حوريتى









دقت الساعه السابعه صباحا ، انه يوم عادى حياة روتينيه بحته ، توضأ وصلى الصبح كعادته ثم جهز فنجان القهوه خاصته ، قام بترتيب اوراقه المبعثره ثم انطلق فى طريقه لكليته ، كان الطريق مزدحم كثيرا هذا اليوم لا يعرف ما كل هذا الضجيج ف الشوارع ، ركب الحافله ووضع سماعات الاذن خاصته ليذهب بعيدا عن هذا العالم الذى يحمل كل هذا الضجيج ،
كليته .. تلك الجميله التى لطالما كان يحلم بها ، على عكس الكثير من ابناء مصر حالفه الحظ ليجتمع بحلمه ،كلية الطب ، جميله هى الحياة عنده من وجهة نظر من لم يعرفونه ..يقولون دائما انه ذو قلب ميت .. انه عمر ذو القلب القاسى الذى لطالما يحكون عنه .. يتمنى ان يصبح جراحا
"هه هذا ما يليق بك يا بنى ..لانك بالطبع بلا قلب "
هذا ما قاله له احد اعمامه حين كان يتحدث الى ابنة عمه الصغيره حين كان يلاعبها دون ان يلاحظ ان عمه منتبه له فاخبرها انه يريد ان يصبح جراحا .. يومها لم يعقب على كلام عمه سوى بابتسامه خاليه من اى شئ ..
اعمامه يحبونه بشده لكنه يعارضهم منذ وفاة والده لا يسمع لهم يفعل ما برأسه اي ما يكون
انه فى عامه الثانى .. سعيد بما حقق .. رغم انه ليس له اى علاقه باحد لا رفاق ولا حتى زماله .. ورغم انه لا يعرف احد الا ان الجميع يعرفه .. ويتجنب ان يحدثه لانه اذا حاول احدهم الحديث اليه رد عليه بفظاظه كما انه حصل على المرتبه الاولى على مستوى دفعته كان متفوقا بحق ..
توقفت الحافله ف انتبه مسرع قد حان موعد المحاضره عليه ان يكون هناك خلال دقائق ..لا يحب ان يفوته شئ .. ولكن لا مفر تأخر .. كان يسير بسرعه كبيره .. وكانت بنيته مميزه ساعدته على الاسراع .. دخل الى المحاضره اعتذر من الدكتور وسط صمت الجميع .. كان الجميع يراقبه .. وكان ذو ذكاء كبير يلاحظ الجميع ويتجاهلهم ..
فى يوم كان يجلس فى ساحة الكليه .. وكان يقلب فى صفحات كتاب ليس له علاقه بالكليه .. كتاب يبدو من واجهته انه للاطفال لكن حجمه كان كبيرا
عاد بذاكرته ل ايام طفولته كانت هناك رفيقه له تسمى ضحى كانت جميله جدا يبدو انها لا تنتمى للبشر تتمتع بعينان زرقاوان يحملان جمال العالم .. لكنها اختفت فجأه دون ان يعرف اين ذهبت
___
دخلت فتاه الى ساحة الكليه .. كانت جميله بحق ..ترتدى ملابس سوداء ورغم ان ملامحها باهته الا ان جمالها غطى على كل شئ لدرجة انه رغم حرصه على غض بصره الا انه لم يتمالك امام جمالها نظر اليها لحظات ثم انتبه واعاد النظر الى كتابه .. لكن قلبه كان مشغول بها .. ظل يردد بداخله "اللهم لا فتنه "
اقتربت منه سائله :معذرة اين الدكتور عمر اخبرونى انه يجلس هنا ..
كان صوتها محملا بالحزن .. ظن الجميع انه سيتعامل معها بفظاظه كما يتعامل معهم لكن من هم ومن هى .. ابتسم لها مجيبا :انه انا تفضلى
ابتسمت ابتسامه باهته قائله :دكتور عمر .. هلا سمحت لى بالحديث معك فى مكان اخر .. لان ما سأقوله مهم جداا ولا استطيع ان اقوله وكل الجامعه تنظر الينا هكذا
التفت حوله لينتبه فرأى بالفعل ان الجميع ينظر اليهم .. :حسنا لك ما تريدين ولكنى عندى محاضره هل من الممكن ان تنتظرينى الى ان انهيها ..
_حسنا سأنتظرك هنا .. لكن رجاء لا تتأخر
نظر حوله مجددا لا يريد ان يتركها وحدها ولا يريد ان يفوت المحاضره .. تردد كثيرا لكنه رحل ف النهايه وهى جلست بانتظاره
عاد اليها بعد انتهاء المحاضره كان يسير بسرعه تسبقه عيناه خشية ان لا تكون حقيقه ..
*ها قد عدت
_الحمد لله انك سالما
*الم تخبرينى ماذا تريدين
_لنذهب من هنا اولا ..
*حسنا هيا
انطلقا حتى وصلا الى احد المقاهى جلسا نظرت اليه كانت تفرك يداها وتجمع العرق على جبينها وبدأت بقضم اظافرها كأنها مقبله على اختبار غايه ف الصعوبه .. لاحظ كل هذا ف حاول تخفيف الامر ظنا منه انها تريد ان تعترف له بحبها .. ربما ارسلها الله لتكون عوضا عما اجتذته الدنيا منه قال : لا تقلقى قولى ما تريدين .. انا اسمعك
اجمعت قواها وقالت :احم دكتور عمر .. انا .. انا اكون .. احم
ابتسم عمر مداعبا لها :تكونين ملاكا بالطبع لا يوجد بشر بهذا الجمال
كانت جديه اكثر من ان تلتفت لكلامه فقالت :انا ابنة عمك ..
ضحك غير مستوعب قائلا :عمى محمد ام عمى مصطفى
قالت وقد بدأ يتلاشى توترها :عمك صالح
قال متعجبا :ولكنىى...
قاطعته :اعرف اعرف انك تظن انه لا يوجد ابناء لجدك سوى محمد ومصطفى وعمى عاصم والدك لكنه يوجد والدى كان فى اول مرضه يطلب رؤية والدك باستمرار ولكن والدك توفى تعازى لك
*سلمت
_ثم بعدها بدأ يطلب رؤيتك بالحاح .. اعلم ان الامر معقد لكن والدى مريض جداا وكل ما يريده هو ان يراك فقط
نظر الى الفراغ قليلا يقلب الكلام فى عقله .. حتى يستوعب كانت تنظر له فى ترقب تخاف ان لا يذهب ووالدها يلح بشده فى طلبه
_حسنا سأذهب معك لكن دعينى اهاتف عمى محمد اولا ..
*كما تريد .. اسأله عن صالح ابن نجاة سيعرف من تقصد
نظر اليها لاحظ قدر الغضب الذى تحمله فى صدرها هناك اسرار كبيره جدا مخبأه .. من نجاة هذه جدتى اسمها سماح ازداد الامر تعقيدا ولكن لا بأس  سنفهم كل شئ بالتدريج لم يحدث عمه فقد وثق بها
هذا ما كان يؤمن به ان الحقائق يظهرها الله ف الاوقات المناسبه لذا علينا ان نصبر حتى يقضى الله امره
دخلا سويا الى حى يبدو عليه قدر الفقر الذى يسكن فيه .. ليس مجرد حى لاناس فقيره بل تحت خط الفقر .. وفى داخل هذا الحى من بعيد يظهر معالم منزل كبير يختلف عن الحى وصلا اليه وتوقفا امامه نظرت اليه ثم ضحكت ف استهزاء قائله .. :اتعرف ايها الطبيب هذا المنزل ضمن املاكك انت .. بالطبع ظننت اننا نسكن فيه .. لا تغرك المظاهر يا دكتور هناك الكثير مازال مخفى بعد ..
سرنا قليلا حتى وصلنا الى منزل يبدو عليه انه ارقى من المكان المتواجد فيه .. لكن حجمه صغير وبادية عليه ملامح الفقر والهجر رغم فخامته كأنه لا يسكن به احد .. طرقت الباب ثم فتحت ودخلت ثم دخلت خلفها .. اثاث المنزل كان قديما لكنه كانت عليه تطريزات جعلته خرافيا لا يمكن ان يميز احد ان هذا الاثاث سوى تراث ملكى .. قاطع تأمله صوت رجل باد على صوته التعب قائلا :هذه انت يا حور .. اتيت ي ابنتى ؟!
دخلت حور الى غرفه ف المنزل وقد لمحتها قبل ان تختفى ف الجدار مبتسمه ابتسامه رائعه .. اقتربت تدريجيا من الغرفه سمعتها تقول :اجل ي ابى قد اتيت .. تبدو اليوم فى حالة افضل يا حبيبى
يا حبيبى سمعها عمر ف طرقت قلبه ادرك كم انها حانيه سرح قليلا متذكرا امه وهى تقول له : عمر .. اهل استيقظت يا حبيبى ؟
ابتسم عمر لكن قاطعت ذكراه حور وهى تنادى عليه .. :تستطيع الدخول يا دكتور
افسحت له المجال ليدخل فدخل مبتسما .. نظر الى الرجل الجالس على السرير انه يشبه والده .. لولا انه دفن والده بيده ل اقسم انه هو .. اشارت له حور ليجلس على كرسى بجوار السرير ولكنه لم يلتفت اليها انما جلس على السرير بجوار ذاك الرجل الذى قال :انك تملك عيناه يا عمر
_وانت تملك ملامحه يا سيدى .. هل لى ان اعانقك
عانقه صالح مبتسما .. ما اجمل تلك اللحظات التى تجمع دما كان متفرقا تحمل امنا وامانا لشخص ربما حرم منها سنين طويله
ابتسم صالح قائلا : هكذا يحن الدم يا بنى ..
ابتسم عمر .. :لماذا انت هنا .. لماذا لم نعرف عنك
نظر اليه قائلا .. هذا الشئ لن يجدى نفعا من معرفته يا بنى .. انا ارسلت فى طلبك من اجل شيئا اخر ..
_وانا هنا لاسمعك يا .. عمى
نظر صالح الى حور قائلا : اتركينا قليلا على انفراد يا ابنتى ..
حدقت له فى صدمه انه لا يخفى عنها شئ ايخفى عنها الان من اجل ذاك الطفل المدلل ابن العز كما يقولون
فهم صالح ما يدور فى رأسها ف نظر لها فى حزم ف خرجت على مضض
مرت حوالى ساعه وهما يتحدثان وهى قد خرجت الى المطبخ لتعد لهما شئ يشربانه ف جائت اليها احد جاراتها من نفس سنها غالبا وجدتها حور فرصه لتصرف نفسها عن فكرة قتل ذاك الدخيل الذى سرق حياتها مسبقا واليوم يريد سرقة ابيها منها ..
قاطعت افكارها سلمى وهى تقول :ما هذا يا حور .. لماذا غرفة عمى صالح مغلقه ربما احتاج شيئا
_ما سيحتاجه سيطلبه من عمر فقد اصبح اقرب اليه منى الان .. قالت غاضبه فى وجهها وسلمى لا تفهم شئ :انا امضيت معه عشرون عاما ولم يره لمدة عشرن ثانيه .. ويريد التحدث اليه على انفراد .. لا افهم فيما يفكر ولماذا يفعل بى هذا .. انا اولى من ذاك عمر
سلمى : لا انت لست على طبيعتك وانا لا افهم شئ ..
قاطعم خروج عمر من الغرفه يتعكز به صالح .. قائلا له .. فكر فيما قلته لك ولا تطيل ف الرد على .. انت تعرف يا بنى انا لا املك اياما كثيره
ابتسم له عمر ونظر الى حور التى كانت فى قمة غضبها حد ان وجنتيها تحملان حمره تعادل كل مساحيق التجميل بالعالم .. ابتسم وخرج .. حاولت ايقافه لكنه لم يلتفت اليها ظنا منه انها اغتاظت وتريد شجاره .. سار ف الطريق للخروج من هذا الحى الذى يدخله لاول مره ولكنه توقف اثر جذب حاد من احدهم لم يمهله وقت بل اسقطه على الارض و وضع سكينا على رقبته قائلا :اخرج كل ما تحمل والا اخرجت كل دمائك ..
* اتركه وارحل ..
رفع كلاهما عينيه لواجها حور فقال المهاجم وهو يهب واقفا :سيده حور اعذرينى لم اكن اعرف انه من ذويكم ..
*حسنا لكن لا تكرر هذا ثانية .. ربما سيأتى الطبيب الى هنا مرة اخرى ان لم يكن قد تقزز من حينا ..
قاطعها عمر :حاشاكى يا حور .. يكفى الى هذا الحد .. اريد الخروج من هنا وسوف اعود بالطبع سأعود كثيرا

عادت حور الى المنزل تحمل لوما على ابيها فقد افرغت جزء من غضبها حين خرجت ..
*هكذا يا ابى .. نسيتنى فى لحظه بمجرد ما لاقيته .. لو كنت اعلم هذا ما كنت سأحضره الى هنا
تجمعت الدموع فى عينها ف احتضنها صالح قائلا : وهل لى سواكى يا جميلتى .. ولكنك تعرفين قدر المشكلات التى بينى وبين اعماك ف خشيت ان تحرجيه دون قصد منك او ان تهاجميه .. انت وردتى يا حور ف كيف لى ان ابدى اى احد عليك
ابتسمت ودموعها تسقط قائله : انا اسفه يا ابت
*على ماذا تعتذرين جميلتى
اشتدت دموعها :اعلم انك كنت تتمنى صبى .. وكنت تتمنى ان يكمل تعليمه ..
قاطعها : اخبرك سرا
مسحت ادمعها تسمع اليه فقال : انا قلت لامك لو لم تنجب فتاه مثلها سوف اعيد الطفل ولا اريد .. اهل يزين المنزل بشئ مثل الفتيات ي فتاتى انت
ابتسمت ف اكمل :غير انى انا من اجبرتك ان تتركى التعليم ولا تكمليه .. كل ما معك الشهاده الاعداديه فقط لكنى اقسم انك لو كنت اكملت لكنت فى اعلى الكليات الان لولا مرضى
شعرت انه يشعر بالعجز ف قالت داعمه له : اتعلم انا كنت اكره التعليم ..
قبلت وجنته ودخلت الى غرفتها ابتسمت بحزن وتذكرت ..
منذ خمس سنوات
*يا امى لا يوجد معنا اموال كيف سنحضر العلاج الى ابى ..
_لا اعرف ي ابنتى انا حقا عاجزه ..حتى عقلى عجز عن التفكير
*سأذهب الى اعمامى .. علينا ان نجد حلا لكل هذا انه حقنا يا امى
رحلت مسرعه دون ان تنتظر رد ذهبت الى بيت عمها محمد طرقت الباب فتحت لها الخادمه لكنها لم تسمح لها بالدخول .. فقد امرها محمد مسبقا ان تطردها اذا اتت .. عادت تحمل الوانا من الخيبه ومن العجز لا بد ايضا من اموال لدخولها المرحله الثانويه وجدت لافته على محل ملابس مطلوب انسه للعمل .. وكانت رغم انها نحيله الا انها جميله ورغم صغر سنها تعتبر فرصه كبيره ان تكون واجهه لمحل يبيع الملابس .. دخلت سألت على الاجر فوجدته سيكفى علاج والدها ويتبقى القليل يكفى لان تعيش هى واسرتها ولكن .. كان هذا سيكلفها ساعات دراستها .. ف تخلفت عن الدراسه .. وتحملت مسؤولية منزلها وهى طفله ..
