ملاك ك انت "2"
احمد : معرفش ايه اللى حصل صحيت من النوم لقيت الوضع كد .. ومعرفش مين اللى عمل كد .. انا كفنتهم التلاته .. ي عمى ساره محتاجه تتنقل المستشفى ضرورى انا انقذت الوضع و وقفتلها النزيف وطلبت الاسعاف .. ربنا يعينكو
كان واقف عبد القادر وسعد وسامر مزهولين بقوه .. اللى سمعوه والدم اللى ف كل مكان واحمد اللى غايب عن الدنيا وساره اللى غايبه عن الوعى
كانت هند تعبت اول م سمعت الخبر ونقلوها المستشفى ومحمد ومحمود معاها .. كانت حالتها خطر جداا ..
"الموت يا عزيزتى قدر .. وحدث يسكر ك ابتسامتك الحانيه و وقعها على قلبى .. سامحينى واعذرى عجزى على البقاء .. لعل حبى يكن شفيعا "
عدى حوالى اسبوع .. وهند ماتت الحزن ع اللى عاشت سنين بتربيها .. اللى هربت بيها من العالم علشان يخطفها الموت .. حفيدتها اللى كبرت ف حضنها .. وبنتها التانيه اللى بين الحياه والموت .. الحزن كسر الكل .. بيقتل ؟!
ايوه الحزن بيقتل .. صعب تحمله .. احمد سكن اوضته ف بيت باباه مكانش بيخرج ولا بيكلم حد .. لا بياكل ولا بيشرب .. ريحتهم ف ايديه .. مش عايزها تروح .. بابه مقفول رفض كل المحاولات علشان يتكلمو معاه او يدخلو حتى .. وف يوم راح عبد القادر وسعد قال سامر :مرتاحابه .. مبيفتحش ولا حتى بيرد يبرد قلبى اللى انكوى عليه ..
عبد القادر بثبات : متقلقش الصدمه صعبه عليه برضه ده لسه شاب ،، وخسر حاجات كتير مره واحده .،
سامر : ربنا يسترها ي عبد القادر ..
عبد القادر : ممكن اجرب معاه انا ؟!
سامر : اكيد طبعا .. اتفضل
بص احمد ناحية مكتبه وابتسم .. كان فى مجموعة صور خباهم من الكل وجابهم شالهم فيه .، مشى عليه وفتح الدرج .، خرج الصور .. وكان الالم بلغ اقصاه ف قلبه .. قلب فيهم .. سلمى وساره و انس وملك .، وحتى احمد اللى اتدفن معاهم ومحبوس جوه غيبوبتها خبط باب اوضته قال من وسط دموعه : قلت مش عايز حد .. سيبونى ف حالى بقى
عبد القادر : ولو قلتلك علشان خاطره ي ابنى .، هترفضنى برضه
فتح احمد الباب دخل عبد القادر واتصدم لما شافه خس جدااا و ملامحه طاغى عليها الهم قعد عبد القادر ع الكرسى بتاع المكتب واحمد قعد ع كرسى الانتريه قصاده .. مسك عبد القادر الصور وقال وهو ببيقلب فيهم : تفتكر ده حل !؟
احمد : اللى هو ايه
عبد القادر : الهروب
احمد بتحد واضح وغضب : حضرتك شايف ايه الحل .. ها .، اخويا وبنتى و حبيبتى تحت التراب .، وساره حالتها الله اعلم بيها وانا المفروض اضحك مش كد .. ابتسم للحياه واقول هتحلو .، وانا وسط كل السواد ده المفروض ابقى عادى .. ده الحل مش كد ؟!
عبد القادر : مين اللى قال ان ده الحل .. ازعل واغضب كسر واتدايق واتنرفز .. لكن خلى العالم يشوف ده علشان تهزم كل ده جواك قبل م تهزمه برا .. ورغم كل ده متنساش ان فى ناس مسؤلين منك
احمد : اللى كانو مسؤلين منى ماتو
عبد القادر : غلطان ي ابنى .. امك وابوك .. وانا ي احمد اللى معنديش غيرك اشوفه فيك .. وساره .، نسيتها امانته اللى م ااتمنيش انا عليها وااتمنك انت .. ساره ف غيبوبه ي احمد .. محدش عارف هترجع تانى والا لاء .. وام سلمى ماتت .. ومحدش باقيلنا غيركو .. حقنا نتطمن عليكو ولو بالكدب
همس احمد : ساره
افتكر يوم م عرف انس لما وصاه عليها احمد قال : انت عارف ساره بالنسبالى ايه ..
قال بصوت عالى : عندك حق
حضنه عبد القادر بقوه كأنه قلبه كان واقف عن العمل ورجع
دخل سامر وسهيله متسنده عليه .. هى كمان الحزن كسرها على ابنها وحفيدتها وسلمى رغم انها مكانتش بتحبها .. اتخطف لونها اكتر بمجرد م شافته وكانت هتقع لولا سندها سامر قال سامر : سلامتك ي ابنى
باس احمد ايدهم وقال : متقلقوش انا بخير جه خارج من الاوضه قال سامر : رايح فين ؟!
احمد : رايح الشغل
سهيله : دلوقتى ي ابنى دى الساعه عشره بالليل
احمد : مش مهم المهم انى عايز اشتغل
كان واقف عبد الله بيتأمل ملامحها كأنها عدوته الاولى والاخيره من ورا القزاز .، ليه حاطينها ع الاجهزه حقها هى اللى تموت مش انس .. الغريب ان شكلها ملائكى فعلا زى م بيقول انس ، لكن ازاى عملت كد .. مش فاهم حاجه ف القى عليها نظره اخيره بغضب ومشى
دخل احمد المستشفى وصل لحد العنايه .، فتح الباب ودخل بهدوء .. قال : هنفذ الوعد ي انس .، هحافظلك عليها علشانك وبس
خبط الباب ودخل شاب عنده ف حدود تلاتين سنه .. اسمر ملامحه هاديه وبسيطه اسمه خالد قال : ازيك ي دكتور احمد .. مش فاكرنى انا خالد .. دكتور الامراض النفسيه .. ومتابع حالتها
وقف احمد : حالتها عامله ايه
خالد : ادينا بنحاول .. بس هى مش بتساعدنا .، حضرتك كمان تعبان مش كد ؟
احمد : مفيش داعى نتكلم عنى ي دكتور المهم ساره وبس ..
خالد : بس صدقنى شفا ساره من شفاك انت .. لولا كد مكنتش هتدخل
احمد : وانا دخلى ايه .. هى مش متمسكه بالحياه .. ورأيى سيبها .. خليها تروحلهم "شرد" كد هترتاح .. ي ريت اقدر كنت قتلتها انا كمان .. كدكد انا وهى ميتين
مسك خالد احمد من دراعه وخرج بيه برا قال : انا لازم اعرف اللى حصل ليلتها .. ساره مينفعش تموت ي احمد ولا انت كمان .. مدام هند ماتت من حسرتها عليهم تفتكر الدكتور سعد حالته هتعمل ايه وباباك ومامتك .. كفايه اللى حصل .. انا مش عارف اكلمك ك دكتور نفسى بحاول اكون صديق قول اللى فيك يمكن اعرف اساعدك
احمد : انا مبنامش وساره لو فاقت مش هتنام .. نفس الكابوس كل م عيونا تتقفل هنشوفه .. مش عارف الكابوس فين مننا
خالد : هكتبلك ع مهدئ تاخده لمدة شهر بس .. سامعنى شهر واحد بس .. بعدها توقفه وهتكون ارتحت
اخد الورقه من خالد ونزل ع الصيدليه اخد العلاج وطلب منوم كمان ورجع عند ساره قضى الليل ع كرسى جمب سريرها .. كم الفقد اللى خسروه هما الاتنين مستحيل حد يعرف يقدره حتى لو كان عارف انه هيفقد .. الوجع اشد .، راح عيادته قفل الباب ع نفسه واخد حبتين من المهدئ و حبة منوم وراح ع سرير الكشف ونام
صحى تانى يوم لقى سعد قاعد قدامه قام قال : خير ي عمى ساره فاقت
هداه سعد : اهدى انت بس هى لسه مفاقتش .. ي احمد انا عارف انى انانى .. بس بترجاك ي احمد زى م ساره هى الحاجه الوحيده اللى خرجتك من اوضتك انت الحاجه الوحيده اللى هتخرجها من عتمتها .. انا حاربت عمرى كله عشان م المحش الحزن ف عنيها .. بس ..
سكت سعد دموعهم هما الاتنين كانت بتحكى لوحدها .. خرج سعد وهو ساكت م استناش رد قعد احمد على الارض وضغط ب ايده ع راسه صراع وتزاحم افكار اصعب ما يكون ع شخص انه يتحملها .. نفس المشاهد ف زهنه سلمى .. ملك .. الدم .. الرصاصه ف جبين انس .. دمه ع الارض .. ساره .. وهى ضامه بطنها البيبى كان شبه اكتمل .. ايده وايدها اللى انتزعهم من بعض .. صرخ آه بكل قوته من كل اعماقه كان واقف سعد قدام الباب سامعه وقلبه بيتقطع هو كمان احمد ابنه مهما كان
راح بص ع ساره وراح فتح باب بيت انس ودخل .. ل اول مره من اسبوعين .. دفنوهم هناك .. راح ع قبر ملك و قعد عيط بصوت عالى بينده عليها بعد مده استجمع قواه وراح قعد بين قبر سلمى وقبر انس .. حط ايده ع قبر سلمى وقال : وحشتينى .. جداا .. لو كنتى هنا كنتى هتمنحينى القوه كأن كل اللى ف العالم فيكى .. ياااه ي سلمى .. الدنيا هنا مظلمه اوى
مسح دموعه وضرب التراب اللى ف الارض قال ل انس : ليه وصتنى .. ليه قلتلى احافظ عليها هنا .. ليه م امرتنيش اقتلها اريحها من كل اللى انا فيه ده .، طب انا هتحمل وهاجى ع نفسى عشانها وعشانكم .. وهى ي انس .. دى يوم م جالك البرد ماتت ف ما بالك .. ربنا يدينى القوه ي انس
بعد زمن طويل ميتحسبش وهو قاعد يبكى ويشكيلهم ويكلم ربنا .. قام طلع اوضة انس وساره .. اخد مشط ساره .. ودبلة انس كانت ف اوضتهم مكان م وقف النزيف ل ساره .. اخد السلسله والشال والكاميرا والبوم مليان صور ليهم ورجع ع بيتهم هما كمان عمل كد .. ورجع ع بيت باباه .. كلم عبد القادر ف التلفون: ازيك ي عمو
عبد القادر : صوتك رجع جزء من اللى مات ي احمد
م علقش احمد قال : فاطمه هنا ؟! او نضال
عبد القادر : نضال هنا .. لكن ليه ؟!
احمد : ساره .. عايز نجيبلها لبس جديد بيتهيقلى القديم مش هيسبب غير وجع ..
عبد القادر : خلاص عدى ع البيت خد نضال معاك .. واهو برضه تخرجها من اللى هى فيه
احمد : كان الله ف العون
عدى ع نضال اخدها ومشيو قالت نضال : عارف ي دكتور .. انس كان بيحبك جدااا .. بيقول دايما ان احمد هو الضلوع اللى بتحمينى
مسح احمد دموعه قبل م تنزل قال : آدى الضلوع اتكسرت الله يرحمه ي نضال
نضال : احمد .. ساره هتكون بخير مش كد
احمد : باذن الله ي نضال
كان تعبان مش قادر يتكلم حست بده نضال ف سكتت اشترو الحاجات ورجع احمد ع المستشفى فتح الدرج كان ف مكان جمب سريرها .. نقلوها ف اوضه اتعملت مخصوص عشانها .. رص ف الدرج السلسله والدبله والشال والمصحف بص لساره وقال : كد هترتاحى انا عارف .. جبته جمبك
رجع ع بيت باباه دخل اوضته وقفل الباب .. اخد المهدئ والمنوم .. وخرج دبلة سلمى من جيبه نزلت دموعه بقوه ضمها بكفه .. وقال : الحمد لله ان انا اللى ف العذاب ده مش انتى .. بس انا هعمل زى م قولتى انك هتعملى .. هرتاح ومش هكون متدايق بس انتى وحشانى ي سلمى
حس بان الدبله بتتسحب من ايديه قام مفزوع لقى مامته واقفه قالها : بتعملى ايه
قالت : بشيل اخر اثر ليها
بص ع ايدها لقى الصور اخدهم منها وقال بغضب : سيبينى ي ماما لو سمحتى ..
ادركت قدر اللى هى عملته ف خرجت بهدوء .. اخد نفسه وبص للدبله بتاعت سلمى وضمها جامد وباسها وقام دخل الحمام ظبط لبسه ورتب نفسه .. هو م غيرش حاجه ف نفسه بس اهتم اكتر .. حط برفان وخرج راح ع محل ورد اخد بذور من هناك ومشى راح عند سلمى دخل البيت بتاع انس زرع البذور حولين قبر سلمى وسقاهم .. ومشى رجع تانى ع المستشفى .. كان باين جداا ف ملامحه الحزن والتعب الارهاق
" حبيبتى .. كنت احزن ف اتعب ف انهك ف اذهب اليك واغمض عيناى على قدميك وانت تنثرين حنينك على كأنى طفلك التائه ف اعود بخير .. اين انت الان ؟! "
بص ع ساره على سريرها قال : هتطولى كد .. قومى ي ساره خلينا نقف ع رجلنا .. نتسند ع بعض م بقاش غيرنا منهم .. قومى ي ساره عشان تزرعى الورد حولين انس .. وسايبلك نص قبر ملك .. انتى شريكتى فيهم بالنص .. انا .. محتاج فعلا انك تقومى
عدى شهرين ونص وساره ف سريرها مش قابله ترجع للحياه ابدا واحمد متعذب اوقات بيرجع على اوضة ساره ينام ع كنبه جمبها واوقات يرجع
بيتهم
النهارده كان يوم شاق جداا ف الشغل رجع ع البيت كانت سهيله ف استقباله قالت .. : اخيرا جيت بيتك .، اخيرا رضيت عننا انا مش فاهمه انت قاعد جمبها تعمل ايه .، اخدنا ايه من قعدتنا جمبها هى وجوزها غير الموت والخراب ..
احمد وقف وبصلها بغضب قال : ارحمينى ي امى ارحمينى انا فيا اللى مكفينى .. ده ربنا بيرحم مش كد
همت عشان ترد وقفها سامر وهو بيقول بحزم وجديه : سهيله .. اطلعى اوضتك دلوقتى ي ام احمد ومتنزليش الا لما اقولك يالل
كان كلامه صارم نفزت بهدوء اخد سامر احمد من ايده وطلع بيه اوضته قعده ع السرير وضمه ليه قال : معلش ي ابنى هى امك ومش عايزه تشوف فيك شر مش قصدها تزعلك كد
قال احمد : هى ام وحضرتك اب مش كد
سامر : اه ي احمد
قال بحزن عميييق : طب وانا مش كنت اب .. وخسرت بنتى واللا انتو حقكو تحزنو عليا وانا م احزنش يعنى ع بنتى
ابتسم سامر بحنيه قال : حقك ي ابنى .. حقك ،،
احمد : انا تعبان وعايز انام
خرج سامر ونام احمد بعد م اخد حبتين من شريط المهدئات اللى بقى جزء اساسى منه
صحى الصبح قام بص ف المرايه ل اول مره لاحظ ان دقنه طول جداا جاب المكنه وحلقها .. وظبط شعره اخد دوش وطلع .. بص ف مراية التسريحه وسرح ،، افتكر سلمى وهى بتقوله : الحمد لله ع السلامه ي دكتور
كل مره كان ينشغل جامد ف الشغل ف ينسى روحه وبعدين يروق ف يحلقها .، اتنهد تنهيده جامده حط دبلتها ف جيبه وقال : كنت بنسى روحى ي سلمى بالشهر ومكنتش اقدر انساكى لحظه
راح ع بيت انس لقى كل زهورها اللى زرعها مفتحه اندهش وابتسم ل اول مره من يوم موتهم قعد جمبها وقال : الحمد لله ع سلامتك ي سلمى .. فرحت جدا لما لقيتهم فتحو .، دول بعدد الشهور اللى قضيناهم سوا .، م تخافيش كل م تنتهى صلاحيتهم هجددهم كفايه انى اشوفهم مزهرين كد عشان ترجع فيا الحياة .. ي سلمى انتى املى .. وملك كانت روحى وانس قلبى .. ازاى تموتو كد فجأه الامل اللى بينهى الحياه وبيوجع القلب .، ع العموم انا جيت علشان اعرفك انى بخير اهو
حط ايده ع قبر انس : هتفوق ي صاحبى هانت وهجيبهالك باذن الله ..
حس كأنه بيسمعه بيقول : المهم تكون بخير وبس .. جملته المشهوره اللى كان دايما يقولها .. راح ع المستشفى .، خطف كل الانظار من اول م دخل تجديد الحياه ف ملامحه القوه اللى سكنت ملامحه بشكل غريب راح عند سعد ف عيادته خبط ودخل بعد الاذن قال : صباح الخير .. ابتسم سعد لما شافه قال : ي صباح الفل رديت فيا روحى ي احمد اللهم لك الحمد تعالى ي ابنى
احمد : مفيش داعى ي عمى انا جيتلك بس علشان فى عمليه ل حاله غلبانه جداا فعلا كنت جاى اقول لحضرتك تهتمو بيها وانا هتكفل علاجها كله
ابتسم سعد واخد منه الملف قال : ههتم بيها بنفسى ي احمد
مشى احمد راح ع اوضة ساره دخل لقى خالد اللى قال اول م شاف احمد : الله اكبر انتو نويتو انتو الاتنين التغيير النهارده
بصلها احمد قال بلهفه : هى فاقت
خالد : حركت ايدها
احمد: خير باذن الله انا هروح عندى شغل وهاجى
وقفه خالد عند الباب وقال : انت وقفت المهدئ مش كد ؟!
احمد : وقفته بعد شهر بالظبط
خالد : ماشى
راح احمد شغله وكان مرهق شويه .. قناع القوه الزائف اللى كان لابسه النهارده وسط الدكاتره والممرضين كان مرهق .. قرر يكون قوى علشان يحمى الامانه علشام لازم يكون قوى انس كان دايما يقوله : انت قدها ي احمد ..
ايوه لازم يكون قدها اكتر من اى وقت افتكر سلمى وهى بتقول : متقلقش ي احمد ساره اقوى منى عشان كد هتقدر تتحمل .. معقوله !! كانت مدركه اللى هيحصل للدرجادى ويا ترى ساره فعلا قويه كد .. ي ترى هتتحمل ،، ي ترى هترجع زى م كانت !! قويه .. ياااارب
خلص يوم طويل ومتعب من الشغل .. دخل عند ساره فتح الباب وسحب كرسى قعد جمب سريرها قال :هتفضلى كد لحد امتى بقى .. تعبت ي ساره وانا لوحدى .. محدش فاهم ولا عارف ايه اللى حاصلى .. ساره .. انس مش مرتاح .. بيجيلى دايما ف المنام يسأل عنك .. قومى بقى .. عشان عمو سعد .. ياااه لو تعرفى تعبان ازاى .. انا على قد م انا نفسى تقومى ي ساره خايف من حالتك هتبقى ازاى لما تدركى اللى حصل
قعد ع الارض جمب السرير وعيط زى الاطفال .. كل الذكرايات المؤلمه .. سلمى ملك الدم انس ساره ايدهم المتشبكه اللى انتزعهم من بعض .. الرصاصه ف جبين انس .. ريحتهم
قام اتسند لحد م وصل للكنبه اخد المهدئ وراح ف النوم
نزلت ف بحر كبييير جداا عماله تنده محدش سامعها .. انس وسلمى وملك وطفل ملامحه جميله جداا استسلمو للمايه ونزلو هى عايزه تنزل معاهم .. حتى الغرق معاهم اهون من الحياه من غيرهم ... فى حبل مربوطه بيه من وسطها وطالع للسطح بتقاوم وبتحاول تفكه من ع وسطها .. ماده ايدها ل انس وعماله تصرخ للى فوق ميشدهاش .. انس مادد ايده ليها لكن مش طايلها .. تعبت من كتر المقاومه .. لا ماتت ولا طلعت ع السطح استسلمت للحبل اللى سحبها لفوق طلعت ع السطح اخدت نفس عمييق
فتحت عيونها ف مكان غريب .. بتفكر هو انس ليه مصحانيش لدلوقتى .. حست بتعب ف جسمها كله .. كانت بتحاول تتحرك قالت : ي انس .. انس .. حبيبى انا صحيت ..
التفتت على الاوضه لقتها مش ف بيتهم .. المكان حوليها كله ابيض قدرت بعد مده تحرك رقبتها لقت احمد جمبها على كنبه .. جمبه شرايط ادويه .. اخدت نفس كان صوتها مش طالع ملاحظتش ده وهى بتنده ع انس .. قالت : احمد ي احمد
احمد رغم التعب وكل اللى هو فيه الا انه مستنى يسمع صوتها فتح عيونه .. لقاها مفتحه مكانش مصدق قال : انا بحلم !!
قالت : انا ايه اللى جابنى هنا و .. فين .."بدأت تفتكر اللى حصل " .. اوعى تقول ان اللى حصل كان حقيقى ،، "دموعها نازله بغزاره خصوصا مع صمته ودموعه اللى اكدت " لاء ي احمد لاء .. هو نزل يجيب فطار بس انت عايز تخضنى عليه واكيد سلمى مش هتخلى ملك ف المستشفى ل تجيلها عدوه وال... " حطت ايدها ع بطنها " فين البيبى ... لاااااااااء
بدأت تصرخ بانهيار بتنده عليهم كلهم دخل خالد بسرعه احمد وقف ف جمب الاوضه وم اتكلمش .. دموعه نازله وبس حاولو يهدوها م عرفوش ادولها حقنه مهدءه سكنت ع السرير قال احمد مفزوع: هى رجعت تانى للغيبوبه ؟!
خالد : لاء .. احنا ادنالها مهدئ بس .. انت كويس ي احمد
بصله احمد وقال : كويس متقلقش ..
قعدت ساره تحت تأثير المهدئ مده طويله .. جه سعد ومحمود اخوها ومحمد وكانو قاعدين جمبها .. مترقبين دموعها نازله رغم عيونها المغمضين ..
احمد واقف فى جمب الاوضه ساكت خالص جوه الكابوس بتاع ليلة م ماتو .. كل دقيقتين يتنهد ويقول يارب ف سره .،
فتحت عيونها تانى وكانت لسه تحت تأثير المهدئ كانت نايمه ع رجل سعد بصتله ودموعها نازله .. قالت : خرجو روحى من مكانها ي بابا .. بعد م حسيت الامان لمره واحده ف حياتى من سنين .. م علمتنيش ليه اكره كل اللى حوليا علشان لما يموتو م اتدفنش قبلهم .. انت كنت عارف ان انس النور اللى ف حياتى .. وسلمى ف دمى .. ليه عملو فيا كد .. ليه نزعو روحى من جسمى وانا حيه
قالت بحنو : محمود
قرب منها ومسكت ايدها باسها. قال : ايوه ي ساره
قالت بانفعال كان بدأ مفعول المهدئ يتلاشى : شيلى الاجهزه عنى ي محمود مش قادره اعيش .. ارحمنى ارجوك ... م تسيبنيش هنا .. مش عايزه ي محمود وحياتى عندك تريحنى
مردش عليها .، فى كلام كتير مينفعش يترد عليه .. فى مواقف كتير بنكون عاجزين قدامها بتكون برا استيعابنا برا ردود افعالنا ،. زي م تفتح عيونك ف اوضه مليانه مايه فيها سلك عريان لو لمست اى حاجه هتتكهرب ولو اتحركت من مكانك هتتكهرب .، ف بتفضل واقف عاجز
صرخت فيهم تانى وبدأت بقوه غريبه تشيل الجهاز اللى كان متوصل بيها كسرته وشالت كانيوله من ايدها بعنف عورت نفسها جامد قالت : هاتولى انس مش عايزه اشوف حد ولا اكلم حد انا عايزاه هو بس ،، مش عايزه حد غيره .. هو م مشيش. .، ولو مشى سيبونى اروحله حرام عليكم ي انااااااس
دخل خالد والممرضات خرجوهم كلهم برا م عدا احمد قالت : انت اللى عملت فيا كد انت اللى مسبتنيش اروح معاه .. انا بكرهك .. فاهم يعنى ايه بكرهك .، انت اللى رجعتنى للحياه .،
اداها خالد مهدئ مفعوله اقل من الاول ف سكنت ع السرير لكنها واعيه بتتكلم بضعف ودموعها نازله : ليه ي احمد .. ليه انقذتنى حرام عليك .. انت انانى ي احمد خفت تفضل هنا وحدك .. طب انا ذنبى ايه تعمل فيا كد ذنبى ايه تعذبنى معاك ..
احمد قعد مكانه ع الارض وكان بيفنهق زى طفل صغير مامته بتعاقبه علشان غلط .. وساره بتفتح ف كل الجروح وب اكتر الالات حده بتعمقها اكتر
ساره موقفتش كلام وهو م وقفش عياط معاها لحد م راحت ف النوم بعد مده طويله .. قام بعد م اخد مده استجمع فيها نفسه ربطلها ايدها ف السرير بعيد عن بعض عشان م تكسرش الاجهزه اللى جابوها الممرضات قال وهى نايمه : انا اسف .. ان كنت لحظه فكرت ف نفسى انا اسف .، بس هو اللى وصانى .. قالى انه اى حاجه ف الدنيا تحصل بس المهم هى تبقى بخير ،، .. م قاليش اتصرف ازاى .، م قالش انه موتى وموتك هيكون بالصعوبه دى .. زى م حياتنا اصعب .. انا انقذتك بصعوبه فعلا .. كانت معجزه انى اوقفلك النزيف او اخرج البيبى .. كنتى ف الشهر السابع ي ساره يعتبر كان مكتمل ..
مسح ع وشه بألم وسحب كرسى قعد عليه كمل : كان جميل اوى كان عنده عيون انس ،، بتسألينى عرفت ازاى م هو كانت ملامحه باينه .. مش عارف ي ساره بس حسيت ده .. كان كله ملامحك .. مش عارف ليه اطفالنا بتاخد ملامحك بشكل كبير .، عشان انتى فعلا ملاك ف اقرب ليهم .، انا اسف ي ساره انا اسف ع كل حاجه .. اسف لانى ضعيف وعاجز .. لازم تكونى بخير انتى كمان
كانت دموعه مش بتقف مسحهم وخرج دبلة سلمى من جيبه ضمها وضغط ع قلبه بيها ،. كأنه اخد قوته منها اخد نفس خرجه بوجع كانت بدأت ساره تفتح عيونها قالت بعد دموع كتيير وصمت : خدنى ليهم ارجوك .، اول مره ف حياتى ابكيلك واترجاك ي احمد .. م تسيبنيش ف مكان هما مش فيه .. بص .. م تعملش حاجه فك ايديا بس وانا هعمل اللى انا عايزاه وانت كمان تعالى معايا
اخد نفسه بهدوء وضغط ع دبلة سلمى ف ايده فك ايدها وهو بيفكها قال : انا عايز اكون معاهم ف مش هرمى نفسى ف النار وهما ف الجنه انا هستنى لما اجلى ينتهى واروحلهم
بصتله بصدمه كأنها ادركت فعلا حقيقة اللى بيقوله لاء مش هتتحمل تبقى بعيده عنه قالت : بس الوجع !!
احمد : نتحمل .. اتحملنا قبل م يجو وهنتحمل وكلنا امل ف لقانا ف الاخر
ساره : مش هقدر مش هقدر
فرد ايده بالدبله بتاعت سلمى قال : دبلة انس ف رقبتك .. انا وعدت سلمى .. ومتأكد ان انس اخد منك وعد انك هتحافظى ع نفسك لحد م تروحيله لانه مستنيكى .. دلوقتى انتى لوحدك .، براحتك قررى اللى انتى عايزاه
قام خرج راح ع عيادته اخد مهدئ تلات حبات وكان قوى جداا اترمى ع سرير الكشف وراح ف النوم
قام من النوم ع صوت ظيطه برا .. حس بالقلق ع ساره .. راح جرى ع اوضتها .. لقى ممرضات كتير هناك .. ودكاتره داخله ..
دخل بصعوبه لقاها غرقانه ف دمها وساكنه ع السرير من غير نفس غمضلها الدكتور عيونها وسحب الملايه علشان يغطى وشها
قام احمد مفزوع من النوم .. لقى روحه ف مكانه ف عياته .. لقى المستشفى هاديه .. خرج جرى ع اوضة ساره .. فتحها من غير م يخبط لقاها قاعده وراكنه ضهرها ع السرير وخالد قاعد ماسك ورقه وقلم .. واضح انها كانت جلسه .. اخد نفسه وقال : انا اسف .. هاجى وقت تانى
خرج وهو بينهج كأنه ليه خمس ساعات بيجرى نظم نفسه وقعد ع كرسى الانتظار .. حمد ربنا كتير جداا .. مش مصدق انها بخير ..
بعد م خرج احمد من عندها دخلها خالد لقاها منهاره من العياط المرادى قدر يقنهعا تهدى احمد فكرها بان انس مش بيحب يشوف فيها شر .. ف خضعت بعد حوالى عشرين محاوله لخالد علشان تتكلم انها تبدأ اول جلسه للعلاج النفسى .. علاج من وجع مفيش ليه علاج بس عشان ترتاح من زنه .، كمان عارفه انه باباها مش هيسيبها الا لما تعمل كد ف بقت بترد ع اسئله بس .. طولت جداا معاه .. كلامها قليل جداا وهو بيتكلم كتير كلام معظمه هى مش سامعه منه حاجه اصلا لحد م دخل احمد عليهم كان طوق نجاه ليها ف بعد م خرج خرج خالد وراه علشان كان شكله تعبان وهى نامت ع السرير وقعدت تعيط بهدوء مفيش غير صوت انفاسها المتقطعه هى اللى خارجه منها
فتح عيونه بفزع لقى خالد قال خالد : انت كويس س احمد
احمد : اه كويس غفيت بس ،،
خالد ع العموم هى بقت كويسه الى حد ما .، تقدر تروح
خبط احمد ودخل لقاها نايمه راح ع الكنبه القريبه من سريرها ونام هو كمان
"كيف ل ادمعى ان لا تسقط على كتفك .. كيف ليد غير يدك ان تمسحهم ،، كيف سمحت بان تتركنى وحيده فى هذا العالم الذى لطالما ارهقنى واخذ منى .، وانتصر ف النهايه .، نجح فى ان يهشمنى يا حبيبى .، اين انت الان "
حس احمد ان فى حركه ف الاوضه توقع انها الممرضه .. لكن حس بانه فى حد بيغطيه فتح عيونه لقى عبد القادر .. ابتسم احمد ف ابتسم عبد القادر قال بهمس : حد ينام خمستاشر ساعه ؟!
استغرب احمد وقام قعد حس بصداع جامد سند دماغه قال : ياه .. نمت ده كله ! ساره فين
عبد القادر : هى كمان نامت كتير .. قامت من شويه ساعدتها اكلت ورجعت نامت تانى
احمد : بقت كويسه ؟!
عبد القادر : وهو انت بقيت كويس ؟!
بصله احمد قال : هنبقى كويسين .. يمكن مش دلوقتى بس ف يوم من الايام هنكون
عبد القادر : اكيد ي ابنى .. مش ربنا موجود
قام احمد جاب كوباية قهوه شربها وراح ع عيادته كان ميعاد شغله .. انشغل طول اليوم علشان يعوض الغياب اللى بيغيبه .. وعشان اخر الليل يقدر ينام كان من وقت للتانى بيروح لساره يتطمن عليها .. وع المغرب كان شبه خلص شغل من تمانيه الصبح شغال او يمكن الشغل خلص عليه .. خبط الباب ودخل خالد قال : ممكن ندردش شويه ؟!
سمحله احمد يدخل وقبل م يتكلمو دخلت عفاف اللى كانت شغاله مع انس بسرعه قالت : فى رجالة شرطه عند اوضة ساره .، والاستاذ عبد القادر مانعهم يدخلو لكنهم مصرين
قامو بسرعه وجم خارجين قاطعهم ظابط الشرطه داخل قال : على فين كد ي دكتور احمد .، ده حتى عيب وفى ضيوف جاينلك عيادتك يعنى
شاور احمد لخالد مشى راح لساره وقال احمد : انا مش فاهم فى ايه
الظابط : اكيد مهو المجرم لما بيتكشف مش بيبقى فاهم حاجه
دخل سعد حاول يفهم اى حاجه لكنه م عرفش .
اخدو احمد معاهم وخالد راح عند ساره وقال للظابط : انا الدكتور النفسى المعالج ل حالتها وبقول لحضرتك انها هتبقى ف خطر لو دخلتلها .. ممكن نفهم ايه تهمتها
الضابط : قتل جوزها
نزل الزهول عليهم كلهم كان عبد القادر وعفاف وخالد اللى قال : طب ادينى اسبوع واحد بس واحد بس وبعدين براحتك ممكن ؟!
ساب اتنين امناء شرطه واقفين ع بابها ومشى
..،.
"كان الطريق ممهد يا عزيزتى .. ظننت ان كل الخطر فى جدك الذى ارق استقرارنا .. ظننت ان كل العناء فى ذلك الخوف الذى دب قلبى لفراقك ولكن .. اظلمت هاهنا .، ولم يعد يوجد اى ضوء حتى لارى ما ان كان امامى ممهدا ام عثر ،، لم اعد اقوم بعد سقطاتى من الساعه الاولى لفراقك .. لكنى حقا اشتاق اليك "
كان قاعد ف مكتب رئيس المباحث اللى قال : اسمك وعنوانك
احمد : اسمى احمد سامر .. عنوانى ......
الظابط: ايه رأيك فيما هو منسوب اليك
احمد: ايه اللى منسوب الي
الظابط : اتفاقك انت والدكتوره ساره على قتل مراتك وجوزها وبنتك
احمد الزهول الجمه معرفش يرد ب ايه قال الظابط : م تفكرش ف حيله ي دكتور .. خلاص انت اتكشفت
احمد : اللى انت بتتكلم عنهم دول اخويا ومراتى وبنتى .. حضرتك مدرك اللى انت بتقوله
الظابط : واضح انك هتتعبنا .. يتم حبس المتهم اربع ايام على ذمة التحقيق .. ويراعى التجديد له ف الميعاد
........،.....
كان عبد القادر قدام اوضة ساره بيكلم سعاد : هى ف الاوضه دلوقتى عندها جلسه مع الدكتور ..
سعاد : طب واحمد ؟!
عبد القادر : اخدوه ي سعاد .. انا خايف عليهم جداا ،، مين اللى ممكن يعمل كد .. وبرن على ابنك علشان يجى يقف معايا مغلق
سعاد : عبد الله .. ااااه .. هو مفيش غيره عملها وجه ع هنا .. لاحظته بيتكلم عنها بسوء .،
عبد القادر : حيوان .. لما اشوفه بس .. ابعتيهولى من عندك .. وخلى مراته معاكى احسن مش عايز اشوفها
............
كان واقف عبد الله قالتله سعاد : انت اللى بلغت عنهم ؟!
عبد الله وقف بغضب وقال : ايوه انا ي ماما .. انا اللى باخد حقه اللى كلكم ساكتين عنه ..
ضربته سعاد بالقلم بصلها بزهول قالت : انت اللى قتلته بالحيا برفضك ليه وعندك معاه ،، انا ممكن اصدق انك تقتله وهى لاء ،، بتأذى الامانه اللى اخوك عاش يحميها .، ليه حق يخاف عليها منك ،، ليه حق يقول ابعدو عبد الله عنها .، منك لله .. منك لله .. آه يا انس آه ..
قرب منها وقال بخضوع : كفايه ي ماما .. كفايه .، مش قادر اتحمل
قالت : عليك غضب منى ومن ربنا لحد م تحل ده .. روح ل ابوك .. انا مش عايزه اشوف وشك غور ..
خرج من الباب وطلع قعد على السلم وعيط .. دخلت نضال وكانت طالعه لسعاد متعرفش ان عبد الله هنا لقته قاعد ع السلم كانت حالته وحشه جداا قعدت جمبه ف صمت ومتكلمتش قال : كل الوقت م يعدى بتمنى انه هو اللى عاش وانا اللى مت .. هو اهم حاجه محور الكون للكل .. حتى بالنسبالى .. انا محدش بيحبنى ولا حد حتى كان عايز يكلمنى .. هو نفس وروح الكل ،، ي ريت كنت انا اللى مت مش هو .. مش قادر اعيش .. لما كان هنا كنت فرحان اوى حتى لو مبينتش ده .، حتى لو بنتخانق حتى لو مش طايقنى .. كان باعد ساره عنى خايف عليها .. وخوفه طلع ف محله .. انا معنديش مسؤوليه .،
مكانش عارف مين اللى جمبه ومين اللى بيسمعه رفع عنيه لقى نضال ودموعها مغرقه وشها .، اتفاجئ ازاى اتحملته .. قام مشى .. رجع ع مصر .. كلم اصحابه اللى ساعدوه ع القضيه واللى محركينها وقالهم يوقفو كل حاجه .. نضال كانت منهاره من العياط ومن الحزن ع انس اللى راح وعبد الله حبيبها اللى بيتوجع وهى مش عارفه تقوله اى حاجه
كانو تلات ايام من اصعب ما تكون ع احمد .. مكانش بياخد المهدئ ومش بينام .. خايف ع ساره لما تسمع باللى حصل مش عارف يسيطر ع اى حاجه اعصابه تعبت جداا اتعود ع المهدئ كان قاعد ف زاويه مش بيتحرك .. اتفتح باب الحجز ودخل رئيس المباحث قال : دكتور احمد .. احنا اسفين جداا للى حصل ده سوء فهم نتمنى حضرتك تفهم اننا كنا بنقوم بواجبنا ..
خرج احمد من غير م يتكلم راح المستشفى ومكانش قادر يقف .. اخد شريط مهدئ اخد منه اعاد جزء من اتزانه وراح لخالد قال : ساره عرفت ؟!
خالد : بخير متقلقش انما ايه اللى حصلك
احمد بحزن : اتهمونى ف اعز ما املك .. انا مش فاهم خرجت ليه .. قالولى سوء فهم .. انا تعبان جدا ومحتاج ارتاح .. هروح البيت ..
خالد : لو هتقدر عدى عليها ده انت الحاجه الوحيده اللى بتسأل عليها
احمد : هحاول
.............
كانت موجوعه جدااا .. عبد القادر ليه تلات ايام من يوم م اختفى احمد وهو بيروحلها يقعد معاها ويساعدها تقف على رجلها .. قدرت بفضله تتحرك وتمشى .، بس ايه اللى خلى احمد يختفى ممكن تكون حصلتله حاجه ..
ضمت السلسله والدبله بقوه وقالت : وحشتونى اوووى نزلت دموعها بكثره ..
جالها صوت من وراها : يا الله لو حد قالى انى هفرح كد مكنتش هصدقه .. شوفتك واقفه كد اجمل من اجمل حاجه
اتلفتت ساره وابتسمت ابتسامه خفيفه ومسحت دموعها قالت : وانت غبت ورجعت تعبان ي احمد .. ليه كد كنت فين ؟!
احمد : كان عندى شغل بس مكانش ينفع ااخره وكنت بكلم عمو عبد القادر اتطمن عليكى منه كنتى بتبقى نايمه او هو مش هنا
ساره : مش بتعرف تكذب ي احمد بس هعتبر انه بتقول اللى حصل
احمد : اه عديها .. المهم انك وقفتى من تانى .. وبقيتى بخير
قالت بشرود : مش مهم اى حاجه المهم انك بخير وبس .. اعملى اللى انتى عايزاه بس خليكى بخير .. "نزلت دموعها " آآآآآآه .. آآه
اخدت نفس مليان بالوجع ومسحت دموعها قالت : خليتهم جابولك سرير هنا بدل م تنام ع الكنبه .،
ابتسم .. راحت قعدت ع السرير قالت : نام .. انت شكلك تعبان ي احمد ..
احمد : عايزه اروح البيت النهارده .. وهبقى اجى بكرا ان شاء الله
قالت : ماشى اللى يريحك بس خد السواق معاك
نزل احمد رجع ع البيت اخد دوش وارتاح ع السرير .. مسح ع وشه بكفيه واخد نفسه .. اخد مهدئ غمض عيونه وراااح
كان عبد القادر قاعد معاها ف المستشفى وهى نايمه .. كان بيقرى خبط الباب ودخل سعد اتطمن عليها ومشى كانت عنده عمليه ..
بعد سعد خبط الباب لكن محدش دخل .. قام عبد القادر لقاه عبد الله وعايز يدخل سحبه عبد القادر لبرا وقال : انت ايه اللى جابك هنا ؟!
عبد الله : هو انا ممنوع انى اشوفها كمان ؟!
عبد القادر : عايز تشوفها ليه .. ؟!
عبد الله : عشان انس ...
ضربه عبد القادر بالقلم وقال : انس !! انت تعرف انس .. واللا عملتله حساب .. انت عارف هى لو عرفت اللى انت عامله فيها هيحصلها ايه .. طب عارف انها رافضه تشوف اى حد غيرى انا وباباها والدكتور النفسى
قاطعه عبد الله : واحمد !! .. مش كد ي بابا .. انا مش فاهم ايه اللى بينهم عشان يبقى لازقلها كد ..
كظم عبد القادر غيظه وقال : ورحمة انس ي عبد الله لو م اتعدلت ل هكون عايد تربيتك .. راح اللى كان مانعنى عنك ،، واللى حلفنى م ازعلك وهو عايش .. ارجع .. ارجع ي تصلح مراتك ي تطلقها .. معادتش ينفع تعيش معانا بسمها .. كفايانا منها لحد كد
مشى عبد الله .. وعدت ايام ساره حابسه نفسها ف اوضة المستشفى .. واحمد بيروحلها من وقت للتانى يتطمن عليها .. كلامها قليل جداا وف يوم سألها خالد : ليه رافضه تخرجى ي ساره
حست ب برد سرى ف جسمها ف قالت : كل مكان من اول م اخرج من الاوضه دى فيه انس .. فيه ذكراه .. هو ساكن كل مكان .. الاوضه دى هى الحاجه الوحيده اللى مفيهاش لمسته .. ذكراياته ف كل مكان .. انا حتى مش عايزه اكلم حد .. كل م اسمع كلمه بترجعنى ليه بتوجع جداا .. انا مش عايزاه يخرج منى انا حبسته .. انا بس مش عايزه وانا قويه كد انهار
خالد : تمام .. بس ده مش حل
ساره : مش هخرج .. مش هواجه عالم هو مش فيه .. اتعودت لما اخاف استخبى ورا كتفه و .. ولما .. لما بتعب بسند راسى ع كتفه .. العالم الواسع ده كله من غيره بيخنقنى .. ديق جداا
خالد : عمر الحياه م وقفت عند حد مات
ساره : بس هو مش حد هو انا .. هو روحى .. ممكن الحياه تستمر بعد م مات .. جايز جدا م اموتش دلوقتى لان الحزن مش بيقتل ولو بيقتل مكنتش هفارقه .. بس مش قادره حاليا . ..
خالد : طب حتى الممرضه .. اخواتك .. نضال مش بنت عم انس ..
ساره : لاء .. مش عايزه اشوفهم .. ارجوك متضغطش عليا انا مش متحمله لو ينفع امنع اى حد من انه يزورنى ..
خالد : واحمد ؟! .. امنعه
ساره : مش عارفه .، احمد هو الوحيد اللى فاهمنى .. يمكن هو اشجع منى لانه واجه الحياه .. بيمنحنى شوية قوه وصبر انا محتاجالهم ،،
خالد : لسه مش ناويه تحكى اللى حصل يومها "يقصد يوم م ماتو "
وشها اتخطف وقالت : لاء .. لاء مش عايزه .، كفايه كد النهارده مش هتحمل اكتر
خرج خالد .. وقعدت هى ساكته ضامه ركبتها لصدرها وراكنا راسها عليها ودموعها نازله
" انا اقوى الناس بحبك .. بقلبك .. بطيفك .. وبك انت .. انا املك العالم مادمت هنا .. انا بخير الف مره طالما انت يا شفاء روحى قريب .. اما الان ف يفصل بيننا عالمين .. بفصل بيننا موت وحياة .. اذا ف انا ضعيف ..مدمى .. وحزين 💔 "
خلص احمد شغله واخد علبة هدايا كان جايبهالها وراحلها ،. خبط ودخل بعد حوالى دقيقه لقاها بتمسح دموعها قالت : جيت ؟!
احمد بابتسامه : لاء لسه مجتش .. جايبلك مفجأه
بصت بعدم اهتمام واتنهدت ابتسمت بتكلف اخدت منه العلبه .. فتحتها وابتسمت لمى لقت صورة انس على غلاف البوم صور قالت بسعاده : انس .. وحشتنى اووووى ..
رفعت الالبوم وضمته جااامد كانه رجع من الموت غمضت عيونها اتنفست وفتحت .. قالت وهى بتقلب ف الصور : شكرا بجد ي احمد .. انا مش عارفه اشكرك ازاى .. ع كل حاجه
احمد : تعالى نخرج من هنا ي ساره .. متخافيش انا .. احنا كلنا جمبك .. ادى للحياه فرصه
ساره : مش هقدر ي احمد لاء ..
وشها اتخطف سحب كرسى وقعد جمبها : ليه طيب ..
ساره : سلمى كانت بتتحامى فيك لو سبتها كانت هتبقى ف نفس حالتى .. محدش ف العالم كله يعرف يغنيها عنك .. صعب ي احمد .. العالم من غيره صعب .. لو حد زعلنى هعمل ايه .. هشتكى لمين .. مين اللى هيطمنى لو خفت .. مين ي احمد ..
وقفت كلام وخبت وشها معرفتش تكتم عياطها اكتر سكتها بهدوء قال : وانا كمان ..
سكتت وبصتله كمل : كنت بخاف اوى .. وكنت بروح اتخبى ف سلمى واشتكيلها .. وكانت بتعرف تطمنى ي ساره .. العالم من غيرها مخيف ي ساره .. مرعب وضلمه اوى ..
مسحت دموعها قالت : انا مش هقدر اواجه ي احمد حتى لو انت قدرت انا اضعف من كد
خرج دبلة سلمى من جيبه وقال وهو بيتأمل الدبله : عارفه سلمى قالتلى ايه لما قلتلها انس قلقان عليكى ل تتعبى ف الحمل .. قالت ساره اقوى منى ي احمد هتقدر تتحمل .. ابتسم بضحك وشال الدبله ف جيبه مد ايده ليها وقال : لحد اخر الطرقه اللى برا بس
بصتله وبصت ل ايده ميل راسه مشجع ليها مسكت ايده وقامت .. مشت لحد اخر الطرقه ومكانتش طويله عيون الدكاتره والممرضات كانت عليهم جالها اتنين دكاتره زمايل انس ف نفس تخصصه قال واحد منهم : البقاء لله ي دكتوره .. احنا فرحنا جداا اننا شفنا حضرتك بخير بجد .. الحمد لله
بصتلهم ساره بامتنان قالت : متشكره
مشيو جت عفاف مساعدة انس. ضمتها بقوه كبيييره وكانت حضنها دافى قالت : الحمد لله ع سلامتك
ساره : متشكره
وهما راجعين لفتهم صوت الممرضات اللى كانو واقفين قالو : هى مش حافظه غير متشكره
ردت واحده تانيه : بس اسكتى ل تسمعك .. الله يعينها ع مصيبتها .. الله يرحمه جوزها اذا كنت انا زعلت عليه ومكانش بيبصلى
حست ساره بالغيره حتى لو مش موجود مش من حق اى واحده تتكلم عليه مشيت لحد عندها وقالت : انا حافظه على فكره غير كلمة متشكره .. وفعلا ربنا يعينى لان اللى تخسر راجل زى انس حقها تدفن معاه مش بس تحزن عمر بس ارادة ربنا بقى
دخلت الاوضه وهى بتعيط قالت ل احمد : قلتلك مش هطلع
احمد : وانا قلتلك انك اقوى
ساره : كنت بتوجع ..
احمد : وخليتيهم يحسو بوجعك ويسكتو
ساره : دايقونى
احمد : نمو حبك ليه جواكى بالغيره
ساره : دول معندهمش دم .. هما مالهم بيه
ضحك احمد بصوت عالى وقال : سيدى ي سيدى .. اشتقت للمشهد ده .. ي بختك ي عم انس
ابتسمت .، عايزه اروح بيتنا
بصلها بزهول وقال : هتهربى منهم ؟!
ساره : لاء .. هكون اقوى .. انس ايام مشكلة جد سلمى قالى انى واجهت الموت .. و واجهت الصهاينه ،، سألنى هخاف اواجه العالم بعد كد ؟! .،، واديك قلت سلمى قالت انى قويه .. معقوله هخيب ظنهم
قال احمد : طب وهتزوريه امتى ؟!
بصتله وقالت : متسألش .. سيبها تيجى لوحدها .. فين اللى قلتلك عليه ..
احمد : اجليهم دلوقتى .. جهزى حاجتك وانا هروح ابلغ خالد
ساره : احمد مش عايزه اتعالج .. ممكن بلاش خالد
قاطعها خالد لما دخل وكان الباب مفتوح قال : ومتعرفيش انك مش هتخرجى من المستشفى غير باذن من خالد
بصت ساره ل احمد باحراج ولفتت وشها بعيد قالت : من حقى اختار العلاج واكون انا موافقه عليه
خالد : بس صحتك ،، والدعم يعنى
ساره : انا مش مجنونه
قال احمد : وهو الحب مش جنون ؟!
ساره : اتفقتو ؟! .. خلاص موافقه
خرجت ساره من المستشفى بتروح كل اسبوع لخالد ف جلسه مش بتخرج من اوضتها غير لعند خالد .. واحمد خفف زياراته ليها .. كل م يروح تطلب منه يجيبلها البدل بتاعت انس .. لو جابهم هتحصلها انتكاسه ... ده اللى قاله خالد علشان كد هو بيحاول يبعد عشان متسألهوش .. كان سعد وعبد القادر بيتطمنو عليها اول ب اول .. لحد م ف يوم بعد حوالى شهرين من فوقتها من الغيبوبه جالها تلفون مشئوم ل اول مره ترد وكان الخبر الاسوأ : الدكتور سعد عمل حادثه وف المستشفى حالته خطره
حاولت تستوعب الكلام .، نزلت جرى من البيت ركبت اول تاكسى وهى مش معاها فلوس وصلت المستشفى وقفها صاحب التاكسى لولا تدخل احمد ودفعله الفلوس كانت هى وصلت ل اوضت سعد ودخلت لقته متسطح ع السرير وكله جروح .، مسكت ايده باستها وقربت قالت : بابا ..
قال : بنتى الجميله ..
ساره : اوعى تسيبنى .، اوعى ي بابا مش هتحمل
سعد : عيلتك بتكبر هناك .. وبتزيد دفا .. ملك وحشتنى اوى ي ساره .. بعدت عنها كفايه ..
ساره : لاء .. انا لسه هنا .. كلكم بتروحى للى واحشينكم وسايبينى ليه هنا .. متسيبنيش ارجوك
قعدت ع الارض وراسها ف حضنه .. : انا اتهديت ي بابا .، مش هتحمل صدمه تانى
سعد : خليكى بخير .. وسيبى الحياه تمشى م تمسكيش فيها عشان تخلص بسرعه .. واتجوزى احمد .. ملكوش غير بعض .. و .. و .. اوعى تحزنى لان ملامحك الجميله ميلقش بيها الحزن ...
خفت ايده اللى كانت ضامه راسها .. قامت ساره بقت تهز فيه وتقوله لاء .. لاء مش دلوقتى لاء .. انا لسه محتاجالك حرام عليك تعمل فيا كد .، مش قادره ي بابا قوم
صرخت صرخه هزت ارجاء المستشفى .. دخل خالد واحمد وعبد القادر وعفاف لقوها نايمه جمبه وبتفنهق م العياط ومخبيه وشها فيه بعدوها عنه بالعافيه
كانت الايام اقسى ما تكون .،
"الجميع يصفنى بالجمال .. اهل اتظن انى جميله للحد الذى جعل الحزن يفتن بى ف سكننى الى الابد "
شهر بعد وفاة باباها وسافرو اخواتها هجره ل المانيا .، كانت القشه التى قسمت ظهر البعير .. سكن ملامحها العجز والهالات السوده .. جسمها الرفيع رفع اكتر .. ظهرت على ملامحها قوه .. كانت رغم كل حاجه منتظمه مع خالد .. م رجعتش الشغل لكن انتقلت للمعيشه ف بيت سامر علشان ميصحش تقعد لوحدها .. بعد حوالى تلات شهور جاتلها دعوه ل مؤتمر ف تركيا .، قررت انها هتروح قرار استغربه الكل لكن ادولها مساحتها ،،
خبط بابها قالت : ادخل
دخل احمد قال : جهزتى الشنطه ؟!
ساره : اه جهزتها .. وانا ثوانى وهجهز
احمد : هنزل الشنطه قدامك
بصتله ساره وابتسمت ابتسملها ونزل .. كان حاسس انها مش هترجع تانى .. عارف ان سهيله مش سايباها ف حالها وهى مش راضيه تتكلم ،، علشان كد هتهرب منهم كلهم .. وقفو ف المطار قصاد بعض عند النقطه اللى هيفترقو فيها .. قالت : مع السلامه ي دكتور ..
بصلها احمد وقال : هترجعى ؟!
ساره : مش عارفه لسه
احمد : هتاخدى بالك منك مش كد ..
ساره : اكيد .، وانت خد بالك من نفسك ومن شغلك
مشيت نده عليها قال : فى امانه ف جيب الشنطه ابقى شوفيها ..
ركبت ساره الطياره واتنقلت لتركيا .. وهى ف المطار كانت بتتكلم ف التلفون : وصلت ي دكتور خالد الحمد لله
خالد : وناويه ع ايه ..
ساره : مش عارفه .. انا عملت زى م اتفقت معايا ف ميعاد الجلسه ..
خالد : وصلتى الفندق ؟!
ساره : لاء بتمشى ف الشوارع هنا ..
خالد : هترجعى ؟!
ساره : مش عايزه .. تعبت هناك .. و طنط سهيله مش سايبانى ف حالى .. مش متحملاها
خالد : طب ليه مقولتيش ل احمد او لعمك
ساره : يعنى هى سايبه احمد ف حاله بجد مش عارفه ايه ده
خالد : اللى يريحك .. دلوقتى ي ساره اهم حاجه ترسى نفسك .. وتهدى خااالص .. وتعملى كل اللى تقدرى عليه لحد م تقومى ع رجلك ..، انتى اقوى بذكراهم ي ساره .. ف شنطتك هتلاقى الحاجه اللى انتى عايزاها .، استقبليها بهدوء وخليكى بخير .. هستنى تكلمينى تقوليلى عملتى ايه
قفلت ساره وراحت الاوتيل قفلت باب الاوضه وافتكرت يوم الفرح وهى بتقوله "فندق " .. ي برنسس .. آآآه يا انس .. سيبتنى للعالم الواسع الموحش ده ليه .. مكانش ليا غيرك .. وانت ي بابا افتكرت انس " الحمد لله انه موافقش ف كل مره " مسكت ايدها وضغطت عليها وشمت ريحت ايده في ايدها ..
افتكرت الامانه اللى اتكلمو عليها احمد وخالد .. فتحت الشنطه لقت الجاكت بتاع انس .. ريحة البرفان اللى كان حاطه لسه فيه خبت راسها ف الجاكت وغمضت عيونها ضمته بكل قوتها وقعدت مده طويله .. بعدين لبسته .. الجاكت بتاع يوم فرحهم وقبل .، غسلته بعد م رجعو من فلسطين وكوته و رشت عليه برفان وشالته ف صندوق ف الدولاب ف بيتهم .. كانت بتطلب من احمد دايما يجيبهولها بس كان بيرفض ..
شافت ظرف ف الشنطه لفتها جداا مسكته وقلبته ع وشه لقت صوره ليها مرسومه قالت : انس ..
عرفت انه من انس فتحته وقبل م تفتحه لبست الجاكت خرجت منه ورقه و CD ريحة برفان انس كانت قويه جدااا .. حست كأن روحها بتتردلها وبتتسحب منها ف نفس اللحظه اول مره من يوم م فارقته تشم ريحة برفانه .. اول مره تحس انه معاها بالقوه دى .، فتحت الرساله
ساره .. 💕🌸
ايتها الوطن الذى دب فى اركان روحى الحياة من بعد ما ظننتها ذبلت بلا عوده ..
اكتب كلماتى اليك ولا استطيع تمالك ادمعى .. اعتذر اليك حبيبتى اعتذر على كل شئ حدث وكل شئ سيحدث .. اعتذر انك فقدتنى .. اعتذر انى اكتب اليك نعيى .. اخبرنى احمد انه يخاف على زوجته الوحده اذا فقدته .. لم اكن اعرف ان الامر مؤلم الى هذا الحد يا حبيبتى .. لا اعرف ماذا على ان اقول .. لو كنت معك لكنت احتضنتك حتى تنسين الامك .، لو تعرفين ماذا اعانى انا خوفا عليك مما ستعانين .. ولكنك تعرفين وتؤمنين بما اخبرتك قبلا .. ان الله هو من يضع لنا الاقدار .. والله لا يقدر شرا ابدا ..
جميلتى ربما سيأتى يوما وتحمدين فيه الله انه توافانى .، اعلمى انى احبك .. احبك بقوة .. ان فارقكى جسدى يا ملاكى ف اعلمى ان روحى معك .. قلبى المناضل تركته ف قلبك .. ندوبى التى داواها وجودك .. وجروحى التى ازلتى اثارها بك .. اقل م اقدمه هو قوة قلبى امنحها لك .. كنت تعجبين من امر وطنى .، الست ك هو يا ملاكى .. تنعتينى بالملاك .. وانتى كل الملائكه .. عند الله يا رفيقتى كل الخير .. اودعتك لديه لذلك لا اقلق عليك .. ابتسمى يا انا ف انا لا استطيع ان اراكى تدمعين .. اوراقى التى بين يديك ليست شئ ف انت تحملينى بداخلك .. لا ارى اى شئ فى هذا العالم يحوينى بقدرك .. حتى الصور والملابس وكل شئ .. اخبرت امى ان تحضنك كثيرا فى اول مقابله لكم ف انا اشتاق اليها بشده .. واعلم انها تشتاق الى .. اتظنين ان الحب يبلغ من احدهم الجنون الى هذا الحد .. اتعرفين .. فكرت ان اقتلك يا ملاكى .. كى احميكى مما سيحدث .، انا لا اجيد اى شئ سوى حمايتك لكنى ارضى بما قسمه الله لنا بكل ما يحمل .. اذا احب الله عبدا ابتلاه .. وكيف الا يحب الله ملاك ك انت .. كيف لا يحب من ينشر رحمته على العالم .. كونى بخير من اجلى .، ومن اجلك .. كونى بخير و لتصرخى ف العالم متى اردت .. ابى يحبك اكثر منى ي ملاكى حين اخبرته بما سيحدث بكى من اجلك كثيرا .. وقال انت للموت يا صغيرى ولكنها للمعاناه .. لا تجعلى روحك الجميله يلوثها الحزن ف هو لا يليق ابدا بعينيك سوى و انا هنا ،، كنت اغار عليك من الحزن واخشى ان يزورك الدمع .. واكره العالم الف اذا قسى عليك .. صغيرتى .. اجل ف كنتى صغيرتى طوال الوقت .. اشتاق اليك بشده فلا تتمسكى ف الحياة بالحزن .. اتركيها تمضى سريعا وتعالى الى .. احبك
انس "
قربت ساره الورقه من قلبها اللى كان بينبض بسرعه "اديكى جمب قلبى اهو شوفي بقى قربك بيعمل فيه ايه " قالها وهما رايحين يوم الصباحيه ل احمد
قالت بصوت عالى اشبه بالصراخ : اديك جمب قلبى ي انس شايف الدنيا عملت فيه اييه .. شايف بعدك عمل فيا ايه ي انس .. انت فين انت سامعنى رد عليا ارجوك .،
قعدت ع الارض وهى بتتنفض جابت اللاب توب بتاعها وال CD فتحته لقت فيديو .. سحبت الجاكت بتاعه من ع السرير وضمته جااامد فتحت الفيديو ..
