهدت لهم ما احضره لهم من اشياء .. كانت اليوم خائفه اذا ضربها ابوها امامه كيف ستحافظ على كرامتها امامه .. لكن !! كيف يتصرف بهذا النبل .. ماذا فعل .. أهل دافع عنى !! .. بماذا همس لأبى. ؟! .. لماذا لم يأت ابى الى ليوبخنى ؟! .. بالطبع يفعل هذا حتى يتولى هو المسؤولية عنه فى اهانتى .. انه ك ابي.. تماما مثله .. يريد ان يجعلنى اثق به وبعدها يكسرنى بكل تلك الادوات التى يملكها
تنهدت ورحلت ف النوم .. لا تعرف كم ساعه نامت كم هى مرهقه هذه الطرق التى نجبر بشكل ما على ان سلكها .. كم هو مرهق مرض الروح .. وعلة القلب .. اللهم خلاص
استيقظت ف اليوم التالى لتجد علبة كبيره مغلفه بجوارها .. وجدت اعلاها ورقه قرأت اول كلمه بها ثم مزقتها .. وفتحت العلبه لتجد بداخلها كشكول كبير ذا غلاف ورقى .. مفرغ من المنتصف على شكل ورده .. وكتب عليه اسمها بالنحت .. نظرت اليه مطولا ف هو كشكول يوميات ..لكنه جد مختلف .. وجدت معه علبة قطيفه بها دبلتين احداهما فضه والاخرى ذهب ..
وضعت الهديتين ف الصندوق واغلقته ثم وضعته فى خزانتها دون ان تنظر اليهم .. خرجت للعمل كالعاده
وجدت اخاها احمد .. المهندس احمد ينظر اليها بابتسامه على شفتاه قائلا : صباح الجمال ي حلمى
حلم لديها خمسه من الاخوات يكبرهم جميعا عبد الله تليه سماح ثم منى بعدها حلم .. يصغر حلم احمد ثم صفاء واصغرهم عبد الرحمن ف الصف الاول الاعدادى
ابتسمت بحرفيه تمكنت من اخفاء اوجاعها هكذا اعتادت ان تفعل قالت : يا صباح الجمال .. عامل ايه ي حبيبى فطرت
احمد بابتسامه : هفطر ف الكليه .. عندى ميعاد
ابتسمت قائله : اوووه بقى ليك مواعيد ..
ابتسم وتمشيا سويا قال : مش عارف ي حلم بس مبسوط .. مبسوط اوى .. اول مره احس بفرحه كد من زمان ..
قالت : ربنا يفرحك كمان وكمان .. مش ناوى تشتغل بقىاحمد : والله ي حلم كنت هفتح معاكى الموضوع .. عايز اكتفى من انى عيل بقى .. ومش عايز اتقل عليكى اكتر من كد
ابتسمت وقالت : مهما حصل ي احمد اوعى ف يوم م تتقلش عليا .. انا راضيه ي عم انت مالك ..
ابتسم : ها بقى هشتغل فين .. انتى عارفه صعب دلوقتى اشتغل ف اى مكان وانا لسه بدرس ..
اماءت برأسها وهى تفكر قالت : والله مش عارفه هسألك واشوف
قال بتلقائيه : طب م تشوفيلى طارق .. اكيد هيساعدنى حتى لو انا لسه ف سنه اولى هيوفرلى وظيفه حلوه
رغم بساطة الامنيه والطلب الا انها شعرت بغضب شديد ملأ اركانها .. لاول مره لم تجبه على شئ قاله ف شعر بالخيبه استجمت نفسها رغما عنها .. القسوه ليست فى ان يجعلنا العالم نغضب انما انها فى ان يجبرنا بشكل ما على كتمان غضبنا ،،
قالت : احمد .. بيتهيقلى انت دلوقتى كبير كفايه .. عايزه اقولك ع حاجه ..
اوشكت ان تخبره بانها تكره كل رجال الارض لكن نظرته لها التى تترقب كلماتها وتتفحصه ورده التلقائى : هو طارق اذاكى ؟!
 ودت حينها لو تتحدث وتقول وكيف الا .. اليس الاجبار على الزواج اكبر اذا يصيب الانسان لكن قالت : لاء مأذانيش .. بس انت عارف بابا اجبرنى انه نتجوز بسرعه ف انا لسه م اخدتش عليه ف مش هقدر اطلب منه الفتره دى .. لكن هسألك
قاطعهم رنين هاتفه الذى اهدته اياه هى ابتعد و اجاب .. كانت تراقب ملامحه لانه ابتعد عنها حتى يرد وكانا داخل الحرم الجامعى فى احد المقاهى الخاصه بتجمع الطلاب .. كانت ملامحه ممتزجه فرحه تشوبها حيره ..
عاد مبتسما وينظر اليها بفخر قائلا : البشمهندس طارق كلمنى بنفسه .. عايزنى اروح اشتغل معاه قالى هيستنانى النهارده بعد محاضراتى ..
قالت ولم تستطع الابتسام هذه المره : مبروك ي حبيبى .. اسيبك بقى علشان ميعادك ي حلو ..
ابتسم قائلا : اسمها حنين على فكره وبتحبك جداا .. طالبه عندك ف علوم
ابتسمت هذه المره : اقابلها يوم تانى عشان مستعجله .. مع السلامه ..
رحلت حلم وجلس هو على كرسيها .. لطالما شعر بالدفئ بمجرد وجودها .. هى وحدها من احتمى بها من والده .. هى من وقفت فى وجه والدها من اجله بفضلها بعد الله هو هنا .. فتح كشكول المحاضرات الخاص به حتى يعرف الجدول .. وجد اموال وقد كتب على الورقه : طلبتلك اكل من برا الجامعه زمانه ع وصول عندك .. مش معقول هتفطرها طعميه .. وابقى خرجها خروجه حلوه بعد المحاضرات ..
ابتسم بشده لم يعد يعرف ماذا يفعل ليرد هذا الجميل الذى كلما مر الزمن زاد حجمه ف هى تعرف كم هو خجول ولا يطلب المال ولا يستطيع ان يقبله منها بهذه البساطه لكن .. تدسه له دون علمه ..

دخلت الى مكتبها تشعر بشئ من الضيق ،، لماذا يساعد اخوتها .. ما دخله بهم .. تذكرت ذاك اليوم الذى احضر فيه زوج اختها سماح هدايا لهم .. وقام اليها وكانت نظراته متفحصه لها وقدم لها رداء سئ ك وجهه .. واقترب منها امام امها واختاها الكبيرتان .. حاول ان يلمسها لكن صفعة منها على وجهه ابعدته عنها .. كاد ان يرده لها لكنها امسكت بيده قبل ان تمسها .. دخل ابوها لكن !
قال : اترى يا عمى ابنتك المتعلمه تعرض على نفسها بشكل واضح ..
زهلت من كلماته ولكن كانت كلماته اقل م يدعى الزهول حين صمتت امها واختاها ..
ان يخذلنا الغرباء فلا مشكلة لدينا ولكن ان يفتح النيران علينا من هم اقرب الناس لنا هنا هى الكارثه .. حينها لم تشعر بشئ من صفعات والدها ولا من ضرب حزامه .. لم تسلم منه ذاك اليوم وكان عقب ظهور نتيجتها يومها وقفت امامه .. صرخت بكل قوتها : انت مش غضبان عليا علشانه انت ادرى واحد بالحقيقه .. بس مش هتقدر تقف قدامه .. انت بتضربنى عشان عاجز .. بدل م تحمينى منه .. ايوه انا اتعلمت وهتعلم وهفضل اتعلم بالعند ف الكل .. وهحمى نفسى من كل العالم وانت اولهم
حينها سقط اباها لا تعرف ان كان سقط من وقع كلماتها ام انهكه الضرب فيها .. ولكنها انتصرت .، ودرست ودافعت عن اخاها .. ومنع والدها تواجدها ف المنزل مع ازواج اختاها الا ف المناسبات .. وايضا لم تسلم من مضايقاته المستمره لها .. ترى طارق سيفعل نفس الشئ مع صفيه .. لن اسمح بهذا على الاطلاق ..
هبت واقفه وخرجت دون حديث ما ان وصلت عند باب مبنى الكليه حتى وجدته يقترب منها مبتسما يحمل حقائب ك تلك التى كان يحملها بالامس كانت تنظر له بغضب جامح .. وهذه المره خذلتها نفسها شعرت بالدوار فقدت السيطره على اطرافها .. اسرع اليها طارق حملها برفق واجلسها بالسياره .، كان معه بالحقائب عصير ف اخرج منها وفتحه وقدمه لها كانت بين الوعى والا وعى لكن قالت بضعف وترجى : ممكن تبعد لو سمحت
[3/16 11:22 م] Arwa Ba: اصابت كلماتها قلبه كأنها اتت بأشد. الالات حده وترسم على قلبه الوجع .. لطالما يحلم بها تقترب نحوه ولكن كيف وهى تبنى حولها الاسوار واحد تلو الاخر لتجعله بعيدا عنها لتجبره على البعد ..
ركب ف الكرسى المجاور لها واخرج من الحقائب بسكويت .. بدأت باستعادة وعيها شئ ف شئ ..
لم تاكل شئ منذ ايام .. تكره انه ساعدها ولكن من غيره كان ليفعل .. اخذت انفاسها .. اعطاها البسكويت قائلا : الحمد لله ع سلامتك
لم ترد .. انما قالت بعد وقت من الصمت استجمعت فيه حالتها الجسديه كانت غاضبه : لو فكرت تقرب من واحده ف اخواتى البنات انا هأذيك .. انت فاهم .. ولا تجيبلها هدايا ولا حتى تلاعبها ..
نظر اليها بشئ من الدهشه لم يفهم كلماتها وانما شعر وجع جديد يثقب قلبه من خلال عيناها .. لم يسأل ف سيأتى يوم تخرج هى فيه كل م حملته دون اى عناء فقط على بالصبر رد فى هدوء : حاضر ..
قالت : ايه اللى جابك !
طارق : تلفونك مقفول
حلم : ومين ادالك تلفونى اصلا
طارق : لسه متعرفنيش ي حلم .. طالما حاجه متعلقه بيكى مش هرتاح الا لما احصل عليها
قالت بتحد واضح : يبقى عمرك م هترتاح .. شكرا ع المساعده ولما افك هديلك تمن العصير والبسكوت .، كمان حاجه .. الورقه اللى صحيت لقيتها الصبح ع الهديه قطعتها قبل م اقراها .، والهديه ركنتها لحد م اعرف اديهالك .. لو كنت اعرف انك هتيجى كنت جبتها معايا .. عن اذنك
كادت ان تخرج من السياره لكنه امسك يدها وجذبها بهدوء لتجلس قال : انا عارف انك متدايقه منى .. عارف ان جواكى غضب كبير لكن صدقينى كنت مضطر ده اولا وثانيا انا مش وحش والله ي حلم
صفقت ببرود اخفت به قدر النيران المشتعله بداخلها قالت : جسمى قشعر ي بشمهندس قدم ف معهد التمثيل .. وعلى فكره ي اما تندهنى دكتوره او تندهنى مهندسه انا مش بلعب معاك ولا هتصاحبنى
صمت وتركها تسحب يدها من يديه وترحل .. اخذ تنهيده اطلق فيها شئ من ضيقه ثم رحل ..
كيف يتركها .. يعلم انها لا توافق عليه .. لا تقبل بالزواج اصلا من اى رجل .. لكنه قبل يوم من الذهاب لمنزلها كان يتمشى قليلا ف الشارع ف سمع جارها المقابل لمنزلهم يتحدث ف الهاتف ويقول بغضب : هى فاكره نفسها ايه .. شايفه نفسها عليا .. هى متعرفش انا مين ده مفيش بنت ف مصر قالتلى لاء .. ي انا ي هى .. انا وانتى والزمن طويل ي ست حلم .. ناوى ع ايه ؟! .. هتجوزها ولو ابوها شاف فلوسى هيوافق فورا .،
شعر طارق بشئ ما يخنقه بقوه فذهب الى ابيه بسرعه وطلب منه ان يتحدث الى والد حلم وقد تحدث بالفعل وكان شرط والدها واحد ان يتم الزواج فى اسرع وقت ممكن اى اب هذا الذى يلقى بابنته هكذا ..
قال بصوت مسموع فلم يكن سواه ف السياره : امتى هتعرفى الحقيقه ي حلم .، امتى هتكسرى الحواجز .. احنا قدامنا اقل من شهر وهنتجوز .. هينفع كد ؟!
دخلت المنزل .. وجدت اباها يجلس امام التلفاز حاولت ان تتحاشاه لكن دون فائده .. نادى عليها ذهبت بهدوء قالت : نعم ي بابا
قال : اهل جوزك جايين النهارده يتغدو عندنا .. انزلى انتى واختك هاتى لبس جديد .. طارق ادالك فلوس مش كد
قالت بغضب : انا تعبانه وهنام ي بابا ..
رد بهدوء : يبقى احمد مش هيشتغل مع طارق .. كلها اقل من شهر وهتتجوزى .. واحمد هيبقى لحده هو وصفاء وعبد الرحمن .. لو حابه تضمنيلهم الهدوء يبقى تسمعى الكلام لحد م تتجوزى ..
قالت بانهزام لطالما كرهته وكرهت هذا التراجع : هنزل اشترى لبس لوحدى ..
خرجت غاضبه لكمت الحائط المجاور للباب بكل الغضب الذى تحمله ف تفتحت بعض الجروح بيدها لكنها لم تهتم ومضت فى طريقها .. اوقفها عند باب الفيلا وهى خارجه زوج اختها .. صالح .. ذلك الفاسد قال متلهفا ايه ده ي حلم ايدك بتنزف .. كاد ان يمسك يدها حتى دفعته بعيدا عنها ومضت فى طريقها .. اوقفت سيارة الاجرة وركبتها بكت كثيرا كانت يدها تؤلما قال السائق فى حنو : سلامتك ي بنتى ايه اللى عورك كد !
رفعت رأسها له قالت : ظلم كبير ي عمو .. ظلم كبير جرحنى
قال : ربنا يرفعه عنك ي بنتى .. ربنا يرفعه عنك ..
نزلت عند صيدليه ضمدت جراح يدها ومازالت جراح قلبها مفتوحه على مصرعيها .. تعبث بها الريح لتزيد الامها ..

بعد ساعتين كانت فى غرفتها ارتدت حله جميله .. ذات لون زاه .. الاخضر ذاك الذى تعشقه بشده خصيصا اذا كان غامقا .. ولفت طرحتها التى تتميز بورود اعطتها منظرا جماليا اكثر .. كان عليها اليوم ان تستقبل اهله بهدوء ف ان كان هو اجبرها على الزواج منه فلا ذنب لهم .. نزلت درجات السلم وكانو قد وصلو وقف مزهولا ما ان رآها .. لاول مره تبتسم منذ ان اقترب منها .. قدمت له اختها نفسها وقدمت زوجها الذى كان يحمل طفلتهما بحنان بالغ ترى هل هناك أبآء يحنون على ابنائهم .. ترى هل هناك من يعطى لابناءه ما يتمنو دون مقابل من يسهلون لهم الطرق لا يعثروهم كلما مضو باحثين عن انفسهم ..
عرفها ابيه على نفسه وكان مبتسما .. ابتسامه تبعث ف النفس شئ من الطمأنيه .. ركنت لها رغم كل ما تعانيه .. ثم اقبلت امرأه تبدو كبيره لها وقار قالت : هى دى البنت الحلوه اللى وقعتك على بوزك ولففتك وراها كل السنين دى .، لاء تستاهل يا ولا
نظرت الى طارق وغمزت بعينها .. بينما وجهت حديثها لحلم : انا بقى ي ستى جدته .،
 لا تدرى حلم لماذا شعرت بالحنين فجأه .. ما ان فتحت الجده ذراعيها حتى ارتمت بينهم ضمتها الجده بحنان بالغ
وحدهم الاجداد من يتمكنون من الحديث الينا بصمت عبر ذاك العناق .. يربتون على اكتافنا برفق .. لا يوجد مثيل لذاك الدفئ الذى نشعره منهم كأنهم شمس تهدينا باشعتها دفئ فقط ..
لم تحضر والدته اخبرها رابح والد طارق انها متعبه لذا ف هى لم تستطيع الحضور ..
اخذ والدها والد طارق وخرجا بعد تناول الطعام .. كانت نظرات صالح المتفحصه لها تلجمها .. بل ترعبها وتثير غضبها الذى تخشى ان تنفضه عليه امام الحضور قالت ثناء اخت طارق : عارفه ي حلم .. انا اصغر منك بسنتين بس .. وخريجة كلية حقوق .. على  ابن صاحب بابا .. شافنى مره وانا مع بابا ومن يومها مسك فيا ..
ضحك الجميع اكمل على : طلعت عاملالى سحر ورابطاه ف ديل سمكه ف المحيط
علت الضحكات مع صوت رساله على هاتف احمد الذى كان يجلس بجوارها .. اقترب منها احمد وجعلها تنظر للهاتف .. وجدت رساله من طارق تقول : احمد ادى تلفونك لحلم
وصلت بعدها رساله اخرى : اخرجى برا الاوضه دلوقتى
كانت اللهجه آمره كانت ستعاند كعادتها لكنها رفعت نظرها الى عينه وجدت غضب شديد ثم حولت نظرها الى صالح وحينها فهمت .. وقفت وقالت : هجيب مايه
خرجت مسرعه وبعد القليل من الوقت وقف صالح قائلا  : هقوم اتمشى ..
خرج طارق دون حديث وجدها تبكى ف الشرفه اقترب منها قائلا : حلم ..
خبأت وجهها حتى مسحت ادمعها قالت : ايه اللى جابك ي طارق !! .. علشان تشوف دموعى .. علشان تتشفى من وجعى .، انا مأذيتكش طيب .. ليه بتعمل فيا كد ..
كان صامتا لم يتحدث هو لم يأت للحديث فقط ذهب اليها حتى يمنع ذهاب ذاك الحقير ليضايقها .. لاحظ الضماده بيدها قال : انتى اتعورتى ..
قالها بحنان كانت قد افتقدته منذ اعوام .. حنان جعل قلبها يرق ولو لدقائق ..
حين يعاملنا الجميع بجفى .. حينما لا يلتفت احد لجراحنا التى تدمينا .. نرق لاول يد تمسك بايدينا ..
سمحت له بان يمسك يدها للمرة الاولى قالت : جرح
قالتها بصوت مشوب بالبكاء .. مسحت بيدها الاخرى دمعه خانتها .. للمرة الثانيه تخزلها نفسها امامه سحبت يدها من يده وتراجعت قائله : اياك تقرب منى تانى .. انت فاهم
كان صوتها حاد وابوها قد حضر قال بعصبيه : اتكلمى مع جوزك بأدب
رفع يده مرة اخرى ليصفعها اوقفه طارق قائلا : المره الجايه هضطر اخد موقف .. قلتلك انا راجل ميحبش حد يمد ايده ع حاجه تخصه ..
كان صالح ايضا ضمن الحضور .. وكانت نبرة طارق حاده تنذر بان سوء. سيصيب اى من يفكر ان يتعرض اليها ثم اكمل كلماته مؤكدا عليها : هى مراتى .. مش من حق اى حد يتدخل بينا
اشار اليها فصعدت الى غرفتها واغلقت الباب على نفسها .. تمنت لو ان الجده ثريه موجوده معها دائما لكن ! ..
اغمضت عيناها لاول مره تنام دون ان يقتلها التفكير .. ما ان بدلت ملابسها واغمضت عيناها رحلت فورا وكان نومها لاول مرة من اعوام يكون هادءا بهذا القدر ..
مرت ايام وهى على حالها .. تخرج كل يوم صباحا ولا تعود سوى عند الغروب تشترى ما يلزمها .. يحاول طارق الاقتراب منها لكنها ترفض بقوه .. توصد ابوابها امامه .. لن تغفر له ابدا اجبارها على الزواج منه .. هى تكره الاجبار وهو فعله بكل سهوله حتى وان تزوجها لن تريحه قط ..