اليس هذا العالم عجيب .. اليست هذه الحياة غير عادله .. طفل وطفله فى ذات العمر .. هو لديه خادمه وسياره خاصه بسائقها .. اذا مرض يحضر له خمسة اطباء .. والفتاة تحمل مسؤولية اسرتها .. تأكل القليل من الخبز وتسير الطرقات على اقدامها .. امتنعت عن التعليم وهو يتعلم فى اعلى المدارس ..
لو نظرنا للمعادله من هذا المنظور سيقول احدهم وما المشكله يجب ان يكون هذا وذاك موجودين حتى تستمر الحياة معذرة ف هنا الوضع يختلف ان هذا المال مالها هى .. وليس حقه وحده هنا هى المشكله .. يظن كل شخص انه بمجرد م امتلك المال قد امتلك العالم وينسى ان يعطى كل ذى حق حقه ف على الدنيا السلام
فى هذه اللحظه انهارت حور وظلت تبكى وتدعو الله وتناجيه بانينها .. هى فى لحظه اعتادت عليها منذ ان تركت دراستها وتخلفت عن ان تكمل حياتها بالطريقه السليمه ذاكرت كل كتب المرحله الثانويه الاولى والثانيه والثالثه لكنها لم تدخل الامتحان لان اموالهم لا تكفى حتى تقوم بالتقديم فلم تحاول ولكنها قهرت حقا ..

     بعد يومان كانت تجلس فى غرفة والدها يتناولان الافطار حتى تعطيه دواءه قبل ذهابها الى العمل .. دق الباب ف ذهبت فتحت .. لتجده يقف بابتسامه لفتتها لأول مره لكنها غضت بصرها سريعا قائله .. :مرحبا دكتور عمر .. خير اهناك مشكله
نظرت خلفه لتجد سياره فاخره جداا وسائق يحمل شنط تسوق .. قال : انه سائقى الخاص وقد احضرت لكم بعض الهدايا .. هلا سمحت لى بالدخول ..
نظرت له متعجبا فى حين قاطعهما والده وهو يخرج من غرفته مستندا الى عكاز قائلا : اهلا بك يا عمر تفضل يا بنى .. تفضل
دخل عمر سلم على عمه ثم جلس على احد الكراسى التى لفتته مسبقا .. والقى نظره متعمقه اكثر فى حين وضع السائق حقائب التسوق وخرج .. كان يود ان يركز ف الزخارف المرسومه على الحوائط لكن قاطعه صوت حور : انا ذاهبه يا ابى .. سأتأخر على العمل
اوقفها عمر قائلا: اى عمل .. اهل يليق بمثلك ان تعمل
قالت له غاضبه :كما يليق بمثلك ان يرفه بما ليس من حقه
وقف امامها مدافعا عن نفسه :لماذا تهاجمينى .. انا لم يكن لى اى ذنب ..
نظرت له بكل كره وغضب ولكن دون ان تتحدث .. قالت موجه كلامها الى صالح :انا ذاهبه يا ابى ..
عمر : ومن سيستلم منى حقه يا سيده
توقفت : وهل تعرف الحقوق انت حتى تتحدث عنها
قال محاولا ان لا يغضب لكنه لم يستطيع ان يخفى مشاعره ف قال مغيرا مجرى الحديث وموجه الدفه الى عمه قائلا :كما امرتنى يا عمى .. حين ذهبت الى الشركه وقابلت المحامى .. اخبرنى الحقيقه وان اعمامى رفضو ان يعطوك حقك من ميراث جدى ولكن ابى كان معارضا لهما استطاع ان يأخذ نصيبك من اعمامى ولانه لم يعثر عليك كتبه باسم  ابنك او ابنتك لانه لم يعثر عليك منذ اخر مره راك فيها قبل وفاة جدى وكانت زوجتك حامل .. قال خلسة وسط الكلام .. لو كان يعلم انها تملك لسانا اطول منها ل اشترط قطعه قبل ان يعطيها حقها
ضحك صالح بينما قالت : ولو كنت اعلم انك من ستشاركنى كل هذا ما كنت ذهبت الى الكليه يومها .. اسمع يا هذا .. ما ستعطينى اياه هو حقى وحق والدى .. انت لا تمن علينا به .. اعلم ان والدك استطاع ان يأخذ نصيب ابى كله من الميراث .. لذلك لا تتعامل معى بشفقه او انك تحسن الى .. لو لا ابى منعنى كنت قاضيتكم منذ زمن ورددت حقنا
ابتسم قائلا : الان انتى شريكتى بالنصف ف الشركه .. الا تظنين ان هذه الشراكه ليست كافيه ..
فهمت انه يلمح انه يود الارتباط بها لكنها تصنعت الجهل قائله .. : لا افهم ما تعنيه .. لا تتكلم بالالغاز ف انا اكرهها
ابتسم وهم ان يرد ولكن اوقفه دق الباب قال وهو فى طريقه ليفتح : بالطبع هذا هو المحامى جاء لينقل لك ميراثك يا جميله
نظرت له بغضب .. من كلمته ولكنها كظمته لا تود ان تحدث مشكله لان دائما ما يوصيها ابوها باللين معه ..
جلس المحامى وكانت تجلس فى كبرياء وعزه لم يعتدها باحد .. قامو بتوزيع الاملاك واتفقا على كل شئ ف هى ليس لديها اى مشكله هى لا تريد المال .. هى تريد حقها فقط ، لكن جائت نقطة الخلاف انه المنزل الذى على بعد امتار من منزلهم .. ذاك الذى وقفا امامه عند قدومه الاول قالت :انا سآخذ هذا المنزل .. له فى قلبى وقع خاص شردت وهى تقول هذا .. ولمعت عيناها ..
قاطع شرودها قائلا : لا الا هذا المنزل انا مستعد ان اتنازل عن كل الاملاك مقابل هذا المنزل .. ارجوكى يا حور لا تردينى عند اول طلب اطلبه منك
نظر لها والدها .. واستأذنها ان تترك له المنزل ف تركته قائله : وماذا بعد ان سرقت سنين العمر .. سيهم مثلا منزل فى زاوية حاره !!
تضايق جداا عمر لكنه لم يظهر هذا قال : قد احضرت طعام دعنا نتناول الغداء اخذنا الوقت
قام وافرغ محتويات الحقائب التى تحمل الطعام وقامت حور لتجلب الاطباق من المطبخ دخل خلفها عمر وترك المحامى يفرغ الحقائب .، بمجرد ما دخل التفتت اليه قائله بغضب : استمع الى جيدا .. لا يهمنى كثيرا هذه الاموال ولا الشركه ولا العقارات .. عليك ان تتعلم كيف تتعامل معى لاننا مجبران ان نتعامل معا الفتره القادمه
كان يستمع اليها فى صمت ثم رد بهدوء : وكيف تريدن ان اتعامل معك
قالت وقد اشهرت سكينها فى وجهه : عليك اولا ان تعرف انى اكرهك .. واكرهك بشده .. حد انى لا اتحمل ان اراك او ا اسمع صوتك .. لذلك تحاشى ان نطيل حديث .. او اى شئ من هذا القبيل ..
قال وهو يريد ان يثير غضبها اكثر : لكن هناك اشياء على ان اساعدك بها .. لن تستطيعى وحدك
بغضب شديد رفعت السكين دون تردد وغرزته
اغمض عيناه ولكنه لم يصبه شئ وجد السكين بجانب رأسه ف الحائط وهى ليست موجوده ابتسم مندهشا قائلا : ما هذا الجنون .. انها غير طبيعيه .. يا الله .. الن قلبها ف انا متعب يا الله
جلسا جميعا حول الطاوله ف جلس عمر بالقرب من صالح .. واخذا يتهامسان وهى تنظر اليهما خلسة وقد فاض غضبها قال عمر : حور
التفتت اليه قائله بغضب : سيده حور ايها الطبيب المدلل
لم يلتفت لكلماتها بينما قال : عمى يريد ان يقول لك شيئا .. ولكن دعينى اولا اخبرك شيئا .. مال قليلا نحوها قائلا هذا الطبيب المدلل خسر كل اسرته امام عينه والده ووالدته واخته .. هذا الطبيب المدلل يظن انه كانت تسرق سنين عمره وهو معهم وان لا يدلل اهون من ان يعيش ساعة من دونهم ..
كان حديثه اشبه بالهمس ..اصاب قلبها بخنجر ربما تسرعت فى التهجم عليه لكنها غاضبه .. فيمن ستخرج هذا الغضب ..
اخذ المحامى وخرجا لكى يوصل المحامى وسيعود عند المساء .. قبل خروجه حمل حقيبه من حقائب التسوق ووضعها امامها .. هذه كانت لأمى يا حور ولا تليق بأحد من النساء بعدها سوى بك ..
نظرت اليه وكأن لسانها عقد ثم ردتها اليه قائله بجفاء لكن صوتها مهتز كأنما تتردد ف معاملتها قالت :لا اريدها واذا اردت انا لا احب الهدايا ولا احب ان يحضرها احد الى خصيصا الغرباء
عمر : وهل انا غريب يا حور ..
وضعت السكينه بغضب شديد على الطاوله ثم قامت بالدخول الى غرفتها .. ربت صالح على كتف عمر قائلا اعذرها يا بنى ف تلك السنين زرعت بداخلها ما لا يمحى بهذه السهوله
ابتسم عمر ابتسامه باهته : لا يهم يا عمى .. انا لدى دراستى لا استطيع ان آتى كثيرا لكن ساتى لرؤيتك كلما استطعت .. بالمناسبه قدمت لحور ف الثانويه تستطيع ان تبدأ مذاكره من الغد حتى تذهب للامتحانات .. فى هذه الحقائب توجد الكتب الخاصه بالفصل الدراسى الاول للصف الاول الثانوى .. وفقها الله
ابتسم صالح ..: و وفقك يا بنى .. لا تقلق س تمر من كل هذا وسيلين قلبها
ودع عمه ورحل .. فى كل مره حين نريد شيئا علينا ان نحارب .. ان نقطع الطرقات وان نكسر اى حدود حتى نجتمع بمن نحب .. وعلينا ان نكون نحن
دخل صالح الى غرفة ابنته وجدها تبكى كما لم يرها من قبل .. كانت تظهر فى كامل قوتها ولا تسمح لاحد بان يراها لكن لا مفر .. فزع وجلس الى جوارها احتضنها قالت :لماذا يفعل بى كل هذا .. انا لا اريد منه شئ انا اكرهه هو غريب وسيظل دائما هكذا لماذا يعاملنى بلطف .. انا لا اريد منه شئ وحتى لا اريد ان اراه .. ايظن انى سأخضع له بمجرد ما رد الى حقى ام ماذا يريد ..
ظلت هكذا تصرخ وتبكى غاضبه حت غلبها التعب وهى فى حضن ابوها ف نامت ونام هو الى جوارها ..
لم يقم بتهدئتها هو يريدها ان تفرغ كل غضبها من عمر .. عمر اشترط ان يرد الحق ويريحها مقابل ان يأخذها .. لم يكن بيدى سوى ان يجعله يرده لها بأى مقابل وهو يعرف انها رغم كل هذا الغضب ف هى تميل اليه
عاد عمر الى المنزل وما ان دخل وجد اعمامه محمد ومصطفى قال محمد :انت ماذا فعلت ؟!
عمر : فى ماذا
مصطفى : اهل تمزح معنا .. اين كنت وماذا فعلت
عمر : وماذا يخصكما فيما فعلت .. هذا مالى وانا اتصرف فيه كيفما اشاء
محمد : لكنه ما تركه لنا ابونا
عمر : كل منكم اخذ حقه .. ماذا تريدون منى ..
مصطفى : انت تعلم جيدا انا لا نريد ان نعطى ل صالح اى شئ ..
عمر : لم اعطه من مالكما .. انه مالى انا و والدى
ادركا انه لا مفر منه ولا فائده سيتجادلو بلا فائده لذا رحلو لكنهم كانو غاضبين منه
توضأ وقام باداة فريضة العشاء ثم صعد الى غرفته ونام .. ما ان وضع رأسه على وسادته حتى غزاه التفكير .. انها حور .. عيناها زرقاوان كأنهما ثقب جمع كل الازرق ف العالم .. عنيفه قليلا وهنا تذكر طريقة حديثها ف المطبخ .. هناك شئ يجذبه نحوها لا يعرف ما هو ،، يشعر انه رأها من قبل انها .. كيف عقد امى لا يليق سوى ب ضحى ولكن .. اين هى الان اطلق تنهيده ثم رحل ف النوم وهو مبتسم
فى اليوم التالى فتحت عيناها لتدرك ما حدث مساء امس حزنت لان والدها رآها هكذا لكنها لم تستطيع ان تصبر اكثر وذلك الطفل يثير غضبها فى كل فرصه تأتى له .. نهضت من سريرها قامت بتمشيط شعرها .. وخرجت لتحضر الافطار وجدت ان الصالون ليس فى حالته جراء ما حدث الامس ف اخذت ترتب فيه .. وقعت عيناها على اوراق على الكرسى الذى كان يجلس عليه ف مسكتها وجدتها اوراق التقديم لتكمل تعليمها فتحت باقى الحقائب لتجد الكتب .. كانت السعاده تغمرها كما لم تزورها قبل .. ادخلت الكتب الى غرفتها سريعا وعادت لتنهى اعمال المنزل وتحضرر الافطار ثم تبدأ دراسه .. خرجت من غرفتها سمعت طرقات على الباب ..ارتدت حجابها اولا ثم فتحت لتجد سيده تجاوزت الخمس واربعين عام والسائق الذى جاء مع عمر بالامس .. قالت :خير ؟!
ردت السيده : انا زهره .. انا من ربيت عمر ..
همست بصوت مسموع حور : وهل هذا مر على تربيه
ضحكت زهره والسائق .. ثم قالت : عمر ارسلنا الى هنا وطلب منا ان نعمل معك .. اذهب انت الى السيارة يا عبد الفتاح .. دخلت دون اذن واغلقت الباب ..
قالت حور من فورها : انا لا اريد احد .. انا استطيع ان اتكفل بمنزلى وحدى
امسكت المرأه معصمها بصوره مضايقه ثم قالت : امك كانت صديقتى المقربه قبل ان تتزوج من ابيك وانت الان لديك دراسه اتظنى انى سأتركك هكذا .. انا هنا لست خادمتك انما سأقوم بدور امك الى ان تنهى دراستك هيا الى غرفتك تبقى شهر واحد على الامتحانات عليك الاستعداد وانا سأرتب ما تبقى هيا ..