"انس قاعد ع السرير ف اوضة نومهم .. ومبتسم باصص لها بحنو كبيير .. قال اخيرا بعد نفس طالع بتنهيده : اخبارك ايه .. رغم انك ف البيت اللى جمبى الا انى كان المفروض ازور المستقبل علشان اقولك الكلام ده ،، عارف انك مش بخير .. للاسف .، عارف انه انتى مفتقدانى .. وانا كمان واثق ان روحى هتبقى مفتقده روحك جداا حتى لو كنت ف الجنه .. الجنه من غيرك متنفعش ي ساره .. المهم .. مش عايزك غير تكونى بخير .، اوعى حد يتجرأ يزعلك م تسمحيلهوش .. عارفه وانتى بتدافعى عنى قدام صفيه .. انا همشى يمكن من الدنيا بس انا جواكى ف قلبك لو حد جرحك هيوصلنى ف اوعى ي ساره تسمحى لحد يعمل كد ..
حبيبتى العنيده .، اللى بتعرف تهرب من كل حاجه .. وبتعرف تقف ف وش عدوها بقوه وشموخ .. هتكملى .. وهتتجاوزى .. وهتعيشى .. هتتجوزى وتخلفى ..
اول م قالت كد انتبهت لكلام سعد يوم م مات ازاى م افتكرتش الكلام ده قبل كد "اتجوزى احمد " .. ايه الجنان اللى بيقولوه ده .. انا مستحيل اقبل ب كد
انس ف الفيديو : عارفك بتقولى ايه الجنان اللى انا بقوله ده .. قلتلك ي حبيبتى انه مش هبطل احبك .. علشان كد لازم تتجوزى ي ساره وتخلفى عيال تلتهى فيهم لحد م تجيلى .. وبعدين مش شايفه انه طفلين بس قليلين علينا .. فاكره حلمنا ي ساره .. اللى قلتلك عليه اول يوم بدأنا فيه نجهز بيتنا .. انا مكنتش حابب اجيب اطفال بس بعد م قابلتك ورجعتيلى الامل ف الحياه بقيت عايز اجيب اطفال كتييير و واثق انك هتعرفى تكفيهم وتكونى ام مثاليه .، اطفال تعمر الكون ده .. تغير ي ساره ويكون ليها بصمه .، اطفال بنضالك ونضالى اللى م اكتملوش .. نبقى انا وانتى ف الجنه وهما يكونو حولينا .. بس كنت انانى نسيت ان احمد وسلمى لازم يكونو معانا علشان نكمل فعلا .. والاطفال هتكون اطفالنا كلنا .. انا بوصيكى تعملى ده ي ساره ...
اتفتح باب الاوضه بعد خبط كان صوته جاى ف الفيديو قال انس : تعالى بقى جه دورك وصيها عليه ..
اخد انس جمب ف السرير وقعدت جمبه سلمى .، قالت : هو السرير ده غريب ليه كد "ضحكت هى وانس " رجعت بصت للكاميرا وقالت : حبيبتى .، واختى .، ونص التانى .. وكل حياتى .. اعملى اللى انس قالك عليه .، انا متطمه عليه لانك معاه .، ومتطمنه عليكى لانه معاكى .. خدى بالك منه .، وهاتى ل اولادنا اخوات .. انا بحبك اوى ي ساره .. مستنياكى ✋ "
خلص الفيديو نامت ساره ع الارض وهى بتتنفض وبتعيط وحاضنه الجاكت قالت : خلصتو كلام ليه .، ليه خلصتو ..
قعدت مده كد واخده وضع الجنين حولين الجاكت ونايمه ع الارض بتعيط .،
سمعت صوت خبط ع الباب خبطه منغمه هى حافظاها قامت جرى فتحت الباب ولقته قدامها .. وقفت بزهول قالت : انس !! ازاى ..
كان ساكت دخل وقفل الباب حضنها جااامد كأنه بيهون عليها كل اللى بيحصل .. كانت ماسكه فيه خايفه ل يمشى تانى .، حتى لو مفيش شئ منطقى يقول انه هنا دلوقتى ف كفايه انه هنا
قعدها ع كنبه وقعد جمبها قالت : ازاى ..
انس : وحشتينى
ساره : هتاخدنى معاك ؟!
انس : لسه شويه ي انا .، لسه شويه ،، اوعدينى ي ساره انك هتكونى بخير
ساره : م انت هتمشى .. ازاى اكون بخير
انس : لازم تكونى بخير لانك مش جمبى .. ارجعى مصر .. و روحى لبابا .، وكفايه عياط ارجوكى
ركنت براسها ع كتفه ف ضمها كأنه بيودعها ..
فتحت عيونها لقت نفسها ع الارض وضامه الجاكت غفيت راحت ع السرير واتغطت ونامت وهى بتعيط ..
صحى احمد من النوم وكان تعبان جداا .. ازاى سابها تقرى اللى سابه انس وهى بعيد .. ايه اللى هيحصل لو جرالها حاجه او عملت ف نفسها حاجه .. خالد قال لو شافت حاجه من لبسه ممكن تنهار تانى طب ازاى حطيتلها الجاكت بتاعه .. طب لو قرت وبقت كويسه .. ازاى هتتقبل اللى فيه .. ازاى هتقبل اننا نكون سوا .. اذا انا اخدت مده طويله ع م اتقبلت ده .. ورغبتى ف حمايتها كانت الدافع .. طب هى هتوافق ليه ..
مسح ع وشه بغضب كان عايز يأجز من الشغل بس م عرفش .. كان عنده كذا حالة ولاده و كشفات كتير .. ف اضطر ينزل
ساره اول م قامت اخدت دوش وخرجت اخدت شنطتها ونزلت ملت استمارة الخروج من الاوتيل وقدمت اعتذار رسمى عن المؤتمر وجت خارجه وقفها حد نده عليها التفتت واتفجأت قالت : ادهم !!!!
ادهم اللى كان معاها ف الكليه قال : ازيك ي ساره عامله ايه ؟!
ساره : بخير ي دكتور ..
وقفو ساكتين شويه .. قالت ساره بتحفظ وكان واضح انها مش متحمله كلام لكنه كان مصر : انا عندى طياره مش عايزه اتأخر
رد ب اصرار : طيارتك كمان تلات ساعات .. ومن هنا للمطار ساعه مش هعطلك صدقينى .. فنجان قهوه بس ..
راحت ساره معاه علشان تخلص منه توقيته غلط تماما .. دخلو الكافيه راح سحبلها كرسى .، قعدت وهى بتحاول بكل الطرق تنهى اللى بيحصل قال : لابسه اسود ليه ..
قالت : بابا توفى من اربع شهور .. و .." سكتت شويه " جوزى مات من حوالى تمن شهور
ادهم : البقاء لله .. بصراحه انا كنت عارف بس استغربت بعد م شفتك علشان .. الدبله !!
بصت ساره ع الدبله ف ايدها وضمتها رجعت بذاكرتها ل انس وهو بيقول : اومال دى بتعمل ايه ف ايدى
دبلتك ي انس كانت ليها سلطتها ع قلبى ومازالت
رجعت تانى ل ادهم قالت : الدبله دى هتتخلع يوم م اموت
ابتسم بمرار قال : م اتغيرتيش ي ساره
قالت بضيق : م اعتقدش انك جبتنى هنا علشان نناقش اذا اتغيرت او لاء
قال : ليه مش هتكملى المؤتمر ..
ساره : مش مضطره اقدم اسباب
ادهم : طيب بصى ي ساره .. انا متفهم جداا اللى مريتى بيه .. ومتفهم ل مدى حبك لجوزك .، عارف انه كان جزء كبير من حياتك .. وانه مش هتقدرى تنسيه .. بس هو معادش هنا .. الحياه دى ي ساره اصعب ما تكون لما تبقى وحيد .. ادى لنفسك فرصه وادينى فرصه اثبتلك حبى .. مش بطلب منك تنسيه ابدا .. بس بطلب منك تقربينى ليكى .. انا لدلوقتى مفكرتش ارتبط ع امل انه نجتمع ..
.........................
خبط الباب عند عبد القادر ودخلت السكرتيره : فى واحده عايزه حضرتك ي فندم
عبد القادر : واخده ميعاد ؟!
سميه السكرتيره : لاء ي فندم بس هى قالت ...
قاطعها لما قال : جرى ايه ي سميه انتى اول مره تشتغلى معايا واللا ايه مش قلت اللى مش واخد ميعاد م يدخلش ...
قاطعه دخول ساره : انا اسفه ي عمو بس معنديش وقت اخد ميعاد
قام من ع المكتب قال بلهفه : ساره ..
قام حضنها جاامد قال : اكتر من شهرين ي ساره .. وحشتينى اووى .. الغيلى كل المواعيد ي سميه ..
مسك ايد ساره وقال ب ابتسامه : قوليلى بقى .. بتحبى البيتزا مش كد ؟!
بصتله وابتسمت كمل : متستغربيش .. حكالى عنك كل حاجه .. واجبرنى بحكاياته وحبه انى احفظهم .. يالل ناكل
نزلو وهى ساكته خالص قالت فجأه وهما ف العربيه : انا هقص شعرى ..
اندهش عبد القادر وابتسم : هتبقى اجمل
ساره : كلكو كنتو عارفين اللى هيحصل .. ليه مقولتوليش .. "نزلت دموعها " .. اكيد كلكو ودعتوه وانا م عرفتش .. ليه خبيتو عليا .. ليه عمل فيا كد مش فاهمه ..
وقف العربيه ومسك ايدها وقال : انا عمرى ف حياتى ي بنتى م شفته ف الحاله اللى كان فيها .. عمرى م حسيت فيه الحزن بالقدر ده انس خسر امه و وطنه واصحابه بالفراق ي ساره و محزنش .. كان مهزوز .. مكانش عارف يتكلم .. كان مشتت .. انا اول مره اشوفه تايه كد .. قالى انه فكر يقتلك قبله .. وقالى انه مقدرش وقال ربنا قدر الخير .. وهى هتكون بخير .. اقولك ع سر ي ساره .. كل م اشوفك بحس انه هو اللى قدامى .. اللخبطه اللى انتى فيها وانتى مش عارفه تقولى ايه .. وانتى مش عارفه تفتحى معايا الموضوع اللى رجعك من تركيا ..
دخلو المطعم قالت : كنت عارف انى هقراها هناك مش كد ؟!
عبد القادر وهو بيسحبلها الكرسى : اه كنت عارف انا اللى قلت ل احمد يعمل كد
قالت بتلقائيه : موجوعه اوى ي بابا ..
عبد القادر : ي حبيبة ابوكى .. حقك عليا انا .. عارف ان اسفى مش هيعملك حاجه بس ي ريت لو ف ايدى كان هما اللى يبقو وامشى انا ..
نزلت دموعها ومسكت ايده باستها : لاء ي بابا متقولش كد .. انا مش هقدر اتحمل فقدك مهما كان
ابتسم .. طلبلها بيتزا وقال : سعاد نفسها تشوفك جداا
ساره قالت بقوه : هروحلها .. وهعمل اللى يشفى غليلى
عبد القادر : واحمد ..؟!
ارتبكت ساره جداا هى من بدرى عايزه تفتح موضوعه بس مش عارفه قالت : انس اتجنن .. حتى بابا قالى كد يوم م مات .. هما مستوعبين اللى بيطلبوه منى
عبد القادر : تفتكرى ليه هما الاتنين فكرو ف نفس الحاجه رغم انهم م كانوش سوا .،
ساره : عشان ... مش عارفه بس بجد انا مش عارفه استوعب .. وانس قالى ان دى وصيته .. وبابا يعتبر كد وصانى مخلوش قدامى فرصه ارفض
عبد القادر : ادى لنفسك فرصه ي ساره .. ادى لروحك مساحه ي ساره تتنفسى .. اقولك ع سر انفصالى انا وسعاد ..
ساره : قول ي بابا
عبد القادر : انا كنت فقير جدا .. وبعدين حصل واتخرجت اتجوزتها وانا ف البدايه .. صعب جداا ف فلسطين انك تأسس شئ كانو جنود الاحتلال خانقينا .. وخلفت فاطمه وكانت اجمل حاجه ف حياتى .. قررت انه لاء مش هينفع استمر كد لازم اخرج لبرا واتنفس لازم اناضل علشان يكون ليا كيان .. اوعى تفتكرى ي بنتى انى منعت انس انه يناضل لانى مبحبش وطنى .. انا اديت الوطن كتير .. كنت بكبر برا بس كان ليا ايد هناك .. ده السر اللى حتى انس م عرفهوش .. انا كنت بمولهم بطريقه غير مباشره .. انا عندى نفوذ ي ساره م تتخيلهاش .. يمكن يبان انى ف حالى بس انا واصل لعمق اسرائيل وليا كلمه وكنت بوقف حاجات انها تحصل .. مكانش حد يعرف وكنت حريص ع ده بس الصهاينه بيعملولى حساب .. انا ماسك شغل ناس مهمه جداا هنا وف الاردن والسعوديه .. لو وقفت شغلى هتخرب بيوتهم .. المهم خرجت واول م نزلت نزلت ع مصر وغبت سنه عرفت احط قواعد شغلى هناك ورجعت ع الاردن اسست هناك شغر برضه ورجعت ع فلسطين كنت وقفت ع رجلى .. كانت واحشانى اوووى .. مصدقتشلما شفتها قد ايه كانت جميله
كنت مشتاقلها لدرجة انى نسيت الكون اول م شفتها .. اجتمعنا انا وهى .. وفاطمه ..وبدأت اجهز بدايه لشغلى ف فلسطين قعدت بدير التلات فروع من جوه فلسطين سنه كامله .. رزقنا ربنا بالتؤام عبد الله وانس .. كنت بغيب اسبوع وارجع اقعد شهر معاهم .. استمرينا كد لحد م دخل انس وعبد الله ساته ابتدائى .. ف البدايه كانت الدنيا كويسه لحد م راحت واحده لسعاد وبدأت تحكيلها حكايات عن رجاله بتخون ستاتها .. بعدين بدأت تقرب الامر واحده واحده .. لحد م قالتهالها صريحه : عبد القادر بيخونك ي سعاد .. مفيش راجل يتحمل غياب مراته عنه ده كله .. و قالتلها انى حكيت لجوزها اللى حصل وانى متجوز بس هى متعرفش تفاصيل رجعت بيتنا يومها .. وكنت تعبان جداا كان واضح انى تعبان .. كانت ازمه كبيره جداا ف الشغل كان كيان اكتر من اتناشر سنه بينهار .. دخلت البيت ليها علشان ارتاح زى كل مره .. علشان اتطمن عليها .. لقيتها قاسيه جدااا.. استغربت سألتها فى ايه .. مقابلتنيش ب اى حاجه رغم انها عارفه انا تعبان ازاى وعارفه انى مقدر تعبها ومش هنكره ابدا ف متصورتش انها تأذينى بالشكل ده لما وقفت وقالت : انت مش الراجل اللى اتمنيته ي عبد القادر .، انت طلعت اسوأ راجل على الارض .. انا امنتك ع نفسى وانت خنتنى
كنت واقف مزهول ازاى ايه اللى حصل ايه اللى بتقوله .. رفضت تتكلم .. و رفضت تسمعنى .. قالت انا عرفت انك خنتنى ومعنديش استعداد ل اكتر من كد .. بكفايانا كدب ع بعض .. كنت هتجنن حرفيا مش عارف ايه حصل .، مش عارف عملت ايه بتجلد ع حاجه مليش يد فيها .. سمعت اللى حصل مع انس وانه خرج ف عمليه سعاد كانت عارفه رغم ان انس ميعرفش انها على علم من الغضب جبت محمد ورفعت عليه المسدس كنت هقتله .. وقفت بينى وبينه سعاد وقالتلى ارجوك بلاش .. كله فاهم ان انس يشبهلها هى بس هو ف الاصل نسخه منى .. حتى النضال ي ساره .. عبد الله هو اللى شبهها .. هو مش وحش .. عاقبنا روحنا انا وهى .. ف بعدت .. و مطلقتهاش عشان ميفكرش راجل يقربلها .. هى عاندت ومرضتش تقول فى ايه .. وانا عاندت ورفضت اطلقها .. قعدت مده كل م اروح فلسطين اكلمها .. و احاول معاها .. طلبت من بابا الله يرحمه يكلمها بهدوء رفضت .. طلبت من باباها رفضت .. واخدت العيال .. لوجودها وكلامها سلطه كبيره ع قلبى ي ساره .. صوتها لوحده كان بيخلينى اوصل للجنه .. لحد م تعبت ي بنتى .. سعاد عنيده جداا وانا اخدت العيال ف عايز اربيهم كويس .. لحد م قلتيلى .. قلت يمكن يشع النور جوايا من تانى .. سنين الوحده والقسوه اللى عشتها اصعب ما يكون .. وخوفى عليها الشديد من اللى بتعيشه وهى وحدها ،، قلتلها هسيبلها حد من الولاد بس غضبها خلاها ترفض عنيده جداا .. بس عارفه لما جات فرصه اننا نرجع معرفتش افكر ف اى حاجه .. كأنى لسه عند اول يوم وانا داخل بيتنا ارتاح ..
لو كنت طلقتها واتجوزت رغم غيرتى عليها كان ارحم من انها تعانى اللى عانته وحدها .، وانا لو كنت اتجوزت مكنتش هنسى حبها بس كنت هرتاح شويه من اعباء كتير كنت شايلها .، علشان كد اتجوزى ي ساره
ساره : طب ليه احمد ؟!
عبد القادر : احمد الوحيد اللى عاش اللى انتى عشتيه .. مش هيطلب منك تنسى لانه ببساطه مش هينسى .. معاه مش هتتعذبى لان انس ف حياتك وهو عايزك تخرجيه .. لاء ده احمد يمكن هو اكتر واحد يساعدك ويكون حريص انه متنسيش انس
ساره : مش هعرف
عبد القادر : محدش هيجبرك ي ساره بس متنسيش دى وصية ميت ويريت انس بس ده سلمى وباباكى كمان .. ربنا يرحمهم .. بلغينى قرارك ..
قالت : عايزه اروح عند الكوافير بتاعتى ..
عبد القادر : انتى عندك كوافير ؟!
ساره : لاء .. بس هيبقى فى .. مش هقص شعرى ؟!
ابتسم عبد القادر واخدها وداها كوافير
...............
جه ميعاد الجلسه مع خالد وهى كانت واعداه انها هتكلمه ف الوقت ده تكون الجلسه ع التلفون لانها المفروض ف تركيا وهو فضى نفسه تماما علشان مكالمتها .، خبط الباب ودخلت .. لابسه فستان اسود تحت الركبه .. شعرها قصير كاريه .. لابسه حلق اسود .. جذمه سوده كعب .. بس كانت فاتنه مش بس جميله .. قام مبتسم سلم عليها قال : كان ميعادنا تلفون .. ايه اللى حصل حد دايقك .. قالت : لاء .. محدش دايقنى .. انا هنا من امبارح اعتذرت عن المؤتمر ..
خالد : ايه اللى حصل
ساره خرجت الظرف اللى فيه الورقه والCD حطتهم ع التربيزه وخرجت الجاكت بتاع انس وحطته جمبهم .. والشال والمصحف قالت : ده اللى حصل .. كنت عارف مش كد ؟!
خالد : ده افضل حل ،،
ساره : انا موافقه .. " نزلت دموعها " انا من امبارح مع بابا عبد القادر وهو اقنعنى ..
خالد : واحمد موافق .،
ساره : هو اصلا ميعرفش انى هنا محدش يعرف غير بابا
خالد : هتزورى انس ؟!
قالت بضيق وخوف : لا مش هقدر
خالد : ولحد امتى ؟!
ساره : مش عارفه .. انا مش هقدر ازور قبورهم .. انا اضعف من كد
خالد : مش مهم المهم الخطوه اللى هتاخديها ..
ساره : بس .. طنط سهيله مش هتسيبنى ف حالى .. والناس
خالد : احمد وافق عشان كد .. علشان يحميكى من كل ده
ساره : خير باذن الله .. انا هروحله دلوقتى وابلغه موافقتى
خالد : بالمناسبه .. حلوه القصه الجديده
ابتسمت ساره ممتنه وخرجت
ابتسم خالد بسعاده افتكر انس وهو بيقوله : لو ساره غيرت استايل لبسها .. او تسريحة شعرها .. اعرف ان ساره قررت تحرق الارض ..
بس ايه اللى وصل انس لخالد .. وليه حكاله ع ساره .. خالد يعتبر واحد من اصدقاء انس كان بيستشيره من وقت للتانى ف اى حاجه لحد م عرف انس انه هيموت .. قابل خالد وحكاله وقاله ازاى يقدر يساعد ساره لحد م تخرج من اللى هتكون فيه .. وقد كان بالفعل
..............
كان مخنوق جداا وعمال يرن ع تلفونها مغلق .، قلقان ليكون حصلها حاجه .. ي ريته م سمع كلام خالد ولا ادالها الوصيه .. دخلت عفاف قالت : باقى كشف واحد بس ي دكتور
احمد : دخليه ولو اى حد تانى جه بعد كد م تدخليش
عفاف : حاضر
كانت واقفه ورا القزاز بتابعه .، قاعد ورا المكتب متدايق ومتعصب .. الست اللى دخلت كانت معاها بنوته زى القمر من عمر ملك شالها احمد من الست ولاعبها وادالها بونبونى .. لحظات نستهم الحياه هما الاتنين .. اتأملت ساره كلام انس للحظه .، " اطفال تلتهى فيهم لحد م تجيلى " كان ده قصده ؟!
خلص الكشف وخرجت الست والبنوته وجت داخله عفاف علشان تستأذن من احمد وتمشى .، لمحت ساره راحت سلمت عليها بترحاب كبيير رغم انها ف الاول م عرفتهاش
........
دخلت عفاف : خلاص ي دكتور ،، احلى جمله بتحبها .. خلصنا شغل النهارده
احمد : طب روحى انتى ي عفاف وانا هقفل
عفاف : بس فى واحده عايزاك برا
احمد : مش قلتى خلصنا ي عفاف .. مين دى كمان
دخلت ساره خبطت ع الباب قالت : انا ي دكتور ممكن ادخل ؟!
قام احمد قال : ساره !!! انتى ايه اللى جابك
ضحكت : ي خبر .. امشى يعنى
قال : مش قصدى والله .. اقصد انه ليه مكلمتنيش .. وليه قافله تلفونك ؟!
قالت ساره هروبا منه : انا جعانه اوى ي احمد
احمد : محظوظه .. مرات عمك عامله محشى ورق عنب انما ايه خرافه
ضحكت ساره : طب يالل نلحق
بص احمد ع عفاف وهو بيقول : همشى انا ي عفاف وانتى اقفلى
لقاها مركزه جداا ف حواره هو وساره قال : عفاف مش هتمشى ... ي عفاف
قالت : هه .. لاء .. اه .، اكيد .. اكيد همشى اومال هبات هنا
ضحك احمد وساره ونزلو .. طول الطريق كانو ساكتين لحد م قال احمد لما وقف العربيه وقفلها وهما جوه : كد مش هتعرفى تهربى
ساره : اهرب من ايه
احمد : قريتى الوصيه
ساره : ايوه
احمد : وقلتى ايه
ساره : هتعرف جوه .. ممكن انزل
فتح العربيه نزلت وهو دخل العربيه الجراج ورجع ع البيت
كان قاعد سامر مهموم جداا مش عارف يعمل ايه فيهم وتعب فعلا من حالتهم .. كل واحد فيهم مع الوقت حالته بتتدهور اكتر مش بيتقدمو طب يعمل ايه ،، قاطعه خبط ساره ع باب الصالون قالت : ي ترى الجميل سرحان ف ايه
ابتسم بسعاده وضمها جامد كان احمد واقف عند الباب وهى وسامر مندمجين مع بعض قال سامر : تفتكرى سرحان ف ايه
ساره : اكيد كد فى شخص ما .. ي بخت اللى سرحان فيه كد
ابتسم عبد القادر وقال: تعالى ناكل
تطور كبير جداا ف حياتها .، يومين غيروها جذريا مكانتش بتكلم حد مكانتش بتخرج من اوضتها .، مكانتش بتعمل اى حاجه تدل على انها حيه .. ودلوقتى غيرت قصة شعرها .. استايل لبسها .. بتبتسم وتضحك رغم الكسر اللى جواها اللى واضح فعلا لكن اتغيرت تماما
قعدها سامر ع كرسى احمد جمبه .. هو مكانش عارف كل اللى بيدور حوليهم وبينهم لكنه شايف الحزن اللى هدهم .. قعدت سهيله كانت باصه لساره بغضب شديد .. هى اصلا مش بتطيقها .. وكمان بتاخد مكان ابنها .. قعد احمد جمب ساره عادى هو مش فدماغه اصلا قالت سهيله : مش المؤتمر اسبوعين ايه اللى جابك ؟!
وقفو التلاته اكل وسامر حط المعلقه ف الطبق بعصبيه عملت صوت عالى عدلت سهيله كلامها بسرعه : اقصد يعنى فى حد دايقك هناك
رجعت الراحه تانى ليهم لما ردت ساره عادى : ف الحقيقه انا كنت رايحه ادور ع حاجه هناك .. ولما لقيتها جيت
سامر : المهم تكونى مرتاحه وبس
قالت : معادش فى راحه ف الارض ي عمو .. بس هنعدى
افتكر احمد كلام الشيخ يوم م فسرله الحلم "موت صاحبك هيكون بداية الازمه "
افتكر سلمى وهى بتعيط وبتقوله " كنت هرتاح ومش هقلق عليك كد "
رجع تانى للواقع لما قالتله ساره : عارف شفت مين هناك ي احمد ؟!
انتبه وقال باهتمام : مين ؟!
ساره : ادهم
احمد : مش ده العيل الملزق اللى اتقدملك تانى يوم فسخنا خطوبتنا
ساره : هو
قال سامر : وده كان عايز منك ايه ي بنتى
.............
قعدو ف الصالون سوا قالت : بس كد ي عمو وطلبنى للجواز
كانت عيون سامر واحمد مركزه عليها وهى بتتكلم .. بيدور ف عقلهم نفس الكلام محدش هيعرف يعيش مع ساره غير اللى مر باللى مرت بيه .. محدش هيخليها تبقى ع انس وهى هترفض انها تنساه .. قال سامر : وانتى رديتى ب ايه ي ساره
ساره : قلتله انى مرتبطه ي عمى
سامر : ب انس مش كد .. ي بنتى الحياه مش هتعرفى تواجهيها وحدك .،
احمد سكت خالص خوفه زاد عليها لو دخل راجل تانى حياتها هيمنعه يقرب منها وممكن يأذيها
قالت ساره : فاهمه ي عمى وع العموم انا مش قصدى انس .. انا اقصد احمد
حس احمد بشئ من الاطمئنان قال ل سامر : انا ي بابا بعد اذنك .. طلبتها .. وكنت مستنى موافقتها علشان اكلم حضرتك
دبت سهيله فنجان القهوه ع التربيزه وقالت : وانتى ي حبيبتى م اكتفتيش ان مراته ماتت ف بيتك .. هتاخديه عشان تقتليه .. هه وهتفرق ايه م انتى وجوزك قتلتوه بالحياه
حست ساره بوجع ف قلبها قامت قالت : انا قاعده عن بابا عبد القادر الفتره دى .. شوف هتقررو ايه وبلغونى
خرجت بسرعه لحد الباب قعدت ع السلالم وعيطت .. سمعت صوتهم عالى جوه زاد بكائها حده لقت احمد بنده عليها مسحت دموعها وقامت كأن حاجه محصلتش وقف احمد عند الباب وهو بينهج قال : انا اسف ي ساره .. استنى هلبس الكوتشى ارجوكى
قعد ع السلم جمب م هى واقفه قالت : محصلش حاجه .. مش زعلانه
احمد : بجد ؟!
ساره : ده لسه اول كلام اتقال ي احمد .. لسه الكلام كتير مستنى نواجهه ..
قام قال : هنكون قده باذن الله .. خلينى اوصلك
قالت : ماشى
ف العربيه م اتكلموش .. وصلها احمد ودخل سلم ع عبد القادر بحراره و بلغه باللى حصل و وصاه يهون ع ساره
دخل عبد القادر الاوضه بعد م سمع اذن الدخول لقاها قاعده ع كرسى المكتب بتاع انس ولابسه الجاكت وعماله تعيط مش قادره توقف قالت : طب انا ذنبى ايه .. انا م قتلتش حد ي بابا .. يعنى لو ف ايدى كنت هسيبهم م كنت فديتهم بروحى .. ليه بتعمل معايا كد هو انا عملتلها ايه ،. انا ليه محدش حاسس باللى بعانيه .. جوزى وحبيبى واغلى حاجه ف حياتى اتقتل بين ايديا ..وابنى قبل م المسه ب ايدى او اشوفه بعنيا .. وبنت روحى اللى قعدت معايا اكتر م قعدت مع امها .. وصاحبت عمرى .. كل دى خساره مره واحده .. وبعدها طنط هند .. وبابا .. يعنى مش مكفيهم كل ده وبيجلدونى كمان ع حاجه مش ف ايدى
قرب منها عبد القادر ضمها وقال : انتى قويه ي ساره .. اقوى من انك تروحى ورا كلامهم وخلاص .، اجمل من انك تتلوثى بسوادهم .. حاربى ي بنتى .. قاومى .. دى صفتك ي ساره المقاومه ،، مناضله قويه شرسه قدام اعدائك .. واحن ما يكون ع اللى يودك .. اوعى تغيرى ده .. ارجعى قويه تانى خلى العالم يسمع انينك ويأن معاكى
هدت ساره مع الوقت وسابها عبد القادر تنام .، الايام بقت شاقه عليها جداا
صحيت تانى يوم لقت الفطار ع السفره لما نزلت .. ولقت ورقه فتحتها لقت مكتوب " مهانش عليا اصحيكى انا نزلت الشغل .. مش هتأخر عليكى "
ابتسمت ساره .. فعلا انس نسخه منك هى الرومانسيه دى كلها هيجيبها منين .،
قاطعها خبط الباب بشكل همجى اتخضت .. راحت بحذر وقفت ورا الباب قالت : مين
صفيه بغضب : افتحى ي ساره
فتحت ساره ودخلت صفيه قالت : انتى ايه اللى جابك هنا .. ها .، مش كفايه اللى عملتيه ،، مش كفايه حرام عليكى ،، انا كنت عايشه علشان نفسه ع الارض حتى لو مع واحده غيرى
مسكت ساره من كتفها وبقت تهزها : ليه ده ادالك كل الحب اللى ف الدنيا .، ليه قتلتيه ،، ورايحه تتجوزى شريكك ف الجريمه
كانت دموع ساره نازله .. وصفيه بتجلد فيها وهى ساكته لحد م افتكرت انس وهو بيوصيها تحمى نفسها زى م كانت بتحميه من صفيه ،، مسكت ايدين صفيه وبعدتها عنها قالت بصوت عالى : انتى مين انتى علشان تحاسبينى .، مش من حقك ولا من حق اى حد يعمل ده .، انا حره انتى فاهمه .. طالما م طلبتش منك م تتكلميش و متقوليش اى حاجه ،، م تدخليش ف حاجه م تخصكيش بالذات اللى تخصنى انتى فاهمه
نظرة ساره وقوتها وضغطها ع ايد صفيه ازهلو صفيه لدرجة مقدرتش ترد زاحتها ساره وطلعت اوضت انس قفلت ع روحها الباب وقعدت تعيط تخرج هدوم من هدومه وتشمهم وتتخبى فيهم زى م كانت بتتخبى فيه
مشيت صفيه وكانت هى كمان منهاره من العياط ركبت العربيه بتاعتها وهى بتقول : مكفاكيش اخدتيه منى .. وقتلتيه .، ورايحه تتجوزى عليه ..
.............
كان قاعد عبد الله مندمج جداا وسرحان مع ماية بحر غزه ،، افتكر انس ايام م كان عندهم عشر سنين واشترو السلاسل .. و وقفو ع بحر غزه وقال انس : انا هشيل السلسله ل اجمل انسانه ف الكون
سرح عبد الله هى ساره فعلا جميله كد ؟؟ المرات اللى شافها فيها كانت واقفه ورا انس المره الوحيده اللى شافها واضحه كانت باصاله بغضب شديد يوم م ضرب صفيه علشانها بس م ركزش ف ملامحها .. مش عارف ليه حاجه غريبه جواه كانت بتمنعه يعمل ده ،، يمكن محاولت انس الدايمه انه م يشوفهاش ...
قطع تفكيره العميق صوت صفاره بص وراه ورجع بص للبحر وابتسم قال : تعالى
راحت نضال قعدت جمبه .. قالت : كيف حال صديقى اليوم
عبد الله : مشتاق
قالت نضال بحزن هو ملاحظهوش : لصفيه مش كد !
عبد الله : لاء .. صفيه انا كرهتها بقدر كل لحظه حبيتها فيها لولا كد مكنتش هطلقها .. مشتاق ل انس و ابو بكر اولادى .. و لأنس توأمى .، تعرفى .، لما واحد ف التوأم بيموت روح التانى بتموت معاه لينا تمن شهور دلوقتى وانا روحى معاه ،، حاسس ب تيه كبير ،، نفسى يرجع لحظه واحده بس اقوله فيها انا اسف الف مره انى م سمعتلكش وانى سمعتها ،، ومشيت وراها رغم انى عارف انك عندك حق .. انا مقدرتش اكون اخ بجد .، ولا عرفت اقف جمبه .، كلمنى قالى انه ممكن يموت ف اى لحظه وانه محتاج يشوفنى عندت ومروحتلوش .. ي ريتنى رحت ي ريت ..
قال بصوت عالى : سامعنى ي انس .. طلع عندك حق .. ومش هسيبلك حقك لعلك تقدر تسامحنى
مشى عبد الله وساب نضال قاعده .. زى كل مره كأنها سراب وهى مكتفيه ب انها بتسمعه كل م تفيض بيه الدنيا ..
رجعت بذاكرتها ل يوم م بدأت معاه .، رجع من مصر متحطم بعد كلام عبد القادر وبعد تنازله عن القضيه دخل البيت لقى صفيه مستنياه .. قعدت تعيط ع انس وتقوله انه كان احسن من عبد الله الف مره .. وانها كانت بتحبه وهتفضل طول عمرها وانه لو هو ساب حقه هى مش هتسيبه .، مسكها يومها وقال : لو مسيتى شعره من ساره هندمك عمرك كله .، امشى من هنا ومش عايز اشوفك تانى انتى طالق ي صفيه طالق ..
كانت سعاد سامعه اللى بيحصل وحزينه جداا على ابنها جت صفيه تاخد لبس الاولاد معاها اعترض عبد الله لكن سمحتلها سعاد ف اخدتهم ومشيت بعد م مشيت قالت سعاد : مسيرها هترجعهملك
خرجت سعاد وكان عبد الله بيكسر ف اى حاجه بيلاقيها ف الاوضه .. كانت نضال رايحه تزور سعاد اتفجأت بصفيه خارجه من الباب بالاولاد وسمعت صوت قزاز بيتكسر طلعت جرى دخلت ع اوضة عبد الله واتفزعت من المنظر ايدين عبد الله مليانه دم .، ندهت ع سعاد بسرعه ضمدتله ايده سعاد ونضال واقفه جمبها متمالكه نفسها علشان ميلاحظش خرجت سعاد وجت نضال خارجه بدأ يتكلم تانى وهى بتسمع كل حرف بكل اهتمام مردتش واول م خلص كلامه اتغطى ونام
خرجت هى وسابته ومن يومها وهى تروحله مكان م هو يقول اللى شايله ع قلبه ويسيبها ويمشى ..
فاقت نضال من ذاكرتها على صوت الامواج .. كانت عاليه كأنها بتشاركها همومها وبتواسيها وتردلها الامل من جديد
وصلت ل عبد الله مسيدج من رقم غريب وهو ف طريقه للبيت " ابقى بارك ل ارملة اخوك هتتجوز ابن عمها " حس عبد الله بغضب دخل على سعاد قالها : هى دى الملاك اللى بتقولو عليها .. هى دى اللى شايلاه ف قلبه .. هى دى وصيته وامانته .، قبل م يتم السنه .. قبل م يتم السنه هتتجوز ابن عمها .. صاحب عمره
طب حتى كانو استنو حادثة موته تتنسى ..
سعاد بهدوء استفذه : م انا عارفه انها هتتجوزه .. ايه الجديد .. وانا اللى قلت ل ابوك يقنعها ولو م قدرش يخلينى انا اكلمها وانا هقنعها
عبد الله اتعصب اكتر وقال :ليه .. هو سهل كد .. ده ابنك اللى مات
سعاد : انس ابنى وساره بنتى .. واخوك من صغره وانت فديت الوطن روحه ،، معادش فيا دماغ ل زنك كل شويه ،، عايز منى ايه اكرهها ؟! والا اكره احمد .. اكره الحاجه الوحيده اللى قالى ف اخر مكالمه ليه كل م تشتاقيلى ي اما ضميها ،، هتضمى حته منى
عبد الله : مش فاهم انتو ازاى كد ..
سابلها البيت وخرج بضيق هو مش فاهم ايه اللى دايقه كد اذا كان م اتدايقش لما عرف ان صفيه اتجوزت ليه اتدايق ع ساره كد
............
كتب احمد وساره كتابهم وكان الشاهد ع عقدهم خالد وعبد القادر وطلعو ع المانيا ل اخوات ساره .، اخواتها بعد م قالهم احمد طلبو منه انهم يشفوها .. ف الطياره مكانتش عارفه تربط الحزام ارتبكت جداا بصلها احمد وقال بقلق : فى حاجه
بصتله بتوتر شديد :مش عارفه اربط الحزام
ابتسم وقال : بس كد ..
ربطهولها قالت : مفيش داعى كانت هتيجى المضيفه تربطهولى
احمد : رغم ان دى مش اول مره تركبى الطياره .. بس ع العموم هكسب فيكى ثواب واعلمك
قالت بابتسامه : وجاى ع نفسك ليه كد يعم هبقى اشوفك ب اى حاجه
ضحكو هما الاتنين قالت ساره بجديه : ممكن اطلب طلب
احمد : اكيد ي ساره اؤمرينى
ساره : مش عايزه اقعد كتير عند اخواتى
احمد : انتى زعلانه منهم
قالت ومعرفتش تتحكم ف دموعها : يمكن لو كان بابا عايش ي احمد مكنتش ههتم عملو ايه .. انما اخواتى سابونى ف اكتر لحظه كنت محتاجه فيها حد يعرفنى .. ماشى طلبو منى اروح معاهم وانا رفضت .. كنت هروح فين وانس ف مصر .. ازاى اسيبه طيب واعيش ف مكان تانى
احمد : عارف ي ساره وفاهم ده علشان كد احنا هنسلم عليهم ونطلع ع روما
ابتسمت : متشكره جداا ..
احمد : المهم تكونى بخير
اكد ع حروف الجمله كأنه بيقولها انه موجود بس علشان يتم حمايتها .. علشان يتم اللى بدأه انس ويخليها بخير لحد م تروحله .. امانه لازم يتحافظ عليها لحد م تروح لصاحبها .. كان مستحيل يرتبط بواحده غير سلمى حتى لو كانت اختها واعز رفيقه ليها .. بس هشام .. اللى هدد انس تهديد واضح ف التلفون قبل م يموت وقاله : انت هتموت وتسيبهالى هنا .، وانا مش هسيبها لراجل غيرى تانى
عشان كد اصر انس ع جوازهم .، عشان يحميها ،، واحمد وافق بس اخد وقت ع م قبل
وصلو المانيا وكان اخوات ساره ف استقبالهم ،، كانو مبسوطين جداا انها راحت .، باركولهم واخدوهم اكلو كلهم ف مطعم قريب من المطار بعدين محمود ادالهم مفتاح وقال ل احمد : ده مفتاح بيت بابا ي احمد اقعدو فيه
احمد : لاء ي محمود ميصحش هو انا مش قد انى ...،
قاطعه محمد : دى وضية بابا ي احمد لو اتجوزتو كد كد البيت ب اسم ساره
بص احمد ل ساره اللى شاورتله بدماغها انها موافقه ف وافق احمد
راحو روما ودخلو هناك شاليه كان شكله جميل جداا لدرجة ساره سرحت معاه تماما من برا كان لونه ابيض عليه شريط ورد شكله خلاب مديله لمسه جميله والجنينه عباره عن حمام سباحه جنبه كنبه بتتمرجح قال احمد مضيع عليها استمتاعها : عجبك ؟!
ساره : اه جميل
دخلو وكان الصمت .. الصمت اللى بياكلنا جواه مع ارواحنا .. بيحسسنا بالعجز الف مره العجز عن اننا نقول كلمه واحده نخرج بيها كم الالم من جوانا .، العجز عن اننا نحس اننا بخير لو لدقائق تتعد ع الايد
قطعت ساره الصمت لما قالت اكيد دى اوضة النوم .. هفضى الشنطه مشيت على احمد علشان تاخدها راح رفعا من الارض وقال : هساعدك .. رصو الهدوم ف الدولاب بعدها قال احمد : شكلك تعبتى من السفر .. الله يعينك نامى وانا مش هدايقك ..
سحب لحاف واخد مخده وجه خارج وقفته لما قالت : استنى لحظه ..، ممكن تقعد دقيقه
سابهم احمد وقعد كانت مش قادره تاخد نفسها من كتمانها للعياط .. افرجت عن دموعها اخيرا .. وقالت : انا عارفه اللى جاى هيكون قد ايه صعب علينا .. عارفه ان كل حاجه هتخنقنا اكتر .. وان اطيافهم مش هتفارقنا ابدا .. مش هنشيل عبئ الوصيه كمان
قال : انا بس مش عايز ادايقك
كانت دموعها بتحكى حالها ف ضمها علشان يخفف عنها ..
عدى يومين وهما بين مواجهه للواقع وهروب منه .. زواجهم كان عناد ف الدنيا وتأدية لوصية انس لا برضاه ولا برضاها .. صحى من النوم الساعه اتنين لقى البيت هادى وهى مش جمبه .. خرج وهو ببنده عليها لقاها ردت من الجنينه .. كان حاسس بصداع رهيب .. ليه كذا يوم موقف المهدئ والمنوم .. خرج لقاها لابسه فستان شكله جميل جدا فعلا .. وقاعده قدامها تورته صغيره وشمعه واحده وساكته مش بتتكلم قال : فى حد يقعد ف البرد كد ولابس خفيف
ساره : وحد يفوت النسمه الجميله دى
احمد : طب وهتخلينى اشاركك فيها والا ايه
قالت طبعا
ولمت رجليها فضت مكان قعد فيه.. حطت ايدها على الشمعه
عشان نارها م تطفيش قالت :.. قضيت عمرى كله بتحرق زى الشمعه دى .. ويوم م جه اللى انقذ حياتى وطفاها شويه رحمنى من النار اللى كنت عايشه فيها كتب القدر يسيبنى والنار تحرقنى من تانى
احمد : معناة كد انك قربتى تترحمى من الحياه ع الارض .. الشمعه قربت تخلص
قالت : اتمنى ي احمد
قال : ليه كل الجمال ده النهارده
ابتسمت بحزن .. : النهارده ذكرى جميله ف حياتنا .. اتحولت ل الم زى كل ذكرى جميله .. النهارده عيد ميلاد ملك .
. نزلت دموعها قال بحزن و وجع شديدين : اكيد بتحتفل بيه ف مكان اجمل ..
قالت ساره : عندك حق
مسحت دموعها قالت : انما انت ايه اللى صحاك دلوقتى
قال : عندى صداع رهييب ي ساره
قالت بقلق : ليه من ايه ده !!
قال ب ابتسامه : هيروح دلوقتى .. قلقانه عليا ي ساره
ساره : هو انا عاد ليا غيرك ي احمد
سكتو شويه قاطعت الصمت هى لما قالت : شفته ي احمد مش كد
احمد : تقصدى مين ؟!
ساره : اللى كان ومازال سبب معاناتى .. اللى عمل كد ف انس
احمد : ايوه ي ساره شفته
ساره : انا عايزه انتقم ي احمد .، مش هيريحنى غير انى اقتله ب ايديا دى
احمد : متهزريش ي ساره انتى مش هتعملى كد .. ولا حد هيعمل كد .. خلينا بس نعدى يومينا هنا بعدها نشوف هنعمل ايه
قالت بعصبيه : طبعا مهو عشان انت لسه معرفتش اللى عمل كد ف سلمى لو كنت تعرف مكنتش هتسيبه
قال احمد : وانس وسلمى ايه ي ساره ..
قالت بعناد : انس كان جوزى انا ي احمد وانا هعرف اجيب حقه كويس
وقفت وكانت هتمشى مسك ايدها وقال بنبره مهيبه : احنا اتجوزنا علشان محدش فينا ياخد خطوه من غير التانى جوزك كان صاحب عمرى من قبل م يعرفك اصلا ف متعمليش كد .. الدنيا عامله فينا كتير ف مش هنأذى بعض احنا كمان
سابها ودخل كانت متدايقه .. هو عنده حق .، وهى زودتها اكيد هو مرتب هو هيعمل ايه او بيفكر
قعدت شارده شويه اخدت نفس وافتكرت انه كان بيقول انه مصدع راحت دخلت وكانت عايزه تشوف فى حراره والا لاء مع الصداع
كان نايم ع الكنبه وحاطط دراعه ع جبهته بيفكر .. كد ساره طلعت عارفه مين اللى عمل فيها ده كله .. وبتفكر ف الانتقام .. وانا اللى استغربت ليه كان واقف يوم الحادثه عشان تشوفه وتجرى هى وراه عشان الانتقام .. لحد م توصله .. وسخ
حس ب ايدها على راسه قام قعد قالت : انا اسفه انا بس كنت بشوف فى حراره مع الصداع واللا لاء علشان اجيبلك علاج لو محتاج
احمد : هبقى كويس ..
قالها بجفى حست بانه زعلان وهى مش عارفه ولا هتعرف تصالحه قال احمد : اقعدى ي ساره
قعدت جمبه قال : شوفى ي ساره .، انتى بالنسبالى حاجه مهمه جداا مش مجرد انك وصية انس بس من قبل اى حاجه انتى كنتى بنت عمى وبعدها مرات اخويا بعدين اخت مراتى ،، وام بنتى اللى انتى م حملتيش فيها .. كنتى اقربلها منى انا وسلمى .. وانا عارف انى بالنسبالك كد اللى جمعنا وجع اكبر من اننا نتحمله .. كل واحد فينها هيساعد التانى ع قد م يقدر لحد م نروحلهم .. انسى حوار هشام ده تماما ارجوكى ي ساره .. محدش فينا حمل وجع تانى وانتى عارفه .. هشام عايزك تدورى عليه وتروحيله برجلك انتى ف بالك هتنتقمى لنفسك وهو عايز ينتقم لحبه المزعوم .. م تروحيلهوش ب رجلك .. و سيبى الزمن يجيبهولك لحد رجلك .،
ساره : قلبى محروق ي احمد عايزه اقطعه حتت
احمد : وفكرك انى مش عايز انتقم .. بس ربنا بينتقم و واثق انه هيجيبهولك علشان تنتقمى بنفسك
قالت باندهاش : تقصد ايه ب انتقم
احمد : يوم الحادثه ي ساره .. "سكت شويه " رجع بيته لقى مراته .. لقاها ..
قالت ساره : لقى ايه ي احمد اتكلم
احمد : لقاها مع واحد ف اوضتهم
شهقت ساره وحطت ايدها ع بوقها قالت : اللهم لا شماته .. اللهم لا شماته .. اللهم لا شماته .. و .. عمل ايه ؟!
احمد : قتلهم ي ساره ..
نزلت دموعها مسك احمد ايدها وقال : شفتى بقى انتقام ربنا ؟!
قالت : انت عندك حق .. هنصبر .. وهنساعد بعض
احمد : اللهم لك الحمد
قالت : انت تعبان ي احمد مش كد !!
احمد : جداا ي ساره
ساره : من ايه طيب ..
احمد : هبقى كويس صدقينى .. بس .. قومى نصلى وهنزل اتمشى شويه وهرجع كويس
ساره : ماشى ولو انى مش مرتاحه .. انت لازم تشوف دكتور
قامو صلو ونزل احمد مشى رجع بعد الشمس م طلعت بشويه كتير لقاها ضامه الجاكت بتاع انس و واقفه جمب الدولاب .. ابتسم ولسه ماشى عليها وقع من طوله فقد الوعى
اتفزعت ساره وصرخت ب اسمه .. طلعت تجرى عليه .. حاولت تفوق فيه م عرفتش تعمل ايه .. قعدت تعافر وتحاول لحد م رفعته ع السرير وهى منهاره من العياط دموعها بتنزل ل وحدها .. مش عارفه تعمل ايه .. رنت ع خالد ف التلفون .. ادى جرس لحد م فصل
مكانتش عافه تستوعب فى ايه او ف ايدها ايه .. تصرخ بكل قوتها .. المكان معزول محدش هيسمعها .. تكلم كام رقم النجده رن تلفونها وكان خالد ردت : الحقنى ي خالد
خالد : ايه ي ساره فى ايه
ساره : احمد تعبان اوى .. ومش عارفه اعمله ايه
خالد : اهدى بس .. واحكيلى بالراحه اللى حصل
حكيتله ساره اللى حصل قال : طب دورى كد وسط حجاتكم على اى شريط ادويه مش مألوفه
ساره : ثوانى
قلبت ساره الشنط والاوضه لحد م لقت شريط فعلا والموبيل ف ايدها حطت ايدها ع بوقها وقعدت ع الارض ودموعها نازله قالت بزهول : هو ليه بيحصلنا كد .. ي خاااالد .. ترامادول
خالد : قلتله كفايه .. م سمعش الكلام بس واضح انه موقفه ليه كذا يوم
قالت ساره : رغم ان الشريط فيه كذا حبايه ..
خالد : المهم دلوقتى اسمعينى .. احمد طالما فى ف الشريط وهو م اخدش وقالك كذا مره انه هيبقى كويس .. ده معناه انه قرر يتعالج .. بس خطوات العلاج مش سهله ي ساره .. هو كلها نص ساعه وهيقوم جهزيله اكل .. ولازم ياكل كويس جداا .. وهينام بعدها كلمينى
ساره : حاضر هعمل كد
بدأ يفوق احمد لقاها قاعده جمبه .. دموعها نازله والخوف باين ف ملامحها قالت متصنعه القوه : الحمد لله ع سلامتك
احمد : الله يسلمك ي ساره .. ايه اللى حصل
ساره : قلقتنى عليك بس .. استنى لحظه
قالتها ب ابتسامه وسحبت صنية الاكل من ع تربيزه جمبها .. قال : ايه ده
ساره : سلامت نظرك ي احمد انت مبقتش تشوف
ضحك وقال : لاء شايف بس بسال ليه يعنى
ساره : علشان م تخضنيش عليك كد تانى .، ممكن كفايه جدال بقى وتاكل من غير م تتعبنى
ساعدته قعد وبدأت تأكله .. كان بياكل بصعوبه قال بعد م اكل كميه مكانتش كبيره : مش قادر بجد اكل اكتر من كد
ساره : طب ايه .. مش حاسس انك احسن شويه
قال : بحاول اهو
ساره هتكون بخير
احمد : الصداع شديد اوى ي ساره
ساره : هتهون ي احمد
...........
قالت : اكل وتعب سمع قران ونام .. انا خايفه اوى ي خالد
خالد : متخافيش .. انس قالى انك قويه ي ساره م تتهزيش كد
ساره : انس لو كان هنا مكانش هيحصلى ده كله
خالد : المهم دلوقتى .. احمد اخد المخدر ده بالتدريج .. هيطلع من جسمه بالتدريج هتاخدو حبة وقت مع التعب والصداع ده .. اوعى ف اى وقت تديهوله لو قدرتى فضى الشريط دلوقتى ف الزباله وخرجيها .. احمد هيبقى عصبى جداا م تعرفيش الالم النفسى بيعمل ايه ف البنى ادم ي ساره .، اوعى تسيبى قدامه اى حاجه حاده او اى حاجه يبان من بعيد انها هتأذى .. مكنتش عايز اقولك كد بس هو ممكن يأذى نفسه او يأذيكى ف كونى حذره و هونى عليه .. اهتمى ب اكله و يشرب سوائل كتير و هو هيبقى كويس فعلا ..
قالت بهدوء : حاضر
خالد : ربنا يعينك
رتبت ساره الشاليه وغيرت اماكن بعض الحاجات البسيطه بس ادت اختلاف كبير بلمستها .. عملت الاكل وشالت كل حاجه يبان انها ممكن تأذى كل السكاكين والشوك والمقص واى قزاز و الفازات
دخلت اخدت دوش وخرجت كانت بتنشف شعرها .. وعيونها عليه ف انعكاس المرايه .. لمحته بيقوم مشيت عليه ردته مكانه وقالت : هتروح فين ؟!
قال : هروح ف اى مكان المهم اقوم
ساره : خليك مرتاح لحظه واحده وجايه
قامت ساره دقايق ودخلت بصنية الاكل مبتسمه قالت : عاملالك شوية اكل انما ايه .. هتاكل صوابعك وراهم
ابتسم : يا خبر صوابعى مره واحده
خرجت الاكل البلكونه ورجعت وهى بتقول : لازم تتغذى كويس مش ملاحظ انك خسيت زياده عن اللزوم .، مش عارفه طنط سهيله ازاى سابتك كد
ساعدته علشان يقوم بص لعيونها وقال : انتى م نمتيش ؟!
ساره : مش مهم ي احمد .. مش مهم ابدا .. المهم تقوم انت بالسلامه
اكلته المرادى اكل كتير وقعدت تفتح مواضيع وتحكى معاه قامت دخلت صنية الاكل المطبخ وعملت قهوه وعصير .. خرجت حطتهم ع التربيزه ف البلكونه جه يمد ايده ع القهوه ضربته عليها وقالت : انت تشرب العصير
ضحك وقال : حاضر ي ماما
ضحكت هى كمان واخدت فنجان القهوه شربته ،، كان بيتأمل السما .. نزل عنيه ليها وقال : من امتى بتشربى قهوه ؟!
ساره : مش عارفه .. بس لقيتها شبه ايامى قلت ليه لاء .. دلوقتى ي احمد بقى قليل اوى ف الحياه اللى يشبه المر اللى انا عايشاه
قال بحزن : انتى عارفه سبب اللى انا فيه
ساره بلوم : ليه ي احمد عملت كد
احمد : تعبت اوى ي ساره .، انا قعدت اسبوع كامل مبنامش .. اول م اغفى اشوف صوركم كلكم اقوم مفزوع ،،كنت منهك وتعبان اوى .. وانتى نايمه مش بتتكلمى .. قلت ل خالد كتبلى ع مهدئ .. اول كام يوم مشى كويس وبقيت انام .. بعدها رجع عدم النوم تانى بقيت اجيب منوم معاه .. م نفعش .. كل مده صغيره احتاج ل حاجه مفعولها وتأثيرها اكبر لحد م جه ف بالى الترامادول .. انا عارف اخطار ادمانه .. عارف مدى صعوبة الرجوع عنه .. لكن لحظات بنبعد فيها من العذاب ..
ساره : وليه وقفته
احمد : علشانك .. تبقى بخير
سابت فنجان القوه ومسكت ايده .. قالت : هنتجاوز ده ي احمد ..
احمد : ان شاء الله
دب احمد ااكوبايه ع التربيزه بعنف وغمض عيونه وسند راسه قالت : الصداع تانى !؟
احمد : جامد اوى المرادى ي ساره مش قادر اتحمل
اقترحت عليه ساره يلعب ضغط ممكن يخفف شويه وراحت دخلت كوباية العصير والفنجان
رجعت لقته بيلعب جمب السرير وباين انه منهك مش بس تعبان لقت نفسها قعدت تلقائى ع الارض وربعت رجليها قربت منه لحد م خلت راسه تستقر ع رجلها .. قعدت تمرر صوابعها بخفه بين خصلات شعره الناعمه .. وتغنى
لاعمل مركب من ورق وع المايه ل ارميه
وسلامى ل اغلى وطن والله ل ارسل فيه
لاعمل مركب من ورق وع المايه ل ارميه
وسلامى ل اغلى وطن والله ل ارسل فيه
هيلا هيلا بيوصل يافا
هيلا هيلا بيوصل حيفا
هيلا هيلا ونسمة شوقى على ارضى توديه
على ارضى توديه
امى ولدتنى ف الغربه سمونى غريبه
وزى م بعرف اسمى بعرف .. هالارض الحبيبه
امى ولدتنى ف الغربه .. سمونى غريبه
وزى ما بعرف اسمى بعرف ..هالارض الحبيبه
ع كتبى وحيطة مدرستى وع قلبى قريبه
اسمك ي بلادى موالى ودايما ب غنيه 🌸
__________________
مقطع من اغنيه من راوعات الفنانه "ميس شلش "
__________________
بصت عليه لقته نام وراح ف النوم ابتسمت وركنت راسها ع السرير ونامت هى كمان مكانتش نامت ليها مده ..
نامو مده طويله جداا هما الاتنين .. بعدها فتحت ساره عيونها لقت نفسها ع السرير سمعت صوت باب الاوضه بيتقفل متعرفش ليه ف اللحظه دى لمعت ف عيونها صورة السكين نسيتها على صنية الاكل قامت جرى ع المطبخ لقت السكينه مش ع الصنيه ،. زاد رعبها لما سمعت صوت باب الحمام بيتقفل بالمفتاح ..
طلعت تجرى ع الحمام حاولت تفتح كذا مره لكن فشل كانت عماله تنده باسمه : احمد .، افتح ي احمد ارجوك .. اوعى تأذى نفسك ي احمد بالله عليك .. انا عارفه انك تعبان .. وعارفه انك مش متحمل .. لكن ده مش حل ي احمد
بدأت صوت عياطها يعلى وخبطها ع الباب يحتد اكتر : اوعى تعمل فيا كد ي احمد ارجوك وحياتهم عندك ..اوعى تسيبنى ي احمد انا معادليش غيرك .، هعمل ايه لو حصلتلك حاجه .. ارجوك ي احمد .. عارف لما خالد قالى انك ممكن تأذينى م صدقتش ولما قال انك ممكن تأذى نفسك م صدقتش برضه لانك بكد بتأذنى انا .، ارجوك اوعى تأذى نفسك
فجأه النور قطع بدأت ساره تفقد اعصابها تماما سكتت عن الكلام بس صوت عياطها كان معبر عن خوفها قعدت ع الارض وضمت ركبتيها وقعدت تعيط وتقول ي انس الدنيا ضلمه تعالى الحقنى .. انا خايفه اوى ي انس .. مش قادره اتحمل كل الخوف ده .. يارب
بدأت تتخيل صور وهى مغمضه عيونها ومخبيه راسها اتنفضت اول م لمسها احمد فتحت عيونها لقت النور جه و هو قاعد جمبها .. جسمها كله بيتنفض و هو ساكت كانت مرعوبه و هو السبب ف كل الرعب ده قعد جمبها وفرد دراعه ع كتفها قال : انتى كويسه ؟!