امضت الايام تحث نفسها ان لا تحدث مشكله .. عمل احمد بالفعل مع طارق .. وصفاء تذهب لدروسها الخصوصيه دون مضايقة والدها المعتاده وعبد الرحمن كذلك ..
فى يوم زفافها .. تجهزت بالكامل ك اى عروس لكن كان ينقصها اهم شئ .. الفرحه حتى وان كانت زائفه فلم تستطيع .. وطارق ايضا كان كذلك .. لا يريد ان تزف اليه دون رغبتها .. لكن لا مفر ..
مضى العرس على اكمل وجه .. الكثير الكثير من الرسميات ومن الزيف .. ومن كل شئ ليس له معنى ..
حاول ان يداعبها لكن دون جدوى .، دخلت الى المنزل كأنما تجر لتنفيذ حكم الاعدام ترى كيف ستصبح حياتنا خلف ذاك الباب ؟!
 وقف امامها قال دون ان يترك لها مجال للحديث : روحى اقلعى
وقفت تنظر اليه فى زهول قالت مقاطعه : ايه ؟؟!!
ضحك قائلا : هتصلى كد .. معنديش مشكله
قالت وكان الغضب بلغ منها ما بلغ : انت بتهزر !! طبعا م انت مش ف بالك لو كان ف بالك مكنتش اتجوزتنى غصب عنى .. كلكو نسخه واحده .. مسخ متكرر
امسك بكتفها وقال : حاسبى ع كلامك ي حلم .. متخلنيش افقد اعصابى .. هنصلى ركعتين نبدا بيهم حياتنا بعد اذنك
قالت بعناد : بشمهندس طارق .، فوق لنفسك .. حياة ايه دى اللى تبدأها .، جوازنا هينتهى قريب اقرب مما تتخيل .. ده لو بدأ اصلا
نظر اليها بغضب .. ثم بدا بالاستغفار .. دخل عرفة النوم احضر لحاف و وساده و ملابس له وخرج قال : تصبحى على خير ي حلم .. تصبحى على خير ..
ضغط على احرفه ودخل غرفة الاطفال .، بدل ملابسه واغمض عيناه وهو مبتسم .، يكفى انها معه فى نفس المنزل .، يضمن ان لا احد يضايقها .. اوقفته معدته عن التفكير حين اعلنت انها بحاجه لدفعه من الغذاء فلم يأكل منذ ساعات كثيره ..
فتح باب الغرفه ليجد امامه صنيه عليها انواع من الطعام ابتسم وقال بصوت مسموع : مش كفايه كد .. لو تقدرى تيجى تاكلى معايا ..
لم يأت رد وهو لم يكن ينتظر من الاساس .. ابتسم برضا وعاد ادراجه اكل بنهم حتى انهى كل الطعام .. اخرج الصنيه الى المطبخ وحضر مشروبا ساخن .. شربه ثم عاد ليستلقى فى ثبات .. بعد ان ترك لها كوب
لا تدرى ما كل هذا الامان .. اغلقت باب غرفتها عليها وهى تثق انها لن تستيقظ على غضب والدها لانها اغلقته لا تعرف ما ستكون ردة فعل طارق .. ولكن رجل تخلى عن اهم حقوقه فى ليلة زفافه فقط من اجلها .. جعلها هذا الموقف تهدئ من حدتها عليه .، ربما ايضا .، اجبر قلبها بشكل ما ان يدق له بقوه  .. حتى وان لم تعترف بهذا بعد .. شعرت بالطأنينه فى بيته ف ماذا يهم بعد
فى صباح اليوم التالى استيقظت على صوت اناس بالخارج انتفضت واقفه .. مازالت بفستانها الابيض .. كم عدد الساعات التى نامتها .. لا تدرى و .، الباب انه موصد بدلت ملابسها سريعا وارتدت حلة استقبال .. مسحت مساحيق التجمبل من ع وجهها .. خرجت لتجده يقف بالمطبخ يعد العصير ويصبه فى الاكواب .. اقتربت قائله : هو ايه اللى حصل مين اللى برا .. وليه مصحتنيش !!
ابتسم قائلا : الزوج المثالى مش بيصحى مراته من النوم .. هخرب القاعده من اول يوم كد !! ها .. مش كفايه القواعد اللى خربناها امبارح
لم ترد انما خرجت تحمل الصنيه والاكواب وجدتهم اسرته قالت امه بغضب : حد ينام ده كله ايه !! .. انتى منمتيش ليكى كام سنه ..
ابتسم طارق وهو يقول : م انتى عارفه ي ست الكل .. السهر بقى وكد .. ده انا مكنتش هصحى لولا جم اهلها من شويه ..
بتلقائيه امسك يدها قال : تعبت جدا امبارح ي ماما .. قعدنا ناكل لحد م جالنا انتفاخ .،
ابتسم بسعاده بالغه اشعرت الجميع بالطمأنينه .. قالت ثناء منهيه الحديث : ي بخت من زار وخفف ي ماما والا ايه
ابتسمتا قالت امه : حبينا نتطمن عليكم ي حبيبى ..
اكملت ثناء مداعبه : او نرخم عليكم يعنى ايهما اقرب
ضحكو .. وضحكت حلم التى حاولت لأكثر من مره تفلت يدها من يده لكن فشلت ظل ممسك بيدها الى ان ودعا امه واخته ما ان اغلق الباب حتى دفعته بعيدا قائله : مش قلتلك متقربليش
نظر اليها قائلا ببرود وهو يفتح التلفاز : انا جعان .. صاحى من بدرى .. وبضايف الناس بذلت مجهود بصراحه عايز اعوض
نظرت له قائله : محدش قالك تتعب كنت صحتنى
دخلت المطبخ قال : على فكره خبطت ع الباب لحد م تعبت .. وانتى مردتيش حتى ولما زهقت ضايفتهم انا .. المفروض تشكرينى ع فكره
ابتسمت رغم عنها توقع انها تبتسم ف ابتسم بتلقائيه .. واسترخى على الاريكه.. خرجت بصنيه تحمل له الطعام ف جلس مبتسما قائلا : اللهم دمها نعمه
قالت : هو انت لسه اكلت
قال : النعمه هو انه ايديكى اللى جايبه الاكل ..
قالت بغضب بعد كد ابقى خد الاكل من المطبخ .. وهتطول ف الكلام هخليك تعمله لنفسك
دخلت غرفتها واغلقت الباب قال بصوت مرتفع : طب وانتى مش هتاكلى ؟! .. مشكرتنيش ع فكره .. ولا ع المشروب السخن اللى شربتيه امبارح .. انا اللى كنت عامله ..
ابتسم .. واخذ يتناول فى هدوء وهو راض جداا وسعيد يكتفى من كل هذا العالم بأنها تحت سقف واحد معه لا يهتم لاكثر من هذا .. انهى الطعام واستلقى على الاريكه.. ايقظه والدها من الساعة الثامنة صباحا يريد ان يضايقها باى شكل .. حاول ان يدخل غرفتها لكن طارق منعه من الوصول حتى الى باب الغرفه .. قائلا له : خلاص بقت تخصنى كليا دلوقتى .، ملكش فيها علشان تعمل كد لانك لو ليك مش هتدخل اوضة نومها !
لن ينسى نظرة والدها له تحمل الكثير من الندم .، كأنه يقول ليتنى لم ازوجها لك .، كان يحسب ان طارق سيعاونه عليها لكن ما حدث هو العكس .، لا يهم فى كل الاحوال قد تخلص منها ..
رحل فى نوم عميق ..
 كانت تشعر بان الملل سيقتلها .. ذاك طارق قال لابد من اتمام الشهر دون عمل نحن ف اليوم الاول وانا اشعر بالملل يقتلنى ليته حتى ترك لى التلفاز
شعرت بهدوء بالغ ف خرجت من غرفتها وجدته يستلق على الاريكه وكان الجو باردا وهو دون غطاء .. احضرت بطانيه وغطته بها ما ان شعر بالدفئ بدأ بالحركه ،، فزعت وركضت مسرعه للغرفه .. لا تريده ان يراها انتظرت حتى عاد لهدوءه مره اخرى ثم خرجت جلست فى هدوء شديد امام التلفاز .، تتنقل بين القنوات .، تلك التى تنقلك بين عوالم مختلفه .، منها من يفتح غرف الخيال بداخلك ،، والاخرى تفتح غرف الظلام والاوجاع .. ومنها ما يهدى قلبك السكينه .. لكن رغم كل هذا .. لم يعمل هذه المرة معها على هذا النحو .. لم تشعر باى اختلاف .. وكان طارق هادئا تماما والاجواء ف المنزل هادءه والاضاءه تكاد تكون منعدمه ..
دقائق قليله مرت بعدها استيقظ طارق مفزوع على صوت صرختها قال بفزع : ايه اللى حصل بتزعقى ليه ..
قالت وكانت واقفه على مسافة كبيره من المكان الذى كانت تجلس فيه  : فى حاجه خبطتنى ف ضهرى
قال : انتى كنتى قاعده فين !!
اشارت ف وجد انها كانت تجلس على الارض وهو كان نائما خلفها على الاريكه لم يستطيع تمالك نفسه وانفجر ضاحكا قال : معقول اتخضيتى لما خبطتك وانا بتقلب .. تؤتؤتؤتؤ افتكرتك اجمد من كد
دفعته من ضهره ف امسك يدها ورغم مقاومتها له الا انه اوقفها قال : حلم .. مش هحذرك تانى لا صوتك يعلى ولا ايدك تطول ..
احكم قبضته على معصمها مما جعلها تظن انه سيضربها ف تبعثر ما كانت تبنيه له بداخلها .. انه فقط يحذرها قالت فى غضب : انا اسفه ي بشمهندس مقصدتش ادايق معاليك .. مش هتشوف وشى تانى .. بعد اذنك
دخلت الى الغرفه دون اى اعتراض منه مر اسبوع كامل .. وهى لا تراه ما ان تفتح باب الغرفه حتى تجد صنية الطعام وعليها مشروب ساخن .. بعد مضى الاسبوع لا تدرى ماذا اصابها .. وقفت امام المرآه وبدأت تشرد فى ذكراه .. ما بالك حلم !! هل اشتقت اليه ! ولكن الى متى .. هل ستثقين فيه
بدأ من هنا حوارها مع نفسها : وليه م اثقش فيه ؟! طارق عمل علشانى اللى محدش عمله ف حياتى كلها .. لاول مره حد غيرك ي حلم يدافع عنك
حلم : بس انا مطلبتش ده
نفسها : بس سكتى .. وفرحتى من جواكى حتى لو م عرفتيش تعملى ده .. طارق راجل ي حلم .. راجل فعلا
انهت هذا الحوار بنتيجه واحده انها تشتاق اليه كثيرا جدا
خرجت كان يجلس امام التلفاز ويأكل الفاكهه .. نظر اليها وتحدثت عيناه .. لاول مره تسمعها تقول : ذبلت دون رؤياك فلا تغيبى ..
ابتسمت قائله كأنما تعطى مبرر لتواجدها : الجو ف الاوضه ممل جداا مفيش تجديد .. تعبت بصراحه ف قلت اطلع اتفرج ع التلفزيون ..
وقف قائلا : تمام .. هسيبك علشان تاخدى راحتك
تمنى من كل اعماقه لو بقى لكن لا يريد مضايقتها ما ان مر من جوارها عاودها شعور الشوق مرة اخرى .. للمرة الثالثه تخزلها نفسها امامه قالت : لو حابب تقعد خليك مش مشكله
قال متدللا : بس مش عايز ادايقك
ردت وهذه المره افصح صوتها عن الشوق الذى تحمله : لاء خالص .. صدقنى مش هتدايقنى بس خليك
لا يصدق .، لا يعرف لماذا لكنه ظن انه يتوهم نبرة صوتها هذه قال : حاضر هقعد
جلس وجلست على مسافة منه ،، اندمج هو فى احداث الفيلم كان كوميدى مما يجعله يضحك من مرة الى اخرى .، لم تنظر للتلفاز قط انما كانت تنظر اليه .، الى هدوءه الى تلك السكينه المرتسمه على وجهه .. كيف لم تدرك من قبل قدر الجمال الذى هو عليه .. ليس ملامح فقط وانما روح تجسدت على ثغره ف ابتسامه وضحكه جذابه
قالت بهمس لا يكاد يسمع : ليه !؟
انتبه اليها .. انها تنظر اليه للمرة الاولى رد : ليه ايه ؟
قالت : ليه اتجوزتنى .. لما انت حد كويس .. ليه عملت فيا كد
اغلق التلفاز و وجه كل انتباهه لها قال : حكايه طويله .. عندك استعداد تسمعى ؟!
 اعطته انتباهها .. كانت عيناها تراقبه كأنما تقول له رجاءا اعطنى مبررا قويا يجعلنى اسكن اليك بدأ ف الحديث ولكن ابعد نظره عنها .، لم يكن يريد ان ترى انكسار حبها فى عينيه لانها اذا لم تكن تبادله ستفهم ما بعينيه ضعف ليس حب .. قال : اول مره احس انى مهتم لحد كد .. كنتى ف تالته ابتدائى .، وقاعده قدامى ف الديسك .، كنتى جميله اوى وهاديه جداا ،، ملكيش اصحاب .. كنتى طفله ذكيه ومتفوقه وكنتى بترفضى انى اتكلم معاكى زى م بترفضى الكل .. حسيت بحاجه فعلا ناحيتك اول م دخلت اعدادى وشفتك وانتى داخله الفصل .. يومها قلبى اتلخبط .. ودق بسرعه جداا بقيت باخد انفاسى بالعافيه .. لكن كل ده وقف لما شفت ملامح ضرب على ايدك .. مقدرتش اكلمك لكن وعدت نفسى و وعدتك من غير م تعرفى ان لو ربنا ادانى عمر انا هاخدك من العالم ده كله .، كنت بتمنى تثقى فيا لو لمره او حتى تشوفى انى موجود لكن م حصلش .. وفضلت كاتم حبك جوايا مع الوعد وانا سعيد جدا ف يكفى بالنسبالى انه ف الديسك اللى قدامى .، لحد م دخلنا ل تانيه ثانوى .. كنت بمشى وراكى وف يوم اول م دخلتى من باب بيتكم مسكك باباكى من شعرك وضربك وانا كنت واقف يومها ي حلم اتكسرت فعلا .. عرفت سبب اثار الضرب .. عرفت حاجه عن الوجع اللى انتى بتعانيه ، سمعت صوت بكاكى الصامت .. يومها انتى خرجتى من البيت .. مشيت وراكى من غير تفكير خفت .. خفت ل تعملى ف نفسك حاجه .. لقيتك رحتى لمكان هادى ع النيل وقعدتى هناك تعيطى .. اخرتى وانا قاعد نفسى اخد خطوه واجيلك بس خفت تبعدى بقدرها مقدرتش .. قعدت اعيط معاكى .. لو تعرفى قد ايه بكره باباكى .. انا فعلا مبتحملش اشوفه .. بعدها بقيت ملازم خطواتك من يومها معادش فى فراق بينا كنت بمشى وراكى دايما .. والمفارقه الغريبه انك تدخلى نفس القسم بتاعى .. هندسة ميكانيكا .. ونظرا لان العدد كان قليل ف كنتى معايا دايما حتى لو مش معايا .. كنت بقعد بالساعات اكتب ف المحاضرات وانظمها علشان هتروحلك .. وكنت بديها لنريمان صاحبتك .. كانت بتوصلهالك .. قلبى كان بيفرح ي حلم لما بشوفك ماسكاهم .. عدى وقت واتخرجنا .. وانا اشتغلت .. وانتى اشتغلتى ف الجامعه عينوكى ف علوم مش ف هندسه.. خلال السنتين اللى بعد التخرج كلمت باباكى حوالى اربع مرات ورفض .. لحد م كنت ف يوم معدى وسمعت يوسف .. عارفاه !!
قالت : جارنا ؟!
اكمل : بالظبط .، كالعاده كنت واقف مستنيكى تخرجى لشغلك كان هو راكب ف العربيه وصوته عالى مش واخد باله انى واقف قال كلام فيما معناه انك بتتكبرى عليه وانه هيدفعك تمن ده غالى .. قال انه هيتجوزك وباباكى مش هيعترض لانه فلوسه كتير ..
رحت لبابا يومها وقلتله يعمل مع باباكى اكبر ثفقه ممكن يعملها ف حياته وهتكون دى مهرك ي حلم .. وبالفعل وافق باباكى .. بس كان ليه شرط .. انه اتجوزك بسرعه .. مش هنكر انى فرحت جداا .. مش هنكر انى متطمن جداا وانتى معايا تحت سقف واحد .، مش هنكر انى اسعد واحد لانك قاعده وبتسمعينى .. مش هنكر كل ده .. ومش هنكر برضه انى زعلان من انه انتى قاعده معايا غصب عنك قاعده معايا باسدال الصلاه كأنى غريب عنك ..  بس انتى قوليلى المفروض كنت اعمل ايه ؟! ..
قالت : انا اسفه ي طارق
قال : انا اللى اسف ي حلم .. اسف على انى مروحتلكيش قبل كد .. اسف انى معرفتش اطبطب عليكى اول مره شفتك بتعيطى .. ومكنتش صديقك .. كنت بس وسيلة ضغط مع الدنيا لكن صدقينى اقسملك انى عملت كد بس عشان احميكى .. اقسملك ي حلم انى حبيتك اكتر من نفسى ..
كانت تبكى .. تبكى بشده لا تعرف لماذا ولكنها تشعر انها ظلمته .. حزينه بشده .. لا تستطيع ان تفتح عيناها من كثرة البكاء .. هو يعرف .. ليس ظالما كما اظن .. كانت تشعر بالخجل .. بالخجل من نفسها ومن ماضيها ومن والدها .. ترى هل يقبلها بكل ما تحمل كيف تنظر الى عيناه مجددا .. شعرت بدفئ فجأه بعد سقيع كل هذه الاعوام فتحت عيناها لتجد انه يضمها رأسها عند قلبه مباشرة .. يلتقت انفاسه بعمق كأنها لحظه انتظرها كثيرا .. اغمضت عيناها .. الا تستحق بعد كل هذه الاعوام ان ترتاح قليلا ..
بكت كما لم تبكى من قبل .. احتوى كل شئ .. لم تتفوه ببنت شفه .. لم تستطيع ..
كان صدره يعلو ويهبط .. سعيد .. جداا .. وحزين من اجل حزنها .. تذكر ذاك اليوم حين جذبها ابوها من شعرها .. وبدأ يضربها .. كان واقفا امام الباب مزهول دهش بكى يومها كثيرا كما بكت هى .. شعور العجز عن كل مره رفعت يد احدهم عليها .. ابوها .. ذاك الرجل الذى لم يكره ف حياته بقدره ..
ابتعدت حلم بعد وقت طويل ..اخفضت عينها خجلا منه .. رفع وجهها اليه .. تأمل ملامحها الهادءه .. عيناها التى تحمل اطمئنان .. يتمتع ب هدوء ثورتها قال بهدوء : حلم !
ردت بهمس : نعم
قال: انا جعان ..
........................
 بعد مرور اسبوع فتحت عيناها .. وجدت نظره مصوب عليها قالت بابتسامه : صحيت ؟!
ابتسم ابتسامه اوسع : لاء .. منمتش اصلا
جلست واسندت ظهرها الى ظهر السرير قالت : وليه منمتش ..
قال : عايز اتطمن فعلا انه خلاص بقيتى معايا .. بقيتى ليا .. بتضحكيلى .. وتكلمينى من غير زعيق .. حلم انا فعلا اسعد كائن على الارض .. انا ليا ف الحياه دى اسبوع واحد بس ..