 افسحت لها حور المجال .. ودخلت غرفتها اخبرت والدها بما حدث قائله : وماذا عن عمر هل سيعيش بدونهم فى ذلك المنزل .. ربما اصابه مكروه يا ابى وقد اعتاد على وجودهم
ابتسم صالح قائلا : لا اعرف يا ابنتى ايضا انه معتاد جداا على وجودهم كما ان زهره بمجرد ما عرفت انهم وجدوك اصرت ان تكون هى معك هى والسائق ..
ازدادت حيرتها .. : وما الحل يا ابت .. هو ايضا يدرس ..ويحتاج لاحد يرافقه ..
صالح : لولا انى اعرف قدر غضبك منه ل كنت اقترحت ان يحضر .. ويقيم معنا الى ان تنتظم الامور فقط ونستطيع اقناع زهره
استغل انشغالها بالكتب ليضرب ضربته هو يعرف انها ستوافق على اى شئ مقابل ان يتركها لتذاكر ف كم اشتاقت .. قالت : حسنا يا ابى افعل ما تريد .. لكن اتركنى الان قليلا لانهى دروسى لليوم
ابتسم وقد اخذ منها ما يريد ثم خرج سبحان الله كيف يبدل الله من حال الى حال ..
كانت بالامس تحمل خيباتها لتذهب الى عمل لا يليق بها لتجنى بعض اموال لا تكفى حاجتها واليوم هى حتى لا ترتب منزلها .. غرقت فى مذاكرتها لا بد ان تنهى كل المنهج فى شهر واحد .. رتبت جدولها حتى تنجز مهمتها ثم بدأت ..
وهى مستغرقه فى مذاكرتها غلبها النوم دخلت زهره تحمل كوب عصير رأتها تنام على المكتب ايقظتها ونقلتها الى السرير  وهى مبتسمه
استيقظت ف اليوم التالى على صوت ضجيج كبير .. ارتدت ملابسها و وضعت حجابها ثم خرجت لتجد عمر امامها وهناك عمال يدخلون فى اثاث الى غرفه فى منزلهم لم يكن يقطن بها احد .. انها مقابله لغرفتها : ماذا يفعل هذا هنا يا ابى
عمر : ماهذا يا عمى لم تخبرنى انها موافقه ان انتقل الى هنا
صالح : بالفعل يا بنى فعلت هذا .. كيف نسيتى ي ابنتى
نظرت لهم وتذكرت ان والدها سرق منها الموافقه وهى غارقه فى المذاكره ليلة امس ف نظرت له معاتبه وتوجهت ناحية المطبخ .. اوقفتها زهره .. : انت لديك الكثير من المذاكره كما انك لم تنهى ما عليك بالامس اسفه لن تخرجى من غرفتك حتى تنهى مذاكرتك هيا ..
نظرت اليها متعجبه : وانا اريد ان اكل .. الغذاء مهم لى
ابتسمت قائله :سأعد لك الفطور وادخله لك .. هيا ادخلى
قاطعهم عمر وكان يريد ان يمضى وقت اطول معها .. : يا ماما زهره هلا تحضرين الافطار لنا سويا بعدها سأذهب لكليتى وهى تذاكر .. وضع يده فى جيبه ونظر ل حور قائلا : ومن ثم اذاكر انا ل حور دروسها الصعبه
احمر وجه حور غضبا لكنها الان لا تستطيع ان تعارضه ف هو سيسكن معهم والمفترض انها موافقه
قالت دون ان توجه كلامها له : خالتى زهره انا فى غرفتى يمكنك ان تحضرى لى الفطور هناك .. اعتدت ان افطر وحدى
ابتسم عمر وذهب الى زهره همس فى اذنها بشئ وخرج من المنزل ..اطلقت زفيرها ودخلت الى غرفتها بعدما القت تحية الصباح على ابيها ..
مر الشهر .. كان شاقا ايضا على عمر فهو مضغوط من الامتحانات والمذاكره .. والحياة الجديده تحتاج الكثير من الوقت حتى نتأقلم عليها ..
اما عن حور فلم ترفع عيناها من الورق والكتب تذاكر بنهم مشتاق كأنها ستنسى كيف تكون المذاكره وايضا كانت مضغوطه جداا ف الحياة الجديده تحتاج الكثير الكثير من الوقت ل نتأقلم عليها
لم يلتقيا كثيرا خلال هذا الشهر ف كلا فى غرفته يتابع مذاكرته سوى وجبة الغداء التى تجمعهم ك اسره واصر عمر ان تجلس. معهم زهره ليكتمل المشهد الاسرى .. وكانت حور فى هذه الاثناء هادئه تماما .. قلما تتحدث عقلها فى عالم اخر
اليوم الاول للامتحانات كان شاق جداا كانت متوتره الى اقصى مدى .. لم تحل بشكل مثالى ف عادت الى المنزل وفى زاويه حول المنزل هناك موضوعه اريكه جلست عليها وظلت تبكى وتبكى .. بالمصادفه كانت هذه الاريكه تحت شباك غرفة عمر .. قاطعه الصوت اثناء مذاكرته ف نظر ليجدها ّ.. ذهب اليها دون تردد .. جلس الى جوارها قائلا : ماذا حدث
توقع ان تعارضه وتدفع به بعيدا عنها لكنها لم تفعل .. ازدادت دموعها انهمارا وقالت :لم اجيب جيدا ف الامتحان .. لم اعد استطيع ان افعل هذا .. قالت بانفعال .. كنت .. كنت متوترا جداا كان كل من حولى صغار يا عمر .. انا لابد ان اكون فى مكان اخر الان .. لابد ان اكون طالبه جامعيه ولست فى الصف الاول الثانوى ..
اجاب: ولكنه حدث .. نظرت اليه متعجبه من رده ف اكمل : حدث يا حور وانت الان ف الصف الاول الثانوى ذاكرتى كثيا وتعبتى .. رجاءا يا حور .. ارجوكى لا تفعلى .. اكملى طريقك .. انت بقوتك لا يهزمك ابتلاء ك هذا .. التوتر شئ طبيعى لكن عليك ان تتعاملى معه بحكمه حتى تتغلبى عليه .. ما الماده التى ستمتحنيها غد ..
اجابت وهى تمسح دموعها : الرياضيات ..
عمر: حسنا هيا .. نتناول طعام الغداء واحضرى لى الكتب وسننهى امرها اليوم .. ما رأيك
*لكنك عندك مذاكره
_ لا تقلقى انا لدى وقت .. لو سمحتى لا تردينى
* حسنا
اجتمع الجميع حول طاولة الغداء .. سألها صالح عما فعلته ف توترت ف الرد .. هى غير معتاده على هذا الشئ ..
 شعر عمر بتوترها ف اراد ان يرفع عنها ااحرج ف اجاب : مازالت غير معتاده يا عمى على هذا الشئ .. لكنها ستعتاد مع الوقت .. لا تقلق انا لن اتركها س اذاكر معها ما تريد
شعرت حور انه استضعفها ويمن عليها بما سيفعل سيتقدم عنها خطوه ف قالت : لا يحتاج الامر كل هذا يا دكتور ببساطه انا لم اجيب جيدا ف الاختبار يا ابى .. ارأيت يا عمر بهذه البساطه كما انى لا احتاج لأحد .. سأتجاوز هذا وحدى ليست المره الاولى التى اواجه وحدى .. الحمد لله
نهضت دون ان تنتظر رد من احد .. نظر تجاهها عمر بخيبة امل حتى دخلت غرفتها ..قال فى حزن كأنما يتحدث الى نفسه : انها لن تلين ابدا .. الحمد لله ..
قام ايضا دون ان ينتظر الرد دخل غرفته ..
قال صالح : يا اسفى عليهما .. حزين جدا من اجله .. لكن ما رأته ابنتى ليس بالهين
ردت زهره : سينتهى كل هذا ولكنه فقط يحتاج بعض الوقت اتركها على وانا سأحلها ..
مرت ايام الامتحانات سريعه كانت متوتره جدا ايضا لكنها تقاوم حتى تصل
ربما رغم كل الخلل الذى يحدث ف حياتنا وكوننا لا تسير فى نمط طبيعى علينا ان نقاوم .. نقاوم حتى نكسر كل الحدود .. حتى نعود على الطريق لان الضلال لم يخلق لنا
عادت اخر يوم من الامتحانات دخلت غرفتها فى عجاله واغلقت الباب خلفها جلست على سريرها وظلت تبكى .. كيف ينتهى الامر بهذه السهوله وكيف نعيش حيث لا ننتمى وكيف نتأقلم على هذا
دخلت زهره .. جلست بجوارها وضمتها .. امسكت بيدها وبدأت تحكى :منذ اربعة سنوات .. اراد السيد عاصم ان يذهب ف نزهه هو واولاده وزوجته فريده هانم كانو قمه ف السعاده ارادت فريده هانم ان اذهب معهم ولكنى كنت متعبه لا اقوى السفر .. كما ان زوجى كان مريض .. ذهبوا .. وهم ف الطريق استطدم عاصم بيه بسياره كانت امامه .. هذا لم يضره فى شئ انما كان الضرر الاساسى فى انحرافه المفاجئ على الطريق .. جعل سياره اخرى تصدمه بعد ما يقرب من النصف ساعه .. فتح عمر عيناه ليجد انه على الطريق بعيدا عن السياره وامه وابوه واخته الصغيره قد اخرجوهم من السياره لكن جراحهم كبيره .. هرع اليهم حاول ان ينقذ اى شئ .. جائت سيارة الاسعاف ونقلتهم جميعا الى المشفى .. دقائق وسمع خبر وفاة امه .. بعدها وفاة من تبقى من اسرته .. عاد يومها الى فراشه .. كان مستلقيا كما وجدتك هكذا .. لم يسمح لاحد بالحديث معه ولم يتحدث الى اليوم ..
تذكرت هذا فقط حين وجدتك مستلقيه هكذا .. على كل سأذهب لاعد العشاء وانت امسحى دموعك هذه واستعدى ولا تبكى مره اخرى رجاء
*حسنا ..
قبلت وجنتها وخرجت .. تركتها تصارع .. قلب وعقل .. القلب لا يريد ان يجفى ولكن العقل يعرف ما عاناه هذا القلب ولا يريد ان يحدث له ما حدث مرة اخرى .. نهضت من فورها بدلت ملابسها وخرجت الى غرفته دون ترتيب حتى للحديث .. طرقت الباب وانتظرت مده بعدما اتاها الرد تأخر قليلا ثم فتح .. وجدت اثار غضب وحزن على وجهه وبعض الدموع التى لا نتحكم بها لم تعرف ماذا تقول ف ابتسمت قائله : مساء الخير
___________________
رد غاضبا : اهل اتيت حتى تفرغى غضبك فى مثل كل مره .. ان كنتى اتيت لهذا ف اعلمى انى لست فى حاله مزاجيه تسمح لهذا والافضل ان تأتى مرة اخرى ..
هم ان يغلق الباب لكنها دخلت مسرعه و وقفت امامه قائله فى هدوء : اتظن انى سيئه لهذه الدرجه
رد فى دهشه : ليس اليوم
قالت فى حنو : ولماذا ؟!
رد فى دهشه اكبر : ماذا تقصدين .. ؟!
قالت : اقصد لماذا الحزن .. ولماذا الغضب ولماذا اليوم لا تستطيع ان تستمع الى ولماذا اثار الدموع
نظر اليها قليلا تأملها ثم قال : تزوجينى يا حور
ابتسمت قائله : لم اكن اعرف انك بهذا الجنون
بدا عليه الانزعاج قليلا ف قالت : انا احب المجانين
قال مبتسم : اذا انا مجنون
قالت : ولهذا انا احبك
_____________
: انتبه على صوتها وهى تقول : عمر اقول لك مساء الخير فيم شردت ..
*هاه .. انا هنا ، تأملها قليلا وتأمل المكان ادرك انهما مازالا امام الباب وانه لم يتفوه بكلمه قال :مساء الخير .. عساه خيرا .. اهناك مشكله ..
تعجبت . وشعرت بالاحراج ف قالت : لا لا توجد مشكله .. اعتذر ربما اتيت ف وقت غير مناسب ..
همت ان ترحل لكنه اوقفها : لا لا .. وقتك مناسب .. توتر قليلا لكنه اكمل : انها الامتحانات اعذرينى غرفتى ليست مرتبه .. لكن تفضلى ..
قالت : لا داعى .. كان ابى يود ان يطمئن عليك .. انت بخير اليس كذلك ؟!
ابتسم قليلا قائلا : نعم انا بخير .. لست بخير تماما ولكنى سأكون ..
قالت : وكيف حال المذاكره .. اقتربت امتحاناتك اليس كذلك
قال : نعم اقتربت ولكنى تممت امورى ف المذاكره .. لا تقلقى على
قالت لتضيع امله : ولما اقلق عليك .. ابى من اراد ان يطمئن .. وانا اردت ان اضيع بعض الوقت
ابتسم وقد تمكن منها ف قد كان مع ابيها قبل مجيئها بساعه واحده واطمئن منه ف قال : لا بأس .. متى اردتى ان تضيعى وقت انا هنا
قالت : وانا وقتى ثمين للغايه لذا لا تتأمل كثيرا ما حدث كان طفره .. بعد اذنك ..
تركته فى حيرة ورحلت .. يا الله ما هذه الفتاه .. تعطينى املا ام تقطعه .. تود ام تهجر .. مجنونه انتى يا فتاتى ولكن قريبا سأعلمك كيف تفعلين هذا بى ..
بدأت امتحاناته .. وكما المعتاد فى هذه الفتره ضغوط و عناء .. وهنا نوع فريد من الطلاب اضف الى الضغط والعناء التوتر والامتناع عن الاكل وعن كل شئ .. حتى ينتهى .. وكانت فترة الامتحانات طويله .. وممله حتى وان كانت امتحانات غير رئيسيه ف الطبيعى فى كلية الطب ان الطلاب يقيمون الاختبار فى نهاية العام ..
وفى احد هذه الايام نست حور ان ترتدى حجابها كما انها لم تكن تتوقع انه بالمنزل خرجت من غرفتها لتطمئن على ابيها .. وهى تمر بغرفة المعيشه وجدته منكب على الطاوله غارقا ف النوم .. اقتربت منه .. وهى تنظر اليه والى السكين الموضوع على طبق الفاكهه .. امسكت بالسكين فى يدها وظلت تفكر .. هل ان قتلته يرتاح قلبى ؟! .. ام ان قتلت نفسى يحدث هذا
قالت بصوت مسموع وقد وضعت السكين فى مكانه .. انت مصيبة رأسى يا هذا .. ليس اليوم فقط ولا امس .. سقطت دموعها .. بالطبع انت لا تذكر شئ يا عمر .. لكنى اذكر كل شئ كيف انسى .. اجمل ايام حياتى كانت معك .. ولكن حياتى بسببك اصبحت جحيم
*بدأ يستعيد وعيه ف ركضت مسرعه ودخلت غرفتها لتكمل بكاء .. امسكت بيدها الحقيبه التى كانت تحمل عقد والدته واخرجته من الحقيبه وتذكرت .. حين كانت ف الصف الثالث الابتدائى .. وكان هو معها لم يتعرفا على بعضهما فلم يذكر احد منهم امام الاخر اسم عائلته .. وكان الجميع ايضا ينادونها ضحى .. لانها كانت تحب هذا الاسم .. لم تكن تدرك مدى جمال اسم حور .. كانت حالة والدها الماديه حينها لا بأس بها تذكر ذلك اليوم الذى رأت امه فيه .. كانت قد حضرت لتستأذن له .. وكانت ترتدى هذا العقد .. لفت حور جداا حينها قد كانت تحلم ان ترتدى مثله فى اى يوم .. وحين اخبرت عمر بهذا قال لها : ان هذا العقد لا يليق ب احد بعد امى سواكى ..