بصاله بزهول مش مصدقه انه بخير قالت : م أذيتش نفسك ؟!
احمد : انا اسف ع اللى عملته ده سامحينى ارجوكى
ساره : اوعى تعمل ف نفسك حاجه ي احمد .. اوعى تأذى نفسك
قال : حاضر
قام نقلها ع السرير قالت بحنو : الصداع خف مش كد ؟!
قال : هو مش بيخف .. بس احيانا بيكون عادى يحتمل واحيانا بيجننى
ساره : هيعدى باذن الله
_______________________
بعد اسبوعين كان نايم دخلت هى من البلكونه : قوم ي احمد يالل جهزت الفطار ..
قام قال : ياسلام ع الدلع الواحد خايف يتعود ع الدلع ده
قالت : يالل بس قوم
قام قعد معاها ع الفطار قال : الحمد لله انه الاسبوعين دول عدو
ساره : اووووفف بالله م تفكرنيش دول كانو كابوس ي احمد الحمد لله خلصو وانت بقيت بخير
احمد : بفضل وجودك ي ساره انا مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه
ساره : ايه يعم مكانوش شوية صداع دول اللى هتحسسنى عملت معجزه
قال : انتى دايما تكسفينى كد مش واكل
ضحكت وقالت : انا اسفه خلاص متزعلش
ابتسم : لولا تحلفى بس
اكلو قال : جهزتى الشنط
ساره : جهزتهم .. هو مش لسه باقيلنا اسبوع ؟!
احمد : مش عايزه تمشى ؟!
ساره : مش الفكره .. بس..،
احمد ابتسم وقال : بس احنا مش هنرجع مصر
ساره : اومال هنروح فين ؟!
احمد : عند ناس بتحبيهم وبيحبوكى
ابتسمت قالت : لاء .. م تقولش .. هنروح فلسطين
احمد : اه هنروح
فرحت ساره جداا بجد .. كأن روحها بدات ترد فيها وهو فرح جدا ل فرحتها
______________
ف المطار ..
ساره : هما فين ي احمد انا زهقت
احمد : مش عارف ي ساره محمد كلمنى وقالى هيستنونا ف مطار الاردن هو وعبد الله
ساره : انا تعبت طيب لينا نص ساعه بنلف
احمد. : هرن عليهم اهو
وقفت ساره كانو قدامهم مواجهتها مع عبد الله .. من غير انس والخوف اللى كان ف قلب انس عليها .. كمان حست بدوخه فجأه .. مسكت ف ايد احمد جامد لحد م قربو عليهم .. سلمو عليهم .. نظرات عبد الله كانت قاسيه جداا كلها اتهام .. قلبها مقبوض منه عارفه انه مش هيسكت .. نظرته ل ايدها وهى ماسكه ف احمد كانه بقولها انتى خاينه .. تعمده انه ميسلمش عليهم محمد بس اللى سلم ..
طول الطريق كانو ساكتين وعبد الله م نطقش بحرف واحد بيتابعها ف انعكاس المرايه حاسس ب ضيق كبير واضح جدا يعنى انها مش مجبره عليه .. نسيت انس بالسرعه دى .. بسهوله كد النسيان ..
فوق ي عبد الله انت صفيه خرجت من حياتك م اتلفتش عليها حتى اوووف .. عايز اتكلم ي ريت نوصل بسرعه علشان اروح عند البحر واخرج اللى عندى
تنهيده من وقت للتانى بتخرج من عبد الله حاسس احمد ان ساره مخنوقه .. ومحمد برا الدنيا ليه كذا يوم بعيد عن فاطمه كان عنده تدريب مهم ورجع لقى عبد الله خارج وقاله يجى معاه بناء ع طلب سعاد شرد جامد فيها وكان بيبتسم من وقت للتانى احمد مركز معاه وعمال يدعى ف سره بدوام الابتسامه على وشه .. قال يلطف الاجواء شويه .. خبطه ع كتفه وقال : نحن هنا ي استاذ محمد ...
ضحك محمد بقوه قال : مش فاهم ايه اللى جابكم هنا مش عايزكم انا
ضحكو كلهم قال احمد : ي بخت اللى شارد فيه ي عم
محمد : ده ي بختى انا انى شارد فيها
ضحك احمد وعبد الله ضحك برضه قال : كفايه ي محمد راعى انها اختى ها ..
محمد : هو انا اتكلمت مش احمد هو اللى بدا
احمد : م انت مش مراعى اننا معاك .. و شارد كد ..
ضحكت ساره و اخدت جمب خرجت تلفونها وطلعت صورة انس .. قالت ف سرها : لو كنت هنا مكانش الضحك هيقف .. حتى وسط ضحكاتنا العاليه فيها كسره .. طب ليه كد .. انت ليه مش هنا
نزلت دموعها مسحتهم
...........
كانت واقفه فاطمه مع سعاد بيجهزو الاكل قالت : عارفه ي ماما .. انا حزينه جداا ع ساره ... كل حد فينا بيحاول يتجاوز و واثقه انها بترجعله ميت خطوه كل م تمشى خطوه
سعاد : والله ي بنتى انا مش عارفه اعملها ايه .. احمد بيقول انها تعبانه جداا معظم الوقت خايفه ،، بتتصنع انها قويه وانها بخير .. لكن هى مش كد .. انا حاسه بده .. ساره اعتمدت ع انس بشكل كبير ف حياتها كان بيأمنها .. وكان بيفهمها من غير م تتكلم .. وكله راح
فاطمه : ي ماما .. مش ممكن عبد الله يدايقها !!
سعاد : خليه بس يكلمها وانا هعرفه شغله .. عشان تعبت منه بجد
فاطمه : مش عارفه والله ي ماما مين اللى غلطان ومين اللى عنده حق الدنيا عماله تلف بينا كلنا ومش سايبه حد ف حاله
سعاد : ربك يعينا ي بنتى
وصلو نزلت ساره من العربيه اول مره ياخد باله عبد الله من فستانها .. نص كم وطويل للارض .. لونه اسود فيه نجوم زرقا .. شعرها لطيف جداا بس وهو طويل اجمل ..
كانو طلعو كلهم وكان واقف عبد الله شارد ف ساره .. هى فعلا جميله .. قاطع شروده ف ساره نضال وهى خارجه من البيت دموعها ع خدودها واضح انها معيطه جامد كانت ماشيه بسرعه .. مشى عليها وقفها بصتله وكانت عيونها مليانه كلام اكتر من الدموع اول مره يتأملهم .. حلوين اووى .. افتكر انه كله مره يتكلم وهى تسمعه بس بيسيبها ويمشى قال اخيرا : مين اللى زعلك ؟!
نضال : محدش .. انا بس مخنوقه شويه
سمع عبد الله حد من الشباب ف الحاره بينده عليه قالت : روح شوف اصحابك
سابته ومشت فقدت املها انه يشوفها او يحس بيها خلاص .. باباها كان جايبلها عريس ..وكانت طالعه تشكى لسعاد لقتهم مشغولين ف نزلت جرى ..
عبد الله بص ف ثانيه ملقهاش قدامه كان .. كان محتاج يشوفها اكتر كان .. عايز يشكرها
شاط التراب من غضبه وراح شاف اصحابه
اتحط الاكل وكله اتجمع حولين السفره .. محمد وفاطمه واحمد وساره وسعاد وعبد الله .. عبد الله م اتكلمش قال محمد : واخبار روما ايه ي احمد
احمد : روما دى من اجمل بلاد العالم .. انا عشت فيها اسعد ايام حياتى ي محمد م تتصورش انا روحى فيها ازاى
رزع عبد الله كوباية المايه ع السفره وقال الحمد لله وقام .. احمد كان يقصد شهر العسل اللى قضاه مع سلمى .. عبد الله فهم انه قصده ع ساره استغرب الكل موقف عبد الله كمل احمد : سلمى كمان كانت مبسوطه اوى بالجو هناك .. كانت عماله تقولى بعد م ولدت ملك اننا نروح تانى بس انا كنت مشغول .. احم ..
ابتسم قالت سعاد : خير ي ابنى ربنا رحمها من دنيا العذاب دى .. و خلاها ف المكان اللى يليق بيها
ابتسم ليها وساره مسحت دموعها قالو الحمد لله وقامو دخلو الاوضه .. ساره كانت متوقعه هتقعد ف الاوضه اللى كانت قاعده فيها وانس بس كان ليهم اوضه تانيه
دخلت ساره نامت ع طول واحمد خرج يتكلم ف التلفون ..
.....................
صحيت ساره لقت الدنيا ضلمه خالص حطت ايدها ع السرير جمبها ملقتش احمد .. ضربات قلبها كانت سريعه جداا من الخضه انها لوحدها .. خرجت ندهت على فاطمه ومحمد واحمد وسعاد .. م حدش رد زاد رعبها لقت نور شمعه خارج من اوضة انس .. راحت خبطت .. كان خوفها بيحركها وكانت مرعوبه وجسمها بيرتعش
فتح الباب وكان عبد الله .، لقاها واضح خوف كبير ع ملامحها قال بهدوء : خير ي ساره فى حاجه
قالت : هو فين احمد
حس بضيق قال : خرج مع ماما
ساره كانت بتتردد وخايفه مش عارفه تقول ايه قالت اخيرا : ماشى تمام ..
لو كان عبد الله قفل الباب كانت ساره هتبدا تزعق من خوفها حس بكد قال : ادخلى استنيهم
قالت بكبرياء : مفيش داعى
قال : انا بقرأ الورد ف ادخلى لحد م يجى النور بعدها امشى
كانت مرعوبه ف وافقت وخلاص ..
دخلت الاوضه وكان فى وجع ف قلبها .. ف الاوضه دى عاشت احلى ايام حياتها معاه .. بصت ع السرير وافتكرت يوم م صحيت قبله وقعدت حوالى ساعتين مستنياه يقوم .. وتانى يوم لما صحت راحت القدس وهو هناك .. بعدها صحيت لقته بيقلب ف صور فرحهم .. لما صالحته لما زعل انها كلمت عبد الله ..
كانت دموعها نازله ف صمت و وجع قلبها بلغ اخره جه النور فاقت من ذكراياتها ملقتش عبد الله موجود .. جات خارجه لقته داخل ومعاه صنيه عليها كوبايتين عصير قال : رايحه فين
ساره : النور جه هروح اوضتى
عبد الله : والعصير .. يزعل
ساره : مش بحبه
عبد الله : لازم كنتى تعبانه اوى مع انس ده كان بيحب العصير جدا
ساره : م انا كنت بحبه
عبد الله : انس ؟!
ساره : لاء العصير .. وكنت بحب انس طبعا
قال بنبره فيها شك : يمكن
قالت بزهول : انت بتشكك ف حبى ل انس ؟!
قال : عارفه انهم حلوين اوى
ساره : هما ايه دول
عبد الله : عيونك .. شبه عيونه تمام .. نفس الكلام المحبوس جواهم والدموع .. ونفس الوجع .. حتى الدموع اللى ع خدك كأنها نازله من عيونه هو
ساره : متغيرش الموضوع ..بتشكك ف حبى ل انس ؟!
حط العصير ع الكومودينو وراح ناحية الشباك قال : قولى انتى واحده اتخطبت ل ابن عمها ،، بعدين انفصلو ل سبب مش واضح وف نفس الايام ابن عمها خطب وهى رفضت كل العرسان اللى اتقدمولها ما عدا صاحب ابن عمها .. يوم م اتجوزت سكنت ف بيت جمب ابن عمها ،، مات جوزها م اتأزمتش كتير وقامت اللى طول ازمتها موت باباها .، رفضت تهاجر مع اخواتها وراحت قعدت ف بيت عمها مع ابن عمها .، سافرت تركيا ورجعت اتجوزت ابن عمها .. وف حياتهم واضح انهم كانو متفهمين جداا .. قوليلى انتى ايه رأيك ..
كانت ساكته .. مزهوله من اللى بتسمعه مش مستوعبه فى حد بالبشاعه دى .، قال : طبعا مش لاقيه حاجه تدافعى بيها عن نفسك
اخدت نفس عميق استجمعت بيه كل قوتها قالت : ادافع عن ايه .، هو انا متهمه .، ولو متهمه ف انت اخر واحد ع الارض ممكن ابررله .. حبى ل انس محدش ف الكون يحقله يشكك فيه .. واحمد .. ابن عمى .. هوضح ايه انت مش هتفهم .. كان ليه حق انس لما خاف اتعامل معاك بعد موته
سابته مشت .، كلماتها كانت بمثابة قلم ع وشه قلم فوقه من اللى كان فيه .، قلم شال اخر اثر لحقد صفيه من قلبه ورجعه نقى من تانى .. رجع قلبه للنبض بعد م كان مات .. هو مات مع موت انس والنهارده فاق ع ايد حته منه .. ..
دخلت ساره الاوضه وكانت شبه منهاره مش عارفه لسه تستوعب هو فى حد ع الارض بالشر ده .. النور قطع اتنفضت وجسمها كله راح عرق .. مش عارفه هتعمل ايه بتقاوم انها م تصرخش بس مفيش فايده خبط الباب اتخضت ف صرخت وكتمت صوتها ب ايدها .. فتحت بهدوء لقته هو وماسك شمعه م اتكلمتش .. قال : خدى الشمعه
اخدتها وجت تقفل الباب وقفها قال : انا بجد اسف انا مقصدتش ابدا
ساره : بتعتذر لواحده قتلت اخوك وراحت اتجوزت شريكها ف الجريمه !!
زهل عبد الله هو توقع انها مش عارفه لسه هيرد الباب اتفتح .. خرجت ساره بنور الشمعه جرى لقتهم احمد وسعاد جرت ساره ناحيتهم و وقفت بينهم قال احمد : صحيتى ي ساره
ساره بلوم : اه صحيت والدنيا كانت ضلمه
قال احمد بأسف : انا بجد اسف جداا
سعاد بتلقائيه : عبد الله كمان بيخاف من الضلمه
جه النور قال احمد : الهم لك الحمد آدى النور جه
جت ساره تطفى الشمعه قال احمد : استنى
وقف قدامها وحط ايديه ع ايدها اللى ماسكه الشمعه وقال بطفوليه : سنه حلوه ي جميل .. سنه حلوه ي جميل
بصتله ساره وضحكت كانت سعاد بتضحك وعبد الله بيتفرج ع ضحكتها فيها حاجات كتير ناقصه ازاى م لمحش النقص ده قبل كد
قال احمد : اطفى الشمعه
ساره جت تطفى قالها : استنى اتمنى امنيه الاول
غمضت عيونها استجابة لروح الطفوله واتمنت بعدين فتحت عيونها وطفت الشمعه
ابتسم احمد : ماما كانت بتقول انى عمرى م هعقل ابدا
سعاد : عندها حق ي احمد .. هههههه ربنا يصبر ولادك ابوهم هيبقى طفل اكتر منهم
تعالى ي ساره معايا المطبخ دخلو المطبخ .. كان واضح من ملامح ساره انها متدايقه جامد .. الخوف مع الغضب من اللى قاله عبد الله خلاها فقدت اعصابها
شويه وندهت فاطمه عليهم كانت جات بعد م دخلو المطبخ
فاطمه كانت قاعده مع سعاد ف البيت لانه بعد موت انس طلبت سعاد يكونو جمبها ف انتقلت فاطمه ومحمد .. خرجت ساره لقت البيت متزين ومليان بلالين قالت : ايه ده هو فى عيد ميلاد والا ايه ؟!
احمد : اه
ساره : ومقولتش ليه كنت جبت هديه
ضحكو كلهم سعاد حضنتها جامد وقالت : ده عيد ميلادك ي بنتى
قالت ساره : بجد !! انتو فاكرينه ازاى
احمد : يوم زى ده ميتنسيش ي ساره ... كل سنه وانتى طيبه
_خبط الباب راح عبد الله يفتح وكان مبسوط بالجو العام لقاها نضال ومعاها هديتين قالت : عارفه انك مكنتش عارف ف جبت دى تديهالها يارب تعجبها بس
بصلها عبد الله شويه بيتأمل ف تفاصيلها وهى بتربط الفيونكه بتاعت العلبه اللى هى جايباها وبعدين قالتله : امسك
ادتله العلبه اللى هى شايلاها ونزلت ربطت الكوتشى قالت : ملحقتش اربطه وانا طالعه من البيت كنت مستعجله
عبد الله : ليه ؟!
قامت وقالت : غريبه انك بتسأل ي عبد الله .. مش عوايدك
م ادتلوش فرصه يرد اخدت الهديه من ايده ودخلت كانت ساره اختفى توترها شويه وبدأت تندمج معاهم ادالها كل واحد هديه كانت متفجأه ومبسوطه خلص اليوم ودخلت الهدايا اوضتها كان احمد برا وهى بتفتحهم .. لقت ف هدية احمد فستان .. كان شكله جميل جداا وتحت الفستان ورقه و شال .. الفستان كان لونه وردى لطيف جداا فتحت الورقه لقت مكتوب "الفستان هو ايامنا الحلوه اللى قضيناها معاهم .. والشال نضالنا من بعدهم .. لو لبستى الفستان هعتبرك موافقه تنضمى معايا للمقاومه "
ابتسمت ساره اول امنيه بتتحقق اهو فتحت هدية سعاد لقت لبس طفل و واضح انها كانت بتاعت حد فتحت الورقه لقت مكتوب : دى اول حاجه لبسوها ل انس لما اتولد
ضمتها ساره وشمت ريحته فيها رغم السنين هدية نضال وكانت مميزه عباره عن تيشيرت مكتوب عليه كتائب القسام
فاطمه ومحمد جابو دلاية سلسله دهب وكانت مميزه جداا
خبط الباب راحت فتحت لقته عبد الله قالت : خير
عبد الله : كل سنه وانتى طيبه .. محبتش احرجك وادهالك برا عشان لو مش حابه تقبليها .. بس عارف انك احسن منى وهتقبليها
ساره : مفيش حد احسن من حد .،
عبد الله : اقسملك م كان قصدى .. انا بجد اسف
ساره : حصل خير
اخدت الهديه وقفلت الباب
فتحت الهديه لقت تيشيرت تانى مكتوب عليه فلسطين .. و لقت ورقه استغربت بالذات لما لقت فيها كلام كتير فتحتها لقت فيها "ساره .. ايها الملاك الذى لطالما حاول نصفى الاخر حمايته حتى منى .. اعلم انك لست بخير فى غيابه لست بخير على الاطلاق .. اعلم انك اوفى الناس له .. حتى اكثر منى .. لا اشكك فى حبك وانما شككت فى حبى انا .. اعتذر حقا .. اعتذر حتى ترضين .. ف كونى بخير من اجله قبل اى احد
كل عام وانت بخير 🌸 "
ابتسمت ساره وضحكت قالت : ايه ي بابا انت نسخت روحك ف الاتنين واللا ايه .. ي بختك ي نضال .. هتاخدى النسخه التانيه من عبد القادر
بصت للهدايه وابتسمت .. دخلو السرور ع قلبها مش هتنكر ده ومش هتنسى جميلهم ابدا لكنها تعبانه برضه .. غيرت ولبست الفستان اللى جابه احمد خبط الباب تانى هى مكانتش ناويه تطلع لكن سمعت ظيطه برا .. فتحت لقت عبد القادر بيقول : هتخلصو اليوم من غيرى
اندفعت عليه حضنته وقالت : وحشتنى اوى ي بابا ..
مسح ع شعرها وقال وانتى ي بنتى وحشتينى .. تعالى خدى هديتك
احمد اول م شافها ابتسم الفستان بيدل انها وافقت .. وانها خلعت الاسود اللى احتل ملامحها وقلبها قبل لبسها وبدأت تتعامل مع الدنيا قعدو كلهم سوا كانو بيحكو ..
كانت واقفه نضال ف البلكونه .. وسرحت بخيالها لبعيد شق قلبها نصين واخد نصه معاه .. اتجوز غيرها وخلف منها وبعد م انفصلو ورجع برضه مبقاش ليه حست ب غيمه بتحتل عيونها النهارده فلتت من باباها بالعافيه و ورفض العريس كمان بالعافيه .. وهددها انه المره الجايه مش هياخد رأيها
اتخضت لما سمعت صوته : ده تعدى ع الملكيه ع فكره
استغربت كمل : اللى انتى واقفه فيه مكانى
قالت بذبول : اه معلش .. اسفه
جت داخله حط ايده قدامها سد عليها الطريق .. قال : طول الشهور اللى عدت وانا بحكى وانتى بتسمعى مش ناويه تحكيلى
قالت : لو حكيت عمرك م هتفهم ي عبد الله مش هيفيد الكلام
زاحت ايده ودخلت اوقات بنخاف ندى لروحنا امل من كتر الخيبات اللى بنتعرضلها .. بنخاف نخيب تانى ..
سابته متحير ،. ايه اللى غيرها كد .. ايه اللى زعلها منه للدرجه دى .. لدرجة كانت عيونها مليانه زعل منه بغض النظر عن اى حاجه تانيه ف عيونها قال : ااااه ي عبد الله .. قلبت الدنيا على دماغك و ف الاخر م كسبتش حاجه
دخلت سعاد نامد وعبد القادر نزل راح لاخوه واخد معاه نضال ومحمد وفاطمه دخلو نامو قعد احمد جمب ساره قال : م توقعتش انك هتوافقى بالسرعه دى
ساره : "دخل النضال دمك ي ساره " قالهالى اخر يوم كنا هنا .. كان نفسى نرجع تانى .. وهو معايا .. كان نفسى يشاركنى النضال والمعركه ..
غمضت عيونها ونزلت دموعها .، مسك احمد ايدها وقال : ده الاحسن مش كد !! .. اكيد لو كانو بقو كان شر هيصيبهم .. الحمد لله ان احنا اللى ف العذاب ده مش هما .. وبعدين يالل بقى امسحى دموعك والا هرجع ف كلامى .. وهقول لماما انك خطفتينى وجبتينى هنا
ضحكت : لا والنبى الا طنط سهيله مش هتحمل
ضحك هو كمان وقال : انا هدخل انام .. بالمناسبه حلو اللون ده عليكى .. انس بيفرح لما بتلبسى الالوان
ابتسمت وهو دخل بعدها بشويه دخلت هى غيرت ولبست بجامه وراحت ع السرير لقت علبه كبيره .. عارفاها كويس جداا قام احمد قعد فتحتها وريحة برفانه ملت المكان .. نزلت دموعها فتحت العلبه
وكانت عيونها بيلمعو كأن انس واقف قدامها العلبه اللى كانت بتجمع فيها البدل بتاعته قالت : الجاكت ده .. بتاع يوم م جه اتقدملى .. وده بتاع يوم كتب كتابنا .. "نزلت دموعها " ده بتاع يوم فرحكم .. وده بتاع فرحنا .. ده بتاع فرح فاطمه ..
مسكت بتاع فرحهم ضمته وخبت راسها فيه وقعدت تعيط .. قالت : وحشتنى اوى ي انس .. وحشتنى ريحتك وكلامك وتصرفاتك وحتى خناقنا .. انت فين ي انس ..
خرج احمد بهدوء سابلها مساحه علشان عارف هى قد ايه بتعانى ومش راضيه تعرف حد انها تعبانه ..
افتكرت يوم عيد ميلادها الاول وهما سوا رفض اى حد يقابلها او يكلمها لحد م احتفلو سوا قال : ساره .. غمضى عيونك واحلمى
ساره : مش هحلم بحاجه اكتر من انى معاك
ابتسم بسعاده : طب وايه تانى
ساره : بيبى .. يكون شبهك وفيه كل ملامحك .. وكل شخصيتك .. وضحكتك وابتسامتك وعيونك وقلبك .. وكل حاجه فيك
انس : بس هيبقى اتنين انس ع الارض
ساره : ي ريت لو كل الارض انس .. ده لو فى واحد بس ع الارض دى يقدر يحب زى انس كان عم السلام
انس : واضح ان انس هيتغر
ساره : حقك ي حبيبى تتغر ،، هو اللى زيك ازاى ع الارض اصلا
قال : تعالى ي حبيبتى طفى الشمع .. واتمنى كل الامانى .. افردى جناحاتك وطيرى واتمنى
ضحكت ساره : طب هطير ازاى .. هخبط ف السقف
مسك ايدها وقال : تعالى
ساره : هنروح فين
انس : تعالى بس
اخدها وطلع ركب العربيه وفتح السقف بتاعها قال كد منك للسما .. طيرى بقى
شغل العربيه وانطلق وقفت وفتحت دراعاتها وصرخت باعلى صوت : يااااارب ... انا بحبه يارب .. م تحرمنيش منه ابدا .. يااااارب خليه معايا دايما .. بحبك ي اناااس .. بحباااااااك
كان بضحك بصوت عالى .. كان طاير معاها من السعاده وكان ماسك ايدها خايف ل تفقد توازنها او تقع ..
فاقت من ذاكرتها ودموعها نازله خرجت باقى الجواكت من العلبه .. لقت ورقه فتحتها قرأت اللى فيها وانهارت من العياط " ساره .. لو عملو اللى قلتلهم عليه ف النهارده عيد ميلادك .٢٨\١٢ .. اجمل يوم ف الحياه .. والاكيد انك وحدك دلوقتى .. زى اول عيد ميلاد قضيناه سوا .. كنا سوا .. انا وانتى بس .. طلبت النهارده ف اخر حاجه سبتهالك .. ورقه منى وسط جواكت البدل اللى احتفظتى بيهم كلهم .. عارف انك طلبتى من ربنا اكون معاكى دايما .. وف عيد ميلادك التانى طلبتى البيبى .. عارف ان الاتنين مبقوش معاكى بس مش مشكله .. هو احنا عندنا ايه ف الدنيا غير نحب ونفترق .. هتعدى وهتجيلى .. خليكى عارفه انك وحشتينى اووى .. عارفك تعبتى .. عارفك محتاجه زى كل مره بتتعبى بتروحى لحضنى لحد م تهدى وترجعى .. كان سرنا .. روحى بقى لماما .. هتلاقيها مستنياكى .. كملى الليل معاها .. وكل م تتعبى روحيلها .. مستنيكى ي ساره .. كل سنه وانتى طيبه .. بالمناسبه ي ساره مش ملاحظه حاجه .. ان يوم عيد ميلادك مع بداية فصل الشتا .. احب الفصول لقلبنا احنا الاتنين .. وبداية سنه جديده وعهد جديد لينا احنا الاتنين وبس ..
انس "
كانت بتنتفض .. لمت الجواكت واخدت واحد منهم وجرت على اوضة سعاد خبطت ودخلت .. لقت سعاد مستنياها .. حضنت سعاد وفضلت تصرخ ب آه طالعه من اعماق اعماقها .. سعاد ضاماها وبتسمع ل وجعها فاضت ساره من تعبها حتى لو بتحاول تتناسى .. كان واقف احمد وعبد الله عند الباب كانت صوتها عالى قالت : موجوعه ي ماما .. موجوعه اوووى هو كان هنا كانت كل حاجه عاديه مكانش حد بيكلمنى النهارده بيحاسبونى ع النفس اللى بتنفسه كأنهم بيحاسبونى انى ممتش معاه .. كأنى كنت ماسكه اوى ف الحياه .. وجايين يحاسبونى ع انى اتجوزت .. ولا كأنى بنى ادمه وليا مشاعر وليا قلب .. كله حكم عليا انى خاينه ،. وانى نسيته .. وانى .. وانى .، " بصت لسعاد وقالت : انا مقتلتهوش ي ماما والله م قتلته .. هقتل روحى ؟! .. هقتل النفس اللى اللى معيشنى .. هقتل الضل اللى اتخبيت فيه .،
ضمتها سعاد : متعمليش ف نفسك كد ي بنتى ..
مكانتش قادره تاخد نفسها .. خرجت فاطمه ع صوتها كانت منهاره .. سعاد حاسه بيها انس قالها ساره هتقولكو انها بخير وهتحسو انها مفيهاش حاجه وهى شايله جبل .. انا هخليها تعترف بكل حاجه بس خليكى جمبها ي ماما
قاطعت الذكرى اللى جت ف دماغ سعاد ساره لما قالت : كان عارفنى اكتر من نفسى .، كان كل حاجه فيا .. ده مكانش بيتحمل يسمع بس انى تعبانه او متدايقه .، لا هو اذى حد ولا انا اذيت حد ليه الناس بيأذونى .. ي انس تعالى خدنى بقى تعبت خلاص ،.
سعاد : احنا محتاجينلك ي ساره
قالت : وانا مش مهم محتاجه ايه ،. مش مهم نفسى ف ايه .. قلت ل احمد يقتلنى .، مقتلنيش ولا سابنى انتحر .. ولا حد سابنى بعدها ولا خلصت من كلام الناس .. قعدت اربع شهور ف بيت عمى طنت سهيله بتبخ سمها فيا كل وقت كأن بيتها الواسع مفيهوش اوضه تساعنى لا طلبت منها اكل ولا شرب كانت منكده عشتى كأنى انا اللى قتلت سلمى علشان اتعس ابنها .. انا ماذتش حد ..
بعدها سلمنى القدر ل ادهم اللى وجعنى لما قال انه معادش ع الارض كأنه بيذلنى او بيقولى خلاص معادش فى اللى تتخبى ف ضهره .. وف المستشفى عيون الناس وهى بتاكلنى والممرضه اللى قالت مكملتش السنه واتجوزت .. هو انا اتجوزت بمزاجى !! .. انا لسه بتعالج .. باخد عقاقير عشان اقف ع رجلى عشان م انهرش ف اى لحظه .. عشان اعرف انام وم اشوفش ليلتها .، لسه مزورتش قبره لانه مش قادره استوعب للنهارده
كان دخل احمد وفاطمه .. محدش عارف يهديها وعبد الله قعد ع الارض عند الباب وكان دموعه نازله وهو بيسمعلها .. خرجت فاطمه قالت لمحمد : كلم بابا ي محمد .. اول م رد اخدت التلفون وكانت بتفنهق ومش قادره تتنفس قالت : الحقنا .. ي .. بابا .. ساره عماله تعيط .. شكلها تعبانه اوى .. محدش عارف يهديها ..
عبد القادر : حاضر جاى دلوقتى
قعدت ساره حوالى نص ساعه حاضنها احمد وسعاد وفاطمه ماسكين ايدها وبيعيطو معاها وهى بتعيط وبس كل الالم اللى عاشته بعد م خرجت من المستشفى خرجته عليهم .. دخل عبد القادر لقاها ع وضعها خرجهم كلهم برا وقعدها ع السرير .. قعد جمبها وكان احمد واقف مخرجش قال عبد القادر : اقعد جمبها ي احمد
توقع احمد ف اللحظه دى انها هتقتله علشان انقذها .. راح قعد ف هدوء قال : ي ريتنا متنا معاهم ي ساره .،
قالت : مش عارفه اتمنى ايه .. يارب يكون كابوس ونصحى منه .. كنت بصحى كل يوم اتخانق معاه .. علشان مش عايزه اصحى .. ذنبى ايه ان شغلى بعد شغله بساعتين علشان اصحى معاه .. لازم نفطر سوا .. كان دايما يقولى كد "انا م اتجوزتكيش عشان افطر لوحدى ي هانم "انا اصلا بصحى قبله بنص ساعه .. بس بحب يتخانق فيا .. ويضحك اول م ارفع البطانيه ..
احمد : كانت حاده جداا وعصبيه .. بتتخانق ع اى حاجه .. وتتصالح قبل م اكمل جملة انا اسف .. اخر مره اتخانقنا قالتلى انا بكرهك .. لما حست انى زعلت قالتلى انا بكرهك من شدة العشق .. اعلى سقف الجنون
ساره ركنت راسها ع كتفه قالت : وحشنى اوى ي احمد
خرج عبد القادر .. مسك احمد ايدها قال : نفسى ترجع ثانيه واحده بس ..
ساره : انا تعبت
ضمها احمد بدأت تعيط تانى وقامت خرجت بسرعه .. خرج وراها لقاها راحت الحمام لقى الكل قاعدين ساكتين .. راح قعد جمب عبد القادر وسكت
مسح عبد الله دموعه وقال : خد بالك منها ي احمد ..
سكت احمد مش عارف يقول ايه .. اشتاق لسلمى فعلا .. مش انس لوحده ملجأ ساره .. هو كمان كان بيلجأ لسلمى كل م بيتعب .. ربت عبد القادر ع كتفه وقال : هتهون ي ابنى
خرجت ساره وكانت هديت تماما قالت : انا بخير متقلقوش .. اسفه ع الدربكه اللى عملتها دى كلها .. تصبحو ع خير
دخلت ساره .. ودخل بعدها احمد نامو .. دخل كل واحد نام
وصلت رساله على تلفون عبد الله فتحها لقاها نضال بتقول : اخبار ساره ايه
رد عبد الله : انا تعبان اوى ي نضال
ردت : سلامتك من اى تعب .. ايه اللى حصل
عبد الله : كنا سته ي نضال معرفش واحد مننا يهديها .. انس مكانش بيعانى علشان تكون بخير .. ليه هو وحده كان قدها واحنا السته النهارده معرفناش نسد نص مكانه
نضال : انس لو كل الكون حاول مش هيعرف يسد بس ربع الفراغ مكانه
عبد الله : بتحبيه للدرجادى ؟!
نضال : انا محبتش غير شخص واحد بس .. وطلع حمار اعمى
ابتسم عبد الله مش عارف ليه للحظه حس انه حمار جدا لخبطه كتير ومش فاهم حاجه رد : اومال ليه بتقولى كد ع انس
نضال : انس كان سندى ي عبد الله .. مش مجرد اخويا .. كان كل م الحمار يزعلنى يراضينى ويصبرنى ويقولى هيعقل .. انس كان كل الأمل اللى ف الدنيا
بعت عبد الله : كنتى بتعيطى ليه النهارده ؟!
ردت : صدقنى لو هتفهم كنت قلت لكن انت قلبك اعمى .. انا هنام
قفلت لكن دماغه فتحت حمار اعمى !!
انت اعمى !
هيعقل ! عدت ايام وانضمو للمقاومه .. ساره واحمد وعبد الله وفاطمه ومحمد .. كانو بيتناوبو .. كل يوم بيروحو اربعه منهم ويبقى واحد مع سعاد .. لحد م ف يوم اختارو فاطمه ومحمد واحمد وساره ف عمليه .. قعد عبد الله مع سعاد .. كان فى خصه ف قلبه قلقان جداا .. بس كان بيحاول يتلاشى قلقه قال لسعاد : ماما هى نضال مش بتيجى ليه ؟! ليها حوالى شهر ونص من يوم م تعبت ساره ومش بتيجى
سعاد :وانت يهمك ف ايه امرها
عبد الله : مش بنت عمى ي امى .. ليها حق عليا
قالت : والله ي ابنى م عارفه اقولك ايه .. عمك حابسها ف البيت
قال بغضب : ليه !!
سعاد : علشان كل م يتقدملها عريس ترفضه
عبد الله : طب ده مبرر يعنى يخليه يحبسها ؟!! هى حره ف اختيارها
وبعدين هى بترفض ليه
سعاد بتلقائيه : مهى مستنيه حمار معين يفهمها ويحس بيها
كأن سعاد بتقوله هو ي حمار قال : طب واحنا ي ماما هنسكت كد م هى حره تتجوز الل. هى عايزاه .. هو الجواز اجبار واللا ايه
معودتوناش ع كد
قالت سعاد بقلة حيله مصطنعه : وانا ف ايدى ايه ي ابنى اعمله
قرب منها وقال ف هدوء : م تعزميها ع الغدا النهارده
قالت : وانت مالك بيها .. غريب امرك انت مكنتش بتلاحظ حتى انها غايبه
عبد الله كان بيهرب من سعاد : الله !! مش بنت عمى ي ماما .. مش ليها حق عليا .. وبعدين يعنى .، المفروض نقف معاها مش نسيبها كد .. بالله عليكى كلميهم خليها تيجى ع الغدا النهارده
سعاد : انا معاهم ي عبد الله خليها تتجوز .. دى جالها عرسان ياما .. وهى رافضه .. مش راضيه حتى تقابل حد .. زودتها بصراحه
حس عبد الله بغضب كبيير جداا .، يعنى ايه هيجوزوها غصب عنها .. ويعنى ايه تتجوز اصلا بص لسعاد وقال : كد يعنى !! .. انا هروح اقلب الدنيا ع عمى واجيبها هو ايه .، اللى هيتجوز هيتجوز برضاه .. ونضال مش هتعمل حاجه غصب عنها
سعاد : هتقول لعمك ايه ها ؟!
عبد الله : مش هتفرق
خرج عبد الله من البيت .. رنت سعاد ع نضال قالت : كله ماشى
حسب الخطه .. اجمدى وكمليها للاخر
نضال : بابا مش هيوافق اخرج ي طنط .. ده كان عايز ياخد منى التلفون وقطع عليا النت
سعاد : متقلقيش ي بنتى .. ربك هيسهلها
خبط الباب بتاع بيت احمد .. فتح لقاه عبد الله سلم عليه قال عبد الله : ماما بتستأذنك ي عمى نضال تيجى تتغدى معانا وباعتانى اجيبها .، من ايدى ل ايدك ومش هتأخر
احمد : وانا قلت مش هتخرج ي عبد الله .،
عبد الله : مهو ده مش حل ي عمى يعنى انت عارف الشباب مش بيجى بالطريقه دى
احمد : لاء ي عبد الله .، هتيجى وهاخد منها التلفون وهاخد منها كل حاجه لحد م توافق
عبد الله كان حاسس بنار ف قلبه مش عارف سببها .، قال : طب هقعد معاها اقنعهالك انا
قال احمد بحده : نضال .. ي نضال
دخلت نضال وكان باين الرعب ع وشها ادرك لحظة م دخلت انها واحشاه جداا .. اخد باله انه كان عايز يشوفها لا ده كان هيموت ويشوفها .. اذن العصر قال احمد : هروح اصلى ف المسجد واجى الاقى المهزله دى خلصت
اول م خرج باباها حست بخنقه .، قعدت ع الكرسى وعيطت .. سحب كرسى وقعد جمبها قال : بلاش دموعك ي نضال
كان مخنوق جداا حس قلبه هيخرج من بين ضلوعه .. رفعت عنيها ليه وكانت مخزنه كتير مقدرتش تتكلم قال : بصى ،، هنتجوز .. ونستنى لحد م الحمار بتاعك يحس .. وف اى وقت تحبى ننفصل .. شكل عمو منشف دماغه اوى .. وانا مش مرتاح وانتى كد
بصتله نضال وفاضت عيونها قالت : متجيش على نفسك علشانى مش هقبل بده
عبد الله : انا عايزك ي نضال .. مش مجبر عليكى ،، ومحدش حتى اقترح ده .، ولو عشتى مرتاحه مع اى حد هفرحلك .. لانك حته منى .. انا معرفش مين اللى انتى مستنياه بس مش مشكله اكيد عنده ظروفه ف استنيه زى م انتى ونتجوز علشان نرضيهم .. كد كد عمو هيجبرك ع العريس الجاى .. ف خلينا نمشيها احنا بطريقتنا ..
مد ايده ليها .. وكان مبتسم بسعاده كأنه هيتحصل ع كنز .. حطت ايدها ف ايده وكانت متدايقه .، يعنى يوم م هيقربها منه هيقربها علشان راجل تانى هو فعلا حمار ..
دخل احمد لقى ايدها ف ايد عبد الله .. لسه هيتنرفز قال عبد الله : وافقت .. عليا
بصله احمد وقال : يعنى ايه ؟!
عبد الله : مش كان شرطك توافق ع العريس الجاى اللى هيتقدملها .. وادى العريس .. وهى موافقه
احمد رفع حاجبه بعدم موافقه قال : هتتجوزها عشان تروح معاك تتغدى .. وبعدين اشمعنى انت يعنى ..
بص ل نضال وكانت مخبيه روحها ورا عبد الله .، خايفه من ردة فعل باباها .. دخلت مامتها قالت : خلاص بقى ي ابو محمد البنت وافقت وعبد الله شاب زى الورد .. مش هتلاقى احسن منه ليها .. خلى الفرح يدخل حياتنا بقى .. تعبنا من الحزن ..
اخد نفسه وقال لعبد الله : باباك جاى النهارده ابقى خليه يعدى عليا .. بص لنضال تانى قالها : انتى فعلا موافقه ؟!
نضال : ايوه ي بابا ..
قال : طب روحى اتغدى معاه ف بيتهم .،
ابتسمتله وراحت باست ايده وقالت : ربنا يديمك النا يابا
حس احمد انها فرحانه جداا بشكل مختلف .. بعد م خرجت هى وعبد الله قال لمامتها : البنت كانت عايزاه ؟!
بصتله وقالت : فاكر ي ابو محمد .، رفضت البلد كلها لحد م جيت اتقدمتلى ..
ابتسم بعدين رجعت ملامح الجد ليه قال : بس انا مكنتش متجوز ومطلق ومعايا عيلين ي ام محمد
قالت : وايه المشكله ي حبيبى بس .. المهم انه راجل محترم وبيحب البنت .. والبنت كمان بتحبه .. متقفش ف طريقهم .. انت اخر مره شفت بنتك فرحانه فيها كانت امتى ؟!
قال : من سنين طويله محستش فيها الفرحه غير من شويه
ابتسمت : خلاص بقى متطفيهاش
...............
اول م خرجو من البيت مسك ايدها ،، ارتجف جسمها كله وسحبت ايدها بصلها قالت : انا كد كويسه
قال : كد ي صاحبى .، م اعرفش انك ورا الاصفاد غير بعد شهر ونص
ضحكت نضال قال : اخيرا
قالت : كأنه يهمك ي دكتور .. وبعدين ايه صاحبى دى
قال : مش انتى قبل كد قلتيلى ي صديق .. انا اعتبرت اننا اصحاب
نضال : يمكن
بصلها حس بخيبة امل .. ليه بتعامله كد وبتحاول تبعد عنه .. هو اتكتب عليه يتعلق باللى مش بتحبه ؟! وحمار مين ده اللى يضيع نضال من ايده .. حست كأنها حره كانت مخنوقه من تحكم باباها .. انها طايره كانت سعاد قاعده ف الصاله لما دخل قالت : ها جبت نضال ؟!
عبد الله : لاء جبتلك خطيبتى
قامت سعاد وشها مخطوف لقت نضال داخله ابتسمت وقالت : بجد !! .. اخيرا ي حمار فهمت
اتصدم عبد الله .. هو الحمار فعلا .. هو الاعمى .. ف اللحظه دى مرت ع ذاكرته كل لحظه كانت نضال بتحاول فيها تقرب منه وهو مش فاهم من وهما اطفال قال بتوعد : يعنى طلعت انا اللى نازلين شهر ونص شتيمه فيا انتو الاتنين !!
خبط الباب بشكل سريع .. اتخطفت سعاد من غير سبب فتح عبد الله دخل محمد وفاطمه جرى محمد جاب كرسى لفاطمه قعدت وكانت منهاره من العياط قالت سعاد : ايه اللى حصل
قال محمد بفزع : العمليه فشلت
عبد الله بلهفه ضيعت من نضال املها : وساره !!؟
اتحول نظر الجميع ليه قال : اقصد ساره واحمد هما فين
قالت فاطمه : وقعو ف الاسر
كانت صدمه ع الكل .، نزلت دموع نضال ومكانتش مصدقه اللى بتسمعه ،، وسعاد كذلك .. دخل عبد الله اوضته .. وخرج لابس الجاكت وكان متعصب لدرجة محدش عرف يوقفه حاول محمد لكن معرفش .. ساب البيت
نضال خرجت وراه ندهت عليه كان هو عند باب البيت وقف نزلت السلم .. مسكت ايده بحنو وقالت : خليك بخير
غمض عيونه وضغط ع ايدها بهدوء قال : ادعى
مشى وهى طلعت كانت عماله تدعى
الضلمه جواها كانت اكبر بكتير من الضلمه اللى برا .. متكتفه و مش سامعه اى صوت حست ب برد جسمها بيتنفض سمعت صوت باب بيتفتح .. صوت خبط من اماكن متفرقه .. ساره ذكيه جداا لدرجة عرفت انهم اخدوها ل هناك للمساد .. محدش استشهد ولا كان اسير غير هى واحمد .. كان واضح ان دى مصيده ليها هى واحمد .. قالت ف نفسها "جه وقت الانتقام " قالت : مهو مش هنقضيها كد منى لصوت الخبط ده .. انت لو راجل صح واجهنى وشيل اللى على عيونى .. واللا خايف احسن اعرف اننا ف المساد
شال الرباط من ع عيونها وقعد قصادها .. لمواجهة عيونها رهبه .. رهبه كبيره ابتسم تلقائى قال : اهلا بيكى ف ارضنا
ضحكت ساره باستهزاء .. بينتله المسافه اللى بينهم حس بمراره ف حلقه قالت ساره : ارضكم !! .. انتو مش بس اغتصبتوها وسرقتوها منا وكمان جاى تستقبلنا ع ارضنا ع انها ارضكم .، ده انت بارد جداا
رد : لسه يا عرب فاهمين انها ارضكم .. انتو بتحلمو
قالت باستفزاز : فعلا بنحلم .. وكل حلم هيجيلو يوم وهيتحقق .. وهيجى اليوم اللى مش هتعرفو تقفو قدامنا وهتهربو مننا زى الفيران ل جحورهم .. وكمان هتبقو اقل من الفيران
ضربها قلم ع وشها من قوته وقعت ع الارض بالكرسى .. حست بوجع ف بطنها لكن تمالكت روحها بسرعه علشان تخرج من هنا .. شاور داوود ل اتنين واقفين ف طرف الاوضه قوموها قرب منها وخلخل صوابعه ف شعرها وهمس ف ودنها : نسيت اقولك انى عندى اصول شرقيه
ساره كانت باصاله بغضب وبتحاول تبعده عنها قالت : ع اساس راجل يعنى
بعد عنها تفت الدم اللى اتجمع ف بوقها قال : مش عايز اضربك تانى .. خلينا نخلص اللى انتى جايه علشانه بهدوء
ساره كانت ف عالم تانى افتكرت انس وهو بيقولها انه راجل علشان كد لازم يحافظ عليها "انتى ارق من انى امد ايدى عليكى " قالت ف سرها الحمد لله ي انس انك مشفتش اليوم ده والا كنت هتموت فعلا النهارده حد مد ايده عليا .. عمرى كله محدش عملها .. الحمد لله انك مش هنا فاقت على صوت داوود بيقول
من حوالى تلات سنين كنتى هنا .. وقتلتى واحد من رجالتنا
قالت بفخر : خمسه .. ومش هما بس
داوود : برافو .. وانا عاملك مفجأه .. هديه منا ليكى بس ايه .. هتبهرك
شاور للرجاله دخلو احمد .. وقف وراه داوود وفك الرباط من على عنيه ،، شاف احمد دم ف وش ساره نازل من جمب عينها ومن بوقها اتخض عليه سألها : انتى كويسه ؟!
قالت مطمنه ليه : بخير ي احمد .. م تقلقش .. وانت !!
قال داوود : انا اسف هقطع عليكو اللحظه الحلوه دى بس انتو مش هنا عشان تتطمنو ع بعض ..
قال احمد : قول اللى عندك خلينا نخلص من هنا
ضحك داوود وقال : الجميله بتقول انها ارضكم وانت بتقول نخلص من هنا
احمد : هى ارضنا وهيجيلنا يوم ندوس عليكم ونرجع حقنا ،، بس مفيش اتقل من انك تكون اسير ع ارضك .. كمان واضح جداا انكو جايبينى انا وساره علشان عايزين حاجه معينه لانه زمان الدنيا مقلوبه علينا دلوقتى .. الوقت مش ف صالحكم للاسف
كان هادى احمد مما اثار عجب داوود وازاى فهم انهم عايزينهم ف حاجه .. وازاى ساره فهمت ده كمان .. قال حاجه بالعبرى .. بدأ فيديو يشتغل جمبهم .. على شاشه كبيره .. فيديو من بيت انس يوم م ماتو .. جابو الرجاله وهما داخلين اوضة احمد .. واحد كتم صوت سلمى و حد كتم صوت ملك ادولهم حقنه هديو هما الاتنين ودبحوهم .. بصت ساره ع احمد لقت دموعه مغرقه وشه و هادى ..
شهقت ساره اول م جه الفيديو عليها هى وانس وهى ماسكه ف دراعه وهو بيحاول يأمنها .. هشام وهو ماسك مسدسه وموجهه ناحيتهم وف لحظه طلعت الطلقه من المسدس : آآآآآه
قالتها ساره كأن الطلقه صابتها بعدين جات صوره ليها اول م ضربها هشام بالسكين ف بطنها .. بعدين صوره ليها وهى بتروح ف الغيبوبه و انس وسلمى وملك ..
قال احمد : انتو ايه .. انتو حيوانات .. حتى الحيوانات عندها احساس .. انتو مش بشر
حط داوود ايده ع كتفه وقال ببرود : انا عارف انك مش خايف ع نفسك بس انت اعقل منها وهتخاف عليها
سكت احمد لحظات حس فيها داوود بالقوه انهارت اول م بدأت ساره تتكلم : كل م بتقتلو فينا .. وكل م هتقتلو فينا هنكبر وهنزداد قوه .، انتو حتى اضعف من التحدى واضعف م المواجهه .. انتو اوسخ كائنات ع الارض .. انتو اقذر من اننا نعتبركم بشر
وقع الكرسى ع الارض للمره التانيه نتيجة قلم تانى على وش ساره من داوود صرخ احمد باسمها وبص لداوود بكره ونزل فيه شتيمه .. شاور داوود للاتنين اللى واقفين طلعو احمد برا .. وكان احمد ف حالة جنون حقيقيه ..
وساره خايفه ل يعملو فيه حاجه زاد وجع بطنها .. و وجع قلبها اضعاف .. عيطت بصمت حاولت تتماسك بكل قوتها وجع بطنها زياده بس هى مش عايزه تبين لو عرفو انها حامل ممكن يقتلو الطفل تانى .. وهى خايفه مرعوبه .، هى مخبيه ع الكل علشان محدش يعرف حتى احمد خايفه ل يعرف ف يقول لحد ف ياخدو منها طفلها تانى .. حطت ايدها ع بطنها وضمتها بهدوء
دخل حد همس ل داوود ف ودنه بحاجه قال داوود لساره : كان عنده حق الدكتور .. طلعتى غاليه اوى ع العالم .. هتخلصو من هنا .. لكن هنتقابل تانى .. اللى يشوف جمالك مره ميعرفش ميلفش العالم علشان يرجعله
خرج داوود والرجاله اللى معاه سمعت صوت احمد وهو بيصرخ باسمها .. ضمت بطنها اكتر وهمست : حبيب ماما .. اصبر ارجوك .. ارجوك يا قرة عينى م تورنيش شر فيك انت كمان .. اتحمل .. هانت
كانت الدنيا خراب ف بيت عبد القادر .. سعاد وفاطمه ونضال قاعدين جمب بعض يعيطو وعبد الله رايح جاى ىيبص ع التلفون خبط الباب راح بسرعه عبدالله فتح لقاه عبد القادر .. مشت عليه سعاد وقالتله اللى حصل .. محمد قعد جمب فاطمه وضمها قال : هيجو ي حبيبتى
قالت : ساره كانت تعبانه اووى .. قالت انها هتتراجع بس مقدرتش .. اخدوها هى واحمد بس
ضمها محمد جامد قال : عارف ي حبيبتى .. كفايه بس عشان الحمل .. وهما جايين
طلعت نضال البلكونه قعدت ع الارض وضهرها ف الحيطه .. عيطت كتير .. دخل عبد الله قعد جمبها ومسك ايدها سحبت ايدها وقعدت تلعب ف شعرها قالت ودموعها نازله : لو كان هنا كانت حصلتله حاجه .. الحمد لله انه مات قبلها .. اللحظه دى كانت هتموته من القهر ..
عبد الله : هترجع ي نضال .. بوعدك بده .. هتكون معانا النهارده
خبط الباب .. جرى الكل اولهم عبد الله فتح الباب قال : ساره واحمد ..
دخلو ساره كانت ماسكه ف ايد احمد ضاغطه عليها بقوتها من المها .. قعدت وركنت براسها ف حضن سعاد وعيطت بصوت عالى وسعاد حاضنها بكل قوتها وقف عبد الله ورفع راسها من حضن سعاد اتأمل ملامحها عرف انهم ضربوها ع وشها ..
افتكر يوم م عيطت عشان هو ضرب صفيه .. انس وهو بيقول بكفايا اذى .. النهارده اذوها ي انس .. هجيبلك انا حقها ..
دخل اوضته جاب مسدس كان شايله ،، وخرج متعصب .. حاول يوقفه محمد وعبد القادر م عرفوش .. يوقفوه .. موقفش الا لما ندهت ساره عليه بضعف راحلها قالت : انا السبب .. انا اللى عملت كل حاجه .. كان عندك حق .. انا اللى قتلته
كان واقف الكل ف زهول مسكت المسدس من ايد عبد الله وحطته ف ايد احمد وحطته ع قلبها ،، وايد احمد ع الزناد قالت : خد بطارك .. بنتك ومراتك وصاحبك ،، ريحنى ارجوك
مسك محمد المسدس من ايدها وفكه .. قالت : سامحونى كلكم انا م استاهلش اى حاجه ف ده كله .. سامحونى ع انه مات بسببى .. انا اللى اتسببت ف موته ومفيش فرق ،، آآآآآه ي انس .. ي ترى لو كنت عرفت ان انا السبب كنت هتعمل كل اللى عملته علشانى
قال عبد القادر : كفايه !!
سكتت والكل سكت اول مره يكلمها بحده قال : ايه اللى انتى عاملاه ف نفسك ده ،. انس مات علشان عمره انتهى .. انتى السبب فعلا بس ف انه بدل م يموت موته عاديه مات شهيد .. بدل م يبقى مش عارف مصيره جنه واللا نار كان مرتاخ لانه ف الجنه .. تفتكرى انه مكانش عارف .. ازاى ؟! كان عارف ي ساره .. بس حبك اكتر لانك حققتيله حلمه .. فوقى بقى بكفاياكى عذاب لروحك .. كلنا عشنا حياتنا وانتى بتعملى ف نفسك ايه .. اتنفسى ي بنتى .. مش كد
قوم احمد وقعد جمبها ضمها قالت بطفوليه : يعنى انتو كنتو عارفين !؟ ومش زعلانين
ضمتها سعاد وقالت : اه كنا عارفين ،، ومش زعلانين ،، انتى بنتنا ي ساره .. انس قال انه ساب روحه فيكى .، وقلبه .. ونفسه .. وريحته ،،
عبد القادر : روحى اغسلى وشك ..
سعاد : قومى معايا ي بنتى ..
سندتها سعاد ونضال ومشيو بيها قبل م توصل الحمام وقعت من طولها اغمى عليها .. جرى عليها احمد شالها ودخلها اوضتهم ..
بعد حوالى نص ساعه
كان واقفين كلهم قدام الباب خرجتهم الدكتوره و وقفت فاطمه معاها .. ندهت نضال ع عبد الله وكانت واقفه عند باب المطبخ كانت بتهمس خايفه ل محمد يشوفها ف يتدايق .. دخل عبد الله قال : نعم
قربت منه كوباية عصير وقالت : انت مأكلتش حاجه من الصبح .. اشرب ده ..
بصلها واتأمل ملامحها قال : لو ساره بقت بخير هنكتب كتابنا بكرا .. موافقه ؟!
بصتله ونزلت دموعها قالت : موافقه
ابتسم واخد العصير منها كان مرهق جداا اليوم كان صعب عليه وعليها جداا قعد ع الكرسى واخد نفس بطئ كأنه محمل بالاثقال .. قعدت قصاده نضال وقالت : تعرف !! انا اتمنيت ف يوم امنيه .. وكنت بدعى ربى يتقبلها .، لكن لو كنت اعرف ان تحقيق الامنيه وانس مش هنا .. مكنتش هتمناها ..
نزلت دموعها حس عبد الله بوجع قلبه زاد قال : عارفه ي نضال .. بطول السنين اللى عشتها مع صفيه مفيش مره دموعها فرقت معايا ولا قطعت قلبى كد .. م تعيطيش ارجوكى
مسحت دموعها وهدت ..
خرجت الدكتوره جرى الكل عليها قالت : بالراحه ي جماعه ان شاء الله مفيش حاجه .، هى بس تعبت علشان اتخطبطت خبطه جامده ف بطنها وده خطر على الحمل طبعا ف هتاخد يومين كد ع ما تتعافى ما شاء الله عليها حملها متين .. خدو بالكم منها واول اربعه وعشرين ساعه بلاش حركه خالص
احمد قال : حمل !! قصدك ايه
بصتله باستغراب وقالت : مش حضرتك الدكتور احمد سامر .. معقول حضرتك ماخدتش بالك انها حامل دى داخله ع الشهر التالت .. استأذنكم حد يجى معايا اديله الروشته يجيبها
راح محمد معاها ودخلو كلهم عند ساره .. لقاها احمد ضامه الجاكت بتاع انس وبتعيط قال : كنتى عارفه ؟!
ساره ضمت بطنها وقالت : ايوه
احمد : ومقولتيش ليه
ساره : خفت عليه .. خفت ياخدوه منى زى م اخدو اللى فات .. مش هتحمل اخسر منهم تانى ي احمد روحى خلصت معادش فيها اخسره ضمها قال : مش هنخسر تانى ي ساره .. مش هنخسر باذن الله
نزلت دموعها قالت : وحشنى اوى ي احمد .. كل حاجه فيه ليه مخلتنيش اروحله
ضمها اكتر قال : عشان لسه ميعادنا مجاش
بعدت ومسحت دموعها قال عبد القادر : من زمان م دخلش الفرح بيتنا ي ساره .. دلوقتى انتى دخلتيه .. الف مبروك
ابتسمت ساره : الله يبارك فيك ي بابا
سعاد : لولا الليل اتأخر كنت زغردت من فرحتى .. يتربى ف عزكو
ابتسم احمد وساره .. باركلهم الكل وخرجو قالت ساره : الدكتوره قالت حاجه وحشه ؟!
احمد : قالت البيبى طالع زى مامته اسد .. بطل ي ساره .. حملك متين بس عايزه شوية راحه .. مفيش حركه لمدة اربعه وعشرين ساعه
ساره : انا فعلا محتاجه ارتاح ساعدها ريحت جسمها ع السرير .. ونام ع الكنبه اللى قصاد السرير قال : ساره !!
ساره : نعم ي احمد
احمد : ع قد التعب اللى تعبناه والالم اللى حسينا بيه الا انى النهارده فرحت .. فرحت اولا لان الكلب م وصلش للى هو عايزه .. عارفه كان عايز ايه
ساره : كان عايزك تقتلنى او تعذبنى بكلامك او ان اهل انس ينفونى وابقى من غير مكان
احمد : وثانيا علشان خبر حملك .. الطفل ده ي ساره مش ابنى انا وانتى .. ده ابننا احنا الاربعه .. زى م كانت ملك
بص على ساره لما طولت ومردتش لقاها راحت ف النوم ابتسم ف اطمئنان قال : يارب .. احفظه يارب .. يارب ي انس تكون مبسوط دلوقتى
قام فتح الدولاب وخرج منه ايشارب كان عند سلمى كانت دايما تعمله تربون ع شعرها ويبقى شكله جميل .. ضمه ونام
.................