ابتسمت بخجل وتوردت وجنتاها قالت : وانا كمان ي طارق .. ليا ف الحياه اسبوع واحد بس .. مش عارفه اوصفلك ازاى مشاعرى بس واثقه انك حاسس عامة .. انا ممتنه ليك كل لحظه عشتها .. مش عايزه اكون بحلم ي طارق .. الامان اللى عشته معاك محستهوش طول حياتى .. متخلنيش افقده ارجوك
قبل يدها مبتسما وقال : طالما قلبى بينبض ي حلم .. هيفضل امانك .. لو زعلتينى ف يوم .. وحد دايقك تيجى تحكيلى .. لو كان مين .. لو حسيتى خوف ف حضنى مفتوحلك كل وقت .. اما بقى لو حد فكر يأذينى فيكى مش هسامحه ..
قالت : عارف ي طارق .. يوم مامتك م قالتلى انتى منمتيش ليكى كام سنه .. انا فعلا ليا سنييين منمتش .. سنين طويله لحد يوم جوازنا كان اول يوم انام بطمأنينه
ابتسم قال : اقولك ع سر
قالت : قول
طارق : بس مش هتدايقى
حلم : قول بقى مش هتدايق ..
طارق : انا مخبطتش عليكى يومها .. محبتش اصحيكى هى خبطه خفيفه لما مردتيش قلت احسن
ضحكت بصوت عال اثار فى قلبه البهجه .. وقالت : هحضر الفطار نفطر ونام علشان متتعبش ..
نهضت من ع الفراش رتبته وخرجت للمطبخ .. بدأت فى تجهيز الطعام وهو واقف ينظر اليها قالت : كويس اننا نزلنا امبارح اشترينا الطلبات .. عشان ابدأ اجهز للعزومه
طارق : بس لسه بدرى
قالت : مهو لازم بقى وبعدين هتجيلى ثناء وسماح وصفاء كمان شويه مش عايزاهم يتعبو ..
اقترب منها قائلا بحذر : جوز سماح بيدايقك مش كد !!
نظرت لعينيه بعمق كأنما تترجاه ان لا تحدث مشكله اليوم قالت : خلينا نأجل كلام ف الموضوع ده ... احمد وصفاء وحشونى اوى ي طارق .. وعبد الرحمن باشا
قال : احمد مبطلش يرن عليا .. لحد م فتحتى تلفونك
ضحكت بشده ثم هدأت وبدأت دموعها تتساقط قالت : احمد ده اغلى حاجه ف حياتى ي طارق .. خايفه لو ربنا رزقنى ب اطفال م اعرفش احبهم زى احمد .. بحس ربنا عوضه بيا وعوضنى بيه .. كان يدخل بعد كل مره بابا يضربنى فيها يقعد جمبى ويعيط معايا .. اقوله طيب بتعيط ليه .. يقولى علشان مش عارف اعملك حاجه ..
مسح ادمعها بكفيه وقبل رأسها ثم اراح رأسها على صدره قال : بوعدك مكان كل ذكرى وحشه هنحطلك ذكرى حلوه ي حلم .. هاخد ب ايدك وتاخدى ب ايدى ايه رأيك
ابتسمت مداعبه له : قلتلك متقربش منى
ضحك بصوت عال وحاول ان يبتعد لكنها تشبثت به قائله : كنت خايفه ي طارق احسن تسمع كلامى .،
قال : مكنتش هقدر اصلا ّ..
........
حضرت الفتيات وحضرن الطعام جميعا وطارق نائم .. شعر بالقلق قليلا فى بادى الامر فقد اعتاد ان تكون بجانبه .. رغم قصر الايام لكنه اعتاد
حين تتحقق امانينا ونجتمع بمن نحب تعتاد وجوده بسرعه وبشده ..  دخلت حلم الى الغرفه لتبدل ملابسها وجدت رداء لطيف جدا على طرف السرير وحجاب يحمل لون رصاصى بدلت ملابسها والتفتت عليه وجدته جالسا على الفراش قالت : لحقت تصحى ده قلت مش هتقوم النهارده ..
قال مبتسما : صاحى من اول م دخلتى الاوضه .. بصراحه انى انام وانتى مش جمبى صعب جداا .. م تفكك من الناس اللى برا دى وتعالى ننام
ضحكت وقالت : جهزتلك لبسك ف الحمام قوم خد دوش وراعى ان اهلنا برا وجايين
ضحك وخرج دون تعليق قالت : شطور .. برافو عليك
خرجت وعادت الى الفتيات ف المطبخ .. طرق احدهم باب المنزل خرجت مسرعه فتحت بسعاده كبيره لتجده احمد عانقته بشده وهو ايضا .، بكى من شوقه لها ..من حاجته لان تعود معه خرج طارق من الحمام على صوت بكاء وجدهما يبكيان وهما يجلسان الى جانب بعضهما .. نظر احمد لطارق بشئ من الغضب لا يعرف سببه .. ولكنه لم يحدث مشكله اما عن طارق ف لاحظ لكنه ابتسم وصافحه بشئ من السلام قال : لو كنت اعرف انها غاليه عندك كد ي احمد كنت هاخدها برضه .. اصلك متعرفش هى بالنسبالى ايه
نظر له احمد بحزن اقترب منه طارق وقال فى هدوء : ده بيتك ي احمد اوعى تفتكر غير كد وانا مبعدتهاش عنك .. هى معاك وقت م تحب .. واللا ايه
نظرت اليه حلم بابتسامة حب قائله : اكيد ي احمد انا معاك وقت م تحب اى وقت تحب .. طارق ي احمد كمان زيى .. تقدر تعتبره اخوك الكبير .. وهو بيحبك اوى .. وبيقولى كمان انهم كلموه من الشغل قالو انهم مبسوطين جداا منك
ابتسم احمد تلك النظره التى تدفعه للامام الف خطوه نظرة الفخر رآها اليوم فى عين طارق من عين حلم .. ف شعر بسعاده غامره قالت حلم فى همس : حنين اخبارها ايه !!
احمد بادلها الهمس : جميله اوى .. بتسلم عليكى .. وباعتالك هديه كمان
 قالت : ممممم يعنى انت مجبتش هديه !!
نظر اليها مبتسما قال : حابب اجبهالك من اول مرتب ليا
ابتسمت وقالت : كنت هزعل لو جبتها غير كد
قبلت وجنته وقامت لوضع المائده. حضر الجميع من رجال ونساء الاسرتين .. و وضعت الفتيات الطعام على المائده.. تراص الجميع ..  قال والد طارق : ربنا يديم سفرتكم وسعادتكم يارب .. ويرزقكم بالخلف الصالح يارب ..
كانت تجلس حلم الى جوار طارق .. متوقع ان والدها سيهاجمها بأى كلام ولابد ان يدعمها ف يكفى ان تجاوره ..
وكما توقع قالت  ثريه جدت طارق : نفسك ف الاكل حلو جدا ي حلم .. ما شاء الله .. تسلم ايدك
كادت حلم ان ترد بان ثريه وسماح هما من قامتا باعداد الطعام حتى قاطع والدها الحديث بضحكات ساخره قائلا : دى مبتعرفش تقلى بيضتين .. هتطبخ !! .. تعرف ي رابح .، كنت دايما اقولها تقف ف المطبخ مع مامتها .. ترفض .. وصلت انى ف مره ضربتها وبرضه اصرت على عنادها ..
كادت ان تقف لتختبئ من الجميع بعيدا حتى ضغط طارق على يدها وقال : ومين قال انى كنت عايز مراتى بتعرف تطبخ .. انا مبسوط جدا كد .. وانا هعلمها بنفسى .. من غير م افكر امد ايدى عليها .. اصلى اتربيت ان الراجل ميمدش ايده على بنت اتحامت ف ضهره او دخلت بيته ..
ابتسم رابح بفخر وقال ل صبرى  والدها : فعلا ي صبرى البنات كنز ف حياتنا .. تعرف ف يوم ثناء بنتى كانت قاعده معانا ف بتحكى بهزار ان على ضربها ع كتفها .. كانو بيهزرو وعلى كان قاعد يومها .. راح قام طارق مسك ف خناقه ..
ضحك طارق وضم كف حلم بحنان اكبر .. بعد انتهاء الطعام قال طارق : نقوم احنا بقى ي رجاله خلى الستات تقعد براحتهم ..
احرجهم جميعا ف وقفو معه خصيصا صالح الذى اراد ان يجلس لينظر الى حلم بشكل كاف .. دخلو الى غرفة الضيوف اراد صالح ان يجلس فى مكان يكشف المنزل من الداخل لكن قطع عليه طارق حين اشار له الى مكان الجلوس خرج الى حلم ناداها وهمس لها : متدخليش عندنا جوه لو امكن ..
ابتسمت واماءت رأسها بانها ستفعل .. امضو وقتا جميلا كعائله سعيده ساعدت الفتيات حلم كى تنظف المنزل قبل الرحيل ثم رحل الجميع وعند باب المنزل وقفا الى جوار بعضهما البعض ليودعوهم اقترب صالح ومد يده لمصافحة حلم .. اصابها بالغضب بنظرته لها التى كانت اجرأ من اى وقت سبق كادت ان تصعه على وجهه ف حين تناول طارق يد صالح وصافحه عنها قائلا : ربنا يبارك فيك ي استاذ صالح .. نباركلك ف الافراح دايما
وجره للخارج ،، صاحبهم حتى ركبو سيراتهم لكن سيارة ثناء اخته توقفت ونزلت منها بينما بقى على ف السياره اقتربت ثناء من طارق وقالت : طارق .، بص متدايقش .. بس ماما دايقت حلم جامد .. انا واثقه انها مش هتحكيلك عشان كد قلتلك .، حاول تخفف عنها .. مبروك ي حبيبى ربنا يسعدك دايما
رحلت ثناء وفى طريقه للعوده سمع صوت زجاج ينكسر دخل مسرعا وجدها تقف ويديها وقدما تنزفان دم واكثر من طبق وكأس زجاجى مفتتين على الارض .. شرعت ان تتحرك حتى قال لها بعصبيه : اوعى تتحركى ..
خطى اليها حملها وذهب الى الاريكة وضعها ثم احضر حقيبة اسعافات كان محتفظا بها ف المنزل .. اخرج محتوياتها لم يتمالك اعصابه .. ولكنه ضغط على نفسه .. اخرج الزجاج من قدميها وكان يعتصر قلبه مع كل صرخه تصرخها من الالم .. ضمد جراح قدميها .. كانت يداها ترتجفان .. ضمهم بحنان اخرج ما بهم من زجاج وضمدهم ثم قال بغضب : ليه !! ليه ي حلم حرام عليكى .. بتأذى نفسك ليه ..
نظرت له وكانت حالتها يرثى لم تتحدث سوى : احضنى ي طارق
ضمها بقوه .. ظلت تبكـ فى صمت .. وهو ايضا صمت قالت : فاكر يوم م زعقتلك علشان متجيبش حاجه ل صفاء !
طارق : اه
ابتعدت عنه واكملت : صالح .. كان بيجيبلنا حاجات دايما ايام خطوبتهم وبعد م اتجوزو .. كان بيجيبلى انا هدايا خاصه .. يعنى يجيب لكل اخواتى لعب ولأختى اللى بينى انا وسماح طقم كوبايات حاجه خاصه بالبيت يعنى .. ويجيبلى انا برفان .. يجيبلى ورد .. او صوره ليه متبروزه .. اوقات كان بيغازلنى كمان بشكل واضح .. يتكلم عن لبسى .. ف مره جابلى علبة مكياج وقالى اجرب احط ولو معرفتش اقوله وهو هيعلمنى .. انا بقرف منه ي طارق بكرهه فعلا .. لحد م ف يوم اول م ظهرت نتيجة تالته ثانوى .. كانت قاعده اخواتى البنات وماما وانا معاهم .. وهو جه جايب هدايا .. مسك شنطة هدايا ومشى عليا .. قالى دى علشانك مخصوص ي حلم .. وهو بيتكلم حاول .. احم .. يومها كانت اول مره امد ايدى ع راجل واخر مره .."صمت " ضربته بالقلم ع وشه .. وساعتها عرفت انا قد ايه قويه لما حاول يمد ايده رحت مسكتها و وقفته .. الغضب ي طارق الغضب اللى كان بابا بيخلينى احس بيه والعجز والقهر .. كنت بكتمهم ف كانو بيبنو جسمى بشكل ما .. خلونى اقوى الف مره ع اى حد ف العالم .. لكن !! .. دخل بابا .. سأل ايه اللى حصل سبق صالح بانه يحكى .. "بنتك المتعلمه المحترمه بتعرض نفسها عينى عينك " سكت ع اساس ان امى هتحمينى .. كنت مستنيه واحده ف اخواتى البنات تتكلم ..
صمتت قليلا على صوت شهقاتها ثم اكملت والعبرات تسكب من عينيها : سحبنى بابا من طرحتى ي طارق لحد م وقعت من ع راسى .. شدنى من شعرى ع السلم طلعنى السلم جر من شعرى لحد م دخلنى اوضتى .. وهناك ..
لم تستطيع ان تكمل .. ضمها طارق بقوه حتى هدأت ظل يمسح على شعرها بحنان .. قالت : صرخت ف بابا بكل قوتى .. قلت كلام كتير اوى .. وقع بابا من طوله م عيطتش بس يومها خسرت امى .. لحد النهارده بتعاملنى بقسوه عدت النهارده سبع سنين وامى اقسى من تكون عليا .. انا اصلا كنت خسرتها لما سكتت .. بس من يومها حسيت بابا بيبعده عنى .. خلاه ميشوفنيش غير ف المناسبات الكبيره لحد م اتجوزنا بعدها بقى بابا رفع ايده من الموضوع
خبأت رأسها فيه وهى تتحدث بوجع : انا اسفه ي طارق .. اسفه جداا .. انى خليتك تعيش مع واحده زيى مفيش جواها غير خراب ومش وراها غير المشاكل .، اسفه انى بخليك دايما ف موقف المدافع المترقب هجوم بابا عليا .. اسفه انى خبيت عنك انى مبعرفش اعمل اكل وانى فاشله ف انى ادير بيت .. اسفه ي طارق اسفه لانى مش عارفه اقدملك اى حاجه غير وجع
ضمها احتوى وجعها مرة اخرى  قال اخيرا : انا بحبك ي حلم .. مش عايز حاجه من الدنيا غير انك تبقى هنا .. غير انى اسمع صوتك .. وانى امسحلك دموعك .. وانى ابقى معاكى خطوه بخطوه .. انا قابلك بكل حاجه .. وحشه وحلوه ومعنديش مانع اصبر لحد م تتعلمى الطبخ .، مع انى بجوع بسرعه بس نتحمل .. اومال الاكل اللى كنا بناكله لينا اسبوعين ده جه منين !!
قالت بابتسامة طفلة برىئه اكتشفت جريمتها للتو : مهو ماما وسماح اختى عملولى الاكل ده وسووه وحطوهولى ف الفريزر .. ف انا بقى كنت بخرج واسخنه
قال مبتسما : ولا يهمك ي حبيبتى .. تعالى اعلمك اهم حاجه ف الاكل
قالت : ايه
قال : الفشار
ضحكت بقوه ومسحت عبراتها ثم وقفت معه كان يحدثها وهى تنظر اليه وتركز فى تفاصيل العمل
لم يسألها عن مضايقة امه يعرف انها ستبوح له بكل شى .. وعليه فقط ان يجعلها تتنفس من بين ظلمات اوجاعها حتى تحولها الى ومضات تعيد فيها الحياة ..
جمع قطع الزجاج من على الارض .. وشغل احدى الافلام التى سمع من احمد  اخيها انها تحبه ،، كانت تراقبه .. مر الكثير من الوقت او هكذا تشعر انه كان معها لسنوات لم يتزوجا حديثا .. رغم انها لا تعرف عنه شئ سوى القليل ولم يتحدث هو عن نفسه .، كل ما ذكره عنها وعن حبه لها
عاد بغطاء فرشه عليها و وضع الطبق على قدميها وجلس
قالت : طارق .. هو انت ازاى كد !!
طارق : كد ازاى يعنى .. شايفانى ازاى !!؟
اخفضت صوت التلفاز والتفتت اليه قالت : انا مش عارفه .. شايفاك حاجه جميله اوى .. تصدق .. انا م اعرفش حاجه عنك للنهارده .. رغم انى حاسه انك عارف عنى كل حاجه .. كل م بتتكلم تتكلم عنى انا
قال : انا ي حلم من يوم م وعيت ع الدنيا وحياتى مرتبطه بيكى وبس .. بس كان فى حاجات برضه .. مثلا ان ماما متوفيه ماتت وهى بتولدنى  .. وان الست اللى بتشوفيها دى تبقى قريبة بابا اتجوزو بعد وفاة ماما .. وربتنى ثناء بنتها .. بس يشهد ربنا قد ايه بحبهم .. ثناء اتجوزت قبل م تتخرج .. كانت ف كلية حقوق .. بحبها جداا يوم م اتجوزت كنت عامل زى احمد كد .. كنت متدايق اوى .. اللى هو لاء .. مش هينفع تسيبنى .. م دخلتش بيتها ولا شفتها شهرين .. هه يوم م شفتها عيطت جامد انا وهى كانت اطول مده تبعد عنى .. لكن هدانى يومها على وقالى ان بيتهم هو بيتى وانى ممكن اروح اى وقت .. على اتحمل منى كتير .. كنت بخانقه على كل كبيره وصغيره لو شفتها بس زعلانه .. كنت اى مشكله عندى اروحلها .. وافضل اشكى لحد م اتعب تحط ايدها ع كتفى وتقولى متزعلش هتهون .. كنت بثق جداا ف كلامها .. واثق انها هتهون ..
سكت لقليل من الوقت وهى تتابعه اكمل : فى ولد اخويا كان بينى وبين ثناء .. مات وانا ف ثانوى ف حدثه كان اسمه حسن .. كسرنا كلنا .. بابا كان دايما يبصلى بعيون دامعه ويقولى ده ذنب امك ي طارق .. قالى مهما حصل ي ابنى اوعى تأذى حد ضعيف اتحامى ف ضهرك .. قالى انا اذيت امك .. وربنا عاقبنى انا مش هقف ضدك ي ابنى ف موضوع البنت اللى بتحبها .. وهعمل المستحيل لحد م تبقو سوا .. وهساعدك معاها لعل ربنا يسامحنى وامك تسامحنى .. انا بحب بابا جدا .. عنده كام شعره بيضا .. سألته عليهم قالى انه شاب فعلا يوم م ماتت امى .. عارفه ي حلم .. انا بشتاقلها جداا .. م اعرفش ازاى بس اوقات بلاقينى رايحلها من غير م احس واقف كتير ع قبرها .. مرات بابا او ماما رقيه كانت كويسه جدا معايا لكن من غير م تقصد كانت بتحسسنى انى اقل من ولادها .. ويوم م مات حسن .. بعدها بدأت الامور بينا تتصلح وتقبلنى ك ابن ليها ،، انا حبيتها برضه .. ربنا يديها الصحه ،،
امسكت بيديه ولكنها تألمت اثر القطوع التى خلفتها قطع الزجاج بيديها قالت : ي ترى هتحبنى زيهم ي طارق ؟! ..
 ابتسم وقال : مش عارف اقولك ايه ي حلم ..
مسك بيدها برفق حتى لا يؤلمها و وضعها على قلبه قال : انتى وحدك ي حلم اللى حسستينى ان القلب ده موجود .. وان فيه نبض .. انتى اغلى من انك تتقارنى بحد ف العالم ..
نظرت اليه والى نظرته التى تحمل الوان جمال لا يوصف ربتت على قلبه ثم ضحكت .. قالت : انا محدش قالى كلام حلو كد قبل كد
ضحك ثم قال : احسن علشان يبقى ليا السبق
ضحكت قائله : ربنا يديم روحك طيف يطمنى ي اجمل حاجه ف حياتى .. واجمل حاجه حصلتلى ..🙈🙈🙊
...........................
