وحدتى وطنى
قبل البدايه.
لابد وان نعى ان هناك من يموت كل يوم من الامه واحزانه .. ربما لن تكون بقدر ما تعانيه هنا لكنه حزن والم من نوع ما فلتسعى دائما ان تكون رحيما بمن حولك ف انت لا تعرف كم حربا خاض .. فلابد ان تراعى الجميع حتى تجد يدا حانيه تساندك وقت ضعفك ..كن انسان يمتلك احق صفه به "الانسانيه" او لا تكون
حسنا ..اعترف انى انهزمت امامها ..كانت جميله بحق ..دائما ساكنه على فراشها كما اعتدت عليها ..وايضا ..ما هذا !!.انه عقد جميل من اين لها به ..انه بلونها المفضل ..فضى ،اجل هذا ما اخبرتنى به احدى صديقاتها ..تقول ايضا انها المقربه منها ،اى قرابة هذه ،لا ادرى دعنا من كل هذا فلنعد الى موضوع القلاده ..ترى من وضعها لها واين كانت ،وما قصتها
قاطع افكاره المتدفقه دخول الممرضه قائله :دكتور حسن من الجيد حقا انك هنا ..اليوم جاء ابن عمها وصديقتها ..واعطيانى هذه القلاده لكن دونما ان يصعدا ..واخبرانى انها تحبها وطلبا منى ان اضعها فى رقبتها ..وقالا انها ستساعدنا فى تحسنها
ابتسم لها حسن باستهزاء قائلا :انى حقا اتعجب من هؤلاء باى وجه يعودون الى هنا .صمت قليلا استجمع نفسه ثم قال:دعك من كل هذا جئت بالطبع لتعطيها علاجها ..ساعود لاحقا ..اعتنى بها جيدا
اغلق الباب خلفه ثم اطلق تنهيده حاره اعلن بها عن ثقل جديد اصاب قلبه
ذهب الى عيادته كتب عن حالتها النفسيه وشعوره بانها تتحسن من خلال ملاحظته لها ..فقد لانت ملامحها كثيرا كما انتظمت ضربات قلبها التى كانت تضطرب من وقت الى اخر فكر قليلا ..ربما زيارات اهلها هى ما كانت تجعلها تضطرب فمنذ ان قطعت تلك الزيارات وهى فى حاله جيده تماما ..دون اضطراب حتى فى انفاسها ف قد كانت تضايقها ..
.....................
دخل احد الشباب يبدو عليه انه فى مطلع الثلاثين من عمره ..يبدو عليه بعض الغنى الى احد المنازل الفاخره باحد احياء القاهره التى لا يسكن بها الى اصحاب المراتب العليا ..قائلا:حسنا يا عمى حدث ما اتفقنا عليه اطمئننت عليها كما اردت ..ولكن اخبرنى اذا كنت قد اعلنت انها قد ماتت لماذا الان ترسل ل تطمئن عليها ..
اخذ الرجل ذو اللحيه البيضاء .رشفه من كوب الشاى ثم قام بوضعه على المنضده قائلا:دعك من هذا واخبرنى اهل ذهبت لها بالقلاده ؟!
نظر اليه متعجبا من هروبه قائلا:اجل جعلت الممرضه تذهب بها اليها ..واكدت عليها ان ترتديها
نظر اليه بجمود قائلا :حسنا تستطيع الانصراف .. ولا احتاج ان اخبرك ماذا سيحدث لك اذا سمع احدهم عن هذا بالاخص عبد الله وملك
لم ينتظر كثيرا وذهب ليطلق الرجل تنهيدة حاره هامسا ملك ..سامحينى حبيبتى
___________________
كان جالسا فى غرفته يتفقد الملف الخاص بها ..كان يبدو عليه التعب لكنه لا يدرى لماذا اليوم ..شئ بداخله اخبره ان لا يذهب الى البيت ،انه على ثقه ان هذه القلاده سيكون لها صدأ بداخلها ..تبدو عليها رائعه رغم ما فعله المرض بها لكنها محتفظه بجمالها ..قرأ احرف اسمها المكتوبه على الملف ..وهمس رقيه ،يا ذات القلب الرقيق لا ادرى ايضطرب قلبك لما فعلته الدنيا به وهو حقا رقيق ام يضطرب سعادة لانه بداخلك ..لا ادرى ما الذى اهذيه انا الاخر ،وكيف اخذت هذه الفتاة منى كل عقلى ليس مجرد النصف ..رغم انها فى غيبوبه منذ عامين ... حين كنت اجمع ذكراياتها من صديقاتها واقربائها لم يشكو احدهم منها .. كأنها ملاك ..دائما ما يتحدثون برقة قلبها ..ترى اهى حقا هذا الملاك ..ام هناك ما تخفيه .. وكيف ستتحمل صدمة ما فعله ابوها .. ستظهر الايام كل شئ
_________________
دخل الى غرفتها الملقاه بها على سرير المشفى علقت بالاجهزه التى تدفع الحياه وكأنها تنازع مع المريض حتى يعود للحياة مرة اخرى كما يريد او عبأ لا يريد ان يبتعد وينتقم من المريض لانه يريد ان يعود به لحياة لا يريدها ..
جلس على المقعد المجاور لسريرها وفتح المذكرات الخاصه بها على تاريخ اليوم ..وبدأ يقرأ بصوت عال "..اليوم اكملت عامى العشرين ..انا فى غاية السعاده ابى الحبيب اعد لى مفاجأه كبيره وجمع لى الاهل والاصحاب ..حتى انه اتفق مع الشخص الذى احبه دون ان يعرف احد حتى يتقدم لخطبتى ..لا ادرى لماذا اشعر بكل هذه السعادة تجتاحنى كأنى ولدت اليوم ..لا يهم اى شئ لطالما انا فى غاية السعاده ،اعدت امى لى البسكويت المفضل واحضرته لى مع كوب الشاى بعد انتهاء اليوم ..ها انا الان ساشغل اغنيتى المفضله "ليلة العيد " لان اليوم هو عيدى ليس عيدا رسميا يعنى ليس عيد فطر او عيد اضحى لكنه عيدى لذا ساشغلها واستمتع بكوب الشاى مع بسكويتى ..كل عام وابى وامى واخى وحبيبى وصديقتى هم سندى وبجانبى ."
اغلق حسن المذكره ووضعها على الطاوله المجاوره ، وشغل هاتفه على اغنية ليلة العيد قائلا :كل عام وانتى بخير يا رقيه كل عام ومن لا يستحقك ليس بجوارك
وترك ام كلثوم ل تغنى لها وتحيى لها ليلة العيد
من فرط ارهاقه ركن برأسه على الكرسى القريب من سريرها ونام دون ان يشعر ..مرت حوالى ساعتين ثم استيقظ ..نظر باتجاهها وجدها تنظر اليه بتعجب وتضيق فى عينيها كانت الرؤيه صعبه عليها قليلا ..هب واقفا قائلا:الحمد لله على سلامتك
اكتملت الرؤيه لديها همهمت بكلمات غير مفهومه اعتبرها رد على تمنيه لها السلامه قالت ومازالت الدهشه مرتسمه على وجهها :اين انا ..واين اسرتى ومن انت ..ولماذا تنظر الى بهذا الشكل
ابتسم قائلا بارياحيه كأنه استعد كثيرا لهذه اللحظه:اما عنى ف انا ...لا دعينا نبدأ من المكان الصحيح انت فى المستشفى ..جئت هنا منذ عامين فى حادث مرورى ..ودخلتى فى غيبوبه طيلة العامين ..اما عنى ف انا دكتور حسن المهدى ..الدكتور النفسى المتابع لك منذ اللحظه الاولى لدخولك هنا ،اما عن النظر اليك ف انظر اليك لانك تحدى مع الزمن وها انا اعلن الفوز
ساد الصمت قليلا قطعته هى قائله :واين اسرتى ..ابى وامى و اخى ..اين صديقتى
تعجب قليلا لانها لم تذكر زوجها ..لابد ان هناك شئ خاطئ ..ستبين الايام كل شئ ..
ابتسم قائلا :لم يعرفو بعد انك عدتى الى الحياة ..سيأتون قريبا لا تتعجلى ..
حاولت ان تجلس لكنه منعها وقام باقناعها ..اوقفها صوت ام كلثوم وهى تتهادى "ونحييلكو ليلة العيد "
ابتسمت واستلقت بسلام بعد ان لانت ملامحها قليلا وبدأت تهمس بكلمات الاغنيه مع ام كلثوم حتى انتهت الاغنيه ..قالت :من قام بهذا
حسن:انا من قمت
رقيه:ولماذا ؟!
حسن:حتى يعود كل شئ بخير ..علمت انها اغنيتك المفضله وانها مصدر قوتك ..ف لم لا
رقيه :اهل سيطول هذا ؟!
حسن:ما هذا ؟!
رقيه :ذاك السرير ..وهذه الاجهزه ..وانت ؟!!!
حسن :انا ؟! اهل اضايقك الى هذا الحد
رقيه:لا اقصد ابدا اقصد العلاج بوجه عام ..معذرة لا استطيع ضبط كلماتى ..انا متوتره قليلا ..
حسن:لماذا التوتر ؟!
رقيه:ربما كنت احتاج ان ارى وجوها اكثر الفه حينما افتح عيناى ..لكن لا مشكله
حسن :سيده رقيه ..نظرت اليه نظره اربكته قليلا ف هذه المره الاولى التى يتحدث اليها وتستجيب ..عادة ما يحدثها ولكنها تكون نائمه واليوم حدث شئ مختلف..اكمل محاولا استجماع ذاته :اهلك ..ربما ..بل انهم ...
كانت تنظر اليه برجاء ليخبرها عن موعد وصولهم ..لكنه قطع حديثه دخول احدى الممرضات ف ابتسم كأنما وجد طوق النجاه ف كم هو صعب ان تخبر احدهم ان اهلك قد اعلنو وفاتك وانت على قيد الحياه ودون ابداء سبب واضح لهذا وقف قائلا: ساعود اليك ..ولكن عدينى انك ستكونى بخير ..رجاء
ابتسمت مجامله له ف هى لا ترتاح لهذه المعامله ..تشعر بشئ غير مريح ..عمتا لا يهم
انهت الممرضات عملهن باتقان ثم خرجن من الغرفه ..جلست قليلا تنظر للسقف ثم انتبهت الى القلاده ..هى تعرفها جيدا .. ابتسمت وقامت بفتحها لترى ما تحوى بداخلها ..انها لامها كان يهديها والدها بداخلها ورقه كل يوم ميلادها يهنئها فيها ويقدم لها بها نصيحه ..فتحته واخذت الورقه ..فتحتها وبدأت تقرأها مع الوقت تدمع وتزداد دموعها حرقه ..وغضب وخوف يملأن عينها
_____________
كان الليل ف احلك حالاته دخلت الممرضات على صوت نشيجها ف هى تبكى بشده وبانهيار ..حد انهم افقدوها اتزانها اصبحت تهزى ..اريد ابى وامى اريد اخى ..اين الجميع لماذا رحلو ..ليتحول الهذيان ل صراخ ..كيف يفعلو هذا بى لماذا كل هذا ..اين هم لماذا رحلو دخل حسن مسرع حاول تهدئتها لكن دون فائده اضطر لاعطائها مهدئ للاعصاب ..استكانت ..وارتخت على السرير ولكن ملامحها مضطربه مما دفعه لان يتخلى عن ذهابه للمنزل وبقاءه معها باقى الليل تحسبا لحدوث اى جديد
امسك بالورقه التى ارسلها لها والدها يخبرها انهم اعلنو موتها وانها بالنسبه لهم لم تعد موجوده على الاطلاق ..ويرجو منها الا تذهب اليهم لانه لا يريدها ان تظهر امام الناس حتى لا ينكشف ما فعله ..ويعتذر منها ..هه ايعتذر منها انه دمرها ودمر كل شئ فى حياتها ..واى انواع القوه التى تحتاج اليها هى حتى تعبر من هذه الحياه ومن هذا الابتلاء ..نظر اليها ليس مشفقا انما حزينا ك حزنها قال بصوت مرتفع :يا ذات القلب الرقيق لا تحزنى ..انهم لا يستحقون بقاءك معهم
قاطعه صوت هاتفه ذاك المزعج ..نظر الى شاشته ثم تنهد وخرج حتى يقوم بالرد :نعم يا حبيبتى ..اعلم انى لست متزنا وانى اتعبتك كثيرا معى لكن اقسم انه ليس بيدى ..طرأ شئ جد..