دخل محمد وفاطمه نامو قال عبد الله لباباه : عمو احمد عايزك ي بابا
عبد القادر : فى حاجه والا ايه
قرب منه عبد الله وهمس : هتطلبلى نضال منه
فرح جدا وقال : بجد !! .. ربنا يبارك فيكم .،
قال عبد الله : عندى طلب واحد .. ارجوك اقنعه نكتب الكتاب بكرا ..
عبد القادر : اشمعنى دلوقتى بقيت مستعجل
بصله عبد الله وابتسم .. افتكر انس ولهفته ع ساره ورغبته اللى كانت كبيره انهم يعجلو الامور كأنه كان حاسس
قال : حاضر ي عبد الله .. اللى تشوفه .. بكرا هروحله
قال : لاء ي بابا دلوقتى .. بكرا بعيد
ضحك وقال حاضر .. هى فين نضال .. هروحها معايا
نده عليها كانت واقفه مع سعاد راحت جرى وقفت جمب عبد القادر غمزلها عبد الله وابتسم .. اتكسفت ومشيت .، جه نازل وراها مسكه عبد القادر قال : لسه مش دلوقتى .. امسكى ابنك ي سعاد
قال : هوصلكو طيب
عبد القادر : عارفين الطريق ،، واللا انده ع محمد وانت عارفه معندوش تفاهم
ضحك : لاء كله الا محمد خلاص
ليله حس فيها الجميع بالاطمئنان .. نانو مرتاحين وراضيين بشكل كبير .. كانت كفيله تغير حياة
صحيت ساره تانى يوم كان الشباك مفتوح والشمس منوره الاوضه جت تقوم حس احمد قال : رايحه فين
قالت : عايزه كوباية مايه بس مش قادره اقف
قعد قال : صباحك خير
ابتسمت وقالت : يسعد صباحك
خرج وابتسمت هى وهى بتبص ل بدلته اللى جمبها قالت : وحشتنى اوى ي انس .. وحشتنى اكتر بكتير مما تتخيل .، انا قويه بيك لحد دلوقتى .. انا بحاول علشانك ..ودلوقتى بقيت بحاول علشانكم انت والبيبى اللى ف بطنى .. محتاجه اكون قويه .. اتمنى تكون سامعنى .. انا بحبك اوى
خبط الباب ودخلت نضال معاها كوباية المايه قالت : ي صباح الخير
ساره : يسعد صباحك
نضال : جيت اقولك خبر حلو
ساره : اخيراا .. قولى
نضال : قاعدين برا دلوقتى مستنيين المأذون .. هيكتب كتابه عليا
قالتها بفرحه كبيره .. ضمتها ساره وضحكت لاول مره تضحك فعلا من يوم م غابو بعدت نضال عنها قالت : هو فعلا ساب روحه فيكى ؟!
استغربت ساره كملت نضال : اصل حسيته هنا
ابتسمت ساره قالت بمرح : اقولك انا كنت متوقعه .. هاتيلى البوكس اللى هناك ده .. هتحضرى كد واللا ايه
نضال : اومال هحضر ازاى
ادتلها بوكس كان كبير قالت ساره وهى بتفتحه : هتحضرى زى عروسه هيتكتب كتابها النهارده
خرجت من الشنطه فستان كان خراافى .. لونه اسود فيه ورد ملون متوزع على الفستان بشكل مديله لمسه جميله ..
قعدتها ساره وخلتها جابت الميك اب .. وظبطتها وعملتلها شعرها .، قالت : هو كد
اتوجعت ساره رغم انها م قامتش بس دارت بسرعه قالت نضال : انتى كويسه
ساره : اه انا كويسه جداا النهارده بالذات
ابتسمت نضال كان سعادتها اكتملت كتبو الكتاب ودخلها محمد الدفتر تمضى وخرج .. كانت مكسوفه جداا ومبسوطه جداا قاعده جمب ساره .، وساره بتغنيلها و هى تتكسف اكتر
خبط الباب ودخل الرجاله ع الجو الحلو ده قال عبد القادر : انا قلت ساره بهجة بيتنا
قالت ساره موجهه كلامها لفاطمه : من غير لمسة فاطمه متبقاش بهجه ..
ضحكت فاطمه وبصتلها قالت : اشغل يعنى ؟!
ساره : الله !! .. اومال يبقى فرح ازاى .. ماما
ردت سعاد : نعم ي حبيبتى
ساره : معقول اليوم اللى كلنا كنا مستنيه مش هتزغردى فيه ؟! .. حتى عشان البيبى يفرح بخالته وعمه
ابتسمت سعاد زغردت وعلى صوت الفرح على الحزن ف حياتهم كلهم عدى شهر ونضال ف بيتهم مش بتخرج من كسوفها .، ولو راحلها عبد الله مش بترد عليه ..
ساره واحمد كانو بيتعافو وبيتعاونو على كل حاجه علشان م تتعبش ساره مره كمان وقررو هيرجعو مصر .. فاطمه ولدت ولد زى القمر كان شبه نضال جداا ،، ولدت بعد كتب كتاب عبد الله ونضال باسبوع كان ميعاد طيارة احمد وساره النهارده كان كلهم متجمعين هياكلو سوا بعدين هيمشى احمد وساره .. نضال حضرت وكانت واقفه ف المطبخ مع سعاد .. عبد الله كان هيموت ويشوفها .. قالت سعاد : روحى ي نضال هاتيلى المصليه خلينى اصلى العصر .. هتلاقيها عندك ف اوضة عبد الله
راحت .. دخل عبد الله المطبخ وقف عند الباب يبص عليها ملقاهاش حس بخيبه ،، اتمشى لحد اوضته فتح الباب بعنف .. اتفزعت وقعت منها المصليه ع الارض ابتسم عبد الله بسعاده قال : هو القمر بيطلع ف اوضة نومى ؟!
مردتش كانت هتعيط من كسوفها وفرحتها وفجأتها وهو مبتسم بيقرب منها وهى بترجع لورا مسكها وقال : مش هتحرريه
قالت بصوت يكاد يكون مختفى : هو ايه
عبد الله : الكلام اللى ف عيونك
نزلت دموعها ضمها ليه بقوه .. وهى مسكت فيه قالت : انا بحبك ي عبد الله .. بحبك من زمااان اوى .، بحبك اكتر مما تتصور .. كنت بتمنى اللحظه اللى هتحس فيها بوجودى .. وانت كنت بعيد وبتبعد .. كنت مع واحده غيرى .. كنت بدعى ربنا ليل ونهار ومكنتش عارفه اقبل حد غيرك
قال : خلاص اهدى .. بقيتى معايا .، هعوضك عن كل دقيقه اتعذبتيها ف بعدى بس خليكى معايا
مسكت فيه اكتر واكتر ..دخلت فاطمه وهى بتقول فين ي نضال المصليه ما...
بعدت نضال بسرعه اخدت المصليه وخرجت جرى .. قالت نضال : انا بجد اسفه .. الباب كان مفتوح
مسح ع وشه وكظم غيظه حوله هزار وقال : ميهمكيش .. بس عارفه لو عملتى كد تانى هعمل ايه ؟! .. مش هكلمك انتى هطلع عين محمد
ضحكت وقالت : لاء خلاص الا محمد
رجع احمد وساره مصر واستقرو هناك .. وقبل م تلف السنه كان عبد الله اتجوز نضال وفتح عياده ف فلسطين واستقر هناك .. رجع مصر اخد اولاده من صفيه ورجع بيهم فلسطين ..
كان العام على حياتهم شئ من الاستقرار كبير خلفت ساره ولد كان جميل جداا وسموه عبد الرحمن .. وبعدها بسنه بالظبط خلفت بنوته سمتها قدس .. كانت بتشتغل وبتحقق النجاح ورا النجاح هى واحمد سعاد بتزورهم من وقت للتانى ... كانت ساره مستمره ف انها تروح لخالد ..
كانت واقفه قدام السرير ف اوضة الاطفال وشايله قدس بتنيمها دخل احمد لاعب قدس وباس راس ساره اللى قالت : بابا جه ي قدس اهو .. اه زعلانين منه علشان اتأخر ..
احمد : انا اسف والله ي ساره انتى عارفه الشغل عامل ازاى ..
نيمت قدس ف سريرها ومشيت قدامه ع المطبخ قالت : طب وفين صحتك من كل ده ي احمد ،، انت مش بتلحق تنام .. ولا بتاكل ولا بتشرب .
قالتها بحده بصلها احمد وابتسم وسكت قالت : ايه ؟!
احمد : ابدا اصلى حسيت للحظه ان سلمى اللى قدامى .. نفس حدتها لما كنت اتأخر او اعمل حاجه متعجبهاش
ابتسمت ساره : الله يرحمها
حطتله الاكل وقالت : الولاد ي احمد مش بيشوفوك خالص اقعد معاهم شويه حتى .. مينفعش كد
احمد : حاضر ي ساره .. هقعد بكرا واهو علشان نستقبل طنط سعاد
قالت : الحمل تاعبنى جداا المرادى ي احمد .. حاسه كأن فى سكينه ف بطنى
احمد : بتاخدى العلاج
بصتله وضحكت بعفويه قالت : مش ملتزمه اوى يعنى
بصلها بزعل : ليه يعنى مش فاهم
ساره : م انت عارف .. الشغل والعيال والبيت
احمد : الشغل جبنالك مساعده .. والعيال انا وانتى عارفين انهم مش محتاجين تنشغلى فيهم كد .. والبيت عندك داده ام عصام .. عايزه ايه تانى
اخدت نفس خرجته بتقل قالت : حاضر ي احمد
قال : انس بيسلم عليكى .. وبيقولك مش هتروحى ؟!
ساره : قوله هانت .. هروح ان شاء الله .. احمد ..
بصلها قالت : ينفع م اروحش لخالد تانى ؟!
وجه كل اهتمامه وتركيزه ليها قال : ليه فى حاجه حصلت ؟!
قالت بخيبة : مهو مفيش حاجه حصلت .. مفيش حاجه بتتغير ي احمد .. انا زى م انا .. لو جت سيريتهم مبتحملش ولو حصلت حاجه بترجعنى ليهم بقوتها ،، لسه باخد نفس العلاج عشان اقف .. عشان م انهارش .. كل حاجه زى م هى .. انا مش هتعالج منه ي احمد لو هو مرض ف انا راضيه .. انت فاهمنى مش كد ؟!
احمد حط ايده ع قلبه وضغط قال : الوجع ده مش هينتهى الا يوم م نجتمع ي ساره .. لو حابه توقفى علاج براحتك مش هتدخل ف قرارك .. المهم تكونى بخير
ابتسمت : ماشى ..اطلع ارتاح وانا هرفع الاكل وابص ع الولاد واجى
وقف وقال ب ابتسامه : ابقى اعمليلى انتى الاكل .. م تخليش داده ام عصام تعمله ممكن !
ساره : حاضر
مهما اخدت الحياه مننا .. ومهما عملنا هنفضل نواجهها بكل قوتنا .، بالتجاوز .. بالتناسى .. حتى بالتناسى اننا مش بخير .، اننا ف المكان الغلط لحد م نروح مكانا .. اننا مع الناس اللى المفروض منكنش معاهم .. لحد م نوصل للناس الصح .. هنتجاوز ونعدى
كانت واقفه ساره بفستان لطيف بتستقبل ضيوفها سعاد ومحمد وفاطمه وعبد الله ونضال .. نضال كانت حامل هى كمان .، قربت سعاد من ساره بعد م سلمت عليها وقالت : هى بطنك كبيره ليه كد ي ساره
قالت بتلقائيه : اصلهم توأم ي ماما
ابتسمت سعاد وقالت انتى ف الشهر الكام
ساره : السادس
سعاد : ربنا يتتملك ع خير
قضو اليوم سوا وكان الجو مرح بينهم نضال كانت نايمه طول اليوم ..وسعاد كذالك كانت واقفه ساره ف البلكونه دخل احمد الاوضه ضحكت وقالت : هو غلبك تانى !! تعالى تعالى
وقف احمد جمبها وقال : سرحانه ف ايه .. ساره ف اللى حصل .، حد تخيل اننا نرجع الجزء الكبير ده من ارض فلسطين .، ونضيق الخناق على الصهاينه للدرجه دى ،، حد تخيل نتحد تانى ونقف ع رجلنا من جديد .، ونبدأ بخطوات ثابته ناحية التقدم .. حد قال وطنا العربى يزدهر كد ونفتح عيونا نتنفس حريه وامل ..
ابتسم احمد قال : ربك كريم ي ساره .. لقى الامل جوانا مات ف حب يعرفنا ان جزء بسيط من رحمته لو نزل الارض هيحصل ايه
ساره : متتصورش ي احمد فرحت انس وهو داخل وطنه بعد كل السنين .، تخيل النهارده الشعب السورى وهو داخل ارضه بعد السنين ماشى الحرب خلف فيها خراب وف قلوبهم دمار لكن رجعو .، امتى بقى فلسطين كمان تتحرر ونتنفس من جديد
احمد : قريب باذن الله .. ضمت بطنها وركنت راسها ع كتفه قالت : لو فى بنت ف بطنى هنسميها فلسطين
احمد : ولو ولد ؟!
ساره : قاسم او قسام
احمد : موافق
قالت : بقيت مطيع بشكل غريب الايام دى هبتدى اخاف
ضحك : الفكره انى حاسس بتعبك ف مش عايز اتعبك لكتر بجدال معايا
قالت : قصدك مش عايز ترفض ف نتجادل ف تفتكرها وافتكره مش كد !!
احمد : اه كد
قالت مغيره الموضوع : بكرا عيد ميلاد الولاد عايزه اجيب شوية طلبات
احمد : ماشى ننزل
تانى يوم نزلو فعلا وهما راجعين قالت بنرفزه : مكناش سيبنا قدس عند مامتك ي احمد ايه الداعى يعنى
احمد : معلش ي حبيبتى .، قالت هتجيبها بالليل واهو تريحك منها وانتى بتزينى البيت ..
لمح احمد حجاره ع الطريق استغرب ونزل علشان يشوف ايه ميل علشان يحاول يشيل الحجاره كانت كبيره .. جت ضربه ع دماغه افقدته وعيه
فتح عيونه لقى بيبان العربيه مفتوحه وساره وعبد الرحمن مش فيها .،
اتفزع جامد وركب العربيه راح بسرعه ع مركز الشرطه كان قاعد وقدامه صاحبه حكاله اللى حصل قال صاحبه : طب مفيش اى حاجه غير كد .. عربيه كانت لتطاردكم اى حاجه
احمد : للاسف لاء .. بس .. فى ابليكشن ف تلفونى يعرف مكان تلفونها
للضابط : وساكت من بدرى
......
فتحت عيونها لقت نفسها مربوطه واقفه ف عمود وقصادها مربوط عبد الرحمن نزلت دموعها اول م شافته ضمت بطنها بقوه قال داوود : قلتلك ي ساره .. اللى يشوف عيونك مره لازم يلف العالم ويرجعلهم .. وانا لما سبت اسرائيل جيت هنا علشان ابقى جمبك ..
بصتله بغضب وقالت : هيجى اليوم اللى هتقف فيه مزلول قدامى .. قلتلى اننا بنحلم .، وادى الحلم اتحقق انت م سيبتش اسرائيل انت هربت من قدام العرب زى الفار اللى ملهوش مأوى ف بترمى من مكان لمكان ..
رفع ايده ولسه هيديها بالقلم مسك ايده هشام قال : لاء .. مش دى ابداا ..
قالت ساره : لاء راجل ما شاء الله .. ياك فاهم ان دى المره الاولى .. عارف ي داوود هردهملك .. انت فيك عرق شرقى .. بس متعرفش حاجه عن العرق العربى .، المصرى بالذات ولما بيتأصل ف حد مننا بيبقى عامل ازاى
قال : نفسى اعرف جايبه القوه دى منين
ردت : اسأل هشام .. هو ادرى الناس بيه ،، مكانش بيرفع عينه ف عنيه .. واحمد ما شاء الله عليه .. جبل اصلهم رجاله علمونى الصبر والاخلاص
بص داوود ل هشام خرج هشام .. قرب منها داوود وقال : انزلى عن غرورك ي ساره .. واقبلى تعيشى معايا وانا هعملك كل اللى انتى عايزاه .. هخليكى من اسياد الارض
بصتله ساره بقرف قالت : مش هعيش غير مع جوزى .. لو اتقتل جوزى اللى بحبه ف احمد بقى بينا اطفال وعشره .. بس انت وامثالك مش هتفهمو ده
نده داوود ع هشام وكانت عيونه ف عيون ساره خرجت طلقه هزت كيان ساره على ابنها الوحيد بصت بدهشه وعيونها مدمعه مش عارفه تعمل ايه ولا تحس ب ايه صرخت صرخات كتيره وندهت باسمه نزلت دموعها بغزاره قالت : هقتلك ي هشام .. وحياة كل اللى راحو هقتلك
سمعو صوت ضرب نار جامد جرى هشام بص من شباك كان ف الاوضه قال : ده الشرطه ومعاهم رجالة قوات خاصه ..
بص داوود ل ساره بحزن مكانتش هى واعيه للى حوليها قال : صدقينى انا بحبك .. عشان كد مقدرتش اعملها بنفسى
نزلت منه دمعه حزنا ع منظرها وهى بتعيط بسبب حاجه هو اللى عملها
جرى كان هشام سبقه ..
دخل احمد لقاها مربوط اتهز جامد لما شاف عبد الرحمن بصتله ساره وقالت : طب ملك ادولها مهدئ لكن ده !! .. ابنى ي احمد
صرخت ب اه قويه وهى متسنده عليه قال احمد بثبات مصطنع : عيليتنا هناك بتكبر ي ساره ،،
ضموه هما الاتنين .. وخرج احمد ساند ساره وشايل عبد الرحمن .. مشى عليه عبد الله اخده من ايده وقال : ربنا يعوضكم
جه الشرطى صاحب احمد قال : كل رجالة العصابه اتمسكو الا واحد بس
قالت ساره بغضب : مسكتو داوود ؟!
الظابط : هو ده ؟!
كان ماسكينه رجالة الشرطه قوة ساره نفسها مشيت عليه .. وضربته قلم .. طير الدم من بوقه واخلت توازه .. ادتله القلم التانى وقع ع الارض .. اندفع عليه احمد حاول صاحبه يبعده قاله محمد : سيبه ده اقل طار ليه عنده
وسط الزيطه اخدت ساره مفاتيح عبد الله وركبت العربيه وطارت بيها
وقفت قدام الباب اللى ياما دخلت منه وهى متعلقه ف ايده او ماسكه ف دراعه .. او راكبه جمبه ف العربيه وبيضحكى .. ل اول مره تدخل من يوم الحادثه .. خرجت المفتاح من جيبها .. المفتاح اللى اعتبرته رمز من رموز حبهم مش بيفارقها .. فتحت الباب ودموعها مش بتقف دخلت ل عند قبره .. لقت ورد مشت ايدها ع القبر وضمة حبة تراب رفعته شمته ركنت ايدها ع القبر وريحت راسها علي ايدها قالت : الدنيا بقت وحشه اوى بعد م مشيت ي انس .. كأن وجودك كان شايل عنى كل المصايب ولما مشيت .. توالت عليا .. كنت بتطلب منى تكون بخير .. طب هكون بخير ازاى و كتفك مش هنا علشان افرغ عليه كل الحزن الل. فيا ويحتوينى .. وحشتنى اوى ي انس و وحشنى حضنك .. ومش عارفه الاقيك فين
جالها صوته : ارفعى راسك ي ساره هتلاقينى رفعت راسها بزهول لقته واقف لابس التيشرت اللى جابتهوله وهما ف فلسطين ومبتسم كعادته الابتسامه اللى بتعشقها .. م سألتش .. قعد جمبها ومسك ورده قطفها وراح سحب ساره لحضنه مسكت فيه وعيطت جااامد قالت : معدتش متحمله خلاص .، كل يوم بتهد ومش عارفه اعمل ايه .. من يوم م مت والحياه والوجع والالم مش سايبينى ف حالى
رفعت راسها ليه وقالت بلوم طفولى : انت مت ليه .. سبتنى لوحدى ليه ي انس
ضمها انس اكتر وقال : انا اسف .. لو ف ايدى وحياتك م كنت هفارقك لحظه ،، بس اقدارنا
مسكت فيه اكتر ودموعها بتحتد قال وهو بيمسحملها : متنسيش ان دموعك بتتعبنى
ساره مسكت ف ايده وباستها قالت : وحشتنى اووى
مسك ايدها وابتسم : الدبله لسه ب اسمى !! والسلسله ف رقبتك .. ودبلتى الفضه
ساره : يوم م هخلعهم يوم م اموت
_______
كان قاعد احمد جمبها لقى دموعها سايله مغرقه وشها وبتقول : انس
بهمس وحيويه
قامت مفزوعه ،، ضمها احمد وقال: اهدى .. ارجوكى اهدى
قالت : فين ابنى ي احمد .، دفنتوه !!
بصلها بحزن وقال : ربنا هيعوضنا عنه
ساره : ايه اللى جابنى هنا
احمد : دخلنا البيت وراكى لقاناكى راكنه راسك ع قبر انس وفاقده الوعى
قالت : انس .. انس كان معايا ي احمد .. "قالت بحسره " بس مشى ..ليه اخدتونى من هناك
ضمها اكتر علشان يهديها لكنها بعدت قالت : فين قدس.
دخلت سهيله وف ايدها قدس جرت قدس ع ساره قالت : مامى ..
ضمتها ساره وقالت : حبيبة مامى عامله ايه
قالت : كويسه
ابتسمت ساره ودموعها نازله ضمتها بقوه واتخبت فيها قالت سهيله : ي ريتك سبتى عبد الرحمن كمان معايا ي ترى عملتى ايه المرادى عشان يقتلوه ..
قال احمد بحده : ايه اللى بتقوليه ده ي ماما
بصت ساره ل احمد ومسكت بطنها قالت: مش قادره ي احمد آآآآه
خرج احمد بسرعه نده الدكاتره
كان واقف هيموت من قلقه عليها كان معاه عبد القادر وسهيله والباقيين بياخدو العزا .. قال عبد القادر : ايه اللى حصل ي ابنى مش قلت انها كانت كويسه
قال احمد وهو باصص ناحية مامته : مش عارف ي عمو .. مش عارف .. انا تعبان اوى .. مش متحمل اى صدمه تانى .. ومتقوليش اجمد ولا خليك قوى عشان اكتفيت
ضمه عبد القادر نزلت دموع احمد ع ابنه ل تانى مره .. ومراته اللى مش عارف مصيرها ولا مصير اولاده اللى ف بطنها .. ركن ضهره ع الحيط و وقف يدعى بصمت
راح عبد القادر قال حاجه لسهيله سابت البنت ومشيت خرج الدكتور قال احمد بلهفه : طمنى ارجوك
الدكتور : هى حاليا بقت بخير .. والحمل تمام .. هتقعد معانا يومين لحد م نتطمن عليها .. بس المرادى عدت ع خير مش هيبقى فى مرات جايه للاسف .. لازم تبعدها عن اى ضغط نفسى
قال احمد ف استسلام : حاضر .. حاضر
مشى الدكتور قال عبد القادر : ايه رأيك اخدها عندى ف البيت .. اهو تبقى مع ام عبد الله تهتم بيها
احمد : تخرج بس من هنا .. خد انت قدس وابعدها عن ماما .. لحد م تفوق ساره وتتعافى
دخل احمد لقاها نايمه .. افتكر الايام اللى كانت هى فيها ف الغيبوبه .. وقد ايه كانت صعبه الحياه .. اديها بقت اصعب ي ساره .. بس لو كل واحد فينا لوحده كانت هتبقى ازاى .. اللهم لا اعتراض
ريح ع كرسى جمب سريرها .. غمض عيونه باعياء
حس ب ايد بتدمد ع كتفه فتح عيونه لقاها .. راحة قلبه .. واقفه ومبتسمه ابتسامتها اللى بتزيل عنه اى عناء .. وقف م اتكلمش حضنها بقوه وبكى .. بكى كأنه مش هيبكى تانى ل عمر .. قعد ع الارض وهى قعدت جمبه قال : وحشتينى
ابتسمت ومسكت ايده باستها وقالت : وانت جداا
قال : حلوه الجنه ؟!
سلمى : مستنياك ..
احمد : وملك ؟!
سلمى : مشتاقالك
احمد : انا مش كويس ي سلمى ..
فردت رجلها وخبطت ع ركبتها وقالت : ارتاح ي احمد
ريح راسه ع رجلها قعدت تمسح ع شعره بصمت بعدين قالت : ها بقيت احسن !!
احمد غرس راسه ف رجلها اكتر كأنه بيترجاها م تمشيش قال : خليكى ي سلمى متمشيش .، انا لسه مش كويس
مسكت ايده وقالت : م سألتش عن عبد الرحمن يعنى .،
رفع راسه وقال : هو معاكم !
سلمى : من اول دقيقه .. وملك فرحانه بيه جداا
قال بخيبه : ساره تعبانه اوى
رجعت راسه ع رجلها وقالت : هتبقى بخير
قام قعد باصصلها كأنه عايز يشبع عيونه منها وهى باصاله كأن جزء من روحها لسه متعلق فيه حضنها بقوه وخوف شم ريحتها اللى بيعشقها ولسه بيتعمق ف ريحتها فتح عيونه لقى روحه قاعد ع الكرسى وساره نايمه قدامه .. وسلمى مش موجوده .. مسح دموعه اللى نزلت غصب عنه ونزلت وهو نايم بس حس بشئ من الراحه .. من الاطمئنان .. خرج الايشارب بتاعها من جيبه وضمه بقوه
فاقت ساره وراحت قعدت ف بيت عبد القادر واحمد كام بيروحلها كل يوم اوقات يبات معاهم واوقات لاء .. قضت ساره باقى شهور الحمل ف السرير احمد متابعها خطوه بخطوه وعبد القادر وسعاد معاها .. كانت واقفه ف الجنينه وهو كان راجع من الشغل عندها دخل كانت هى ف اوضة انس خبط ودخل كانت سعاد واقفه بتلاعب قدس ف الجنينه .. وساره متابعاهم حط ايده ع ضهرها قال : عامله ايه
قالت : كويسه بتعافى .. او بحاول اتعافى .. تقدر تقول اتعودت ع الصدمات .، كل جزء بيتقطع من روحى ويتدفن تحت التراب .. ماما .. فراق سلمى .. هاله .. انس .. موت سلمى .. ملك .، البيبى .. طنط هند .. بابا .. فراق اخواتى ،، جوازنا .. اول مره حد مد ايده عليا .. موت عبد الرحمن ... خلاص ي احمد تفتكر فى ايه تانى !! تفتكر اى الوان العذاب هيعيشوهالى تانى .. تحت مسمى الحب .. اى حب ده اللى يخلى واحد يقتل غير حب نفسه مش اكتر .. آآآآه .. انا كويسه ي احمد متقلقش ..
اتنهد ومسك ايدها باسها قال : هانت
منعت دموعها من النزول وقالت : قدس وماما سعاد مبسوطين اوى سوا .. اقولك ع سر ..
احمد : قولى
ساره : بحس انها بتعاملها كأنها بنت انس مش بنتنا ..
ابتسم احمد : انس كانت روحه فيكى ي ساره اكيد البنت فيها كتير منه .. عارفه ! ..
سلمى قالتلى انه ملك هتقضى مع انس عمرها ومش هيسيبهالنا .. غالبا توقعت ده
ابتسمت ساره واتقطعت ابتسامتها لما لقت حد ملثم طالع يجرى ناحية سعاد ضربها ع دماغها فقدت وعيها واخد البنت وطلع فوق سور الجنينه كان احمد نزل جرى رفع اللثام وشاور ل ساره بايده واختفى .. كانت ساره واقفه مش قادره تتحرك بدأت تولد غاب احمد وهى بتصارع ودموعها سيوول .. وصلت لتلفونها بالعافيه رنت على عبد القادر قالت : الحقنى .. الحقنى ي بابا ..
قعدت ع الارض .. افتكرت يوم الحادثه .. وهى بتزحف ناحية انس .. قالت بهمس : لو كنت هنا مكانش هيحصل كل ده .. ي ريت لو .. لو تاخدنى ليك .. آآآآه ..
نزلت دموعها .. دخل احمد جرى رفعها حاسه بيه لكن مش سامعاه ولا عارفه تركز ف اى حاجه .. حاسه انها جواها قنبله هتنفجر .. بتصرخ وبس يمكن حد يفهم ،. او حد يحس بيها .. احمد ملقاش اى اثر للى خطف البنت عمال احمد يشجعها علشان تاخد انفاسها بانتظام .. وصلت المستشفى نزل جرى شالها دخلها العمليات للمره التانيه بيحاول ينقذ ما يمكن انقاذه .. شافت كذا طفل ف ايده هو والممرضات رفعت ايدها علشان تلمسهم و نزلت ايدها فقدت وعيها بعد حوالى ساعتين ونص خرج احمد من العمليات لقى سعاد واقفه وجمبها عبد القادر مشى عليها احمد كان باين عليه الارهاق هو لما رجع البيت كانت سعاد وقفت ف خلى كل همه ينقذ ساره وبس
عدى اتطمن احمد ع سعاد وطمنها ع ساره وراح غاب شويه
دخل عبد القادر عليه عيادته قال : البنت اختفت معرفش راحت فين ..
عبد القادر : ساره اخرت ليه كد ي احمد وايه الكلام اللى قالته الممرضه ده
نزلت دموع احمد قال : نزفت جامد .. لو مكنتش شيلت الرحم كانت هتموت .. مش هنكر ان ربنا عوضنا بس ساره هتحزن جامد ي عمو .. انا معرفتش اتحمل امانته .، هو كان مانع عنها اى شر لكن انا .. مش عارف اعمل حاجه .، عاجز وبس
حنى راسه وبكى .. معادش قادر هو كمان .. اولاده و ساره والحنين والشوق والقهر .. ل تانى مره يشيل ساره بين ايديه ودمها سايل انقذها من الموت .. وهى اول حاجه هتعملها لما تفتح عيونها تتهمه بالانانيه ..
طبطب عليه عبد القادر وقال : طب م تبص للموضوع ان ربنا ادالك تلات اطفال زى القمر .، المرادى ربنا كرمك من وسع
احمد : قاسم وقسام وفلسطين .. وقدس التايهه
عبد القادر : قدها ي احمد
فتحت عيونها لقت احمد مبتسم بيقول : صباح الخير على شمسى اللى لو غابت يوم اموت
قالت ب ابتسامه : ايه الروقان ده كله
احمد : النهارده اتحررت فلسطين بالكامل وبقى كل الوطن العربى ملك للعرب 🌸 .. وربنا رزقنا بتلات اطفال
قالت ودموعها نازله : وقدس ؟!
احمد : هنلاقيها ي ساره .. هنلاقيها
_______________________
النهايه 🌸....
"انس ..
ايها الانيس .. يا ذاك الحبيب الذى استوطننى .. يا ذاك القلب الذى احتوى قلبى بكل اوجاعه .. كنت رفيقا بى كما لم يكن احد من قبلك .. لولا ينعتونى بالجنون لقلت انك كنت ابى .. لا انكر اهتمام ابى بى .، ولكن اشعر انك خلقت لتهتم بى ولأجلى .. لتكون معى حتى ان فارق جسدك ،، اخبرتنى ان الاطفال ستجعل الحياة تمر سريعا .. اخبرتنى انه ان تزوجت ستمضى .. سأكون كما لم اكن سأنسى واتناسى .. لا تعرف ي حبيبى ان من احب قلبا ك قلبك لا ينساه .. ولكن فادنى التجاوز .. فادنى بقوه .. اخبرك سرا .. انا لم اتجاوز قط " وقفت كتابه وعيطت جامد .. اخدت نفسها استجمعت نفسها ومسحت دموعها كملت " احببتنى حد الموت .. كنت تقول دائما انك تحتاج اعمار الى عمرك حتى تهدينى الحب الكاف .. كنت تعلم ان عمرى انا الذى لا يكفيك .. اعدتنى للحياة حتى بعد موتك .. اردت لى السلام ف اعددت الجميع حتى يجلونى احد ضلوعهم فلا يؤذونى ،، يا انيسى .. كنت انا القلب وانت كنت الضلوع .. ويا حسرة على قلب بات بدون ضلوع .، يا حسرة عليه يا ضلوعى ،، اتممت اليوم ثمانية وعشرين عام .. بلا ضلوع .. بلا حياة .. اعانى وانت بعيد .. اظن بل اوقن انه لو كنت هنا ما كنت سأعانى هكذا .. انكسر قلبى واصبحت الادويه هى ما تقيم جذعى .. اعتذر لكنى اخبرتك انى قويه ف وجودك كان مصدر قوتى وانا بدونك لا استطيع .. اشتقت اليك .. اشتقت كثيرا جداا .. اكثر مما ينبغى .. اشتقت ان اضع رأسى بين ضلوعك .. الى جانب قلبك حتى اسمع ذاك النبض الذى يعالج كل الامى .. تلك الانفاس التى تغمرنى بالدفئ .. تغمرنى بالامان .. الامان يا انس .. ذاك الذى لم اشعر به يوما منذ ان قطعت انفاسك .. آآآآآه يا حبيبى .،
لماذا اكتب لك اليوم !! .. لا اعرف صدقنى .. ربما لانى اليوم سعيده من اعماق قلبى .، كأنك هنا .. واى ام تلك التى لا تطير سعادة يوم عرس ابناءها .، قاسم وقسام وفلسطين .. اتعرف قسام يشبهك كثيرا حين اتعامل معه اشعر كأنك هنا يملك قلب حنون .. وقاسم ك ابيه .. بطل .. ملك المواجع فقد هو ايضا حبيبته منذ اعوام ولكنه تعافى .. اخشى ان يكون مثلى انا واحمد .. اخشى ان يظل محتفظا بحبيبته للابد .. على الرغم من جمال هذا الحب الا انه قاتل .. قاتل يا حبيبى .. اما عن فلسطين فقد استعمرت ك امها .. لكننا استطعنا حل الامر وهذه المره حللناه من جذوره حتى لا تعانى ..
اما عن قدسى .. تلك الزهره التى حرمنى رؤياها ل خمسة عشرة عام .. ثم عادت تحمل لى بداخلها كره لا نهاية له .. لا اعرف كيف اتعامل مع هذا الكره منذ عشرة سنوات رغم انها تعشق اباها
لا اعرف ماذا ارتكبت فى حقها حتى تكرهنى هكذا .. حزينه من اجلها للغايه لكن لا يهم طالما مرتاحه فى حياتها .. ستتفاجئ فى قلب من وقعت هذه الفتاة .. انس ابن اخوك .. منذ ان عادت الى وهم على وفاق سويا فقد استقر عبد الله هنا بعد ان تحرر وطنك احبها كثيرا انس .. لكن لا اظن ان احدهم يحب كما تحب انت .، اجل .. ف انا عشت معك ثلاثة اعوام فقط .. على اثرها اعيش ثمانية وعشرين عام .. مع كل سقطه يخرجنى حبك فقط .. حتى اكون معك ف النهايه ،، لذا لا احد يحب ك انت
مع حبى و شوقى .. ساره "
قاطع شرودها ف شرايط الزينه اللى بتتزين بيها البيت قدس لما قالت بجمود : مبسوطه مش كد !!
اتلفتت ساره وقالت ب ابتسامه : فى ام م تبقاش مبسوطه يوم فرح عيالها
قالت قدس : ااه .. قولتيلى .. طيب
قالت ساره : ليه ي قدس موافقتيش تعملى فرحك معاهم
قالت : اقولك الصراحه .. عشان انتى اللى اقترحتى ده
خرجت قدس حاسه بالانتصار لانها نكدت ع ساره .. او حاسه بالرضى عن نفسها ..
اما ساره م زعلتش هى قررت انه محدش هيعكر صفو اليوم ده عليها دخل قاسم وقسام قال قاسم : واااو ايه الجمال ده بس ع الصبح
قسام : بصراحه انا بحسد بابا .، ع انه بيصحى كل يوم ع وش بالجمال ده .، وابتسامه بالسحر ده .. وقلب بالرقه دى
قالت : ايه حيلك حيلك انت وهو .، الرومانسيه دى ل مراتاتكم مش ليا ..
ضحكو دخل احمد قال : بتعملو ايه ي عيالى ف اوضتى ..
قاسم : بصراحه ي بابا
قسام : كنا بنحقد عليك
احمد : ليه يعنى
شاور قسام ع ساره وغمز قال قاسم : نلاقى فين ست ف حلاوة ماما
اخدهم احمد تحت دراعاته وقال بهمس : اخبطو دماغكم ف الحيطه .. مفيش زى ساره ع الارض
ابتسمتله ساره جداا وقف .. وطلعو الاولاد قالت : باصصلى ليه كد !!
احمد : مش عارف ،، بس دى اول مره من تمانيه وعشرين سنه اشوف الابتسامه دى
وسعت ابتسامتها قالت : مش فرح اولادنا .. وانت ..
احمد : مالى ؟!
ساره : عيونك بيلمعو ..
ابتسم : النهارده مش سارقين من الدنيا الفرحه ي ساره
ساره : احنا فرحانين فعلا ي احمد ،، مش بنمثل .. ولا بنتخيل
بص .. انا مبسوطه .. جداا جداا فوق ما تتخيل .. مش عشان الفرح بصراحه .. بس حاسه انه احنا كد قربنا .. وانه فعلا هانت
ابتسم .. ضمها قال : الحق شويه احسن انتى عارفه انس .. غيور .. ضحكت بصوت عالى وضمته هى كمان قالت : تفتكر مين فينا هيروح الاول
قال : مش عارف .. بس اتمنى تكونى انتى
ساره : ليه م نكونش سوا .. ونخلص بقى ..
حس انها طفله مش ساره اللى عاشت معاه بكل الحزن اللى شافه .. كان سعيد وهى مش عامله حساب لسن ولا لاى حاجه وبتطوح
واقف مبتسم بسعاده .. هو كمان فرحان مهما كان الجاى ف العمر مش زى اللى راح وفى شعور عميق جواهم انهم قربو يروحو للى مشتاقينلهم .. طول السنين زود الحب والشوق ..
لبسو هما الاتنين وربطتله ساره الكرافات قالت : اوعى تيجى بالليل من غيرى انت عارف مش بحب اسوق بالليل ،. وكمان كله هيرجع مع بعضه
احمد : هو انا اقدر ..
ضحكت وقالت : طيب .. استنى .. م حطتش برفانك
حطتهوله ونزلو راحو القاعه سوا .. كان الكل سعيد بشكل كبير جدا
كانت واقفه قدس ف طرف القاعه لابسه فستان جميل جداا .. بمعنى الكلمه ناقصها جناحات وتطير ..
قرب منها بهدوء وراح ضمها ابتسمت .. : لسه فاكرنى دلوقتى !!؟
رد انس : انتى عارفه مكانش ينفع م اجيش معاهم خصوصا ان ماما تعبانه
ضمته هى كمان حاولت تبعده لكن رفض قالت : انس عيب كد .. بابا او باباك ممكن يشوفونا .. ي انس بقى
قال : خلاص اهو
بعد قال : طب انتى حلوه ازاى كد ؟!
قالت : زى السكر ف الشاى ها ها ها ها
ضحك جامد وقال : يارب من كل بنات الارض م اعشقش غير دى
بصتله بتكبر وقالت : دى !! مالها دى
قأل : اجمل محاميه ف الكون بحاله
قالت : لا يا شيخ .. طيب
راح وقف جمب انس حمزه اخوه الصغير قال بعد م سلم ع قدس : انت واخد راحتك ع الاخر مش واخد بالك ان حوليكم ناس
بصله باستغراب : ومالهم الناس .. دى مراتى
قال عبد الله اللى قطع كلامهم بحضوره : مراتك تبقى ف بيتك مش قدام الناس .. تعالى ي قدس عايزك
شاورت قدس ل انس ومشيت وهى مكسوفه
سرح انس مع فستانها الطاير وشعرها الاسود الساحر .. فصله حمزه لما خبطه على كتفه وقال : يسعدها يعم
خبطه انس ع راسه وقال : ملكش دعوه
وقام مشى .، مسكها من ايدها وطلع بيها مع اخواتها وهما بيرقصو سلو قالت : طب بابا كان عايزنى طيب
قال : كفايه ان فرحنا مش النهارده انتى عارفه انى زعلان علشان كد
قالت : انا اسفه .. بس مش عايزه اعمل حاجه ساره عايزاها
انس : لو عرفت انك ناويه ع كد مكنتش هسمحلك .. انتى ليه بتعملى معاها كد قالت بعصبيه : هنفتح الموضوع ده تانى ي انس !!
انس : م انا لازم افهم ليه كل الكره ده
قالت : نتكلم بعدين ي انس
كان حوليهم قاسم وقسام وفلسطين مع اخر كلمه ف الاغنيه رفع الاربع عرسان البنات وطوحوهم .. كل عريس حاضن عروسته
انتهى الفرح راحو كلهم ع المطار العيله يعنى بعدت قدس عنهم كلهم كانت بتغير الجزمه علشان تعبتها وهى كانت عامله حسابها وجايبه كوتشى
لمحت احمد ماسك هشام من ايده ومخرجه لبرا بعيد رايح ناحية عربيته كانت بعيده سمعت احمد بيقول ل هشام : عايز ايه بعد م قتلتهم
رد هشام : احرق قلبها اكتر واكتر ..
كانت صدمه بالنسبه لقدس هى كانت فاهمه انه ساره اللى قتلت اخوها الصغير ده اللى هى مؤمنه بيه قعدت ع الرصيف م قدرتش تتحرك بعدين فاقت ع انس وهو طالع يجرى عليها قال : فى حاجه ؟!
....
خرجت ساره بعد معظم الناس م مشيت تدور ع احمد ملقتهوش قاطعها صوت من جمبها بيقول: مدام ساره ؟!
اتلفتت لقته حد من عمال المطار قال : الدكتور احمد بيقول لحضرتك انه سبقك ع البيت وسابلك عربيه هنا وده مفتاحها
اخدت سار المفتاح وشكرته راحت ركبت العربيه وهى مستغربه احمد عمره م عمل كد ..
رن تلفونها كانت قدس ل اول مره تكلمها ردت ساره كان صوت قدس باكى قالت : ايوه ي ماما ..
ساره : ماما !! .. خير ي بنتى في ايه
قالت : هشام ركب مع بابا ف العربيه ومشيو
قفلت ساره ف وش قدس وفتحت الابليكيشن اللى بيربط بين تلفونها وتلفون احمد لقته رايح ناحية بيت انس رمت التلفون ع الكرسى اللى جمبها وطلعت ع اقصى سرعتها
دخل احمد وهشام قال هشام : توقعتك هتجيبنا مكان انضف من كد
احمد : ايه ي اتش .. انت نسيت واللا ايه .. اه صحيح تمانيه وعشرين سنه ينسو ..
هشام : ياااه تمانيه وعشرين سنه .. انت مديونلى ع فكره
احمد : ب ايه بقى ؟!
هشام : بالسعاده اللى عشت فيها .. هى حياتك مع ساره شئ هين .. ده غيرك كان بيتمنى يشم ريحيتها بس .. لما كانت بتسلم عليا رحيتها كانت بتفضل ف ايدى تلات ايام كأنها معايا .. كنت عايزنى بعد ده كله اسيبهاله !!
احمد : لاء تقتله وتعذبها طول العمر عليه .. ي اخى ده داوود الصهيونى اتأذى لما ضربها قلمين ومقدرش يمس ابنها قدامها .. نفسى اعرف انت فصيلتك ايه .. انت فاهم اننا كنا سعدا فعلا .. لما ساره بتتعب جامد وبتسخن بتنده ع انس .. لما بتخاف بتبعد عنى وتلجأ ل انس او اى حاجه باقيه من ريحته .. وانا كد مع سلمى .. هى دى السعاده ؟!
هشام : هى اللى اضطرتنى اعمل كد .. وانس منعنى عنها .. كنت مستنى منى اعمل ايه !! وهى مع راجل غيرى
احمد : وليه معملتش معايا كد
هشام : انت هى مش بتحبك .. عايشه معاك تأدية واجب
ابتسم باستهزاء احمد وقال : ايه اللى جابك النهارده
هشام : وحشتنى .. هى وبنتى قدس
ضربه احمد ف وشه رجع لورا متأثر بالضربه قال هشام : ع مهلك ي احمد مش كد انا بتكلم عن ساره مش سلمى .. وعن قدس مش ملك
ضربه احمد تانى : سلمى كانت مراتى وساره حاليا مراتى .. ملك بنتى وقدس بنتى .،
هشام : عرفت بقى ان حبكم الاسطورى ملهوش لازمه .. انت مكنتش بتغير ع سلمى كد .. واكيد هى بتغير عليك برضه .. وبتخاف يعنى زى انس
احمد : ابعد عنا ي هشام كفايا اللى خليتنا نعيشه ..
هشام : مش همشى غير بعد م اخد اللى انا عايزه ..
سمعو صوت عربيه راح احمد بص رجع جرى قال : دى ساره .. انا بترجاك اختفى دلوقتى .. بلاش النهارده اعمل كل اللى انت عايزه بس مش النهارده .. انا بترجاك ي هشام لو فعلا بتحبها
استخبى هشام ف المطبخ .. دخلت ساره بسرعه وقفت قصاد احمد قالت : انت كويس ؟!
احمد : اه انا كويس
حضنته ساره بقوه ل اول مره تاخد هى الخطوه دى طولت قال : انا بخير ي ساره متقلقيش
ساره : انت ايه اللى جابك هنا
احمد : اااه كنت مستنى عبد الله اتفقنا هنيجى لانس بعد الفرح خرجت م لقتهوش قلت اكيد سبقنى
اتخبت ساره فيه وقالت : متسيبنيش ي احمد .. م تمشيش من غيرى
ضمها اكتر قال : انا معاكى اهو ايه اللى حصل بس
نزلت دموعها على كتفه قال : ساره
قالت : نعم ي احمد
قال : ممكن نمشى من هنا ..
خرج هشام وهو بيقول : انا اسف بس مضطر اقطع عليكم اللحظه
ريحت راسها ع كتف احمد وهو بيحاول يفكر ازاى يطلع بيها من هنا من غير خساير .. وهشام واقف بيغلى
بعد وقت بعدت عن احمد وبصت لهشام بكره من غير م تتكلم قال احمد : هشام سيبنا نخرج من هنا
هشام : هو دخول الحمام زى خروجه !!
ساره ردت : الحمامات دى للاوساخ امثالك
قال احمد : هشام لو مخرجناش من هنا مش هيحصل كويس
ضحك هشام وقال : وهو المطلوب ..
خرج هشام مسدس من حزام بنطلونه وجهه ناحية احمد وساره خرجت مسدس من شنطتها وجهته ناحية هشام وقفت قدام احمد قالت : خليك راجل لمره واحده .. مشكلتك معايا انا هما ملهمش ذنب
هشام : ومين كان ليه ذنب ي ساره
ضحكت بسخريه : فعلا مين كان ليه ذنب .. انا !! واللا انس ؟! واللا ملك ؟! .. واللا سلمى .. والا احمد !! واللا يمكن عبد الرحمن .. لاء لاء قدس .. وعذابى على كوووول دول
..
هشام : وانا ايه ذنبى انك محبتنيش .. انا اقل منهم ف ايه
ساره : تعرف انس علشان ميشوفش التيه ف عنيا قبل م يعرفنى اتمنى ان الغايب وانا مستنياه يرجع حتى لو حبيب هيخطفنى منه شفت الفرق .. شفت الفرق بينك وبينه ي هشام .. الفرق اللى خلانى اعشقه الف مره .. وهو لو كنت فعلا حبيت ومشى وانس عرف كان هيلف الكون لحد م جابهولى .. انت عملت ايه .. قطعت قلبى اللى هو حارب عشان يجمعه .. كسرت ضلوعى .. احبك !! احبك ازاى .. انا بكرهك .. بكرهك بحق الحب اللى حبهولى .. والحب اللى خلاه حوليا ..
هشام : كفايه .. اسكتى .. مش متحمل
كملت ساره : وانا مين سكت لما مكنتش متحمله .. مين سكت وانا بموت .. مين سكت وانا بصرخ كل ليله .. مين سكت واحنا بنصحى كل ليله مفزوعين ع صوت بكى حد فينا وصراخ حنينه للى راح .. مين سكت وانا مجنونه ع بنتى اللى م اعرفش عنها حاجه .. مين سكت قدام عجز احمد ومقالش انه مش عارف يحمينى .. مين سكت ع جوازنا اللى كان غصب عنى وعنه .. مين سكت واحنا بنتبهدل كل يوم ومش عارفين نعمل ايه .. مين سكت ؟!
قال هشام بوجع : كفايه بقى ارجوكى كفايه ؟!
قالت ساره بترجى ودموعها نازله : انا اللى بترجاك كفايه .. كفايه عذاب لحد كد .. بكفايه اللى اخدته منى .. بكفايا العذاب اللى عذبتهولى
قال هشام ورق ليها : هتحبينى
ساره : مش عارفه
هشام : سيبيه وتعاليلى .. ساعتها هسيبهم ف حالهم .. وانتى بقى ...
بصلها بتأمل كأنه بيدقق ف كل حته فيها ضمها احمد وبعدها من قدام عنيه خباها ف ضهره
كان بيقفل عبد الله باب العربيه قالت نضال : ايه العربيات دى ..
قال حمزه ابنهم : غريبه دى طنط ساره قالت هيروحو ع البيت ع طول
لفتهم بسرعه صوت ضرب نار جوه البيت ..
دخلو بسرعه لقو هشام ع الارض مضروب ف دماغه .. ساره قاعده ع الارض ضامه راس احمد ع رجلها وبتنزف دم قالت ساره : نفس الوجع ف نفس المكان .. "دموعها نازله ع وشه " انا مش زعلانه ي احمد فرحانالك .. سألتنى مين فينا هيمشى الاول .. غفلتنى ومشيت .. قول ل انس قد ايه انا اشتقتله .. ولسلمى كمان .. وانا هجيلكم .. هانت
كانت بتمسح ع خده وشعره
سمعو صوت سارينة بوليس قالت ساره لحمزه : دى اكيد قدس امنعوها تدخل
خرج حمزه وعبد الله همس ل انس ف ودنه بص لقدس قالت : وسعو خلونى ادخل
مسك انس ايدها قال : بلاش
قالت : لاء هدخل
حاولو يمنعوها لكن مقدروش صدمت لما شافت المنظر صرخت بقوه هزت كل حاجه .. جرت ع حضن ساره سكنت فيه وهي بتقول ي بابا .. نزلت دموع الكل وانس واقف ضامم قدس وقدس رجلها مش شايلاها وانس ساندها .. ساره ماسكه ف احمد مش قادرين يبعدوها عنه .. مهما كان عشرة كاام سنه وجع وكان سند مهما كان .. اتكسر قلبها المرادى ..
.....................
بعد اسبوعين .. كانت قدس قاعده ف الجنينه سانده راسها ع ركبتيها وبتعيط محستش غير وانس بيغمرها بحنانه وهو ضاممها لقلبه قالت وهى ماسكه فيه تعبانه اوى ي انس .. بابا وحشنى .. وماما ملحقتش اقعد معاها .. ولا اشم ريحيتها .. خايفه عليها اووى
انس : متخافيش .. ده ميعاد هما مستنيينه من سنين طويله .. احمد وساره نصهم التانى ف الجنه .. حب احمد لسلمى وساره ل انس كان اسطوره ي قدس .. اسطوره حقيقيه ..
قدس رفعت راسها من حضنه وقالت : تفتكر هتسامحنى ؟!
انس : ليه مانعه نفسك تكلميها .. اطلعيلها
مسكت ايده وخبت روحها ف حضنه ضمها وغمض عيونه
كانت نايمه ف سريرها مخرجتش من يوم اللى حصل .. منعت اى حد يجيب سيره للعرسان لحد م يرجعو من شهر العسل .. مبسووطه جدا ل احمد انه اترحم من العذاب .. وموجوعه من الم الفقد .. مقدرتش تقف بعد اللى حصل .. عجزت عن الحركه اللا بصعوبه تروح الحمام .. ومفيش اكل الا بصعوبه وتحت ضغط خبط الباب ودخلت قدس و وراها انس ركنت ساره ضهرها ع السرير وقالت : تعالو ..
ابتسمت بصتلها قدس باستغراب .، ازاى بتبتسم بسهوله كد .. قربت قدس منها مسكت ساره ايدها .. وقالت ساره : انا عارفه انه صعب ي قدس .. عارفه انه اللى شفتيه ميتنسيش عارفه انك بتعانى بسببه ..
نزلت دموع قدس قالت : قالى انك قتلتى اخويا الصغير .. وانك قتلتى ملك بنت بابا .. وانه كان فى طفل ف بطنك قتلتيه .. قالى انك اذيتيه وسمحتى لغيره ياخد حقه .. كنت بثق فيه ي ماما سامحينى .. قالى انك مدورتيش عليا وانك ..
ضمتها ساره وقالت : مش مشكله .. انتهى .. وانتهى اذاه
عيطت بصوت عالى قدس وانس سابلهم مساحتهم ومشى .. ساره : اهدى يا قدس متعمليش ف نفسك كد
قدس : عمرى م هسامح نفسى ي ماما .. ابدا على كل حاجه
ضمتها ساره جامد وشمت ريحتها قالت .. : ااااه انا كد راضيه جدااا ومتطمنه جدااا ... احضنينى كد شويه كتير خلينى اشبع منك ..
حضنتها قدس مده وساره بتتنهد قالت : اخواتك جايين النهارده مش كد ؟!
قدس : اه جايين
قالت ساره : طب تعالى نروح نجهزلهم اكل سوا
قدس : انتى كويسه ي ماما !!
همست ساره ف ودنها : احمد مع سلمى ليه اسبوعين .. انتى عارفه احمد صرخ باسمها قد ايه .. تمانيه وعشرين سنه .. النهارده لما يجتمع بيها .. ازعل ؟!
بعدت قدس قالت : يعنى مكانش بيحبك ؟!
ساره : كان بيحبنى وانا كنت بحبه جداا .. بس سلمى هى روح احمد .. امله وكل حياته .. احمد م قبلش يعيش معايا غير علشان سلمى سلمى اقربله من روحه او هى روحه بالفعل
قدس : وانتى ي ماما ؟!
ساره : كلمة ماما منك ردتلى روحى ي قدسى
قدس : يعنى سامحتينى ؟!
ساره : انا مكنتش زعلانه منك اصلا .. انتى اللى كنت زعلانه
قدس : كان مضحوك عليا .. بس انا بحبك جداا
ساره : وانا كمان
قدس : متهربيش منى جاوبينى ،، وانتى روحك فين .. ف احمد واللا اخو عمو عبد الله
ندهت ساره ع انس وكانت اول مره صوتها يطلع دخل سندت عليه .. وقامت وقفت اخدت نفسها وقالت تعالو ننزل المطبخ .. احمد بيحب ياكل من ايدى ..
بص سلمى وانس لبعض .. وابتسمو .. قالت : انا عارفه متقلقوش بس لسانى اتعود ع كد .. تعرفو .. انا مبطلتش اعمل اكل ل احمد .. بس محستش بسعاده غير وانا بعمله ل انس .. كنت برتاح ان نفسه ف الدنيا .. وكنت مكبره دماغى .. مفيش شغل وقت م احب .. ونخرج وقت م احب .. وهو راضى كان يقولى المهم تبقى بخير .. انا زرت انس بعد تلات سنين من موته .. م اعرفش السنين عدت ازاى .. بس انا مرتاحه .. شفته ف المنام كان واقف ع الناحيه التانيه من جسر هو وسلمى والولاد واحمد كان طالع يجرى عليهم .. اخد سلمى ف حضنه .. ل اول مره من تمانيه وعشرين سنه وانا اقرب الناس ل احمد اشوف ملامحه هاديه كد .. صافيه وراضيه .. وضاممها بطول السنين وانس واقف شاورلى انا ابتسمت قال هانت جداا وهمس وحشتينى .. سمعتها بقلبى مش بودنى .. كأنى ليا من يوم م مات مسمعتش كلام حلو .. وانا فعلا محستش اى كلمه اتقالت من غيره .. كلهم كانو مبسوطين .. وانس لسه مستنينى "مسحت دموعها " عارفه ي قدس اخواتك عارفين انا بقول ايه .. هيفرحو ل احمد وليا اكتر من حزنهم ع اشتياقهم لينا .. كانو بيصحو مفزوعين ع صوت حد مننا ونمثل كلنا طول اليوم ان مفيش حاجه حصلت .. كل ليله عذاب بشكل ما .. الحياه تقيله اوى عليا انا واحمد .، الحمد لله انه اترحم
قدس : حبيتى انس للدرجادى ي ماما !! كان عامل ازاى؟!
ساره بصت ل انس وابتسمت قالت : زى البشمهندس ..
ابتسم انس بسعاده وقال : فعلا !!
ساره : اه بس طبعا مفيش زى عمك انس .. انت بس تشبهله لكن الاصل ملهوش مثيل ابدا
ابتسمت قدس : انتى بتغيرى عليه ي ماما !!
ساره : غيرتى عليه موقفتش لحظه
انس : الله الله .. هو ده الكلام .. مش ناس تقولى اروح اجيبلك رقم تلفونها
قدس رفعت حاجبها وقالت : م البنت واقفه تغمزلك قدامى وانت وشك احمر وساكت .. قلت اسهالهالك
ضحكت ساره : ششششش اهدى كلهم كد .. تحسى مفيش رجاله غيرهم .. بس انس كان بيسك اى بنت تفكر تقربله .. كان واعى مش زى البشمهندس
ضحك انس ومسك ايد قدس قال : دى اجمل حاجه ف حياتى والله .. ستات مين ورجالة مين .. انا بس وقتها مكنتش عايز الفت انتباه قدس .. عشان بحسها بتدايق
قدس : اخدت بالى ي حبيبى وكنت مكسوف اوى ومش عارف ترد
قرب منها وقال بهدوء : مكنتش عارف ارد عشان عيونك لمعت مره واحده غرقتنى فيهم
خدودها احمرت راحت وقفت جمب ساره وهى بتغسل الخضار قالت : هغسلك انا الخضار ي ماما .. خليه يمشى
ضحكت ساره قالت : لو حصل اى حاجه متأجلوش ميعاد فرحكم مفهوم !!
قالت قدس بقلق : حاجة اى ي ماما ..
ساره : اى حاجه اوعدينى بس ..
وعدوها قالت : كملى الاكل ي قدس وانا هطلع اريح شويه
وصلو العرسان .. وكانو بيسألو ع احمد وساره قالت قدس ماما نايمه فوق وبابا لسه ف الشغل ..
راحو حاولو يصحو ساره م قامتش ..
كانت بتحلم بيه واقف ع الناحيه التانيه من الجسر وهى طالعه تجرى عليه كان مبتسم ومستنيها .. بتاخد نفسها بسرعه وعماله تجرى .. اخيرا ي انس .. اخيرا يا حبيبى اجتمعنا .. اخيرا هتبقى معايا دايما وفين ف الجنه .. وصلت لحضنه غمضت عيونها النهارده انتهى كل العذاب .. واتحقق الحلم اللى لطالما استنت انه يتحقق .. مفيش وجع قلب ،، مفيش حزن .. مفيش خوف .. ومفيش وحده ..