 بعد مرور اعوام .. حدثت بها الكثير اعادت فيها حلم الكثير من صلاح حياتها .. وتحول ابيها فجأه من ذاك الكابوس الى حلم جميل واصبح يعاونهم عله يصلح شئ مما افسد
ثناء كانت تجلس فى منزل والدها وبرفقتها حلم و ابنتها الصغيره صفيه .، و طفلها طارق .. قالت حلم : عارفه ي ثناء .. انا مبسوطه ل احمد جداا ..
ثناء : وانا فرحانه جداا انك فرحانه ي حلم .. حلم انا عايزه اشكرك .،
حلم : على ايه بس ي جميله انا اللى بشكركم ع جو الاسره السويه اللى عيشتونى فيه .، ع كل حاجه ي ثناء .. ربنا يكرمكم يااارب
ثناء : هتروحى امتى الحنه ؟!
حلم: هستنى طارق واروح معاه ..
ثناء : طيب على جه .، انا هنزل انا وانتو حصلونا ،،
رحلت ثناء لتبقى حلم بمفردها .. كانت تشعر بالدوار .. لها قرابة الشهر تشعر بهذا الدوار .. لا بد ان العمل كان شاق بشده عليها هذه الفتره .. ف الاسبوع القاده سيكون موعد تقديم رسالة الدكتوراه الخاصه بها ..
انقطعت كهرباء المنزل .، لم تفزع ف هى لا تخاف كثيرا من الظلام .. شعرت بوجود حركه ف المنزل قالت بتساؤل : طارق !! .. انت جيت ؟؟
لم يأتها رد اشعلت كشاف هاتفها ادارته حولها فلم تجد احد لذا صمتت .. واكمل ما كانت تفعله على جوالها ،، لكنها كانت قلقه .. بشده حاولت الاتصال بطارق لكن هاتفه مشغول ..
صرخت بشده حين شعرت ان احدهم يمرر يده على شعرها .. وقفت مسرعه من مكانها .، قالت : مين اللى هنا .، اشعلت الكشاف مجددا لكن لم ترى احد ركضت مسرعه تجاه باب المنزل .. خرجت الى الحديقه المحيطه بالمنزل
يدفعنا الخوف الى الهروب ب اقصى ما نملك من قوه لا ندرك الى اين نهرب او الى اين نهوى وجدت طارق يدخل من الباب الرئيسى ركضت نحوه وهى تهتف باسمه .، نزل من السياره واستقبلها قالت بكلمات متقطعه وادمعها تسقط دون حساب : طارق ،، ط .. طا .. طارق .. ف .. فى .. فى حد .. جوه البيت ..
تغير وجه طارق الى الغضب .. عاد التيار الكهربى وانار المنزل مجددا اخذها الى الداخل قائلا : فى حد ازاى .. البيت فاضى اهو ..

نظرت اليه قائله بملامح يكسوها الخوف بشده : فى حد حط ايده ع .. على شعرى ي طارق .. انا متأكده
ضمها طارق حتى اذهب عنها الخوف قائلا : متخافيش ي حبيبتى .. انا اسف انى اخرت عليكى .. واسف علشان مخلتكيش تروحى مع ثناء وعلى ..
ضمته اعادت لها امانها قالت مجمعه ما تبعثر منها : انا بقيت كويسه خلاص ..
طارق : البسى طرحتك طيب ويالل
ارتدت حجابها وخرجت معه .. عليها اليوم ان ترتدى لباس القوة مجداا اليوم هو يوم الحنه السابق لزفاف احمد على حنين .. جميله هى الحياة حين تهدينا من نحب .، وجميل القدر حين يجمعنا بانصاف ارواحنا
منذ ان وطأت قدماهم ارض الاحتفال و السعاده سكنت قلب حلم متناسيه ما حدث اما عن طارق .. فكان هذا شغله الشاغل بالاخص حين رأى صالح ينظر الى يده ويبتسم .. خطى نحوه طارق بغضب  توقف حين نادى عليه احد الشباب الحضور التفت طارق ليجده رجلا تحمل ملامحه من الجمال .. عيناه تشبه عينا حلم كانه نسخ منها او هى نسخت منه .، اقترب الرجل من طارق قائلا : انت بقى طارق من يوم م سمعت عنك وكان نفسى جدا اشوفك
تعجب طارق جداا منه ملامحه ايضا ك ملامح حلم قال : اكيد انت مش عارفنى .. انا بقى .. اخو حلم الكبير عبد الله
ابتسم طارق مرحبا به بشده قد اخبرته حلم انه سيأتى اليوم من الاردن لكن ما حدث بعثر تركيزه قال : حلم حكتلى عنك كتير .. حلم فخوره بيك جدا ي استاذ عبد الله
ابتسم عبد الله قائلا : حلم هى اللى ادت القوه لبيتنا ي طارق .. تفتكر من غيرها كنت هقدر افكر انى ارجع للتعليم تانى ،، واديها النهارده يرجعلها الفضل كله ف فرح احمد .. بص ي طارق هى فرحانه ازاى .. حلم مفرحتش لنفسها قد م بتفرحلنا .. انا بدعى ربنا بس متحصلش اى حاجه تعكنن عليها النهارده ..
ابتسم طارق وقال مخاطبا نفسه : عندك حق مينفعش اعكنن عليها النهارده
ضحك عبد الله مقاطعا افكار طارق قائلا : بس ازاى متحملها .. دى اختى مجنونه اوى
ابتسم طارق قائلا : وهو فى اجمل من جنانها ..
اشار عبد الله على احدى الفتيات وقال : دى بقى ي سيدى مراتى اسمها اسماء .. وشايله بنتى اسماء برضه .،
ابتسم طارق قائلا : ربنا يخليهملك .،
 كانت الفتيات فى جانب من جوانب الحديقه يتراقصن مع الانغام وكانت حلم مندمجه معهن دون ان تلتفت لشئ .. او لأحد كانت سعادتها اكبر من ان تلتفت لأحد اما عن احمد فقد انتصف دائرة الشباب وكان يرقص بسعاده بالغه وما ان وقعت عيناه على حلم حتى ناداها ودخل الى دائرة الفتيات ضمها اليه بقوه وظل يدور بها حتى فقدت اتزانها .. كان الدوار يلتهمها ،، وطارق منشغل .. انزلها احمد تصنعت امامه انها بخير حتى عاد ادراجه ف تشبثت بسماح اختها وهمست فى اذنها : دخلينى البيت ي سماح حاسه هيغمى عليا ..
ادخلتها سماح المنزل واختفت لا تعرف حلم الى اين ذهبت وقفت بعد ان استجمعت قواها .. لكن عاودها الدوار من جديد شعرت ان احدهم جوارها ف امسكت بيده دون وعى تشبثت به ..
تعجب طارق حين لم يجدها ف الساحه سأل عنها صفاء قالت له : كانت مع ابله سماح دخلو البيت ..
رفع عيناه ليرى سماح فى وجهته وحدها .. تعجب كثيرا .. دخل الى المنزل ليجدها واقفه ويدها بيد صالح .. لم ير شيئا بعدها .. تملكه الغضب بقوه خطا نحوهم .. جذبها اليه و لكم صالح لكمه افقدته اتزانه وسقط على الارض ..
كانت اعادت اتزانها و وعيها .. كانت خارج الادراك تتشبث باى شئ كانت تشعر بالدوار لم تميز من الذى امامها وما ان ميزت وفتحت عيناها حتى وجدت يدها بيد صالح حاولت ان تبعده عنها لكن سبقها الزمن ليضع طارق بطريقها ..
اعادها طارق الى الساحه دون حديث كان غضبه متمكن منه لم يرفع عيناه من عليها .. وكانت هادئه حزينه ذابله .. ذهب اليها احمد وهمس بشئ فى اذنها نظرت الى طارق بحزن ثم عادت بعيناها لاحمد .. : معلش ي احمد مش هقدر اروح معاك عند العروسه .. بلغها سلامى
رحل احمد وعاد بعد ساعتين كانت من اصعب الساعات التى مرت عليها
انتهى اليوم وعاد بها طارق الى المنزل ما ان دخلا حتى قالت برجاء : طارق م تسكتش كد ارجوك .. اتكلم قول اى حاجه .. بس متزعلش منى .. والله ي طارق كنت تعبانه جداا
قال فى عصبيه : تعبانه تجيلى ي حلم مش تروحى ف مكان لوحدك .. الله اعلم لو مكنتش رحت كان ايه هيحصل بالذات وانتى تعبانه ..
"ارتفع صوته غاضبا ثائرا " ولما انتى تعبانه مقولتليش ليه .. كنتى مستنيه ايه علشان تقولى .. ليه مش مراعيه خوفى عليكى وقلقى .. ليه تستنى لما يحصل كد
قالت بشئ من الحده والعصبيه : ايه اللى حصل لده كله ي طارق .. لما لف بيا احمد دخت جامد مسكت ف سماح قلتلها تدخلنى البيت وهى سابتنى ايه ذنبى ف كل ده مش فاهمه
قال طارق بغضب : ايه ذنبك .. فعلا ملكيش ذنب .، انا اللى غلطان عشان بعدتك عن عينى .. عشان راجل حاول يمد ايده عليكى قبل كد تمسكى فيه وانتى هتقعى وانا زى اللمبه اللى متعلقه ف الفرح مليش لازمه
لم ينتظر منها رد .. دخل الغرفه ثائرا على حالته يتمنى لو استطاع قتل ذاك الحقير حتى يرتاح .، دخلت خلفه حلم دون ان يشعر امسك كوب الماء والقاه بالحائط .،
اوقف ثورته صرخة حلم جلست على الارض وهى تبكى قالت : انا مغلطتش ي طارق .، انا مكنتش واعيه بالدنيا ولا عارفه مين اللى قدامى
رد فى هدوء وهو يبدل ملابسه : تصبحى على خير ي حلم
شعرت بألم شديد فى قلبها .. كيف !! .. كيف استطاع ان يفرق بينهما بهذه السهوله .. كيف لهذه الغرفة التى لم يهدا الضحك فيها منذ اعوام ان تنطفئ هكذا ويبيت هو بغضبه وهى بأدمعها ..
الارهاق اجبر كلاهما على النوم .. استيقظ صباحا فلم يجدها على الفراش .. كان غاضبا ورغم ذلك افتقدها يشعر بالاشتياق للصباحات التى كان يغلفها صوتها الحانى لكن لا جدوى كان الغضب اشد
خرج فوجدها ف المطبخ تعد الفطور .. بالمناسبه حلم امضت عام كامل تتعلم الطبخ حتى تمكنت منه وتحملا الكثير من الطعام السئ حتى امتازت فيه واصبحت محترفه
دخل الحمام وخرج وجد الطعام على المائده جلس قائلا باقتضاب : صباح الخير
ردت بهدوء : صباح النور.. اتفضل فطارك ..
قال : وانتى مش هتفطرى قالت وقد اشارت ل اطباق فارغه عليها اثر الطعام فى يدها : سبقتك ..
ابتسمت ابتسامه تبعث الاستفزاز ودخلت الى المطبخ .. بدأ فى تناول الطعام وجد الفول به الكثير من الملح .. نظر ناحية المطبخ وقد زاد غضبه ثم عاد للطعام اكل من الجبن وجد حالها ك حال الفول .. زفر بغضب سحب طبق العسل وبدأ فى تناوله حتى اشتعلت النيران فى فمه و وجهه قال بغضب : حلم ي حلم
لم يأته رد منها قام غاضبا يبحث عنها حتى وجدها على الفراش تمسك الهاتف وتضع سماعات الاذن فى اذنها ..
اغلق باب الغرفة بغضب وخرج دون تعليق او صدام .. هكذا اذا .. اعد لنفسه فطورا جديدا وفطر .. وجلس يشاهد التلفاز
كانت غاضبه منه بشده لماذا لم يستمع اليها .. لماذا لم يستقبلها بهدوء .. الم يستقبل الامر بهدوء كل مره تعرض لها صالح منذ ان تزوجا .. لماذا هذه المره يثور على هكذا .. لماذا اليوم تشاجرنا بهذه القسوه .. لاول مره منذ زواجنا ينام كلا منا وهو غاضب من الاخر .. عاهدتنى ان لا تبيتنى باكيه يا طارق .. وقد فعلت اليوم .. كل ما يحزننى هو غضبك منى وانت تعرف انى لا اقصد .. عند الثانيه ظهرا خرجت من غرفتها وقد ارتدت حلة تحمل اللون الوردى .. كانت ملفته وجميله جدا .. ولكنها ضيقه بعض الشئ قال طارق : غيرى لبسك ي حلم
قالت : ماله لبسى ي طارق .. واللا انت مش لاقى حاجه نتخانق عليها
رد بغضب : انا برضه اللى مش لاقى حاجه نتخانق عليها واللا انتى اللى مصره تعاندينى وتطلعينى مليش لازمه
نظرت له بغضب وعادت الى الغرفه بدلت حلتها وارتدت فستان رقيق .. بلون عينها الساحر خرجت قالت : انا جهزت ممكن نمشى واللا اللبس فيه حاجه !!
لم يرد عليها مما اثار جنونها ارتدت حجابها ليكتمل مظهرها .. خرج من الغرفه وجدها تفتح احمر شفاه لتضع منه قال بغضب : انتى هتعملى ايه
قالت : بلاش احط ده كمان مش هحط ي طارق خلاص .. ايه رأيك نقعد م نروحش ف اى مكان خلينا هنا للصبح علشان مفيش حاجه عاجباك ولا راضيه تعجبك .. تحب اغير وشى والا روحى عشان ترتاح !!
تركته وذهبت لترتدى حذائها .. كان رقيقا جداا اكمل مظهرها الجمالى ..
ركبا السيارة سويا و الصمت شريكهما ف الرحله .. وصلا الى القاعه المقام بها العرس .. كان العريس لم يصل بعد .. جلسا على احدى المقاعد .. نادى عليها والدها .. ذهبت حلم الى والدها ف اخبرها بشئ ابتسمت له وعادت الى طارق .. وفى طريقها اليه وجدت فتاة تجلس الى جواره تحادثه .. وهو يستجيب لحديث الفتاة يخفى يده التى بها الدبله بيده الاخرى .. تملكها الغضب .. لم تذهب اليه عادت الى منضدة ابيها لم تتحدث .. وانما كان هناك بركان يغلى بداخلها .. تغير طارق كثيرا .. لم يعد يحبنى بالتأكيد هذا سبب كل هذا الجفاء .. قاطع شرودها صوت رجل يتحدث فى مكبرات الصوت قائلا : ودلوقتى حضر عريسنا .. وزى م طلب مننا اننا نستدعى المدام حلم اخته علشان تكون ف استقباله سمعونا سقفه عاليه
تجمدت حلم .. ليس لديها طاقه لاى شئ .. نظرت لطارق الذى اماء اليها برأسه موافقا وتاركا لها المجال .. ذهبت ل استقباله .. كانت الزفه عباره عن اناس متخصصين يقرعون الطبول ويتغنون .. ما ان دخل احمد من القاعه حتى بدأ الضجيج .. استقبلتهم حلم عند مكان جلوسهم على "الكوشه " ثم نزلت .. ما ان اقتربت من طارق وهى تسلم على المعازيم وترحب بهم حتى لفته لون احمر الشفاه على وجهها وبعض المساحيق على عينها .. اشتعلت النيران بداخله ..حاول الحفاظ على هدوءه لكن لم يستطيع .. ما ان شرع ف الحراك اليها حتى اوقفته ذكرى حديث عبد الله اخوها وهو يقول انه لا يجب ان يحدث شئ يفسد فرحتها .. عاد ادراجه .. لم يفسد هذه الفرحة على قلبها لكنه غاضب بشده .. لم يكن صالح منتبها حين وقف الى جوار طارق .. امسكه طارق بعنف وخرج به الى خارج القاعه .، احكم قبضة يده على رقبة صالح .. الذى كان يجحظ بعيناه من الدهشه قال طارق والشرر يتطاير من عينه : اقسم بالله .. م تفكر تقربلها تانى ل هقطعلك ايدك ... ول هأذيك .. انت عارف مكانتى دلوقتى بكلمه منى كل شغلك يقف .. وتشحت وساعتها همنع عليك اى امداد .. هدمرك انت فاهم
لم يكن صالح من هؤلاء الرجال الذين يتميزون بالشجاعه انما كان من الجبناء .. خصيصا على ماله ف هذا كل ما يخشى ان يفقده لذا لم يعترض على تهديد طارق ف هو يعرف نفوذه جيدا .. ويعرف انه قادر بالفعل على تدميره
اعاد طارق شيئا من هدوءه وعاد الى القاعه بعدما احضر ماء وجد حلم تقف وتنظر الى احمد بسعاده .. لكن سعادتها مشوبه بالحزن .. نظر الى وجهها وجد مساحيق التجميل كأنما تتحداه .. اشتعل غاضبا مجددا .. ازداد اشتعالا بمرور الوقت فلم تنظر اليه .. تتجاهله تماما كأنه ليس هنا .، اهل توقف قلبها عن النبض لى !!
عادا الى المنزل بعد انتهاء العرس .. لم يتحدث اى منهما بأى شئ .. قرابة الخمس ايام .. فى اليوم الخامس عاد من العمل منهكا وضعت امامه الطعام .. قالت : اتأخرت ليه ؟!
طارق : كان عندى شغل !
ردت : بس م اتعودتش انك تتاخر كد !!
قال : كان عندى شغل اعمل ايه يعنى اقولهم معلش مراتى م اتعودتش اتأخر عليها ف طظ ف الشغل
قالت : انت كداب ي طارق .،
نظر اليها بغضب اكملت : ايوه كداب .. انت وعدتنى انك هتسمعنى لو غلطت وتتفهم انا غلطت ليه .. وعدتنى انى لو زعلتك واحتاجتلك حضنك هيبقى مفتوح ليا "بكت قائله : وعدتنى انك مش هتبطل تحبنى .، وانك مش هتديرلى وشك ابدا ،، خليتنى اثق ف ان حبنا مفيش حاجه تهزمه لكن انت هزمته .، انت مسمعتنيش .. وم عذرتنيش .، مفتحتليش حضنك قلت لو حد اذاك فيا  مش هتسامحه والنهارده انت اللى بتأذينى بكلامك ،، وب افعالك .. ف الفرح اول م قمت من جمبك قعدت مع واحده غيرى وكنت بتاخد وتدى معاها ف الكلام ولا كأنها صاحبتك لما شفتك م اتحكمتش ف نفسى اخدت شنطة اختى وحطيت من اللى كان فيها .. كنت عايزه اغيظك فعلا .. عشان تشفنى وتنسى البنت دى .، انت بطلت تحبنى ي طارق وكنت قلتلى انك مش هتوقف حب ليا طالما قلبك بينبض .. ليه .. ليه عملت كد ده انا محبتش حد زى م حبيتك
كانت تبكى بشدة اقترب منها قائلا : انا عمرى م بطلت احبك ي حلم ولا هقدر .. ابدا
قالت بصوت باكى : اومال ليه .. ليه رفضت تسمعنى ف كل مره .. رفضت تسمع انى كنت تعبانه .. لما حضنى ولف بيا دخت محستش باى حاجه بعد كد لحد م جيت انت .. لكن انت مسمعتش غير نفسك .. غير ان لازم تاخد موقف حتى لو مفيش حاجه .. ليه قعدت مع البنت وكنت مبسوط جداا كأنى ولا فارقه معاك .. ليه حسستنى انى مش فارقه معاك .. خمس ايام ي طارق حتى م تبصليش .. ومتهتمش لدموعى
اخذها بين ذراعيه .. معتذرا .. دفعته بعيدا عنها قائله : ابعد عنى ي طارق انت خلاص مبقتش تحبنى .. انت خلاص استغنيت عنى
كان صوتها يضعف شئ ف شئ امام اصراره قال اخيرا كأنما يهمس بداخلها : دى كانت سكرتيرتى ف الشغل وكانت بتبلغنى اننا كسبنا ثفقه كبيره .. حسيت بفرحه كبيره فعلا .. لكن لما لمحت المكياج ف وشك زعلت منك جدا ي حلم .. كنت عايز اقولك انى كسبت ثفقه كنت مهدد انى اخسرها لكن لقيتك مبسوطه ومركزه ف الفرح ولا كأنى فارق معاكى حتى مجيتيش اكلتى معايا
لم تتحدث فقط اغمضت عيناها فلكم اشتاقت اليه .. والى تلك الضمه التى تشعرها بالسكن كأن العالم كله امان .. اغمض عيناه ايضا لكم اشتاقت اضلعه الى راحة رأسها عليهم قال بعد وقت : انا اسف ي حلم
ردت بهدوء ورقه : وانا كمان اسفه
قال : انا اخدت اجازه بكرا من الشغل علشان اروح معاكى وانتى بتقدمى رسالة الدكتوراه
تشبثت به اكثر قائله : عايزه انام ي طارق
الغضب .. الغضب يا ساده .. انه لعنه .. يكفى لان يخرب كل شئ .. يعمى اعيننل عمن نحب فنكون جلاد لهم لا اهل رحمة ورفق .. علينا ان نفتح صدورنا لمن نحب .. ان لا نسمح بكل هذا ان يحدث من البدايه القليل من الوقت مع اذن تسمع وقلب يحتوى لا يوجد مجال للشجار لكن هيهات
المشكله الكبرى التى تصيب حلم بالذعر هى ان الوقت يمضى وهى لا تنجب .. تخشى ان يكون مكروها بها يدمر علاقتها بطارق تدعو الله كل يوم جهد استطاعتها دون توقف عن الالحاح وكلما طلبت من طارق زيارة الطبيب يرفض بشده ،، لذا تتلف اعصابها باستمرار ..