بعدها تدهورت الحاله الماديه ل صالح واضطر ان يجعلها تحول من المدرسه الخاصه الى مدرسة عامة الشعب
قالت وقد اعادت العقد الى مكانه .. تغيرت ملامحى يا عمر وتغير اسمى .. لا الومك على نسيانى .. ولكنى لا اتحمل كل هذا .. مهما كانت بساطة الحياة .. ما عشته بعدك وما عشته بسببك لا ينسى بهذه السهوله ..
*بدأ يستعيد وعيه ف لمح طيفها وهى تجرى .. ف ابتسم ولكنه شعر بالضيق .. كان عليه ان يبقى فى غرفته .. هو ليس وحده الان ف المنزل لكن حور ايضا هنا .. جمع اغراضه ودخل غرفته .. مرت هذه الفتره بكل ما تحمل من عناء .. ولعل كل الفترات المحمله بالعناء تنتهى هكذا فقد تفوقت حور ف امتحاناتها مما ادهش الجميع حتى عمر لم يكن يتوقع هذا قال وهم على طاولة الغداء : ماذا .. خسرت عشرة درجات فقط .. وكنتى تبكين و وتحزنين .. شعرت انك سترسبين يا حور ..
قالت بغضب : طيلة سنين دراستى لم اخسر هذه العشر درجات كيف تستهين بها الى هذه الدرجه .. ارتفع صوتها فلم يكن احد بالغرفه غيرهما .. انت لا تعرف شئ عنى اتظن انى فاشله .، انا كنت الاولى على المرحله الاعداديه .. واليوم اخسر الدرجات هكذا ف الهواء .، اتظن الامر بالهين يا هذا ..
نظر لها غير مصدق قائلا بهدوء ليمتص غضبها : انا حقا لم اقصد اى من هذا .، كنت امزح فقط ..
* وهل تعرفنى اصلا ل تمزح معى ..
دخل صالح مسرعا على صوتهما : ماذا حدث
قالت حور : حدث يا ابى ان الطبيب المحترم يسخر منى .. يظن انى لا افهم شئ ف التعليم
عمر قال بنبره غاضبه ليسيطر على الوضع : انا لم افعل هذا اهدأى قليلا .. انا كنت امزح معها فقط وان كان الامر هكذا لم امزح معك ثانيا ..
قالت وقد هدأت قليلا : اعتذر .. فهمت خطأ .. لا تؤاخذنى ..
 تقبل اعتذارها وانتهى الشجار بينهما .. كانت ايام روتينيه قليلا .. هى تذهب لتزور زميلاتها .. وهو يجلس مع عمه ليحكى له عنها اكثر .. كانت تعود باكرا .. وتجلس لتشاهد فيلما كل مساء والمسلسل الذى تتابعه ثم تنام ..
خرج من غرفته يوما كانت الساعه التاسعه مسائا توقع ان يجدها امام التلفاز فى غرفة المعيشه ولكنه وجد صالح قال صالح : اها وانت ايضا ستخرج اليوم وقد ارتيدت ملابسك الى اين العزم ان شاء الله
رد متعجبا : سأتمشى قليلا ولكن .. من سيخرج
قاطعهم دخول حور ارتدت فستان رائع .. بل اكثر من رائع و وضبت حجابها ليكتمل جمال المظهر قالت : انا جاهزه يا ابت لن اتأخر .. اعدك بهذا
صالح : فى امان الله ي ابنتى
عمر : اعتذر على التدخل لكن الى اين انت ذاهبه
ابتسمت قائله:  الى عرس صديقتى .. دعنى لا اتأخر
عمر : سأذهب معك ..
توقفت قائله : على اى اساس ان شاء الله
صالح: انا من طلبت منه يا حور .. تأخر الوقت كما انه لا يخرج من المنزل .. غيرا اجواء المنزل
التقطت انفاسها دون غضب قالت : حسنا كما تريد يا ابى .. هيا يا دكتور
خرجا سويا وركبا السياره قطع الصمت قائلا : شكرا لك على موافقتك .. ما كنت اعرف الى اين سأذهب
حور: الا يوجد لديك اصدقاء
عمر : لا لا يوجد لدى اى احد حتى اعمامى قاطعونى ولم اعد اذهب لملاقات نهى
رفعت حاجبها مستنكره ايذكر اسم اخرى امامها قالت : لا بأس .. جمعكما الله على خير
ابتسم قائلا : نها عندها ثمان سنوات .. ولكنى احبها بشده
عادت راحتها اليها قالت : ادام الله الوصل بينكما
توقف السائق امام القاعه المقام بها العرس نزلا سويا .. منذ الدلوف من باب القاعه تحرك ما بداخله ناحية حور ..اراد ان يمسك يدها كما فعل العرييس مع عروسه لكنه لم يستطيع اندفعت حور تجاه صديقاتها ف هى رغم بعد العلاقه بينهم وسطحيتها الا انها تحبهم جلس عمر على طاوله وعادت هى بعدما سلمت على صديقاتها بجواره قائله فى سعاده : اسعد الله ايامهما واتمها عليهم بالخير .. عقبالك يا عمر
قال: انا جاهز لكن العروس ..
قالت .. بالطبع لن تجد العروس الى الان سأرشح لك من صديقاتى .. ربما تجد فى احداهن ما تريد
عمر : لكن انا بالفعل وجدتها .. لا احتاج ان ترشحيلى احد
ابتسمت بمكر قائله : حسنا .. كما تريد محظوظ انت .. ليتنى اجد الشخص الذى اريد ما كنت تركته ابدا
عمر : لا تكذبى على نفسك يا حور .. انت لست بالجرأه التى تقولين له الحقيقه .. ولكن عيناك الحلوه تفضحك
ضحكت قائله بتحد : ومن قال لك انى لم اقل له بعد انى احبه
قال بغضب : ومن يكون
قالت نكمل حديثنا فيما بعد ف انا سأذهب الان ..
ركضت ناحية صديقاتها لان العروس ستقوم بالقاء باقة الزهور .. ما ان القتها حتى اصبحت من نصيب حور لم يراها سعيده بهذا القدر من قبل .. يالجمالها حين تضحك هكذا .. عادت وفى يدها الباقه جلست بجواره قائله : امللت ؟!
رد: اريد اجابه من يكون
*مازلت تتذكر
_كيف انسى
* انه ابى يا عمر ..
ارتاح قليلا ثم ظل جالسا لم يقف مجرد الوقوف من مكانه وهى تتحرك بين صديقاتها .. ذهبت اليه قرب انتهاء العرس جلست بجواره قائله : ستظل جالسا هكذا لن تتحرك
*والى اين سأتحرك انا لا اعرف احد هنا ..
ابتسمت قائله : لكن ربما هناك من يعرفك .. اشارت على يمينها ف التفت ليجد فتاه مصوبه نظرها عليه ما ان التفت حتى ارتبكت وتوردت وجنتاها ضحكت حور قائله : ربما ستجد نصيبك اليوم يا دكتور
رد وهذه المره نظر اليها بعمق حتى يحد من تهجمها : اليوم جائتنى اشاره ان موعد زواجنا اقترب يا حوريتى لذا لا تتهربى
نظرت له بحده ثم قالت بهدوء وتحد : حتى فى احلامك لن يحدث هذا ..
وقفت مجددا ولكن هذه المره لتودع صديقاتها والعروس قبل ان ترحل عادت اليه قائله هيا لنرحل ابتسم ثم وقف وقفت الفتاه ايضا وكانت تتابعها حور دون لفت الانتباه اقترب من عمر بعدما خرجا من باب القاعه نادت عليه ف توقف هو و حور .. قالت الفتاه : كيف حالك يا دكتور عمر .. انا هند زميلتك ف الكليه
مدت يدها لتصافحه .. ارتبك ف هو لا يسلم على احد باليد كما انه لم يتعرض لموقف هكذا من قبل ف تقدمت حور وامسكت بيد الفتاه وانا حور ابنة عمه ،ثم همست لها بصوت مسموع ، اعذريه ف هو معقد قليلا لا يمس من لا تحل له
شعرت الفتاة بالاحراج من اسلوب رقيه ف اعتذرت ورحلت .. ابتسمت حور قائله : لا داعى لان تشكرنى لانى انقذتك من هذا الموقف
ابتسم ثم اكملا طريقهما .. كان عمر قد ارسل السائق الى المنزل لانهما سيتمشيان الى ان البيت .. ساد الصمت لوقت قطعه هو قائلا : ما رأيتك من قبل سعيده مثلما كنت سعيده اليوم وانت تلقفين باقة الزهور ..
ابتسمت قائله : ولما لا رزقنى الله الحظ الطيب انها رائعه حقا .. وانا احب الزهور
قال : تحبين الزهور ام انك تحلمين بالفستان الابيض
شردت مبتسمه قالت : واى فتاة لا تحلم به
*اذا تقرين انك تريدينه يا حور
_ولما لا .. ساخبرك سر كل الفتيات فى هذا العالم تحلم بالفستان الابيض وتحلم بالفارس الذى سيأتى ليغير حياتها .. هناك من يصاحبها القدر ل تصل لما تريد وهناك من يقدر الله لها ان تكون مكافأتها ف الجنه .. ايضا هناك من تتصنع انها ليست بحاجه لاى احد وهناك من تخفى هذه الحاجه بداخلها .. يجهلون انها فطره فطرنا عليها ..
*اذا تحلمين بالفارس يا حور ..
_لما لا
*وجدتيه
_لماذا تسأل ..
*اريحى قلبى رجاء
_انا لا اريد ان يرتاح قلبك .. دعه يتعذب هكذا
*كفاه ما فعلته به الدنيا اليس من حقه ان يرتاح ..
_ وانا متى ارتاح قلبى يا عمر .. اتظن انك عانيت .. قل لى اذا ما معاناتك ان فقدت اسرتك وغدوت وحيدا ماذا عنى .. الم افقد اسرتى .. الم افقد امى واكون انا السبب فى فقدها لو كنت وافقت كانت امى على قيد الحياة الان .. تقدم احدهم ليتزوجنى مقابل ان يوفر علاج ومصاريف والداى .. وان يرحمنى من عناء العمل .. واكمل دراستى .، بالطبع انت تقسم الان انى غبيه لانى ضيعت مثل هذه الفرصة من يدى .. كان عمرى ستة عشر عام وكنت سأكون الزوجه الثالثه .. اترى فى موقف كنت .. كدت ان اوافق لكن امى اقسمت ان فعلتها ستقتل نفسها .. ف امتنعت .. انت عانيت وكنت تنام على سريرك وانا عانيت وكنت مجبره على العمل على الوقوف طيلة النهار .. على تحمل كلمات الناس على وانا اعمل .. صادقت قاطعى الطرق حتى اكون بامان وانا اعود ليلا الى المنزل .. قل لى يا عمر .. تريد ان يرتاح قلبك بهذه البساطه .. لا لن افعل .. اقول لك شئ هنيئا لك افسدت على فرحتى
كانا قد اقتربا من المنزل ف اسرعت الى الداخل وهى تبكى .. دخلت الى غرفتها واكملت انينها ف حين بات هو الاخر ليله حزين على ما اصاب قلبها و ما عانته
وفى اليوم التالى
كانت لم تعد بعد وزهره كانت ف المطبخ تعد العشاء ف دخل عليها مبتسما .. : اشتهيت الطعام يا زهرتى ..
قالت زهره : يا ليت حور هنا حتى اسمع منك كلمة امى ..
*وماذا فيها الجميع يعرف انك رضعتنى  وانت تعنين لى هذا لكن اعتدت ان اناديكى زهره الم تعودينى على هذا
ابتسمت قائله : نادنى ما شئت يا حبيبى
_لا اعرف متى سأسمعها من حور .. اتعبتنى هذه الفتاة ..
سحب خيارة وبدا ياكلها ..
قالت زهره : يعنى انك لا تكتفى بى ايها المدلل
ضحك قائلا : لا اقصد هذا بالطبع.. اتعرفين شيئا .. انا مندهش قليلا مما يحدث
زهره : وماذا يحدث ؟!
عمر : انه شئ بداخلى .. منذ اللحظه التى رأيتها .. شئ قديم ربما تحرك بكل قوته .. لا يجوز ان يقع احد ف الحب بهذه السرعه .. انا اشعر انى اعرفها ..
زهره : ربما تقابلتما ولم تتحدثا وانت لا تذكر
عمر : لا اعتقد هذا انا اعرفها .. شئ بداخلى يخبرنى هذا ..
ابتسمت زهره : انت تحبها الى هذه الدرجه يا عمر
*واكثر .. واكثر بكثير
اخذت منه الخيار .. : اخرج من هنا يا عمر ..
_لماذا ..
* هكذا .. ستشبع الان وتقول لى انا لا ارغب ف الاكل مثل كل مره .. وحينها لن تر منى الخير
قال وهو مبتسم : ولكن فاتح شهيتى يسكون معى على الطعام كيف لى ان لا آكل
* لن تكملها ايضا ..
قاطعهما صوت صالح يستدعى عمر ف ذهب .. فى هذه الاثناء دق الباب طرقات غير معتاده ف ذهب عمر ليفتح .. وجد نهى ابنة عمه محمد الصغيره احتضنها وحملها من على الارض ف لديها ثمان سنوات فقط  واحتضنته بشده قائله : لماذا تغيب عنى هكذا يا عمر .. انا اشتاق اليك .. لا تتركنى وحدى ..
عمر : لا تحزنى رجاء .. سأزورك يا صغيرتى
قبل وجنتها وجد عمه محمد يقترب عليه ف حياه واستقبله .. وادخله غرفة الضيوف ثم ذهب الى غرفة عمه اخبره بان محمد هنا ويود ان يتحدث اليه ف استند عليه صالح وخرج اليه ..
كانت قد حضرت له زهره القهوه وقدمتها له .. دخل صالح ف صافحه بتكلف قائلا : هلا تركتمونا على انفراد هيا يا نهى .. الم تشتاقى ل عمر .. اذهبى واجلسى معه حتى انهى حديثى مع السيد صالح
هم عمر ان يعترض لكن اوقفه صالح واشار له ان يخرج ف خرج ..
بدأ محمد بالكلام من فوره : هنيئا لك يا صالح .. اخذت كل شئ و وصلت لما تريد .. ولم تكتف بالاموال فقط وانما اخذت عمر ايضا .. والى اى مدى تريد ان تصل هل الى ان تجعل ابنتك تسرق عقله لتأخذ باقى الثروه لك ؟!