_____________
لقى قسام ورقه مقفوله على الكومودينو وعليها سلسله ودبله فضه عليها اسمها ودبله دهب عليها اسم انس والورقه بتقول "على جسر يفصل بين عالمين ردت روحى الى .. اليوم انا بخير للغايه .. اليوم روحى رحلت الى ارواحهم التى لطالما عشقت .. لذا من اليوم لا حزن ولا دمع .، سعادة فقط 🌸 "
تمت بحمد الله 🌸💙
كان واقف عبد القادر وسعد وسامر مزهولين بقوه .. اللى سمعوه والدم اللى ف كل مكان واحمد اللى غايب عن الدنيا وساره اللى غايبه عن الوعى
كانت هند تعبت اول م سمعت الخبر ونقلوها المستشفى ومحمد ومحمود معاها .. كانت حالتها خطر جداا ..
"الموت يا عزيزتى قدر .. وحدث يسكر ك ابتسامتك الحانيه و وقعها على قلبى .. سامحينى واعذرى عجزى على البقاء .. لعل حبى يكن شفيعا "
عدى حوالى اسبوع .. وهند ماتت الحزن ع اللى عاشت سنين بتربيها .. اللى هربت بيها من العالم علشان يخطفها الموت .. حفيدتها اللى كبرت ف حضنها .. وبنتها التانيه اللى بين الحياه والموت .. الحزن كسر الكل .. بيقتل ؟!
ايوه الحزن بيقتل .. صعب تحمله .. احمد سكن اوضته ف بيت باباه مكانش بيخرج ولا بيكلم حد .. لا بياكل ولا بيشرب .. ريحتهم ف ايديه .. مش عايزها تروح .. بابه مقفول رفض كل المحاولات علشان يتكلمو معاه او يدخلو حتى .. وف يوم راح عبد القادر وسعد قال سامر :مرتاحابه .. مبيفتحش ولا حتى بيرد يبرد قلبى اللى انكوى عليه ..
عبد القادر بثبات : متقلقش الصدمه صعبه عليه برضه ده لسه شاب ،، وخسر حاجات كتير مره واحده .،
سامر : ربنا يسترها ي عبد القادر ..
عبد القادر : ممكن اجرب معاه انا ؟!
سامر : اكيد طبعا .. اتفضل
بص احمد ناحية مكتبه وابتسم .. كان فى مجموعة صور خباهم من الكل وجابهم شالهم فيه .، مشى عليه وفتح الدرج .، خرج الصور .. وكان الالم بلغ اقصاه ف قلبه .. قلب فيهم .. سلمى وساره و انس وملك .، وحتى احمد اللى اتدفن معاهم ومحبوس جوه غيبوبتها خبط باب اوضته قال من وسط دموعه : قلت مش عايز حد .. سيبونى ف حالى بقى
عبد القادر : ولو قلتلك علشان خاطره ي ابنى .، هترفضنى برضه
فتح احمد الباب دخل عبد القادر واتصدم لما شافه خس جدااا و ملامحه طاغى عليها الهم قعد عبد القادر ع الكرسى بتاع المكتب واحمد قعد ع كرسى الانتريه قصاده .. مسك عبد القادر الصور وقال وهو ببيقلب فيهم : تفتكر ده حل !؟
احمد : اللى هو ايه
عبد القادر : الهروب
احمد بتحد واضح وغضب : حضرتك شايف ايه الحل .. ها .، اخويا وبنتى و حبيبتى تحت التراب .، وساره حالتها الله اعلم بيها وانا المفروض اضحك مش كد .. ابتسم للحياه واقول هتحلو .، وانا وسط كل السواد ده المفروض ابقى عادى .. ده الحل مش كد ؟!
عبد القادر : مين اللى قال ان ده الحل .. ازعل واغضب كسر واتدايق واتنرفز .. لكن خلى العالم يشوف ده علشان تهزم كل ده جواك قبل م تهزمه برا .. ورغم كل ده متنساش ان فى ناس مسؤلين منك
احمد : اللى كانو مسؤلين منى ماتو
عبد القادر : غلطان ي ابنى .. امك وابوك .. وانا ي احمد اللى معنديش غيرك اشوفه فيك .. وساره .، نسيتها امانته اللى م ااتمنيش انا عليها وااتمنك انت .. ساره ف غيبوبه ي احمد .. محدش عارف هترجع تانى والا لاء .. وام سلمى ماتت .. ومحدش باقيلنا غيركو .. حقنا نتطمن عليكو ولو بالكدب
همس احمد : ساره
افتكر يوم م عرف انس لما وصاه عليها احمد قال : انت عارف ساره بالنسبالى ايه ..
قال بصوت عالى : عندك حق
حضنه عبد القادر بقوه كأنه قلبه كان واقف عن العمل ورجع
دخل سامر وسهيله متسنده عليه .. هى كمان الحزن كسرها على ابنها وحفيدتها وسلمى رغم انها مكانتش بتحبها .. اتخطف لونها اكتر بمجرد م شافته وكانت هتقع لولا سندها سامر قال سامر : سلامتك ي ابنى
باس احمد ايدهم وقال : متقلقوش انا بخير جه خارج من الاوضه قال سامر : رايح فين ؟!
احمد : رايح الشغل
سهيله : دلوقتى ي ابنى دى الساعه عشره بالليل
احمد : مش مهم المهم انى عايز اشتغل
كان واقف عبد الله بيتأمل ملامحها كأنها عدوته الاولى والاخيره من ورا القزاز .، ليه حاطينها ع الاجهزه حقها هى اللى تموت مش انس .. الغريب ان شكلها ملائكى فعلا زى م بيقول انس ، لكن ازاى عملت كد .. مش فاهم حاجه ف القى عليها نظره اخيره بغضب ومشى
دخل احمد المستشفى وصل لحد العنايه .، فتح الباب ودخل بهدوء .. قال : هنفذ الوعد ي انس .، هحافظلك عليها علشانك وبس
خبط الباب ودخل شاب عنده ف حدود تلاتين سنه .. اسمر ملامحه هاديه وبسيطه اسمه خالد قال : ازيك ي دكتور احمد .. مش فاكرنى انا خالد .. دكتور الامراض النفسيه .. ومتابع حالتها
وقف احمد : حالتها عامله ايه
خالد : ادينا بنحاول .. بس هى مش بتساعدنا .، حضرتك كمان تعبان مش كد ؟
احمد : مفيش داعى نتكلم عنى ي دكتور المهم ساره وبس ..
خالد : بس صدقنى شفا ساره من شفاك انت .. لولا كد مكنتش هتدخل
احمد : وانا دخلى ايه .. هى مش متمسكه بالحياه .. ورأيى سيبها .. خليها تروحلهم "شرد" كد هترتاح .. ي ريت اقدر كنت قتلتها انا كمان .. كدكد انا وهى ميتين
مسك خالد احمد من دراعه وخرج بيه برا قال : انا لازم اعرف اللى حصل ليلتها .. ساره مينفعش تموت ي احمد ولا انت كمان .. مدام هند ماتت من حسرتها عليهم تفتكر الدكتور سعد حالته هتعمل ايه وباباك ومامتك .. كفايه اللى حصل .. انا مش عارف اكلمك ك دكتور نفسى بحاول اكون صديق قول اللى فيك يمكن اعرف اساعدك
احمد : انا مبنامش وساره لو فاقت مش هتنام .. نفس الكابوس كل م عيونا تتقفل هنشوفه .. مش عارف الكابوس فين مننا
خالد : هكتبلك ع مهدئ تاخده لمدة شهر بس .. سامعنى شهر واحد بس .. بعدها توقفه وهتكون ارتحت
اخد الورقه من خالد ونزل ع الصيدليه اخد العلاج وطلب منوم كمان ورجع عند ساره قضى الليل ع كرسى جمب سريرها .. كم الفقد اللى خسروه هما الاتنين مستحيل حد يعرف يقدره حتى لو كان عارف انه هيفقد .. الوجع اشد .، راح عيادته قفل الباب ع نفسه واخد حبتين من المهدئ و حبة منوم وراح ع سرير الكشف ونام
صحى تانى يوم لقى سعد قاعد قدامه قام قال : خير ي عمى ساره فاقت
هداه سعد : اهدى انت بس هى لسه مفاقتش .. ي احمد انا عارف انى انانى .. بس بترجاك ي احمد زى م ساره هى الحاجه الوحيده اللى خرجتك من اوضتك انت الحاجه الوحيده اللى هتخرجها من عتمتها .. انا حاربت عمرى كله عشان م المحش الحزن ف عنيها .. بس ..
سكت سعد دموعهم هما الاتنين كانت بتحكى لوحدها .. خرج سعد وهو ساكت م استناش رد قعد احمد على الارض وضغط ب ايده ع راسه صراع وتزاحم افكار اصعب ما يكون ع شخص انه يتحملها .. نفس المشاهد ف زهنه سلمى .. ملك .. الدم .. الرصاصه ف جبين انس .. دمه ع الارض .. ساره .. وهى ضامه بطنها البيبى كان شبه اكتمل .. ايده وايدها اللى انتزعهم من بعض .. صرخ آه بكل قوته من كل اعماقه كان واقف سعد قدام الباب سامعه وقلبه بيتقطع هو كمان احمد ابنه مهما كان
راح بص ع ساره وراح فتح باب بيت انس ودخل .. ل اول مره من اسبوعين .. دفنوهم هناك .. راح ع قبر ملك و قعد عيط بصوت عالى بينده عليها بعد مده استجمع قواه وراح قعد بين قبر سلمى وقبر انس .. حط ايده ع قبر سلمى وقال : وحشتينى .. جداا .. لو كنتى هنا كنتى هتمنحينى القوه كأن كل اللى ف العالم فيكى .. ياااه ي سلمى .. الدنيا هنا مظلمه اوى
مسح دموعه وضرب التراب اللى ف الارض قال ل انس : ليه وصتنى .. ليه قلتلى احافظ عليها هنا .. ليه م امرتنيش اقتلها اريحها من كل اللى انا فيه ده .، طب انا هتحمل وهاجى ع نفسى عشانها وعشانكم .. وهى ي انس .. دى يوم م جالك البرد ماتت ف ما بالك .. ربنا يدينى القوه ي انس
بعد زمن طويل ميتحسبش وهو قاعد يبكى ويشكيلهم ويكلم ربنا .. قام طلع اوضة انس وساره .. اخد مشط ساره .. ودبلة انس كانت ف اوضتهم مكان م وقف النزيف ل ساره .. اخد السلسله والشال والكاميرا والبوم مليان صور ليهم ورجع ع بيتهم هما كمان عمل كد .. ورجع ع بيت باباه .. كلم عبد القادر ف التلفون: ازيك ي عمو
عبد القادر : صوتك رجع جزء من اللى مات ي احمد
م علقش احمد قال : فاطمه هنا ؟! او نضال
عبد القادر : نضال هنا .. لكن ليه ؟!
احمد : ساره .. عايز نجيبلها لبس جديد بيتهيقلى القديم مش هيسبب غير وجع ..
عبد القادر : خلاص عدى ع البيت خد نضال معاك .. واهو برضه تخرجها من اللى هى فيه
احمد : كان الله ف العون
عدى ع نضال اخدها ومشيو قالت نضال : عارف ي دكتور .. انس كان بيحبك جدااا .. بيقول دايما ان احمد هو الضلوع اللى بتحمينى
مسح احمد دموعه قبل م تنزل قال : آدى الضلوع اتكسرت الله يرحمه ي نضال
نضال : احمد .. ساره هتكون بخير مش كد
احمد : باذن الله ي نضال
كان تعبان مش قادر يتكلم حست بده نضال ف سكتت اشترو الحاجات ورجع احمد ع المستشفى فتح الدرج كان ف مكان جمب سريرها .. نقلوها ف اوضه اتعملت مخصوص عشانها .. رص ف الدرج السلسله والدبله والشال والمصحف بص لساره وقال : كد هترتاحى انا عارف .. جبته جمبك
رجع ع بيت باباه دخل اوضته وقفل الباب .. اخد المهدئ والمنوم .. وخرج دبلة سلمى من جيبه نزلت دموعه بقوه ضمها بكفه .. وقال : الحمد لله ان انا اللى ف العذاب ده مش انتى .. بس انا هعمل زى م قولتى انك هتعملى .. هرتاح ومش هكون متدايق بس انتى وحشانى ي سلمى
حس بان الدبله بتتسحب من ايديه قام مفزوع لقى مامته واقفه قالها : بتعملى ايه
قالت : بشيل اخر اثر ليها
بص ع ايدها لقى الصور اخدهم منها وقال بغضب : سيبينى ي ماما لو سمحتى ..
ادركت قدر اللى هى عملته ف خرجت بهدوء .. اخد نفسه وبص للدبله بتاعت سلمى وضمها جامد وباسها وقام دخل الحمام ظبط لبسه ورتب نفسه .. هو م غيرش حاجه ف نفسه بس اهتم اكتر .. حط برفان وخرج راح ع محل ورد اخد بذور من هناك ومشى راح عند سلمى دخل البيت بتاع انس زرع البذور حولين قبر سلمى وسقاهم .. ومشى رجع تانى ع المستشفى .. كان باين جداا ف ملامحه الحزن والتعب الارهاق
" حبيبتى .. كنت احزن ف اتعب ف انهك ف اذهب اليك واغمض عيناى على قدميك وانت تنثرين حنينك على كأنى طفلك التائه ف اعود بخير .. اين انت الان ؟! "
بص ع ساره على سريرها قال : هتطولى كد .. قومى ي ساره خلينا نقف ع رجلنا .. نتسند ع بعض م بقاش غيرنا منهم .. قومى ي ساره عشان تزرعى الورد حولين انس .. وسايبلك نص قبر ملك .. انتى شريكتى فيهم بالنص .. انا .. محتاج فعلا انك تقومى
عدى شهرين ونص وساره ف سريرها مش قابله ترجع للحياه ابدا واحمد متعذب اوقات بيرجع على اوضة ساره ينام ع كنبه جمبها واوقات يرجع
بيتهم
النهارده كان يوم شاق جداا ف الشغل رجع ع البيت كانت سهيله ف استقباله قالت .. : اخيرا جيت بيتك .، اخيرا رضيت عننا انا مش فاهمه انت قاعد جمبها تعمل ايه .، اخدنا ايه من قعدتنا جمبها هى وجوزها غير الموت والخراب ..
احمد وقف وبصلها بغضب قال : ارحمينى ي امى ارحمينى انا فيا اللى مكفينى .. ده ربنا بيرحم مش كد
همت عشان ترد وقفها سامر وهو بيقول بحزم وجديه : سهيله .. اطلعى اوضتك دلوقتى ي ام احمد ومتنزليش الا لما اقولك يالل
كان كلامه صارم نفزت بهدوء اخد سامر احمد من ايده وطلع بيه اوضته قعده ع السرير وضمه ليه قال : معلش ي ابنى هى امك ومش عايزه تشوف فيك شر مش قصدها تزعلك كد
قال احمد : هى ام وحضرتك اب مش كد
سامر : اه ي احمد
قال بحزن عميييق : طب وانا مش كنت اب .. وخسرت بنتى واللا انتو حقكو تحزنو عليا وانا م احزنش يعنى ع بنتى
ابتسم سامر بحنيه قال : حقك ي ابنى .. حقك ،،
احمد : انا تعبان وعايز انام
خرج سامر ونام احمد بعد م اخد حبتين من شريط المهدئات اللى بقى جزء اساسى منه
صحى الصبح قام بص ف المرايه ل اول مره لاحظ ان دقنه طول جداا جاب المكنه وحلقها .. وظبط شعره اخد دوش وطلع .. بص ف مراية التسريحه وسرح ،، افتكر سلمى وهى بتقوله : الحمد لله ع السلامه ي دكتور
كل مره كان ينشغل جامد ف الشغل ف ينسى روحه وبعدين يروق ف يحلقها .، اتنهد تنهيده جامده حط دبلتها ف جيبه وقال : كنت بنسى روحى ي سلمى بالشهر ومكنتش اقدر انساكى لحظه
راح ع بيت انس لقى كل زهورها اللى زرعها مفتحه اندهش وابتسم ل اول مره من يوم موتهم قعد جمبها وقال : الحمد لله ع سلامتك ي سلمى .. فرحت جدا لما لقيتهم فتحو .، دول بعدد الشهور اللى قضيناهم سوا .، م تخافيش كل م تنتهى صلاحيتهم هجددهم كفايه انى اشوفهم مزهرين كد عشان ترجع فيا الحياة .. ي سلمى انتى املى .. وملك كانت روحى وانس قلبى .. ازاى تموتو كد فجأه الامل اللى بينهى الحياه وبيوجع القلب .، ع العموم انا جيت علشان اعرفك انى بخير اهو
حط ايده ع قبر انس : هتفوق ي صاحبى هانت وهجيبهالك باذن الله ..
حس كأنه بيسمعه بيقول : المهم تكون بخير وبس .. جملته المشهوره اللى كان دايما يقولها .. راح ع المستشفى .، خطف كل الانظار من اول م دخل تجديد الحياه ف ملامحه القوه اللى سكنت ملامحه بشكل غريب راح عند سعد ف عيادته خبط ودخل بعد الاذن قال : صباح الخير .. ابتسم سعد لما شافه قال : ي صباح الفل رديت فيا روحى ي احمد اللهم لك الحمد تعالى ي ابنى
احمد : مفيش داعى ي عمى انا جيتلك بس علشان فى عمليه ل حاله غلبانه جداا فعلا كنت جاى اقول لحضرتك تهتمو بيها وانا هتكفل علاجها كله
ابتسم سعد واخد منه الملف قال : ههتم بيها بنفسى ي احمد
مشى احمد راح ع اوضة ساره دخل لقى خالد اللى قال اول م شاف احمد : الله اكبر انتو نويتو انتو الاتنين التغيير النهارده
بصلها احمد قال بلهفه : هى فاقت
خالد : حركت ايدها
احمد: خير باذن الله انا هروح عندى شغل وهاجى
وقفه خالد عند الباب وقال : انت وقفت المهدئ مش كد ؟!
احمد : وقفته بعد شهر بالظبط
خالد : ماشى
راح احمد شغله وكان مرهق شويه .. قناع القوه الزائف اللى كان لابسه النهارده وسط الدكاتره والممرضين كان مرهق .. قرر يكون قوى علشان يحمى الامانه علشام لازم يكون قوى انس كان دايما يقوله : انت قدها ي احمد ..
ايوه لازم يكون قدها اكتر من اى وقت افتكر سلمى وهى بتقول : متقلقش ي احمد ساره اقوى منى عشان كد هتقدر تتحمل .. معقوله !! كانت مدركه اللى هيحصل للدرجادى ويا ترى ساره فعلا قويه كد .. ي ترى هتتحمل ،، ي ترى هترجع زى م كانت !! قويه .. ياااارب
خلص يوم طويل ومتعب من الشغل .. دخل عند ساره فتح الباب وسحب كرسى قعد جمب سريرها قال :هتفضلى كد لحد امتى بقى .. تعبت ي ساره وانا لوحدى .. محدش فاهم ولا عارف ايه اللى حاصلى .. ساره .. انس مش مرتاح .. بيجيلى دايما ف المنام يسأل عنك .. قومى بقى .. عشان عمو سعد .. ياااه لو تعرفى تعبان ازاى .. انا على قد م انا نفسى تقومى ي ساره خايف من حالتك هتبقى ازاى لما تدركى اللى حصل
قعد ع الارض جمب السرير وعيط زى الاطفال .. كل الذكرايات المؤلمه .. سلمى ملك الدم انس ساره ايدهم المتشبكه اللى انتزعهم من بعض .. الرصاصه ف جبين انس .. ريحتهم
قام اتسند لحد م وصل للكنبه اخد المهدئ وراح ف النوم
نزلت ف بحر كبييير جداا عماله تنده محدش سامعها .. انس وسلمى وملك وطفل ملامحه جميله جداا استسلمو للمايه ونزلو هى عايزه تنزل معاهم .. حتى الغرق معاهم اهون من الحياه من غيرهم ... فى حبل مربوطه بيه من وسطها وطالع للسطح بتقاوم وبتحاول تفكه من ع وسطها .. ماده ايدها ل انس وعماله تصرخ للى فوق ميشدهاش .. انس مادد ايده ليها لكن مش طايلها .. تعبت من كتر المقاومه .. لا ماتت ولا طلعت ع السطح استسلمت للحبل اللى سحبها لفوق طلعت ع السطح اخدت نفس عمييق
فتحت عيونها ف مكان غريب .. بتفكر هو انس ليه مصحانيش لدلوقتى .. حست بتعب ف جسمها كله .. كانت بتحاول تتحرك قالت : ي انس .. انس .. حبيبى انا صحيت ..
التفتت على الاوضه لقتها مش ف بيتهم .. المكان حوليها كله ابيض قدرت بعد مده تحرك رقبتها لقت احمد جمبها على كنبه .. جمبه شرايط ادويه .. اخدت نفس كان صوتها مش طالع ملاحظتش ده وهى بتنده ع انس .. قالت : احمد ي احمد
احمد رغم التعب وكل اللى هو فيه الا انه مستنى يسمع صوتها فتح عيونه .. لقاها مفتحه مكانش مصدق قال : انا بحلم !!
قالت : انا ايه اللى جابنى هنا و .. فين .."بدأت تفتكر اللى حصل " .. اوعى تقول ان اللى حصل كان حقيقى ،، "دموعها نازله بغزاره خصوصا مع صمته ودموعه اللى اكدت " لاء ي احمد لاء .. هو نزل يجيب فطار بس انت عايز تخضنى عليه واكيد سلمى مش هتخلى ملك ف المستشفى ل تجيلها عدوه وال... " حطت ايدها ع بطنها " فين البيبى ... لاااااااااء
بدأت تصرخ بانهيار بتنده عليهم كلهم دخل خالد بسرعه احمد وقف ف جمب الاوضه وم اتكلمش .. دموعه نازله وبس حاولو يهدوها م عرفوش ادولها حقنه مهدءه سكنت ع السرير قال احمد مفزوع: هى رجعت تانى للغيبوبه ؟!
خالد : لاء .. احنا ادنالها مهدئ بس .. انت كويس ي احمد
بصله احمد وقال : كويس متقلقش ..
قعدت ساره تحت تأثير المهدئ مده طويله .. جه سعد ومحمود اخوها ومحمد وكانو قاعدين جمبها .. مترقبين دموعها نازله رغم عيونها المغمضين ..
احمد واقف فى جمب الاوضه ساكت خالص جوه الكابوس بتاع ليلة م ماتو .. كل دقيقتين يتنهد ويقول يارب ف سره .،
فتحت عيونها تانى وكانت لسه تحت تأثير المهدئ كانت نايمه ع رجل سعد بصتله ودموعها نازله .. قالت : خرجو روحى من مكانها ي بابا .. بعد م حسيت الامان لمره واحده ف حياتى من سنين .. م علمتنيش ليه اكره كل اللى حوليا علشان لما يموتو م اتدفنش قبلهم .. انت كنت عارف ان انس النور اللى ف حياتى .. وسلمى ف دمى .. ليه عملو فيا كد .. ليه نزعو روحى من جسمى وانا حيه
قالت بحنو : محمود
قرب منها ومسكت ايدها باسها. قال : ايوه ي ساره
قالت بانفعال كان بدأ مفعول المهدئ يتلاشى : شيلى الاجهزه عنى ي محمود مش قادره اعيش .. ارحمنى ارجوك ... م تسيبنيش هنا .. مش عايزه ي محمود وحياتى عندك تريحنى
مردش عليها .، فى كلام كتير مينفعش يترد عليه .. فى مواقف كتير بنكون عاجزين قدامها بتكون برا استيعابنا برا ردود افعالنا ،. زي م تفتح عيونك ف اوضه مليانه مايه فيها سلك عريان لو لمست اى حاجه هتتكهرب ولو اتحركت من مكانك هتتكهرب .، ف بتفضل واقف عاجز
صرخت فيهم تانى وبدأت بقوه غريبه تشيل الجهاز اللى كان متوصل بيها كسرته وشالت كانيوله من ايدها بعنف عورت نفسها جامد قالت : هاتولى انس مش عايزه اشوف حد ولا اكلم حد انا عايزاه هو بس ،، مش عايزه حد غيره .. هو م مشيش. .، ولو مشى سيبونى اروحله حرام عليكم ي انااااااس
دخل خالد والممرضات خرجوهم كلهم برا م عدا احمد قالت : انت اللى عملت فيا كد انت اللى مسبتنيش اروح معاه .. انا بكرهك .. فاهم يعنى ايه بكرهك .، انت اللى رجعتنى للحياه .،
اداها خالد مهدئ مفعوله اقل من الاول ف سكنت ع السرير لكنها واعيه بتتكلم بضعف ودموعها نازله : ليه ي احمد .. ليه انقذتنى حرام عليك .. انت انانى ي احمد خفت تفضل هنا وحدك .. طب انا ذنبى ايه تعمل فيا كد ذنبى ايه تعذبنى معاك ..
احمد قعد مكانه ع الارض وكان بيفنهق زى طفل صغير مامته بتعاقبه علشان غلط .. وساره بتفتح ف كل الجروح وب اكتر الالات حده بتعمقها اكتر
ساره موقفتش كلام وهو م وقفش عياط معاها لحد م راحت ف النوم بعد مده طويله .. قام بعد م اخد مده استجمع فيها نفسه ربطلها ايدها ف السرير بعيد عن بعض عشان م تكسرش الاجهزه اللى جابوها الممرضات قال وهى نايمه : انا اسف .. ان كنت لحظه فكرت ف نفسى انا اسف .، بس هو اللى وصانى .. قالى انه اى حاجه ف الدنيا تحصل بس المهم هى تبقى بخير ،، .. م قاليش اتصرف ازاى .، م قالش انه موتى وموتك هيكون بالصعوبه دى .. زى م حياتنا اصعب .. انا انقذتك بصعوبه فعلا .. كانت معجزه انى اوقفلك النزيف او اخرج البيبى .. كنتى ف الشهر السابع ي ساره يعتبر كان مكتمل ..
مسح ع وشه بألم وسحب كرسى قعد عليه كمل : كان جميل اوى كان عنده عيون انس ،، بتسألينى عرفت ازاى م هو كانت ملامحه باينه .. مش عارف ي ساره بس حسيت ده .. كان كله ملامحك .. مش عارف ليه اطفالنا بتاخد ملامحك بشكل كبير .، عشان انتى فعلا ملاك ف اقرب ليهم .، انا اسف ي ساره انا اسف ع كل حاجه .. اسف لانى ضعيف وعاجز .. لازم تكونى بخير انتى كمان
كانت دموعه مش بتقف مسحهم وخرج دبلة سلمى من جيبه ضمها وضغط ع قلبه بيها ،. كأنه اخد قوته منها اخد نفس خرجه بوجع كانت بدأت ساره تفتح عيونها قالت بعد دموع كتيير وصمت : خدنى ليهم ارجوك .، اول مره ف حياتى ابكيلك واترجاك ي احمد .. م تسيبنيش ف مكان هما مش فيه .. بص .. م تعملش حاجه فك ايديا بس وانا هعمل اللى انا عايزاه وانت كمان تعالى معايا
اخد نفسه بهدوء وضغط ع دبلة سلمى ف ايده فك ايدها وهو بيفكها قال : انا عايز اكون معاهم ف مش هرمى نفسى ف النار وهما ف الجنه انا هستنى لما اجلى ينتهى واروحلهم
بصتله بصدمه كأنها ادركت فعلا حقيقة اللى بيقوله لاء مش هتتحمل تبقى بعيده عنه قالت : بس الوجع !!
احمد : نتحمل .. اتحملنا قبل م يجو وهنتحمل وكلنا امل ف لقانا ف الاخر
ساره : مش هقدر مش هقدر
فرد ايده بالدبله بتاعت سلمى قال : دبلة انس ف رقبتك .. انا وعدت سلمى .. ومتأكد ان انس اخد منك وعد انك هتحافظى ع نفسك لحد م تروحيله لانه مستنيكى .. دلوقتى انتى لوحدك .، براحتك قررى اللى انتى عايزاه
قام خرج راح ع عيادته اخد مهدئ تلات حبات وكان قوى جداا اترمى ع سرير الكشف وراح ف النوم
قام من النوم ع صوت ظيطه برا .. حس بالقلق ع ساره .. راح جرى ع اوضتها .. لقى ممرضات كتير هناك .. ودكاتره داخله ..
دخل بصعوبه لقاها غرقانه ف دمها وساكنه ع السرير من غير نفس غمضلها الدكتور عيونها وسحب الملايه علشان يغطى وشها
قام احمد مفزوع من النوم .. لقى روحه ف مكانه ف عياته .. لقى المستشفى هاديه .. خرج جرى ع اوضة ساره .. فتحها من غير م يخبط لقاها قاعده وراكنه ضهرها ع السرير وخالد قاعد ماسك ورقه وقلم .. واضح انها كانت جلسه .. اخد نفسه وقال : انا اسف .. هاجى وقت تانى
خرج وهو بينهج كأنه ليه خمس ساعات بيجرى نظم نفسه وقعد ع كرسى الانتظار .. حمد ربنا كتير جداا .. مش مصدق انها بخير ..
بعد م خرج احمد من عندها دخلها خالد لقاها منهاره من العياط المرادى قدر يقنهعا تهدى احمد فكرها بان انس مش بيحب يشوف فيها شر .. ف خضعت بعد حوالى عشرين محاوله لخالد علشان تتكلم انها تبدأ اول جلسه للعلاج النفسى .. علاج من وجع مفيش ليه علاج بس عشان ترتاح من زنه .، كمان عارفه انه باباها مش هيسيبها الا لما تعمل كد ف بقت بترد ع اسئله بس .. طولت جداا معاه .. كلامها قليل جداا وهو بيتكلم كتير كلام معظمه هى مش سامعه منه حاجه اصلا لحد م دخل احمد عليهم كان طوق نجاه ليها ف بعد م خرج خرج خالد وراه علشان كان شكله تعبان وهى نامت ع السرير وقعدت تعيط بهدوء مفيش غير صوت انفاسها المتقطعه هى اللى خارجه منها
فتح عيونه بفزع لقى خالد قال خالد : انت كويس س احمد
احمد : اه كويس غفيت بس ،،
خالد ع العموم هى بقت كويسه الى حد ما .، تقدر تروح
خبط احمد ودخل لقاها نايمه راح ع الكنبه القريبه من سريرها ونام هو كمان
"كيف ل ادمعى ان لا تسقط على كتفك .. كيف ليد غير يدك ان تمسحهم ،، كيف سمحت بان تتركنى وحيده فى هذا العالم الذى لطالما ارهقنى واخذ منى .، وانتصر ف النهايه .، نجح فى ان يهشمنى يا حبيبى .، اين انت الان "
حس احمد ان فى حركه ف الاوضه توقع انها الممرضه .. لكن حس بانه فى حد بيغطيه فتح عيونه لقى عبد القادر .. ابتسم احمد ف ابتسم عبد القادر قال بهمس : حد ينام خمستاشر ساعه ؟!
استغرب احمد وقام قعد حس بصداع جامد سند دماغه قال : ياه .. نمت ده كله ! ساره فين
عبد القادر : هى كمان نامت كتير .. قامت من شويه ساعدتها اكلت ورجعت نامت تانى
احمد : بقت كويسه ؟!
عبد القادر : وهو انت بقيت كويس ؟!
بصله احمد قال : هنبقى كويسين .. يمكن مش دلوقتى بس ف يوم من الايام هنكون
عبد القادر : اكيد ي ابنى .. مش ربنا موجود
قام احمد جاب كوباية قهوه شربها وراح ع عيادته كان ميعاد شغله .. انشغل طول اليوم علشان يعوض الغياب اللى بيغيبه .. وعشان اخر الليل يقدر ينام كان من وقت للتانى بيروح لساره يتطمن عليها .. وع المغرب كان شبه خلص شغل من تمانيه الصبح شغال او يمكن الشغل خلص عليه .. خبط الباب ودخل خالد قال : ممكن ندردش شويه ؟!
سمحله احمد يدخل وقبل م يتكلمو دخلت عفاف اللى كانت شغاله مع انس بسرعه قالت : فى رجالة شرطه عند اوضة ساره .، والاستاذ عبد القادر مانعهم يدخلو لكنهم مصرين
قامو بسرعه وجم خارجين قاطعهم ظابط الشرطه داخل قال : على فين كد ي دكتور احمد .، ده حتى عيب وفى ضيوف جاينلك عيادتك يعنى
شاور احمد لخالد مشى راح لساره وقال احمد : انا مش فاهم فى ايه
الظابط : اكيد مهو المجرم لما بيتكشف مش بيبقى فاهم حاجه
دخل سعد حاول يفهم اى حاجه لكنه م عرفش .
اخدو احمد معاهم وخالد راح عند ساره وقال للظابط : انا الدكتور النفسى المعالج ل حالتها وبقول لحضرتك انها هتبقى ف خطر لو دخلتلها .. ممكن نفهم ايه تهمتها
الضابط : قتل جوزها
نزل الزهول عليهم كلهم كان عبد القادر وعفاف وخالد اللى قال : طب ادينى اسبوع واحد بس واحد بس وبعدين براحتك ممكن ؟!
ساب اتنين امناء شرطه واقفين ع بابها ومشى
..،.
"كان الطريق ممهد يا عزيزتى .. ظننت ان كل الخطر فى جدك الذى ارق استقرارنا .. ظننت ان كل العناء فى ذلك الخوف الذى دب قلبى لفراقك ولكن .. اظلمت هاهنا .، ولم يعد يوجد اى ضوء حتى لارى ما ان كان امامى ممهدا ام عثر ،، لم اعد اقوم بعد سقطاتى من الساعه الاولى لفراقك .. لكنى حقا اشتاق اليك "
كان قاعد ف مكتب رئيس المباحث اللى قال : اسمك وعنوانك
احمد : اسمى احمد سامر .. عنوانى ......
الظابط: ايه رأيك فيما هو منسوب اليك
احمد: ايه اللى منسوب الي
الظابط : اتفاقك انت والدكتوره ساره على قتل مراتك وجوزها وبنتك
احمد الزهول الجمه معرفش يرد ب ايه قال الظابط : م تفكرش ف حيله ي دكتور .. خلاص انت اتكشفت
احمد : اللى انت بتتكلم عنهم دول اخويا ومراتى وبنتى .. حضرتك مدرك اللى انت بتقوله
الظابط : واضح انك هتتعبنا .. يتم حبس المتهم اربع ايام على ذمة التحقيق .. ويراعى التجديد له ف الميعاد
........،.....
كان عبد القادر قدام اوضة ساره بيكلم سعاد : هى ف الاوضه دلوقتى عندها جلسه مع الدكتور ..
سعاد : طب واحمد ؟!
عبد القادر : اخدوه ي سعاد .. انا خايف عليهم جداا ،، مين اللى ممكن يعمل كد .. وبرن على ابنك علشان يجى يقف معايا مغلق
سعاد : عبد الله .. ااااه .. هو مفيش غيره عملها وجه ع هنا .. لاحظته بيتكلم عنها بسوء .،
عبد القادر : حيوان .. لما اشوفه بس .. ابعتيهولى من عندك .. وخلى مراته معاكى احسن مش عايز اشوفها
............
كان واقف عبد الله قالتله سعاد : انت اللى بلغت عنهم ؟!
عبد الله وقف بغضب وقال : ايوه انا ي ماما .. انا اللى باخد حقه اللى كلكم ساكتين عنه ..
ضربته سعاد بالقلم بصلها بزهول قالت : انت اللى قتلته بالحيا برفضك ليه وعندك معاه ،، انا ممكن اصدق انك تقتله وهى لاء ،، بتأذى الامانه اللى اخوك عاش يحميها .، ليه حق يخاف عليها منك ،، ليه حق يقول ابعدو عبد الله عنها .، منك لله .. منك لله .. آه يا انس آه ..
قرب منها وقال بخضوع : كفايه ي ماما .. كفايه .، مش قادر اتحمل
قالت : عليك غضب منى ومن ربنا لحد م تحل ده .. روح ل ابوك .. انا مش عايزه اشوف وشك غور ..
خرج من الباب وطلع قعد على السلم وعيط .. دخلت نضال وكانت طالعه لسعاد متعرفش ان عبد الله هنا لقته قاعد ع السلم كانت حالته وحشه جداا قعدت جمبه ف صمت ومتكلمتش قال : كل الوقت م يعدى بتمنى انه هو اللى عاش وانا اللى مت .. هو اهم حاجه محور الكون للكل .. حتى بالنسبالى .. انا محدش بيحبنى ولا حد حتى كان عايز يكلمنى .. هو نفس وروح الكل ،، ي ريت كنت انا اللى مت مش هو .. مش قادر اعيش .. لما كان هنا كنت فرحان اوى حتى لو مبينتش ده .، حتى لو بنتخانق حتى لو مش طايقنى .. كان باعد ساره عنى خايف عليها .. وخوفه طلع ف محله .. انا معنديش مسؤوليه .،
مكانش عارف مين اللى جمبه ومين اللى بيسمعه رفع عنيه لقى نضال ودموعها مغرقه وشها .، اتفاجئ ازاى اتحملته .. قام مشى .. رجع ع مصر .. كلم اصحابه اللى ساعدوه ع القضيه واللى محركينها وقالهم يوقفو كل حاجه .. نضال كانت منهاره من العياط ومن الحزن ع انس اللى راح وعبد الله حبيبها اللى بيتوجع وهى مش عارفه تقوله اى حاجه
كانو تلات ايام من اصعب ما تكون ع احمد .. مكانش بياخد المهدئ ومش بينام .. خايف ع ساره لما تسمع باللى حصل مش عارف يسيطر ع اى حاجه اعصابه تعبت جداا اتعود ع المهدئ كان قاعد ف زاويه مش بيتحرك .. اتفتح باب الحجز ودخل رئيس المباحث قال : دكتور احمد .. احنا اسفين جداا للى حصل ده سوء فهم نتمنى حضرتك تفهم اننا كنا بنقوم بواجبنا ..
خرج احمد من غير م يتكلم راح المستشفى ومكانش قادر يقف .. اخد شريط مهدئ اخد منه اعاد جزء من اتزانه وراح لخالد قال : ساره عرفت ؟!
خالد : بخير متقلقش انما ايه اللى حصلك
احمد بحزن : اتهمونى ف اعز ما املك .. انا مش فاهم خرجت ليه .. قالولى سوء فهم .. انا تعبان جدا ومحتاج ارتاح .. هروح البيت ..
خالد : لو هتقدر عدى عليها ده انت الحاجه الوحيده اللى بتسأل عليها
احمد : هحاول
.............
كانت موجوعه جدااا .. عبد القادر ليه تلات ايام من يوم م اختفى احمد وهو بيروحلها يقعد معاها ويساعدها تقف على رجلها .. قدرت بفضله تتحرك وتمشى .، بس ايه اللى خلى احمد يختفى ممكن تكون حصلتله حاجه ..
ضمت السلسله والدبله بقوه وقالت : وحشتونى اوووى نزلت دموعها بكثره ..
جالها صوت من وراها : يا الله لو حد قالى انى هفرح كد مكنتش هصدقه .. شوفتك واقفه كد اجمل من اجمل حاجه
اتلفتت ساره وابتسمت ابتسامه خفيفه ومسحت دموعها قالت : وانت غبت ورجعت تعبان ي احمد .. ليه كد كنت فين ؟!
احمد : كان عندى شغل بس مكانش ينفع ااخره وكنت بكلم عمو عبد القادر اتطمن عليكى منه كنتى بتبقى نايمه او هو مش هنا
ساره : مش بتعرف تكذب ي احمد بس هعتبر انه بتقول اللى حصل
احمد : اه عديها .. المهم انك وقفتى من تانى .. وبقيتى بخير
قالت بشرود : مش مهم اى حاجه المهم انك بخير وبس .. اعملى اللى انتى عايزاه بس خليكى بخير .. "نزلت دموعها " آآآآآآه .. آآه
اخدت نفس مليان بالوجع ومسحت دموعها قالت : خليتهم جابولك سرير هنا بدل م تنام ع الكنبه .،
ابتسم .. راحت قعدت ع السرير قالت : نام .. انت شكلك تعبان ي احمد ..
احمد : عايزه اروح البيت النهارده .. وهبقى اجى بكرا ان شاء الله
قالت : ماشى اللى يريحك بس خد السواق معاك
نزل احمد رجع ع البيت اخد دوش وارتاح ع السرير .. مسح ع وشه بكفيه واخد نفسه .. اخد مهدئ غمض عيونه وراااح
كان عبد القادر قاعد معاها ف المستشفى وهى نايمه .. كان بيقرى خبط الباب ودخل سعد اتطمن عليها ومشى كانت عنده عمليه ..
بعد سعد خبط الباب لكن محدش دخل .. قام عبد القادر لقاه عبد الله وعايز يدخل سحبه عبد القادر لبرا وقال : انت ايه اللى جابك هنا ؟!
عبد الله : هو انا ممنوع انى اشوفها كمان ؟!
عبد القادر : عايز تشوفها ليه .. ؟!
عبد الله : عشان انس ...
ضربه عبد القادر بالقلم وقال : انس !! انت تعرف انس .. واللا عملتله حساب .. انت عارف هى لو عرفت اللى انت عامله فيها هيحصلها ايه .. طب عارف انها رافضه تشوف اى حد غيرى انا وباباها والدكتور النفسى
قاطعه عبد الله : واحمد !! .. مش كد ي بابا .. انا مش فاهم ايه اللى بينهم عشان يبقى لازقلها كد ..
كظم عبد القادر غيظه وقال : ورحمة انس ي عبد الله لو م اتعدلت ل هكون عايد تربيتك .. راح اللى كان مانعنى عنك ،، واللى حلفنى م ازعلك وهو عايش .. ارجع .. ارجع ي تصلح مراتك ي تطلقها .. معادتش ينفع تعيش معانا بسمها .. كفايانا منها لحد كد
مشى عبد الله .. وعدت ايام ساره حابسه نفسها ف اوضة المستشفى .. واحمد بيروحلها من وقت للتانى يتطمن عليها .. كلامها قليل جداا وف يوم سألها خالد : ليه رافضه تخرجى ي ساره
حست ب برد سرى ف جسمها ف قالت : كل مكان من اول م اخرج من الاوضه دى فيه انس .. فيه ذكراه .. هو ساكن كل مكان .. الاوضه دى هى الحاجه الوحيده اللى مفيهاش لمسته .. ذكراياته ف كل مكان .. انا حتى مش عايزه اكلم حد .. كل م اسمع كلمه بترجعنى ليه بتوجع جداا .. انا مش عايزاه يخرج منى انا حبسته .. انا بس مش عايزه وانا قويه كد انهار
خالد : تمام .. بس ده مش حل
ساره : مش هخرج .. مش هواجه عالم هو مش فيه .. اتعودت لما اخاف استخبى ورا كتفه و .. ولما .. لما بتعب بسند راسى ع كتفه .. العالم الواسع ده كله من غيره بيخنقنى .. ديق جداا
خالد : عمر الحياه م وقفت عند حد مات
ساره : بس هو مش حد هو انا .. هو روحى .. ممكن الحياه تستمر بعد م مات .. جايز جدا م اموتش دلوقتى لان الحزن مش بيقتل ولو بيقتل مكنتش هفارقه .. بس مش قادره حاليا . ..
خالد : طب حتى الممرضه .. اخواتك .. نضال مش بنت عم انس ..
ساره : لاء .. مش عايزه اشوفهم .. ارجوك متضغطش عليا انا مش متحمله لو ينفع امنع اى حد من انه يزورنى ..
خالد : واحمد ؟! .. امنعه
ساره : مش عارفه .، احمد هو الوحيد اللى فاهمنى .. يمكن هو اشجع منى لانه واجه الحياه .. بيمنحنى شوية قوه وصبر انا محتاجالهم ،،
خالد : لسه مش ناويه تحكى اللى حصل يومها "يقصد يوم م ماتو "
وشها اتخطف وقالت : لاء .. لاء مش عايزه .، كفايه كد النهارده مش هتحمل اكتر
خرج خالد .. وقعدت هى ساكته ضامه ركبتها لصدرها وراكنا راسها عليها ودموعها نازله
" انا اقوى الناس بحبك .. بقلبك .. بطيفك .. وبك انت .. انا املك العالم مادمت هنا .. انا بخير الف مره طالما انت يا شفاء روحى قريب .. اما الان ف يفصل بيننا عالمين .. بفصل بيننا موت وحياة .. اذا ف انا ضعيف ..مدمى .. وحزين 💔 "
خلص احمد شغله واخد علبة هدايا كان جايبهالها وراحلها ،. خبط ودخل بعد حوالى دقيقه لقاها بتمسح دموعها قالت : جيت ؟!
احمد بابتسامه : لاء لسه مجتش .. جايبلك مفجأه
بصت بعدم اهتمام واتنهدت ابتسمت بتكلف اخدت منه العلبه .. فتحتها وابتسمت لمى لقت صورة انس على غلاف البوم صور قالت بسعاده : انس .. وحشتنى اووووى ..
رفعت الالبوم وضمته جااامد كانه رجع من الموت غمضت عيونها اتنفست وفتحت .. قالت وهى بتقلب ف الصور : شكرا بجد ي احمد .. انا مش عارفه اشكرك ازاى .. ع كل حاجه
احمد : تعالى نخرج من هنا ي ساره .. متخافيش انا .. احنا كلنا جمبك .. ادى للحياه فرصه
ساره : مش هقدر ي احمد لاء ..
وشها اتخطف سحب كرسى وقعد جمبها : ليه طيب ..
ساره : سلمى كانت بتتحامى فيك لو سبتها كانت هتبقى ف نفس حالتى .. محدش ف العالم كله يعرف يغنيها عنك .. صعب ي احمد .. العالم من غيره صعب .. لو حد زعلنى هعمل ايه .. هشتكى لمين .. مين اللى هيطمنى لو خفت .. مين ي احمد ..
وقفت كلام وخبت وشها معرفتش تكتم عياطها اكتر سكتها بهدوء قال : وانا كمان ..
سكتت وبصتله كمل : كنت بخاف اوى .. وكنت بروح اتخبى ف سلمى واشتكيلها .. وكانت بتعرف تطمنى ي ساره .. العالم من غيرها مخيف ي ساره .. مرعب وضلمه اوى ..
مسحت دموعها قالت : انا مش هقدر اواجه ي احمد حتى لو انت قدرت انا اضعف من كد
خرج دبلة سلمى من جيبه وقال وهو بيتأمل الدبله : عارفه سلمى قالتلى ايه لما قلتلها انس قلقان عليكى ل تتعبى ف الحمل .. قالت ساره اقوى منى ي احمد هتقدر تتحمل .. ابتسم بضحك وشال الدبله ف جيبه مد ايده ليها وقال : لحد اخر الطرقه اللى برا بس
بصتله وبصت ل ايده ميل راسه مشجع ليها مسكت ايده وقامت .. مشت لحد اخر الطرقه ومكانتش طويله عيون الدكاتره والممرضات كانت عليهم جالها اتنين دكاتره زمايل انس ف نفس تخصصه قال واحد منهم : البقاء لله ي دكتوره .. احنا فرحنا جداا اننا شفنا حضرتك بخير بجد .. الحمد لله
بصتلهم ساره بامتنان قالت : متشكره
مشيو جت عفاف مساعدة انس. ضمتها بقوه كبيييره وكانت حضنها دافى قالت : الحمد لله ع سلامتك
ساره : متشكره
وهما راجعين لفتهم صوت الممرضات اللى كانو واقفين قالو : هى مش حافظه غير متشكره
ردت واحده تانيه : بس اسكتى ل تسمعك .. الله يعينها ع مصيبتها .. الله يرحمه جوزها اذا كنت انا زعلت عليه ومكانش بيبصلى
حست ساره بالغيره حتى لو مش موجود مش من حق اى واحده تتكلم عليه مشيت لحد عندها وقالت : انا حافظه على فكره غير كلمة متشكره .. وفعلا ربنا يعينى لان اللى تخسر راجل زى انس حقها تدفن معاه مش بس تحزن عمر بس ارادة ربنا بقى
دخلت الاوضه وهى بتعيط قالت ل احمد : قلتلك مش هطلع
احمد : وانا قلتلك انك اقوى
ساره : كنت بتوجع ..
احمد : وخليتيهم يحسو بوجعك ويسكتو
ساره : دايقونى
احمد : نمو حبك ليه جواكى بالغيره
ساره : دول معندهمش دم .. هما مالهم بيه
ضحك احمد بصوت عالى وقال : سيدى ي سيدى .. اشتقت للمشهد ده .. ي بختك ي عم انس
ابتسمت .، عايزه اروح بيتنا
بصلها بزهول وقال : هتهربى منهم ؟!
ساره : لاء .. هكون اقوى .. انس ايام مشكلة جد سلمى قالى انى واجهت الموت .. و واجهت الصهاينه ،، سألنى هخاف اواجه العالم بعد كد ؟! .،، واديك قلت سلمى قالت انى قويه .. معقوله هخيب ظنهم
قال احمد : طب وهتزوريه امتى ؟!
بصتله وقالت : متسألش .. سيبها تيجى لوحدها .. فين اللى قلتلك عليه ..
احمد : اجليهم دلوقتى .. جهزى حاجتك وانا هروح ابلغ خالد
ساره : احمد مش عايزه اتعالج .. ممكن بلاش خالد
قاطعها خالد لما دخل وكان الباب مفتوح قال : ومتعرفيش انك مش هتخرجى من المستشفى غير باذن من خالد
بصت ساره ل احمد باحراج ولفتت وشها بعيد قالت : من حقى اختار العلاج واكون انا موافقه عليه
خالد : بس صحتك ،، والدعم يعنى
ساره : انا مش مجنونه
قال احمد : وهو الحب مش جنون ؟!
ساره : اتفقتو ؟! .. خلاص موافقه
خرجت ساره من المستشفى بتروح كل اسبوع لخالد ف جلسه مش بتخرج من اوضتها غير لعند خالد .. واحمد خفف زياراته ليها .. كل م يروح تطلب منه يجيبلها البدل بتاعت انس .. لو جابهم هتحصلها انتكاسه ... ده اللى قاله خالد علشان كد هو بيحاول يبعد عشان متسألهوش .. كان سعد وعبد القادر بيتطمنو عليها اول ب اول .. لحد م ف يوم بعد حوالى شهرين من فوقتها من الغيبوبه جالها تلفون مشئوم ل اول مره ترد وكان الخبر الاسوأ : الدكتور سعد عمل حادثه وف المستشفى حالته خطره
حاولت تستوعب الكلام .، نزلت جرى من البيت ركبت اول تاكسى وهى مش معاها فلوس وصلت المستشفى وقفها صاحب التاكسى لولا تدخل احمد ودفعله الفلوس كانت هى وصلت ل اوضت سعد ودخلت لقته متسطح ع السرير وكله جروح .، مسكت ايده باستها وقربت قالت : بابا ..
قال : بنتى الجميله ..
ساره : اوعى تسيبنى .، اوعى ي بابا مش هتحمل
سعد : عيلتك بتكبر هناك .. وبتزيد دفا .. ملك وحشتنى اوى ي ساره .. بعدت عنها كفايه ..
ساره : لاء .. انا لسه هنا .. كلكم بتروحى للى واحشينكم وسايبينى ليه هنا .. متسيبنيش ارجوك
قعدت ع الارض وراسها ف حضنه .. : انا اتهديت ي بابا .، مش هتحمل صدمه تانى
سعد : خليكى بخير .. وسيبى الحياه تمشى م تمسكيش فيها عشان تخلص بسرعه .. واتجوزى احمد .. ملكوش غير بعض .. و .. و .. اوعى تحزنى لان ملامحك الجميله ميلقش بيها الحزن ...
خفت ايده اللى كانت ضامه راسها .. قامت ساره بقت تهز فيه وتقوله لاء .. لاء مش دلوقتى لاء .. انا لسه محتاجالك حرام عليك تعمل فيا كد .، مش قادره ي بابا قوم
صرخت صرخه هزت ارجاء المستشفى .. دخل خالد واحمد وعبد القادر وعفاف لقوها نايمه جمبه وبتفنهق م العياط ومخبيه وشها فيه بعدوها عنه بالعافيه
كانت الايام اقسى ما تكون .،
"الجميع يصفنى بالجمال .. اهل اتظن انى جميله للحد الذى جعل الحزن يفتن بى ف سكننى الى الابد "
شهر بعد وفاة باباها وسافرو اخواتها هجره ل المانيا .، كانت القشه التى قسمت ظهر البعير .. سكن ملامحها العجز والهالات السوده .. جسمها الرفيع رفع اكتر .. ظهرت على ملامحها قوه .. كانت رغم كل حاجه منتظمه مع خالد .. م رجعتش الشغل لكن انتقلت للمعيشه ف بيت سامر علشان ميصحش تقعد لوحدها .. بعد حوالى تلات شهور جاتلها دعوه ل مؤتمر ف تركيا .، قررت انها هتروح قرار استغربه الكل لكن ادولها مساحتها ،،
خبط بابها قالت : ادخل
دخل احمد قال : جهزتى الشنطه ؟!
ساره : اه جهزتها .. وانا ثوانى وهجهز
احمد : هنزل الشنطه قدامك
بصتله ساره وابتسمت ابتسملها ونزل .. كان حاسس انها مش هترجع تانى .. عارف ان سهيله مش سايباها ف حالها وهى مش راضيه تتكلم ،، علشان كد هتهرب منهم كلهم .. وقفو ف المطار قصاد بعض عند النقطه اللى هيفترقو فيها .. قالت : مع السلامه ي دكتور ..
بصلها احمد وقال : هترجعى ؟!
ساره : مش عارفه لسه
احمد : هتاخدى بالك منك مش كد ..
ساره : اكيد .، وانت خد بالك من نفسك ومن شغلك
مشيت نده عليها قال : فى امانه ف جيب الشنطه ابقى شوفيها ..
ركبت ساره الطياره واتنقلت لتركيا .. وهى ف المطار كانت بتتكلم ف التلفون : وصلت ي دكتور خالد الحمد لله
خالد : وناويه ع ايه ..
ساره : مش عارفه .. انا عملت زى م اتفقت معايا ف ميعاد الجلسه ..
خالد : وصلتى الفندق ؟!
ساره : لاء بتمشى ف الشوارع هنا ..
خالد : هترجعى ؟!
ساره : مش عايزه .. تعبت هناك .. و طنط سهيله مش سايبانى ف حالى .. مش متحملاها
خالد : طب ليه مقولتيش ل احمد او لعمك
ساره : يعنى هى سايبه احمد ف حاله بجد مش عارفه ايه ده
خالد : اللى يريحك .. دلوقتى ي ساره اهم حاجه ترسى نفسك .. وتهدى خااالص .. وتعملى كل اللى تقدرى عليه لحد م تقومى ع رجلك ..، انتى اقوى بذكراهم ي ساره .. ف شنطتك هتلاقى الحاجه اللى انتى عايزاها .، استقبليها بهدوء وخليكى بخير .. هستنى تكلمينى تقوليلى عملتى ايه
قفلت ساره وراحت الاوتيل قفلت باب الاوضه وافتكرت يوم الفرح وهى بتقوله "فندق " .. ي برنسس .. آآآه يا انس .. سيبتنى للعالم الواسع الموحش ده ليه .. مكانش ليا غيرك .. وانت ي بابا افتكرت انس " الحمد لله انه موافقش ف كل مره " مسكت ايدها وضغطت عليها وشمت ريحت ايده في ايدها ..
افتكرت الامانه اللى اتكلمو عليها احمد وخالد .. فتحت الشنطه لقت الجاكت بتاع انس .. ريحة البرفان اللى كان حاطه لسه فيه خبت راسها ف الجاكت وغمضت عيونها ضمته بكل قوتها وقعدت مده طويله .. بعدين لبسته .. الجاكت بتاع يوم فرحهم وقبل .، غسلته بعد م رجعو من فلسطين وكوته و رشت عليه برفان وشالته ف صندوق ف الدولاب ف بيتهم .. كانت بتطلب من احمد دايما يجيبهولها بس كان بيرفض ..
شافت ظرف ف الشنطه لفتها جداا مسكته وقلبته ع وشه لقت صوره ليها مرسومه قالت : انس ..
عرفت انه من انس فتحته وقبل م تفتحه لبست الجاكت خرجت منه ورقه و CD ريحة برفان انس كانت قويه جدااا .. حست كأن روحها بتتردلها وبتتسحب منها ف نفس اللحظه اول مره من يوم م فارقته تشم ريحة برفانه .. اول مره تحس انه معاها بالقوه دى .، فتحت الرساله
ساره .. 💕🌸
ايتها الوطن الذى دب فى اركان روحى الحياة من بعد ما ظننتها ذبلت بلا عوده ..
اكتب كلماتى اليك ولا استطيع تمالك ادمعى .. اعتذر اليك حبيبتى اعتذر على كل شئ حدث وكل شئ سيحدث .. اعتذر انك فقدتنى .. اعتذر انى اكتب اليك نعيى .. اخبرنى احمد انه يخاف على زوجته الوحده اذا فقدته .. لم اكن اعرف ان الامر مؤلم الى هذا الحد يا حبيبتى .. لا اعرف ماذا على ان اقول .. لو كنت معك لكنت احتضنتك حتى تنسين الامك .، لو تعرفين ماذا اعانى انا خوفا عليك مما ستعانين .. ولكنك تعرفين وتؤمنين بما اخبرتك قبلا .. ان الله هو من يضع لنا الاقدار .. والله لا يقدر شرا ابدا ..
جميلتى ربما سيأتى يوما وتحمدين فيه الله انه توافانى .، اعلمى انى احبك .. احبك بقوة .. ان فارقكى جسدى يا ملاكى ف اعلمى ان روحى معك .. قلبى المناضل تركته ف قلبك .. ندوبى التى داواها وجودك .. وجروحى التى ازلتى اثارها بك .. اقل م اقدمه هو قوة قلبى امنحها لك .. كنت تعجبين من امر وطنى .، الست ك هو يا ملاكى .. تنعتينى بالملاك .. وانتى كل الملائكه .. عند الله يا رفيقتى كل الخير .. اودعتك لديه لذلك لا اقلق عليك .. ابتسمى يا انا ف انا لا استطيع ان اراكى تدمعين .. اوراقى التى بين يديك ليست شئ ف انت تحملينى بداخلك .. لا ارى اى شئ فى هذا العالم يحوينى بقدرك .. حتى الصور والملابس وكل شئ .. اخبرت امى ان تحضنك كثيرا فى اول مقابله لكم ف انا اشتاق اليها بشده .. واعلم انها تشتاق الى .. اتظنين ان الحب يبلغ من احدهم الجنون الى هذا الحد .. اتعرفين .. فكرت ان اقتلك يا ملاكى .. كى احميكى مما سيحدث .، انا لا اجيد اى شئ سوى حمايتك لكنى ارضى بما قسمه الله لنا بكل ما يحمل .. اذا احب الله عبدا ابتلاه .. وكيف الا يحب الله ملاك ك انت .. كيف لا يحب من ينشر رحمته على العالم .. كونى بخير من اجلى .، ومن اجلك .. كونى بخير و لتصرخى ف العالم متى اردت .. ابى يحبك اكثر منى ي ملاكى حين اخبرته بما سيحدث بكى من اجلك كثيرا .. وقال انت للموت يا صغيرى ولكنها للمعاناه .. لا تجعلى روحك الجميله يلوثها الحزن ف هو لا يليق ابدا بعينيك سوى و انا هنا ،، كنت اغار عليك من الحزن واخشى ان يزورك الدمع .. واكره العالم الف اذا قسى عليك .. صغيرتى .. اجل ف كنتى صغيرتى طوال الوقت .. اشتاق اليك بشده فلا تتمسكى ف الحياة بالحزن .. اتركيها تمضى سريعا وتعالى الى .. احبك
انس "
قربت ساره الورقه من قلبها اللى كان بينبض بسرعه "اديكى جمب قلبى اهو شوفي بقى قربك بيعمل فيه ايه " قالها وهما رايحين يوم الصباحيه ل احمد
قالت بصوت عالى اشبه بالصراخ : اديك جمب قلبى ي انس شايف الدنيا عملت فيه اييه .. شايف بعدك عمل فيا ايه ي انس .. انت فين انت سامعنى رد عليا ارجوك .،
قعدت ع الارض وهى بتتنفض جابت اللاب توب بتاعها وال CD فتحته لقت فيديو .. سحبت الجاكت بتاعه من ع السرير وضمته جااامد فتحت الفيديو ..