سميه :يكفى يا حسن ..كل مره تزف الى عذر جديد وانا لم اعد استطيع التحمل اكثر من هذا ..ابنتك تسال عنك باستمرار ..اسمع الى جيدا انا اقدر جداا عملك وما يتطلبه من مجهود ومن عناء ..لكن ما لا استطيع تحمله ان تضعنى انا وابنتك ف المرتبه الثانيه من حياتك حقا لم اعد اتحمل ..معذرة ساضطر لاغلاق الهاتف قد استيقظت ابنتنا ..
حاول ان يرد لكن الخط قد انقطع ..ربما هذه المكالمه كان بحاجه اليها ف هو لا يستطيع ان يرتاح بدون سماع صوتها حتى وان كان شجارا بينهم نظر الى صورتها فى خلفية هاتفه ابتسم طرق الباب ودخل الى عند رقيه ..
كانت قد بدأت تستعيد وعيها جلس منتظرا عاصفتها ظلت دموعها تسقط فى صمت غير مستوعبه لما حدث وغير متفهمه ما الذى حدث..او لماذا ..دقائق مرت اصعب مما يتصور احد ثم اخذت ف الهزيان مجددا وتحول هذيانها لصراخ ..وبدا هو يحاول السيطره على وضعها دون فائده ف اضطر لاستخدام المهدئات مجددا حتى خضعت لسريرها ونامت
______________
مر اكثر من اسبوعين والحال بين صدمتها وعدم تصديقها لما حدث لاحظ حسن كل كلمه كانت تقولها لاحظ انها ذكرت الجميع دون ذكر زوجها ..وهو لم يرغب ان يتحدث عنه ربما تسوء حالتها ايضا هو يحاول جاهد ان يخرجها مما هى عليه لكنه الان اطمئن عليها قليلا وعاد الى منزله ليمضى الليل ثم يعود الى عمله
دخل الى منزله وكان مرهقا جداا ..وجد ابنته زهره تركض نحوه ابتسم وقام بحملها ..وداعبها متناسيا عناءه وارهاقه الشديد ..:اين والدتك ايها الملاك
_انها ف المطبخ يا ابى تعد طعام العشاء ..ابى .....
شعر انها على وشك ان تقول شئ مهم ف اعارها كل انتباهه ف قالت:امى كانت تبكى اليوم بشده على الاغلب انها سمعت خبر ليس بالجيد ..
قبل وجنتيها ورأسها وحررها منه وذهب الى المطبخ
كانت مشغوله بشده فى تحضير الطعام تبدو عصبيه كما لم يراها من قبل لا يفهم ما الذى حدث ف كانا متفاهمان جداا اليوم صباحا وهو لم يتاخر فى عمله ..وقفت فجأه ونظرت اليه :حسن علينا ان ننفصل ..انا لا اريد ان اكمل ما تبقى لى من عمر معك
ضحك غير مصدق لما تسمعه اذناه ..:ماذا؟!
سميه:مثلما سمعت
حسن:اهل سمعت انت ما تقولين ..سميه ..ما الذى حدث لهذا الكلام
هربت بعيناها منه ف هو يعرف انها نقطة ضعفها قائله :حدث ما حدث وانا لا اريد ان اكمل رجاء لا تجعلنى اتحدث اكثر انا لا اقوى الحديث
مازال فى موضع الصدمه لا يفهم ما الذى يحدث ..امسك بيدها وجعلها تقف امامه مباشرة ونظر لعينيها ..وقد كشف قدر الحزن المخبأ فى عينيها وادرك سر كبير مخبأ فى عينيها قائلا وقد اخذ منه الارهاق كل شئ لكنه مازال يقاوم للحفاظ عليها ف هو يحبها جدااا قال:حبيبتى وزوجتى ..ونور عينى وراحة قلبى لا ادرى ما الذى حدث لكل هذا الغضب لكنى اقسم انى لا اقصد ابدا ان اغضبك ولا اريدك حزينه لكن ....
قاطعته هى :حسن رجاء لا تتعبنى انت ليس لك ذنب فى هذا القرار ..ولم اغضب منك قط ف انا لا استطيع ..لكن _حاولت ان تبتعد عن مواجهته لكنه اصر _سقطت دموعها انا ..انا مريضه يا حسن
________________
انها الحياة وما تحملنا اليه ..وانها المصاعب كلما تداركنا امر وتقبلنا ..كلما انقلبت علينا رأس على عقب انحن ضحية لاقدارنا ام اننا نحن من وضعناها ..اعلينا تقبلها ام الاعتراض عليها ..يااا الله وحدك الان الذى تسمع ..انا رقيه احد عبادك اعلم انك معى لكنى يا الله اصبحت الان بلا احد وبلا ملجأ حتى منزلى لم يعد لى اعلقت هنا يا الله ..اجعل لى مخرجا واعنى اقف على اقدامى ف وحدك من استند عليه الان ..يا الله
................
استيقظ حسن وجلس يتأمل ملامح زوجته التى لطالما احب هذه الملامح ايمكن ان يفقدها ..ايمكن ان يسلبه الزمان الشخص الوحيد الذى بقى له بعد ان فقد عائلته يا الله ..رحماك يارب ليس لى سواك ..فتحت عيناها لتجد عيناه منتصبه عليها _حسن ماذا هناك يا حبيبى
حسن:وماذا عساه ان يكون جميلتى انتظرك حتى تستيقظي
ابتسمت :الن تذهب الى عملك اليوم
حسن:اى عمل ذاك الذى اذهب اليه ..اليوم سنذهب سويا للاطباء حتى اطمئن عليكى
سميه:حسن لا داعى لكل هذا ..قالت بيأس.. الطبيبه التى اتابع معها اخبرتنى انه ..
قاطعها :رجاء حبيبتى انا لا اقوى حتى ان اسمع هذا سنذهب سويا ل طبيب اخر واخر واخر ان لزم الامر سافعل كل ما بوسعى حتى ان كان حياتى ..سميه انت حبيبتى وانت من ملكت قلبى كيف لى ان ارى بك اى هم او حتى مرض ..انظرى انى اغار عليك حتى من ذاك المرض الذى اراد ان يأخذك منى
ابتسمت باطمئنان وهمست انا احبك يا حسن
................ّ
مرت ايام كثيره فقد فيها حسن تركيزه تماما سوى فى ان ينجو بزوجته من هذه الحياه وان ياخذها من هذا المرض فلا يستطيع ان يسلبها منه ..انه الاقوى تماسكى حبيبتى ف نحن سويا
اما عن رقيه فقد اختلفت كثيرا اصبحت اقوى ..تعجبت من انقطاع حسن الملحوظ لكنها لم تهتم كثيرا كانت مشغوله بشئ اكبر ..
دق باب غرفتها دقات جديده لم تسمعها من قبل سمحت للطارق بالدخول ..دخل شاب يبدو انه فى منتصف الثلاثينات ..قال بصوت يغلفه الضعف مع قليل من الامل :رقيه ..الحمد لله على سلامتك ..اسعدت قلبى بلقاءك بخير ..هلا سمحت لى ان نتحدث قليلا
نظرت له رقيه قائله بجمود :عبد الرحمن ..ايعلم السيد سعيد انك قادم الى ؟! الم تصل على الجنازه معه ؟! ما الذى اتى بك الى هنا وماذا تريد منى
عبد الرحمن :رقيه انسيتى انا زوجك..
قاطعته :طليقى ..انت من نسيت اننا انفصلنا ..انا ذهبت فى غيبوبه لكنى لم افقد الذاكره ..والان اخرج لم اعد اريد ان اراك ..
_لكنى مازلت احبك ..لو تسمعينى قليلا
*وانا اكرهك ..واكره الجميع ..اغرب من هنا لا اريد ان اراك ابدا ..اتفهم هذا
كانت فى قمة غضبها لذا لم يتحمل ان يبقى اكثر ف رحل دون جدال ..هدأت هى قليلا ثم شردت ..
امضت معه عامين من اجمل ما يمكن ان يعيشه انسان كانت تحبه بكل ما اوتيت من قلب واحبها بما يكفى ليهديها الحياه ..لكن كل شئ تغير بعدما اكتشفت انه يكذب عليها ..وضعت ثقتها به وجعلت له توكيل بالتصرف فى اموالها ف سرق منها وكان يبيع كل ما كتبه والدها لها ويضعه فى حساب خاص به ..لم تكن تصدق كل هذا ..ولكنها الحقيقه بقسوتها ..العجيب انها حين واجهته لم ينكر وانما ابرحها ضربا مهددا اياها برحيله بلا عوده اذا اخبرت احد ..ليستيقظ ف اليوم التالى ليجد نفسه مربوطا فى احد العمدان فى مخزن بالقرب من منزل ابيها ..استطاع ابوها ان يرد اليها كل شئ حتى حريتها فقد كان يحبها الى هذا الحد ..واليوم تساوى الاثنان سعيد وعبد الرحمن نفس السوء ولكن كل منهم اختلف فى توقيت اظهار سوءه ..
فتحت عيناها لتجده يجلس امامها قالت :حسن ؟! الحمد لله على سلامتك ..لعلك بخير
شرح لها حسن ما عانته زوجته وانها مريضه ب مرض يهدد بقائها على قيد الحياه لذا كان يذهب معها للطبيب ووصلو الى ان الحل فى اجراء عمليه جراحيه نسبة نجاحها ليست كبيره ولكنه متأمل ف الله خير انها ستنجو ..
ابتسمت رقيه قائله :وانا لدى نفس الامل ف الله ..لا تقلق ..سيتغير كل شئ للافضل
تعجب كثيرا ممن يخرج الحديث .. امن رقيه التى لاقت من كل من حولها خذلان فقط ..ابتسم قائلا :الان فقط يا رقيه ادركت انه هناك امل وان الامور ستتغير للافضل ..والان اخبرينى عن حالك ..عن جديدك وخططك ؟!
رقيه :انا بخير ..الى حد ما ..لست مندهشه كثيرا.. الامر انه حين اعتاد المرء الخذلان لم يعد يتالم كثيرا ..لم يخذلنى ابى فقط ..قد خذلنى قبله كثير ..
تنهدت كان ثقلا على قلبها وقالت :متى ساخرج من هنا ؟!
حسن :متى تريدين ان تخرجى ..؟!
*غدا ..اريد ان اخرج غداا ..ايضا علمت ان سعيد باشا ترك لى مبلغا من المال فى الحسابات ..اريد ان احصل على هذا المبلغ قبل خروجى ..
_ايمكن ان تخبرينى عن ما تريدين ان تفعلى وخططك للامام
ابتسمت معتذره قائله :حضرة الطبيب اعذرنى لكنى اريد منذ غد ان ابدأ حياه جديده دونما اى شئ من الماضى لان الماضى يؤلمنى كثيرا حتى بالاشياء الجميله التى قابلتها به ...اشكرك بشده لكونك كنت هنا ..انت انسان نبيل ..اتمنى لك الهناء فى حياتك واتمنى لزوجتك الشفاء العاجل كن بخير ....
____________________
بعد مرور شهر كان خلاله يجلس مع زوجته يهيأها لخوض العمليه بسلام ..ويدعمها بكل قوته حتى يتجاوزا سويا هذا الابتلاء كان يجلس فى زاوية عيادته يرتب اوراق اجازته حتى اقتحمو عليه العياده سعيد "والدها" وعبد الرحمن "طليقها" ومصطفى "ابن عمها ومدير اعمال والدها " قاموا بالحديث معه بشكل همجى
سعيد:كيف تتركها ان ترحل ..اجننت انت
رد حسن بهدوء :انتهت مدة علاجها ف كتبت لها اذن الخروج ..اكان على ان استأذنك حتى اسمح لمريضتى بالخروج ..