ابتسم قائلا بفخر : ابنتى !! انت لا تعرف كيف تربى رجال لاتحدث عن ابنتى ف تفهمنى .. انا لا اضع خطط يا محمد .. انا اردت فقط ان اساهم بأى شئ لازيل العناء عنها .. كما اننا لم نسرق ولم نأخذ شى ليس من حقنا انه حقى فى ميراث ابى .. وعمر هو من طلب منى ان ينتقل الى هنا .، كما انه هو من اشترط ان يرد الحق مقابل ان يتزوجها
محمد : اتصدق ؟؟ صدقتك انا هكذا .. عمر مازال صغيرا بالطبع سيصدق الاعيبك انت وابنتك .. الا تخجل من نفسك وانت تعرضها هكذا بلا خجل
دخلت حور الغرفه وكانت حضرت وتستمع الى حديثهم ف توقف محمد عن الكلام قالت : لماذا توقفت عن الكلام .. اكمل حديثك كأنى لست هنا ..
اقتربت منه قائله بغضب : كيف تحكم على ولم تعرفنى .. انت من من الاساس .. وكيف تتجرأ على هذا .. انت لا شئ حتى تفعل ما تفعل الان .. انت لا تسوى ذرة تراب تحت قدم ابى .. هذا العظيم الذى دفع من عمره بل عمره كله من اجلى .. حقا تظن انك تفهم شى ف الحياة .. لو كنت فى منزلى الان ل كنت طردتك منه دون تردد
قال معاندا : طالما انت بهذا الشرف لماذا تقبلين بان يجلس معك ف المنزل شاب يريد الزواج منك
توقع صالح انها ستقتل محمد الان قالت : وما يخصك انت .. انا افعل ما يحلو لى .، طالما ابى يوافقنى ولم اغضب الله .. الان اخرج من هنا ولا اريد ان اراك مجددا .. كما انى سأخبر الخادمه ان تدفع بك الى الخارج اذا اتيت مرة اخرى ..
بمجرد ما بدأت ان تطرده كان حضر عمر .. قال مقاطعا لها : حور ماذا تفعلى .. انه ضيفى ..
قالت بغضب : انه ليس انسان على الاطلاق .. الم تفعل هو من بدأ هذه الحرب وعليه ان يتحمل نتائجها وان كان لا يعجبك الامر فلتغرب انت ايضا
كانت مشتعله وفى قمة غضبها ولكن كلامها ضايق صالح ف قال ليسكتها : يكفى الى هذا الحد يا حور تجاوزتى حدك ..
قالت وكانت كأنها مغيبه : لن اتوقف انا اكتفيت من ايذائهم لى .. ايها الطبيب لتتعلم كيف تنتقى من تحضرهم ضيف الى بيتنا والا لا تحضر .،
صفعها صالح ليطفئ لهيب حقدها ف نظرت له مصدومه وهرولت الى غرفتها ..
قال وهو فى طريقه الى غرفته .. : بعد ان تنهى حديثك مع ضيفك يا عمر .. تعال الى غرفتى اريدك فى موضوع هام

 قام عمر باللوم كثيرا على محمد قائلا له : منعتم ابى من الوصول اليه والان تريدون ان تمنعونى ان اكون معه .. اتعلم انا لم ار فى حياتى اقسى منكم .. بسبب حقدكم خسرت ابنته عمرها .. وزوجته ماتت لانه لا يملك النقود ليذهب بها الى الطبيب .. وابنته .. كانت طفله وتعمل حتى توفر كل هذا حد انها اهملت تعليمها .. الم تسأل نفسك لماذا انتقلت الى هنا .. ولماذا اتحمل جفاء حور .. لان هنا يوجد ونس يا عمى .. هنا حين اختنق استطيع ان اتحدث اليه .. لا يحق لك ان تفعل هذا او ان تعامله باحتقار .. انه اعظم مما تتصور ..
اذهب يا عمى .. ولا تعود وان اردت ان ترانى ف هاتفنى ساحضر اليك .،
خرج محمد وقد ادرك قدر الخطأ الذى ارتكبه .. ويلوم على نفسه .. ذهب عمر الى غرفة صالح .، طرق طرقات خفيفه ثم دخل .،
قال صالح : لا تأخذ بكلام حور .. واياك ان تترك المنزل
عمر : عندها حق يا عنى ما كان يجب ان اسمح له بالدخول وانا اعلم نيته
قال صالح بغضب لاول مره يتحدث بهذه النبره : انتهى  الحديث يا عمر قلت لك لا ترحل .. هيا اذهب لتنام
خرج من عند عمه توقف عند باب غرفته سمع بكاء حور .. توجه نحو غرفتها .. طرق الباب .. لم يأته رد .. شعر بالقلق عليها ف طرق مرة اخرى .. هو يدرك انه اخر من سترد عليه لكنه فقط لا يريد ان يتركها وحدها .. قال : حور .. ارجوكى افتحى .. انا اعتذر منك .. لا تحزنى رجاء .. من فضلك .. اسمحى لنفسك بالهدوء .. لا تضغطى على نفسك ولا تلومى على ابيكى .. اخطأت قليلا فى حق عمى لكن يمكن ان نتجاوز كل هذا .. ي حور .. ارجوكى افتحى
كان العالم هادئا كأنما لا يوجد به ثورات سوى بداخل كلاهما .. تذكر لوهله الحادث الذى افقده حياته هو ايضا لم ينعم مثلما تظن بل عانى حينما اصطدمت السياره ف المره الاولى سقط هو منها خارجا .. فتح عينه شيئا بسيطا ف رأى الاصطدام الثانى للسياره وكم كان مفزع تذكر عجزه عن انقاذ من يحب .، ها هو يعجز مرة اخرى ..
مرور هذه الذكرى على ذاكرته ونشاطها مجددا لم يكن بالهين عليه جلس على الارض .. و وهنت قواه .. وبكى بصمت .. بكى كأنهم ماتو اليوم .. تذكر وامه ممسكه بذراعه وتخبره انه قوى .. وعليه ان يتحمل ..
ابوه وهو ينظر لعينيه بشفقه وحزن وكأنه يقول للعالم انه مازال صغيرا .. وكانما يسأل الله ان لا يأخذه الان .. تذكر صغيرته اسراء وهى تغمض عيناها للمره الاخيره حيث لن تفتحهما مره اخرى ..
مضت الليله وكل فى مكانه حور تبكى على مافعله والدها وهو يبكى عجزه ..
جاء الصباح محملا بكل الرزق فالذى دبره للنيام فكيف ان ينسى من بات يبكى ويناجيه
فتحت حور باب غرفتها وهمت بالخروج لكن اوقفها ما رأت عمر عليه انه ينام وقد ركن رأسه الى بابها ويبدو انه متعبا جداا جلست الى جواره قائله كى توقظه : عمر .. عمر لماذا تنام هكذا .. يا عمر
بدأ يفتح عيناه ببطئ : ماذا يجرى ..
* لماذا تنام هكذا اذهب الى غرفتك .،
_حسنا حسنا سأفعل ..
وقف ونظر اليها قائلا : انت بخير ؟!
تنهدت بوجع قائله : بخير للغايه .. هيا الى غرفتك
حمل نفسه ودخل .. وخرجت هى للحياه تهوى لا تعرف اين ستستقر .. واين ستهدا نفسها .. اخبرت زهره انها ستتمشى قليلا ورحلت .. عند قبر امها .. اخبرتها بكل شئ تحمله فى قلبها ..وقالت وهى فى قمة انهيارها : انا احبه يا اماه .. احبه جداا لكنى لا اعرف كيف اتعامل مع هذا الحب .. قتلت العاطفه بداخلى حين قررت التخلى عن احب الاشياء الى قلبى .. وكان تأمين حياته السبب الرئيسى لهذا ... قالت بوهن ... افسدو على حتى ان اتعلم معنى الحب يا امى .. لا يدعو لى المجال حتى اعيش حياتى بشكل طبيعى .. انا حزينه .. وموجوعه .. اوجعو قلبى ودمرونى وكنت طفله لكنهم جلدونى .. والان يلعنون وجودى .. فيم اذيتهم .. ولم يكرهونى الى هذا الحد .. هذا العالم مخيف يا امى .. وانا خائفه .. هلا احتضنتنى قليلا اريد ان اشعر القليل من الامان ..
مضت اليوم لدى امها تشكى لها الوانا من العذاب الذى تعانيه .. عادت الى المنزل وقد قررت ان هذه الصفعه رغم ما كسرته بها لكنها لا تستحق ان تخسر والدها بل عليها ان تتقدم نحوه وتقبل قدماه ان اراد ليرضى عليها .. ما ان دخلت الى المنزل حتى وجدته مزينا .. تعجبت كثيرا .. دلفت الى الداخل ف وجدت عمر يرتدى بدلة و والدها يستقبل اهل حارته وهم يهنئونه .. فاقت من صدمتها على صوت احد الحضور يقول ها قد حضرت العروس ف لنبدأ بالمراسم ..
جذبتها زهره من يدها وهى فى قمة زهولها واخذتها الى غرفتها واغلقت الباب .. قالت زهره بهدوء: اعلم انك ربما غاضبه .. واعلم انك لست على ما يرام .. لكن اليوم جاء عمك مصطفى الى هنا .. واهان ابوك كثيرا .. لا يصح لشاب غريب ان يجلس مع ابنتك ف المنزل .. وانت تعلمين قدر قسوة هذا على والدك .. تحدثنا اليك كثيرا على الهاتف حتى نخبرك لكنك لست هنا .. حور ارجوك لا تظلمى ابيك ف قدر الضغط الذى وقع عليه اكبر مما تتصورين ..
ردت : انا جلبت العار لوالدى !! اسفى على البشر
رفعت عينها ونصبتها فى عين زهره قائله : وعمر .. لم اره سعيد .. الم ينل ما يريد .. ؟!
ردت زهره : عمر اول من اعترض على هذا هو رغم حبه لك لكن لم يرغب ان يرغمك على هذا .. وهو من يهاتفك منذ الصباح لكن غضب والدك واصراره كان اكبر منا جميعا
قالت بهدوء مما ادهش زهره : وما المطلوب منى ان افعله
ابتسمت زهره قائله : عليك ان ترتدى هذا الفستان .. وان تكونى هادئه تماما ولا تحدثى مشكله ..
ارتدت الفستان بهدوء وكانت جميله فيه حور حقا .. وهل اجمل من الحور .. وقامت بارتداء حجابها .. دخلت زهره مبتسمه واطلقت زغروده هزت ارجاء المنزل .. قبلتها بعد دقائق معدوده طرق باب غرفتها ودخل .. كان جميلا بحق .. سبحان من خلق الجمال للجمال
وكان ممسكا بدفتر فى يده و يضمه الى صدره .. اقترب منها قليلا .. وفتح الدفتر .. اشار على المكان المفترض ان تمضى فيه .. ومد يده بالقلم لها ..
امسكت بالقلم .. ونظرت اليه عيناها تحمل الكثير من اللوم والكثير من الدموع .. والكثير من الحسره فتحت القلم وشرعت ان تمضى .. سحبه بعيدا : لا تفعلى ..
*كيف لى ان لا افعل .. ليس لى اختيار
_انا معك اذا اردت ان تواجههى العالم كله .. ولا تمضى ان كنت لا تريدين ..
اخذت الدفتر منه ومضت .. ظلت ثابته الى ان اخذه وخرج ثم انهارت باكيه .. حاولة زهره تهدئتها لكنها طلبت منها ان تخرج .. خرجت ايضا وظلت حور تبكى وحدها
ظلامنا الذى يحملنا بداخله .. يجعلنا نسلك طرقات لا ننتمى اليها .. يجعلنا نهوى هكذا دون سبب والى اللا اتجاه .. وهذا  ما فعله الظلام فى كلا من حور و صالح و عمر
ذهب رجال الحى من المنزل دخل صالح الى غرفته .. كان غاضبا جداا من كل شئ ومن الجميع لكنه حزين على ابنته التى انطفأت فرحتها لكنه مضطر بعد ما هدده مصطفى بفضيحتها ..
طرق عمر بابها .، لم يأت منها رد ف دخل .. كان حريصا ان لا يخسرها الى الابد كانت تجلس على الارض .. مازالت تبكى .. اقترب منها قائلا  : حور
رفعت رأسها .. وقفت كانت تريد ان تتحدث .. ان تصرخ لكن ..
بدأ العالم يشوش حولها .. بدأت الاصوات تختفى حتى فقدت وعيها وسقطت بين يديه ..
انتهى بهم الحال فى غرفتها .. كانت نائمه على قدم عمر والى جانبها صالح ممسكا بيدها وزهره من الناحيه الاخرى .. والمحلول معلق بيدها ليمنحها القوه .. هى لم تأكل منذ ايام ف هذا طبيعى .. فتحت عيناها قليلا ف وجدت عمر ينظر اليها وابتسم بمجرد ما نظرت اليه ف ظهر شبح ابتسامه على ثغرها .. كانت لها سحرها الخاص .. مما ادى لاتساع ابتسامة عمر ..
بدأت ابتسامتها تتلاشى تدريجيا وتحولت ملامحها لغضب ثم فتحت عينها بشكل كامل قائله : ماذا حدث ..
لاحظ عمر هدوءها كأنما لا تريد ان يعلم صالح انها ترفضه .. قال صالح : فقدتى وعيك ي ابنتى لماذا فعلتى هذا .. لماذا امتنعتى عن الطعام كل هذا الوقت ..
*لا يهم يا ابى انا الان بخير ..
اقتربت زهره قائله : حمدا لله على سلامتك يا حور
_لا جعلك الله الا سالمه يا خالتى
رفعت نفسها قليلا ساعدها عمر جلست ف قالت : هلا وقفت رجاء .. اريد ان انام على الوساده .. اعتدت عليها ..
*حسنا سيحدث هذا ..
وقف وجلس الى جوار صالح وامسك بيدها التى تحمل ابرة المحلول .. حاولت ان تخرج يدها من يده لكنه ضغط على يدها قائلا : عليك ان ترتاحى يا حور .. ارتخى قليلا حتى تستجمعى طاقتك
لم ترد حور وانما قالت : هلا تركتنا قليلا من فضلك ..
قالتها بجفاء .. هم عمر ان ينهض لكنها قالت وقد ضغطت على يده بوهن : لست انت المقصود ..
ترك صالح يدها وقد عرف اى حرب ستخوض .. وكيف ستجعله يندم على فعلته هب واقفا ولم يتفوه انما خرج من الغرفه ..
نظر عمر لها .. بين خوف ورجاء لا يعرف ماذا سيكون صدا ما فعلاه .. ليس بالامر الهين .. قالت : اقترب قليلا يا عمر
هنا اظهر كم هو ابله فلم يعلم ماذا يفعل .. او كيف يصدق ما تقوله هى .. لم تمهله كثيرا سحبته من يده ليقترب .. اقتربت هى من اذنه وضغطت على يده بشئ حاد لا يعرف ماهيته قالت : اقسم يا عمر انى سأجعلك تندم حدا لا تتصوره .. لا اريد ان ارى وجهك وان رأيته فلن اكتفى بقطع صغير مثل هذا ولن يكون لك ولكنى سأؤذى نفسى .. اقسم لك ..