"انس قاعد ع السرير ف اوضة نومهم .. ومبتسم باصص لها بحنو كبيير .. قال اخيرا بعد نفس طالع بتنهيده : اخبارك ايه .. رغم انك ف البيت اللى جمبى الا انى كان المفروض ازور المستقبل علشان اقولك الكلام ده ،، عارف انك مش بخير .. للاسف .، عارف انه انتى مفتقدانى .. وانا كمان واثق ان روحى هتبقى مفتقده روحك جداا حتى لو كنت ف الجنه .. الجنه من غيرك متنفعش ي ساره .. المهم .. مش عايزك غير تكونى بخير .، اوعى حد يتجرأ يزعلك م تسمحيلهوش .. عارفه وانتى بتدافعى عنى قدام صفيه .. انا همشى يمكن من الدنيا بس انا جواكى ف قلبك لو حد جرحك هيوصلنى ف اوعى ي ساره تسمحى لحد يعمل كد ..
حبيبتى العنيده .، اللى بتعرف تهرب من كل حاجه .. وبتعرف تقف ف وش عدوها بقوه وشموخ .. هتكملى .. وهتتجاوزى .. وهتعيشى .. هتتجوزى وتخلفى ..
اول م قالت كد انتبهت لكلام سعد يوم م مات ازاى م افتكرتش الكلام ده قبل كد "اتجوزى احمد " .. ايه الجنان اللى بيقولوه ده .. انا مستحيل اقبل ب كد
انس ف الفيديو : عارفك بتقولى ايه الجنان اللى انا بقوله ده .. قلتلك ي حبيبتى انه مش هبطل احبك .. علشان كد لازم تتجوزى ي ساره وتخلفى عيال تلتهى فيهم لحد م تجيلى .. وبعدين مش شايفه انه طفلين بس قليلين علينا .. فاكره حلمنا ي ساره .. اللى قلتلك عليه اول يوم بدأنا فيه نجهز بيتنا .. انا مكنتش حابب اجيب اطفال بس بعد م قابلتك ورجعتيلى الامل ف الحياه بقيت عايز اجيب اطفال كتييير و واثق انك هتعرفى تكفيهم وتكونى ام مثاليه .، اطفال تعمر الكون ده .. تغير ي ساره ويكون ليها بصمه .، اطفال بنضالك ونضالى اللى م اكتملوش .. نبقى انا وانتى ف الجنه وهما يكونو حولينا .. بس كنت انانى نسيت ان احمد وسلمى لازم يكونو معانا علشان نكمل فعلا .. والاطفال هتكون اطفالنا كلنا .. انا بوصيكى تعملى ده ي ساره ...
اتفتح باب الاوضه بعد خبط كان صوته جاى ف الفيديو قال انس : تعالى بقى جه دورك وصيها عليه ..
اخد انس جمب ف السرير وقعدت جمبه سلمى .، قالت : هو السرير ده غريب ليه كد "ضحكت هى وانس " رجعت بصت للكاميرا وقالت : حبيبتى .، واختى .، ونص التانى .. وكل حياتى .. اعملى اللى انس قالك عليه .، انا متطمه عليه لانك معاه .، ومتطمنه عليكى لانه معاكى .. خدى بالك منه .، وهاتى ل اولادنا اخوات .. انا بحبك اوى ي ساره .. مستنياكى ✋ "
خلص الفيديو نامت ساره ع الارض وهى بتتنفض وبتعيط وحاضنه الجاكت قالت : خلصتو كلام ليه .، ليه خلصتو ..
قعدت مده كد واخده وضع الجنين حولين الجاكت ونايمه ع الارض بتعيط .،
سمعت صوت خبط ع الباب خبطه منغمه هى حافظاها قامت جرى فتحت الباب ولقته قدامها .. وقفت بزهول قالت : انس !! ازاى ..
كان ساكت دخل وقفل الباب حضنها جااامد كأنه بيهون عليها كل اللى بيحصل .. كانت ماسكه فيه خايفه ل يمشى تانى .، حتى لو مفيش شئ منطقى يقول انه هنا دلوقتى ف كفايه انه هنا
قعدها ع كنبه وقعد جمبها قالت : ازاى ..
انس : وحشتينى
ساره : هتاخدنى معاك ؟!
انس : لسه شويه ي انا .، لسه شويه ،، اوعدينى ي ساره انك هتكونى بخير
ساره : م انت هتمشى .. ازاى اكون بخير
انس : لازم تكونى بخير لانك مش جمبى .. ارجعى مصر .. و روحى لبابا .، وكفايه عياط ارجوكى
ركنت براسها ع كتفه ف ضمها كأنه بيودعها ..
فتحت عيونها لقت نفسها ع الارض وضامه الجاكت غفيت راحت ع السرير واتغطت ونامت وهى بتعيط ..
صحى احمد من النوم وكان تعبان جداا .. ازاى سابها تقرى اللى سابه انس وهى بعيد .. ايه اللى هيحصل لو جرالها حاجه او عملت ف نفسها حاجه .. خالد قال لو شافت حاجه من لبسه ممكن تنهار تانى طب ازاى حطيتلها الجاكت بتاعه .. طب لو قرت وبقت كويسه .. ازاى هتتقبل اللى فيه .. ازاى هتقبل اننا نكون سوا .. اذا انا اخدت مده طويله ع م اتقبلت ده .. ورغبتى ف حمايتها كانت الدافع .. طب هى هتوافق ليه ..
مسح ع وشه بغضب كان عايز يأجز من الشغل بس م عرفش .. كان عنده كذا حالة ولاده و كشفات كتير .. ف اضطر ينزل
ساره اول م قامت اخدت دوش وخرجت اخدت شنطتها ونزلت ملت استمارة الخروج من الاوتيل وقدمت اعتذار رسمى عن المؤتمر وجت خارجه وقفها حد نده عليها التفتت واتفجأت قالت : ادهم !!!!
ادهم اللى كان معاها ف الكليه قال : ازيك ي ساره عامله ايه ؟!
ساره : بخير ي دكتور ..
وقفو ساكتين شويه .. قالت ساره بتحفظ وكان واضح انها مش متحمله كلام لكنه كان مصر : انا عندى طياره مش عايزه اتأخر
رد ب اصرار : طيارتك كمان تلات ساعات .. ومن هنا للمطار ساعه مش هعطلك صدقينى .. فنجان قهوه بس ..
راحت ساره معاه علشان تخلص منه توقيته غلط تماما .. دخلو الكافيه راح سحبلها كرسى .، قعدت وهى بتحاول بكل الطرق تنهى اللى بيحصل قال : لابسه اسود ليه ..
قالت : بابا توفى من اربع شهور .. و .." سكتت شويه " جوزى مات من حوالى تمن شهور
ادهم : البقاء لله .. بصراحه انا كنت عارف بس استغربت بعد م شفتك علشان .. الدبله !!
بصت ساره ع الدبله ف ايدها وضمتها رجعت بذاكرتها ل انس وهو بيقول : اومال دى بتعمل ايه ف ايدى
دبلتك ي انس كانت ليها سلطتها ع قلبى ومازالت
رجعت تانى ل ادهم قالت : الدبله دى هتتخلع يوم م اموت
ابتسم بمرار قال : م اتغيرتيش ي ساره
قالت بضيق : م اعتقدش انك جبتنى هنا علشان نناقش اذا اتغيرت او لاء
قال : ليه مش هتكملى المؤتمر ..
ساره : مش مضطره اقدم اسباب
ادهم : طيب بصى ي ساره .. انا متفهم جداا اللى مريتى بيه .. ومتفهم ل مدى حبك لجوزك .، عارف انه كان جزء كبير من حياتك .. وانه مش هتقدرى تنسيه .. بس هو معادش هنا .. الحياه دى ي ساره اصعب ما تكون لما تبقى وحيد .. ادى لنفسك فرصه وادينى فرصه اثبتلك حبى .. مش بطلب منك تنسيه ابدا .. بس بطلب منك تقربينى ليكى .. انا لدلوقتى مفكرتش ارتبط ع امل انه نجتمع ..
.........................
خبط الباب عند عبد القادر ودخلت السكرتيره : فى واحده عايزه حضرتك ي فندم
عبد القادر : واخده ميعاد ؟!
سميه السكرتيره : لاء ي فندم بس هى قالت ...
قاطعها لما قال : جرى ايه ي سميه انتى اول مره تشتغلى معايا واللا ايه مش قلت اللى مش واخد ميعاد م يدخلش ...
قاطعه دخول ساره : انا اسفه ي عمو بس معنديش وقت اخد ميعاد
قام من ع المكتب قال بلهفه : ساره ..
قام حضنها جاامد قال : اكتر من شهرين ي ساره .. وحشتينى اووى .. الغيلى كل المواعيد ي سميه ..
مسك ايد ساره وقال ب ابتسامه : قوليلى بقى .. بتحبى البيتزا مش كد ؟!
بصتله وابتسمت كمل : متستغربيش .. حكالى عنك كل حاجه .. واجبرنى بحكاياته وحبه انى احفظهم .. يالل ناكل
نزلو وهى ساكته خالص قالت فجأه وهما ف العربيه : انا هقص شعرى ..
اندهش عبد القادر وابتسم : هتبقى اجمل
ساره : كلكو كنتو عارفين اللى هيحصل .. ليه مقولتوليش .. "نزلت دموعها " .. اكيد كلكو ودعتوه وانا م عرفتش .. ليه خبيتو عليا .. ليه عمل فيا كد مش فاهمه ..
وقف العربيه ومسك ايدها وقال : انا عمرى ف حياتى ي بنتى م شفته ف الحاله اللى كان فيها .. عمرى م حسيت فيه الحزن بالقدر ده انس خسر امه و وطنه واصحابه بالفراق ي ساره و محزنش .. كان مهزوز .. مكانش عارف يتكلم .. كان مشتت .. انا اول مره اشوفه تايه كد .. قالى انه فكر يقتلك قبله .. وقالى انه مقدرش وقال ربنا قدر الخير .. وهى هتكون بخير .. اقولك ع سر ي ساره .. كل م اشوفك بحس انه هو اللى قدامى .. اللخبطه اللى انتى فيها وانتى مش عارفه تقولى ايه .. وانتى مش عارفه تفتحى معايا الموضوع اللى رجعك من تركيا ..
دخلو المطعم قالت : كنت عارف انى هقراها هناك مش كد ؟!
عبد القادر وهو بيسحبلها الكرسى : اه كنت عارف انا اللى قلت ل احمد يعمل كد
قالت بتلقائيه : موجوعه اوى ي بابا ..
عبد القادر : ي حبيبة ابوكى .. حقك عليا انا .. عارف ان اسفى مش هيعملك حاجه بس ي ريت لو ف ايدى كان هما اللى يبقو وامشى انا ..
نزلت دموعها ومسكت ايده باستها : لاء ي بابا متقولش كد .. انا مش هقدر اتحمل فقدك مهما كان
ابتسم .. طلبلها بيتزا وقال : سعاد نفسها تشوفك جداا
ساره قالت بقوه : هروحلها .. وهعمل اللى يشفى غليلى
عبد القادر : واحمد ..؟!
ارتبكت ساره جداا هى من بدرى عايزه تفتح موضوعه بس مش عارفه قالت : انس اتجنن .. حتى بابا قالى كد يوم م مات .. هما مستوعبين اللى بيطلبوه منى
عبد القادر : تفتكرى ليه هما الاتنين فكرو ف نفس الحاجه رغم انهم م كانوش سوا .،
ساره : عشان ... مش عارفه بس بجد انا مش عارفه استوعب .. وانس قالى ان دى وصيته .. وبابا يعتبر كد وصانى مخلوش قدامى فرصه ارفض
عبد القادر : ادى لنفسك فرصه ي ساره .. ادى لروحك مساحه ي ساره تتنفسى .. اقولك ع سر انفصالى انا وسعاد ..
ساره : قول ي بابا
عبد القادر : انا كنت فقير جدا .. وبعدين حصل واتخرجت اتجوزتها وانا ف البدايه .. صعب جداا ف فلسطين انك تأسس شئ كانو جنود الاحتلال خانقينا .. وخلفت فاطمه وكانت اجمل حاجه ف حياتى .. قررت انه لاء مش هينفع استمر كد لازم اخرج لبرا واتنفس لازم اناضل علشان يكون ليا كيان .. اوعى تفتكرى ي بنتى انى منعت انس انه يناضل لانى مبحبش وطنى .. انا اديت الوطن كتير .. كنت بكبر برا بس كان ليا ايد هناك .. ده السر اللى حتى انس م عرفهوش .. انا كنت بمولهم بطريقه غير مباشره .. انا عندى نفوذ ي ساره م تتخيلهاش .. يمكن يبان انى ف حالى بس انا واصل لعمق اسرائيل وليا كلمه وكنت بوقف حاجات انها تحصل .. مكانش حد يعرف وكنت حريص ع ده بس الصهاينه بيعملولى حساب .. انا ماسك شغل ناس مهمه جداا هنا وف الاردن والسعوديه .. لو وقفت شغلى هتخرب بيوتهم .. المهم خرجت واول م نزلت نزلت ع مصر وغبت سنه عرفت احط قواعد شغلى هناك ورجعت ع الاردن اسست هناك شغر برضه ورجعت ع فلسطين كنت وقفت ع رجلى .. كانت واحشانى اوووى .. مصدقتشلما شفتها قد ايه كانت جميله
كنت مشتاقلها لدرجة انى نسيت الكون اول م شفتها .. اجتمعنا انا وهى .. وفاطمه ..وبدأت اجهز بدايه لشغلى ف فلسطين قعدت بدير التلات فروع من جوه فلسطين سنه كامله .. رزقنا ربنا بالتؤام عبد الله وانس .. كنت بغيب اسبوع وارجع اقعد شهر معاهم .. استمرينا كد لحد م دخل انس وعبد الله ساته ابتدائى .. ف البدايه كانت الدنيا كويسه لحد م راحت واحده لسعاد وبدأت تحكيلها حكايات عن رجاله بتخون ستاتها .. بعدين بدأت تقرب الامر واحده واحده .. لحد م قالتهالها صريحه : عبد القادر بيخونك ي سعاد .. مفيش راجل يتحمل غياب مراته عنه ده كله .. و قالتلها انى حكيت لجوزها اللى حصل وانى متجوز بس هى متعرفش تفاصيل رجعت بيتنا يومها .. وكنت تعبان جداا كان واضح انى تعبان .. كانت ازمه كبيره جداا ف الشغل كان كيان اكتر من اتناشر سنه بينهار .. دخلت البيت ليها علشان ارتاح زى كل مره .. علشان اتطمن عليها .. لقيتها قاسيه جدااا.. استغربت سألتها فى ايه .. مقابلتنيش ب اى حاجه رغم انها عارفه انا تعبان ازاى وعارفه انى مقدر تعبها ومش هنكره ابدا ف متصورتش انها تأذينى بالشكل ده لما وقفت وقالت : انت مش الراجل اللى اتمنيته ي عبد القادر .، انت طلعت اسوأ راجل على الارض .. انا امنتك ع نفسى وانت خنتنى
كنت واقف مزهول ازاى ايه اللى حصل ايه اللى بتقوله .. رفضت تتكلم .. و رفضت تسمعنى .. قالت انا عرفت انك خنتنى ومعنديش استعداد ل اكتر من كد .. بكفايانا كدب ع بعض .. كنت هتجنن حرفيا مش عارف ايه حصل .، مش عارف عملت ايه بتجلد ع حاجه مليش يد فيها .. سمعت اللى حصل مع انس وانه خرج ف عمليه سعاد كانت عارفه رغم ان انس ميعرفش انها على علم من الغضب جبت محمد ورفعت عليه المسدس كنت هقتله .. وقفت بينى وبينه سعاد وقالتلى ارجوك بلاش .. كله فاهم ان انس يشبهلها هى بس هو ف الاصل نسخه منى .. حتى النضال ي ساره .. عبد الله هو اللى شبهها .. هو مش وحش .. عاقبنا روحنا انا وهى .. ف بعدت .. و مطلقتهاش عشان ميفكرش راجل يقربلها .. هى عاندت ومرضتش تقول فى ايه .. وانا عاندت ورفضت اطلقها .. قعدت مده كل م اروح فلسطين اكلمها .. و احاول معاها .. طلبت من بابا الله يرحمه يكلمها بهدوء رفضت .. طلبت من باباها رفضت .. واخدت العيال .. لوجودها وكلامها سلطه كبيره ع قلبى ي ساره .. صوتها لوحده كان بيخلينى اوصل للجنه .. لحد م تعبت ي بنتى .. سعاد عنيده جداا وانا اخدت العيال ف عايز اربيهم كويس .. لحد م قلتيلى .. قلت يمكن يشع النور جوايا من تانى .. سنين الوحده والقسوه اللى عشتها اصعب ما يكون .. وخوفى عليها الشديد من اللى بتعيشه وهى وحدها ،، قلتلها هسيبلها حد من الولاد بس غضبها خلاها ترفض عنيده جداا .. بس عارفه لما جات فرصه اننا نرجع معرفتش افكر ف اى حاجه .. كأنى لسه عند اول يوم وانا داخل بيتنا ارتاح ..
لو كنت طلقتها واتجوزت رغم غيرتى عليها كان ارحم من انها تعانى اللى عانته وحدها .، وانا لو كنت اتجوزت مكنتش هنسى حبها بس كنت هرتاح شويه من اعباء كتير كنت شايلها .، علشان كد اتجوزى ي ساره
ساره : طب ليه احمد ؟!
عبد القادر : احمد الوحيد اللى عاش اللى انتى عشتيه .. مش هيطلب منك تنسى لانه ببساطه مش هينسى .. معاه مش هتتعذبى لان انس ف حياتك وهو عايزك تخرجيه .. لاء ده احمد يمكن هو اكتر واحد يساعدك ويكون حريص انه متنسيش انس
ساره : مش هعرف
عبد القادر : محدش هيجبرك ي ساره بس متنسيش دى وصية ميت ويريت انس بس ده سلمى وباباكى كمان .. ربنا يرحمهم .. بلغينى قرارك ..
قالت : عايزه اروح عند الكوافير بتاعتى ..
عبد القادر : انتى عندك كوافير ؟!
ساره : لاء .. بس هيبقى فى .. مش هقص شعرى ؟!
ابتسم عبد القادر واخدها وداها كوافير
...............
جه ميعاد الجلسه مع خالد وهى كانت واعداه انها هتكلمه ف الوقت ده تكون الجلسه ع التلفون لانها المفروض ف تركيا وهو فضى نفسه تماما علشان مكالمتها .، خبط الباب ودخلت .. لابسه فستان اسود تحت الركبه .. شعرها قصير كاريه .. لابسه حلق اسود .. جذمه سوده كعب .. بس كانت فاتنه مش بس جميله .. قام مبتسم سلم عليها قال : كان ميعادنا تلفون .. ايه اللى حصل حد دايقك .. قالت : لاء .. محدش دايقنى .. انا هنا من امبارح اعتذرت عن المؤتمر ..
خالد : ايه اللى حصل
ساره خرجت الظرف اللى فيه الورقه والCD حطتهم ع التربيزه وخرجت الجاكت بتاع انس وحطته جمبهم .. والشال والمصحف قالت : ده اللى حصل .. كنت عارف مش كد ؟!
خالد : ده افضل حل ،،
ساره : انا موافقه .. " نزلت دموعها " انا من امبارح مع بابا عبد القادر وهو اقنعنى ..
خالد : واحمد موافق .،
ساره : هو اصلا ميعرفش انى هنا محدش يعرف غير بابا
خالد : هتزورى انس ؟!
قالت بضيق وخوف : لا مش هقدر
خالد : ولحد امتى ؟!
ساره : مش عارفه .. انا مش هقدر ازور قبورهم .. انا اضعف من كد
خالد : مش مهم المهم الخطوه اللى هتاخديها ..
ساره : بس .. طنط سهيله مش هتسيبنى ف حالى .. والناس
خالد : احمد وافق عشان كد .. علشان يحميكى من كل ده
ساره : خير باذن الله .. انا هروحله دلوقتى وابلغه موافقتى
خالد : بالمناسبه .. حلوه القصه الجديده
ابتسمت ساره ممتنه وخرجت
ابتسم خالد بسعاده افتكر انس وهو بيقوله : لو ساره غيرت استايل لبسها .. او تسريحة شعرها .. اعرف ان ساره قررت تحرق الارض ..
بس ايه اللى وصل انس لخالد .. وليه حكاله ع ساره .. خالد يعتبر واحد من اصدقاء انس كان بيستشيره من وقت للتانى ف اى حاجه لحد م عرف انس انه هيموت .. قابل خالد وحكاله وقاله ازاى يقدر يساعد ساره لحد م تخرج من اللى هتكون فيه .. وقد كان بالفعل
..............
كان مخنوق جداا وعمال يرن ع تلفونها مغلق .، قلقان ليكون حصلها حاجه .. ي ريته م سمع كلام خالد ولا ادالها الوصيه .. دخلت عفاف قالت : باقى كشف واحد بس ي دكتور
احمد : دخليه ولو اى حد تانى جه بعد كد م تدخليش
عفاف : حاضر
كانت واقفه ورا القزاز بتابعه .، قاعد ورا المكتب متدايق ومتعصب .. الست اللى دخلت كانت معاها بنوته زى القمر من عمر ملك شالها احمد من الست ولاعبها وادالها بونبونى .. لحظات نستهم الحياه هما الاتنين .. اتأملت ساره كلام انس للحظه .، " اطفال تلتهى فيهم لحد م تجيلى " كان ده قصده ؟!
خلص الكشف وخرجت الست والبنوته وجت داخله عفاف علشان تستأذن من احمد وتمشى .، لمحت ساره راحت سلمت عليها بترحاب كبيير رغم انها ف الاول م عرفتهاش
........
دخلت عفاف : خلاص ي دكتور ،، احلى جمله بتحبها .. خلصنا شغل النهارده
احمد : طب روحى انتى ي عفاف وانا هقفل
عفاف : بس فى واحده عايزاك برا
احمد : مش قلتى خلصنا ي عفاف .. مين دى كمان
دخلت ساره خبطت ع الباب قالت : انا ي دكتور ممكن ادخل ؟!
قام احمد قال : ساره !!! انتى ايه اللى جابك
ضحكت : ي خبر .. امشى يعنى
قال : مش قصدى والله .. اقصد انه ليه مكلمتنيش .. وليه قافله تلفونك ؟!
قالت ساره هروبا منه : انا جعانه اوى ي احمد
احمد : محظوظه .. مرات عمك عامله محشى ورق عنب انما ايه خرافه
ضحكت ساره : طب يالل نلحق
بص احمد ع عفاف وهو بيقول : همشى انا ي عفاف وانتى اقفلى
لقاها مركزه جداا ف حواره هو وساره قال : عفاف مش هتمشى ... ي عفاف
قالت : هه .. لاء .. اه .، اكيد .. اكيد همشى اومال هبات هنا
ضحك احمد وساره ونزلو .. طول الطريق كانو ساكتين لحد م قال احمد لما وقف العربيه وقفلها وهما جوه : كد مش هتعرفى تهربى
ساره : اهرب من ايه
احمد : قريتى الوصيه
ساره : ايوه
احمد : وقلتى ايه
ساره : هتعرف جوه .. ممكن انزل
فتح العربيه نزلت وهو دخل العربيه الجراج ورجع ع البيت
كان قاعد سامر مهموم جداا مش عارف يعمل ايه فيهم وتعب فعلا من حالتهم .. كل واحد فيهم مع الوقت حالته بتتدهور اكتر مش بيتقدمو طب يعمل ايه ،، قاطعه خبط ساره ع باب الصالون قالت : ي ترى الجميل سرحان ف ايه
ابتسم بسعاده وضمها جامد كان احمد واقف عند الباب وهى وسامر مندمجين مع بعض قال سامر : تفتكرى سرحان ف ايه
ساره : اكيد كد فى شخص ما .. ي بخت اللى سرحان فيه كد
ابتسم عبد القادر وقال: تعالى ناكل
تطور كبير جداا ف حياتها .، يومين غيروها جذريا مكانتش بتكلم حد مكانتش بتخرج من اوضتها .، مكانتش بتعمل اى حاجه تدل على انها حيه .. ودلوقتى غيرت قصة شعرها .. استايل لبسها .. بتبتسم وتضحك رغم الكسر اللى جواها اللى واضح فعلا لكن اتغيرت تماما
قعدها سامر ع كرسى احمد جمبه .. هو مكانش عارف كل اللى بيدور حوليهم وبينهم لكنه شايف الحزن اللى هدهم .. قعدت سهيله كانت باصه لساره بغضب شديد .. هى اصلا مش بتطيقها .. وكمان بتاخد مكان ابنها .. قعد احمد جمب ساره عادى هو مش فدماغه اصلا قالت سهيله : مش المؤتمر اسبوعين ايه اللى جابك ؟!
وقفو التلاته اكل وسامر حط المعلقه ف الطبق بعصبيه عملت صوت عالى عدلت سهيله كلامها بسرعه : اقصد يعنى فى حد دايقك هناك
رجعت الراحه تانى ليهم لما ردت ساره عادى : ف الحقيقه انا كنت رايحه ادور ع حاجه هناك .. ولما لقيتها جيت
سامر : المهم تكونى مرتاحه وبس
قالت : معادش فى راحه ف الارض ي عمو .. بس هنعدى
افتكر احمد كلام الشيخ يوم م فسرله الحلم "موت صاحبك هيكون بداية الازمه "
افتكر سلمى وهى بتعيط وبتقوله " كنت هرتاح ومش هقلق عليك كد "
رجع تانى للواقع لما قالتله ساره : عارف شفت مين هناك ي احمد ؟!
انتبه وقال باهتمام : مين ؟!
ساره : ادهم
احمد : مش ده العيل الملزق اللى اتقدملك تانى يوم فسخنا خطوبتنا
ساره : هو
قال سامر : وده كان عايز منك ايه ي بنتى
.............
قعدو ف الصالون سوا قالت : بس كد ي عمو وطلبنى للجواز
كانت عيون سامر واحمد مركزه عليها وهى بتتكلم .. بيدور ف عقلهم نفس الكلام محدش هيعرف يعيش مع ساره غير اللى مر باللى مرت بيه .. محدش هيخليها تبقى ع انس وهى هترفض انها تنساه .. قال سامر : وانتى رديتى ب ايه ي ساره
ساره : قلتله انى مرتبطه ي عمى
سامر : ب انس مش كد .. ي بنتى الحياه مش هتعرفى تواجهيها وحدك .،
احمد سكت خالص خوفه زاد عليها لو دخل راجل تانى حياتها هيمنعه يقرب منها وممكن يأذيها
قالت ساره : فاهمه ي عمى وع العموم انا مش قصدى انس .. انا اقصد احمد
حس احمد بشئ من الاطمئنان قال ل سامر : انا ي بابا بعد اذنك .. طلبتها .. وكنت مستنى موافقتها علشان اكلم حضرتك
دبت سهيله فنجان القهوه ع التربيزه وقالت : وانتى ي حبيبتى م اكتفتيش ان مراته ماتت ف بيتك .. هتاخديه عشان تقتليه .. هه وهتفرق ايه م انتى وجوزك قتلتوه بالحياه
حست ساره بوجع ف قلبها قامت قالت : انا قاعده عن بابا عبد القادر الفتره دى .. شوف هتقررو ايه وبلغونى
خرجت بسرعه لحد الباب قعدت ع السلالم وعيطت .. سمعت صوتهم عالى جوه زاد بكائها حده لقت احمد بنده عليها مسحت دموعها وقامت كأن حاجه محصلتش وقف احمد عند الباب وهو بينهج قال : انا اسف ي ساره .. استنى هلبس الكوتشى ارجوكى
قعد ع السلم جمب م هى واقفه قالت : محصلش حاجه .. مش زعلانه
احمد : بجد ؟!
ساره : ده لسه اول كلام اتقال ي احمد .. لسه الكلام كتير مستنى نواجهه ..
قام قال : هنكون قده باذن الله .. خلينى اوصلك
قالت : ماشى
ف العربيه م اتكلموش .. وصلها احمد ودخل سلم ع عبد القادر بحراره و بلغه باللى حصل و وصاه يهون ع ساره
دخل عبد القادر الاوضه بعد م سمع اذن الدخول لقاها قاعده ع كرسى المكتب بتاع انس ولابسه الجاكت وعماله تعيط مش قادره توقف قالت : طب انا ذنبى ايه .. انا م قتلتش حد ي بابا .. يعنى لو ف ايدى كنت هسيبهم م كنت فديتهم بروحى .. ليه بتعمل معايا كد هو انا عملتلها ايه ،. انا ليه محدش حاسس باللى بعانيه .. جوزى وحبيبى واغلى حاجه ف حياتى اتقتل بين ايديا ..وابنى قبل م المسه ب ايدى او اشوفه بعنيا .. وبنت روحى اللى قعدت معايا اكتر م قعدت مع امها .. وصاحبت عمرى .. كل دى خساره مره واحده .. وبعدها طنط هند .. وبابا .. يعنى مش مكفيهم كل ده وبيجلدونى كمان ع حاجه مش ف ايدى
قرب منها عبد القادر ضمها وقال : انتى قويه ي ساره .. اقوى من انك تروحى ورا كلامهم وخلاص .، اجمل من انك تتلوثى بسوادهم .. حاربى ي بنتى .. قاومى .. دى صفتك ي ساره المقاومه ،، مناضله قويه شرسه قدام اعدائك .. واحن ما يكون ع اللى يودك .. اوعى تغيرى ده .. ارجعى قويه تانى خلى العالم يسمع انينك ويأن معاكى
هدت ساره مع الوقت وسابها عبد القادر تنام .، الايام بقت شاقه عليها جداا
صحيت تانى يوم لقت الفطار ع السفره لما نزلت .. ولقت ورقه فتحتها لقت مكتوب " مهانش عليا اصحيكى انا نزلت الشغل .. مش هتأخر عليكى "
ابتسمت ساره .. فعلا انس نسخه منك هى الرومانسيه دى كلها هيجيبها منين .،
قاطعها خبط الباب بشكل همجى اتخضت .. راحت بحذر وقفت ورا الباب قالت : مين
صفيه بغضب : افتحى ي ساره
فتحت ساره ودخلت صفيه قالت : انتى ايه اللى جابك هنا .. ها .، مش كفايه اللى عملتيه ،، مش كفايه حرام عليكى ،، انا كنت عايشه علشان نفسه ع الارض حتى لو مع واحده غيرى
مسكت ساره من كتفها وبقت تهزها : ليه ده ادالك كل الحب اللى ف الدنيا .، ليه قتلتيه ،، ورايحه تتجوزى شريكك ف الجريمه
كانت دموع ساره نازله .. وصفيه بتجلد فيها وهى ساكته لحد م افتكرت انس وهو بيوصيها تحمى نفسها زى م كانت بتحميه من صفيه ،، مسكت ايدين صفيه وبعدتها عنها قالت بصوت عالى : انتى مين انتى علشان تحاسبينى .، مش من حقك ولا من حق اى حد يعمل ده .، انا حره انتى فاهمه .. طالما م طلبتش منك م تتكلميش و متقوليش اى حاجه ،، م تدخليش ف حاجه م تخصكيش بالذات اللى تخصنى انتى فاهمه
نظرة ساره وقوتها وضغطها ع ايد صفيه ازهلو صفيه لدرجة مقدرتش ترد زاحتها ساره وطلعت اوضت انس قفلت ع روحها الباب وقعدت تعيط تخرج هدوم من هدومه وتشمهم وتتخبى فيهم زى م كانت بتتخبى فيه
مشيت صفيه وكانت هى كمان منهاره من العياط ركبت العربيه بتاعتها وهى بتقول : مكفاكيش اخدتيه منى .. وقتلتيه .، ورايحه تتجوزى عليه ..
.............
كان قاعد عبد الله مندمج جداا وسرحان مع ماية بحر غزه ،، افتكر انس ايام م كان عندهم عشر سنين واشترو السلاسل .. و وقفو ع بحر غزه وقال انس : انا هشيل السلسله ل اجمل انسانه ف الكون
سرح عبد الله هى ساره فعلا جميله كد ؟؟ المرات اللى شافها فيها كانت واقفه ورا انس المره الوحيده اللى شافها واضحه كانت باصاله بغضب شديد يوم م ضرب صفيه علشانها بس م ركزش ف ملامحها .. مش عارف ليه حاجه غريبه جواه كانت بتمنعه يعمل ده ،، يمكن محاولت انس الدايمه انه م يشوفهاش ...
قطع تفكيره العميق صوت صفاره بص وراه ورجع بص للبحر وابتسم قال : تعالى
راحت نضال قعدت جمبه .. قالت : كيف حال صديقى اليوم
عبد الله : مشتاق
قالت نضال بحزن هو ملاحظهوش : لصفيه مش كد !
عبد الله : لاء .. صفيه انا كرهتها بقدر كل لحظه حبيتها فيها لولا كد مكنتش هطلقها .. مشتاق ل انس و ابو بكر اولادى .. و لأنس توأمى .، تعرفى .، لما واحد ف التوأم بيموت روح التانى بتموت معاه لينا تمن شهور دلوقتى وانا روحى معاه ،، حاسس ب تيه كبير ،، نفسى يرجع لحظه واحده بس اقوله فيها انا اسف الف مره انى م سمعتلكش وانى سمعتها ،، ومشيت وراها رغم انى عارف انك عندك حق .. انا مقدرتش اكون اخ بجد .، ولا عرفت اقف جمبه .، كلمنى قالى انه ممكن يموت ف اى لحظه وانه محتاج يشوفنى عندت ومروحتلوش .. ي ريتنى رحت ي ريت ..
قال بصوت عالى : سامعنى ي انس .. طلع عندك حق .. ومش هسيبلك حقك لعلك تقدر تسامحنى
مشى عبد الله وساب نضال قاعده .. زى كل مره كأنها سراب وهى مكتفيه ب انها بتسمعه كل م تفيض بيه الدنيا ..
رجعت بذاكرتها ل يوم م بدأت معاه .، رجع من مصر متحطم بعد كلام عبد القادر وبعد تنازله عن القضيه دخل البيت لقى صفيه مستنياه .. قعدت تعيط ع انس وتقوله انه كان احسن من عبد الله الف مره .. وانها كانت بتحبه وهتفضل طول عمرها وانه لو هو ساب حقه هى مش هتسيبه .، مسكها يومها وقال : لو مسيتى شعره من ساره هندمك عمرك كله .، امشى من هنا ومش عايز اشوفك تانى انتى طالق ي صفيه طالق ..
كانت سعاد سامعه اللى بيحصل وحزينه جداا على ابنها جت صفيه تاخد لبس الاولاد معاها اعترض عبد الله لكن سمحتلها سعاد ف اخدتهم ومشيت بعد م مشيت قالت سعاد : مسيرها هترجعهملك
خرجت سعاد وكان عبد الله بيكسر ف اى حاجه بيلاقيها ف الاوضه .. كانت نضال رايحه تزور سعاد اتفجأت بصفيه خارجه من الباب بالاولاد وسمعت صوت قزاز بيتكسر طلعت جرى دخلت ع اوضة عبد الله واتفزعت من المنظر ايدين عبد الله مليانه دم .، ندهت ع سعاد بسرعه ضمدتله ايده سعاد ونضال واقفه جمبها متمالكه نفسها علشان ميلاحظش خرجت سعاد وجت نضال خارجه بدأ يتكلم تانى وهى بتسمع كل حرف بكل اهتمام مردتش واول م خلص كلامه اتغطى ونام
خرجت هى وسابته ومن يومها وهى تروحله مكان م هو يقول اللى شايله ع قلبه ويسيبها ويمشى ..
فاقت نضال من ذاكرتها على صوت الامواج .. كانت عاليه كأنها بتشاركها همومها وبتواسيها وتردلها الامل من جديد
وصلت ل عبد الله مسيدج من رقم غريب وهو ف طريقه للبيت " ابقى بارك ل ارملة اخوك هتتجوز ابن عمها " حس عبد الله بغضب دخل على سعاد قالها : هى دى الملاك اللى بتقولو عليها .. هى دى اللى شايلاه ف قلبه .. هى دى وصيته وامانته .، قبل م يتم السنه .. قبل م يتم السنه هتتجوز ابن عمها .. صاحب عمره
طب حتى كانو استنو حادثة موته تتنسى ..
سعاد بهدوء استفذه : م انا عارفه انها هتتجوزه .. ايه الجديد .. وانا اللى قلت ل ابوك يقنعها ولو م قدرش يخلينى انا اكلمها وانا هقنعها
عبد الله اتعصب اكتر وقال :ليه .. هو سهل كد .. ده ابنك اللى مات
سعاد : انس ابنى وساره بنتى .. واخوك من صغره وانت فديت الوطن روحه ،، معادش فيا دماغ ل زنك كل شويه ،، عايز منى ايه اكرهها ؟! والا اكره احمد .. اكره الحاجه الوحيده اللى قالى ف اخر مكالمه ليه كل م تشتاقيلى ي اما ضميها ،، هتضمى حته منى
عبد الله : مش فاهم انتو ازاى كد ..
سابلها البيت وخرج بضيق هو مش فاهم ايه اللى دايقه كد اذا كان م اتدايقش لما عرف ان صفيه اتجوزت ليه اتدايق ع ساره كد
............
كتب احمد وساره كتابهم وكان الشاهد ع عقدهم خالد وعبد القادر وطلعو ع المانيا ل اخوات ساره .، اخواتها بعد م قالهم احمد طلبو منه انهم يشفوها .. ف الطياره مكانتش عارفه تربط الحزام ارتبكت جداا بصلها احمد وقال بقلق : فى حاجه
بصتله بتوتر شديد :مش عارفه اربط الحزام
ابتسم وقال : بس كد ..
ربطهولها قالت : مفيش داعى كانت هتيجى المضيفه تربطهولى
احمد : رغم ان دى مش اول مره تركبى الطياره .. بس ع العموم هكسب فيكى ثواب واعلمك
قالت بابتسامه : وجاى ع نفسك ليه كد يعم هبقى اشوفك ب اى حاجه
ضحكو هما الاتنين قالت ساره بجديه : ممكن اطلب طلب
احمد : اكيد ي ساره اؤمرينى
ساره : مش عايزه اقعد كتير عند اخواتى
احمد : انتى زعلانه منهم
قالت ومعرفتش تتحكم ف دموعها : يمكن لو كان بابا عايش ي احمد مكنتش ههتم عملو ايه .. انما اخواتى سابونى ف اكتر لحظه كنت محتاجه فيها حد يعرفنى .. ماشى طلبو منى اروح معاهم وانا رفضت .. كنت هروح فين وانس ف مصر .. ازاى اسيبه طيب واعيش ف مكان تانى
احمد : عارف ي ساره وفاهم ده علشان كد احنا هنسلم عليهم ونطلع ع روما
ابتسمت : متشكره جداا ..
احمد : المهم تكونى بخير
اكد ع حروف الجمله كأنه بيقولها انه موجود بس علشان يتم حمايتها .. علشان يتم اللى بدأه انس ويخليها بخير لحد م تروحله .. امانه لازم يتحافظ عليها لحد م تروح لصاحبها .. كان مستحيل يرتبط بواحده غير سلمى حتى لو كانت اختها واعز رفيقه ليها .. بس هشام .. اللى هدد انس تهديد واضح ف التلفون قبل م يموت وقاله : انت هتموت وتسيبهالى هنا .، وانا مش هسيبها لراجل غيرى تانى
عشان كد اصر انس ع جوازهم .، عشان يحميها ،، واحمد وافق بس اخد وقت ع م قبل
وصلو المانيا وكان اخوات ساره ف استقبالهم ،، كانو مبسوطين جداا انها راحت .، باركولهم واخدوهم اكلو كلهم ف مطعم قريب من المطار بعدين محمود ادالهم مفتاح وقال ل احمد : ده مفتاح بيت بابا ي احمد اقعدو فيه
احمد : لاء ي محمود ميصحش هو انا مش قد انى ...،
قاطعه محمد : دى وضية بابا ي احمد لو اتجوزتو كد كد البيت ب اسم ساره
بص احمد ل ساره اللى شاورتله بدماغها انها موافقه ف وافق احمد
راحو روما ودخلو هناك شاليه كان شكله جميل جداا لدرجة ساره سرحت معاه تماما من برا كان لونه ابيض عليه شريط ورد شكله خلاب مديله لمسه جميله والجنينه عباره عن حمام سباحه جنبه كنبه بتتمرجح قال احمد مضيع عليها استمتاعها : عجبك ؟!
ساره : اه جميل
دخلو وكان الصمت .. الصمت اللى بياكلنا جواه مع ارواحنا .. بيحسسنا بالعجز الف مره العجز عن اننا نقول كلمه واحده نخرج بيها كم الالم من جوانا .، العجز عن اننا نحس اننا بخير لو لدقائق تتعد ع الايد
قطعت ساره الصمت لما قالت اكيد دى اوضة النوم .. هفضى الشنطه مشيت على احمد علشان تاخدها راح رفعا من الارض وقال : هساعدك .. رصو الهدوم ف الدولاب بعدها قال احمد : شكلك تعبتى من السفر .. الله يعينك نامى وانا مش هدايقك ..
سحب لحاف واخد مخده وجه خارج وقفته لما قالت : استنى لحظه ..، ممكن تقعد دقيقه
سابهم احمد وقعد كانت مش قادره تاخد نفسها من كتمانها للعياط .. افرجت عن دموعها اخيرا .. وقالت : انا عارفه اللى جاى هيكون قد ايه صعب علينا .. عارفه ان كل حاجه هتخنقنا اكتر .. وان اطيافهم مش هتفارقنا ابدا .. مش هنشيل عبئ الوصيه كمان
قال : انا بس مش عايز ادايقك
كانت دموعها بتحكى حالها ف ضمها علشان يخفف عنها ..
عدى يومين وهما بين مواجهه للواقع وهروب منه .. زواجهم كان عناد ف الدنيا وتأدية لوصية انس لا برضاه ولا برضاها .. صحى من النوم الساعه اتنين لقى البيت هادى وهى مش جمبه .. خرج وهو ببنده عليها لقاها ردت من الجنينه .. كان حاسس بصداع رهيب .. ليه كذا يوم موقف المهدئ والمنوم .. خرج لقاها لابسه فستان شكله جميل جدا فعلا .. وقاعده قدامها تورته صغيره وشمعه واحده وساكته مش بتتكلم قال : فى حد يقعد ف البرد كد ولابس خفيف
ساره : وحد يفوت النسمه الجميله دى
احمد : طب وهتخلينى اشاركك فيها والا ايه
قالت طبعا
ولمت رجليها فضت مكان قعد فيه.. حطت ايدها على الشمعه
عشان نارها م تطفيش قالت :.. قضيت عمرى كله بتحرق زى الشمعه دى .. ويوم م جه اللى انقذ حياتى وطفاها شويه رحمنى من النار اللى كنت عايشه فيها كتب القدر يسيبنى والنار تحرقنى من تانى
احمد : معناة كد انك قربتى تترحمى من الحياه ع الارض .. الشمعه قربت تخلص
قالت : اتمنى ي احمد
قال : ليه كل الجمال ده النهارده
ابتسمت بحزن .. : النهارده ذكرى جميله ف حياتنا .. اتحولت ل الم زى كل ذكرى جميله .. النهارده عيد ميلاد ملك .
. نزلت دموعها قال بحزن و وجع شديدين : اكيد بتحتفل بيه ف مكان اجمل ..
قالت ساره : عندك حق
مسحت دموعها قالت : انما انت ايه اللى صحاك دلوقتى
قال : عندى صداع رهييب ي ساره
قالت بقلق : ليه من ايه ده !!
قال ب ابتسامه : هيروح دلوقتى .. قلقانه عليا ي ساره
ساره : هو انا عاد ليا غيرك ي احمد
سكتو شويه قاطعت الصمت هى لما قالت : شفته ي احمد مش كد
احمد : تقصدى مين ؟!
ساره : اللى كان ومازال سبب معاناتى .. اللى عمل كد ف انس
احمد : ايوه ي ساره شفته
ساره : انا عايزه انتقم ي احمد .، مش هيريحنى غير انى اقتله ب ايديا دى
احمد : متهزريش ي ساره انتى مش هتعملى كد .. ولا حد هيعمل كد .. خلينا بس نعدى يومينا هنا بعدها نشوف هنعمل ايه
قالت بعصبيه : طبعا مهو عشان انت لسه معرفتش اللى عمل كد ف سلمى لو كنت تعرف مكنتش هتسيبه
قال احمد : وانس وسلمى ايه ي ساره ..
قالت بعناد : انس كان جوزى انا ي احمد وانا هعرف اجيب حقه كويس
وقفت وكانت هتمشى مسك ايدها وقال بنبره مهيبه : احنا اتجوزنا علشان محدش فينا ياخد خطوه من غير التانى جوزك كان صاحب عمرى من قبل م يعرفك اصلا ف متعمليش كد .. الدنيا عامله فينا كتير ف مش هنأذى بعض احنا كمان
سابها ودخل كانت متدايقه .. هو عنده حق .، وهى زودتها اكيد هو مرتب هو هيعمل ايه او بيفكر
قعدت شارده شويه اخدت نفس وافتكرت انه كان بيقول انه مصدع راحت دخلت وكانت عايزه تشوف فى حراره والا لاء مع الصداع
كان نايم ع الكنبه وحاطط دراعه ع جبهته بيفكر .. كد ساره طلعت عارفه مين اللى عمل فيها ده كله .. وبتفكر ف الانتقام .. وانا اللى استغربت ليه كان واقف يوم الحادثه عشان تشوفه وتجرى هى وراه عشان الانتقام .. لحد م توصله .. وسخ
حس ب ايدها على راسه قام قعد قالت : انا اسفه انا بس كنت بشوف فى حراره مع الصداع واللا لاء علشان اجيبلك علاج لو محتاج
احمد : هبقى كويس ..
قالها بجفى حست بانه زعلان وهى مش عارفه ولا هتعرف تصالحه قال احمد : اقعدى ي ساره
قعدت جمبه قال : شوفى ي ساره .، انتى بالنسبالى حاجه مهمه جداا مش مجرد انك وصية انس بس من قبل اى حاجه انتى كنتى بنت عمى وبعدها مرات اخويا بعدين اخت مراتى ،، وام بنتى اللى انتى م حملتيش فيها .. كنتى اقربلها منى انا وسلمى .. وانا عارف انى بالنسبالك كد اللى جمعنا وجع اكبر من اننا نتحمله .. كل واحد فينها هيساعد التانى ع قد م يقدر لحد م نروحلهم .. انسى حوار هشام ده تماما ارجوكى ي ساره .. محدش فينا حمل وجع تانى وانتى عارفه .. هشام عايزك تدورى عليه وتروحيله برجلك انتى ف بالك هتنتقمى لنفسك وهو عايز ينتقم لحبه المزعوم .. م تروحيلهوش ب رجلك .. و سيبى الزمن يجيبهولك لحد رجلك .،
ساره : قلبى محروق ي احمد عايزه اقطعه حتت
احمد : وفكرك انى مش عايز انتقم .. بس ربنا بينتقم و واثق انه هيجيبهولك علشان تنتقمى بنفسك
قالت باندهاش : تقصد ايه ب انتقم
احمد : يوم الحادثه ي ساره .. "سكت شويه " رجع بيته لقى مراته .. لقاها ..
قالت ساره : لقى ايه ي احمد اتكلم
احمد : لقاها مع واحد ف اوضتهم
شهقت ساره وحطت ايدها ع بوقها قالت : اللهم لا شماته .. اللهم لا شماته .. اللهم لا شماته .. و .. عمل ايه ؟!
احمد : قتلهم ي ساره ..
نزلت دموعها مسك احمد ايدها وقال : شفتى بقى انتقام ربنا ؟!
قالت : انت عندك حق .. هنصبر .. وهنساعد بعض
احمد : اللهم لك الحمد
قالت : انت تعبان ي احمد مش كد !!
احمد : جداا ي ساره
ساره : من ايه طيب ..
احمد : هبقى كويس صدقينى .. بس .. قومى نصلى وهنزل اتمشى شويه وهرجع كويس
ساره : ماشى ولو انى مش مرتاحه .. انت لازم تشوف دكتور
قامو صلو ونزل احمد مشى رجع بعد الشمس م طلعت بشويه كتير لقاها ضامه الجاكت بتاع انس و واقفه جمب الدولاب .. ابتسم ولسه ماشى عليها وقع من طوله فقد الوعى
اتفزعت ساره وصرخت ب اسمه .. طلعت تجرى عليه .. حاولت تفوق فيه م عرفتش تعمل ايه .. قعدت تعافر وتحاول لحد م رفعته ع السرير وهى منهاره من العياط دموعها بتنزل ل وحدها .. مش عارفه تعمل ايه .. رنت ع خالد ف التلفون .. ادى جرس لحد م فصل
مكانتش عافه تستوعب فى ايه او ف ايدها ايه .. تصرخ بكل قوتها .. المكان معزول محدش هيسمعها .. تكلم كام رقم النجده رن تلفونها وكان خالد ردت : الحقنى ي خالد
خالد : ايه ي ساره فى ايه
ساره : احمد تعبان اوى .. ومش عارفه اعمله ايه
خالد : اهدى بس .. واحكيلى بالراحه اللى حصل
حكيتله ساره اللى حصل قال : طب دورى كد وسط حجاتكم على اى شريط ادويه مش مألوفه
ساره : ثوانى
قلبت ساره الشنط والاوضه لحد م لقت شريط فعلا والموبيل ف ايدها حطت ايدها ع بوقها وقعدت ع الارض ودموعها نازله قالت بزهول : هو ليه بيحصلنا كد .. ي خاااالد .. ترامادول
خالد : قلتله كفايه .. م سمعش الكلام بس واضح انه موقفه ليه كذا يوم
قالت ساره : رغم ان الشريط فيه كذا حبايه ..
خالد : المهم دلوقتى اسمعينى .. احمد طالما فى ف الشريط وهو م اخدش وقالك كذا مره انه هيبقى كويس .. ده معناه انه قرر يتعالج .. بس خطوات العلاج مش سهله ي ساره .. هو كلها نص ساعه وهيقوم جهزيله اكل .. ولازم ياكل كويس جداا .. وهينام بعدها كلمينى
ساره : حاضر هعمل كد
بدأ يفوق احمد لقاها قاعده جمبه .. دموعها نازله والخوف باين ف ملامحها قالت متصنعه القوه : الحمد لله ع سلامتك
احمد : الله يسلمك ي ساره .. ايه اللى حصل
ساره : قلقتنى عليك بس .. استنى لحظه
قالتها ب ابتسامه وسحبت صنية الاكل من ع تربيزه جمبها .. قال : ايه ده
ساره : سلامت نظرك ي احمد انت مبقتش تشوف
ضحك وقال : لاء شايف بس بسال ليه يعنى
ساره : علشان م تخضنيش عليك كد تانى .، ممكن كفايه جدال بقى وتاكل من غير م تتعبنى
ساعدته قعد وبدأت تأكله .. كان بياكل بصعوبه قال بعد م اكل كميه مكانتش كبيره : مش قادر بجد اكل اكتر من كد
ساره : طب ايه .. مش حاسس انك احسن شويه
قال : بحاول اهو
ساره هتكون بخير
احمد : الصداع شديد اوى ي ساره
ساره : هتهون ي احمد
...........
قالت : اكل وتعب سمع قران ونام .. انا خايفه اوى ي خالد
خالد : متخافيش .. انس قالى انك قويه ي ساره م تتهزيش كد
ساره : انس لو كان هنا مكانش هيحصلى ده كله
خالد : المهم دلوقتى .. احمد اخد المخدر ده بالتدريج .. هيطلع من جسمه بالتدريج هتاخدو حبة وقت مع التعب والصداع ده .. اوعى ف اى وقت تديهوله لو قدرتى فضى الشريط دلوقتى ف الزباله وخرجيها .. احمد هيبقى عصبى جداا م تعرفيش الالم النفسى بيعمل ايه ف البنى ادم ي ساره .، اوعى تسيبى قدامه اى حاجه حاده او اى حاجه يبان من بعيد انها هتأذى .. مكنتش عايز اقولك كد بس هو ممكن يأذى نفسه او يأذيكى ف كونى حذره و هونى عليه .. اهتمى ب اكله و يشرب سوائل كتير و هو هيبقى كويس فعلا ..
قالت بهدوء : حاضر
خالد : ربنا يعينك
رتبت ساره الشاليه وغيرت اماكن بعض الحاجات البسيطه بس ادت اختلاف كبير بلمستها .. عملت الاكل وشالت كل حاجه يبان انها ممكن تأذى كل السكاكين والشوك والمقص واى قزاز و الفازات
دخلت اخدت دوش وخرجت كانت بتنشف شعرها .. وعيونها عليه ف انعكاس المرايه .. لمحته بيقوم مشيت عليه ردته مكانه وقالت : هتروح فين ؟!
قال : هروح ف اى مكان المهم اقوم
ساره : خليك مرتاح لحظه واحده وجايه
قامت ساره دقايق ودخلت بصنية الاكل مبتسمه قالت : عاملالك شوية اكل انما ايه .. هتاكل صوابعك وراهم
ابتسم : يا خبر صوابعى مره واحده
خرجت الاكل البلكونه ورجعت وهى بتقول : لازم تتغذى كويس مش ملاحظ انك خسيت زياده عن اللزوم .، مش عارفه طنط سهيله ازاى سابتك كد
ساعدته علشان يقوم بص لعيونها وقال : انتى م نمتيش ؟!
ساره : مش مهم ي احمد .. مش مهم ابدا .. المهم تقوم انت بالسلامه
اكلته المرادى اكل كتير وقعدت تفتح مواضيع وتحكى معاه قامت دخلت صنية الاكل المطبخ وعملت قهوه وعصير .. خرجت حطتهم ع التربيزه ف البلكونه جه يمد ايده ع القهوه ضربته عليها وقالت : انت تشرب العصير
ضحك وقال : حاضر ي ماما
ضحكت هى كمان واخدت فنجان القهوه شربته ،، كان بيتأمل السما .. نزل عنيه ليها وقال : من امتى بتشربى قهوه ؟!
ساره : مش عارفه .. بس لقيتها شبه ايامى قلت ليه لاء .. دلوقتى ي احمد بقى قليل اوى ف الحياه اللى يشبه المر اللى انا عايشاه
قال بحزن : انتى عارفه سبب اللى انا فيه
ساره بلوم : ليه ي احمد عملت كد
احمد : تعبت اوى ي ساره .، انا قعدت اسبوع كامل مبنامش .. اول م اغفى اشوف صوركم كلكم اقوم مفزوع ،،كنت منهك وتعبان اوى .. وانتى نايمه مش بتتكلمى .. قلت ل خالد كتبلى ع مهدئ .. اول كام يوم مشى كويس وبقيت انام .. بعدها رجع عدم النوم تانى بقيت اجيب منوم معاه .. م نفعش .. كل مده صغيره احتاج ل حاجه مفعولها وتأثيرها اكبر لحد م جه ف بالى الترامادول .. انا عارف اخطار ادمانه .. عارف مدى صعوبة الرجوع عنه .. لكن لحظات بنبعد فيها من العذاب ..
ساره : وليه وقفته
احمد : علشانك .. تبقى بخير
سابت فنجان القوه ومسكت ايده .. قالت : هنتجاوز ده ي احمد ..
احمد : ان شاء الله
دب احمد ااكوبايه ع التربيزه بعنف وغمض عيونه وسند راسه قالت : الصداع تانى !؟
احمد : جامد اوى المرادى ي ساره مش قادر اتحمل
اقترحت عليه ساره يلعب ضغط ممكن يخفف شويه وراحت دخلت كوباية العصير والفنجان
رجعت لقته بيلعب جمب السرير وباين انه منهك مش بس تعبان لقت نفسها قعدت تلقائى ع الارض وربعت رجليها قربت منه لحد م خلت راسه تستقر ع رجلها .. قعدت تمرر صوابعها بخفه بين خصلات شعره الناعمه .. وتغنى
لاعمل مركب من ورق وع المايه ل ارميه
وسلامى ل اغلى وطن والله ل ارسل فيه
لاعمل مركب من ورق وع المايه ل ارميه
وسلامى ل اغلى وطن والله ل ارسل فيه
هيلا هيلا بيوصل يافا
هيلا هيلا بيوصل حيفا
هيلا هيلا ونسمة شوقى على ارضى توديه
على ارضى توديه
امى ولدتنى ف الغربه سمونى غريبه
وزى م بعرف اسمى بعرف .. هالارض الحبيبه
امى ولدتنى ف الغربه .. سمونى غريبه
وزى ما بعرف اسمى بعرف ..هالارض الحبيبه
ع كتبى وحيطة مدرستى وع قلبى قريبه
اسمك ي بلادى موالى ودايما ب غنيه 🌸
__________________
مقطع من اغنيه من راوعات الفنانه "ميس شلش "
__________________
بصت عليه لقته نام وراح ف النوم ابتسمت وركنت راسها ع السرير ونامت هى كمان مكانتش نامت ليها مده ..
نامو مده طويله جداا هما الاتنين .. بعدها فتحت ساره عيونها لقت نفسها ع السرير سمعت صوت باب الاوضه بيتقفل متعرفش ليه ف اللحظه دى لمعت ف عيونها صورة السكين نسيتها على صنية الاكل قامت جرى ع المطبخ لقت السكينه مش ع الصنيه ،. زاد رعبها لما سمعت صوت باب الحمام بيتقفل بالمفتاح ..
طلعت تجرى ع الحمام حاولت تفتح كذا مره لكن فشل كانت عماله تنده باسمه : احمد .، افتح ي احمد ارجوك .. اوعى تأذى نفسك ي احمد بالله عليك .. انا عارفه انك تعبان .. وعارفه انك مش متحمل .. لكن ده مش حل ي احمد
بدأت صوت عياطها يعلى وخبطها ع الباب يحتد اكتر : اوعى تعمل فيا كد ي احمد ارجوك وحياتهم عندك ..اوعى تسيبنى ي احمد انا معادليش غيرك .، هعمل ايه لو حصلتلك حاجه .. ارجوك ي احمد .. عارف لما خالد قالى انك ممكن تأذينى م صدقتش ولما قال انك ممكن تأذى نفسك م صدقتش برضه لانك بكد بتأذنى انا .، ارجوك اوعى تأذى نفسك
فجأه النور قطع بدأت ساره تفقد اعصابها تماما سكتت عن الكلام بس صوت عياطها كان معبر عن خوفها قعدت ع الارض وضمت ركبتيها وقعدت تعيط وتقول ي انس الدنيا ضلمه تعالى الحقنى .. انا خايفه اوى ي انس .. مش قادره اتحمل كل الخوف ده .. يارب
بدأت تتخيل صور وهى مغمضه عيونها ومخبيه راسها اتنفضت اول م لمسها احمد فتحت عيونها لقت النور جه و هو قاعد جمبها .. جسمها كله بيتنفض و هو ساكت كانت مرعوبه و هو السبب ف كل الرعب ده قعد جمبها وفرد دراعه ع كتفها قال : انتى كويسه ؟!