سعيد :ولما لا الست والدها
حسن :لا يا سيدى انت مخطأ تماما ..انت دفنت ابنتك واخبرت الجميع انها ماتت لا يحق لك ان تتحدث عن هذه ..على كل انها رحلت ،النتيجه واحده
ساله عبد الرحمن بعنف :الى اين رحلت ..بالطبع انت تعرف
وقال مصطفى: تكلم والا لن يحدث لك سوى كل مكروه
نظر اليهم حسن ..يبدو عليه انه على وشك اشعال مشكله حتى رغم هدوءه ..: انتبهو الى جيدا انا لا اعرف اين ذهبت انتهت مدة بقاءها هنا وهى رحلت ..ولم يترك اى منكم اى وسيله تواصل حتى اخبركم بموعد انتهاء علاجها اهكذا انا المخطئ ؟!
________________
دقت الساعه السابعه صباحا فتحت عيناها قبل ان يدق المنبه بخمس دقائق هكذا اعتادت فتحت شرفتها لتستنشق هواء البحر وجماله ..منذ ان قدمت الى الاسكندريه وهى تنعم بحياه هادءه لطالما كانت تحب هذا البلد العريق وتعشق شوارعه ..اخذت انفاسها وحضرت فنجان القهوه خاصتها وفطور بسيط جداا يكفى فقط ليبقيها على قيد الحياة حتى الوجبه.. الاخرى ارتدت ملابسها بشكل انيق للغايه وذهبت قاصده جهة عملها ..عملت باحد الشركات المتوسطه فى قسم الاداره محاسبه صغيره هذا مجال عملها ومجال دراستها المحبب لباقتها ف الحديث وجمال ملامحها ..وكمية الشهادات التى حصلتها خلال فترة دراستها ساعدها كل هذا ف الحصول على العمل بهذه السهوله ..واستأجرت هذه الشقه بالقرب من مكان عملها خرجت الى شوارع الاسكندريه لتتمتع بصباحها ..وصلت الى العمل باكره كعادتها دخلت الى المكتب بابتسامه افتقرت كل معانى الحياه لكنها تهدى لمن حولها ضوء طفيف ..ذاك الاسود المسيطر على ملابسها اكسبها هيبه كبيره ف يتردد الجميع كثيرا قبل ان يحادثونها ..قالت :صباح الخير
رد عليها محمد زميلها ف العمل وله مكتب بجوار مكتبها :صباح الفل
لم تنتبه لابتسامته العريضه التى تنم على بداية انجذاب لهذه المجهوله ذات الرداء الاسود رقيه رقيقة القلب
مرت خلال دورانها حول مكتبها على صفيه ..القت عليها السلام ثم جلست على كرسيها الخاص واخذت تعمل ..تنهمك كل يوم ف العمل دون ان تشعر ..حتى لا تاخذ ساعات استراحه الخاصه بها وهذا ما يلفت انتباه الجميع لها ولكنها لم تنتبه لهذا
اثناء ساعة الاستراحه ..وهى منهمكه ف العمل ..دخل شاب يبدو انه فى منتصف العشرينات غالبا فى نفس سنها او اكبر منها قليلا طرق على مكتبها منبها اياها بحضوره ..انتبهت له واقفه :بشمهندس عمر ..خير ان شاء الله ..اهناك شئ خاطئ ف العمل او ما شابه ؟!
ابتسم مهدأ اياها :لا لا يوجد شئ ..انه فقط اننا فى ساعة استراحه ..كل من ف الشركه رحلو ليتناولو غدائهم لماذا انتى هنا ..
رقيه :لدى عمل اود ان انهيه ..كما اننى لا اهتم بالطعام وما شابه ..انا بخير ..شكرا على سؤالك
عمر ابتسم كانه اعتقد انها معجبه به وترى انه يتقرب منها لكنه لا يعرف انها لا تراه من الاساس ..ثم قال:انا لم اسال عليك تحديدا وانما لفتنى وجود شخص هنا فى هذا التوقيت لذا جئت ف سالت
وضعت قلمها بعصبيه كانها سأمت من الحديث معه اى كان ما يحتوى هذا الحديث وقالت :بشمهندس عمر ..اعتذر جداا لحضرتك لكنى حقا لا اهتم لسبب وجودك او سؤالك على ..انا فقط اريد ان اكمل عملى فى سلام ..
نظر اليها متعجبا من اسلوبها قائلا :حسنا حسنا اهدأى قليلا ..سارحل حالا
رحل وتركها تعمل انهت عملها كما كل يوم وخرجت الى شوارع الاسكندريه ..هناك مقهى على البحر مباشرة تذهب اليه بعد انهاء العمل تنظر للمياه اذا لم تكن تقرأ ..تضع سماعات الاذن الخاصه بها وتسلم نفسها الى البحر وتسرح بين طيات الامواج واصوات الاغانى ل مسار اجبارى واغانيها المميزه هذه الفرقه المحببه ..يكفى ان اصولها اسكندرانيه ..
تنهى جلستها فى المقهى وتعود لشقتها منهكه تستلقى على السرير لتغرق ف النوم دون تفكير ..
_________
ف المستشفى كان يقف متوترا جدااا ممسكا مصحف فى يده يتلو وقلبه وعيناه تفيضان ..يا الله انت املى الوحيد لا تجعلنى اخسرها ..يا الله ليس لى سواها بعدك فلا تجعلنى اخسرها ف قلبى لن يحتمل هذا ..اتذكر المره الاولى التى رأيتها تتشاجر مع احد الممرضات بالمشفى التى اعمل بها وفضضت الشجار ..سمعت لها ما تقوله ان والدتها مريضه بالسكر وجاءت الى هنا وانهم قصروا فى ضيافتها وعلاجها ..يتذكر انه داعبها يومها لكن لا يذكر تفاصيل الدعابه لكنه يذكر ابتسامتها ويذكر قدر جمالها يومها ..يارب احفظ لى سميه
______
كان يجلس سعيد فى مكتبه متوترا جداا ممسكا بهاتفه ينتظر رد احدهم ..دقائق وجاء الرد سعيد:حبيبتى ..ما بك لماذا توقفت عن العلاج
كانت الدموع تلمع فى عيناه معلنه انهزامه وصوته مهزوز بشكل لا يصدقه احد
ملك:سامحنى ي سعيد ..لكنى لا استطيع ان اتحمل ..منذ وفاة رقيه وانا اضغط على نفسى لكنى لا استطيع ان اتحمل ..لا اقوى يا سعيد
سعيد:ملك لا تستسلمى رجاء ..انا ..لا تنسى اننا لدينا ابن يا ملك لا تتهاونى فى حقه وانا يا ملك ..ماذا افعل من دونك، لا تتركينى يا ملك انا لا استطيع ان احيا من دونك ..رجاء يا ملك
ملك:حسنا يا سعيد، ساعيد ترتيب حساباتى ..لكنى حزينه من اجل رقيه جدااا ..اعلم انك لست حزين بقدرى لانها ليست ابنتك لكن يا سعيد فق...
قاطعها:يا ملك انها كانت ابنتى ايضا لا تنسى انها ولدت بين يدى احبها بقدرك واكثر انا من ربيتها ..
ملك :حسنا يا سعيد ..ساحاول قدر قوتى ان اكمل علاجى
اغلق الهاتف وخانته دمعه من عينيه ..سامحينى يا ملك رجاء ..سامحينى
_____________
كان حسن عند باب غرفة العمليات يشكى الوانا من القلق ..خرج الطبيب ركض نحوه :طمنى يا سيدى ارجوك
كان وجه الطبيب بدون اى تفاعل ..تجمد الدم فى عروق حسن شعر ان قلبه ينتفض فى صدره لا ينبض فقط ..اغمض عيناه حتى لا تسقط ادمعه فى حضرة هذا الطبيب رغم انه صديقه ..
ابتسم الطبيب قائلا : ماذا يا حسن الا تتماسك قليلا؟!! ، اهل يوجد غيرك يعتنى بها حتى يلتئم جرحها ؟!
فتح عيناه متفاجأ بما يسمعه :ماذا ..ماذا تقصد
الطبيب :الحمد لله تمت العمليه بنجاح يا صديقى ..الحمد لله ع سلامتك وسلامتها
التقط حسن انفاسه بالحمد ..اللهم لك الحمد
كان يجلس مصطفى فى مكتبه فى شركة سعيد منهمك ف العمل ربما ينساها ويرتاح ضميره مما حدث لها ..انه لا يقوى حتى ان يتحدث عنها باى شكل ..الجميع واقف له على خطأ هو وعبد الرحمن ظنا منهم ان ما حدث لها بسببهم ،هو لا يتحمل ما حدث لا يستطيع ان يتصور قدر السوء الذى هو عليه ..رقيه ..رفيقتى وتلك الطفله التى لطالما احببتها ..اسماها هو رقيه لما وجد بها من رقه ..وهو كان عمره عشر سنوات فرق السن لم يفصل بينهم فقد جاء بعدها عبد الله اخوها وكبرا سويا هما الثلاثه ..لكنها لم تكن بهذه البساطه ..كانت تحمل بين طياتها الكثير ..اخاف منها واخاف عليها ..رقيه كانت ارق بكثير ان اكون انا نصفها الاخر لانى بهذه القسوه ..رفيقتها لم تكن الاولى ..حتى ذاك اليوم الذى عرضت عليها فيها الزواج كنت مساءا مع اخرى ..اعترف ان علياء رفيقتها كانت الاخيره لانها كانت حازمه ..كانت تعرف كيف تعاتبنى وتقاطعنى ،لكن رقيه لا تفعل ..رقيه لا تخبرنى انها تغضب منى حتى لا تحزنى ..اعترف انى افهم عليها دون ان تتحدث ولكن ماذا افعل لها وهى تترك نفسها هكذا ..واعترف ايضا انى انا من بدأت بالحديث مع علياء ..وبدأ حديثنا كأى حديث على اننا رفيقين لكن ..تطور الامر ليس بخروج عن ارادتنا ف احببت علياء لانى خائن .. اتقن فنون الخيانه الى الان ف انا مازلت افكر فى رقيه رغم خيانتى لها ..ورغم ابنائى الاثنين من علياء ..رقيه كيف اسامح نفسى على ما جعلته يصيبك كل هذا الوقت
دق باب مكتب سعيد ودخل مصطفى يبدو انه منهكا وحزين للغايه
سعيد:ما هذا الذى اصابك يا بنى ..اانت بخير
مصطفى :لا شئ يا عمى لا تهتم ..اسمعت اخبار عن رقيه ؟!
سعيد بغضب :لا لم اسمع ما زال عبد الرحمن يبحث ولا يرد لى خبر بعد
نظر اليه يحمل شيئا من غضب منه بينما همهم سعيد دون ان ينتبه اليه :ي ابنتى لو علمتى ماذا فعلت لما حزنتى كل هذا الحزن ولا هربت وفعلت بى كل هذا
ابتسم مصطفى باستهزاء وقال :عمى انا اريد ان احصل على اجازه ..انا متعب جداا ولم اعد اقوى على العمل مع هذا التعب
سعيد :كيف تتركنى يا مصطفى وانا فى هذه الظروف
مصطفى :اعذرنى يا عمى ف ان عملت هنا سيزيد الوضع سوء
سعيد :حسنا طالما هذا ما تريد فلتأخذ لكن لا تطيل الامر ..هكذا ستمضى وقت اكثر مع زوجتك وابناءك وتريح اعصابك
مصطفى :لا يا عمى انا لن اذهب الى البيت مجددا ..