ف اليوم التالى كان يرافقها فى طريقهما الى كلية العلوم لتقدم رسالة الدكتوراه الخاصه بها .. نظرت الى طارق وهو يداعب ابنة اخته .. شعرت بغصة فى قلبها لماذا لم تنجب بعد .، ربما كان ما حدث ف الايام الماضيه نتيجة لانهما لم ينجبا بعد .. صعدت على المنصه وبدأت فى الحديث عن موضوع رسالتها فى مادة الفزياء .. كانت تتحدث بطلاقه عن النانو متر وكيفية استخدامه والتحكم به وكيف تمكننا تكنولوجيا النانو من التحكم فى حياتنا على نطاق اوسع وبشكل افضل ..
انتهت من عرض الرساله واثناء تعليق الدكاتره على رسالتها انقطع الارسال عندها .. شعرت بالغثيان فجأه .. عاودها ذاك الدوار كانت اسرتها كلها حاضره بما فيهم احمد العريس ولكن شعر طارق انها تفقد اتزانها ولكنها تقاوم .. اقر الدكتور المباشر لها بحصولها على شهادة الدكتوراه .. انتفض اليها طارق فقد فقدت. وعيها وسقطت .. حملها .. واسرع بها الى المشفى وهو يرجو من الله ان يحفظها .. ويدعو مرارا .. كاد ان يفقد هو الآخر وعيه .. قالت انها تصاب بالدوار لابد من ان مكروه بها وهو تراجع بسبب غضبه ان يذهب بها للطبيب .. خمس دقائق وكان الجميع بالمشفى امام غرفة الطوارئ ..
خرج الطبيب ذهب اليه الجميع قال : فين زوجها
نظر له طارق قائلا : انا ي دكتور
الطبيب : ادخل للمدام عايزاك واتطمن هتكون بخير حبة ارهاق بس
طمئن الجميع عليها بينما دخل طارق دخل مسرعا جلس الى جوارها وضمها بقوه .، تشبثت به قائله : متقلقش ي حبيبى انا بخير ..
قال بصوت حزين : انا هموت لو حصلتلك حاجه .. انا اسف علشان اهملتك .. اسف ع كل حاجه ي حلم
ضمته قائله بهمس فى اذنه : لو زعلتنى تانى ابنى مش هيرحمك .. خليك عارف ده
ابتعد عنها غير مستوعب لكلماتها .. امسكت بيده و وضعتها على بطنها قائله بابتسامه ضاحكه معها دموع متساقطه فرحا : ابننا هنا ي طارق .. والنهارده انتقم منك علشان اللى عملته فيا ليك ايام
ضحك ضحكات عاليه .. قهقهه ملأت ارجاء المكان .. ضمها مجددا قائلا : انا مفرحتش كد ف حياتى غير يوم م اتجوزنا .. انا بجد اسعد راجل ف الحياه
قالت : خلينا نروح بيتنا بقى .، انا لازم ارتاح .. ده كلام الدكتور
اراحت ظهرها على السرير قائله : هتاخدلى اجازه من الشغل بقت .. وانت كمام تاخد اجازه وتقعد معايا .. مش هقعد لوحدى انا .. والزم السرير
نظر اليها قائلا : سامع ي ابنى امك بتقول ايه مش عارف لما انت تيجى هتعمل فينا ايه ..
عادو الى المنزل تغلفهم الوان البهجه .. رافقهم الجميع حتى استقرت على السرير .. نامت بعمق هذه المره التى ارتاحت فيها حقا من ذاك القلق الذى كاد ان يفتك بها .. تخشى ان يكون مكروها احل باحدهم ف يبعدهم او يكون الفراق حليفا لحياتهما .. تركها طارق لترتاح وخرج الى الجميع قال احمد : مبروك ي طارق .. الف مبروك فرحتلك من قلبى
ابتسم طارق قائلا : عقبالك ي ابو احميد .. شد حيلك انت بس هاتلنا واد حليوه كد او بنت اموره ..
ابتسم .. بارك له الجميع ودعو له بدوام السعادة بينهم وبعد رحيلهم ذهب هو ايضا ليرتاح .. شعور القلق عليها ارهق جسده .. ف ذهب الي الفراش
اواه فراشه بعد ايام باتت اكثر مشقه عليه من تصور اى احد كان يخاف عليها من وحدتها وهو بالخارج لكنه وان كان يتأخر ف لانه يريد ان يأخذ يوم رسالتها اجازه حتى يكون معها فى مثل هذا اليوم ..
كان المنزل هادءا وذهب طارق فى ثبات .، استيقظ على صوت حلم تصرخ قال : ايه فى ايه
قالت فى غضب : انت بتعمل ايه هنا
اجاب فى زهول : ايه اللى بعمل ايه نايم
ردت : نايم جمبى !؛
قال بدهشه : وفيها ايه .. م ليا سنين بنام جمبك .. انتى مراتى ع فكره ..
قالت : طب واللى ف بطنى لو حصلتله حاجه
قال بتعجب : انا ابوه ع فكره .. يعنى مش هضره
قالت بحده : اه بس انت مش حامل فيه
نظر اليها وضحك باستهزاء .. كان مجهدا عاد للنوم مرة اخرى قالت : انت بتعمل ايه ي طارق ؟!
قال : هكمل نوم ي حلم
قالت : مش هنا ،، اطلع نام برا
لم يحتمل اكثر ف وقف اخذ الغطاء الموجود على الفراش ورحل .. استلقى على الفراش فى غرفة الاطفال وهو يقول : اهو الجنان ع حق بدأ فينك ي عبد الله تشوف ..
فتح عيناه بعد فتره طويله وجدها بجواره نائمه ضحك .. ضحك بقوه لم يفهم قدر هذا الجنان .. اراد ان يفعل بها ما فعلت به لكنه اشفق عليها فتحت عيناها لتجده جالسا بجوارها مشغول بهاتفه قالت : انت ايه اللى جابك هنا
اجاب ضاحكا : انتى اللى جيتى ورايا .. طبعا مقدرتيش ع بعدى ..
ضحكت وقالت : م انا معرفتش انام قلت اما اغير مكانى يمكن اعرف
ابتسم قائلا : ميهمكيش .. طلبتلنا اكل من برا
قالت بحماس : ايه ؟!! قول انك طلبت سمك ارجوك
نظر لها مندهشا قال : عرفتى ازاى ؟!!!
صاحت مبتهجه : يعيييش .. انا نفسى جدا آكل
قال : الاكل على وصول
حضر الطعام وجلسا سويا يتناولانه اكلت كمية كبيره جدا قال طارق : بالراحه ي حبيبتى مش كد
نظرت له قائله : مستخسره فيا ي طارق .، اخص عليك
قال : ابدا والله بس خايف ل تتعبى ..
شعرت ان معدتها ستنفجر ،، ركضت مسرعه للحمام ذهب ورائها لكنها اغلقت الباب .. افرغت ما تحمل معدتها .، طرق عليها عدة مرات ولم يأته سوى صوت آهاتها كاد قلبه يتوقف من قلقه عليها .. : حلم افتحى ي حلم ..
فتحت بعد فتره طويله من الالم .. نظرت له قائله : بصتلى ف السمك ي طارق
نظر اليها وهى تنظر اليه وتبتسم .. ضحك ثم سقطت دمعه من عينيه .. قالت : متخافش انا كويسه .. اول شهور الحمل كد
ابتسم قائلا : الف سلامه عليكى .. تعالى
اراحها على الاريكه وذهب الى المطبخ اعد لها مشروب ساخن وذهب به اليها .. ساعدها الى ان انهت الكوب قالت : كله يهون ي طارق
كانت عيناها تلمعان رغم اصفرار وجهها وطارق ينظر اليها ويبتسم بتلقائيه وهى تقول : كله يهون علشان ابننا .. عارف انا عايزه اغير اوضة النوم اللى جوه دى .. نجيب غيرها .. ونغير الوانها .. ايه رأيك نخليها ازرق .. ونملاها ورد .. هعمله سرير ب ايدى .. هنسميه عمر علشان بحب الاسم ده .. ولو بنت هنسميها اشرقت .. بس لاء .. انا حاسه انه ولد .. لازم يبقى ولد ي طارق .. ويبقى شبهك .، عشان كمان يقفلك لو فكرت تزعلنى تانى
نظر اليها بغير رضا قال : لاء بقى دى لازم تبقى بنت شبهك .. جميله زيك .. علشان لما تزعلينى تدلعنى هى
ضحكت قائله : طب شوف مين هيدلعك لحد م تكبر بقى
ضحك قائلا : خلاص خلاص .. انتى محدش يعرف ياخد منك حق ولا باطل ..
اراحت رأسها على كتفه قائله : انا بحبك ي طارق .. متزعلش منى تانى
تعجب من الحديث .. ربما لم يكن وقته .. او ان الموضوع انتهى : انا اللى اسف ي حلم انى زعلتك وسيبتك ده كله .. حقك عليا
اماءت اليه اى لا عليك .. ثم شردت ..
فى مساء اليوم التالى كان طارق ف العمل وهى لم تذهب اخذت اجازه .. تجلس وامامها اوراق وقلم
ترددت ف البدايه .. ثم امسكت بالقلم وبدأت تكتب
 " صغيرى .. 🌸
اعرفك بنفسى .. انا الرفيق الذى يحملك بين جنبات قلبه .. وفى ضلوعه .. انا وطنك واطمئنانك .. هكذا كنت اشعر ناحية امى .. انها سكنى ومسكنى .، الى ان جاء ذاك اليوم الذى خذلتنى فيه للابد .. انا لا اكرهها ، لكنى حزنت يا صغيرى ، كنت اتمنى ان تكون امى مناضله قويه ، لا تسمح لذاك الرجل بان يؤذى ابنائها او يؤذيها ، لكنها لم تفعل ، كانت تعاونه علينا ولا تعترضه ، يالقسوة ما تعرضنا له على مرأى ومسمع منها بخضوع دون اى اعتراض ..
اما عن والدى يا صغيرى .. لم يكن بشريا .. سأقص عليك قليلا مما عايشته انا واخوتى على يديه .. لكن دعينى اولا اخبرك لماذا اكتب لك .. انا لم اعرف بعد انت ذكر او انثى .. خطرت لى فكرة ان اكتب لك علك تقرأ كلماتى فتشعر بالفخر بى .. ربما تكونى انثى ف تتعلمين كيف تقاومي .، او ذكر يتعلم كيف يكون رحيما .. كيف يكون وطن وسكن لأهله ..
قبل ان ابدأ بحياتى ي صغيرى سأعرفك باخوتى .. اخى الاكبر .. يسمى عبد الله .. هو اجملنا .. يملك قلبا ارحم مما تظنين .. كان دفئ لنا .، يد تربت على اكتافنا بحنو .، ويرفع عن بقية اخوتى الاذى .. يتلقى عنهم الضرب ثم يواسيهم .. لم يملك شئ .. اصبح رجلا يا صغيرى .. عاجزا عن ان يظهر شئ مما يحمل بداخله .. لا يعرف كيف يبوح .. لا يعرف كيف يكون شخصيه .. لم يقبل ابى بان يتوظف .. او ان يكمل تعليمه .. قمعه حقا .. الى ان جاء ذاك اليوم الذى اعلن تمرده فارا من كل ما حملت له الحياة من قسوه ،، لا انكر يا صغيرى انى كنت اعرف انه سيهرب فقد دبرت له مالا عن طرق بيعى لقلادة كنت املكها .. كانت غالية جدا عندى .، لكنها ليست اغلى منه .. دبرت له ذاك المال الذى سافر به الى جدى والد والدتى .. كان ابى قد منع عنا كل اساليب الوصال مع جدى لكننا وصلنا اليه بشكل ما وخبأنا بين طيات احزاننا واوجاعنا ذاك السر كنت حينها ف الرابعة عشر من عمرى لم اكن ادرك اى شئ سوى ان اساعد اخى حتى يهرب من المنزل ويأتى بعد ان يصبح اقوى من ابى ليأخذنى .. كان هذا هو املى الذى اجتث من جذوره حين علم ابى بمكان اخى .. وذهب وراءه حتى يحضره .. لكن !! اشتعلت نيران المقاومه امام عينى للمرة الاولى حين رأيت شخصا يقف فى مواجهة ابى ليمنع حدوث جريمه حقيقيه فى حق انسان حر عليه ان ينطلق .. هذه كانت كلمات جدى قبل ان يخبر ابى بأن عبد الله سافر الى اخواله فى بلاد الغربة سيعمل الى جانبهم ويكون بخير .. هكذا يا صغيرى عاد بريق الامل الى قلب امك مجداا ذاك الامل الذى مل امامه الزمن ولم تمل امك .. ما اقصى ان تكون امانيك هى الخلاص من ذاك الذى عليه ان يحميك دائما .، بحثت بسرعه عن ورقه كتبت فيها كلمات لعبد الله وركضت الى جدتى ف الخفاء اعطيتها الورقه وقلت لها : ليه ي تيته سايبين ماما ف ل بابا يعمل فيها كد .، ليه جدو مياخدهاش منه
قالت جدتى لى حينها : امك هى اللى موافقه ي بنتى ولما جدك راح ياخدها رفضت قالت انها بتحب باباكى
لا تقلق يا صغيرى ف مهما احببت والدك لن اعطيه الحق ان يهين احد منكم او يأذيه ..
الان يا صغيرى حان موعد عودت ابيك من العمل على ان احضر له الطعام القاك غدا "
لملمت حلم ورقاتها ومسحت عبراتها التى غطت وجهها .. ذهبت الى المطبخ حضرت الطعام .. رصت المائده واستقبلت طارق عند الباب
كانت تشعر بشى من الارتياح .. بشئ من الفخر .، ضمت بطنها بكفيها وقالت : هحميك من اى ضرر حتى لو كان طارق .. او حلم
استقبلت زوجها ببشاشه كما اعتاد منها .. جلسا الى المائده قال : عبد الله ومراته هيجو بكرا .، عايزين ي ستى يقعدو معاكى
ابتسمت قائله : فعلا عبد الله وحشنى جدا ي طارق جه ع الفرح وملحقتش اشوفه او اقعد معاه
طارق : بكرا اقعدى معاه لحد م تزهقى المهم .. انا هنزل بكرا ف ميعادى وهرجع ع الضهر ابقى هتحتاجى حاجه اجيبها ؟!
قالت وهى تمرر الافكار فى رأسها : عايزه لحمه مفرومه .. ولبن لأ عندى .. هات بسبوسه و ورق عنب
ابتسم قائلا : حاضر
قطع حديثهما رنين هاتف طارق .. نظر ليجده احمد قال : اهو ي ستى شوفى عمال يزن عليا علشان امدله الاجازه
ضحكت فرد قائلا : ايه ي بشمهندس ..
احمد : عامل ايه ي ابو نسب .،
ضحك طارق : الحمد لله ي سيدى
احمد : فكرت ف موضوع الاجازه ؟!
طارق : الاجازه شهر زى م انا م اخدت .. "قال بهمس وهو ينظر لحلم " ولو انه كان ظلم
سمعه احمد ف ضحك قائلا : شفت اديك انت قلت ظلم .. يبقى شهر ونص .. انا اخوك برضه
ضحكت حلم قائله برقه : علشان خاطرى ي طارق
رد طارق على احمد : يعنى .. خلاص ي ابنى اللى تعمله شهر ونص .. طالما حلم قالت هقدر اتكلم ..
قال احمد دون اى تعقيب : شكرا ي هندسه سلام ..
اغلق طارق الهاتف وهو يضحك قائلا : ما شاء الله ع اخوكى ي حلم ميعرفش مصلحته
ضحكت قائله : شكلك ناسى ي طارق اخر يوم ف الاجازه كنت عامل ازاى .، ع العموم مش هتكلم ..
ضحك طارق قائلا : ماشى ي ستى .. اخبار بنتى ايه !!
  نظرت له مره اخرى قائله وهى تضم بطنها : ابنى بالف خير .. ومتشوق جداا يشوف مامته ..
ضحك ضحكات عاليه قائلا : ممم ماشى ي ستى ع العموم .. المهم يكونو بخير
ابتسمت .. رفعوا المائده سويا ثم ذهبا للنوم .. استيقظ صباحا ليجدها قد اعدت له الفطور وتشاهد التلفاز اقترب منها قائلا باستفهام : هو ليه الاكل يوم فرح احمد كان فى حاجه غريبه
ضحكت ضحكات عاليه قالت : معرفتش احط غيظى ف ايه ف حطيتلك ملح كتير ف الفول والجبنه .. وحطيت شطه ف العسل
نظر اليها لدقائق دون ان يرد .. كانت تضحك .. شاركها ضحكاتها ثم جلس الى جوارها .. ضمها اليه ثم قال وهو يتأمل عيناها : عارفه ي حلم .. انا كان كل حلمى بس انك تحسى انى هنا .. انى موجود ع الارض .. تشوفى فيا لو امل بسيط وتركنى براسك ع كتفى .. بجد ي حلم ربنا كريم جداا
نظرت الى عيناه وهى تبتسم قالت : انا كل امل اتولد جوايا مات ي طارق .. كنت بخاف منك اضعاف اضعاف ثقتى فيك .. بخاف تخذلنى ونفترق بعد م بنيت كل املى ع وجودك هنا .. وعلى وجودى هنا
وضعت يدها على قلبه .. قاطعهم طرقات على باب المنزل نظر اليها وضحكا سويا قالت : روح شوف مين ع م ادخل البس الاسدال
فتح ليجدها اسماء زوجة اخيها عبد الله وبرفقتها الصغيره وبيدها حقائب كثيره رحب بها وترك لها مجال للدخول .. خرجت حلم على اصواتهم قالت : ايه النور ده ي اسماء بيتنا نور
ابتسمت لها اسماء قائله : عبد الله اصر اجيلك بدرى علشان اساعدك ف الاكل .. وهو عنده مصلحه كد هيخلصها ويجى
دخل طارق ليبدل ملابسه دخلت وراءه حلم قالت : لازم تروح الشغل ؟!
نظر اليها قائلا : للاسف .. احمد مش موجود كنت برتاح عليه .. بس مش هتأخر هاجى ع الضهر كد
ابتسمت حلم موافقه ثم خرجت قالت اسماء : انا اسفه انى جيت بدرى كد بس عبد الله اللى اصر
قال طارق : ده انتى توقيتك كان مثالى ي ام اسماء .. نورتينا
لم تستطيع حلم كتم ضحكتها .. خرج طارق وهو يضحك هو الاخر قالت حلم لأسماء : طبعا جوزك فاهم انى مش بعرف اطبخ ف بعتك ..