بصاله بزهول مش مصدقه انه بخير قالت : م أذيتش نفسك ؟!
احمد : انا اسف ع اللى عملته ده سامحينى ارجوكى
ساره : اوعى تعمل ف نفسك حاجه ي احمد .. اوعى تأذى نفسك
قال : حاضر
قام نقلها ع السرير قالت بحنو : الصداع خف مش كد ؟!
قال : هو مش بيخف .. بس احيانا بيكون عادى يحتمل واحيانا بيجننى
ساره : هيعدى باذن الله
_______________________
بعد اسبوعين كان نايم دخلت هى من البلكونه : قوم ي احمد يالل جهزت الفطار ..
قام قال : ياسلام ع الدلع الواحد خايف يتعود ع الدلع ده
قالت : يالل بس قوم
قام قعد معاها ع الفطار قال : الحمد لله انه الاسبوعين دول عدو
ساره : اووووفف بالله م تفكرنيش دول كانو كابوس ي احمد الحمد لله خلصو وانت بقيت بخير
احمد : بفضل وجودك ي ساره انا مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه
ساره : ايه يعم مكانوش شوية صداع دول اللى هتحسسنى عملت معجزه
قال : انتى دايما تكسفينى كد مش واكل
ضحكت وقالت : انا اسفه خلاص متزعلش
ابتسم : لولا تحلفى بس
اكلو قال : جهزتى الشنط
ساره : جهزتهم .. هو مش لسه باقيلنا اسبوع ؟!
احمد : مش عايزه تمشى ؟!
ساره : مش الفكره .. بس..،
احمد ابتسم وقال : بس احنا مش هنرجع مصر
ساره : اومال هنروح فين ؟!
احمد : عند ناس بتحبيهم وبيحبوكى
ابتسمت قالت : لاء .. م تقولش .. هنروح فلسطين
احمد : اه هنروح
فرحت ساره جداا بجد .. كأن روحها بدات ترد فيها وهو فرح جدا ل فرحتها
______________
ف المطار ..
ساره : هما فين ي احمد انا زهقت
احمد : مش عارف ي ساره محمد كلمنى وقالى هيستنونا ف مطار الاردن هو وعبد الله
ساره : انا تعبت طيب لينا نص ساعه بنلف
احمد. : هرن عليهم اهو
وقفت ساره كانو قدامهم مواجهتها مع عبد الله .. من غير انس والخوف اللى كان ف قلب انس عليها .. كمان حست بدوخه فجأه .. مسكت ف ايد احمد جامد لحد م قربو عليهم .. سلمو عليهم .. نظرات عبد الله كانت قاسيه جداا كلها اتهام .. قلبها مقبوض منه عارفه انه مش هيسكت .. نظرته ل ايدها وهى ماسكه ف احمد كانه بقولها انتى خاينه .. تعمده انه ميسلمش عليهم محمد بس اللى سلم ..
طول الطريق كانو ساكتين وعبد الله م نطقش بحرف واحد بيتابعها ف انعكاس المرايه حاسس ب ضيق كبير واضح جدا يعنى انها مش مجبره عليه .. نسيت انس بالسرعه دى .. بسهوله كد النسيان ..
فوق ي عبد الله انت صفيه خرجت من حياتك م اتلفتش عليها حتى اوووف .. عايز اتكلم ي ريت نوصل بسرعه علشان اروح عند البحر واخرج اللى عندى
تنهيده من وقت للتانى بتخرج من عبد الله حاسس احمد ان ساره مخنوقه .. ومحمد برا الدنيا ليه كذا يوم بعيد عن فاطمه كان عنده تدريب مهم ورجع لقى عبد الله خارج وقاله يجى معاه بناء ع طلب سعاد شرد جامد فيها وكان بيبتسم من وقت للتانى احمد مركز معاه وعمال يدعى ف سره بدوام الابتسامه على وشه .. قال يلطف الاجواء شويه .. خبطه ع كتفه وقال : نحن هنا ي استاذ محمد ...
ضحك محمد بقوه قال : مش فاهم ايه اللى جابكم هنا مش عايزكم انا
ضحكو كلهم قال احمد : ي بخت اللى شارد فيه ي عم
محمد : ده ي بختى انا انى شارد فيها
ضحك احمد وعبد الله ضحك برضه قال : كفايه ي محمد راعى انها اختى ها ..
محمد : هو انا اتكلمت مش احمد هو اللى بدا
احمد : م انت مش مراعى اننا معاك .. و شارد كد ..
ضحكت ساره و اخدت جمب خرجت تلفونها وطلعت صورة انس .. قالت ف سرها : لو كنت هنا مكانش الضحك هيقف .. حتى وسط ضحكاتنا العاليه فيها كسره .. طب ليه كد .. انت ليه مش هنا
نزلت دموعها مسحتهم
...........
كانت واقفه فاطمه مع سعاد بيجهزو الاكل قالت : عارفه ي ماما .. انا حزينه جداا ع ساره ... كل حد فينا بيحاول يتجاوز و واثقه انها بترجعله ميت خطوه كل م تمشى خطوه
سعاد : والله ي بنتى انا مش عارفه اعملها ايه .. احمد بيقول انها تعبانه جداا معظم الوقت خايفه ،، بتتصنع انها قويه وانها بخير .. لكن هى مش كد .. انا حاسه بده .. ساره اعتمدت ع انس بشكل كبير ف حياتها كان بيأمنها .. وكان بيفهمها من غير م تتكلم .. وكله راح
فاطمه : ي ماما .. مش ممكن عبد الله يدايقها !!
سعاد : خليه بس يكلمها وانا هعرفه شغله .. عشان تعبت منه بجد
فاطمه : مش عارفه والله ي ماما مين اللى غلطان ومين اللى عنده حق الدنيا عماله تلف بينا كلنا ومش سايبه حد ف حاله
سعاد : ربك يعينا ي بنتى
وصلو نزلت ساره من العربيه اول مره ياخد باله عبد الله من فستانها .. نص كم وطويل للارض .. لونه اسود فيه نجوم زرقا .. شعرها لطيف جداا بس وهو طويل اجمل ..
كانو طلعو كلهم وكان واقف عبد الله شارد ف ساره .. هى فعلا جميله .. قاطع شروده ف ساره نضال وهى خارجه من البيت دموعها ع خدودها واضح انها معيطه جامد كانت ماشيه بسرعه .. مشى عليها وقفها بصتله وكانت عيونها مليانه كلام اكتر من الدموع اول مره يتأملهم .. حلوين اووى .. افتكر انه كله مره يتكلم وهى تسمعه بس بيسيبها ويمشى قال اخيرا : مين اللى زعلك ؟!
نضال : محدش .. انا بس مخنوقه شويه
سمع عبد الله حد من الشباب ف الحاره بينده عليه قالت : روح شوف اصحابك
سابته ومشت فقدت املها انه يشوفها او يحس بيها خلاص .. باباها كان جايبلها عريس ..وكانت طالعه تشكى لسعاد لقتهم مشغولين ف نزلت جرى ..
عبد الله بص ف ثانيه ملقهاش قدامه كان .. كان محتاج يشوفها اكتر كان .. عايز يشكرها
شاط التراب من غضبه وراح شاف اصحابه
اتحط الاكل وكله اتجمع حولين السفره .. محمد وفاطمه واحمد وساره وسعاد وعبد الله .. عبد الله م اتكلمش قال محمد : واخبار روما ايه ي احمد
احمد : روما دى من اجمل بلاد العالم .. انا عشت فيها اسعد ايام حياتى ي محمد م تتصورش انا روحى فيها ازاى
رزع عبد الله كوباية المايه ع السفره وقال الحمد لله وقام .. احمد كان يقصد شهر العسل اللى قضاه مع سلمى .. عبد الله فهم انه قصده ع ساره استغرب الكل موقف عبد الله كمل احمد : سلمى كمان كانت مبسوطه اوى بالجو هناك .. كانت عماله تقولى بعد م ولدت ملك اننا نروح تانى بس انا كنت مشغول .. احم ..
ابتسم قالت سعاد : خير ي ابنى ربنا رحمها من دنيا العذاب دى .. و خلاها ف المكان اللى يليق بيها
ابتسم ليها وساره مسحت دموعها قالو الحمد لله وقامو دخلو الاوضه .. ساره كانت متوقعه هتقعد ف الاوضه اللى كانت قاعده فيها وانس بس كان ليهم اوضه تانيه
دخلت ساره نامت ع طول واحمد خرج يتكلم ف التلفون ..
.....................
صحيت ساره لقت الدنيا ضلمه خالص حطت ايدها ع السرير جمبها ملقتش احمد .. ضربات قلبها كانت سريعه جداا من الخضه انها لوحدها .. خرجت ندهت على فاطمه ومحمد واحمد وسعاد .. م حدش رد زاد رعبها لقت نور شمعه خارج من اوضة انس .. راحت خبطت .. كان خوفها بيحركها وكانت مرعوبه وجسمها بيرتعش
فتح الباب وكان عبد الله .، لقاها واضح خوف كبير ع ملامحها قال بهدوء : خير ي ساره فى حاجه
قالت : هو فين احمد
حس بضيق قال : خرج مع ماما
ساره كانت بتتردد وخايفه مش عارفه تقول ايه قالت اخيرا : ماشى تمام ..
لو كان عبد الله قفل الباب كانت ساره هتبدا تزعق من خوفها حس بكد قال : ادخلى استنيهم
قالت بكبرياء : مفيش داعى
قال : انا بقرأ الورد ف ادخلى لحد م يجى النور بعدها امشى
كانت مرعوبه ف وافقت وخلاص ..
دخلت الاوضه وكان فى وجع ف قلبها .. ف الاوضه دى عاشت احلى ايام حياتها معاه .. بصت ع السرير وافتكرت يوم م صحيت قبله وقعدت حوالى ساعتين مستنياه يقوم .. وتانى يوم لما صحت راحت القدس وهو هناك .. بعدها صحيت لقته بيقلب ف صور فرحهم .. لما صالحته لما زعل انها كلمت عبد الله ..
كانت دموعها نازله ف صمت و وجع قلبها بلغ اخره جه النور فاقت من ذكراياتها ملقتش عبد الله موجود .. جات خارجه لقته داخل ومعاه صنيه عليها كوبايتين عصير قال : رايحه فين
ساره : النور جه هروح اوضتى
عبد الله : والعصير .. يزعل
ساره : مش بحبه
عبد الله : لازم كنتى تعبانه اوى مع انس ده كان بيحب العصير جدا
ساره : م انا كنت بحبه
عبد الله : انس ؟!
ساره : لاء العصير .. وكنت بحب انس طبعا
قال بنبره فيها شك : يمكن
قالت بزهول : انت بتشكك ف حبى ل انس ؟!
قال : عارفه انهم حلوين اوى
ساره : هما ايه دول
عبد الله : عيونك .. شبه عيونه تمام .. نفس الكلام المحبوس جواهم والدموع .. ونفس الوجع .. حتى الدموع اللى ع خدك كأنها نازله من عيونه هو
ساره : متغيرش الموضوع ..بتشكك ف حبى ل انس ؟!
حط العصير ع الكومودينو وراح ناحية الشباك قال : قولى انتى واحده اتخطبت ل ابن عمها ،، بعدين انفصلو ل سبب مش واضح وف نفس الايام ابن عمها خطب وهى رفضت كل العرسان اللى اتقدمولها ما عدا صاحب ابن عمها .. يوم م اتجوزت سكنت ف بيت جمب ابن عمها ،، مات جوزها م اتأزمتش كتير وقامت اللى طول ازمتها موت باباها .، رفضت تهاجر مع اخواتها وراحت قعدت ف بيت عمها مع ابن عمها .، سافرت تركيا ورجعت اتجوزت ابن عمها .. وف حياتهم واضح انهم كانو متفهمين جداا .. قوليلى انتى ايه رأيك ..
كانت ساكته .. مزهوله من اللى بتسمعه مش مستوعبه فى حد بالبشاعه دى .، قال : طبعا مش لاقيه حاجه تدافعى بيها عن نفسك
اخدت نفس عميق استجمعت بيه كل قوتها قالت : ادافع عن ايه .، هو انا متهمه .، ولو متهمه ف انت اخر واحد ع الارض ممكن ابررله .. حبى ل انس محدش ف الكون يحقله يشكك فيه .. واحمد .. ابن عمى .. هوضح ايه انت مش هتفهم .. كان ليه حق انس لما خاف اتعامل معاك بعد موته
سابته مشت .، كلماتها كانت بمثابة قلم ع وشه قلم فوقه من اللى كان فيه .، قلم شال اخر اثر لحقد صفيه من قلبه ورجعه نقى من تانى .. رجع قلبه للنبض بعد م كان مات .. هو مات مع موت انس والنهارده فاق ع ايد حته منه .. ..
دخلت ساره الاوضه وكانت شبه منهاره مش عارفه لسه تستوعب هو فى حد ع الارض بالشر ده .. النور قطع اتنفضت وجسمها كله راح عرق .. مش عارفه هتعمل ايه بتقاوم انها م تصرخش بس مفيش فايده خبط الباب اتخضت ف صرخت وكتمت صوتها ب ايدها .. فتحت بهدوء لقته هو وماسك شمعه م اتكلمتش .. قال : خدى الشمعه
اخدتها وجت تقفل الباب وقفها قال : انا بجد اسف انا مقصدتش ابدا
ساره : بتعتذر لواحده قتلت اخوك وراحت اتجوزت شريكها ف الجريمه !!
زهل عبد الله هو توقع انها مش عارفه لسه هيرد الباب اتفتح .. خرجت ساره بنور الشمعه جرى لقتهم احمد وسعاد جرت ساره ناحيتهم و وقفت بينهم قال احمد : صحيتى ي ساره
ساره بلوم : اه صحيت والدنيا كانت ضلمه
قال احمد بأسف : انا بجد اسف جداا
سعاد بتلقائيه : عبد الله كمان بيخاف من الضلمه
جه النور قال احمد : الهم لك الحمد آدى النور جه
جت ساره تطفى الشمعه قال احمد : استنى
وقف قدامها وحط ايديه ع ايدها اللى ماسكه الشمعه وقال بطفوليه : سنه حلوه ي جميل .. سنه حلوه ي جميل
بصتله ساره وضحكت كانت سعاد بتضحك وعبد الله بيتفرج ع ضحكتها فيها حاجات كتير ناقصه ازاى م لمحش النقص ده قبل كد
قال احمد : اطفى الشمعه
ساره جت تطفى قالها : استنى اتمنى امنيه الاول
غمضت عيونها استجابة لروح الطفوله واتمنت بعدين فتحت عيونها وطفت الشمعه
ابتسم احمد : ماما كانت بتقول انى عمرى م هعقل ابدا
سعاد : عندها حق ي احمد .. هههههه ربنا يصبر ولادك ابوهم هيبقى طفل اكتر منهم
تعالى ي ساره معايا المطبخ دخلو المطبخ .. كان واضح من ملامح ساره انها متدايقه جامد .. الخوف مع الغضب من اللى قاله عبد الله خلاها فقدت اعصابها
شويه وندهت فاطمه عليهم كانت جات بعد م دخلو المطبخ
فاطمه كانت قاعده مع سعاد ف البيت لانه بعد موت انس طلبت سعاد يكونو جمبها ف انتقلت فاطمه ومحمد .. خرجت ساره لقت البيت متزين ومليان بلالين قالت : ايه ده هو فى عيد ميلاد والا ايه ؟!
احمد : اه
ساره : ومقولتش ليه كنت جبت هديه
ضحكو كلهم سعاد حضنتها جامد وقالت : ده عيد ميلادك ي بنتى
قالت ساره : بجد !! انتو فاكرينه ازاى
احمد : يوم زى ده ميتنسيش ي ساره ... كل سنه وانتى طيبه
_خبط الباب راح عبد الله يفتح وكان مبسوط بالجو العام لقاها نضال ومعاها هديتين قالت : عارفه انك مكنتش عارف ف جبت دى تديهالها يارب تعجبها بس
بصلها عبد الله شويه بيتأمل ف تفاصيلها وهى بتربط الفيونكه بتاعت العلبه اللى هى جايباها وبعدين قالتله : امسك
ادتله العلبه اللى هى شايلاها ونزلت ربطت الكوتشى قالت : ملحقتش اربطه وانا طالعه من البيت كنت مستعجله
عبد الله : ليه ؟!
قامت وقالت : غريبه انك بتسأل ي عبد الله .. مش عوايدك
م ادتلوش فرصه يرد اخدت الهديه من ايده ودخلت كانت ساره اختفى توترها شويه وبدأت تندمج معاهم ادالها كل واحد هديه كانت متفجأه ومبسوطه خلص اليوم ودخلت الهدايا اوضتها كان احمد برا وهى بتفتحهم .. لقت ف هدية احمد فستان .. كان شكله جميل جداا وتحت الفستان ورقه و شال .. الفستان كان لونه وردى لطيف جداا فتحت الورقه لقت مكتوب "الفستان هو ايامنا الحلوه اللى قضيناها معاهم .. والشال نضالنا من بعدهم .. لو لبستى الفستان هعتبرك موافقه تنضمى معايا للمقاومه "
ابتسمت ساره اول امنيه بتتحقق اهو فتحت هدية سعاد لقت لبس طفل و واضح انها كانت بتاعت حد فتحت الورقه لقت مكتوب : دى اول حاجه لبسوها ل انس لما اتولد
ضمتها ساره وشمت ريحته فيها رغم السنين هدية نضال وكانت مميزه عباره عن تيشيرت مكتوب عليه كتائب القسام
فاطمه ومحمد جابو دلاية سلسله دهب وكانت مميزه جداا
خبط الباب راحت فتحت لقته عبد الله قالت : خير
عبد الله : كل سنه وانتى طيبه .. محبتش احرجك وادهالك برا عشان لو مش حابه تقبليها .. بس عارف انك احسن منى وهتقبليها
ساره : مفيش حد احسن من حد .،
عبد الله : اقسملك م كان قصدى .. انا بجد اسف
ساره : حصل خير
اخدت الهديه وقفلت الباب
فتحت الهديه لقت تيشيرت تانى مكتوب عليه فلسطين .. و لقت ورقه استغربت بالذات لما لقت فيها كلام كتير فتحتها لقت فيها "ساره .. ايها الملاك الذى لطالما حاول نصفى الاخر حمايته حتى منى .. اعلم انك لست بخير فى غيابه لست بخير على الاطلاق .. اعلم انك اوفى الناس له .. حتى اكثر منى .. لا اشكك فى حبك وانما شككت فى حبى انا .. اعتذر حقا .. اعتذر حتى ترضين .. ف كونى بخير من اجله قبل اى احد
كل عام وانت بخير 🌸 "
ابتسمت ساره وضحكت قالت : ايه ي بابا انت نسخت روحك ف الاتنين واللا ايه .. ي بختك ي نضال .. هتاخدى النسخه التانيه من عبد القادر
بصت للهدايه وابتسمت .. دخلو السرور ع قلبها مش هتنكر ده ومش هتنسى جميلهم ابدا لكنها تعبانه برضه .. غيرت ولبست الفستان اللى جابه احمد خبط الباب تانى هى مكانتش ناويه تطلع لكن سمعت ظيطه برا .. فتحت لقت عبد القادر بيقول : هتخلصو اليوم من غيرى
اندفعت عليه حضنته وقالت : وحشتنى اوى ي بابا ..
مسح ع شعرها وقال وانتى ي بنتى وحشتينى .. تعالى خدى هديتك
احمد اول م شافها ابتسم الفستان بيدل انها وافقت .. وانها خلعت الاسود اللى احتل ملامحها وقلبها قبل لبسها وبدأت تتعامل مع الدنيا قعدو كلهم سوا كانو بيحكو ..
كانت واقفه نضال ف البلكونه .. وسرحت بخيالها لبعيد شق قلبها نصين واخد نصه معاه .. اتجوز غيرها وخلف منها وبعد م انفصلو ورجع برضه مبقاش ليه حست ب غيمه بتحتل عيونها النهارده فلتت من باباها بالعافيه و ورفض العريس كمان بالعافيه .. وهددها انه المره الجايه مش هياخد رأيها
اتخضت لما سمعت صوته : ده تعدى ع الملكيه ع فكره
استغربت كمل : اللى انتى واقفه فيه مكانى
قالت بذبول : اه معلش .. اسفه
جت داخله حط ايده قدامها سد عليها الطريق .. قال : طول الشهور اللى عدت وانا بحكى وانتى بتسمعى مش ناويه تحكيلى
قالت : لو حكيت عمرك م هتفهم ي عبد الله مش هيفيد الكلام
زاحت ايده ودخلت اوقات بنخاف ندى لروحنا امل من كتر الخيبات اللى بنتعرضلها .. بنخاف نخيب تانى ..
سابته متحير ،. ايه اللى غيرها كد .. ايه اللى زعلها منه للدرجه دى .. لدرجة كانت عيونها مليانه زعل منه بغض النظر عن اى حاجه تانيه ف عيونها قال : ااااه ي عبد الله .. قلبت الدنيا على دماغك و ف الاخر م كسبتش حاجه
دخلت سعاد نامد وعبد القادر نزل راح لاخوه واخد معاه نضال ومحمد وفاطمه دخلو نامو قعد احمد جمب ساره قال : م توقعتش انك هتوافقى بالسرعه دى
ساره : "دخل النضال دمك ي ساره " قالهالى اخر يوم كنا هنا .. كان نفسى نرجع تانى .. وهو معايا .. كان نفسى يشاركنى النضال والمعركه ..
غمضت عيونها ونزلت دموعها .، مسك احمد ايدها وقال : ده الاحسن مش كد !! .. اكيد لو كانو بقو كان شر هيصيبهم .. الحمد لله ان احنا اللى ف العذاب ده مش هما .. وبعدين يالل بقى امسحى دموعك والا هرجع ف كلامى .. وهقول لماما انك خطفتينى وجبتينى هنا
ضحكت : لا والنبى الا طنط سهيله مش هتحمل
ضحك هو كمان وقال : انا هدخل انام .. بالمناسبه حلو اللون ده عليكى .. انس بيفرح لما بتلبسى الالوان
ابتسمت وهو دخل بعدها بشويه دخلت هى غيرت ولبست بجامه وراحت ع السرير لقت علبه كبيره .. عارفاها كويس جداا قام احمد قعد فتحتها وريحة برفانه ملت المكان .. نزلت دموعها فتحت العلبه
وكانت عيونها بيلمعو كأن انس واقف قدامها العلبه اللى كانت بتجمع فيها البدل بتاعته قالت : الجاكت ده .. بتاع يوم م جه اتقدملى .. وده بتاع يوم كتب كتابنا .. "نزلت دموعها " ده بتاع يوم فرحكم .. وده بتاع فرحنا .. ده بتاع فرح فاطمه ..
مسكت بتاع فرحهم ضمته وخبت راسها فيه وقعدت تعيط .. قالت : وحشتنى اوى ي انس .. وحشتنى ريحتك وكلامك وتصرفاتك وحتى خناقنا .. انت فين ي انس ..
خرج احمد بهدوء سابلها مساحه علشان عارف هى قد ايه بتعانى ومش راضيه تعرف حد انها تعبانه ..
افتكرت يوم عيد ميلادها الاول وهما سوا رفض اى حد يقابلها او يكلمها لحد م احتفلو سوا قال : ساره .. غمضى عيونك واحلمى
ساره : مش هحلم بحاجه اكتر من انى معاك
ابتسم بسعاده : طب وايه تانى
ساره : بيبى .. يكون شبهك وفيه كل ملامحك .. وكل شخصيتك .. وضحكتك وابتسامتك وعيونك وقلبك .. وكل حاجه فيك
انس : بس هيبقى اتنين انس ع الارض
ساره : ي ريت لو كل الارض انس .. ده لو فى واحد بس ع الارض دى يقدر يحب زى انس كان عم السلام
انس : واضح ان انس هيتغر
ساره : حقك ي حبيبى تتغر ،، هو اللى زيك ازاى ع الارض اصلا
قال : تعالى ي حبيبتى طفى الشمع .. واتمنى كل الامانى .. افردى جناحاتك وطيرى واتمنى
ضحكت ساره : طب هطير ازاى .. هخبط ف السقف
مسك ايدها وقال : تعالى
ساره : هنروح فين
انس : تعالى بس
اخدها وطلع ركب العربيه وفتح السقف بتاعها قال كد منك للسما .. طيرى بقى
شغل العربيه وانطلق وقفت وفتحت دراعاتها وصرخت باعلى صوت : يااااارب ... انا بحبه يارب .. م تحرمنيش منه ابدا .. يااااارب خليه معايا دايما .. بحبك ي اناااس .. بحباااااااك
كان بضحك بصوت عالى .. كان طاير معاها من السعاده وكان ماسك ايدها خايف ل تفقد توازنها او تقع ..
فاقت من ذاكرتها ودموعها نازله خرجت باقى الجواكت من العلبه .. لقت ورقه فتحتها قرأت اللى فيها وانهارت من العياط " ساره .. لو عملو اللى قلتلهم عليه ف النهارده عيد ميلادك .٢٨\١٢ .. اجمل يوم ف الحياه .. والاكيد انك وحدك دلوقتى .. زى اول عيد ميلاد قضيناه سوا .. كنا سوا .. انا وانتى بس .. طلبت النهارده ف اخر حاجه سبتهالك .. ورقه منى وسط جواكت البدل اللى احتفظتى بيهم كلهم .. عارف انك طلبتى من ربنا اكون معاكى دايما .. وف عيد ميلادك التانى طلبتى البيبى .. عارف ان الاتنين مبقوش معاكى بس مش مشكله .. هو احنا عندنا ايه ف الدنيا غير نحب ونفترق .. هتعدى وهتجيلى .. خليكى عارفه انك وحشتينى اووى .. عارفك تعبتى .. عارفك محتاجه زى كل مره بتتعبى بتروحى لحضنى لحد م تهدى وترجعى .. كان سرنا .. روحى بقى لماما .. هتلاقيها مستنياكى .. كملى الليل معاها .. وكل م تتعبى روحيلها .. مستنيكى ي ساره .. كل سنه وانتى طيبه .. بالمناسبه ي ساره مش ملاحظه حاجه .. ان يوم عيد ميلادك مع بداية فصل الشتا .. احب الفصول لقلبنا احنا الاتنين .. وبداية سنه جديده وعهد جديد لينا احنا الاتنين وبس ..
انس "
كانت بتنتفض .. لمت الجواكت واخدت واحد منهم وجرت على اوضة سعاد خبطت ودخلت .. لقت سعاد مستنياها .. حضنت سعاد وفضلت تصرخ ب آه طالعه من اعماق اعماقها .. سعاد ضاماها وبتسمع ل وجعها فاضت ساره من تعبها حتى لو بتحاول تتناسى .. كان واقف احمد وعبد الله عند الباب كانت صوتها عالى قالت : موجوعه ي ماما .. موجوعه اوووى هو كان هنا كانت كل حاجه عاديه مكانش حد بيكلمنى النهارده بيحاسبونى ع النفس اللى بتنفسه كأنهم بيحاسبونى انى ممتش معاه .. كأنى كنت ماسكه اوى ف الحياه .. وجايين يحاسبونى ع انى اتجوزت .. ولا كأنى بنى ادمه وليا مشاعر وليا قلب .. كله حكم عليا انى خاينه ،. وانى نسيته .. وانى .. وانى .، " بصت لسعاد وقالت : انا مقتلتهوش ي ماما والله م قتلته .. هقتل روحى ؟! .. هقتل النفس اللى اللى معيشنى .. هقتل الضل اللى اتخبيت فيه .،
ضمتها سعاد : متعمليش ف نفسك كد ي بنتى ..
مكانتش قادره تاخد نفسها .. خرجت فاطمه ع صوتها كانت منهاره .. سعاد حاسه بيها انس قالها ساره هتقولكو انها بخير وهتحسو انها مفيهاش حاجه وهى شايله جبل .. انا هخليها تعترف بكل حاجه بس خليكى جمبها ي ماما
قاطعت الذكرى اللى جت ف دماغ سعاد ساره لما قالت : كان عارفنى اكتر من نفسى .، كان كل حاجه فيا .. ده مكانش بيتحمل يسمع بس انى تعبانه او متدايقه .، لا هو اذى حد ولا انا اذيت حد ليه الناس بيأذونى .. ي انس تعالى خدنى بقى تعبت خلاص ،.
سعاد : احنا محتاجينلك ي ساره
قالت : وانا مش مهم محتاجه ايه ،. مش مهم نفسى ف ايه .. قلت ل احمد يقتلنى .، مقتلنيش ولا سابنى انتحر .. ولا حد سابنى بعدها ولا خلصت من كلام الناس .. قعدت اربع شهور ف بيت عمى طنت سهيله بتبخ سمها فيا كل وقت كأن بيتها الواسع مفيهوش اوضه تساعنى لا طلبت منها اكل ولا شرب كانت منكده عشتى كأنى انا اللى قتلت سلمى علشان اتعس ابنها .. انا ماذتش حد ..
بعدها سلمنى القدر ل ادهم اللى وجعنى لما قال انه معادش ع الارض كأنه بيذلنى او بيقولى خلاص معادش فى اللى تتخبى ف ضهره .. وف المستشفى عيون الناس وهى بتاكلنى والممرضه اللى قالت مكملتش السنه واتجوزت .. هو انا اتجوزت بمزاجى !! .. انا لسه بتعالج .. باخد عقاقير عشان اقف ع رجلى عشان م انهرش ف اى لحظه .. عشان اعرف انام وم اشوفش ليلتها .، لسه مزورتش قبره لانه مش قادره استوعب للنهارده
كان دخل احمد وفاطمه .. محدش عارف يهديها وعبد الله قعد ع الارض عند الباب وكان دموعه نازله وهو بيسمعلها .. خرجت فاطمه قالت لمحمد : كلم بابا ي محمد .. اول م رد اخدت التلفون وكانت بتفنهق ومش قادره تتنفس قالت : الحقنا .. ي .. بابا .. ساره عماله تعيط .. شكلها تعبانه اوى .. محدش عارف يهديها ..
عبد القادر : حاضر جاى دلوقتى
قعدت ساره حوالى نص ساعه حاضنها احمد وسعاد وفاطمه ماسكين ايدها وبيعيطو معاها وهى بتعيط وبس كل الالم اللى عاشته بعد م خرجت من المستشفى خرجته عليهم .. دخل عبد القادر لقاها ع وضعها خرجهم كلهم برا وقعدها ع السرير .. قعد جمبها وكان احمد واقف مخرجش قال عبد القادر : اقعد جمبها ي احمد
توقع احمد ف اللحظه دى انها هتقتله علشان انقذها .. راح قعد ف هدوء قال : ي ريتنا متنا معاهم ي ساره .،
قالت : مش عارفه اتمنى ايه .. يارب يكون كابوس ونصحى منه .. كنت بصحى كل يوم اتخانق معاه .. علشان مش عايزه اصحى .. ذنبى ايه ان شغلى بعد شغله بساعتين علشان اصحى معاه .. لازم نفطر سوا .. كان دايما يقولى كد "انا م اتجوزتكيش عشان افطر لوحدى ي هانم "انا اصلا بصحى قبله بنص ساعه .. بس بحب يتخانق فيا .. ويضحك اول م ارفع البطانيه ..
احمد : كانت حاده جداا وعصبيه .. بتتخانق ع اى حاجه .. وتتصالح قبل م اكمل جملة انا اسف .. اخر مره اتخانقنا قالتلى انا بكرهك .. لما حست انى زعلت قالتلى انا بكرهك من شدة العشق .. اعلى سقف الجنون
ساره ركنت راسها ع كتفه قالت : وحشنى اوى ي احمد
خرج عبد القادر .. مسك احمد ايدها قال : نفسى ترجع ثانيه واحده بس ..
ساره : انا تعبت
ضمها احمد بدأت تعيط تانى وقامت خرجت بسرعه .. خرج وراها لقاها راحت الحمام لقى الكل قاعدين ساكتين .. راح قعد جمب عبد القادر وسكت
مسح عبد الله دموعه وقال : خد بالك منها ي احمد ..
سكت احمد مش عارف يقول ايه .. اشتاق لسلمى فعلا .. مش انس لوحده ملجأ ساره .. هو كمان كان بيلجأ لسلمى كل م بيتعب .. ربت عبد القادر ع كتفه وقال : هتهون ي ابنى
خرجت ساره وكانت هديت تماما قالت : انا بخير متقلقوش .. اسفه ع الدربكه اللى عملتها دى كلها .. تصبحو ع خير
دخلت ساره .. ودخل بعدها احمد نامو .. دخل كل واحد نام
وصلت رساله على تلفون عبد الله فتحها لقاها نضال بتقول : اخبار ساره ايه
رد عبد الله : انا تعبان اوى ي نضال
ردت : سلامتك من اى تعب .. ايه اللى حصل
عبد الله : كنا سته ي نضال معرفش واحد مننا يهديها .. انس مكانش بيعانى علشان تكون بخير .. ليه هو وحده كان قدها واحنا السته النهارده معرفناش نسد نص مكانه
نضال : انس لو كل الكون حاول مش هيعرف يسد بس ربع الفراغ مكانه
عبد الله : بتحبيه للدرجادى ؟!
نضال : انا محبتش غير شخص واحد بس .. وطلع حمار اعمى
ابتسم عبد الله مش عارف ليه للحظه حس انه حمار جدا لخبطه كتير ومش فاهم حاجه رد : اومال ليه بتقولى كد ع انس
نضال : انس كان سندى ي عبد الله .. مش مجرد اخويا .. كان كل م الحمار يزعلنى يراضينى ويصبرنى ويقولى هيعقل .. انس كان كل الأمل اللى ف الدنيا
بعت عبد الله : كنتى بتعيطى ليه النهارده ؟!
ردت : صدقنى لو هتفهم كنت قلت لكن انت قلبك اعمى .. انا هنام
قفلت لكن دماغه فتحت حمار اعمى !!
انت اعمى !
هيعقل ! عدت ايام وانضمو للمقاومه .. ساره واحمد وعبد الله وفاطمه ومحمد .. كانو بيتناوبو .. كل يوم بيروحو اربعه منهم ويبقى واحد مع سعاد .. لحد م ف يوم اختارو فاطمه ومحمد واحمد وساره ف عمليه .. قعد عبد الله مع سعاد .. كان فى خصه ف قلبه قلقان جداا .. بس كان بيحاول يتلاشى قلقه قال لسعاد : ماما هى نضال مش بتيجى ليه ؟! ليها حوالى شهر ونص من يوم م تعبت ساره ومش بتيجى
سعاد :وانت يهمك ف ايه امرها
عبد الله : مش بنت عمى ي امى .. ليها حق عليا
قالت : والله ي ابنى م عارفه اقولك ايه .. عمك حابسها ف البيت
قال بغضب : ليه !!
سعاد : علشان كل م يتقدملها عريس ترفضه
عبد الله : طب ده مبرر يعنى يخليه يحبسها ؟!! هى حره ف اختيارها
وبعدين هى بترفض ليه
سعاد بتلقائيه : مهى مستنيه حمار معين يفهمها ويحس بيها
كأن سعاد بتقوله هو ي حمار قال : طب واحنا ي ماما هنسكت كد م هى حره تتجوز الل. هى عايزاه .. هو الجواز اجبار واللا ايه
معودتوناش ع كد
قالت سعاد بقلة حيله مصطنعه : وانا ف ايدى ايه ي ابنى اعمله
قرب منها وقال ف هدوء : م تعزميها ع الغدا النهارده
قالت : وانت مالك بيها .. غريب امرك انت مكنتش بتلاحظ حتى انها غايبه
عبد الله كان بيهرب من سعاد : الله !! مش بنت عمى ي ماما .. مش ليها حق عليا .. وبعدين يعنى .، المفروض نقف معاها مش نسيبها كد .. بالله عليكى كلميهم خليها تيجى ع الغدا النهارده
سعاد : انا معاهم ي عبد الله خليها تتجوز .. دى جالها عرسان ياما .. وهى رافضه .. مش راضيه حتى تقابل حد .. زودتها بصراحه
حس عبد الله بغضب كبيير جداا .، يعنى ايه هيجوزوها غصب عنها .. ويعنى ايه تتجوز اصلا بص لسعاد وقال : كد يعنى !! .. انا هروح اقلب الدنيا ع عمى واجيبها هو ايه .، اللى هيتجوز هيتجوز برضاه .. ونضال مش هتعمل حاجه غصب عنها
سعاد : هتقول لعمك ايه ها ؟!
عبد الله : مش هتفرق
خرج عبد الله من البيت .. رنت سعاد ع نضال قالت : كله ماشى
حسب الخطه .. اجمدى وكمليها للاخر
نضال : بابا مش هيوافق اخرج ي طنط .. ده كان عايز ياخد منى التلفون وقطع عليا النت
سعاد : متقلقيش ي بنتى .. ربك هيسهلها
خبط الباب بتاع بيت احمد .. فتح لقاه عبد الله سلم عليه قال عبد الله : ماما بتستأذنك ي عمى نضال تيجى تتغدى معانا وباعتانى اجيبها .، من ايدى ل ايدك ومش هتأخر
احمد : وانا قلت مش هتخرج ي عبد الله .،
عبد الله : مهو ده مش حل ي عمى يعنى انت عارف الشباب مش بيجى بالطريقه دى
احمد : لاء ي عبد الله .، هتيجى وهاخد منها التلفون وهاخد منها كل حاجه لحد م توافق
عبد الله كان حاسس بنار ف قلبه مش عارف سببها .، قال : طب هقعد معاها اقنعهالك انا
قال احمد بحده : نضال .. ي نضال
دخلت نضال وكان باين الرعب ع وشها ادرك لحظة م دخلت انها واحشاه جداا .. اخد باله انه كان عايز يشوفها لا ده كان هيموت ويشوفها .. اذن العصر قال احمد : هروح اصلى ف المسجد واجى الاقى المهزله دى خلصت
اول م خرج باباها حست بخنقه .، قعدت ع الكرسى وعيطت .. سحب كرسى وقعد جمبها قال : بلاش دموعك ي نضال
كان مخنوق جداا حس قلبه هيخرج من بين ضلوعه .. رفعت عنيها ليه وكانت مخزنه كتير مقدرتش تتكلم قال : بصى ،، هنتجوز .. ونستنى لحد م الحمار بتاعك يحس .. وف اى وقت تحبى ننفصل .. شكل عمو منشف دماغه اوى .. وانا مش مرتاح وانتى كد
بصتله نضال وفاضت عيونها قالت : متجيش على نفسك علشانى مش هقبل بده
عبد الله : انا عايزك ي نضال .. مش مجبر عليكى ،، ومحدش حتى اقترح ده .، ولو عشتى مرتاحه مع اى حد هفرحلك .. لانك حته منى .. انا معرفش مين اللى انتى مستنياه بس مش مشكله اكيد عنده ظروفه ف استنيه زى م انتى ونتجوز علشان نرضيهم .. كد كد عمو هيجبرك ع العريس الجاى .. ف خلينا نمشيها احنا بطريقتنا ..
مد ايده ليها .. وكان مبتسم بسعاده كأنه هيتحصل ع كنز .. حطت ايدها ف ايده وكانت متدايقه .، يعنى يوم م هيقربها منه هيقربها علشان راجل تانى هو فعلا حمار ..
دخل احمد لقى ايدها ف ايد عبد الله .. لسه هيتنرفز قال عبد الله : وافقت .. عليا
بصله احمد وقال : يعنى ايه ؟!
عبد الله : مش كان شرطك توافق ع العريس الجاى اللى هيتقدملها .. وادى العريس .. وهى موافقه
احمد رفع حاجبه بعدم موافقه قال : هتتجوزها عشان تروح معاك تتغدى .. وبعدين اشمعنى انت يعنى ..
بص ل نضال وكانت مخبيه روحها ورا عبد الله .، خايفه من ردة فعل باباها .. دخلت مامتها قالت : خلاص بقى ي ابو محمد البنت وافقت وعبد الله شاب زى الورد .. مش هتلاقى احسن منه ليها .. خلى الفرح يدخل حياتنا بقى .. تعبنا من الحزن ..
اخد نفسه وقال لعبد الله : باباك جاى النهارده ابقى خليه يعدى عليا .. بص لنضال تانى قالها : انتى فعلا موافقه ؟!
نضال : ايوه ي بابا ..
قال : طب روحى اتغدى معاه ف بيتهم .،
ابتسمتله وراحت باست ايده وقالت : ربنا يديمك النا يابا
حس احمد انها فرحانه جداا بشكل مختلف .. بعد م خرجت هى وعبد الله قال لمامتها : البنت كانت عايزاه ؟!
بصتله وقالت : فاكر ي ابو محمد .، رفضت البلد كلها لحد م جيت اتقدمتلى ..
ابتسم بعدين رجعت ملامح الجد ليه قال : بس انا مكنتش متجوز ومطلق ومعايا عيلين ي ام محمد
قالت : وايه المشكله ي حبيبى بس .. المهم انه راجل محترم وبيحب البنت .. والبنت كمان بتحبه .. متقفش ف طريقهم .. انت اخر مره شفت بنتك فرحانه فيها كانت امتى ؟!
قال : من سنين طويله محستش فيها الفرحه غير من شويه
ابتسمت : خلاص بقى متطفيهاش
...............
اول م خرجو من البيت مسك ايدها ،، ارتجف جسمها كله وسحبت ايدها بصلها قالت : انا كد كويسه
قال : كد ي صاحبى .، م اعرفش انك ورا الاصفاد غير بعد شهر ونص
ضحكت نضال قال : اخيرا
قالت : كأنه يهمك ي دكتور .. وبعدين ايه صاحبى دى
قال : مش انتى قبل كد قلتيلى ي صديق .. انا اعتبرت اننا اصحاب
نضال : يمكن
بصلها حس بخيبة امل .. ليه بتعامله كد وبتحاول تبعد عنه .. هو اتكتب عليه يتعلق باللى مش بتحبه ؟! وحمار مين ده اللى يضيع نضال من ايده .. حست كأنها حره كانت مخنوقه من تحكم باباها .. انها طايره كانت سعاد قاعده ف الصاله لما دخل قالت : ها جبت نضال ؟!
عبد الله : لاء جبتلك خطيبتى
قامت سعاد وشها مخطوف لقت نضال داخله ابتسمت وقالت : بجد !! .. اخيرا ي حمار فهمت
اتصدم عبد الله .. هو الحمار فعلا .. هو الاعمى .. ف اللحظه دى مرت ع ذاكرته كل لحظه كانت نضال بتحاول فيها تقرب منه وهو مش فاهم من وهما اطفال قال بتوعد : يعنى طلعت انا اللى نازلين شهر ونص شتيمه فيا انتو الاتنين !!
خبط الباب بشكل سريع .. اتخطفت سعاد من غير سبب فتح عبد الله دخل محمد وفاطمه جرى محمد جاب كرسى لفاطمه قعدت وكانت منهاره من العياط قالت سعاد : ايه اللى حصل
قال محمد بفزع : العمليه فشلت
عبد الله بلهفه ضيعت من نضال املها : وساره !!؟
اتحول نظر الجميع ليه قال : اقصد ساره واحمد هما فين
قالت فاطمه : وقعو ف الاسر
كانت صدمه ع الكل .، نزلت دموع نضال ومكانتش مصدقه اللى بتسمعه ،، وسعاد كذلك .. دخل عبد الله اوضته .. وخرج لابس الجاكت وكان متعصب لدرجة محدش عرف يوقفه حاول محمد لكن معرفش .. ساب البيت
نضال خرجت وراه ندهت عليه كان هو عند باب البيت وقف نزلت السلم .. مسكت ايده بحنو وقالت : خليك بخير
غمض عيونه وضغط ع ايدها بهدوء قال : ادعى
مشى وهى طلعت كانت عماله تدعى
الضلمه جواها كانت اكبر بكتير من الضلمه اللى برا .. متكتفه و مش سامعه اى صوت حست ب برد جسمها بيتنفض سمعت صوت باب بيتفتح .. صوت خبط من اماكن متفرقه .. ساره ذكيه جداا لدرجة عرفت انهم اخدوها ل هناك للمساد .. محدش استشهد ولا كان اسير غير هى واحمد .. كان واضح ان دى مصيده ليها هى واحمد .. قالت ف نفسها "جه وقت الانتقام " قالت : مهو مش هنقضيها كد منى لصوت الخبط ده .. انت لو راجل صح واجهنى وشيل اللى على عيونى .. واللا خايف احسن اعرف اننا ف المساد
شال الرباط من ع عيونها وقعد قصادها .. لمواجهة عيونها رهبه .. رهبه كبيره ابتسم تلقائى قال : اهلا بيكى ف ارضنا
ضحكت ساره باستهزاء .. بينتله المسافه اللى بينهم حس بمراره ف حلقه قالت ساره : ارضكم !! .. انتو مش بس اغتصبتوها وسرقتوها منا وكمان جاى تستقبلنا ع ارضنا ع انها ارضكم .، ده انت بارد جداا
رد : لسه يا عرب فاهمين انها ارضكم .. انتو بتحلمو
قالت باستفزاز : فعلا بنحلم .. وكل حلم هيجيلو يوم وهيتحقق .. وهيجى اليوم اللى مش هتعرفو تقفو قدامنا وهتهربو مننا زى الفيران ل جحورهم .. وكمان هتبقو اقل من الفيران
ضربها قلم ع وشها من قوته وقعت ع الارض بالكرسى .. حست بوجع ف بطنها لكن تمالكت روحها بسرعه علشان تخرج من هنا .. شاور داوود ل اتنين واقفين ف طرف الاوضه قوموها قرب منها وخلخل صوابعه ف شعرها وهمس ف ودنها : نسيت اقولك انى عندى اصول شرقيه
ساره كانت باصاله بغضب وبتحاول تبعده عنها قالت : ع اساس راجل يعنى
بعد عنها تفت الدم اللى اتجمع ف بوقها قال : مش عايز اضربك تانى .. خلينا نخلص اللى انتى جايه علشانه بهدوء
ساره كانت ف عالم تانى افتكرت انس وهو بيقولها انه راجل علشان كد لازم يحافظ عليها "انتى ارق من انى امد ايدى عليكى " قالت ف سرها الحمد لله ي انس انك مشفتش اليوم ده والا كنت هتموت فعلا النهارده حد مد ايده عليا .. عمرى كله محدش عملها .. الحمد لله انك مش هنا فاقت على صوت داوود بيقول
من حوالى تلات سنين كنتى هنا .. وقتلتى واحد من رجالتنا
قالت بفخر : خمسه .. ومش هما بس
داوود : برافو .. وانا عاملك مفجأه .. هديه منا ليكى بس ايه .. هتبهرك
شاور للرجاله دخلو احمد .. وقف وراه داوود وفك الرباط من على عنيه ،، شاف احمد دم ف وش ساره نازل من جمب عينها ومن بوقها اتخض عليه سألها : انتى كويسه ؟!
قالت مطمنه ليه : بخير ي احمد .. م تقلقش .. وانت !!
قال داوود : انا اسف هقطع عليكو اللحظه الحلوه دى بس انتو مش هنا عشان تتطمنو ع بعض ..
قال احمد : قول اللى عندك خلينا نخلص من هنا
ضحك داوود وقال : الجميله بتقول انها ارضكم وانت بتقول نخلص من هنا
احمد : هى ارضنا وهيجيلنا يوم ندوس عليكم ونرجع حقنا ،، بس مفيش اتقل من انك تكون اسير ع ارضك .. كمان واضح جداا انكو جايبينى انا وساره علشان عايزين حاجه معينه لانه زمان الدنيا مقلوبه علينا دلوقتى .. الوقت مش ف صالحكم للاسف
كان هادى احمد مما اثار عجب داوود وازاى فهم انهم عايزينهم ف حاجه .. وازاى ساره فهمت ده كمان .. قال حاجه بالعبرى .. بدأ فيديو يشتغل جمبهم .. على شاشه كبيره .. فيديو من بيت انس يوم م ماتو .. جابو الرجاله وهما داخلين اوضة احمد .. واحد كتم صوت سلمى و حد كتم صوت ملك ادولهم حقنه هديو هما الاتنين ودبحوهم .. بصت ساره ع احمد لقت دموعه مغرقه وشه و هادى ..
شهقت ساره اول م جه الفيديو عليها هى وانس وهى ماسكه ف دراعه وهو بيحاول يأمنها .. هشام وهو ماسك مسدسه وموجهه ناحيتهم وف لحظه طلعت الطلقه من المسدس : آآآآآه
قالتها ساره كأن الطلقه صابتها بعدين جات صوره ليها اول م ضربها هشام بالسكين ف بطنها .. بعدين صوره ليها وهى بتروح ف الغيبوبه و انس وسلمى وملك ..
قال احمد : انتو ايه .. انتو حيوانات .. حتى الحيوانات عندها احساس .. انتو مش بشر
حط داوود ايده ع كتفه وقال ببرود : انا عارف انك مش خايف ع نفسك بس انت اعقل منها وهتخاف عليها
سكت احمد لحظات حس فيها داوود بالقوه انهارت اول م بدأت ساره تتكلم : كل م بتقتلو فينا .. وكل م هتقتلو فينا هنكبر وهنزداد قوه .، انتو حتى اضعف من التحدى واضعف م المواجهه .. انتو اوسخ كائنات ع الارض .. انتو اقذر من اننا نعتبركم بشر
وقع الكرسى ع الارض للمره التانيه نتيجة قلم تانى على وش ساره من داوود صرخ احمد باسمها وبص لداوود بكره ونزل فيه شتيمه .. شاور داوود للاتنين اللى واقفين طلعو احمد برا .. وكان احمد ف حالة جنون حقيقيه ..
وساره خايفه ل يعملو فيه حاجه زاد وجع بطنها .. و وجع قلبها اضعاف .. عيطت بصمت حاولت تتماسك بكل قوتها وجع بطنها زياده بس هى مش عايزه تبين لو عرفو انها حامل ممكن يقتلو الطفل تانى .. وهى خايفه مرعوبه .، هى مخبيه ع الكل علشان محدش يعرف حتى احمد خايفه ل يعرف ف يقول لحد ف ياخدو منها طفلها تانى .. حطت ايدها ع بطنها وضمتها بهدوء
دخل حد همس ل داوود ف ودنه بحاجه قال داوود لساره : كان عنده حق الدكتور .. طلعتى غاليه اوى ع العالم .. هتخلصو من هنا .. لكن هنتقابل تانى .. اللى يشوف جمالك مره ميعرفش ميلفش العالم علشان يرجعله
خرج داوود والرجاله اللى معاه سمعت صوت احمد وهو بيصرخ باسمها .. ضمت بطنها اكتر وهمست : حبيب ماما .. اصبر ارجوك .. ارجوك يا قرة عينى م تورنيش شر فيك انت كمان .. اتحمل .. هانت
كانت الدنيا خراب ف بيت عبد القادر .. سعاد وفاطمه ونضال قاعدين جمب بعض يعيطو وعبد الله رايح جاى ىيبص ع التلفون خبط الباب راح بسرعه عبدالله فتح لقاه عبد القادر .. مشت عليه سعاد وقالتله اللى حصل .. محمد قعد جمب فاطمه وضمها قال : هيجو ي حبيبتى
قالت : ساره كانت تعبانه اووى .. قالت انها هتتراجع بس مقدرتش .. اخدوها هى واحمد بس
ضمها محمد جامد قال : عارف ي حبيبتى .. كفايه بس عشان الحمل .. وهما جايين
طلعت نضال البلكونه قعدت ع الارض وضهرها ف الحيطه .. عيطت كتير .. دخل عبد الله قعد جمبها ومسك ايدها سحبت ايدها وقعدت تلعب ف شعرها قالت ودموعها نازله : لو كان هنا كانت حصلتله حاجه .. الحمد لله انه مات قبلها .. اللحظه دى كانت هتموته من القهر ..
عبد الله : هترجع ي نضال .. بوعدك بده .. هتكون معانا النهارده
خبط الباب .. جرى الكل اولهم عبد الله فتح الباب قال : ساره واحمد ..
دخلو ساره كانت ماسكه ف ايد احمد ضاغطه عليها بقوتها من المها .. قعدت وركنت براسها ف حضن سعاد وعيطت بصوت عالى وسعاد حاضنها بكل قوتها وقف عبد الله ورفع راسها من حضن سعاد اتأمل ملامحها عرف انهم ضربوها ع وشها ..
افتكر يوم م عيطت عشان هو ضرب صفيه .. انس وهو بيقول بكفايا اذى .. النهارده اذوها ي انس .. هجيبلك انا حقها ..
دخل اوضته جاب مسدس كان شايله ،، وخرج متعصب .. حاول يوقفه محمد وعبد القادر م عرفوش .. يوقفوه .. موقفش الا لما ندهت ساره عليه بضعف راحلها قالت : انا السبب .. انا اللى عملت كل حاجه .. كان عندك حق .. انا اللى قتلته
كان واقف الكل ف زهول مسكت المسدس من ايد عبد الله وحطته ف ايد احمد وحطته ع قلبها ،، وايد احمد ع الزناد قالت : خد بطارك .. بنتك ومراتك وصاحبك ،، ريحنى ارجوك
مسك محمد المسدس من ايدها وفكه .. قالت : سامحونى كلكم انا م استاهلش اى حاجه ف ده كله .. سامحونى ع انه مات بسببى .. انا اللى اتسببت ف موته ومفيش فرق ،، آآآآآه ي انس .. ي ترى لو كنت عرفت ان انا السبب كنت هتعمل كل اللى عملته علشانى
قال عبد القادر : كفايه !!
سكتت والكل سكت اول مره يكلمها بحده قال : ايه اللى انتى عاملاه ف نفسك ده ،. انس مات علشان عمره انتهى .. انتى السبب فعلا بس ف انه بدل م يموت موته عاديه مات شهيد .. بدل م يبقى مش عارف مصيره جنه واللا نار كان مرتاخ لانه ف الجنه .. تفتكرى انه مكانش عارف .. ازاى ؟! كان عارف ي ساره .. بس حبك اكتر لانك حققتيله حلمه .. فوقى بقى بكفاياكى عذاب لروحك .. كلنا عشنا حياتنا وانتى بتعملى ف نفسك ايه .. اتنفسى ي بنتى .. مش كد
قوم احمد وقعد جمبها ضمها قالت بطفوليه : يعنى انتو كنتو عارفين !؟ ومش زعلانين
ضمتها سعاد وقالت : اه كنا عارفين ،، ومش زعلانين ،، انتى بنتنا ي ساره .. انس قال انه ساب روحه فيكى .، وقلبه .. ونفسه .. وريحته ،،
عبد القادر : روحى اغسلى وشك ..
سعاد : قومى معايا ي بنتى ..
سندتها سعاد ونضال ومشيو بيها قبل م توصل الحمام وقعت من طولها اغمى عليها .. جرى عليها احمد شالها ودخلها اوضتهم ..
بعد حوالى نص ساعه
كان واقفين كلهم قدام الباب خرجتهم الدكتوره و وقفت فاطمه معاها .. ندهت نضال ع عبد الله وكانت واقفه عند باب المطبخ كانت بتهمس خايفه ل محمد يشوفها ف يتدايق .. دخل عبد الله قال : نعم
قربت منه كوباية عصير وقالت : انت مأكلتش حاجه من الصبح .. اشرب ده ..
بصلها واتأمل ملامحها قال : لو ساره بقت بخير هنكتب كتابنا بكرا .. موافقه ؟!
بصتله ونزلت دموعها قالت : موافقه
ابتسم واخد العصير منها كان مرهق جداا اليوم كان صعب عليه وعليها جداا قعد ع الكرسى واخد نفس بطئ كأنه محمل بالاثقال .. قعدت قصاده نضال وقالت : تعرف !! انا اتمنيت ف يوم امنيه .. وكنت بدعى ربى يتقبلها .، لكن لو كنت اعرف ان تحقيق الامنيه وانس مش هنا .. مكنتش هتمناها ..
نزلت دموعها حس عبد الله بوجع قلبه زاد قال : عارفه ي نضال .. بطول السنين اللى عشتها مع صفيه مفيش مره دموعها فرقت معايا ولا قطعت قلبى كد .. م تعيطيش ارجوكى
مسحت دموعها وهدت ..
خرجت الدكتوره جرى الكل عليها قالت : بالراحه ي جماعه ان شاء الله مفيش حاجه .، هى بس تعبت علشان اتخطبطت خبطه جامده ف بطنها وده خطر على الحمل طبعا ف هتاخد يومين كد ع ما تتعافى ما شاء الله عليها حملها متين .. خدو بالكم منها واول اربعه وعشرين ساعه بلاش حركه خالص
احمد قال : حمل !! قصدك ايه
بصتله باستغراب وقالت : مش حضرتك الدكتور احمد سامر .. معقول حضرتك ماخدتش بالك انها حامل دى داخله ع الشهر التالت .. استأذنكم حد يجى معايا اديله الروشته يجيبها
راح محمد معاها ودخلو كلهم عند ساره .. لقاها احمد ضامه الجاكت بتاع انس وبتعيط قال : كنتى عارفه ؟!
ساره ضمت بطنها وقالت : ايوه
احمد : ومقولتيش ليه
ساره : خفت عليه .. خفت ياخدوه منى زى م اخدو اللى فات .. مش هتحمل اخسر منهم تانى ي احمد روحى خلصت معادش فيها اخسره ضمها قال : مش هنخسر تانى ي ساره .. مش هنخسر باذن الله
نزلت دموعها قالت : وحشنى اوى ي احمد .. كل حاجه فيه ليه مخلتنيش اروحله
ضمها اكتر قال : عشان لسه ميعادنا مجاش
بعدت ومسحت دموعها قال عبد القادر : من زمان م دخلش الفرح بيتنا ي ساره .. دلوقتى انتى دخلتيه .. الف مبروك
ابتسمت ساره : الله يبارك فيك ي بابا
سعاد : لولا الليل اتأخر كنت زغردت من فرحتى .. يتربى ف عزكو
ابتسم احمد وساره .. باركلهم الكل وخرجو قالت ساره : الدكتوره قالت حاجه وحشه ؟!
احمد : قالت البيبى طالع زى مامته اسد .. بطل ي ساره .. حملك متين بس عايزه شوية راحه .. مفيش حركه لمدة اربعه وعشرين ساعه
ساره : انا فعلا محتاجه ارتاح ساعدها ريحت جسمها ع السرير .. ونام ع الكنبه اللى قصاد السرير قال : ساره !!
ساره : نعم ي احمد
احمد : ع قد التعب اللى تعبناه والالم اللى حسينا بيه الا انى النهارده فرحت .. فرحت اولا لان الكلب م وصلش للى هو عايزه .. عارفه كان عايز ايه
ساره : كان عايزك تقتلنى او تعذبنى بكلامك او ان اهل انس ينفونى وابقى من غير مكان
احمد : وثانيا علشان خبر حملك .. الطفل ده ي ساره مش ابنى انا وانتى .. ده ابننا احنا الاربعه .. زى م كانت ملك
بص على ساره لما طولت ومردتش لقاها راحت ف النوم ابتسم ف اطمئنان قال : يارب .. احفظه يارب .. يارب ي انس تكون مبسوط دلوقتى
قام فتح الدولاب وخرج منه ايشارب كان عند سلمى كانت دايما تعمله تربون ع شعرها ويبقى شكله جميل .. ضمه ونام
.................
دخل محمد وفاطمه نامو قال عبد الله لباباه : عمو احمد عايزك ي بابا
عبد القادر : فى حاجه والا ايه
قرب منه عبد الله وهمس : هتطلبلى نضال منه
فرح جدا وقال : بجد !! .. ربنا يبارك فيكم .،
قال عبد الله : عندى طلب واحد .. ارجوك اقنعه نكتب الكتاب بكرا ..