سحب يده مسرعا وابتعد عنها وتبين قطعة الزجاج التى بيدها كانت صغيره .. لكنها المته .. ليس بالزجاج وانما بكلامها قال : وانا ما ذنبى
* اتظن انى بلهاء اتظن انى لا اعلم منذ اللحظة الاولى انك متفق مع ابى ان اكون لك .. وانا لست لاحد .. حتى وانا زوجتك الان لست لك
_ لو كنت اريدك كان من الممكن ان افعل هذا منذ اللحظه الاولى التى رأيتك فيها ..
امسك ذراعها بقوه تؤلمها : اتظنين انى عاجز ان اخذك الى الان .. ان اجعلك طوع لى .. ولكن لا .. انا احبك .. والحب اكبر من ان يفعل هذا بى ويجعلنى اعمى عن ان اراك سوى جسد .. انت غبيه يا هذه ..
*ما شاء الله .. اصبحت تجادلنى الان كما لم تكن تفعل من قبل .. تمتلك قوه وتهددنى ايضا .. وانا منذ اللحظه الاولى من قدومك كنت استطيع ان اجعلك خاتم فى اصبعى .. ولكنى ايضا رفضت .. رفضت لانى...
صمتت ادركت انها ستفضح نفسها الان وستخبره انها تحبه ف توقفت .. وهو فهم هذا حتى وان لم تقلها ف قال بهدوء:.. رفضتى لانك ماذا ؟!
قالت بحده : اخرج من غرفتى ولا تعود .. واسمع ابى لن يعرف شئ من هذا .. سنظهر امامه كأننا متزوجين عاديين الى ميعاد العرس .. ام انك لا ترى فى ما يليق بالعرس
نظر اليها بغضب كان يريدها ان تعترف الان بحبها .. لكنها خذلته اخذ خطواته نحو الباب ثم توقف وقال .. بعد ساعتين سآتى لازيل عنك المحلول .. ثم قال معطيا لها الاوامر : لا احد سوى انا وانت سيعرف انا لسنا على وفاق حتى زهره او عمى
كان هذا ما تريده فأماءت برأسها ..
قال: سآتى بعد ساعتين .. ولا اريد ان ارى هذا الباب مغلق
لم يمهلها مجال للرد ف خرج ورد الباب خلفه
ذهب لزهره طلب منها ان تحضر حساء الخضراوات قالت : ماذا حدث يا بنى .. طمئنى
ابتسم قائلا : الامر تحت السيطره لا تقلقى
ابتسمت متمتمه بالحمد قائلا سأذهب الى عمى اتحدث اليه قليلا الى ان تنهى الحساء
تركها وذهب .. طرق طرقات خفيفه على باب غرفته ثم دخل بعد سماعه اذن الدخول ابتسم قائلا : الله ارسلك الى يا عمى لتعوضنى عما فقدت وارسل حور حتى تكون طيبا ينسينى ما عشته من الم
رغم الحزن والهم البادى على وجهه الا انه ابتسم كأنما نسى ما حدث قال عمر : تقبلت الوضع قليلا .. هى فقط ستأخذ وقت حتى تنسى كل ماحدث .. انت تعلم انها طفله حتى ف اعتراضها ..اخبرنى يا عمى
صالح : ماذا يا بنى
عمر : هل كنتم تنادون حور ب اسم اخر فى طفولتها
صالح : لا .. كنا نناديها حور
عمر : وفى اى مدسة درست ف المرحله الابتدائيه ..
صالح : كانت تدرس فى مدرسه خاصه تسمى ..صمت قليلا كان يتذكر .. تسمى الامل .. ولكنها انتقلت منها بعد مرضى .. لماذا تسأل يا بنى ..
ابتسم عمر بسعاده بالغه ثم قبل رأس عمه قائلا عرفت الان يا عمى ..
قاطعهم دخول زهره تحمل الحساء على صنيه .. وقف عمر واخذ الصنيه وخرج دون اى حديث
 طرق على بابها .. انتظر دقائق ثم فتح الباب ودخل .. ابتسم حين وجد الباب مفتوح
وجدها نائمه وجد شعرها مفرود بجانبها .. وحين رآها بشعرها تذكر كل شئ .. ايقن انها هى ضحى بكل ما تحمل من جمال .. اقترب وبرفق جلس بجوارها على السرير و وضع يدها التى بها الابره على قدمه ازال من يدها الابره ثم قبل يدها ..
ابتسم حين وجد الراحة مرتسمه على وجهها يعلم .. بل يوقن انا مغرمه به ليس لانه مغرور ولكن لانه ذو قلب .. لانه يشعر .. تلك الراحه التى تكون على وجهها عندما يكون بالقرب منها .. نظراتها التى تحكى شيئا له .. لا يعرفه او يعرفه ويفهمه فى كل مره لكنه يريدها ان تقوله له .. ان تحدثه ولو لمره برفق دون ان تظهر عبثا انها غاضبه .. اقترب اكثر من خصلات شعرها و وضع يده على شعرها مبتسما بسعاده .. قال بصوت مسموع : الى متى يا حوريتى .. يا ضحى هذه الارض بعد شروق شمسها .. الى متى سنظل هكذا ..
فتحت عيناها ببطئ ظهر شبح ابتسامه على ثغرها .. ثم اختفى فجأه وتحول لغضب .. نهضت مسرعه ف شعرت بالدوار ف هى لم تأكل شئ بعد اسندت رأسها وكادت ان تسقط لولا تشبثت به .. ما ان تمالكت نفسها حتى دفعته بعيدا عنها .. : انت ماذا تفعل هنا
_كنت ازيل عنك الابره واحضرت الحساء حتى تأكلين ..
جذبت حجابها من ع السرير حتى تغطى شعرها ف ابتسم قالت : لا تظن انه من حقك اى شئ ولا تفكر عبثا اننا سنكون سويا .. انا اكرهك يا هذا .. اكرهك هل تفهمنى
_لا لن افهمك ..
*ماذا ؟!
جلس براحه على الفراش قائلا : ولا اصدقك ايضا
نظرت له بدهشه من كم اللامبالاه التى يحملها .. هل لا يحبها لذا لا يكترث نفضت هذه الفكره عن رأسها قائله : لا يهم .. هاقد ازلت الابره يمكنك الذهاب
*ولكنى اريد ان ابقى .. لا اريد الذهاب ..
نظرت حولها ف وجدت الابره التى اخرجها من يدها للتو امسكت بها و وضعتها على رسغها "الجزء من المعصم الذى يلى الكفة "
توترت الاجواء كثيرا فقد فقد راحته قالت : قلت لك ان اقتربت منى سأقوم بايذاء نفسى ..
قال غاضبا : حسنا كما تريدين يا حور .. انا لا اريد اى شئ منك ولن احدثك مجددا .. استمرى هكذا حتى تجعلينى اكرهك .. وحتى هذه لن اقدر عليها ولكنك لا تفهمين شئ ..
قالت : وانت لا تفهم اى شئ .. اياك ان تقترب منى ياعمر ولا حتى بالحديث
لم يرد وانما خرج من الغرفه .. نظرت ناحية الباب واغلقته جيدا متصنعه انها لم تكترث لما قال .. لكنها تكترث جداا ايمكن ان يكرهها !!
نظرت تجاه الحساء ثم بدأت بالتناول ب بطئ
____________
مر قرابة العام .. انهت فيها العام الاول والثانى الثانوى وهو انهى الثانى والثالث الجامعى .. لم يتحدثا ولم يلتقيا كثيرا .. هذه المره هو الذى يخاصمها .. وكأنه كان يربح فقد كانت تشتاق كثيرا له ف تسأل عنه زهره خلسة ربما يطمئن قلبها لكن لم تريحها قط ف تذهب ل ابيها وتسأله فلا يعطيها ما يزيد عن انه بخير .. كانت تنتظر عودته من الكليه لتقف خلف باب غرفتها تسمع ع الاقل انفاسه او صوت تنهيدته التى تحكى انه متعب ..تريد ان يختلق حديث معها كما كان يفعل .. ان يطمئن قلبها به وان كانت تشاجره .. اهل كرهها حقا كما كان يقول .. لا انه قال انه لا يستطيع ان يفعل .. زادت حيرتها كثيرا .. وتحاول بكل جهدها ان لا تظهر مشاعرها هذه .. الى ان جاء اليوم الذى حدث به ما لم يكن بالحسبان .. تحدث اليها احدهم ف الهاتف ف ردت _السلام عليكم
*وعليكم السلام
_من ؟!
*هنا المستشفى .. سيده حور ؟!
_نعم انها انا عساه خير
*اعتذر منك سيده لكن السيد عمر تعرض لحادث واحضروه الى هنا
شعرت ان قلبها يقتلع من مكانه ودموعها تسيل دون حساب لاى شئ عرفت عنوان المستشفى ثم اغلق الهاتف  وركضت ودموعها لا تتوقف .. دخلت المشفى تبحث عنه بعينها وقلبها تتمنى ان لا يصيبه شئ .. اقتربت من الاستقبال وقالت : اين زوجى تعرض لحادث واحضروه الى هنا ..
*انه فى غرفة العمليات الان ..
ركضت نحوها وهى تبكى الى ان توقفت امامها ... رأت الممرضه تخرج ف سألتها عن حالة المريض  قالت الممرضه : اود ان اخبرك باخبار جيده ولكن ...
كانت حالت حور لا تسمح باى تلاعب بالالفاظ او الاعصاب صرخت قائله : ولكن ماذا ؟!!
الممرضه : جراحه بالغه للغاية
ازدادت حالتها انهيار ظلت قرابة الساعه واقفه لا تشعر بشئ .. قالت فى داخلها يا الله رده لى ولا تحرمنى اياه ..ارجوك يا ربى ..
خرج الطبيب من غرفة العمليات ف ركضت اليه كانت تترقب وعيناها الجميله تفيض .. قال لها فى يأس : اعتذر يا سيده .. فعلنا كل ما بوسعنا لكن ..
قالت : لكن ماذا
الطبيب : اخذ الله امانته ..البقاء لله
لم يكن منها شئ سوى صرخه باسمه ملأت ارجاء المستشفى
: جلست على الارض وهى تبكى .. لا تعرف ماذا تفعل .. لا تصدق اصلا ولن تصدق انه ليس حقيقى .. تبكى وتبكى .. هذا حلم .. بالطبع انه حلم .. حتى اتعلم قيمته .. وان لا اعذبه مرة اخرى .. سأستيقظ الان واذهب اليه .. اعتذر عن كل ما حدث .. اريد ان استيقظ الان لا استطيع ان اتحمل الم فقده اكثر ..ظلت تأن وتبكى بصوت عال .. بكاء اشبه بالصراخ ..
وضع احدهم يده على كتفها وجائها صوته يحمل الوان الدهشه : حور !! انت بخير ؟! .. لماذا تبكين هكذا ؟!
كانت عيناها تفيض امسكت بيديه و وقفت غير مصدقه .. :انت .. عمر .. انت بخير ؟!
عمر : كسر ذراعى فقط و وضعت له جبيره
نظرت على ذراعه فوجدته عليه جبيره وقد علقوه فى  وقالت : انت حقيقه اليس كذلك ؟!
عمر : اجل انا حقيقه ي حور .. ماذا حدث
عانقته بشده وهى تتمتم بالحمد .. احتضنها حتى تهدأ .. لا يفهم اى شئ لكنه وان كان غاضبا منها عليه ان يطمئنا وقتما تحتاج .. ولكن !! ..، : ماذا حدث يا حور .. لماذا انت هنا تبكى هكذا ..
لم تتكلم انها تبكى فقط امسك بيدها وخرج بها من المستشفى ذهب الى منتزه منزو قليلا وجلس بها على اريكه هناك حاول ان يحرر يده منها  لكنها تشبثت به اكثر وهى تبكى ربت على يدها قائلا : لماذا تبكى الان ؟!
نظرت له ونزلت دموعها قالت وهى تشهق : اتصل بى احدهم .. وقال انك ف المشفى تعرضت لحادث .. ذهبت الى المشفى وسألت اخبرونى انك ف العمليات ذهب الى هناك .. خرج الطبيب .. واخبرنى انك ...
صمتت و اشتد بكائها قال : انى ماذا ؟!
قالت : لا اريد ان اذكرها حتى .. عانقته مرة اخرى وقالت : عدنى يا عمر .. عدنى ان لا تفترق عنى ابدا ابدا
ضمها عمر بذراعه وقال لها : اعدك يا حور
مضى بعض الوقت وهما على وضعيهما .. ابتعدت حور و وضعت يدها على ذراعه المكسور وقالت : اهل يؤلمك ؟!
قال : يؤلمنى قليلا ..
ضغطت على ذراعه قائله بغضب : سنه يا عمر .. سنه وانت تهجرنى اهل جننت ؟!
تألم بابتسامه حلوه فقد تمكن منها قال : انت من فعلت هذا يا حور .. انت من تريدين منى ان لا اقترب منك ..
بدا وجهه شاحبا ومتعبا قالت : دعنا نؤجل حديثنا الان .. لنذهب الى المنزل وارتاح هناك ثم نتحدث .. سنتحدث كثيرا .. ابتسمت له ف ابتسم واتسعت ابتسامته بشده قائلا : بالفعل انا احتاج لبعض الراحه
استند عليها حتى ركبا سيارة التاكسى ومنها دخلا المنزل حتى اراحته فى غرفته على السرير .. مسكت يده وقبلتها ثم غطته جيدا وقالت : انتظر قليلا سأحضر لك الطعام
امسك يدها قائلا : لا اريد شئ سوى ان تبقى الى جانبى
ابتسمت قائله حسنا كما تريد جلست بجواره على الفراش حتى ذهب فى نوم عميق
كان صالح وزهره فى قمة دهشتهما ولكنهما تركا لهما مجال ليبقا وحدهما قد باعدت الدنيا بينهم كثيرا ..
 فتح عيناه ظن انه كان يحلم لانه لم يجدها بجواره .. ولكن ! غرفته تشبه الجنه لابد ان يداها لامستها .. لكنه لو لم يكن حلما لكانت هنا الان حاول النهوض لكنها دخلت مسرعه وضعت الطعام على الطاوله .. وردته الى السرير قائله : ايها الطبيب المشاغب هلا ارتحت قليلا
نظر اليها قائلا : ولكنى لا احب ان اصبح اسير هذا الفراش ... ولكن ان كنت انت سجانى فلا مانع لدى
قالت : هل من الممكن ان تكف عن المغازله قليلا
نظر لها بجديه قائلا : هل ضايقتك ؟!
قالت بهدوء : لم تضايقنى ..لكن ! انا لم اعتاد هذا الشئ انت تعرف كيف انا قاسيه ولا اتحدث الى احد .. حتى ابناء الحاره هنا عرفت كيف اوقفهم جميعا عند حدهم فلم يستطيع احد ان ينظر الى حتى نظره غير لائقه ..