قالت : ف الحقيقه هو بعتنى علشان م اخلكيش تعملى اى حاجه علشان الحمل
حلم : جوزك بياخد قرارات غريبه .. بس عارفه هيفضل احن راجل ف الحياه .
. ابتسمت اسماء قائله : فعلا والله ي حلم .، ده كان احن عليا من بابا .. رغم ان بابا مكانش فى احن منه
ابتسمت حلم رغم المها .. ضغطت اسماء على جرحها دون ان تعلم داعبت حلم الصغيره وجلستا هى واسماء يتبادلان اطراف الحديث اسماء تكون ابنة احد اخوالها الذين سافر اليهم عبد الله .. ساعات مضت حضر بعدها عبد الله .. استقبلته حلم بعناق طويل ف انه الامل الذى انتظرته كثيرا .، ها هى اليوم تعانق الامل .. حين التقت به يوم الحناء لم تأخذ مساحتها ف التواصل معه او بمعنى اصح ان تبثه كل الشوق .. قال : وحشتينى ي حلم
حلم : وانت جداا ي عبد الله .. مصر نورت ي حبيبى
عبد الله : انتى نور العالم كله ي حلم مش بس مصر
ضحكت قائله : تعالى احكيلى عملت ايه
قال : بعد م سيبتك ي ستى الفلوس اللى كانت معايا مكفتش غير انى اروح عند جدى .، بابا كلمه ف التلفون وكان غضبان جداا .. خفت ل يرجع ياخدنى ف اترجيت جدى يعمل اى حاجه يبعدنى عن بابا .. كانت فى عربيه رايحه ليبيا عند خالك محمد .. راح جدو ركبنى فيها لما لقى معايا البطاقه .. ودفعلى الاجره بعدها بحوالى اسبوع وصلتنى رسالتك اللى بتوصينى فيها انى اكمل تعليمى .. لقيت ان خالى محمد هيبعتنى لخالى مصطفى ف الاردن ف قلت استنى شويه ع موضوع التعليم لحد م استقر بعدها رحت الاردن واشتغلت وبقيت احوش الجنيه ع الجنيه لحد م اخدت الشهاده .. مجموعى ف ثانوى مكانش قليل بس لولا بابا بقى الله يسامحه .. وبعد م اتخرجت لقيت شغلانه احسن مرتاحه عن اللى كنت بشتغلها ومرتبها كويس .، اشتغلت وبعدين بقى وقعت ف اسماء وحبيتها وخليت خالو جوزهالى .. بس ي ستى وبقيت محاسب قد الدنيا ..
امسكت حلم بيده قائله برجاء ان يجيب ب لا : هتسافر تانى ؟!
اجاب قائلا : بابا ي حلم .. قالى امسك شركة الاستيراد والتصدير بتاعته واخلينى قاعد .. اشترالى شقه وقالى افرشها .. اتغير ازاى كد مش عارف بس بالشكل ده مش هسافر خلاص
رد الى حلم جزء كبير جدا من املها الضائع كانت تتمنى لو تمضى الايام كلها هكذا .. جاء طارق وهى تحضر الغداء هى واسماء .. كان يجلس عبد الله ليشاهد التلفاز جلس اليه طارق يتحدثان عن امور كثيره تخص العمل والحياة .،
انتصبت المائده باجمل انواع الطعام والتف الجميع حولها وبدأوا بتناول الطعام اقر الرجال بجمال الطعام ومدى الاحتراف فى انجازه قال عبد الله : انما ايه اللى غير بابا كد ي حلم
 حلم : الزمن ي عبد الله .. ف مره عزمته هنا ورخم عليا جامد كعادته رحت هددته انى هقل روحى بجد ،، ف ساعتها حسيت انه بيحبنا فعلا اترجانى م اعملش ده وبعدها اتغير تماما .. استغربت بصراحه بس كويس علشان اخواتنا الباقيين احمد وعبد الرحمن وصفاء انا مكنتش هتحمل ابقى بعيده عنهم وهو يعذبهم .. بس ارتحت الحمد لله
عبد الله : سبحان مغير الاحوال .. لحظه تغير انسان عمر بحاله وتتغير حياة اسره كامله ..
.......
فى المساء بعد رحيل عبد الله وزوجته .. و خرج طارق معهم عادت الى اوراقها
"الرساله الثانيه يا صغيرى ..
مازلت لا اعرف اذا كنت انثى ام ذكر .. ابوك يتمنى لو كنتِ انثى وانا اتمنى ان تكون ذكر ليست عنصريه ف اى طفل يحمل ارواحنا سيكون سيدا على عرش قلبينا لكنا نتمنى ..
اليوم يا صغيرى ضمت امك املها المفقود .. ضمته حتى ارتوت لا اعرف كيف يهدينا الله رزقنا بهذا التدبير اللطيف حتى يربت على قلوبنا دون بلطف يجعلها تنسى كل ما عانته هكذا فعل الله مع قلب امك .. اولا اهدانى اباك .. لا انكر انى وقعت فى حبه يوم عقد قراننا دون اى اجتهاد منه .، يوم اطلق الاسئله فى رأسى دون توقف عن هذا الشخص الذى اقوم الان بالتوقيع على عقد قرانى به وحتى لا اسمح لنفسى بالوقوع فى حبه هربت ،، الى مكانى الذى لا يعرفه احد او هكذا كنت اظن .. كنت اتمنى يا صغيرى قبل زواجى من ابيك ان يدخل حياتى شخص ما يعرف اين تخطو قدماى .، يعرف اين يذهب هذا القلب .، يكون لى ملجأ .. ويكون هو مكانى وامانى .. لكن كان الزمن طال بى ولم يأت احد وكنت منشغله ف انتظار املى المغترب .. الى ان اتى ذاك الطارق ليطرق ابواب قلبى بقوة فيجبرنى على ان افتحها .. لم افتحها .. حين القيت بالمحابس ف النيل توقعت ان يصرخ على ان ينهال على بالسباب وكنت اتأهب لان اصد ثورته دون ملل فقد مللت من هذه الحياه .. اخبرك سرا يا صغيرى .. انضممت الى فريق العاب القوه فى مدرستى وكنت اتدرب عليها ،، لانى لم اكن لأتحمل ان يمد احدهم يده على سوى والدى الذى مهما حدث ما كنت استطيع صده .. لكن لم يفعل طارق لم يرفع يده انما استقبلنى بهدوء عجيب ولم يتحدث معى سوى بما يرضينى .. ظننت بادئ الامر انه يتصنع حتى يوقعنى فى شباكه بعدها يفعل ما يفعل والدى لأمى .. ذهبت معه الى منزل والدى احضر بعض الاشياء لاخوتى ثم ما ان وصلنا للمنزل حتى خرج ابى ليبعثر كرامتى اراد ان يصفعنى وجهزت نفسى لأستقبال صفعته بهدوء اغمضت عيناى ولكن .. لم تصل يده الى وجهى وحينها سقطت فى شباك طارق بلا رجعه .. لكنى كنت اقاوم حتى لا اخذل مجددا ،، بقى فى قلبى له انه تزوجنى رغما عنى دون اعتبار لمشاعرى ولقرارى .. حزنت يا صغيرى .. تجبرنا الطرقات ان نمضى حزانى وان نخشى كل من مد الينا يد العون .، هكذا دب الخوف اركانى من ابيك يا حبيبى .. اشعل حرب بداخلى .، الجانب الاكبر منى يستغيث به والجانب الاخر يدب فى الخوف منه .، حاولت الابتعاد عنه بقدر ما يقترب ولكن دون جدوى الى ان جاء ذاك اليوم الذى قررت ان افتح له قلبى .، عرفت كيف تحمل هذا النبيل .. كيف توقف عند باب قلبى يطرق بلطف حتى جعلنى اشعر بشوق كبير له حين انعزلت اسبوع كامل فى غرفتى بعد زفافنا .. خرجت اليه وهو يحكى سر ذاك الاجبار .. لم يعد لقلبى اى سبب ليبتعد .. اقترب منى ليضمنى .. شعرت بكل امان الارض اتعرف يا صغيرى انا شعرت بشئ من امان فى منزله .. هكذا الحب الذى يبعثرنا دون ان نعرف لكنها بعثرة لطيفه .. تجعلنا نجمع شتاتنا بقوه بعدما اهلكتنا الوحده و وحشتها ..
قد حضر ابيك يا صغيرى نكمل غدا .، "
خرجت مسرعه تستقبل طارق عند باب المنزل .. تنظر له بحب كبير تعجب من نظرتها ف اقترب قائلا : ايه الرضا ده عليا
ابتسمت قائله : مفيش بس عايزه اقولك حاجه
نظر اليها باهتمام ف اجابت : انا بحبك
..........
الرساله الثالثه ..
علمت اليوم يا صغيرى انك ذكر .. كم دبت السعاده اركانى .. شعر والدك بالغيرة منك .. شعر ان اهتمامى بك اصبح اكثر منذ اليوم الاول الذى عرفت فيه .. يظن انى لن اهتم به اذا عرفت انك ذكر وسأوليك جل اهتمامى .، لكنى لن افعل ،، انا احبك لانك جزء منه لذا كيف ينقص اهتمامى به .، آآآه يا صغيرى .. رتبت اليوم ماذا سأكتب لك وعن ماذا سأحكى .، عن خالاتك سماح ومنى .. سماح تلك المسكينه التى يجبرها زوجها على ان تصمت امام كل ما ترى منه ،. لا ادرى لماذا اخذت طباع امى ف الصمت..الصمت يا ولدى .. ذاك لعنه عله شديدة الخطوره تصيب الانسان ف تجعله يتألم فى صمت لا يملك شئ .. كنت اشفق عليها كثيرا حين كان يضربها لكن ماذا تعنى تلك الصفعات امام رؤيتها له يتقرب من امرأه اخرى امام عينها .. واى امرأه اختها .، حين رأيت طارق يجلس الى فتاة اخرى يحادثها اشتعلت بداخلى نيران .. اتسائل اين تخبئ سماح تلك النيران .. والى متى ؟! .. وكيف سينتهى هذا الكابوس المسمى زوجها بكل ما يحمل لها تصغر عبد الله بعام واحد .. احبها بشده .. رغم كرهى لانصياعها لاوامر ابى .. ومن بعده اوامر ذاك الفاسد .. سماح لم تحب التعليم يوما ف كانت تكرهه لذا حين امرها والدى بالتخلى عنه تخلت دون مقاومه .. اليست هذه مصادفه عجيبه .. ان كل ما تحتاجه هى يقع فى طريق ارادة ابى فلا يتعارضان .. اقلنا تمرد..ا .، واكثرنا مكاسب للحياة قبل ان تتزوج .، اخاف عليها يا صغيرى .. اخاف بشده ولكنى ادعو الله لها .. لعل الله يستجيب وينجيها ..
اما عن منى ف هى منى القلب حقا .. احبها زوجها كثيرا وكانت تحبه دون معرفة ابى بالطبع .. تصغر سماح بعامين .. عارض ابى زواجها بشده .. وهددها بابشع انواع العقاب .. ف انتظرت وهى اقربنا من الله كانت تناجيه ليل نهار .. تمردها كان مع الله وحديثها وصمتها .. كانت تقول لى : يا حلم انتى الشراره اللى هتولع ف بيتنا نور يضوى كل حياتنا
كنت اعشق تشبيهاتها فرغم عدم اكمالها للتعليم الا انها كانت مثقفه بشده تنير دروبا بثقافتها .. بعد ان مضت ثلاثة اعوام وهى تناجى الله سرا وافق ابى على سمير .. خضوعا ل الحاحه الذى لا يتوقف ولمركزه المالى هو وعائلته ،، تزوجها سمير ثم اخذها بعيدا عن هذا العالم .. كان عبد الله هو الامل .. و سماح الصبر .. و منى هى المنى ان نبلغ السر الذى بينها وبين الله ف لم يرفع ابى يده عليها قط .. انجبت عبد الله وهو امل صغير ك خاله .،
انا احب اخوتى بشده يا صغيرى .، حين يحدث خلل ما ف الحياة لابد وان يعوض بشكل اكبر .. وهكذا فعلنا او فعلت وحدى ارتبط ب اخوتى بشده كنت افكر فى كل واحد منهم .. والمفارقه العجيبه انه ف النهايه وحدى اشبه ابى من بينهم .. متمرد هو على كل اشكال الحياة .. وانا تمردت على كل ما يضرنى .. لا ينصاع ولا يكسره شئ يتقبل صفعاتها فى هدوء بعدها يحترق ليحرق كل ما حوله .. يشبهه قليلا عبد الله لكنى اشبهه بقوه فى هذه النقطه اما عن بقية اخوتى ف كان المسيطر الاكبر عليهم هى امى جيناتها التى تحمل صفات الهدوء والتقبل والانصياع والصمت تسربت الى اخوتى ..
اعرف يا صغيرى ان كلامى يكبرك ب أعوام لكن اثق انه سيأتى ذاك اليوم الذى تنسل فيه هذه الافكار الى رأسك ببساطه كأنها الابجديه التى تحفظها ..
لا تحسب يا صغيرى دنيانا هكذا سهله .. لكن لطف الله يمررها علينا حتى لا نجزع ونظل متمسكين بحباله .، ف انا لن اقبل يوما ان تتعرض لظلم احدهم او لبطش اولئك المتكبرين اشباه الرجال .. سأكون ملجأك يا صغيرى من اى عاصفة تعصف بك .. ولا تظن انى سأقيدك .. لا انا ملجأك وقتما تحتاج .. وظل وقتما تشتد حرارة الشمس عليك .. سأجعلك تتجرع التمرد وقسوة الحياة ثم تعود الى لأضمد ما فعلته بك الايام حتى تتعلم .. سأتركك حرا تناطح السحاب طيرا وحين يتصيدك احدهم سأتركك تفكر فى حيلة للهروب ومتى تيأس ستجدنى املا محلقا فوق رأسك يحط النجاة بين يديك
عليك ان تتعلم يا صغيرى كيف تكون الحياة 🌸 "
اغلقت مذكراتها ثم ذهبت الى المطبخ .. كانت سعيده للغايه اعدت الطعام ل طارق ثم جلست على الاريكه لتنتظره ..
شعرت ان هناك يد تسرى على جسدها وعلى شعرها و انتفضت وجدت انها غفت اثناء جلوسها نظرت حولها بترقب فلم تجد احد سوى طارق يفتح باب المنزل ركضت نحوه مسرعه وقد شحب لونها قالت : كان فى حد هنا
نظر اليها  قائلا : ازاى يعنى
قالت : انا كنت قاعده مستنياك غفيت .. حسيت فى ايد ماشيه ع شعرى قمت منفوضه بس مكانش فى حد
كانت عيناها ذابله تحمل خوف ف قال طارق : متختفيش ي حبيبتى ..
ضمها اليه حتى عاد اليها امانها قال : ده اكيد حلم
نظرت اليه قائله : هجيبلك الاكل
ظل معها مرافقا لها ولم يتركها حتى ليبدل ملابسه وضع معها الطعام ثم جلسا سويا تناول طعامه قال : احمد سافر النهارده .. راح اسكندريه .. ابن المحظوظه
ابتسمت فدائما ما تحب ذاك الرابط الخفى بينه وبين احمد هل يراه ك اخيه الراحل ام ماذا قالت : شكلك حنيت لشهر العسل اللى محضرناهوش
ضحك قائلا : والله كنت مجهز سفريه خياليه بس نقول ايه .. نص قلبى التانى مكانش لسه التحم ف الاول
ابتسمت محاوله ان تبدى انها بخير قالت : بتقول شعر ي اخواتى امسك بيدها قبلها ثم قال : احمد يرجع بس وهقعد معاكى مش هسيبك لحظه
ضغطت على يده قائله : ان شاء الله
هربت بعيناها منه حتى لا يكشفها ولا يكشف مدى الخوف الذى تخبئه ..
: ف الليل لم تنم بينما نام طارق من تعب العمل .. كانت قلقه ايقظته قائله بحزن وقلق : طارق انا مش قادره انام .. انا خايفه اوى
التفت اليها قائلا : خايفه من ايه بس ي حبيبتى تعالى
ضمها حتى استعادت امانها ونامت ونام هو ايضا ف الصباح استيقظ ليجدها ما زالت بجواره عكس عادتها ف هى تستيقظ قبله وتذهب الى المطبخ لتعد الفطور .. قال مبتسما حتى يبثها الامان : صباح الخيرات .. وعيونك الحلوه
ابتسمت رغما عنها لا تود ان تخبره بخوفها قالت : صباحى انت
سألها : محضرتيش الفطار ؟!
قالت متصنعه : م انت كنت ماسك ايدى ي عم معرفتش اقوم
ابتسم متفهما قال : تعالى نعمله سوا
وافقت دون تفكير وذهبت معه دون اى حديث كانت تنظر اليه فى ترقب كأنما تستغيث الا يتركها وحدها .. قال : تحبى تنزلى معايا الشغل ؟!
نظرت اليه بشئ من الدهشه قالت : مش عارفه .. هينفع ؟!
ابتسم قائلا : هما يطولو المهندسه حلم صبرى  تزور مصنعنا !!
اقترب منها قليلا قال : واللا اقول حلم الراعى ؟!
الراعى كنية عائلة طارق
 ابتسمت بخجل قالت : اللى تشوفه ي طارق .. انا هروح البس
دخلت حلم غرفة النوم لتبدل ملابسها سمعت صوت شئ ينكسر ف الشرفه صرخت بقوه لا تعرف سر ذاك الخوف الساكن قلبها دخل طارق مسرعا قالت : فى حاجه خبطت ف البلكونه .. امسك يدها ودخل وجد الفازا مكسوره وهناك طائر وحجر قال : تلاقى عيل بيلعب نشان ايه مالك بس ليه خايفه كد ..
اغمضت عيناها وهى تلتقط انفاسها سارت نحوه بصمت واحتمت فيه من العالم قال : متخافيش ي حلم .. انا هنا معاكى
ضمها طارق بحنان ثم اغمض عيناه وفتحهم بغضب شديد حاول ان يتماسك حتى لا تخاف اكثر قال : كملى لبسك يالل ومتخافيش كد ظل مرافقا لها ولم يتركها حتى انا وهى تمسك بحجابها لتضعه اوقفها واقترب منها قائلا : هلفهالك انا لو معندكيش مانع
ابتسمت قائله : كمل الجمله
قال : ي مدام حلم الراعى
ابتسمت مجداا بخجل لكم تدرك انه من الجميل ان يتبع اسمها به وان تكتب عليه .. انها هى بكل الوان الجمال والبهجة فقط حين ينظر اليها لا تدرى لماذا قفذت الى رأسى فكره عن تلك الفتاة التى كانت تجلس معه قاطعها هو حين قال : كد لفينا الطرحه يالل بقى ننزل
امسك بيدها وخرجا من المنزل لم يتحدث احد طوال الطريق كان طارق مشغول تذكر يوم انقطاع الكهرباء فى منزل ابيه وعودتها فور وصوله حديث حلم عن احد يمس شعرها .. واليوم !! ماذا يحدث اهل هى اعراض الحمل ؟!
اما عن حلم كانت تفكر فى تلك الفتاة ستراها اليوم لا تعرف انها غير مرتاحه لهذه الفتاة على الاطلاق ف فى ذالك اليوم كانت نظرات الفتاة لطارق ليست على ما يجب ان تكون عليه فهمتها حلم كأنما تقول لطارق اذا اردت سأصبح بين يديك .. تنهدت حلم ف قال بتلقائيه : هتبدأى تغيرى من قبل م نوصل !!