قالها وخرج من الغرفه الى محطة القطار يهوى لا يعرف الى اين يذهب لكنه لا يريد ان يعود
________________
_رقيه
جاءها صوت صفيه التى تعمل معها فى نفس المكتب وهى منهمكه ف العمل ..
رفعت عينها من الورق الموضوع امامها قائله :هه اتقولين شئ يا صفيه
صفيه :اسالك ان كنت ستذهبين معنا بعد يومين لاحتفال الخطوبه الخاص بالبشمهندس عمر ..
تحمس محمد ايضا للحديث ف هو يريد ان يراها خارج اطار العمل لربما تتسنى له الفرصه ويحادثها ..ردت رقيه :لا لن اذهب
صفيه :لماذا يا رقيه ..جميع من بالشركه سيذهب ..وهو دعانا بنفسه واراد ان يحدثك حتى يدعوك لكنك كنت قد خرجت لتطلبى القهوه لنفسك ..
نظرت لها رقيه قائله :صفيه ..رجا..
قاطعها محمد :استاذه رقيه ..نحن زملاء بالعمل مر اكثر من ثلاث اشهر ونحن نعمل سويا .. نراك منهمكه ف العمل بصوره كبيره لذا نود التخفيف بان نذهب جميعنا
نظرت لهم رقيه قائله منهيه الحديث :وانا لا اود الذهاب ولا اود ان يفكر احد لا بالتخفيف عنى ولا باى شئ ..صفيه معذرة انا لا اقصد شئ لكنى حقا لا ارغب بهذا
تدخل عمر الذى كان واقفا دون ان ينتبهو وسمع الحوار كله ف اطرق قائلا: يكفى يا صفيه لا تضغطى عليها انها لا تريد الحضور اذا فلا تحضر ..لطالما لا تطيق ان تنظر الى وجهى ولا تريد ان ترى فرحتى لماذا نضغط عليها
وقفت معترضه على مجرى الحديث ك كل ..اعصابها لم تعد تتحمل ان تتجادل فى اى امر اصبحت لا تتحمل كل هذا قالت وكان واضح جداا انها تضغط على نفسها حتى لا تنفجر :بشمهندس عمر ..اهل تعرفنى ؟! ..لا ..اهل اعرفك؟! لا اذا لماذا يحدث كل هذا ..معذرة لكنى لست فى مزاج يتحمل النقاش او الجدال ..انا لم ارغب فى حضور اى مناسبه اجتماعيه الامر ليس متعلقا بك على الاطلاق ..ولا متعلق باحد غيرك ..رجاء لا اريد اى جدال مره اخرى ..ولطالما لا يتعلق الامر بالعمل فلا داعى لخوض اى حوار من الاساس ..
قالت كلماتها ثم خرجت من المكتب حامله كل همومها على رأسها ..خرج عمر متضايقا جداا دخل الى مكتبه ف هو مدير هذه الشركه بعد والده الذى لا يحضر اللا ساعه اسبوعيا تاركا الامر ل عمر
دخلت الى المكان المخصص لعمل المشروبات بالشركه وصنعت فنجان قهوه لنفسها وجلست ..كان عمر يتجول ف الشركه وكأنما لم يكترث لما حدث يهنئه الموظفون بالشركه كلما رأوه لفتها جدااا حديث الفتيات الجالسات :على ماذا يهنئونه الحق ان يهنؤون تلك المحظوظه التى استطاعت ان توقعه
ابتسمت رقيه شارده فى يوم عيد مولدها ..حين ركع مصطفى ابن عمها امامها مقدما لها باقه من الزهور يتوسطها الخاتم ..اجل احبته ..وقال انه يحبها ..لكن اى حب هذا ..مصطفى كان الشاب الوحيد الذى تعاملت معه ف هى خجوله جدااا وتربت معه منذ طفولتها لذا هو وعبد الله اخوها كل الذكور الموجودين ف العالم فى نظرها ..تذكرت تلك المرأه التى كانت تحضر يوم خطبتهما قائله: على ماذا يهنئونه الحق ان يهنئون تلك المحظوظه التى اختطفته
وحين رأت رقيه لن تقوى على الحديث ف ادركت ان مصطفى المحظوظ ورقيه كانت تؤمن فى حبه لها..الى تلك اللحظه التى سقط فيها مصطفى من ناظرها بلا رجعه ..بعد مرور سنه على خطبتهما كانت تنظر الى صور المفروشات التى اقترحها لها فى هاتفه ف جاء اشعار بوصول رساله ..لم تريد فتحها لكنها كانت واضحه
" مصطفى حبيبى اين انت ..لماذا تاخرت على ،ولم تجب على هاتفك ..مصطفى انا انتظرك ف المقهى المتفق عليه " تصنعت انها لم ترى شئ ..وركنت الهاتف ..نظر هو للهاتف واعتذر منها ورحل ..ذهبت خلفه دون تردد لتصل الى المقهى وتدخل ، لتجده بصحبة رفيقتها المقربه .لم تفعل اى ردة فعل كأن العالم قد انتهى عن الدوران ومنذ هذه اللحظه لم تحادث اى من مصطفى او علياء حتى انها لم تلق عليهما اللوم
سقطت دمعه من عينها مسحتها سريعا دون ان يلاحظ احد او هكذا ظنت ..دخلت الى المكتب مجددا واخذت تعمل وتنهمك ف العمل
اليوم ..هو اجازة رقيه من العمل لكن ..اليوم ممل جداا لا تدرى كيف كانت تمضى تلك الاجازات ،فتحت عيناها وقامت ارتدت ملابسها ونزلت الى المقهى المعهود ..لا تدرى الى اين ستصل بهذه الحياه الروتينيه الممله ..تناولت قهوتها الصباحيه دون فطور كانت جسديا منهكه لا تقوى ان تقف على قدميها ..لا تدرى الى اين ستصل بنفسها بعد كل هذا ..تريد ان تذهب لشقتها لكنها لا تستطيع ..يا الله كن لى معين .. انا بخير ،ان شاء الله لن يصيبنى مكروه ..يا الهى كيف نهضت من السرير وقدمت الى هنا ظلت متماسكه حتى لا تستطيع ان تنادى على احدهم ليساعدها ولا تريد من احد مساعده على الاطلاق ..
كان احدهم يجلس على منضده قريبه من مجلسها ويراقبها فى صمت لم يفهم ما الذى تعانيه لانه كان مشغولا ف الفتاة التى تجلس معه وتحاول بكل قوتها ان تجذب انتباهه لها
تذكر ذالك اليوم الذى رآها تبكى فيه ..كان حزينا جداا من اجلها لا يستطيع ان يتوقف عن التفكير فيها .. لماذا ترفضه الى هذا الحد اهى حمقاء؟! ام انا الاحمق كان يسال نفسه متعجبا باحثا عن اجابه
مرت دقائق غايه ف الصعوبه عليها وغايه ف البطئ ثم تحول العالم حولها لسواد عميق وسقطت من على الكرسى الذى كانت تجلس عليه محدثه جلبه كبيره ف المكان رغم صغر حجمها
قام مسرعا هاتفا باسمها حملها وركض بها الى المستشفى
شعرت بالم فى يدها كان احدهم يدق بها مسمار حاولت فتح عينها لكنها لا تستطيع لا تملك الطاقه ..شعرت كانما قوه تسرى فى كل جسدها فجأه ..فتحت عينيها بصعوبه لتجد ذاك الشاب يقف وامامه تقف فتاة عشرينيه ملامحها جميله جداا لم تتبين ملامح ذاك الشاب بعد حاولت النهوض لكن اوقفها صوته :بشمهندس عمر!!!!!
*استاذه رقيه ..انت بخير ؟! ما الذى حدث ؟!
نظرت له رقيه تريد ان تدفع به بعيدا عنها باى شكل قالت :انا بخير ..شكرا جزيلا لك على كل ما فعلته ..نلتقى ف العمل اذا ..
نظر اليها بغضب :يكفى يا هذه ..يكفى الى هنا اننا ان لم نكن زملاء ف العمل ف انت انسانه وانا لدى انسانيه ..ولكنى تحملت بما فيه الكفايه ..حسناء ان كنتى تودى البقاء فلتبقى لكنى سارحل الان
التفتت اليه خطيبته حسناء وهمست له برجاء :..انت محق يا عمر لكن كيف ستذهب هذه الى المنزل ..وماذا لو انتكست مره اخرى ..من اجلى انا انتظر بالخارج وانا ساتولى الامر
نظر اليها غاضبا وخرج دون تعليق ..
قالت لها رقيه :سيدتى انا ممتنه جدااا لموقفكم ولنبلكم لكنى لا اريد احدا ..اقسم لك انى لا اريد اساءه لكنى لا اتحمل مساعدة اى احد رجاء تفهمى موقفى ..
ابتسمت لها حسناء متفهمه :حسنا لكن لا تحزنى من خطيبى رجاءا انه انسان جيد ..وطالما هذه رغبتك سنرحل ..الحمد لله على سلامتك ..
خرجت حسناء الى عمر الذى كان فى قمة غضبه ابتسمت له ابتسامه هادئه جعلته يهدئ قليلا من روعه قالت له:الان نستطيع الرحيل ..هكذا رغبتها ف ماذا نفعل ..
وضعت يدها على قلبه مكمله للحديث :هلا هدئت قليلا لا داعى لكل هذا الغضب ..ابتسم قائلا :حسنا ..هيا نكمل يومنا ..اردنا ان نمضيه سويا منذ البدايه لكن ..لابأس الحمد لله على كل حال هيا نكمله
مضت ايام وهى تذهب الى عملها شاحبه لكنها لا تستطيع ان تتركه خصوصا لما حققته به من نجاح وان الفضل يعود اليها فى التقدم الكبيير لشركتها ..كما انه مصدر قوتها الوحيد كيف تتركه ..
كما ان الامور بينها وبين عمر ليست على ما يرام ف تخشى ان يصطاد لها غيابها ليطردها ..
لاحظ عمر انها تذهب للعمل رغم مرضها لم يريد ان يتدخل لكن الجميع لاحظ شحوبها ..وكل من يتدخل يطاله منها غضبها فقط حتى انها لا تعتذر بعد ذلك ..اهى بهذا السوء ؟!
وجه عمر سؤاله الى حسناء وهما يجلسان فى ذات المقهى ..نظرت اليه قائله :لا يا عمر انها ليست كذلك ..الم تلتفت الى ملابسها السوداء ..ايضا لديها ذوق عال جداا ف اختيار ملابسها ..تلك القلاده التى ترتديها تبدو ثمينه جدااا حقائبها وطريقة حديثها قصة شعرها ..وقرطها ..هذه الفتاه عانت شئ ما كبيير جدااا وهذا سبب كل ما هى عليه ..اتدرى يا عمر ادركت شئ يدل على انها حقا طيبه ..ان جميع من معك بالشركه يحبونها بشده يبدو انها تساعدهم بشكل ما ..اعتقد انها ليست سيئه ..انما زارت الدنيا قلبها ف رسمت بداخله جراحها
سرح عمر قليلا فى كلامها ثم ادرك مغيرا للموضوع عن لون زيها الذى كانت ترتديه وانها تبدو به جميله جداا
ازعجهم هاتفه كانت سكرتيرته رد بضيق : ماذا هناك
_بشمهندس عمر ..ساعدنى ارجوك ..هناك مشكله كبيره جداا خاصه بالحسابات قد تؤدى الى فقداننا اهم الصفقات المقدمه لنا
اعتذر عمر من حسناء وخرج مسرعا الى الشركه
_______________
كان فى غرفة الاجتماعات يجلس عمر ومسؤول الحسابات لدى شركة محسن بيه التى لها صيت فى الاسكندريه ف هى صرح تجارى كبير يجلس الجميع حول الطاوله يحاولون ادراك الخطا الارقام تبدو غير متناسقه يجلس ايضا محمد وصفيه ولا احد امكنه ملاحظة الامر ..كاد عمر ان يشطاط غضبا اقترب من صفيه محاولا عدم حدوث جلبه *اين رقيه ..بالتأكيد هى السبب فى هذا الخطأ
لم تستطيع صفيه ان تخبره انها هى ومحمد المسؤولان عن هذا الشئ لكنها لا تستطيع ان تواجه غضبه فقالت :بالطبع هى المسؤوله هى الان خرجت وستعود قريبا
دخلت رقيه الى الشركه مرتاحه قليلا يبدو عليها الاسترخاء ..اخبرها احد العاملين بالشركه انه يوجد اجتماع وهى لابد ان تحضر ..دخلت الى غرفة الاجتماعات بكل هدوء ..القت السلام وجلست وسط صمت من الجميع تعجبت لهذا الصمت ونظرت ف العقد قائله :تشرفنا بالعمل مع شركتكم حقا ..وفقكم الله....انتظر لحظه ..هناك خطأ ف الارقام هنا
نظر اليها عمر :اها ..هناك خطأ بالطبع ترى ما هو
ابتسمت بارياحيه قائله : لحظه واحده وسأعود
ذهبت الى مكتبها احضرت عقد مميز جدااا لا يوجد به اخطاء ووضعته امامهم : نحن نعتذر جدااا على هذا الخطأ ..لن يتكرر ثانية اعدكم بهذا
اخذ مدير الحسابات منها وتعجب بشده لما عليه هذا النص وصياغته قال:حسنا الشرف لنا سيده ...