لذا انا لم اعتاد المغازله يا عمر .. وهناك اوقات اشعر بالضيق منها ليس لانى لا اريدها لان كل سيده تريد ان تتغازل ويا حبذا من احب الاشخاص الى قلبها ولكن .. انا لم اعتادها
ابتسم وقد امسك بيدها .. وقال : اهل تعنينى انا بأحب الاشخاص الى قلبها
نظرت وتصنعت التكبر : لا ..
سحبت يدها من بين يديه و امسكت ب صنية الطعام وبدأت تساعده ان يأكل ..
اثناء تناوله للطعام قال : لهذا عندما جئت هنا لاول مره تركنى الرجل الذى حاول سرقتى  حينما حضرت انت
قالت : انه سعيد .. تربى معى رغم انى لم اكن اخرج للشارع قط .. كان هو فى عمق الشارع .. تعلم كل شئ فى هذه الحياه اتظن ان سعيد يومها لو كان يريد ان يأخذ كل ما فى جيبك دون ان تشعر كان سيعجزه شئ ! بالطبع لا يعجزه لكنه عانى كثيرا فى صغره كان زوج امه يضربه باستمرار .. ويزله كان الطفل هو خرقه يخرج بها غضبه ولا يكفيه ما جعله يعانى وانما ازاد طينته بللا بان اصبح يحشو دماغ امه عليه ف تضربه هى ايضا اسوأ انواع العنف الذى لا يتصوره بشر .. كمان انه كان يقترب من امه امامه يقبلها وهكذا وهو طفل يغار على امه لكن ماذا عساه ان يفعل .. مرت سنوات طفولته هكذا كلما تضيق به يأتى الى ابى وكلما حاول ابى ان يصلح بداخله شئ ينكسر كل شئ من الناحيه الاخرى .. اكاد اجزم انه لو لم يترك تعليمه ولو سارت حياته بالشكل الامثل لكان زمانه فى مكان اخر الان .. دخل المدرسه ولكنه منذ اليوم الاول تعرض للعنف من المعلمه والطلاب زملاءه ..
سقطت منها دمعه مسحتها : كان يقول لابى دائما .. انا لا اريد سوى ان احيا كريما .. لا اريد زوج امى .. ولا حتى امى .. لولا عندك حور يا عمى صالح لكنت تركت العالم وهربت الى بيتك ل اشعر ببعض دفئ الاسره .. هو رجل بمعنى الكلمه .. بعد وفاة امه ظل زوج امه معه ف المنزل .. كان قاسيا لكن سعيد لم ينسى .. وانما دبر له المكائد حتى اوقعه فى شر اعماله .. وارسله الى السجن
عمر: ماذا فعل له ؟!
قالت : كان الرجل يملك اموالا ولكنه يخبئها .. عرف بمكانها ف ذهب وسرقها .. كانت اموال كثيره جداا فى الحاره التى بجوارنا هناك احد يبيع مخدرات ف ذهب اليه كان عمره ثمانية عشر .. ابتاع بكل المبلغ مخدرات وذهب خبئها بالمنزل .. وكان ماهرا جداا جاء الى هنا عند ابى واخبره انه سيذهب الى اخواله ليقضى معهم يوم وحينها بلغ الشرطه بانه لاحظ دخول زوج امه المنزل بحقيبه بها اكياس بيضاء ولها رائحه غريبه سمعه يتحدث الى احدهم ويخبره ان المخدرات جاهزه وكان قبلها بقليل تحدث اليه من رقم بلا اسم و ماطله قليلا
ذهب الرجل السجن لا ليحاسب على تجارته بالمخدرات وانما ليحاسب على العنف الذى تسبب به للمسكين ايضا لم يكتف بهذا وانما ذهب الى السجن وقابل احد المساجين المحبوسين فى زنزانة زوج امه و وصى عليه .. هكذا انتقم ومنها هو يريد ان يظهر لكل العالم انه قويا .. مبدأه فى الحياة من يسرقون فى صمت هم الضعفاء اما الاقوياء هم من ينتزعون ما يريدون انتزاعا
كانت دموعها تسيل فقد سرقت طفولته كما سرقت طفولتها ولكن ما مر به اصعب بكثير مما مرت به .. امسك عمر بيدها قائلا : دعينا نربى اولادنا ف المستقبل برفق .. ولا ندع ما يؤثر فى نفسيتهم .. الاطفال ملائكه لا يليق بهم السقوط هكذا
مسحت دموعها قائله : عندك حق .. انا لا اريد ان يحدث مكروه لهم
قال : حسنا .. وسعيد يحترمك لان والدك هو من وقف معه !!
_لا احد هنا فى هذه الحاره يحمل لى فى قلبه ذرة كره .. كان ابى غنيا جدا فى بداية قدومنا الى هنا وانا لم اكن متكبره كنت انزل الى الشارع واتحدث مع الجميع وبعد ان خسرنا ما نملك من اموال اصبحت كما انا لم اتغير .. ف الجميع يحترمنى .. اما عن سعيد فى يوم كنت اعود من العمل وكنت منهكه حقا .. وكان هو يهوى ف الشوارع كعادته .. كان ايضا ثملا للغايه اوقفنى ف الطريق ورفع فى وجهى مطواه وهددنى بان ان لم اترك له امولا سوف يقتلنى .. توقع منى ان اخاف مثلما يخاف الجميع .. بينما رفعت حاجبى ونظرت له ثوان معدوده ثم بدأت اصرخ عليه ان كيف يفعل هذا بابنة حارته بدلا من ان يؤمنها من الشرور يتعدى عليها ويرعبها ..
 اعطيته محاضره فى هذا الامر .. ف نظر الى الارض خجلا ثم افسح لى المجال .. هو لايؤذى احد انما يرعبهم فقط يريد ان يشعر انه قوى .. ومن يومها وهو يعاملنى بهذا الاحترام ولا يقترب من ضيفى مهما يكن من
ابتسم عمر : زوجتى الرائعه .. حماك الله من كل شر
ابتسمت : سأدخل الطعام الى المطبخ بعدها اذهب لارتاح قليلا .. ان كنت لا تريد شى
قال : الم تنامين ؟!
* لا يهم اى شئ المهم انك بخير .. اقتربت وضغطت على ذراعه قائله بابتسامه : لا تعتاد على التدليل ايها الطبيب انا هكذا فقط الى ان تتعافى ..
ثم توجهت نحو الباب ضحك قائلا : حسنا يا حور الن نلتقى مجددا
خرجت ولم تغلق الباب .. حتى يشعر بالأنس فى حركة المنزل .. بعد حوالى نصف ساعه .. دخل صالح ليطمئن عليه وقال : هناك احد يريد ان يطمئن عليك
دخل سعيد مبتسما قال : الف حمدا لله على سلامتك يااا دكتوور
ابتسم واستقبله .. ظلا يتحاوران حول الحادث وكيف حدث .. قال سعيد : لماذا لم تهاتفنى ما كانت ذهبت البشمهندسه حور وحدها الى المستشفى ..
دخلت حور وهى تضحك : مازلت تقول لى بشمهندسه يا سعيد .. يالك من مصر
ابتسم سعيد قائلا : الا تذكرين القلاع التى كنت تبنيها حول المنزل من الطين يا حور .. اذكر انى كنت احطمها ولكن لانى اثق ان التاليه ستصبح اجمل ..
التفت الى عمر قائلا : تعرف يا دكتور لديها مهاره جميله فى البناء ارى انها ستصبح فريده فى هذا المجال وستضيف له الكثير ..
بدأ عمر يشعر بالضيق .. انه يتحدث عنها منذ ان جاء .. لكنه تعامل بزوق قليلا .. كما خرجت حور من الغرفه مما جعل الامر هين .. خرج صالح ايضا وترك المجال ل عمر و سعيد يتحدثا
قال سعيد : اعلم انك غاضب من منذ المره الاولى التى قدمت فيها الى هنا و اعترضت طريقك .. انا اسف على هذا .. ولكن كان يبدو انك ثرى ..
ابتسم عمر قائلا باستهزاء يمزح معه : يا رجل ! اما زلت تتذكر .. هذا عملك وكنت تقوم به لماذا اغضب اذا ..
ضحك سعيد ايضا كان يبدو انه معدنه طيب .. وان كل ما تعرض له هو الذنب فى انه يتهجم لا ابرر ما يفعله ولكنى فقط اقول انه اذا وضعنا جزره فى ماء مالح ل تحولت الى مخلل واذا وضعناها فى ماء محل تحولت الى عصير جزر رائع .. ولكن هذا كله لا يغير اصلها انها جزره .. اذا فعلنا هذا و وفرنا البيئه الامنه للجميع سننعم وسنبقى فى سلام ولكن اذا تركتهم الحياة للعنف ولكل القسوه ل اصبحو مالحين بشكل مؤذ للجميع ول انتقمو اول شئ من المجتمع ..
سأل عمر سعيد : انت متزوج ؟!
سعيد : منذ ثلاث سنوات .. ورزقنى الله بفتاه اسمتها السيده حور .. اسمتها ضحى ..
ابتسم عمر قائلا : اسم جميل اعطاها الله الخير ورزقها البركه فى كل وقت .. الا تخاف عليها يا سعيد ؟!
 فهم سعيد ما يرمى اليه عمر قال وكانما كان يحمل الكلام منذ قرون : اخاف يا دكتور .. اخاف بشده .. انها ابنتى قطعه من روحى هل اسبب لها الالم واكون وصمة عار ونقطه سوداء فى حياتها .. الاب فخر ابنته وانا ماذا افعل ل ابنتى !! .. حتى انا ورغم انى لم اؤذى احد الى اليوم ربما فى يوم لا استطيع السيطره على الوضع واضطر ان اؤذى هل ستبقى بنتى وحدها هكذا رغم ان زوجتى حامل لكن ايضا هم اطفال لابد ان يكونو فى حياة كريمه
عمر : وماذا يمنعك ؟!
سعيد : يمنعنى كون انه رفضنى الجميع .. انا لا احمل شهاده كما ان سمعتى ليست طيبه من سيجعل سارق يعمل ويؤمنه على ماله وحاله
قال عمر : وان توفر لك العمل تترك التهجم وتعمل بصدق وتثبت انك جدير بها
سعيد : وحياة بنتى افعل المستحيل حتى احافظ عليها
امسك عمر بهاتفه ثم تحدث به قليلا انه يريد ان يوظف احدهم .. ثم اغلق الهاتف وقال : انا احمل لك فى قلبى معزة خاصه يا سعيد لذا جعلتهم يعنوك فى شركتى
سعيد : ساكون عاملا مطيع يا سيدى اقسم سأثبت ان جدير بها
عمر : ستكون رئيس العمال ..
ابتسم بشده سعيد كأنما فتح امامه باب الجنه .. امسك عمر ورقه كتب عليها شئ ثم اعطاها ل سعيد اذهب الان الى هذا العنوان سيعنوك وتستلم الشغل من اليوم
شكره كثيرا كثيرا ثم ذهب وهو يتمتم بالشكر لله ابتسم عمر بسعاده ودعا له بالتوفيق
هى الحياة .. الله دائما يهدينا فرصه ثانيه لنحياها بصدق .. لنخلف ورائنا كل ما يعيقنا لنحيا ونتنفس من جديد فهذا العمل سوف يغير حياة سعيد جذريا سوف ينتقل من الحى ويعيش بالقرب من العمل فى وسط لا بأس به وسيقطع جميع علاقاته القديمه سوى من حور وصالح حتى يبدا حياه نقيه بين ابناءه يوفر لهم الحياة الكريمه الامنه بعيدا عن توصمهم بعار مهنته التى امتهنها دون ارادته لما فسدت حياته .. ولكنه الان اصلح كل شئ ..
ولأنها حياة .. ولأنها دنيا لم تمنح الجميع الراحه متى يرتاح جزئا بداخلنا حتى تعطبنا الحياة صفعة تهدم ما نبنيه بداخلنا .. نست حور و والجميع مرض والدها كان يتابع علاجه وكان بخير لكن لا شئ يدوم فى يوم كانت تدرس حور بعد بدء المرحله الثانويه ف سمعت صوت شئ سقط
 خرجت مسرعه تتفقد الامر فوجدت والدها امام باب غرفته سقط ولم يحرك ساكنا .. صرخت حور واندفعت اليه مسرعه .. جلست بجواره وحاولت رفعه .. انه لا يتحدث ولا يخرج نفس نادت على عمر كى ينقذها ف جاء اليها مسرعا هو وزهره .. حين وجداها هكذا فقدا صوابهما .. اتصل عمر بسيارة الاسعاف ارتدت حور حجابها وكانت فى حاله صدمه مفزعه .. تبكى فى صمت لا تتصور ان يحدث هذا .، هو كان بخير .. كنت اتحدث معه مساءا ..
جاءت سيارة الاسعاف ونقلوه الى المستشفى .. عمر كان يعرف انه لا داع فقد اخذ الله امانته مسبقا ولكنه لا يريد ان يخبر حور بهذا حاول ان يتماسك قدر قوته فقد كان صالح ابوه ايضا .. كان قريبا جداا منه واعطاه ابنته دون تردد لانه يعلم انه يليق بها .. لم يكن عائق فى حياة عمر بل جعل من حياته لعمر جسر يعبر عليها نحو من يريد ..
توقفت الساعات والزمن واختفى المكان فى نظر حور بمجرد ما سمعت الخبر .. كان عمر خلفها يحاول ان يساندها ان يحتوى غضبها على الحياة وان يحتوى حزنها .. اختبأت به من العالم وظلت تبكى وتبكى وتصرخ .. هو ايضا يبكى لفقده .. نفس الاجواء منذ سنوات .. فقد كبير هكذا .. الم وبكاء .. انه حينما يتذكر هذا يعود طفلا .. وها هو يفقد مجددا ..
دخلت حور على والدها غرفة الطوارئ وعمر خلفها ظلت تحرك فيه .. هيا .. هيا يا ابى هيا .. هيا نذهب للمنزل .. مازال هناك الكثير لنفعله .. الم تخبرنى انك ستربى ابنائى .. ها انا الم اتفق معك بالامس انك ستحدد موعد العرس مع عمر .. حتى تطمئن على اكثر وانا وسط ابنائى ... يا ابى لم لا ترد على .. هيا هياااا .. انا مازلت بحاجه اليك لا تتركنى هكذا ارجوك
حاول عمر ابعادها لكنها دفعته كما انه مازال يضع الجبيرة على ذراعه : ابتعد ابى سينهض الان معى وسنذهب سويا .. صرخت على صالح قائله : الم تخبرنى انك ستنزهنى اليوم وسنذهب سويا للسينما .. ماذا حدث .. لماذا اخلفت وعدك .. ماذا فعلت انا لتحزن منى هكذا ف تتركنى .. ااااه يااا ابىىىى
استطاع عمر ان يخرجها من الغرفه ولان حالتها لم تكن سيئه فقط كانت غير طبيعيه فقدت وعيها ..