نظرت اليه قائله : انا اغير ليه يعنى .. انا واثقه ان طارق الراعى مش هيعرف يشوف ف عيونه غير حلم .، لانه ميعرفش يشوف غيرها
نظر اليها وشرد ثم انتبه على صوتها وهى تقول بصراخ : حاسب ي طااااارق
توقفت السياره قبل اصطدامها باحد اعمدة الاناره اخذت حلم انفاسها التى انقطعت اثر ما حدث التفت اليها طارق قائلا : انتى كويسه ؟!
نظرت له قائله : اه كويسه .. حصلتلك حاجه ؟!
طارق : لاء
شغل سيارته مرة اخرى وانطلق بها قالت : طارق هى البنت دى شغاله معاك من امتى
ابتسم طارق قائلا : من اربع سنين
قالت : مممم بعد سنه من جوازنا يعنى !! ..، بقت عشره
كانت تضغط على حروفها وهو ينظر اليها من وقت الى اخر ويبتسم قالت : كفايه ي طارق م تبصليش .. البنت دى انا مش مرتاحالها
رد طارق ف هدوء : انا مشفتش منها حاجه  وحشه .. عارفك مش مرتاحه بس علشان الموقف اللى حصل وجمعك بيها مش كويس .. استهدى انتى بس بالله .. ومتقلقيش .. طارق الراعى مش هيعرف يشوف ف عيونه غير حلم وبس ..
صمتت حلم بعدم رضا لم يستطيع اقناعها ..
وصلا الى المصنع وترجلا من السياره الى الداخل شعرت حلم بدوار ف توقفت واستندت على احد الطاولات اسندها
طارق قائلا .. : ايه اللى حصل بس ي حبيبتى ..
تشبست به بقوه حتى اعادت اتزانها ابتعدت معتذره : معلش ي طارق الدوخه دى مش راضيه تسيبنى .. الواد ابنك طالعلك مش سايبنى ف حالى ..
ابتسم قائلا : اوعى تتعبى تانى ي حلم خليكى بخير دايما ..
نظرت له وابتسمت ادخلها الى مكتبه ثم خرج كانت تشعر بالملل الشديد مكتب طارق واسع الوانه هادئه .. سمعت صوت طارق يتحدث بغضب ف خرجت بمجرد ما رآها قال بعض الكلمات بهمس ثم اعاد الهاتف الى جيبه كانت رانيا تنظر اليه مندهشه لاول مره تراه غاضبا نظرت حلم اليها ثم قطعت الخطوات الفاصله بينها وبين طارق قالت : فى ايه ي طارق صوتك كان طالع
قال : مفيش ي حبيبتى دى مشكله متعلقه بالشغل وكد ..
قالت : ماشى
 اقتربت رانيا "السكرتيره " قالت : فى حاجه ي بشمهندس طارق .. اول مره اشوفك كد
قالتها بنبره لم يلاحظها طارق وانما لاحظت حلم قالتها باهتمام بالغ وعذوبه نظرت لها حلم ثم ادارت يدها حول ذراع طارق واقتربت من اذنه همست بشئ .. نظر لها طارق وابتسم قائلا : مفيش حاجه ي رانيا .. حلم عايزه تفطر .. روحى البوفيه ل مصطفى وقوليله يعمل فطار عجب ل حلم وخليه يجيبه
قالت رانيا : بس انا جهزتلك فطارك وجبتهولك بنفسى
نظرت لها حلم ببلاهه ثم عاودت النظر الى طارق الذى يكتم ضحكاته قبل ان ينفجر بها قال : مش عوايدك ي رانيا خير فى حاجه واللا ايه !؟
قالت رانيا بنفس نبرة الصوت الرقيقه : ابدا. ي بشمهندس بس الفتره الاخيره حسيتك هفتان كد
رفعت حلم حاجبها بتعجب قال طارق : انا مش بعرف آكل غير وحلم معايا ومش بطلع من البيت غير وانا واكل .. تسلمى
جذب حلم من ذراعها حتى لا تقتل رانيا .. كان توقيت رانيا مثاليا فى فعلتها .. ما ان دخل المكتب حتى علت ضحكاته اما عن حلم فقد كانت غاضبه .. قال : ايه بس .. بالله متزعليش ي حلمى .. اول مره تعمل كد وادينى رديتلها عقلها
قالت حلم ف غضب : دى بتكلمك انعم م انا بكلمك ي طارق
قال مداعبا : شوفى نفسك بقى
قالت بحده : انت بتقول ايه
قال بابتسامه جذابه : بقول انى بحبك .. بكل تفاصيلك .. ومفيش ست هشوفها ولا هسمعها .. مهما كان ي حلم ،، مهما كان
نظرت له وهدأت ثورتها .. طرقت رانيا الباب ثم دخلت بعدما سمعت الاذن دخل ورائها رجل ف الخمسينات من عمره .. يحمل صنيه عليها الطعام قال طارق : هعرفك بقى ي مصطفى .. مراتى حلم .. البشمهندسه حلم ..
وقف ذاك الرجل مبتسما ولكز طارق فى كتفه قائلا : ما شاء الله ميليقش بيك اقل من كد ي واد
ضحك طارق قائلا : والله ي مصطفى انا شايف كمان انها كتيييره جداا عليا ..
مصطفى : ربنا يسعدكم ي ابنى .. دلوقتى عرفت سبب الروقان اللى بتبقى فيه كل يوم الصبح
قام مصطفى وحلم وطارق بالجلوس حول الطاوله قال طارق : انت الوحيد اللى عارف ي مصطفى هى بالنسبالى ايه
ابتسم مصطفى ثم قال : اكيد ي طارووق .. .. ربنا يديمها ليك
رحل مصطفى قالت حلم : انت حكيتله عنى ي طارق ؟!
ابتسم طارق قائلا : مصطفى ده هو اللى ربانى .. كان المسؤول عن المطبخ ف بيت بابا لحد م ماتت ماما بعدها بابا خلاه يمسك البوفيه ف شركته لان ماما رقيه مكانتش عايزه شغالين ف البيت .. كان مصطفى بيجى يزورنى ويقعد معايا عارف عنى كل حاجه .. حتى انتى
نظرت له وابتسمت اكمل : وبعد م فتحت الشركه قلتله يجى ل هنا ف جه
امسك بيدها ظنا منه ان رانيا خرجت قبل يدها وقال : انتى مش بس حبيبتى ومراتى ي حلم .. انتى عايشه فيا وبتكبرى يوم بيوم وثانيه بثانيه ..
ابتسمت حلم بسعاده بينما تنحنحت رانيا رفع كلاهما نظره اليها قالت : انا اسفه بس حضرتك عايز حاجه منى تانى ي باشمهندس
قال طارق متعجبا من تواجدها : لاء ي رانيا متشكر  روحى شوفى شغلك
ابتسمت حلم قائله : شفت بقى جالك كلامى
قال طارق مهدئا اياها : خير ي حبيبتى ان شاء الله .. يالل افطرى بقى خلينى اشوف شغلى ..
حلم : افطر معايا طيب
ابتسم وهو يتناول معها الطعام اغمضت عيناها واراحت رأسها ع الاريكه قائله : طارق .. هو ممكن اقول حاجه ومتزعلش ؟!
طارق : قولى ي حبيبتى ..
حلم : انا خايفه ي طارق .. خايفه جداا
رفع رأسها من ع الاريكه وضمها : خايفه من ايه بس
قالت وسقطت ادمعها : خايفه من كل حاجه ي طارق .. بس الحاجه اللى مسببالى الرعب انك تسيبنى .، اوعى تسيبنى ي طارق .. و اوعى تحب حد غيرى
قال : هو فى حاجه حصلت ي حلم !!
حلم : مش عارفه .. بس انا مش عايزه نفترق وبس .. ممكن !!
طارق : حاضر ي حلمى .. اتطمنى كل حاجه هتبقى تمام
ابتسمت بارياحيه وقالت : روح بقى كمل شغلك .. وانا هستناك هنا
خرج طارق وجلست وحدها كان مكتب طارق محاط بالزجاج من الخارج ويطل على منظر جذاب انشغلت فيه حلم بينما هو يعمل انفتح الباب قالت بتلقائيه : جيت ي حبيبى
جائها صوت رجل به القليل من الالفه قال : جيت ي عيون حبيبك
التفتت له حلم لتقول بصدمه ومفاجأه : يوسف !!!! انت بتعمل ايه هنا
يوسف : اجمل حاجه فيكى ي حلم انك مش بتنسى .. وانك عارفه مين قدامك وبتقدريه كويس .. وحشتنى كلمة حبيبى منك جداا
قالت حلم بضيق : طارق لو شافك هنا هيقتلك
يوسف : ممكن يقتلنى لو شافنى وكمان لو شاف المحادثات اللى بينا
قالت حلم بأعين دامعه : انت مش حلفتلى انك مسحتهم
قال بتحد : انتى كسرتينى ي حلم .. وكان مصبرنى انك مش حامل قلت مسيرهم هتطلع بينهم مشكله وتسيبيه وترجعيلى .. لكن محصلش .. وانتى مسيبتيهوش ..
[3/17 5:44 م] Arwa Ba: حلم : احنا موضوعنا خلص من قبل طارق بكتيير  ي يوسف وانا اصلا نسيته .. ليه بعد ده كله راجع تعملى مشكله .. وليه دلوقتى .. علشان عارف انى مش هقدر اقف قدامك علشان اللى ف بطنى
يوسف بأعين دامعه : انا حبيتك ي حلم وانتى عارفه كد كويس وانتى كمان حبيتينى متنكريش ده .. انا قلت انك مش هتسمحى لطارق يلمسك وكنت متطمن لده لانك محملتيش .. كنت بكدب عينى لما بشوف انسجامك معاه .، ليه ي حلم سبتينى
.........
صرخت حلم بقوه عندما ايقظها طارق .. نظرت له بشئ من الدهشه عدم استيعاب كامل كانت جالسه على كرسيه ف غفت قال : انتى كويسه ى حبيبتى
ضمته حلم واختبأت به .. دون حديث .. باحت بما تحمل من خوف وهى صامته ف بثها كل الامان قالت : خلصت شغلك ؟؟
طارق : فى بريك دلوقتى علشان ميعاد الغدا .. تحبى ننزل نروح مطعم واللا نطلب الاكل هنا
قالت : اى حاجه المهم خليك جمبى
قال بحزن : انتى لسه خايفه ؟!
نظرت له قائله : ممكن تقعد ي طارق اقولك ع حاجه
[3/17 5:45 م] Arwa Ba: جلس الى جوارها ونظر اليها ب اهتمام ترددت كثيرا قبل ان تبوح ب أى شئ .. اوشكت ان تقول لكن طرق باب مكتب طارق بعنف خرج مسرعا حين سمع ان احد المكينات اصابت احد العمال اثناء عمله جلست هى تحمل اطنانا من الخوف اخرجت من حقيبتها ذاك الدفتر الذى اعتادت ان تكتب به كتبت
" اليوم يا صغيرى امك ليست مظلومه وليست مدعيه .. مثلت قبلك الى عدالة الله واظنه تقبلها وغفر لها ،. لا اعلم كيف ستكون عدالة البشر وانت اولهم .. انظر الى طارق وكلماته التى لا تنتهى من جمالها ومما تحمل بين طياتها واشعر بالحسرة .. انا المرأة الوحيده فى عالمه لكنه لم يكن الرجل الاول .. لكنى اقسم ان قلبى لم ينبض لرجل كما نبض له .، ذاك يوسف .، وبعدما تخرجت كان شابا لطيفا فى بادئ الامر ذهب الى مكتبى فى كلية العلوم اكثر من مره وكان يداعبنى بالكلمات .. كنت ادفعه بعيدا خشية ان يجرحنى او يأذينى او يفعل بى كما يفعل جدك لكن .. اوقعنى فى شباكه ما كنت اريد هذا لكنه كان زميلى قبل ان يحول الى جامعة ف الصعيد ،، تقرب منى وكان يبوح لى بمساوءه لا انكر انى اخبرته يوما انى اتمنى ان اعيش معه ما تبقى من حياتى .. وان كنت فى عامى الرابع والعشرين لكنى كنت مراهقه اتمنى ان يربت احدهم على كتفى رغم هذا لم ابح ليوسف ب اى شئ اكثر من تلك الامنيه .. وبعد القليل جدا من الوقت ادركت انه يتعرف على الفتيات خلسة حتى يوقعهن ف شباكه ثم يتركهن ويرحل .. قلت فى نفسى ذات يوم ربما كان هذا قبل ان يخبرنى بانه يحبنى .. لكن لم يكن عرفت بشكل ما انه كان يحادث ثلاثة فتيات معى وعرفت ايضا انه راهن احد اصدقاءه انه سيجعلنى بين يديه فى اقرب وقت ممكن ،، هناك يا صغيرى اشخاص لا يكتفون ب شق قلبك الى نصفين وانما يسعون لما اكثر من ذلك هو ان يجعلوا من جسدك وقلبك وكبرياءك خرب ك عقولهم وقلوبهم واجسادهم .، لا اخفى عليك سرا يا صغيرى فرغم سذاجتى الا انى كنت احمل شئ من الذكاء .. فى يوم ذهبت الى مكتبه لأول مره وهناك حصلت على هاتفه بينما كان منشغلا بالطبع هو وضع له رقم سرى لكنى كنت اعرفه .. قمت بازالة كل شئ على هاتفه يخصنى او لا واخبرته ان كل شئ انتهى .. كانت بيننا محادثات كان يشكى بها همه وكنت اواسيه شعرت انه نبيل .. ومرت ايام كثيره يا صغيرى اكثر مما تظن ف قد كانت شاقه على امك فقد احكم والدى قبضته علينا بعدما حصل احمد على شهادته الثانويه والى ان اقترب من انتهاء العام كنت قد نسيت امر يوسف تماما .. وجاء طارق بنور جميل ليمحى ظلمة كل ما تكون بداخلى ويربت على كتفى يوسف اقترب من قلبى اما طارق يا صغيرى فقد لامس قلبى ف محى اى شئ كان به ولامس روحى ليكون اول من سكنها .. ولامس اوجاعى ليكون اول من استمع الى ولامس جسدى ليكون اول ظل الجأ اليه لأحتمى به من شرور العالم .. اعلم انى اخطأت واعترف بهذا .، وربما اخطأت انى اخفيت على ابيك لكنى اخاف .. اخاف كثيرا .. ماذا اذا لم يسامحنى !! "
دخل طارق اغلقت الدفتر سريعا ثم التفتت اليه قائله : حصل ايه ؟!
قال برضا : الحمد لله جت سليمه ..
اغمضت عيناها تحمد الله جلس بالقرب منها يتمم بالحمد هو ايضا طرقت رانيا الباب ودخلت وبيدها علب طعام قالت موجهه حديثها لطارق : قرب وقت البريك يخلص ف قلت اطلبلكم الاكل ي باشمهندس حضرتك تعبت جدا النهارده
لم تتحدث حلم بينما شكرها طارق دون اطاله خرجت .. فتح طارق علبة الطعام ومررها لحلم التى امسكتها وتناولت فى هدوء اثار تعجب طارق لكنه لم يتحدث يعلم انه ثمة خطب ما ويترك لها مساحتها ف الاحتفاظ به حتى تستطيع البوح
انتهى اليوم الذى كان مشقا جداا على الجميع ما ان دلفت حلم الى غرفة نومها حتى بدلت ثيابها وراحت فى ثبات عميق نظر لها طارق وابتسم ونام هو ايضا كان مرهقا جداا
.......
 ف اليوم التالى كانت اجازة طارق استيقذت لتجده يجلس بجوارها على السرير  يلعب فى هاتفه .. جلست وقالت دون مقدمات : فين تلفونى
نظر لها طارق مبتسما وهو يغلق الهاتف ويقول : صباح النور ي حبيبتى التلفون جمبك ع الكوميودينو
نظرت اليه وامسكته ثم عادت بنظرها لطارق قالت : انت مروحتش الشغل ؟!
قال : النهارده اجازه
شردت وعادت بنظرها للهاتف وجدت المتصل  "يوسف " حست قلبها سيتوقف رن الهاتف مره اخرى فزعت ونظرت الى طارق الذى نظر اليها وقال : مين ي حلم ده عمال يرن من بدرى كسلت اقفله بصراحه
قالت بتوتر : د.. دى .. دى ..، اسماء
بدا على طارق القليل من الانزعاج الذى لم تلحظه هى وقفت وقالت : هشوفها عايزه ايه وانا بجهز الاكل
خرجت كأنما تهرب منه اغلقت الهاتف دون ان ترد وجلست على الارض اغمضت عيناها وظل يدور بعقلها كيف سيكون ردة فعل طارق اذا عرف .. شعرت مره اخرى بيد تسرى على جسدها رفعت عيناها
كان يجلس يفكر لماذا تخفى عليه ان المتصل هو يوسف .. ولماذا ذهبت للخارج لترد عليه ولماذا ارتبكت هكذا قاطع افكره المتدفقه صراخ حلم آتيا من الخارج .. خرج اليها مسرعه .. لمح طيف احدهم يركض فى حديقة المنزل ركض وراءه مسرعا لكن دون جدوى عاد الى حلم وجدها خائفه بشده ضمها اليه مطمئنا اياها كانت ترتجف فقد جسدها ينتفض وقلبها يدق بقوه بينما كان طارق غاضبا بشده قال بغضب : اكيد ده صالح وحياة ربنا ل هوريه
قالت حلم بسرعه : لاء ي طارق ده مش صالح .. مش صالح
كانت تبكى كأنها ستنسى كيف يكون البكاء .. وكان صابرا .. كل ما يخشاه ان يفقد صبره .. لا يريد ان يضرها بأى شئ حتى بمجرد فكره فى رأسه قال بهدوء : مين ي حلم ريحينى ..
خبأت رأسها بين ضلوعه وهى تبكى ضمها اليه بقوه يحاول تهدئة غضبه قال : ارجوكى ي حلم قوليلى مين ..
قالت : مش هتسيبنى ي طارق
علا صوت بكائها وهى تستغيث به الا يتركها قائله : انا مش هقدر اعيش من غيرك ي طارق .. متسيبنيش ابدا وحياة ابننا ي طارق م تسيبنيش بعد اللى هحكيهولك
كانت تجلس على الارض حملها الى الفراش و غطاها وقال وهو يجلس فى مواجهتها : مش هسيبك ي حلم ابدا .. انتى عارفه كد اكتر منى
كاد ان ينفجر من غضبه ومن كل شئ وهى لم تقول كلمه واحده تهدئ ما احتملت به نفسه كانت تقص عليه الكلمه خلف الكلمه شعر لشئ من الوقت ان كرامته جرحت .. لا لانها احبت قلبه ف هو تأخر كثيرا عليها كما ان الحب الذى اهدته اياه كان اكبر من ان ينسى بسبب شئ مضى .. وليس لأنها خبأت عليه فكل شئ قبل زواجهما لا يهم لكن كونها لم تخبره انه هو من يضايقها هو من مس شعرها فى منزل ابيه .. و هو من ذهب الى المنزل لم تكن مجرد نائمه بل حدث بالفعل .. رجل غيره دخل منزله عنوه .. وهو يريد زوجته شعر بغضب كبير ذهب الى احد ارفف خزانته واخرج علبه تعرفها حلم جيدا تعرف انه يحمل بها سلاح وقفت مسرعه قائله : لاء .. لاء ي طارق ارجوك .. اهدى بس وكل حاجه هتتحل
قال بغضب : ابعدى من وشى ي حلم علشان مش عايز ااذيكى
قالت وهى تجهش بالبكاء : وانت كد مش تأذينى ..