اجابت:رقيه ..اسمى رقيه
ابتسم مكملا:غدا باذن ساحضر العقود تم امضاءها ..ونتمم الاجراءات
نظر عمر غير مستوعب لما حدث لكنه ما زال متضايقا منها ..عقب انتهاء الاجتماع ذهب الى مكتبهم دخل الى مكتبهم وكان قلب صفيه ومحمد يرجف بينما لم تهتم رقيه طالما لم يوجه حديث لها وكانت تعمل ..ذهب الى مكتبها ووقف قائلا :شئ طبيعى ..الوجه الشاحب وهذا الاعياء الواضح جليا لابد ان يشتت التركيز ويؤدى الى حدوث اخطاء ف العمل ...اخبرينى ما سبب كل هذا ..
كان صوته مرتفعا لدرجه ضايقتها وقفت قائله :هذا الحديث موجه لى !!! وما علاقتى بهذا الخطا الذى حدث ..وما دخلك بمرضى وشحوبى طالما لم يتأثر العمل به ..
نظر لها بغضب اكبر :اخبرينى اذا من المسؤول عن هذا ..
نظرت ل محمد وصفيه ..قائله لهم :اخبرا البشمهندس خطأ من هذا
ارتبكا جدا ثم اقرا بانها ليس لها علاقه وانهم هم المخطئان ..حاول ان يفضى غضبه عليهم لكن اوقفته رقيه : هذا ذنبى انا عليك ان تعاقبنى انا ..هذا عملى وانا اسلمته لهم ..لكن الا تكن مرتاح قليلا لا داعى لكل هذا الغضب ..الامر انتهى ونحن من سيبنى لهذه الشركه ما يريدون انشاءه ..رجاء لا داعى لكل هذا
قال بعصبيه :ابهذه البساطه
بادلته بنبره حاده جدااا : لا داعى لكل هذا اهدأ قليلا ان اردت ان تخصم من مرتبى ف لتفعل وان اردت ان تمنعه لشهرين ف لتفعل وان اردت ان تطردنى من العمل نهائيا ف لتفعل ..لكن لا تفرغ غضبك علينا ..نحن هنا كلنا جزء من هذه الشركه ولسنا عبيد لاحد
نظر لها لوقت ليس بالقليل التقط انفاسه بهدوء ثم انسحب الى مكتبه
انهت عملها لهذا اليوم الشاق ورحلت الى المقهى الذى اعتادت ان تذهب اليه وجلست ..ااااه اليوم كان اصعب من اى يوم ..لم تعد تستطيع ان تخوض اى حوار من اى نوع فما بالك بكل هذه النقاشات الحاده مع البشمهندس عمر ..ايضا تفكر فى محمد وصفيه لماذا دافعت عنهم لهذا الحد ..لا يا رقيه لا تفعلى انت لا تريدين اصدقاء ولا تريدين احد ..رقيه لا تفعلى انت تساعدى الجميع قدر امكانك لكن ليس الى هذا الحد ..قاطعها صوت احد الجلوس ينادى على النادل ف القت نظره سريعه ع الحضور لاول مره ..وجدت حسناء وعمر ..حسناء نظرت اليها وابتسمت ك عادتها ..قالت رقيه فى نفسها وهى ترد لها الابتسامه ..انا اريد بعض السلام وطالما بيننا هذه الحرب لن انعم بسلامى ..ترى هل اذهب واعتذر منه ..نعم هذا هو الوقت وخطيبته تجلس معه لن يطول نقاشنا كما انها ستحافظ على هدوء الموقف ..
التقطت انفاسها ووقفت ذهبت عندهم ..القت السلام ..ردته حسناء بترحاب شديد ورده عمر باندهاش ..لا لشئ سوى لانه لا يستوعب انها من الممكن ان تحضر فى حضور خطيبته ف هو يظن انها تغار عليه منها وهذا مبرر كل ما يحدث بينهم ..قاطعت اندهاشه رقيه قائله :بشمهندس عمر ..اود الاعتذار منك وبشده على كل امر قد حدث بيننا ..انا لا احب النقاش من اى نوع ..وكل الطرق بيننا تؤدى لجدال لا لنقاش ..انا جئت اليوم لانهى كل هذا ..هلا سمحت بان ينتهى كل هذا
نظر لها عمر مندهشا بقوه مما يسمعه لمسه صدق كلماتها وذاك الضعف الذى ظهر رغما عنها ولم تلحظه حتى حسناء ..قال :حسنا يا سيده رقيه لينتهى كل هذا ..ولكن اخبرينى ..لماذا دافعت عن محمد وصفيه رغم انك تعرفين انهم هم من وشيا عنك ..
تنهدت كأن حملا سقط عن قلبها ثم قالت :انه خطأى انا منذ البدايه .. اليوم رغبت ان اتمشى قليلا فى ساعة الراحه وهما كانا جالسان وكان لابد ان اراجعه فى هذه الساعه ونسيت واخبرتهم اننى لم افعله من الاساس دون ان انتبه لكلماتى وخرجت وهما توليا الامر ونتيجه لصغر مساحة الوقت حدث كل هذا ..اى ان هذا خطأى انا ..
عمر :وانا قررت. عقابك على هذا الخطأ
نظرت له رقيه بتعجب ف اكمل:لديك اسبوع اجازه من العمل ..خلال هذا الاسبوع تريحين اعصابك وتستعيدين ما فقدتى من صحه ..اعلم انه وقت ضيق لكن لا نستطيع الاستغناء عنك اكثر
كادت ان تنفجر من صدمتها وكادت ان تتوسل اليه ان لا يفعل اهل ستسلمها اسبوع كامل لذلك الفراغ الذى يقتلها الف مره عادت الى منضدتها دون رد وما ان اخفت وجهها عن الجميع حتى بكت لكنها سريعا ما تمالكت نفسها حتى لا ينتبه اليها احد ..دخلت الى غرفتها بعد يوم ملئ بالمتاعب استلقت على السرير ورافقت ادمعها طوال الليل ..حتى استسلمت لاوامر جسدها ورحلت فى نوم عميق
_____________
كانت نائمه بل غارقه ف النوم ومازالت دموعها تتساقط ايقظها صوت الهاتف احدهم يرن عليها ملحا يسأل اجابتها ..امسكت بالهاتف وردت دون تفكير ..كان صوتها يحمل الكثير وحده فما بالك بانها نائمه ..:الو ..مرحبا
حسناء: مساء الخير يا رقيه ..بالطبع اسمحى لى ان اناديكى بدون لقب ..
رقيه بضيق:من انت من الاساس
حسناء:انا حسناء خطيبة البشمهندس عمر اتذكرينى ..
رقيه :اذكرك بالطبع ..خير اهناك مشكله ..
ردت حسناء فى تعجب وصدمه من نبرة صوت رقيه :لا لا توجد مشكله ..اننى فقط اشعر بالملل الشديد واعلم انك كذلك طالما انك ستمضين اسبوع دون عمل ..ف اقترح ان نلتقى سويا ..حتى يزول هذا الملل ولو لنصف ساعه
كان صوت حسناء مغلف برجاء عميق ..رغم ذلك حاولت رقيه ان ترفض لكن اصرار حسناء غلبها
ارتدت فستان انيق جداا لم ترتديه من قبل كان اسود ..ويحمل الوانا من الجمال ..قررت ان تلبس قرط بلون عينها الازرق ..كانت جميله جدااا ..هى فعلت هذا حتى تدارى ما بها من حزن حتى لا يلاحظه احد دخلت الى المطعم الذى اعتادت ان تذهب اليه ف هناك كان الموعد ..نظرت الى منضدتها وجدت احدهم يجلس عليها ..وكان منكسا رأسه نادت على النادل ف اتاها مسرعا ..قالت :اريد ان اجلس على منضدتى .. لماذا اجلست غيرى
رد:اعتذر يا سيدتى انه دخل وجلس هنا دون ان انتبه اليه ..ساجعله يغيرها لا تقلقى
ذهب اليه تحدث اليه قليلا ثم وقف ذاك الرجل والتفت اليها ..وما ان التفت اليها حتى تجمدت الدماء فى عروقه وعروقها ..شعر هو ان قلبه يكاد يتوقف بينما شعرت هى بقدر غضب لا يمحوه اى شئ سوى ان تقتله وتشرب من دمه قال مصطفى مندهشا :رقيه !!!!!!!
سرعان ما تمالكت نفسها وتحول ذاك الغضب القابع بداخلها الى جمود تجاه هذا الشخص ..كانها لم تعرفه من قبل ولم تلاقيه هكذا كانت تشعر ذهبت وشكرته بكل هدوء على ترك المنضده ثم جلست ..دون حتى ان تلتفت اليه ..حقا لم تكن تهتم لوجوده ..جلس على الكرسى المجاور لها محاولا لفت انتباهها له ،ربما لم تتعرف عليه لما آلت اليه حالته قال :رقيه الا تذكرينى ..انا مصطفى ابن عمك
رفعت رقيه عينها من الكتاب الذى كانت تقرأه فكان الوقت مازال باكرا جدا على موعدها لكنها اثرت ان تنتظر ف المقهى وياليتها لم تأثر قالت :معذرة يا سيد كل عائلتى توفت ..ودفنت ،لم يعد منهم اى احياء هلا تركتنى ورحلت ف انا لا اود التحدث مع احد
مصطفى لم يتعجب مما قالته لكنه يود الاعتذار يود ان يفعل اى شئ حتى تسامحه وها هى الان امام ناظريه اذا لماذا ..لماذا لا يفعل ..:رقيه ..هل ممكن ان تسمعى الى قليلا
قالت له :لا يوجد بيننا حديث منذ زمن طوييييل انت من فعلت هذا ..وانت من اخترت ..ليس انا ..بالطبع تفهم جيدا ما اقول لذلك لا اطيل ..وانت ايضا لا تطيل الحديث وارحل
تكونت الدموع فى عينه وتجمع كل ضعف الدنيا :نعم انا مذنب ،لكن...*صمت طوييل ثم *سامحينى يا رقيه رجاء ..انا لا انام الليل ولا ااكل ولا اشرب ..ارجوكى سامحينى
رقيه:ارحل يا مصطفى ارحل ..انا لم اعد اعرفك حتى اسامحك او لا ..