عبد القادر : اشمعنى دلوقتى بقيت مستعجل
بصله عبد الله وابتسم .. افتكر انس ولهفته ع ساره ورغبته اللى كانت كبيره انهم يعجلو الامور كأنه كان حاسس
قال : حاضر ي عبد الله .. اللى تشوفه .. بكرا هروحله
قال : لاء ي بابا دلوقتى .. بكرا بعيد
ضحك وقال حاضر .. هى فين نضال .. هروحها معايا
نده عليها كانت واقفه مع سعاد راحت جرى وقفت جمب عبد القادر غمزلها عبد الله وابتسم .. اتكسفت ومشيت .، جه نازل وراها مسكه عبد القادر قال : لسه مش دلوقتى .. امسكى ابنك ي سعاد
قال : هوصلكو طيب
عبد القادر : عارفين الطريق ،، واللا انده ع محمد وانت عارفه معندوش تفاهم
ضحك : لاء كله الا محمد خلاص
ليله حس فيها الجميع بالاطمئنان .. نانو مرتاحين وراضيين بشكل كبير .. كانت كفيله تغير حياة
صحيت ساره تانى يوم كان الشباك مفتوح والشمس منوره الاوضه جت تقوم حس احمد قال : رايحه فين
قالت : عايزه كوباية مايه بس مش قادره اقف
قعد قال : صباحك خير
ابتسمت وقالت : يسعد صباحك
خرج وابتسمت هى وهى بتبص ل بدلته اللى جمبها قالت : وحشتنى اوى ي انس .. وحشتنى اكتر بكتير مما تتخيل .، انا قويه بيك لحد دلوقتى .. انا بحاول علشانك ..ودلوقتى بقيت بحاول علشانكم انت والبيبى اللى ف بطنى .. محتاجه اكون قويه .. اتمنى تكون سامعنى .. انا بحبك اوى
خبط الباب ودخلت نضال معاها كوباية المايه قالت : ي صباح الخير
ساره : يسعد صباحك
نضال : جيت اقولك خبر حلو
ساره : اخيراا .. قولى
نضال : قاعدين برا دلوقتى مستنيين المأذون .. هيكتب كتابه عليا
قالتها بفرحه كبيره .. ضمتها ساره وضحكت لاول مره تضحك فعلا من يوم م غابو بعدت نضال عنها قالت : هو فعلا ساب روحه فيكى ؟!
استغربت ساره كملت نضال : اصل حسيته هنا
ابتسمت ساره قالت بمرح : اقولك انا كنت متوقعه .. هاتيلى البوكس اللى هناك ده .. هتحضرى كد واللا ايه
نضال : اومال هحضر ازاى
ادتلها بوكس كان كبير قالت ساره وهى بتفتحه : هتحضرى زى عروسه هيتكتب كتابها النهارده
خرجت من الشنطه فستان كان خراافى .. لونه اسود فيه ورد ملون متوزع على الفستان بشكل مديله لمسه جميله ..
قعدتها ساره وخلتها جابت الميك اب .. وظبطتها وعملتلها شعرها .، قالت : هو كد
اتوجعت ساره رغم انها م قامتش بس دارت بسرعه قالت نضال : انتى كويسه
ساره : اه انا كويسه جداا النهارده بالذات
ابتسمت نضال كان سعادتها اكتملت كتبو الكتاب ودخلها محمد الدفتر تمضى وخرج .. كانت مكسوفه جداا ومبسوطه جداا قاعده جمب ساره .، وساره بتغنيلها و هى تتكسف اكتر
خبط الباب ودخل الرجاله ع الجو الحلو ده قال عبد القادر : انا قلت ساره بهجة بيتنا
قالت ساره موجهه كلامها لفاطمه : من غير لمسة فاطمه متبقاش بهجه ..
ضحكت فاطمه وبصتلها قالت : اشغل يعنى ؟!
ساره : الله !! .. اومال يبقى فرح ازاى .. ماما
ردت سعاد : نعم ي حبيبتى
ساره : معقول اليوم اللى كلنا كنا مستنيه مش هتزغردى فيه ؟! .. حتى عشان البيبى يفرح بخالته وعمه
ابتسمت سعاد زغردت وعلى صوت الفرح على الحزن ف حياتهم كلهم عدى شهر ونضال ف بيتهم مش بتخرج من كسوفها .، ولو راحلها عبد الله مش بترد عليه ..
ساره واحمد كانو بيتعافو وبيتعاونو على كل حاجه علشان م تتعبش ساره مره كمان وقررو هيرجعو مصر .. فاطمه ولدت ولد زى القمر كان شبه نضال جداا ،، ولدت بعد كتب كتاب عبد الله ونضال باسبوع كان ميعاد طيارة احمد وساره النهارده كان كلهم متجمعين هياكلو سوا بعدين هيمشى احمد وساره .. نضال حضرت وكانت واقفه ف المطبخ مع سعاد .. عبد الله كان هيموت ويشوفها .. قالت سعاد : روحى ي نضال هاتيلى المصليه خلينى اصلى العصر .. هتلاقيها عندك ف اوضة عبد الله
راحت .. دخل عبد الله المطبخ وقف عند الباب يبص عليها ملقاهاش حس بخيبه ،، اتمشى لحد اوضته فتح الباب بعنف .. اتفزعت وقعت منها المصليه ع الارض ابتسم عبد الله بسعاده قال : هو القمر بيطلع ف اوضة نومى ؟!
مردتش كانت هتعيط من كسوفها وفرحتها وفجأتها وهو مبتسم بيقرب منها وهى بترجع لورا مسكها وقال : مش هتحرريه
قالت بصوت يكاد يكون مختفى : هو ايه
عبد الله : الكلام اللى ف عيونك
نزلت دموعها ضمها ليه بقوه .. وهى مسكت فيه قالت : انا بحبك ي عبد الله .. بحبك من زمااان اوى .، بحبك اكتر مما تتصور .. كنت بتمنى اللحظه اللى هتحس فيها بوجودى .. وانت كنت بعيد وبتبعد .. كنت مع واحده غيرى .. كنت بدعى ربنا ليل ونهار ومكنتش عارفه اقبل حد غيرك
قال : خلاص اهدى .. بقيتى معايا .، هعوضك عن كل دقيقه اتعذبتيها ف بعدى بس خليكى معايا
مسكت فيه اكتر واكتر ..دخلت فاطمه وهى بتقول فين ي نضال المصليه ما...
بعدت نضال بسرعه اخدت المصليه وخرجت جرى .. قالت نضال : انا بجد اسفه .. الباب كان مفتوح
مسح ع وشه وكظم غيظه حوله هزار وقال : ميهمكيش .. بس عارفه لو عملتى كد تانى هعمل ايه ؟! .. مش هكلمك انتى هطلع عين محمد
ضحكت وقالت : لاء خلاص الا محمد
رجع احمد وساره مصر واستقرو هناك .. وقبل م تلف السنه كان عبد الله اتجوز نضال وفتح عياده ف فلسطين واستقر هناك .. رجع مصر اخد اولاده من صفيه ورجع بيهم فلسطين ..
كان العام على حياتهم شئ من الاستقرار كبير خلفت ساره ولد كان جميل جداا وسموه عبد الرحمن .. وبعدها بسنه بالظبط خلفت بنوته سمتها قدس .. كانت بتشتغل وبتحقق النجاح ورا النجاح هى واحمد سعاد بتزورهم من وقت للتانى ... كانت ساره مستمره ف انها تروح لخالد ..
كانت واقفه قدام السرير ف اوضة الاطفال وشايله قدس بتنيمها دخل احمد لاعب قدس وباس راس ساره اللى قالت : بابا جه ي قدس اهو .. اه زعلانين منه علشان اتأخر ..
احمد : انا اسف والله ي ساره انتى عارفه الشغل عامل ازاى ..
نيمت قدس ف سريرها ومشيت قدامه ع المطبخ قالت : طب وفين صحتك من كل ده ي احمد ،، انت مش بتلحق تنام .. ولا بتاكل ولا بتشرب .
قالتها بحده بصلها احمد وابتسم وسكت قالت : ايه ؟!
احمد : ابدا اصلى حسيت للحظه ان سلمى اللى قدامى .. نفس حدتها لما كنت اتأخر او اعمل حاجه متعجبهاش
ابتسمت ساره : الله يرحمها
حطتله الاكل وقالت : الولاد ي احمد مش بيشوفوك خالص اقعد معاهم شويه حتى .. مينفعش كد
احمد : حاضر ي ساره .. هقعد بكرا واهو علشان نستقبل طنط سعاد
قالت : الحمل تاعبنى جداا المرادى ي احمد .. حاسه كأن فى سكينه ف بطنى
احمد : بتاخدى العلاج
بصتله وضحكت بعفويه قالت : مش ملتزمه اوى يعنى
بصلها بزعل : ليه يعنى مش فاهم
ساره : م انت عارف .. الشغل والعيال والبيت
احمد : الشغل جبنالك مساعده .. والعيال انا وانتى عارفين انهم مش محتاجين تنشغلى فيهم كد .. والبيت عندك داده ام عصام .. عايزه ايه تانى
اخدت نفس خرجته بتقل قالت : حاضر ي احمد
قال : انس بيسلم عليكى .. وبيقولك مش هتروحى ؟!
ساره : قوله هانت .. هروح ان شاء الله .. احمد ..
بصلها قالت : ينفع م اروحش لخالد تانى ؟!
وجه كل اهتمامه وتركيزه ليها قال : ليه فى حاجه حصلت ؟!
قالت بخيبة : مهو مفيش حاجه حصلت .. مفيش حاجه بتتغير ي احمد .. انا زى م انا .. لو جت سيريتهم مبتحملش ولو حصلت حاجه بترجعنى ليهم بقوتها ،، لسه باخد نفس العلاج عشان اقف .. عشان م انهارش .. كل حاجه زى م هى .. انا مش هتعالج منه ي احمد لو هو مرض ف انا راضيه .. انت فاهمنى مش كد ؟!
احمد حط ايده ع قلبه وضغط قال : الوجع ده مش هينتهى الا يوم م نجتمع ي ساره .. لو حابه توقفى علاج براحتك مش هتدخل ف قرارك .. المهم تكونى بخير
ابتسمت : ماشى ..اطلع ارتاح وانا هرفع الاكل وابص ع الولاد واجى
وقف وقال ب ابتسامه : ابقى اعمليلى انتى الاكل .. م تخليش داده ام عصام تعمله ممكن !
ساره : حاضر
مهما اخدت الحياه مننا .. ومهما عملنا هنفضل نواجهها بكل قوتنا .، بالتجاوز .. بالتناسى .. حتى بالتناسى اننا مش بخير .، اننا ف المكان الغلط لحد م نروح مكانا .. اننا مع الناس اللى المفروض منكنش معاهم .. لحد م نوصل للناس الصح .. هنتجاوز ونعدى
كانت واقفه ساره بفستان لطيف بتستقبل ضيوفها سعاد ومحمد وفاطمه وعبد الله ونضال .. نضال كانت حامل هى كمان .، قربت سعاد من ساره بعد م سلمت عليها وقالت : هى بطنك كبيره ليه كد ي ساره
قالت بتلقائيه : اصلهم توأم ي ماما
ابتسمت سعاد وقالت انتى ف الشهر الكام
ساره : السادس
سعاد : ربنا يتتملك ع خير
قضو اليوم سوا وكان الجو مرح بينهم نضال كانت نايمه طول اليوم ..وسعاد كذالك كانت واقفه ساره ف البلكونه دخل احمد الاوضه ضحكت وقالت : هو غلبك تانى !! تعالى تعالى
وقف احمد جمبها وقال : سرحانه ف ايه .. ساره ف اللى حصل .، حد تخيل اننا نرجع الجزء الكبير ده من ارض فلسطين .، ونضيق الخناق على الصهاينه للدرجه دى ،، حد تخيل نتحد تانى ونقف ع رجلنا من جديد .، ونبدأ بخطوات ثابته ناحية التقدم .. حد قال وطنا العربى يزدهر كد ونفتح عيونا نتنفس حريه وامل ..
ابتسم احمد قال : ربك كريم ي ساره .. لقى الامل جوانا مات ف حب يعرفنا ان جزء بسيط من رحمته لو نزل الارض هيحصل ايه
ساره : متتصورش ي احمد فرحت انس وهو داخل وطنه بعد كل السنين .، تخيل النهارده الشعب السورى وهو داخل ارضه بعد السنين ماشى الحرب خلف فيها خراب وف قلوبهم دمار لكن رجعو .، امتى بقى فلسطين كمان تتحرر ونتنفس من جديد
احمد : قريب باذن الله .. ضمت بطنها وركنت راسها ع كتفه قالت : لو فى بنت ف بطنى هنسميها فلسطين
احمد : ولو ولد ؟!
ساره : قاسم او قسام
احمد : موافق
قالت : بقيت مطيع بشكل غريب الايام دى هبتدى اخاف
ضحك : الفكره انى حاسس بتعبك ف مش عايز اتعبك لكتر بجدال معايا
قالت : قصدك مش عايز ترفض ف نتجادل ف تفتكرها وافتكره مش كد !!
احمد : اه كد
قالت مغيره الموضوع : بكرا عيد ميلاد الولاد عايزه اجيب شوية طلبات
احمد : ماشى ننزل
تانى يوم نزلو فعلا وهما راجعين قالت بنرفزه : مكناش سيبنا قدس عند مامتك ي احمد ايه الداعى يعنى
احمد : معلش ي حبيبتى .، قالت هتجيبها بالليل واهو تريحك منها وانتى بتزينى البيت ..
لمح احمد حجاره ع الطريق استغرب ونزل علشان يشوف ايه ميل علشان يحاول يشيل الحجاره كانت كبيره .. جت ضربه ع دماغه افقدته وعيه
فتح عيونه لقى بيبان العربيه مفتوحه وساره وعبد الرحمن مش فيها .،
اتفزع جامد وركب العربيه راح بسرعه ع مركز الشرطه كان قاعد وقدامه صاحبه حكاله اللى حصل قال صاحبه : طب مفيش اى حاجه غير كد .. عربيه كانت لتطاردكم اى حاجه
احمد : للاسف لاء .. بس .. فى ابليكشن ف تلفونى يعرف مكان تلفونها
للضابط : وساكت من بدرى
......
فتحت عيونها لقت نفسها مربوطه واقفه ف عمود وقصادها مربوط عبد الرحمن نزلت دموعها اول م شافته ضمت بطنها بقوه قال داوود : قلتلك ي ساره .. اللى يشوف عيونك مره لازم يلف العالم ويرجعلهم .. وانا لما سبت اسرائيل جيت هنا علشان ابقى جمبك ..
بصتله بغضب وقالت : هيجى اليوم اللى هتقف فيه مزلول قدامى .. قلتلى اننا بنحلم .، وادى الحلم اتحقق انت م سيبتش اسرائيل انت هربت من قدام العرب زى الفار اللى ملهوش مأوى ف بترمى من مكان لمكان ..
رفع ايده ولسه هيديها بالقلم مسك ايده هشام قال : لاء .. مش دى ابداا ..
قالت ساره : لاء راجل ما شاء الله .. ياك فاهم ان دى المره الاولى .. عارف ي داوود هردهملك .. انت فيك عرق شرقى .. بس متعرفش حاجه عن العرق العربى .، المصرى بالذات ولما بيتأصل ف حد مننا بيبقى عامل ازاى
قال : نفسى اعرف جايبه القوه دى منين
ردت : اسأل هشام .. هو ادرى الناس بيه ،، مكانش بيرفع عينه ف عنيه .. واحمد ما شاء الله عليه .. جبل اصلهم رجاله علمونى الصبر والاخلاص
بص داوود ل هشام خرج هشام .. قرب منها داوود وقال : انزلى عن غرورك ي ساره .. واقبلى تعيشى معايا وانا هعملك كل اللى انتى عايزاه .. هخليكى من اسياد الارض
بصتله ساره بقرف قالت : مش هعيش غير مع جوزى .. لو اتقتل جوزى اللى بحبه ف احمد بقى بينا اطفال وعشره .. بس انت وامثالك مش هتفهمو ده
نده داوود ع هشام وكانت عيونه ف عيون ساره خرجت طلقه هزت كيان ساره على ابنها الوحيد بصت بدهشه وعيونها مدمعه مش عارفه تعمل ايه ولا تحس ب ايه صرخت صرخات كتيره وندهت باسمه نزلت دموعها بغزاره قالت : هقتلك ي هشام .. وحياة كل اللى راحو هقتلك
سمعو صوت ضرب نار جامد جرى هشام بص من شباك كان ف الاوضه قال : ده الشرطه ومعاهم رجالة قوات خاصه ..
بص داوود ل ساره بحزن مكانتش هى واعيه للى حوليها قال : صدقينى انا بحبك .. عشان كد مقدرتش اعملها بنفسى
نزلت منه دمعه حزنا ع منظرها وهى بتعيط بسبب حاجه هو اللى عملها
جرى كان هشام سبقه ..
دخل احمد لقاها مربوط اتهز جامد لما شاف عبد الرحمن بصتله ساره وقالت : طب ملك ادولها مهدئ لكن ده !! .. ابنى ي احمد
صرخت ب اه قويه وهى متسنده عليه قال احمد بثبات مصطنع : عيليتنا هناك بتكبر ي ساره ،،
ضموه هما الاتنين .. وخرج احمد ساند ساره وشايل عبد الرحمن .. مشى عليه عبد الله اخده من ايده وقال : ربنا يعوضكم
جه الشرطى صاحب احمد قال : كل رجالة العصابه اتمسكو الا واحد بس
قالت ساره بغضب : مسكتو داوود ؟!
الظابط : هو ده ؟!
كان ماسكينه رجالة الشرطه قوة ساره نفسها مشيت عليه .. وضربته قلم .. طير الدم من بوقه واخلت توازه .. ادتله القلم التانى وقع ع الارض .. اندفع عليه احمد حاول صاحبه يبعده قاله محمد : سيبه ده اقل طار ليه عنده
وسط الزيطه اخدت ساره مفاتيح عبد الله وركبت العربيه وطارت بيها
وقفت قدام الباب اللى ياما دخلت منه وهى متعلقه ف ايده او ماسكه ف دراعه .. او راكبه جمبه ف العربيه وبيضحكى .. ل اول مره تدخل من يوم الحادثه .. خرجت المفتاح من جيبها .. المفتاح اللى اعتبرته رمز من رموز حبهم مش بيفارقها .. فتحت الباب ودموعها مش بتقف دخلت ل عند قبره .. لقت ورد مشت ايدها ع القبر وضمة حبة تراب رفعته شمته ركنت ايدها ع القبر وريحت راسها علي ايدها قالت : الدنيا بقت وحشه اوى بعد م مشيت ي انس .. كأن وجودك كان شايل عنى كل المصايب ولما مشيت .. توالت عليا .. كنت بتطلب منى تكون بخير .. طب هكون بخير ازاى و كتفك مش هنا علشان افرغ عليه كل الحزن الل. فيا ويحتوينى .. وحشتنى اوى ي انس و وحشنى حضنك .. ومش عارفه الاقيك فين
جالها صوته : ارفعى راسك ي ساره هتلاقينى رفعت راسها بزهول لقته واقف لابس التيشرت اللى جابتهوله وهما ف فلسطين ومبتسم كعادته الابتسامه اللى بتعشقها .. م سألتش .. قعد جمبها ومسك ورده قطفها وراح سحب ساره لحضنه مسكت فيه وعيطت جااامد قالت : معدتش متحمله خلاص .، كل يوم بتهد ومش عارفه اعمل ايه .. من يوم م مت والحياه والوجع والالم مش سايبينى ف حالى
رفعت راسها ليه وقالت بلوم طفولى : انت مت ليه .. سبتنى لوحدى ليه ي انس
ضمها انس اكتر وقال : انا اسف .. لو ف ايدى وحياتك م كنت هفارقك لحظه ،، بس اقدارنا
مسكت فيه اكتر ودموعها بتحتد قال وهو بيمسحملها : متنسيش ان دموعك بتتعبنى
ساره مسكت ف ايده وباستها قالت : وحشتنى اووى
مسك ايدها وابتسم : الدبله لسه ب اسمى !! والسلسله ف رقبتك .. ودبلتى الفضه
ساره : يوم م هخلعهم يوم م اموت
_______
كان قاعد احمد جمبها لقى دموعها سايله مغرقه وشها وبتقول : انس
بهمس وحيويه
قامت مفزوعه ،، ضمها احمد وقال: اهدى .. ارجوكى اهدى
قالت : فين ابنى ي احمد .، دفنتوه !!
بصلها بحزن وقال : ربنا هيعوضنا عنه
ساره : ايه اللى جابنى هنا
احمد : دخلنا البيت وراكى لقاناكى راكنه راسك ع قبر انس وفاقده الوعى
قالت : انس .. انس كان معايا ي احمد .. "قالت بحسره " بس مشى ..ليه اخدتونى من هناك
ضمها اكتر علشان يهديها لكنها بعدت قالت : فين قدس.
دخلت سهيله وف ايدها قدس جرت قدس ع ساره قالت : مامى ..
ضمتها ساره وقالت : حبيبة مامى عامله ايه
قالت : كويسه
ابتسمت ساره ودموعها نازله ضمتها بقوه واتخبت فيها قالت سهيله : ي ريتك سبتى عبد الرحمن كمان معايا ي ترى عملتى ايه المرادى عشان يقتلوه ..
قال احمد بحده : ايه اللى بتقوليه ده ي ماما
بصت ساره ل احمد ومسكت بطنها قالت: مش قادره ي احمد آآآآه
خرج احمد بسرعه نده الدكاتره
كان واقف هيموت من قلقه عليها كان معاه عبد القادر وسهيله والباقيين بياخدو العزا .. قال عبد القادر : ايه اللى حصل ي ابنى مش قلت انها كانت كويسه
قال احمد وهو باصص ناحية مامته : مش عارف ي عمو .. مش عارف .. انا تعبان اوى .. مش متحمل اى صدمه تانى .. ومتقوليش اجمد ولا خليك قوى عشان اكتفيت
ضمه عبد القادر نزلت دموع احمد ع ابنه ل تانى مره .. ومراته اللى مش عارف مصيرها ولا مصير اولاده اللى ف بطنها .. ركن ضهره ع الحيط و وقف يدعى بصمت
راح عبد القادر قال حاجه لسهيله سابت البنت ومشيت خرج الدكتور قال احمد بلهفه : طمنى ارجوك
الدكتور : هى حاليا بقت بخير .. والحمل تمام .. هتقعد معانا يومين لحد م نتطمن عليها .. بس المرادى عدت ع خير مش هيبقى فى مرات جايه للاسف .. لازم تبعدها عن اى ضغط نفسى
قال احمد ف استسلام : حاضر .. حاضر
مشى الدكتور قال عبد القادر : ايه رأيك اخدها عندى ف البيت .. اهو تبقى مع ام عبد الله تهتم بيها
احمد : تخرج بس من هنا .. خد انت قدس وابعدها عن ماما .. لحد م تفوق ساره وتتعافى
دخل احمد لقاها نايمه .. افتكر الايام اللى كانت هى فيها ف الغيبوبه .. وقد ايه كانت صعبه الحياه .. اديها بقت اصعب ي ساره .. بس لو كل واحد فينا لوحده كانت هتبقى ازاى .. اللهم لا اعتراض
ريح ع كرسى جمب سريرها .. غمض عيونه باعياء
حس ب ايد بتدمد ع كتفه فتح عيونه لقاها .. راحة قلبه .. واقفه ومبتسمه ابتسامتها اللى بتزيل عنه اى عناء .. وقف م اتكلمش حضنها بقوه وبكى .. بكى كأنه مش هيبكى تانى ل عمر .. قعد ع الارض وهى قعدت جمبه قال : وحشتينى
ابتسمت ومسكت ايده باستها وقالت : وانت جداا
قال : حلوه الجنه ؟!
سلمى : مستنياك ..
احمد : وملك ؟!
سلمى : مشتاقالك
احمد : انا مش كويس ي سلمى ..
فردت رجلها وخبطت ع ركبتها وقالت : ارتاح ي احمد
ريح راسه ع رجلها قعدت تمسح ع شعره بصمت بعدين قالت : ها بقيت احسن !!
احمد غرس راسه ف رجلها اكتر كأنه بيترجاها م تمشيش قال : خليكى ي سلمى متمشيش .، انا لسه مش كويس
مسكت ايده وقالت : م سألتش عن عبد الرحمن يعنى .،
رفع راسه وقال : هو معاكم !
سلمى : من اول دقيقه .. وملك فرحانه بيه جداا
قال بخيبه : ساره تعبانه اوى
رجعت راسه ع رجلها وقالت : هتبقى بخير
قام قعد باصصلها كأنه عايز يشبع عيونه منها وهى باصاله كأن جزء من روحها لسه متعلق فيه حضنها بقوه وخوف شم ريحتها اللى بيعشقها ولسه بيتعمق ف ريحتها فتح عيونه لقى روحه قاعد ع الكرسى وساره نايمه قدامه .. وسلمى مش موجوده .. مسح دموعه اللى نزلت غصب عنه ونزلت وهو نايم بس حس بشئ من الراحه .. من الاطمئنان .. خرج الايشارب بتاعها من جيبه وضمه بقوه
فاقت ساره وراحت قعدت ف بيت عبد القادر واحمد كام بيروحلها كل يوم اوقات يبات معاهم واوقات لاء .. قضت ساره باقى شهور الحمل ف السرير احمد متابعها خطوه بخطوه وعبد القادر وسعاد معاها .. كانت واقفه ف الجنينه وهو كان راجع من الشغل عندها دخل كانت هى ف اوضة انس خبط ودخل كانت سعاد واقفه بتلاعب قدس ف الجنينه .. وساره متابعاهم حط ايده ع ضهرها قال : عامله ايه
قالت : كويسه بتعافى .. او بحاول اتعافى .. تقدر تقول اتعودت ع الصدمات .، كل جزء بيتقطع من روحى ويتدفن تحت التراب .. ماما .. فراق سلمى .. هاله .. انس .. موت سلمى .. ملك .، البيبى .. طنط هند .. بابا .. فراق اخواتى ،، جوازنا .. اول مره حد مد ايده عليا .. موت عبد الرحمن ... خلاص ي احمد تفتكر فى ايه تانى !! تفتكر اى الوان العذاب هيعيشوهالى تانى .. تحت مسمى الحب .. اى حب ده اللى يخلى واحد يقتل غير حب نفسه مش اكتر .. آآآآه .. انا كويسه ي احمد متقلقش ..
اتنهد ومسك ايدها باسها قال : هانت
منعت دموعها من النزول وقالت : قدس وماما سعاد مبسوطين اوى سوا .. اقولك ع سر ..
احمد : قولى
ساره : بحس انها بتعاملها كأنها بنت انس مش بنتنا ..
ابتسم احمد : انس كانت روحه فيكى ي ساره اكيد البنت فيها كتير منه .. عارفه ! ..
سلمى قالتلى انه ملك هتقضى مع انس عمرها ومش هيسيبهالنا .. غالبا توقعت ده
ابتسمت ساره واتقطعت ابتسامتها لما لقت حد ملثم طالع يجرى ناحية سعاد ضربها ع دماغها فقدت وعيها واخد البنت وطلع فوق سور الجنينه كان احمد نزل جرى رفع اللثام وشاور ل ساره بايده واختفى .. كانت ساره واقفه مش قادره تتحرك بدأت تولد غاب احمد وهى بتصارع ودموعها سيوول .. وصلت لتلفونها بالعافيه رنت على عبد القادر قالت : الحقنى .. الحقنى ي بابا ..
قعدت ع الارض .. افتكرت يوم الحادثه .. وهى بتزحف ناحية انس .. قالت بهمس : لو كنت هنا مكانش هيحصل كل ده .. ي ريت لو .. لو تاخدنى ليك .. آآآآه ..
نزلت دموعها .. دخل احمد جرى رفعها حاسه بيه لكن مش سامعاه ولا عارفه تركز ف اى حاجه .. حاسه انها جواها قنبله هتنفجر .. بتصرخ وبس يمكن حد يفهم ،. او حد يحس بيها .. احمد ملقاش اى اثر للى خطف البنت عمال احمد يشجعها علشان تاخد انفاسها بانتظام .. وصلت المستشفى نزل جرى شالها دخلها العمليات للمره التانيه بيحاول ينقذ ما يمكن انقاذه .. شافت كذا طفل ف ايده هو والممرضات رفعت ايدها علشان تلمسهم و نزلت ايدها فقدت وعيها بعد حوالى ساعتين ونص خرج احمد من العمليات لقى سعاد واقفه وجمبها عبد القادر مشى عليها احمد كان باين عليه الارهاق هو لما رجع البيت كانت سعاد وقفت ف خلى كل همه ينقذ ساره وبس
عدى اتطمن احمد ع سعاد وطمنها ع ساره وراح غاب شويه
دخل عبد القادر عليه عيادته قال : البنت اختفت معرفش راحت فين ..
عبد القادر : ساره اخرت ليه كد ي احمد وايه الكلام اللى قالته الممرضه ده
نزلت دموع احمد قال : نزفت جامد .. لو مكنتش شيلت الرحم كانت هتموت .. مش هنكر ان ربنا عوضنا بس ساره هتحزن جامد ي عمو .. انا معرفتش اتحمل امانته .، هو كان مانع عنها اى شر لكن انا .. مش عارف اعمل حاجه .، عاجز وبس
حنى راسه وبكى .. معادش قادر هو كمان .. اولاده و ساره والحنين والشوق والقهر .. ل تانى مره يشيل ساره بين ايديه ودمها سايل انقذها من الموت .. وهى اول حاجه هتعملها لما تفتح عيونها تتهمه بالانانيه ..
طبطب عليه عبد القادر وقال : طب م تبص للموضوع ان ربنا ادالك تلات اطفال زى القمر .، المرادى ربنا كرمك من وسع
احمد : قاسم وقسام وفلسطين .. وقدس التايهه
عبد القادر : قدها ي احمد
فتحت عيونها لقت احمد مبتسم بيقول : صباح الخير على شمسى اللى لو غابت يوم اموت
قالت ب ابتسامه : ايه الروقان ده كله
احمد : النهارده اتحررت فلسطين بالكامل وبقى كل الوطن العربى ملك للعرب 🌸 .. وربنا رزقنا بتلات اطفال
قالت ودموعها نازله : وقدس ؟!
احمد : هنلاقيها ي ساره .. هنلاقيها
_______________________
النهايه 🌸....
"انس ..
ايها الانيس .. يا ذاك الحبيب الذى استوطننى .. يا ذاك القلب الذى احتوى قلبى بكل اوجاعه .. كنت رفيقا بى كما لم يكن احد من قبلك .. لولا ينعتونى بالجنون لقلت انك كنت ابى .. لا انكر اهتمام ابى بى .، ولكن اشعر انك خلقت لتهتم بى ولأجلى .. لتكون معى حتى ان فارق جسدك ،، اخبرتنى ان الاطفال ستجعل الحياة تمر سريعا .. اخبرتنى انه ان تزوجت ستمضى .. سأكون كما لم اكن سأنسى واتناسى .. لا تعرف ي حبيبى ان من احب قلبا ك قلبك لا ينساه .. ولكن فادنى التجاوز .. فادنى بقوه .. اخبرك سرا .. انا لم اتجاوز قط " وقفت كتابه وعيطت جامد .. اخدت نفسها استجمعت نفسها ومسحت دموعها كملت " احببتنى حد الموت .. كنت تقول دائما انك تحتاج اعمار الى عمرك حتى تهدينى الحب الكاف .. كنت تعلم ان عمرى انا الذى لا يكفيك .. اعدتنى للحياة حتى بعد موتك .. اردت لى السلام ف اعددت الجميع حتى يجلونى احد ضلوعهم فلا يؤذونى ،، يا انيسى .. كنت انا القلب وانت كنت الضلوع .. ويا حسرة على قلب بات بدون ضلوع .، يا حسرة عليه يا ضلوعى ،، اتممت اليوم ثمانية وعشرين عام .. بلا ضلوع .. بلا حياة .. اعانى وانت بعيد .. اظن بل اوقن انه لو كنت هنا ما كنت سأعانى هكذا .. انكسر قلبى واصبحت الادويه هى ما تقيم جذعى .. اعتذر لكنى اخبرتك انى قويه ف وجودك كان مصدر قوتى وانا بدونك لا استطيع .. اشتقت اليك .. اشتقت كثيرا جداا .. اكثر مما ينبغى .. اشتقت ان اضع رأسى بين ضلوعك .. الى جانب قلبك حتى اسمع ذاك النبض الذى يعالج كل الامى .. تلك الانفاس التى تغمرنى بالدفئ .. تغمرنى بالامان .. الامان يا انس .. ذاك الذى لم اشعر به يوما منذ ان قطعت انفاسك .. آآآآآه يا حبيبى .،
لماذا اكتب لك اليوم !! .. لا اعرف صدقنى .. ربما لانى اليوم سعيده من اعماق قلبى .، كأنك هنا .. واى ام تلك التى لا تطير سعادة يوم عرس ابناءها .، قاسم وقسام وفلسطين .. اتعرف قسام يشبهك كثيرا حين اتعامل معه اشعر كأنك هنا يملك قلب حنون .. وقاسم ك ابيه .. بطل .. ملك المواجع فقد هو ايضا حبيبته منذ اعوام ولكنه تعافى .. اخشى ان يكون مثلى انا واحمد .. اخشى ان يظل محتفظا بحبيبته للابد .. على الرغم من جمال هذا الحب الا انه قاتل .. قاتل يا حبيبى .. اما عن فلسطين فقد استعمرت ك امها .. لكننا استطعنا حل الامر وهذه المره حللناه من جذوره حتى لا تعانى ..
اما عن قدسى .. تلك الزهره التى حرمنى رؤياها ل خمسة عشرة عام .. ثم عادت تحمل لى بداخلها كره لا نهاية له .. لا اعرف كيف اتعامل مع هذا الكره منذ عشرة سنوات رغم انها تعشق اباها
لا اعرف ماذا ارتكبت فى حقها حتى تكرهنى هكذا .. حزينه من اجلها للغايه لكن لا يهم طالما مرتاحه فى حياتها .. ستتفاجئ فى قلب من وقعت هذه الفتاة .. انس ابن اخوك .. منذ ان عادت الى وهم على وفاق سويا فقد استقر عبد الله هنا بعد ان تحرر وطنك احبها كثيرا انس .. لكن لا اظن ان احدهم يحب كما تحب انت .، اجل .. ف انا عشت معك ثلاثة اعوام فقط .. على اثرها اعيش ثمانية وعشرين عام .. مع كل سقطه يخرجنى حبك فقط .. حتى اكون معك ف النهايه ،، لذا لا احد يحب ك انت
مع حبى و شوقى .. ساره "
قاطع شرودها ف شرايط الزينه اللى بتتزين بيها البيت قدس لما قالت بجمود : مبسوطه مش كد !!
اتلفتت ساره وقالت ب ابتسامه : فى ام م تبقاش مبسوطه يوم فرح عيالها
قالت قدس : ااه .. قولتيلى .. طيب
قالت ساره : ليه ي قدس موافقتيش تعملى فرحك معاهم
قالت : اقولك الصراحه .. عشان انتى اللى اقترحتى ده
خرجت قدس حاسه بالانتصار لانها نكدت ع ساره .. او حاسه بالرضى عن نفسها ..
اما ساره م زعلتش هى قررت انه محدش هيعكر صفو اليوم ده عليها دخل قاسم وقسام قال قاسم : واااو ايه الجمال ده بس ع الصبح
قسام : بصراحه انا بحسد بابا .، ع انه بيصحى كل يوم ع وش بالجمال ده .، وابتسامه بالسحر ده .. وقلب بالرقه دى
قالت : ايه حيلك حيلك انت وهو .، الرومانسيه دى ل مراتاتكم مش ليا ..
ضحكو دخل احمد قال : بتعملو ايه ي عيالى ف اوضتى ..
قاسم : بصراحه ي بابا
قسام : كنا بنحقد عليك
احمد : ليه يعنى
شاور قسام ع ساره وغمز قال قاسم : نلاقى فين ست ف حلاوة ماما
اخدهم احمد تحت دراعاته وقال بهمس : اخبطو دماغكم ف الحيطه .. مفيش زى ساره ع الارض
ابتسمتله ساره جداا وقف .. وطلعو الاولاد قالت : باصصلى ليه كد !!
احمد : مش عارف ،، بس دى اول مره من تمانيه وعشرين سنه اشوف الابتسامه دى
وسعت ابتسامتها قالت : مش فرح اولادنا .. وانت ..
احمد : مالى ؟!
ساره : عيونك بيلمعو ..
ابتسم : النهارده مش سارقين من الدنيا الفرحه ي ساره
ساره : احنا فرحانين فعلا ي احمد ،، مش بنمثل .. ولا بنتخيل
بص .. انا مبسوطه .. جداا جداا فوق ما تتخيل .. مش عشان الفرح بصراحه .. بس حاسه انه احنا كد قربنا .. وانه فعلا هانت
ابتسم .. ضمها قال : الحق شويه احسن انتى عارفه انس .. غيور .. ضحكت بصوت عالى وضمته هى كمان قالت : تفتكر مين فينا هيروح الاول
قال : مش عارف .. بس اتمنى تكونى انتى
ساره : ليه م نكونش سوا .. ونخلص بقى ..
حس انها طفله مش ساره اللى عاشت معاه بكل الحزن اللى شافه .. كان سعيد وهى مش عامله حساب لسن ولا لاى حاجه وبتطوح
واقف مبتسم بسعاده .. هو كمان فرحان مهما كان الجاى ف العمر مش زى اللى راح وفى شعور عميق جواهم انهم قربو يروحو للى مشتاقينلهم .. طول السنين زود الحب والشوق ..
لبسو هما الاتنين وربطتله ساره الكرافات قالت : اوعى تيجى بالليل من غيرى انت عارف مش بحب اسوق بالليل ،. وكمان كله هيرجع مع بعضه
احمد : هو انا اقدر ..
ضحكت وقالت : طيب .. استنى .. م حطتش برفانك
حطتهوله ونزلو راحو القاعه سوا .. كان الكل سعيد بشكل كبير جدا
كانت واقفه قدس ف طرف القاعه لابسه فستان جميل جداا .. بمعنى الكلمه ناقصها جناحات وتطير ..
قرب منها بهدوء وراح ضمها ابتسمت .. : لسه فاكرنى دلوقتى !!؟
رد انس : انتى عارفه مكانش ينفع م اجيش معاهم خصوصا ان ماما تعبانه
ضمته هى كمان حاولت تبعده لكن رفض قالت : انس عيب كد .. بابا او باباك ممكن يشوفونا .. ي انس بقى
قال : خلاص اهو
بعد قال : طب انتى حلوه ازاى كد ؟!
قالت : زى السكر ف الشاى ها ها ها ها
ضحك جامد وقال : يارب من كل بنات الارض م اعشقش غير دى
بصتله بتكبر وقالت : دى !! مالها دى
قأل : اجمل محاميه ف الكون بحاله
قالت : لا يا شيخ .. طيب
راح وقف جمب انس حمزه اخوه الصغير قال بعد م سلم ع قدس : انت واخد راحتك ع الاخر مش واخد بالك ان حوليكم ناس
بصله باستغراب : ومالهم الناس .. دى مراتى
قال عبد الله اللى قطع كلامهم بحضوره : مراتك تبقى ف بيتك مش قدام الناس .. تعالى ي قدس عايزك
شاورت قدس ل انس ومشيت وهى مكسوفه
سرح انس مع فستانها الطاير وشعرها الاسود الساحر .. فصله حمزه لما خبطه على كتفه وقال : يسعدها يعم
خبطه انس ع راسه وقال : ملكش دعوه
وقام مشى .، مسكها من ايدها وطلع بيها مع اخواتها وهما بيرقصو سلو قالت : طب بابا كان عايزنى طيب
قال : كفايه ان فرحنا مش النهارده انتى عارفه انى زعلان علشان كد
قالت : انا اسفه .. بس مش عايزه اعمل حاجه ساره عايزاها
انس : لو عرفت انك ناويه ع كد مكنتش هسمحلك .. انتى ليه بتعملى معاها كد قالت بعصبيه : هنفتح الموضوع ده تانى ي انس !!
انس : م انا لازم افهم ليه كل الكره ده
قالت : نتكلم بعدين ي انس
كان حوليهم قاسم وقسام وفلسطين مع اخر كلمه ف الاغنيه رفع الاربع عرسان البنات وطوحوهم .. كل عريس حاضن عروسته
انتهى الفرح راحو كلهم ع المطار العيله يعنى بعدت قدس عنهم كلهم كانت بتغير الجزمه علشان تعبتها وهى كانت عامله حسابها وجايبه كوتشى
لمحت احمد ماسك هشام من ايده ومخرجه لبرا بعيد رايح ناحية عربيته كانت بعيده سمعت احمد بيقول ل هشام : عايز ايه بعد م قتلتهم
رد هشام : احرق قلبها اكتر واكتر ..
كانت صدمه بالنسبه لقدس هى كانت فاهمه انه ساره اللى قتلت اخوها الصغير ده اللى هى مؤمنه بيه قعدت ع الرصيف م قدرتش تتحرك بعدين فاقت ع انس وهو طالع يجرى عليها قال : فى حاجه ؟!
....
خرجت ساره بعد معظم الناس م مشيت تدور ع احمد ملقتهوش قاطعها صوت من جمبها بيقول: مدام ساره ؟!
اتلفتت لقته حد من عمال المطار قال : الدكتور احمد بيقول لحضرتك انه سبقك ع البيت وسابلك عربيه هنا وده مفتاحها
اخدت سار المفتاح وشكرته راحت ركبت العربيه وهى مستغربه احمد عمره م عمل كد ..
رن تلفونها كانت قدس ل اول مره تكلمها ردت ساره كان صوت قدس باكى قالت : ايوه ي ماما ..
ساره : ماما !! .. خير ي بنتى في ايه
قالت : هشام ركب مع بابا ف العربيه ومشيو
قفلت ساره ف وش قدس وفتحت الابليكيشن اللى بيربط بين تلفونها وتلفون احمد لقته رايح ناحية بيت انس رمت التلفون ع الكرسى اللى جمبها وطلعت ع اقصى سرعتها
دخل احمد وهشام قال هشام : توقعتك هتجيبنا مكان انضف من كد
احمد : ايه ي اتش .. انت نسيت واللا ايه .. اه صحيح تمانيه وعشرين سنه ينسو ..
هشام : ياااه تمانيه وعشرين سنه .. انت مديونلى ع فكره
احمد : ب ايه بقى ؟!
هشام : بالسعاده اللى عشت فيها .. هى حياتك مع ساره شئ هين .. ده غيرك كان بيتمنى يشم ريحيتها بس .. لما كانت بتسلم عليا رحيتها كانت بتفضل ف ايدى تلات ايام كأنها معايا .. كنت عايزنى بعد ده كله اسيبهاله !!
احمد : لاء تقتله وتعذبها طول العمر عليه .. ي اخى ده داوود الصهيونى اتأذى لما ضربها قلمين ومقدرش يمس ابنها قدامها .. نفسى اعرف انت فصيلتك ايه .. انت فاهم اننا كنا سعدا فعلا .. لما ساره بتتعب جامد وبتسخن بتنده ع انس .. لما بتخاف بتبعد عنى وتلجأ ل انس او اى حاجه باقيه من ريحته .. وانا كد مع سلمى .. هى دى السعاده ؟!
هشام : هى اللى اضطرتنى اعمل كد .. وانس منعنى عنها .. كنت مستنى منى اعمل ايه !! وهى مع راجل غيرى
احمد : وليه معملتش معايا كد
هشام : انت هى مش بتحبك .. عايشه معاك تأدية واجب
ابتسم باستهزاء احمد وقال : ايه اللى جابك النهارده
هشام : وحشتنى .. هى وبنتى قدس
ضربه احمد ف وشه رجع لورا متأثر بالضربه قال هشام : ع مهلك ي احمد مش كد انا بتكلم عن ساره مش سلمى .. وعن قدس مش ملك
ضربه احمد تانى : سلمى كانت مراتى وساره حاليا مراتى .. ملك بنتى وقدس بنتى .،
هشام : عرفت بقى ان حبكم الاسطورى ملهوش لازمه .. انت مكنتش بتغير ع سلمى كد .. واكيد هى بتغير عليك برضه .. وبتخاف يعنى زى انس
احمد : ابعد عنا ي هشام كفايا اللى خليتنا نعيشه ..
هشام : مش همشى غير بعد م اخد اللى انا عايزه ..
سمعو صوت عربيه راح احمد بص رجع جرى قال : دى ساره .. انا بترجاك اختفى دلوقتى .. بلاش النهارده اعمل كل اللى انت عايزه بس مش النهارده .. انا بترجاك ي هشام لو فعلا بتحبها
استخبى هشام ف المطبخ .. دخلت ساره بسرعه وقفت قصاد احمد قالت : انت كويس ؟!
احمد : اه انا كويس
حضنته ساره بقوه ل اول مره تاخد هى الخطوه دى طولت قال : انا بخير ي ساره متقلقيش
ساره : انت ايه اللى جابك هنا
احمد : اااه كنت مستنى عبد الله اتفقنا هنيجى لانس بعد الفرح خرجت م لقتهوش قلت اكيد سبقنى
اتخبت ساره فيه وقالت : متسيبنيش ي احمد .. م تمشيش من غيرى
ضمها اكتر قال : انا معاكى اهو ايه اللى حصل بس
نزلت دموعها على كتفه قال : ساره
قالت : نعم ي احمد
قال : ممكن نمشى من هنا ..
خرج هشام وهو بيقول : انا اسف بس مضطر اقطع عليكم اللحظه
ريحت راسها ع كتف احمد وهو بيحاول يفكر ازاى يطلع بيها من هنا من غير خساير .. وهشام واقف بيغلى
بعد وقت بعدت عن احمد وبصت لهشام بكره من غير م تتكلم قال احمد : هشام سيبنا نخرج من هنا
هشام : هو دخول الحمام زى خروجه !!
ساره ردت : الحمامات دى للاوساخ امثالك
قال احمد : هشام لو مخرجناش من هنا مش هيحصل كويس
ضحك هشام وقال : وهو المطلوب ..
خرج هشام مسدس من حزام بنطلونه وجهه ناحية احمد وساره خرجت مسدس من شنطتها وجهته ناحية هشام وقفت قدام احمد قالت : خليك راجل لمره واحده .. مشكلتك معايا انا هما ملهمش ذنب
هشام : ومين كان ليه ذنب ي ساره
ضحكت بسخريه : فعلا مين كان ليه ذنب .. انا !! واللا انس ؟! واللا ملك ؟! .. واللا سلمى .. والا احمد !! واللا يمكن عبد الرحمن .. لاء لاء قدس .. وعذابى على كوووول دول
..
هشام : وانا ايه ذنبى انك محبتنيش .. انا اقل منهم ف ايه
ساره : تعرف انس علشان ميشوفش التيه ف عنيا قبل م يعرفنى اتمنى ان الغايب وانا مستنياه يرجع حتى لو حبيب هيخطفنى منه شفت الفرق .. شفت الفرق بينك وبينه ي هشام .. الفرق اللى خلانى اعشقه الف مره .. وهو لو كنت فعلا حبيت ومشى وانس عرف كان هيلف الكون لحد م جابهولى .. انت عملت ايه .. قطعت قلبى اللى هو حارب عشان يجمعه .. كسرت ضلوعى .. احبك !! احبك ازاى .. انا بكرهك .. بكرهك بحق الحب اللى حبهولى .. والحب اللى خلاه حوليا ..
هشام : كفايه .. اسكتى .. مش متحمل
كملت ساره : وانا مين سكت لما مكنتش متحمله .. مين سكت وانا بموت .. مين سكت وانا بصرخ كل ليله .. مين سكت واحنا بنصحى كل ليله مفزوعين ع صوت بكى حد فينا وصراخ حنينه للى راح .. مين سكت وانا مجنونه ع بنتى اللى م اعرفش عنها حاجه .. مين سكت قدام عجز احمد ومقالش انه مش عارف يحمينى .. مين سكت ع جوازنا اللى كان غصب عنى وعنه .. مين سكت واحنا بنتبهدل كل يوم ومش عارفين نعمل ايه .. مين سكت ؟!
قال هشام بوجع : كفايه بقى ارجوكى كفايه ؟!
قالت ساره بترجى ودموعها نازله : انا اللى بترجاك كفايه .. كفايه عذاب لحد كد .. بكفايه اللى اخدته منى .. بكفايا العذاب اللى عذبتهولى
قال هشام ورق ليها : هتحبينى
ساره : مش عارفه
هشام : سيبيه وتعاليلى .. ساعتها هسيبهم ف حالهم .. وانتى بقى ...
بصلها بتأمل كأنه بيدقق ف كل حته فيها ضمها احمد وبعدها من قدام عنيه خباها ف ضهره
كان بيقفل عبد الله باب العربيه قالت نضال : ايه العربيات دى ..
قال حمزه ابنهم : غريبه دى طنط ساره قالت هيروحو ع البيت ع طول
لفتهم بسرعه صوت ضرب نار جوه البيت ..
دخلو بسرعه لقو هشام ع الارض مضروب ف دماغه .. ساره قاعده ع الارض ضامه راس احمد ع رجلها وبتنزف دم قالت ساره : نفس الوجع ف نفس المكان .. "دموعها نازله ع وشه " انا مش زعلانه ي احمد فرحانالك .. سألتنى مين فينا هيمشى الاول .. غفلتنى ومشيت .. قول ل انس قد ايه انا اشتقتله .. ولسلمى كمان .. وانا هجيلكم .. هانت
كانت بتمسح ع خده وشعره
سمعو صوت سارينة بوليس قالت ساره لحمزه : دى اكيد قدس امنعوها تدخل
خرج حمزه وعبد الله همس ل انس ف ودنه بص لقدس قالت : وسعو خلونى ادخل
مسك انس ايدها قال : بلاش
قالت : لاء هدخل
حاولو يمنعوها لكن مقدروش صدمت لما شافت المنظر صرخت بقوه هزت كل حاجه .. جرت ع حضن ساره سكنت فيه وهي بتقول ي بابا .. نزلت دموع الكل وانس واقف ضامم قدس وقدس رجلها مش شايلاها وانس ساندها .. ساره ماسكه ف احمد مش قادرين يبعدوها عنه .. مهما كان عشرة كاام سنه وجع وكان سند مهما كان .. اتكسر قلبها المرادى ..
.....................
بعد اسبوعين .. كانت قدس قاعده ف الجنينه سانده راسها ع ركبتيها وبتعيط محستش غير وانس بيغمرها بحنانه وهو ضاممها لقلبه قالت وهى ماسكه فيه تعبانه اوى ي انس .. بابا وحشنى .. وماما ملحقتش اقعد معاها .. ولا اشم ريحيتها .. خايفه عليها اووى
انس : متخافيش .. ده ميعاد هما مستنيينه من سنين طويله .. احمد وساره نصهم التانى ف الجنه .. حب احمد لسلمى وساره ل انس كان اسطوره ي قدس .. اسطوره حقيقيه ..
قدس رفعت راسها من حضنه وقالت : تفتكر هتسامحنى ؟!
انس : ليه مانعه نفسك تكلميها .. اطلعيلها
مسكت ايده وخبت روحها ف حضنه ضمها وغمض عيونه
كانت نايمه ف سريرها مخرجتش من يوم اللى حصل .. منعت اى حد يجيب سيره للعرسان لحد م يرجعو من شهر العسل .. مبسووطه جدا ل احمد انه اترحم من العذاب .. وموجوعه من الم الفقد .. مقدرتش تقف بعد اللى حصل .. عجزت عن الحركه اللا بصعوبه تروح الحمام .. ومفيش اكل الا بصعوبه وتحت ضغط خبط الباب ودخلت قدس و وراها انس ركنت ساره ضهرها ع السرير وقالت : تعالو ..
ابتسمت بصتلها قدس باستغراب .، ازاى بتبتسم بسهوله كد .. قربت قدس منها مسكت ساره ايدها .. وقالت ساره : انا عارفه انه صعب ي قدس .. عارفه انه اللى شفتيه ميتنسيش عارفه انك بتعانى بسببه ..
نزلت دموع قدس قالت : قالى انك قتلتى اخويا الصغير .. وانك قتلتى ملك بنت بابا .. وانه كان فى طفل ف بطنك قتلتيه .. قالى انك اذيتيه وسمحتى لغيره ياخد حقه .. كنت بثق فيه ي ماما سامحينى .. قالى انك مدورتيش عليا وانك ..
ضمتها ساره وقالت : مش مشكله .. انتهى .. وانتهى اذاه
عيطت بصوت عالى قدس وانس سابلهم مساحتهم ومشى .. ساره : اهدى يا قدس متعمليش ف نفسك كد
قدس : عمرى م هسامح نفسى ي ماما .. ابدا على كل حاجه
ضمتها ساره جامد وشمت ريحتها قالت .. : ااااه انا كد راضيه جدااا ومتطمنه جدااا ... احضنينى كد شويه كتير خلينى اشبع منك ..
حضنتها قدس مده وساره بتتنهد قالت : اخواتك جايين النهارده مش كد ؟!
قدس : اه جايين
قالت ساره : طب تعالى نروح نجهزلهم اكل سوا
قدس : انتى كويسه ي ماما !!
همست ساره ف ودنها : احمد مع سلمى ليه اسبوعين .. انتى عارفه احمد صرخ باسمها قد ايه .. تمانيه وعشرين سنه .. النهارده لما يجتمع بيها .. ازعل ؟!
بعدت قدس قالت : يعنى مكانش بيحبك ؟!
ساره : كان بيحبنى وانا كنت بحبه جداا .. بس سلمى هى روح احمد .. امله وكل حياته .. احمد م قبلش يعيش معايا غير علشان سلمى سلمى اقربله من روحه او هى روحه بالفعل
قدس : وانتى ي ماما ؟!
ساره : كلمة ماما منك ردتلى روحى ي قدسى
قدس : يعنى سامحتينى ؟!
ساره : انا مكنتش زعلانه منك اصلا .. انتى اللى كنت زعلانه
قدس : كان مضحوك عليا .. بس انا بحبك جداا
ساره : وانا كمان
قدس : متهربيش منى جاوبينى ،، وانتى روحك فين .. ف احمد واللا اخو عمو عبد الله
ندهت ساره ع انس وكانت اول مره صوتها يطلع دخل سندت عليه .. وقامت وقفت اخدت نفسها وقالت تعالو ننزل المطبخ .. احمد بيحب ياكل من ايدى ..
بص سلمى وانس لبعض .. وابتسمو .. قالت : انا عارفه متقلقوش بس لسانى اتعود ع كد .. تعرفو .. انا مبطلتش اعمل اكل ل احمد .. بس محستش بسعاده غير وانا بعمله ل انس .. كنت برتاح ان نفسه ف الدنيا .. وكنت مكبره دماغى .. مفيش شغل وقت م احب .. ونخرج وقت م احب .. وهو راضى كان يقولى المهم تبقى بخير .. انا زرت انس بعد تلات سنين من موته .. م اعرفش السنين عدت ازاى .. بس انا مرتاحه .. شفته ف المنام كان واقف ع الناحيه التانيه من جسر هو وسلمى والولاد واحمد كان طالع يجرى عليهم .. اخد سلمى ف حضنه .. ل اول مره من تمانيه وعشرين سنه وانا اقرب الناس ل احمد اشوف ملامحه هاديه كد .. صافيه وراضيه .. وضاممها بطول السنين وانس واقف شاورلى انا ابتسمت قال هانت جداا وهمس وحشتينى .. سمعتها بقلبى مش بودنى .. كأنى ليا من يوم م مات مسمعتش كلام حلو .. وانا فعلا محستش اى كلمه اتقالت من غيره .. كلهم كانو مبسوطين .. وانس لسه مستنينى "مسحت دموعها " عارفه ي قدس اخواتك عارفين انا بقول ايه .. هيفرحو ل احمد وليا اكتر من حزنهم ع اشتياقهم لينا .. كانو بيصحو مفزوعين ع صوت حد مننا ونمثل كلنا طول اليوم ان مفيش حاجه حصلت .. كل ليله عذاب بشكل ما .. الحياه تقيله اوى عليا انا واحمد .، الحمد لله انه اترحم
قدس : حبيتى انس للدرجادى ي ماما !! كان عامل ازاى؟!
ساره بصت ل انس وابتسمت قالت : زى البشمهندس ..
ابتسم انس بسعاده وقال : فعلا !!
ساره : اه بس طبعا مفيش زى عمك انس .. انت بس تشبهله لكن الاصل ملهوش مثيل ابدا
ابتسمت قدس : انتى بتغيرى عليه ي ماما !!
ساره : غيرتى عليه موقفتش لحظه
انس : الله الله .. هو ده الكلام .. مش ناس تقولى اروح اجيبلك رقم تلفونها
قدس رفعت حاجبها وقالت : م البنت واقفه تغمزلك قدامى وانت وشك احمر وساكت .. قلت اسهالهالك
ضحكت ساره : ششششش اهدى كلهم كد .. تحسى مفيش رجاله غيرهم .. بس انس كان بيسك اى بنت تفكر تقربله .. كان واعى مش زى البشمهندس
ضحك انس ومسك ايد قدس قال : دى اجمل حاجه ف حياتى والله .. ستات مين ورجالة مين .. انا بس وقتها مكنتش عايز الفت انتباه قدس .. عشان بحسها بتدايق
قدس : اخدت بالى ي حبيبى وكنت مكسوف اوى ومش عارف ترد
قرب منها وقال بهدوء : مكنتش عارف ارد عشان عيونك لمعت مره واحده غرقتنى فيهم
خدودها احمرت راحت وقفت جمب ساره وهى بتغسل الخضار قالت : هغسلك انا الخضار ي ماما .. خليه يمشى
ضحكت ساره قالت : لو حصل اى حاجه متأجلوش ميعاد فرحكم مفهوم !!
قالت قدس بقلق : حاجة اى ي ماما ..
ساره : اى حاجه اوعدينى بس ..
وعدوها قالت : كملى الاكل ي قدس وانا هطلع اريح شويه
وصلو العرسان .. وكانو بيسألو ع احمد وساره قالت قدس ماما نايمه فوق وبابا لسه ف الشغل ..
راحو حاولو يصحو ساره م قامتش ..
كانت بتحلم بيه واقف ع الناحيه التانيه من الجسر وهى طالعه تجرى عليه كان مبتسم ومستنيها .. بتاخد نفسها بسرعه وعماله تجرى .. اخيرا ي انس .. اخيرا يا حبيبى اجتمعنا .. اخيرا هتبقى معايا دايما وفين ف الجنه .. وصلت لحضنه غمضت عيونها النهارده انتهى كل العذاب .. واتحقق الحلم اللى لطالما استنت انه يتحقق .. مفيش وجع قلب ،، مفيش حزن .. مفيش خوف .. ومفيش وحده ..
_____________
لقى قسام ورقه مقفوله على الكومودينو وعليها سلسله ودبله فضه عليها اسمها ودبله دهب عليها اسم انس والورقه بتقول "على جسر يفصل بين عالمين ردت روحى الى .. اليوم انا بخير للغايه .. اليوم روحى رحلت الى ارواحهم التى لطالما عشقت .. لذا من اليوم لا حزن ولا دمع .، سعادة فقط 🌸 "
تمت بحمد الله 🌸💙
تعليقات
إرسال تعليق