دفعها بعيدا عنه ف اصطدمت بالخزانه وسقطت على الارض فاقده لوعيها لم ينتبه ف البدايه ف خرج حين وصل لباب المنزل ولم يأته صوتها شعر بالقلق عاد ليجدها ملقاه على الارض صرخ باسمها حملها البسها اسدال الصلاه وذهب لعند الطبيب .. وصف الطبيب العلاج لها محاليل ملحيه .. قال : انا قلت مفيش مجهود ومفيش حزن ومفيش عنف ف اى حركه او تصرف ايه اللى حصل
نظرت حلم لطارق وهى ممسكه بيده وسقطت ادمعها حاولت ان تسحب يدها من بين يديه ضغط عليها ونظر لها معتذرا .. ابعدت نظرها عنه خرج الطبيب وهى تنظر الى المحلول المعلق فى يدها وتسقط ادمعها مع قطرات المحلول .. قالت : سيب ايدى ي طارق .. روح كمل اللى كنت هتعمله وانا اسفه انى عطلتك .. روح .. روح ي طارق اقتله .. ويقبضو عليك واتحرم منك للابد .. واللا خليه يقتلك وتبقى خلصت بقى .. هو ده اللى انت عايزه ؟! .. وعدتنى مش هتاخد طريق يبعدك عنى .، ودلوقتى ايه .. هنت عليك خلاص !! .. هنت عليك علشان طلع ليا غلطه ف الماضى !!
وضع كفه على فمها قائلا : وابه يعنى لو كنتى بتحبى قبلى .. انا حسيت انى حبك الوحيد وده كفايه .، مش ده اللى دايقنى اصلا .. اللى دايقنى انه لمسك ..
قالت : خلاص مش هيجى تانى انا بوعدك بده
قال : هوقف حراسه ع البيت
ردت بتلقائيه : موافقه .. بس متزعلش منى ي طارق ولا تبعد عنى
طارق : مش زعلان ولا هقدر ابعد عنك
 ابتسمت .. طرق احدهم الباب اذن طارق باالدخول  بعدما مسح ادمعها دخل عبد الله بسرعه قائلا : ايه اللى حصل ي حلم انتى كويسه
ابتسمت حلم مطمئنه له قالت : مفيش ي حبيبى .. ابن اختك بيتدلع ..
التقط انفاسه قائلا : لما طارق قالى محستش غير وانا هنا خضتينى عليكى ي حلم
جلس الى جوارها بينما خرج طارق ابتعد عنها الى ان وصل الى مكان فارغ اخرج هاتفه وهاتف حلم .. اخذ رقم يوسف ثم قام بالاتصال رد يوسف قائلا : اتأخرت خمس سنين ي طارق
طارق : انت لو فكرت تدخل ببتى تانى همحيك من ع الارض ..
يوسف : اهدى بس شويه ي باشمهندس .. انت اللى اتعديت ع حاجه مش ملكك .. واخدت منى حاجتى
ضحك طارق قائلا : بس حلم ليها رأى تانى ي دكتور يوسف .. يعنى مثلا حلم قالتلى انى انا الراجل الوحيد اللى بتثق فيه .. وانه مفيش راجل ف الارض ليه سلطه عليها غيرى .. قالت انا ملكك ي طارق ملكك وبس .. تخيل معايا كد ي يوسف لما تبقى مراتى .. وع اسمى .. وملكتنى نفسها وروحها .. وادتنى قلبها .. تبقى ملكك انت !!
لم يجد يوسف اى رد قال : خلاص نقف قدام حلم وهى تقرر
طارق : انا لو شفتك مش هخليك تعرف نفسك ف المرايه تانى من اللى هعمله فيك .. ابعد عن حياتنا ي يوسف ..
لم يمهله وقت للاجابه اغلق الهاتف وعاد الى حلم وجدها انهت المحلول و وقفت بمساعدة عبد الله اسندها هو ايضا حتى خرجت وعاد بها الى المنزل اطمئن عليها عبد الله ورحل .. اقتربت حلم من طارق قائله : طارق
كانت جاده وكان يعرف عن اى شئ ستتحدث التفت اليها قائلا : عيون طارق
قالت : هو انا نزلت من نظرك ؟!
سقطت ادمعها اقترب منها قائلا : ليه ؟! ليه بتسألى كد ؟!
قالت : علشان .. علشان طلعت .. كنت بحب قبلك وكد
ابتسم قائلا : يوم م خرجتى من الاوضه بعد فرحنا وقلتيلى انك عايزه تتفرجى ع التلفزيون .، ولما جيت ماشى قولتيلى خليك .. الشوق اللى كان ف نبرة صوتك يومها .. وبعدها عيونك وهى بتسمعنى .. وبعدها لما ركنتى براسك ع رجليا وقولتيلى انك بتثقى فيا وطلبتى م اخذلكيش .. ده حصل معاه ؟!
قالت : انا مكنتش بثق فيه ي طارق .. ولا حتى عمرى قلت قدامه انى حزينه او متدايقه .. والله ي طارق م حبيت ف حياتى زى م حبيتك .، ولا وثقت ف راجل زى م وثقت فيك
قال مبتسما : بس بعد كد انا مش عايز حاجه انا عرفت انه هو اللى كان بيرن عليكى ع فكره بس محطتش ف دماغى .. اللى فات ننساه ي حلم كله .. ونبدأ مع بداية حياتنا .، المهم نحافظ على اللى جاى وانا واثق انك اطهر واجمل بنت
قبلت يده قائله : انت كل خير ف الدنيا دى ي طارق .. ي بختى بيك فعلا
ضمها اليه قائلا : ي بخت قلبى بحبك ي حلم .. ي اجمل حلم انا عايشه
اغمضت عيناها والتقطت انفاسها قال : روحى جهزيلى العشا بقى
نظرت اليه بغضب قالت : انا لسه جايه من المستشفى يبقى فى احساس شويه ايه هو انا مكنه !!
رفع حاجبه مستنكرا : بتردى ي حلم ما شاء الله
قالت بتمرد : وم اردش ليه بقى لسانى اتقطع .. هلاقيها منك والا من ابنك انا خلاص تعبت كد ..
تركته وجلست امام التلفاز اشعلته وجلست فى صمت
دخل المطبخ بهدوء ابتسمت وقالت : اعملى فشار ي حبيبى
قال بتلقائيه : حاضر ي حبيبتى
...............
مر قرابة الشهر كان يوم اجازة طارق كانت مستغرقه ف النوم استيقظت على صوت طرقات على الباب قالت بانزعاج : طارق قوم سكت اللى بيخبط ..
كان طارق قد استيقظ ايضا على صوت الباب لكن اوقفته جملتها ضحك قائلا : حاضر هسكته
خرج طارق ليفتح وجده احمد سلم عليه بترحاب شديد وادخله الصالون فتح الشباك قال احمد : حد ينام للعصر ي هندسه .. فاتك الجمعه كد !!
قال طارق مبتسما : صحتنى حلم نزلت صليت رجعت لقيتها نايمه نمت جمبها .، اختك نايمه ليها حوالى خمستاشر ساعه .، وخلتنى انام انا كمان زيها
ضحك احمد قائلا : احنا جينا امبارح من اسكندريه حنين راحت لأهلها وانا جيت ع هنا بعد م وصلتها
قال طارق : اخدت شهر ونص عسل طبعا مين قدك
غمز له طارق ف ضحك احمد قائلا : البركه فيك ي طارووق ربنا يخليك لينا
ضحك طارق قائلا : اجهز بقى ي خفيف علشان من بكرا هتستلم وانا هاخد اجازه
قال احمد بحزن مصطنع : ليه كد ي ابو احمد ده انا اخوك حتى
ضحك طارق قائلا : مين ابو احمد ده ..
احمد : انت .. م انت اكيد هتسمى ابنك احمد
طارق مداعبا : ي ساتر ليه كد
ضحكا سويا قال احمد : البنت اختى عامله ايه .. اوعى تكون زعلتها ي طارق
طارق : هى بتصحى من النوم ي ابنى اصلا
قالها بصوت مرتفع عندما سمع ضوت حركتها بالخارج وهى تنادى عليه بهمس حتى سمعت صوت احمد .. ركضت نحوه ضمته بشوق كبييير قائله : وحشتنى جداااا جدااا ي احمد ليه الغيبه دى
ابتسم احمد قائلا باحراج : مهو انتى عارفه بقى ي حلم .، انا استنيت قد ايه نجتمع
نظرت حلم لطارق قائله : ي عينى عليا ي ابنى اللا حتى م طلعنا قدام الباب سوا
ضحك طارق قائلا : انتى السبب ع فكره
قالت : ولو انت اللى عليك اللوم برضه
ضحك الثلاثه قال احمد : الحمد لله كد اتطمنت انى ماشى صح
قالت حلم : جبتلى سمك ي احمد ؟؟ نفسى اكله
نظر اليها طارق قائلا : نطلب يجيلنا ونتغدى سوى
وافق الجميع .. حضر الطعام
 جلس احمد وطارق يتبادلان الحديث حول العمل رن جرس الباب مره اخرى وكانت حلم تقوم بصنع الحلوى لتجد عبد الله يدخل عليها المطبخ وبيده حقائب ممتلأه عانقته بشده قائله : ايه المفجأه الحلوه دى بجد فرحت انكو انتو الاتنين هنا ..
قال عبد الله : وديت اسماء عند بيت باباها وكلمت احمد قالى انه هنا قلت اعدى عليكم انا كمان اقعد شويه
ابتسمت قائله : نورت ي حبيبى .. هحطلك تتغدى
قال : اتغديت والله انا والبنات قبل م نطلع من البيت
قالت : مروحتش ناحية بيت بابا .. ملهمش صوت كد ليهم مده وصفاء مش عارفه عملت ايه امتحاناتها قربت .. كانت عندى من يومين بس مطولتش
عبد الله : امورها ماشيه تمام وعبد الرحمن كمان كويس وبابا وماما كنت عندهم الصبح النهارده قبل الجمعه كان فى حاجه بخصوص الشغل وكد خلصتها مع بابا بيسلم عليكى جدا
ابتسمت قائله : هبقى اروحلهم ان شاء الله
كانت السعادة تغلفهم لينضم اليهم بعد القليل من الوقت على زوج ثناء اخت طارق وحضرت معه ثناء لتؤنس حلم كانت اجواء عائليه جميله حملتهم بين طياتها الى ان تأخر الليل ف خرج الجميع كل الى مقصده
تقاسم احمد وطارق العمل مما سهل على طارق تواجده مع حلم اطول فتره حتى يبثها الامان والاستقرار اقتربت شهور حملها على الانتهاء واصبحت بطنها منتفخه وهى تبدو اسعد مع الايام رغم الاعياء الساكن ملامحها كانت الفتيات يتناوبون على الذهاب اليها ثناء واسماء وسماح وحنين كانت تخرج هى وطارق من وقت الى اخر .. وكانت تدون فى يومياتها عن كل شئ تحمله بين طيات قلبها اختلت بأوراقها وقلمها وكتبت " لا اعرف ما ذاك الشئ الذى سكن قلبى فجأه .. انه خوف يا صغيرى .، اليوم انا لا اخاف ان نفترق انا وابوك بل اخشى ان تفارقنى انت .. وانت داخلى انا حاميك انا ذاك الجندى المخلص .. اوفر لك منى ورغما عنى طعامك وشرابك .. انت متعجل للخروج منى .، اود دائما ان اجعل من هذا العالم مكان آمن لك .. احاول بكل طاقتى لذا اخاف يا صغيرى .. طارق يحلم بنا كل ليله اراه اسعد مما رأيته من قبل هو ايضا متعجل ليراك .. اما عنى ومع مرور الوقت اتعجل ويزداد قلبى اضطرابا .. يا قلب امك كيف ستخرج منها .. اهون عليك يا صغيرى تتركنى بمفردى بعدما سكنت هذه الأحشاء .. وملأت اى فراغ بالروح ..
اخبرك سرا يا صغيرى .. حين يتغير مسار المرء منا .. فى دورة حياة الطبيعيه يتضرر .. لذا لن اسمح لخوفى ان يجعلنى اقمعك خلف جدرانى .. سأهديك كل شئ حتى تسير بطبيعيه .،
يا صغيرى انت لا تهدأ منذ ثلاثة ايام وانا اقاوم كذلك الالم لكن لا محال .. دعنى اضمك لصدرى وبين يدى ولو لمرة واحده فى حياتى "
اغلقت حلم دفترها وخرجت تتسند على الجدار شعرت بسائل يبلل قدميها قالت بصوت مرتفع : الحقنى ي طارق
بعد نصف ساعه كانا ف المشفى هى تتألم وتصرخ وهو يدعو الله من اجلها .، ادخلوها غرفة العمليات اراد ان يكون معها لكن اوقفه والده قال طارق : ي حبيبتى تعبانه اوى ،، لو اعرف كد
قاطعه والده : كنت هتعمل ايه ،، ده اجمل الم ي ابنى والستات ربنا خلقها حموله علشان كد .. تفتكر اقوى راجل ف العالم يتحمل واحد على عشره من اللى مراتك فيه دلوقتى .. علشان كد قال الرسول عليهم قوارير وامرنا بالرفق بيهم صلى الله عليه وسلم ..
طارق : عليه الصلاة والسلام .. يااااارب هون عليها ي رب
اغمض طارق عينيه ثم فتحهم ليجد باب الغرفه يفتح وتخرج منها الممرضه تقول : اتفضل ي بشمهندس المدام عايزاك ..
دلف مسرعا ليجدها تحتضن الطفل وتشتم رائحته وعلى وجهها ابتسامة من نور اضاءت محياها اقترب منها قائلا : الحمد لله ع سلامتك ي حبيبتى ..
جلس الى جوارها واحتضنها بطفله .. اغمضت عينها وقالت : آآآآآه ي طارق
نظر اليها وجدها مبتسمه قال : ي نور طارق وكل حياته .. سلامة قلبك من اى الم
نظرت اليه بعينان تتلألآن بسعاده قالت : شايف ابننا ي طارق .. شايف حلو ازاى يا الله ..
طارق : مش شبهك ي حلم لازم يبقى اجمل حاجه ف الحياه
ابتسمت وظل الصمت مغلفهم بين طيات السعاده الناظر اليهم يظن انهم لم يلقوا اى هم فى حياتهم .. يعطينا الله حتى يرضينا فماذا نريد بعد !! ..
عادت حلم الى المنزل وذهب الجميع لزيارتها وليبارك لهما طفلهما الجديد وحياتهما المفعمه بكل شئ جميل .. لم يتركها طارق لحظه كان دائما الى جوارها وهى تنظر اليه والى طفلهما بين يديه وتبتسم برضا بالغ وتحمد الله ..
طارق ينظر اليها وهى مستغرقه ف الدعاء والى الطفل ثم يغمض عيناه متمما بالحمد
دقائق قليله ثم دخلت صفاء اختها الصغيره وهى تصيح : فين قلب خالته وش السعد عليها اخذته عنوة من طارق وهى تخبرهم انها حصلت على مجموع عال ف الثانويه واخبرتهم انها ستحقق حلمها وتلتحق بكلية الألسن .. طافت بالطفل .. كاد قلب حلم ان يسقط ارضا قالت : بالراحه ي صفاء
اوقفها طارق قائلا : متلعبيش ب ابنى
ضحكت صفاء قائله : كد يعنى .. شوف باباك ي سى عمر حرمنى منك
  ضحك طارق قائلا : يكبر شويه وخديه براحتك .. ده تعبنا فيه ده مش جاى وبس
ضحكت حلم قائله : وانت تعبت ف ايه ي حبيبى !!؟
نظر اليها مبتسما : بالنسبه للاكل اللى كنت بعمله .. اختك كانت بتنيمنى جعان ي صفاء شفتى
ضحكت صفاء وكانت لها ضحكه مميزه قالت : معلش ي ابيه خليها عليك انت الكبير برضه
ابتسما بينما دخل احمد ضرب صفاء على رأسها قائلا : مبروك ي سوسه .. فرحتك والله
قالت متصنعه : انت المفروض تفرح لنفسك ي بشمهندس انك بقيت اخو صفاء صبرى المترجمه الكبيره
ضحك قائلا : ممممم .. احنا اسفين لتواضعك ي سيادة المترجمه
ضحك الجميع بينما قال طارق : ممكن نطلع نكمل حكاوينا برا علشان البنت هتنام
نظر له احمد مبتسما قالت صفاء : ادينا اطردنا اهو .. بوظتو برستيجى
قالت حلم : هفوق ونتكلم ف الموضوع ده ..
تأكد طارق انهما ناما ثم خرج ل ثناء قال : ي ثناء هى مش هتاكل ؟!
ثناء : ب بردلها الشوربه اهو .. حنين فين ؟!
طارق : مش عارف .. انا طلعتهم برا وخليت حلم تنام .. تعبت خالص ي حبيبتى
نظرت له ثناء بحنان قالت : عدت ي حبيبى .. وهى نست تعبها ده كله اول م شالت عمر بين ايديها .. صدقنى ي طارق مفيش عند البنت شعور اجمل من انها تشيل قطعه من روحها بين ايديها .. انا يوم م شيلت اول طفل ليا بين ايديا مكنتش على الارض لدرجة انى مكنتش حاسه بتعب اصلا
ابتسم قائلا : اللهم لك الحمد ..
.....................
بعد الكثير الكثير من الاعوام حصدت حلم فيها العديد من المناصب الكبيره من حيث التفوق العلمى والدراسى وقامت بتربية طفلها على الوجه الاكمل اهدته حريته وعلمته كيف يعود اليها كلما تعثر .. كانت تمهد له الطرق وتتركه ليتعلم كيف يخطو خطواته الاولى بخطى وثبات فى كل وقت وبكل شئ .. لم تنجب غيره .. اما عن طارق فظل كما هو يحبها كلما ابتسمت له وكلما عاندته وكلما اختبأت به وكلما اغضبها منه .. دفعها للأمام الف خطوه وعاونها حتى تجاوزت كل العقبات فى حياتها وظل هو العقبه الوحيده التى علقت بها وتمنت الا تتجاوزها ابدا ..
كبر عمر بحب شديد للحياة وطرق كانت تحمل الكثير من العثرات كان يقترب منها دون ادراك ليجد والداه يعاوناه ان يعبرها حتى تعلم كيف يعبر العثره تلو الاخرى وحده كانت حلم كل حلمه وحبه الذى يحيا من اجله ..
احمد تشارك العمل مع طارق وطورا المصنع والشركه حد ان وصلا للعالميه انجبت حنين ثلاثة اطفال منهم فتاة تدعى حبيبه ف كيف للحنين ان لا ينجب كل الحب ..
تخرجت صفاء وتزوجت وعملت فى مجال الترجمه وكانت فى اجمل حالاتها كما هى دوما
صالح ابتعد تماما عن اى كريق يهدد حفاظه على امواله لذا انصلح حاله مع حلم وتحت تهديد صبرى لم يرفع يده على سماح كما كان ..

حصل عمر على مجموع منخفض جدا ف المرحله الثانويه مما اصابه بنوع من الصدمه وحزن كثيرا بعد تناول وجبة الغداء فى يوم اجازة والديه العاجزان امام حزنه دخل عمر الى غرفته وجد صندوق غريب علي فراشه اقترب منه فتحه ليجد بداخله صندوق يوميات كان يحمل اسم حلم .. وجد ورقه كتب بها " رفيق امه طوال الدرب .. ونور عينها الذى انطفئ بلا داع ف النجاح لا يتوقف عند مرحله يا صغيرى .. افتح عينيك وقلبك .. لأول مره ستتعلم ماذا تعنى قسوة الحياة على احدهم .. ستتعلم كيف تشعل داخل طيات الظلام الشموع لتنير دربك ولتنظر الى العالم بعين الامل لا اليأس .. اظنك اليوم يا صغيرى مؤهل تماما ان تتعرف على امك على سجيتها .. احبك يا صغيرى بقدر اتساع الكون ستظل الشئ الوحيد الذى افخر بأنى حققته .. حققت العديد من المراكز .. حصدت العديد العديد من الجوائز ولكنى اقف عندك وحدك لا يهمنى شئ بقدرك .. انت الاهم يا عمر رغم كل شئ ..كن بخير يا قلب امك حتى اكون بخير ..
سأتركك مع كلماتى التى كتبتها طوال الاعوام الماضيه علك ترى بداخلها ما يريح قلبك
احبك يا صغيرى
حلم 🌸 "
تمت بحمد الله

تعليقات

المشاركات الشائعة