مصطفى :لو لم تسامحينى سوف اخبر الجميع انك هنا ..بالطبع تعرفين ان عمى سعيد يبحث عنك فى كل مكان
اشارت له بيدها نحو الباب :تفضل اخبر من تريد بما تريد اتظن ان شئ اصبح يهمنى ..انتم اعلنتم موتى وانا اعلنت موتكم ايضا ..لا فرق لدى بين ان تعرفوا مكانى او لا ..لم يعد لكم على سلطان ولا لكم الحق باى شئ يخصنى ..والا واجهوا العالم بعدم موتى وحينها انا سأتبرأ من انى لكم
مصطفى :رجاء يا رقيه لا تفعلى هذا بى .. ماذا تردين منى ان افعل ك تعويض لك عن كل ما حدث
رقيه:لا اريد شئ سوى ان ترحل ..وتتقبل انى ليس لدى احد الان ولا اريد هيا ..اذهب من هنا ولا تعود
مصطفى :وان تذللت لك بالرجاء ..
رقيه:لماذا لا تفهم ..انت لا تعنى لى اى شئ على الاطلاق ..لا احبك ولا اكرهك وحتى لا اعرفك ..وان لم ترحل الان سانادى على النادل يتعامل هو معك
صوب نظره عليها قليلا سقطت منه دمعه خائنه ثم خرج من المقهى لم تشعر بالسعاده وايضا لم تشعر بالحزن ..هذا ما تدربت عليه طيلة الشهور ان لا تشعر تجاههم حتى بالشفقه ،فلا احد منهم يستحق
اغمضت عينها .قليلا تستمع الى اغانيها المفضله ثم بدأت تقرا حتى يحين الموعد سمعت طرقات خفيفه على منضدتها بعد قليل وانتبهت الى صوته :على حسب علمى ف الموعد بعد ساعه ونصف من الان لماذا انت هنا باكرا
اغلقت الكتاب ووضعته امامها :وعلى حد علمى ان الموعد مع حسناء وليس معك سيد عمر ..وايضا اظن ان المقهى مفتوح طوال اليوم ليس منذ الموعد فقط
عمر :حسنا اذا لن اتدخل ..ساتركك فى سلام .. لكن !ايمكن ان نتحدث قليلا ..يعنى خارج اطار العمل وخارج روتين الحياه ..
ابتسمت له لاول مره دون غضب :وعن ماذا سنتحدث
تحمس جدا وجلس :عن اى شئ تودين ..
ردت :صدقنى انا لم يعد لدى اى طاقه للحديث ..لم اعد اتحمل حتى ان اسمع صوتى ف ادرك انى على قيد الحياه دعك من كل هذا وانتظر خطيبتك لا تدعها تأتى وتراك على منضدتى رجاء
كان مترددا جدا حول اخبارها امر ما ولكنه لم يقل ف ذهب الى المنضده الخاصه به وبحسناء حتى تأتى فقد اتفقا ان يذهبا سويا يلتقيان قبل موعدها مع رقيه ثم يرحل هو ويتركهم
حضرت حسناء ..وجلستا سويا على منضدة حسناء ف رقيه تريد ان تحتفظ بهذه المنضده لها ولوحدتها ..كانت حسناء فى غاية السعاده لطالما انتابها الفضول ناحية رقيه .. وسبب ذاك الحزن المرتسم على ملامحها قالت :انا حقا سعيده جدااا لحضورك اليوم .. شرف كبير لى ان اكون صداقه معك ..لا تتصورى كم احتاج الى رفيق استند عليه فى حياتى
نظرت لها رقيه دون ان ترد ف اربكتها قليلا ..اكملت حسناء : اتعرفين انى مازلت طالبه .. حين رايتك لاول مره ظننت انك ايضا طالبه ..ملامحك تظهر انك صغيره ..كم عمرك ؟!
ردت رقيه بهدوء :سيده حسناء .. اعذرينى لكن لابد ان اقول هذا .. انت تبحثين عن اصدقاء يهدونك الحياه ..ويكونوا لك عونا على مواصلتها ..اما عنى ف انا اكره الحياة واكره كل من يبحث عنها .. انت جميله جدااا ولو كنت جئت قبل اربعة خمسة اعوام كنتى وجدتى ما تريدين ..لكن اليوم لا يصح ان يكون بيننا صداقه ..انا لا اصلح صديقه ..وانت لن تستطيعين ان تصلى لاى شئ فى داخلى ..اود جدااا ان نكون اصدقاء ..لكنى لم اعد اصلح لهذا الشئ ..
ابتسمت حسناء متفهمه ولكنها حزنت لانها لم تستطع كسب صداقتها .. :حسنا اذا كما تريدين ..لن اضغط عليك ..
اكملا جلستهما ف الحديث عن العمل ومواضيع سطحيه جداا جداا حتى رحلت حسناء ..وخرجت رقيه الى شوارع الاسكندريه تتمشى على الشاطئ .. شردت قليلا
"ي ليلة العيد انيستينا وجددتى الامل فينا ي ليلة العييد "
مصطفى:رقيه ي رقياااه .. كان صوته مرتفع جدا
خرجت من منزلها مسرعه من ذاك الذى ينادى بهذه النبره :ما كل هذا الضجيج ..ماذا تريد ؟!
مصطفى : اريد ان نتحدث قليلا رجاء اركبى معى ..انا لا اريد الانفصال عنك ..انا احبك يا رقيه اهل تسمعين ..احبك بكل ما اوتيت من قوه .. نعم ربما اخطأت ولكن اقسم انى لم اقصد هذا .. دعينا نغلق كل القديم ونفتح صفحة بيضاء
اخرجت رقيه هاتفها :نعم يا ابى الم تخبرنى ان مصطفى لن يضايقنى ثانية لماذا هو هنا الان ..
مصطفى :لا تفعلى هذا ارجوكى انا اريدك
رقيه بصوت مرتفع يحمل كل الغضب:وانا لم اعد اريدك اغرب من هنا ولا تعود ..انا اصبحت اكرهك بقدر حبى لك .. لا اريدك ..
ابتعد مصطفى فى حين اخذت هى سيارتها وانطلقت مسرعه كانت فى عمر الثانية والعشرين ..وهى تهوى ف الشوارع بلا ملجأ لم ترى سوى احدهم امامها ..ضغطت المكابح بكل قوتها لكنها لم تستطيع منع اصطدمه بالسياره .. ذهبت به الى المستشفى بعد ان ساعدها الناس ووضعوه ف السياره ..
اخبرها الطبيب انه حدث له كسر فى احد ساقيه ولا بد ان يراعيه احد .. وحينما افاق ..لا تستطيع ان تنسى نظرته لها حينها : انا الدكتور عبد الرحمن ..لابد انى مت وانت الملاك الذى سيحاسبنى .. لذا لا يليق دكتور ..انا عبد الله جل جلاله ..
ابتسمت رغم عنها لمداعبته .. قال لها: ما الذى حدث
رقيه:صدمتك سيارتى
*الم يصيبك مكروه
_لا ولكنى قلقه عليك .. اتشعر بالالم ؟!
*قليلا ولكنه سيمضى مع الوقت ..المهم انك بخير
_ ردك الله سالما يااارب
*ف المرة القادمه ..لا تقودى وانت فى هذا الشرود حتى لا تقعى فى احد مثلى
_الطبيب يقول انك بحاجه لمرافق اريد رقم والدتك او زوجتك حتى تأتى وتعلم
*لكنى لا يوجد لدى احد .. كلهم رحلو
نظرت له بحزن قائله :حسنا سابقى انا معك
مضت رقيه حوالى شهر ..تذهب اليه وتقضى حاجاته من تحضير الطعام واعطاء الدواء ..كان ف المستشفى لا تعرف ايستحق كل هذا الوقت حتى يشفى ..كان يحكى لها عن كل شئ فى حياته عن امه التى لم تراها عينه لكنه احبها جدااا ووالده الذى توفى وهو فى عمر صغير كبر وسط ابناء اعمامه ..وكان دائما يشعر بالحرج يشعر بالحزن هناك شئ ناقص لا يكتمل .. كانت تسمعه بكل جوارحها .. وتبكى اذا اطال الحديث عن مشاعره المكبوته وحزنه الدفين وكلماته التى لم تخرج لاحد قبلها ..
طرقت باب غرفته ودخلت : ماذا ايها البطل ..ما اعرفه ان هذه الجبيره لا تبقى اكثر من اربعين يوم ..اعلم انك بقيت هنا حتى اعتنى بك لانى لا استطيع الذهاب الى منزلك ..لكن يكفى الى هذا الحد ..الطبيب قال انك بخير
عبد الرحمن : امللتى منى يا رقيه ؟!
رقيه :لا يا دكتور ..اننى انما فقط لم اعد اطيق ان اراك حبيس هذا الفراش ..كما انك لديك عمل ..وانا كذلك لدى دراسه
عبد الرحمن :..حسنا اذا اذا كان هذا ما تريدين فسأفعله ..لكن بشرط
رقيه :وما هو اذا ؟!
عبد الرحمن :ان تعدينى ان نلتقى مجددا حتى ولو مرتين ف الاسبوع ..اعذرينى لكنى اعتدت البقاء معك
رقيه :مرتين كثيرا جدااا دع هذا للايام ..
عبد الرحمن :..حسنا ..
مضت ايام كانت رقيه منشغله به ..بينما هى لم تفارق قلبه وعقله كان مشتاق اليها جداا جداا ..ذهب اليها الكليه لم يعد يستطيع ان ينتظر اكثر وهى لا ترد على هاتفها .. تجمدت مكانها بمجرد ما رأته وشعرت بسعاده غريبه ..ربما هى ايضا اعتادت عليه ولكن جرحها مازال مفتوحا ومصطفى ما زال يطاردها ..وتعلم انه يقف الان فى ساحة الكليه يراقبها .. ذهبت الي عبد الرحمن سريعا .. سلمت عليه _عبد الرحمن ارجوك ارحل من هنا ..وسوف نتحدث
*لا لن ارحل انا اشتقت اليك كثيرا ..وانت لا تجيبين على هاتفك
_اعدك ساجيب ولكن ارحل ..
كانت تنظر حولها بخوف كانما ترتكب جريمه تعلم انه لو راهم مصطفى ل افتعل حرب وليست مجرد مشكله
ارتبكت بشده مجرد ما رأته يتجه نحوهم ..:عبد الرحمن ..انا الان ارجوك ان ترحل ..اعدك سارد على هاتفى ونرتب موعد لكن ارحل
اصرارها زاده عناد وخوفها وارتباكها لا يستطيع ان يتركها فى هذه الحاله :رجاء ..اشرحى لى لماذا كل هذا الاصرار على رحيلى
كادت ان ترد حين امسك مصطفى بمعصمها وجذبها بعيدا عن عبد الرحمن قائلا : الا تفهم ..الفتاه قالت لك ارحل
شعرت رقيه بالغضب تجاهه :وما دخلك انت .. باى وجه تاتى الى هنا ..وتتحدث هكذا .. هلا تركت يدى رجاء
نظر اليها وهو فى قمة اندهاشه : وانا لن اتركك يا رقيه ..ثم وجه كلامه ل عبد الرحمن قائلا: وانت هيا ارحل من هنا .. والافضل لك ان تبتعد عنها والا لن يحدث لك خير
كان الموقف مشتعلا بما فيه الكفايه ومصطفى يضغط على يدها بقوه دون ان يشعر وفجأه تبدل الوضع حين تألمت رقيه بشده لتجد رقيه نفسها ف يد عبد الرحمن ومصطفى ملقى على الارض على اثر دفعه من عبد الرحمن .. جاء عبد الله اخوها فكان بالقرب منها تحسبا لاى مشاكل ف كان والدها حريصا جدا ان لا يتعرض لها مصطفى .. اخذها هى وعبد الرحمن ورحلوا الى المنزل اوصلهم عبد الرحمن فى سيارته ورحل ..
بعدها توالت المقابلات بينها وبين عبد الرحمن .. ولم يتعرض لها مصطفى مرة اخرى .. تعجبت من هذا ولكنها ارادت بشده ان تنساه فلم تسال
تذكرت ذاك اليوم الذى اتى فيه الى منزلها ليقوم بخطبتها .. كانت سعيده جدااا شعرت معه بالاهتمام الذى لم يهديها اياه مصطفى بهذا القدر .. اعاد حياكة ذاك الجرح الذى وضعه مصطفى فى قلبها ف شعرت بالامان له ..