اعطاها الدكتور ما يلزمها ل تتخطى الانهيار العصبى الذى كانت فيه واخبر عمر انها ستتحسن بعد قليل .. اعد عمر كل شئ من مراسم ومن اجراءات ..
عادت هى الى وعيها وجدت زهره بجوارها وعمر دخل من الباب كانت هادئه بسبب مفعول العقار الذى اخذته .. اسندها عمر حتى وقفت وذهبت الى المقابر .. قامو بالصلاة عليه .. كان المسجد ممتلئ .. وهى كانت تبكى .. وكل ما على لسانها اللهم اجرنى فيما اصبتنى .. تبكى وتدعو الله
عمر لم يتركها لحظه الا حينما حمل النعش ليذهبو الى المقابر .. ستظل المقابر لها رهبتها على كل من يدخلها اليوم ندخل حاملين غدا سنكون محمولين وان لم نترك ذاك الاثر الذى يجعل كل هذا الكم من البشر يسير خلف جنازتنا .. ويدعو لنا فلا قيمة لنا فى هذه الدنيا .. قد ذهب الى جنازته الكثير الكثير من الناس لانه كان نقيا يحمل الوان الخير .. ولكنها الحياة
عاد الجميع الى المنزل بعد ان اخذو العزاء .. دخلت حور الى غرفة ابيها واغلقتها على نفسها .. ظلت تبكى وتصرخ .. وتشتم رائحته فى ملابسه وفى سريره و وسادته .. ظلت تأن .. حاول عمر ان يدخل لكنها طلبت منه ان تبقى وحدها .. هناك احزان لا نستطيع ان نجابهها او نشاركها مع احد علينا ان نكون وحدنا وحدنا فقط ..
ظل الحداد مقام ف المنزل ثلاثة اشهر لا تخرج من غرفة ابيها ولا تخلع الاسود ولا تأكل الا القليل جدا ان اكلت .. كان عمر فى حاله مشابهه لها ولكن انشغاله بها جعله يتعامل بشكل عملى اكثر مع الموضوع طرق باب الغرفع ودخل عليها .. فتح الشباك وادخل الضوء الى الغرفه ..
فتحت عيناها بصعوبه لم تر الضوء منذ وفاة والدها .. *ماذا تفعل يا عمر
_انقذ حياتنا ..
*عن اى حياة تتحدث .. واى حياة تستحق ان نحياها بعد وفاة ابى
_ها قد قلتها يا حور والدك الذى توفى وليس نحن .. لابد ان نعانى الحزن ولكن ليس ان نوقف حياتنا لم يتبقى سوى اربعة اشهر فقط على امتحانات الثانويه العامه .. الا تريدين ان تدخلى الهندسه .. الم يكن حلم ابوك يا حور .. ماذا تفعلى انت فى نفسك ..
كان يصرخ عليها .. وهى تفهمت كلامه لديه حق قالت : انت محق ولكنى لا استطيع .. انت تعرف يا عمر كم هذا مؤلم ..
*انا معك .. يدى بيدك حتى نتجاوز هذا .. سوف نذاكر سويا .. نستعيد كل شئ .. اعلم انك انهيتى للمذاكره قبل ان يحدث ما حدث وهذا سيساعدنا .. هيا
مد لها يده .. ف ابتسمت ابتسامه واهنه واستندت عليه و قفت ثم خرجت .. تحرك بها الى الحمام قائلا .. هيا كما المعتاد حضرت زهره لك الحمام وانا انتظرك هنا لا تطيلى الامر ..
_زهره ! اين هى انا لا اراها ..
*ذهبت فى اجازه ابنها الكبير انجب طفل ..
_ما شاء الله .. حسنا سأدخل ولن اتأخر
اخذت حمامها وخرجت سمعته ينادى عليها من غرفة الطعام .. ذهبت اليه وجدته يحضر الطاوله وعليها اكلات جميله:
 لاول مره تشعر انها جائعه .. لم تأكل منذ ثلاثة شهور .. خسرت الكثير الكثير من وزنها قالت : زهره حضرت كل هذا الطعام قبل رحيلها .. بالطبع تعبت كثيرا ..،
رد وقد ادعى انه غضب مما قالت : وهل تحضر زهره فقط الطعام فى هذا المنزل ؟!
قالت : اذا من فعل !
ابتسم قائلا : فعلتها انا .. حتى تأكلين بالهناء ..
امسك بيدها اجلسها وجلس بجوارها .. اعتنى بها جيدا جداا .. جعلها تأكل ثم رفعا سويا الاكل وافرغا الطاوله واحضر لها الكتب وبدءا يدرسان سويا .. اقنعها بصعوبه ان يحضر لها معلم رياضيات .. لان الرياضيات ليست تخصصه ولا يعرف فيها الكثير .. ذاكرا بجد .. لم يتوقفا لحظة عن المذاكره .. وهى كانت تتجاوز ما حدث شئ ف شى .. انتهت امتحاناتها وهى الان تنتظر النتيجه .. متوتره جداا كما لم يحدث من قبل .. تخشى ان يضيع حلم والدها و والدتها وحلمها هى ايضا .. هى لا ترغب بالهندسه لانها من كليات القمه او هذا الكلام الذى لا معنى له انها فقط ترغب بها لان معظم المهارات التى تحملها تتعلق بالهندسه .. لديها حس فنى ولمسه رائعه تظهر ف القلاع التى كانت تبنيها بدقه شديده ..
دخل عمر للمنزل فى ذاك اليوم وكانت امتحاناته لم تنتهى بعد .. ركضت نحوه قائله لما تأخرت هكذا ؟!
رد : لا لشئ .. احملى عنى الحقائب ..
حملتها عنه و وضعتها على المنضده فى قلق شديد وتوتر .. جلس عمر على الاريكه وهو يتألم من قدمه .. يتعب كثيرا بالجامعه جلست بجواره وتحمل كل القلق والخوف والتوتر
قال: حور انت مؤمنه بالله ومؤمنه فى تعبك وعنائك ..
ارتفعت دقات قلبها لم تعد تتحمل شعر بها ف قال : انت حصلت ٩٦.٥ ٪ ..
قالت غير مصدقه : ماذا يعنى هذا يا عمر ؟!!
عمر : يعنى ان سيدتى الجميله ستصبح اجمل مهندسه ف العالم .. وقفت وظلت تصرخ فرحا و تتنطط وتركض بسعاده .. احتضنها وظل يلف بها كأنما هذا هو نجاحه هو .. سعادتها اصابت قلبه بالسعاده .. صلت لله شكرا .. اقامت ليلها فى صلاة جماعه معه شكرا لله على ما رزقهما من سعاده .. ثم ذهب كلا منهم لغرفته واستلقى فى هدوء ونام ..
استيقظ صباحا كان عنده امتحان خرج من غرفته وجدها قد اعدت له الفطور جلس معها فطرا سويا ثم خرج لكليته .. ادى اختباره بخير ثم خرج ليجد عمه محمد ينتظره .. ظن انه يحلم ربما لكن نهى طفلته المميزه ابنة عمه كانت معه ركضت نحو عمر ف استقبلها بسعاده .. : حبيبتى كيف حالك
* انا بخير ي عمر .. كيف حالك انت .. اشتقت اليك كثيرا
_وانا ايضا اشتقت لك ..
اقترب من عمه وسلم عليه .. احتضنه عمه قائلا : الا تشتاق على يا عمر ؟!
عمر : بالطبع اشتاق يا عمى لكن كما تعلم العمل والدراسه و ...
كاد ان يقول حور لكنه صمت اخر مره قابله فيها وذكر اسمها تشاجرا ف هو يتلاشى الشجار
قال محمد : حور ؟! .. كيف حالها
تعجب عمر كيف يذكر اسمها بهذه الراحه فهو كان يكره ان يذكر فقط اسمها امامه ..
قرأ محمد الأسئله التى تدور فى عقل عمر ف ابتسم قائلا : تعال نتناول الغداء سويا واخبرك بكل شئ
عمر : الافضل ان نشرب القهوه ف حور تنتظرنى ع الغداء
محمد : حسنا كما تريد
ذهبا الى مقهى بالقرب من الجامعه جلس عمر ومازالت التساؤلات تدور فى زهنه حول لين محمد تجاه حور .. جلسا حوالى نصف ساعه جاء مصطفى سلم على عمر ازدات حيرة عمر قال مصطفى : تحدثت اليه يا محمد ؟!
محمد : لا انتظرت حتى تأتى انت
عمر : فليتحدث اى منكم اود ان افهم ماذا حدث
مصطفى قال لائما : لو كنت رددت على هاتفك منذ وفاة عمك لكنت عرفت ماذا يحدث
محمد : انه قاطعنا من قبلها بفتره يا مصطفى .. ربما نسى انه لديه اعمام
عمر: هذه ليست مشكلتى يا عمى انما هى مشكلتكما مع زوجتى .. تريدوننى ان انضم اليكم لأنكم اعمامى واتركها وحدها وانا كل اقربائها بعدما رفضتموها
مصطفى : هذا بالضبط ما نريد ان نتحدث عنه يا عمر
محمد : يا بنى مات والدك منذ اعوام .. حرمنا من حنانه الذى كان يغمرنا .. وبعدها بسبب عمى عينانا حرمنا انفسنا من اخى صالح .. للاسف لم ندرك هذا الشى سوى بعد وفاته .. نعلم ان هذا الشئ ليس بالهين وان ما فعلناه له ولاسرته ليس بالهين وندعو الله ليلا ونهارا حتى يسامحانا ... والان يا بنى لا نود ان نحرم منك انت وحور .. نود ان نعوضكما عن فقدكما وتعوضانا عن كل شئ
مصطفى : يا عمر انت اكبر ابنائى .. وكيف لا تكون ف انت من دمى ونحن من ربيناك ..
عمر : انا لا امانع يا عمى ولكن !! حور ...
مصطفى : لهذا جئنا اليك نعلم انه اليوم الاخير ف امتحاناتك .. ربما تستطيع ان تصلح اى شئ بيننا
محمد : دعنا نقيم عرسكما فى منزل العائله يا عمر قد جهزنا لك فيلا صغيره بجانب منزل العائله لتتزوج بها رجائا يا بنى لا تردنا
اخرج هاتفه وهاتف حور اخبرها انه سيحضر للغداء ومعه ضيوف .. اغلق معها قائلا : هيا ..
انطلقا جميعا تجاه المنزل
 طرق عمر باب المنزل .. فتحت وكانت متألقه بابتسامه ..دخل واغلق الباب قالت: اين ضيوفك ..
امسك يدها قبلها ثم قال : حور .. قد من الله علينا بالكثير  .. الحمد لله .. كما امرنا الله بالعفو وبأن نسامح من اذانا لان اجر هذا عند الله عظيم
حور : لماذا تتحدث بالالغاز يا عمر .. تحدث بشكل مباشر حتى استطيع تفسير ما تقول
قال فى هدوء اكبر : اعمامى .. يريدون ان يتحدثو اليك
نظرت له بغضب ثم ادارت وجهها عنه : انا لا اريد ان احدث احد يا عمر ..
اعاد وجهها فى مواجهته ومسح دموعها قائلا : انت تعرفين ان عمى صالح اراد ان ينتهى كل هذا الذى بينكم .. وكان يريد ان يتقربو منك .. وهذا ما حدث الان لماذا تحزنين هكذا
قالت : اذونى كثيرا يا عمر فوقما تتصور
عمر : من الافضل ان تخبريهم هم بهذا "امسك يدها"  كما انى هنا معك وسنتجاوز هذا سويا كما تجاوزنا ما هو اصعب منه من قبل
قبل يدها ف ابتسمت موافقه .. فتح الباب وسمح لهم بالدخول .. ف البدايه .. كان قلبها ينبض بسرعه هى سامحتهم يوم وفاة والدها ولم تبقى فى قلبها شئ لاحد لان هذا كان طلب والدها فى اخر جلسه كانت بينهم قبل وفاته .. اليوم ستقابلهم كأنهم اعمامها .. لا تعرف كيف ستتعامل معهم ولا كيف يكون حوارهم اهل تعارضهم على كل شئ كما كانت تفعل مع صالح ام تترك لهم مجال الحديث .. انتهت كل هذه الحيره حين دخل محمد وكان اكبر من صالح بسنه واحده .. فيه من ملامح صالح قليلا كما يحمل شامة فى رقبته مثل التى كانت فى رقبة صالح ابتسم فكشف ثغره عن غمازه واحده مثل صالح فى جانب وجهه اليمين احتضنها بقوه كانهما افترقا منذ اعوام .. دخل بعده مصطفى  وكان اكبر اخواته .. احتضنها ايضا ايقنت يومها انها حقا لا تحمل شئ لكلاهما فى قلبها .. هذا قدرها هم فقط وسيله لتنفيذه القت اللوم عليهم ف اعتذرو منها كثيييرا كثيرا وهى تقبلتهم بكل تسامح
_________________
بعد اعوام كثييره
كانت الفيلا مجهزه على اعلى مستوى وكانت حور فى قمة سعادتها .. تتهادى بين المعازيم كأن العمر لم يمر عليها .. طرقت فتاة جميله جداا على كتفها ف التفتت لها قالت الفتاة : امى ابى يستدعيك ..
قبلة وجنتها وقالت : اممم ولماذا يريدنى ابيك
ضحى : يبدو انه غار عليك بصراحه انت تلمعين كأنك نجم يلفت كل الانظار
رفعت حاجبها : انت غبيه لا تفهمين شئ .. هيا اذهبى وانا سأذهب ل عمر
ضحكت الفتاة وكانت قد نالت منها ف هى تريد ان تثير غضبها عمدا حتى تحمر وجنتيها ف هى تكون فاتنه حينها
ذهبت الى عمر ف اجلسها الى جواره قائلا : هلا جلست قليلا .. اريد ان تؤنسينى .. لا تقفى من مكانك
ردت: حسنا كما تريد .. اترى يا عمر ابنائنا ..صالح وعاصم ..  اترى كيف مر علينا الزمن وها نحن نزوجهما ..فى يوم واحد .. هذا اليوم من اسعد ايام حياتى
امسك يدها وقبلها : الحمد لله انه رزقنا بهم ورزقنا السعادة رغم كل ما رأيناه فى الحياة .. نظرت له مبتسمه ف قبل رأسها ..

الحياة تقسو علينا لانها تحمل لنا ما هو اجمل ما يليق بنا ان ما نتمناه قليلا جداا مقابل ما قدره الله لنا .، علينا ان لا ننسى ان الحياة لا تستحق ان نرد الاذى او ان لا نتجاوز .. علينا ان نعبر جسورها بسلام حتى نسلم منها ..
اطفالنا .. علينا رجاءا ان نكون رفيقين بهم حتى لا ينتقمون من المجتمع كما فعل سعيد علينا نوفر لهم حياه امنه حتى ينمو بشكل سليم ..
ان كان لك اخوه ضم عليهم ولا تجعل بينكم فراغ حتى يمرر الهواء ف انهم سند وانس وعماد يصلب ظهورنا
دمتم بخير
تمت بحمد الله 🌸💙

تعليقات

المشاركات الشائعة