______
كانت تبكى حد ان انفاسها تتقطع ف لم تشعر سوى بيد تربت على كتفها كأنما تواسيها التفتت لتجد نفسها جالسه على صخره مطله على البحر وسيده تبدو اربعينه فقيره جدااا تركت فرشتها التى تشوى الذره عليها وجاءت اليها لتواسيها لان صوت شهقاتها كان مرتفعا مسحت المرأه دموع رقيه بيد حانيه وقدمت لها الذره كانت بحاجه الى الماء ف طلبته منها ..ف احضرته المرأه لها شربت واخذت الذره اكلتها .. وشعرت انها فى حاله ربما جيده قليلا ف تركت للمرأه نقود رغم رفض المرأه لكنها اصرت .. وذهبت الى شقتها .. استلقت على السرير دون ان تبدل ملابسها ورحلت فى نوم عميق
استيقظت من النوم على صوت بكائها وهى تقول لماذا يا عبد الرحمن ..انا لم اغضب من مصطفى على ما فعله بى ..تجاوزته وجودك هو من ساعدنى انت كنت ساعدى ..لماذا فعلت بى كل هذا ..اكملت بكاءها متذكره
*غائب منذ الامس يا ابى ..لم يعد من العمل بعد ..انا قلقه جدااا عليه
_لا اعرف ي ابنتى ان كان الوقت مناسب لكنى اود ان اريكى شئ
اجابت بتوتر :ماذا يا ابى اهناك شئ سئ
_اعطاها اوراق اتطلعت عليها بتمعن ..
كانت عقود بيع لممتلكاتها منها الى عبد الرحمن ... عقارات تملكها اصبحت الان بين يديه .. وما هذا انه اخطار من البنك بسحب اكثر من نصف اموالها المودعه بالبنك لحساب اخر باسم عبد الرحمن :ماذا يعنى هذا يا ابى ..عبد الرحمن يسرقنى !!!
لا مستحيل ..هو لا يفعل هذا ابداا انا اثق به حد ان اسلمه روحى .. هو لا يفعل
بكت من صدمتها عانقها سعيد لا تحزنى ي ابنتى .. سيتظهر الايام ما نجهله ..
مضى يومين من اصعب ايام حياتها كانت متعبه جدا لا تاكل ولا تشرب بالاضافه الى انها حامل .. طرق الباب فى مساء اليوم الثالث فتحت له مسرعه وجدته فى حاله يرثى لها رائحة انفاسه كحول وملابسه امتزج فيها الكحول برائحة عطر نسائى دخل الى الغرفه دون حديث واستلقى على السرير ..فهمت من هيئته ما فعله واين كان .. انه يذبحها بسكين مصطفى ..ياله من قذر ..لم يكتفى ايضا بسرقة اموالى انما يسرق عمرى وكبريائى فتح عينيه ..ويسال بكل وقاحه ماذا حدث ..سالته انا ما الذى حدث .. تحولت عيناه الى جمر مشتعل يتطاير منه الشرر ضربنى بشده خصيصا حين اخبرته بانى عرفت بسرقته لاموالى .. ثم سقط فاقدا للوعى .. اتصلت بابى ليس لى سواه ينقذنى من بين يدي عبد الرحمن
كنت الكتف الذى استند عليه يا هذا والشخص الذى اختبئ فى ظهره خشية ان تؤذينى الدنيا اصبحت انت مصدر رعبى وخوفى المستمر
اخذنا ابى الى مخزن خاص بشركاته ربطوه رجال ابى دخلت عليه بعد ان فتح عيناه ..لا اذكر ما الذى قلته ..لكنى اظن انه كان لديه ما يقوله .. انا اعرفه جيداا واعرف حين يحمل كلاما ولا يستطيع اخراجه لكن حينها كنت غاضبه .. ولم يهدأ غضبى قط خرجت من عنده :انتهى يا ابى ..لا اريد ان اراه مرة اخرى ..اجعله يبتعد عنى رجاء
_حسنا يا صغيرتى لكن اهدأى لا تفعلى هذا بنفسك ..
طلقنى عبد الرحمن وعدت وحيده مجددا وحزينه طوال الوقت بل لا اشعر بالوقت من الاساس .. الى ان شعرت بالم فى كل جسدى تركز اسفل بطنى .. الم هز اركانى كلها ..عقبه رؤيتى لدمائى تسيل من بين قدمى ..اجل فقدت طفلى منك يا عبد الرحمن اهملتنى وتركتنى لا استطيع ان اتناول الطعام ف حدث ما حدث ..لن اطلب منك ان تسامحنى ف انت السبب ..
مر حوالى شهر كنت فى حالة اكتئاب حاد ف ارادت امى ان نتجول ف الانحاء قليلا ..ولانها نقطة ضعفى الوحيده ..خضعت ل رغبتها .. خرجت معها ف اليوم الاول وف اليوم الثانى خرجت بمفردى انا والسائق كان الطريق مزدحم قليلا وكنت شارده ..لا ادرى ما الذى حدث سوى صوت صراخ احدهم :انتبه ..
بعدها فتحت عيناى على صوت ام كلثوم تغنى ليلة العيد ..ووجه لم اتبينه سوى بعد دقائق لكنه كان غير مألوف بالمره
__________
امضت رقيه باقى الاسبوع فى حاله يرثى لها ..كل يوم كابوس حتى الكتب والاغانى لم تكن شفاء فى هذا الوقت ..ف كانت تمضى يومها بين مقاهى ومطاعم الاسكندريه او على الشاطئ
كان عبد الرحمن جالس فى احد المقاهى بالقاهره كان عقله مشغول جداا بها ..اين يمكن ان تكون قد ذهبت :رقيه اقسم لك يا حبيبتى انى لم اخطأ بحقك .. ولم اذنب يوم .. لكنى لا اقوى ان اخبرك الحقيقه .. وانت لا تسمعين ..
لمح طيفها يخرج من المقهى ف خرج مسرعا لكنه لم يرى شئ ..شعر باليأس يتملكه ف عاد الى مكانه ..خطر بباله صور عن ذاك المستقبل الذى رسماه سويا .. تذكر يوم اخبرته انها حامل ..يذكر سعادتهما سويا وكيف احتفلا بهذا وكيف باتا الليل يرسمان المستقبل الباهر الذى ينتظرهما حتى اظلمت عليه الدنيا يوم عرف انها ليست ابنة سعيد كان ذاهبا اليه ف المكتب فى شركته الكبيره لانه دعاه ووقف خلف الباب دون قصد سمع الحديث الذى دار على الهاتف وان رقيه ليست ابنته ..فتح الباب ليواجه سعيد وحينها هدده سعيد حرفيا قائلا :ان عرفت رقيه اى شئ ساذبحك يا عبد الرحمن
رفع عبد الرحمن حاجبه متعجبا :وانا لا اخاف منك ..ان كنت تريد قتلى ف لتفعل
سعيد:يا بنى انا لا اقصد هذا ولكن فقط من اجل مصلحة رقيه ..انت تعرف انها ابنتى المدلله وكم تحبنى ف كيف اذا اكتشفت انها ليست ابنتى بالطبع ستتدمر ..رجاء يا عبد الرحمن ..انت تعرف زوجتك اذا علمت بمثل هذا ربما تموت من الصدمه فقط ..
نظر له غير مقتنع لما يحدث لكنه آثر ان لا يخبرها خشية ان يصيبها مكروه هو اكثر من ع الارض يعرف كم تحبه هى ..وتتعلق به ..مضت اسابيع ظن فيها عبد الرحمن ان الامر انتهى هو لن يتحدث ومن هنا لن تكون هناك مشكله وفى احد الايام وهو فى طريقه للعوده من عيادته الخاصه غاب عن الوعى .. فتح عينه ليجد نفسه ف المنزل ورقيه تنظر اليه بتعجب ..كان يشعر بان اعصابه مشدوده جداا وان عضلاته متعبه *ماذا حدث يا رقيه
_ف الاصل اخبرنى انت ماذا حدث ..
نظر لها بتعجب فى حين اكملت :رائحة كحل ..وعطور حريمى .. غياب ثلاثة ايام ..نظرت اليه بكل وجع وتقزز.. مساحيق تجميل على جسدك .. ها يا عبد الرحمن ماذا حدث
لا يدرى لماذا تحول كل ما بداخله لغضب لم يشعر باى شئ ايضا الا ف اليوم التالى وهو مربوط فى احد الكراسى فى مخزن سعيد ..دخلت اليه وافرغت غضبها عليه كان على ملامحها اثار ضرب لا يعرف من ذاك المتوحش الذى فعل بها هذا .. اخبرته كم تكرهه ..بعدما خرجت دخل سعيد وجعله يشاهد مقاطع فيديو له وهو مع احد فتيات الليل ..كان سعيد دقيقا فى تخطيطه فقد اوقع به حقا ..:حسنا يا سعيد بيه سافعل كل ما تريد لكن لا ترى رقيه هذه المقاطع ..كل ما تريد بحق ..كان يخاف على مشاعرها حقا يخاف ان تراه موضع الخائن حتى وان رأت اثار هذه الخيانه ..
وبعد يومين سمع انها ف المستشفى حين ركض اليها اخبره الاطباء انها فقدت الجنين اثر هبوط حاد ف الدوره الدمويه فلم يقوى الجنين على البقاء بكى فى هذا اليوم ..بكى كثيييرا جداا
كان شاردا جداا قاطعه صوت النادل :سيدى يا سيدى
انتبه له قائلا :هه ماذا هناك
النادل :الان موعد اغلاق المقهى
عبد الرحمن : حسنا احضر لى الحساب
دق المنبه الخاص بها انه اليوم الاول ف العمل بعد انقطاع دام لاسبوع كل يوم فيه اعتبرته عام كامل دخلت الى مكتبها بدون ان تبتسم لاول مره .. فاجأتها صفيه بترحابها الشديد فعانقتها كثيرا واطالت العناق ..استسلمت رقيه ف هى تحتاج لهذه الهبه الربانيه حتى لو كانت من غريب استعادت بسمتها راده التحيه لصفيه قائله :ما كل هذا الشوق يا صفيه ..انه اسبوع فقط
صفيه :كانت اكثر الايام ثقلا علينا يا رقيه لم اعمل فى مثل سوء هذه الايام من قبل ..
اتسعت ابتسامة رقيه على الاقل هناك من عايش ايام سيئه مثلها ..اى من الممكن ان يشعر بها ..ربما ايضا كانت صفيه فى حاجه الى هذا العناق
صفيه :ولم تكن صعبه علينا فقد يا رقيه بل كانت صعبه على البشمهندس عمر ايضا
نظرت لها رقيه بضيق من حديثها .. ما شأنها هى وذاك عمر ..
صفيه بعد ان لاحظت ضيق رقيه من كلامها :لا تؤاخذينى
*لا تهتمى
_ايضا هناك خبر سعيد جدااا
*خير ان شاء الله
_انا ومحمد تمت خطبتنا ..وسوف نعقد القران ونقيم العرس قريبا جدااا باذن الله
اتسعت ابتسامت رقيه اكثر ف هى سعيده جداا لهما : اتمها الله عليكما فى خير
ادرك محمد انه لن يتقدم من رقيه ابداا وكانت مشاعره اعجاب ف بدايته ولكنه بعد ان عرف بالصدفه ان صفيه تميل اليه لم يتردظ فى خطبتها وبدءا حياة جديده سويا يغلفها الود والاحترام
______________
فى مطار القاهره الدولى ..كان يقف سعيد وعبد الله وخطيبة عبد الله اسماء ..كانا لائقين جدااا وكانا يحملان جمال من نوع فريد ..جميعهم ينتظرون قدوم ملك ..فقد اتم الله شفائها مما اسعد قلب الجميع خصيصا سعيد الذى كان فى ذروة سعادته ..احب ملك حب لم يهديه رجل لامرأه ..ف هى جانب الخير الوحيد الموجود فى حياته ..لا يخاف اى شئ سوى ان يفقدها ..لم يتزوج غيرها ولم ينظر لاى امرأة منذ ان وقعت عيناه عليها ..رغم الظروف التى منعت زواجهم ف البدايه وتزوجت ملك من غيره شعر ان قلبه ينتفض من الحزن والالم ..مر ثلاثة شهور وتطلقت لاسباب مجهوله .. تزوجها هو بعد مرور شهور العده ..اكملت حملها فى بيته وانجبت طفلتها ..لم يكن يريد هذه الطفله ..ولا يريد ان يراها ف هو يكرهها كلما رآها تذكر ان احدا غيره اقترب من حبيبته لكنه لا يستطيع ان يعلن هذا فعاد بذاكرته ليوم مولدها
ملك :سعيد هيا اقترب يا حبيبى لترى ابنتى ..انظر انها تشبهنى تماما
سعيد :حقا يا حبيبتى انها نسخه منك ..يا لها من جميله قاطعهم دخول مصطفى ممسكا فى يده ورده جميله وضعها بجوار رقيه قائلا :انها رقيقه جداا يا عمى ..اقرب اسم يليق بها رقيه
خرج مصطفى ليجلسا بمفردهما ..امسكت بيديه وقبلتهما :سعيد انت تعرف كم احبك ..وتعرف ان زواجى لم يكن بارادتى ..لكن هذه الطفله ليس لها اى ذنب فى خوض كل هذا ..اقسم بالله العظيم ان عرفت انك لست بابيها او عاملتها بسوء لن ترانى مجددا يا سعيد ولا حتى فى احلامك
قطعت عليه حكما الا يقترب اليها احاطتها بسور منيع لن يستطيع ان يفعل اى شئ لانه لا يقوى فراق ملك مجددا ..كما ان ملك لن تكتفى ..كتبت كل ثروتها باسم رقيه ..ومن ضمن ثروتها اهم شركات سعيد الذى تنازل عنها لملك قبل زواجه منها .. وكتبت انه ان اصاب رقيه مكروه تتحول هذه الاملاك ملك للدوله
اى ان ملك وضعت حياة سعيد مقابل حياة رقيه ..
توقف شريط عرض الذكرايات عند رؤيته لملك ..توقف قلبه يشعر ان جسده كله يهتز كم اشتاق اليها ..كانت تبدو ك شابه ثلاثينيه رغم ملامحها الحزينه ..ركض نحوها عبد الله واحتضنها بقوه ومازال سعيد فى مكانه لا يقوى ان يتحرك ..تحركت هى نحوه :ماذا يا سعيد الم تشتاق الى
احتضنها مرحبا بها ..وملتقطا لانفاسه :كيف لى الا اشتاق ..ااه يا ملك لو تعلمين ماذا اعانى فى غيابك لما غبتى ابدا
ابتسمت له ..:ها قد عدت يا سيدى ..هيا لنذهب الى منزلنا
كانت ملك تحاول جاهده ان لا تظهر حزنها حتى لا تؤثر عليهم بالسلب
______________
بعد الانتهاء من يوم اخر من العمل .. تلقت رقيه مكالمه هاتفيه كانت تقف فى ساحة الشركه لم ترحل بعد _الو..السلام عليكم
*مرحبا بالسيده الجميله رقيه
_من انت
*انا سامح مدير الحسابات فى الشركه التى تعاقدتم معها
_اهلا وسهلا .. خير يا استاذ اهناك مشكله
*لا لاتوجد مشكله على الاطلاق فقط اريد ان نجلس ونتحدث وسأعرض عليك ما لا تحلمين به ..
_ف لتتحدث بما تريد هنا ..تفضل انا اسمعك
*لا يصح الحديث على الهاتف سانتظرك بعد خمس دقائق سارسل لك العنوان ..الى اللقاء
تضايقت رقيه جدا من طريقته ولكن الفضول انتابها لما يريد هذا الرجل .. لاحظ عمر ضيقها وشعر ان هناك امر ليس طبيعيا ف توقف قليلا ينظر لها .. قد زاد شحوبها وضيقها تبدو انها فى حيره كبيره ..
وصلتها الرساله نظرت الهاتف وجدته مطعم قريب جدا ف نظرت حولها كأنما ترتكب ذنبا واخذت تمشى ومازالت الحيره تغلفها
دخلت الى المطعم المقصود اشار اليها فذهبت .. جلست وقالت فى عجله :هلا اخبرتنى بما تريد ف انا لدى موعد لا اريد ان اتأخر
سامح:حسنا وضع امامها ورقه .. اريد من شركتنا ان تربح سيده فى مثل تفوقك فى عملك واخلاصك له
امسكت بالورقه وجدتها عقد عمل فى شركتها ..مد يده اليها بالقلم قائلا:خانة المرتب فارغه ضعى فيها اى مبلغ تريدين .. لا تترددى ..شركتنا فى امس الحاجه لك ..كما اظن انك ايضا تحلمين ان تعملى فى شركه تملك نصف عقارات الاسكندريه ذات صيت ومكانه عاليه
امسكت بالقلم ونظرت للعقد ثم وضعت القلم على الورقه وردتهم اليه قائله :سيدى منذ ان جئت الى هنا وانا فى صراعات مستمره .. الشئ الوحيد الذى لم اختلف عليه هو بقائى فى عملى ف الشركه .. انا احب هذه الشركه ..ولا اريد سوى ان استمر بالعمل بها .. كان لابد ان تتفهم هذا منذ البدايه لكن لا بأس .. استأذنك انا على عجاله
ههبت واقفه حاول مرارا ان يعيدها كى تعيد النظر لكنه لم يستطيع اصطدمت عند الباب ب عمر الذى كان يتبعها .. نظرت اليه متسائله بعد ان ابتعدا قليلا عن المطعم ووقفا على الشاطئ فى مكان هادئ :أكنت تتبعنى ؟!
عمر:اجل يا رقيه
_لماذا
*حين كنت تتحدثين ف الهاتف امام الشركه ..كنت مضطربه كثيرا ..ظننت انك فى مشكله
ردت متهجمه:وما دخلك انت بمشاكلى .. ومن انت حتى تتبعنى
تنهد محاولا امتصاص غضبها :حسنا اعتذر حقا على التدخل .. لم اقصد مضايقتك الى هذا الحد ..
صمتت قليلا ادركت قدر غضبها وانه لا داعى لكل هذا الغضب .. نظر اليها مترددا قائلا :ان كنت هدأت اريد ان اسالك عن شئ
التقطت انفاسها بعد ان هدأت قائله :سل ما تريد
_عدينى ان تجيبينى بهدوء او لا تجيبى حتى انك لن تغضبى مجداا
نظرت له قائله :اسأل ان كنت تريد او ارحل
اخذ نفس كأنما يشجع نفسه .. كان لحضورها رهبه تكفى لتربك كل رجال الارض قال :رقيه .. اهل تحبيننى ؟!
نظرت له رقيه ثم ضحكت على غير عادتها .. لاول مره تضحك منذ شهور ولو كانت لدقائق معدوده .. جلست وجعلت البحر وجهتها .. تعجب جدا من ردة فعلا لكنها لم تدعه كثيرا .. نظرت اليه لتدهشه اكثر بقولها :الن تجلس ؟!
جلس فقد كانت صدمته من ردة فعلها الجمت لسانه فلم يتحدث قالت: فى هذه الحياه احببت ثلاث رجال .. الاول قام بخيانتى مع صديقتى فى ايام خطبتنا .. والثانى سرق كل مالى .. والثالث اعلن موتى وانا على قيد الحياه .. ولا تسأل عن تفاصيل اى شئ .. لكن اجبنى ..اتظن ان هذا القلب سيثق فى جنس الرجال مرة اخرى ؟!
نظر اليها كثيرا يحاول استيعاب ما تقوله .. انه انا الاحمق يا رقيه قال : حسنا .. لا تؤاخذينى ..اسأت الظن
رقيه:لا تهتم .. اهتم فقط بخطيبتك ..اقسم انها انسانه رائعه ..حسناء وهى حسناء .. كما انها تحبك
ابتسم لها ممتنا لتقبلها له ولسؤاله ..حاول ان يسالها عن ماضيها لكنها صدته .. سالها ان كانت بحاجه الى شئ ثم رحل .. نظرت للبحر مجددا وعاودت الضحك على كل شئ .. كأنما تسخر من الحياة
وفى يوم جديد من العمل بعد مرور الكثير من الايام دقت الساعه الرابعه عصرا وبعد خمس دقائق منها اصبحت الشركه خاويه سوى من افراد الامن ورقيه المنكبه فوق اوراقها ف كم تشتاق الى العمل ما ان تتركه ف هو مهربها من الحياة وظلمتها ..وعمر الذى كان يراجع بعض الاوراق فى مكتبه ..وكان قد جمع تركيزه عليهم
كانت رقيه فاقدة التركيز فى اى امر سوى انهاء هذه الاعمال المتراكمه ف بالطبع محمد وصفيه اخذا معظم الايام الماضيه اجازه من اجل تحضيرات العرس ..سمعت صوت باب مكتبها يغلق .. التفتت لتصدم بمن رأت :عبد الرحمن !!!!!
صرخت باسمه رغما عنها ف هى تخاف منه بشده منذ ذاك اليوم الذى ضربها فيه تترجاه ودموعها تسيل :ارجوك اتركنى ..وارحل ..هذا مكان عملى .. لا اريد حدوث مشكله
سمع عمر صوت صراخ ..وصوت ضجيج هو يعرف انها هنا ولكنه اعتاد الهدوء منها ف خرج يتفقد الامر
كانت قد وقفت من كرسيها وتتراجع للخلف تحاول ان تحتمى باى شئ ..
جلس عبد الرحمن بهدوء ..:هلا جلستى لنتحدث قليلا ..لا اريد منك اى شئ ولا اريد ان ااذيكى فقط اريد ان تسمعينى ..وربما بعدها اختفى ولم تشاهدى وجهى
نظرت له بخوف ف اخرج هاتفه دقائق مرت وهى خائفه وهو لا يتكلم ..حتى دق الباب ودخل الدكتور حسن مبتسما :كيف حالك يا رقيه ..
لانت ملامحها قليلا انها تثق به ولو بنسبه قليله قالت :انا بخير كيف حالك انت .. ماذا حدث .. لماذا حضرتم
حسن :عند عبد الرحمن بعض الاشياء لا بد ان يوضحها .. وانا هنا كى اتوسط له لتسمعيه .. لانه يستحق ان تسمعيه
نظرت الى عبد الرحمن قائله :لن تضربنى مجددا اليس كذلك ؟!
عبد الرحمن :وهل ضربتك سابقا ؟!
*اتستهزأ بى يا هذا ..انت ابرحتنى ضربا لم تضربنى فقط
تحولت ملامح وجهه لصدمه مختلطه بالحزن :كيف ومتى ؟! .. رجاء يا رقيه كونى هادئه هناك امور يجب علينا ان نوصلها حتى نفهم ما حدث .. اتذكرين ذاك اليوم المشؤوم الذى فتحت فيه عينى لاجدك تجلدينى بكلماتك ..
اماءت برأسها غاضبه فاكمل :كل ما اذكره انى كنت عائد من العمل ..وكنت فى كامل سعادتى وانا انتقى لك الزهور من عند البائع فجأه لم اشعر بشئ سوى وانت تجلسين امامى تنظرين الى بغضب .. اقسم لك يا رقيه انى لا اذكر اى شئ
نظرت اليه : ضربتنى اذا يا عبد الرحمن ..حتى انك لم تخف على طفلنا الذى كان فى بطنى
_اقسم لك ان كل ما اذكره عن هذه الليله هو غضب شديد ملأ صدرى بعدما سمعت كلماتك بعدها فتحت عينى فى مخزن ابيكى ..انت كنت تنهالين عليا بالكلمات الجارحه وانا كان عقلى مشغول بذالك الحقير الذى فعل بك هذا
*والمفترض ان اصدق اليس كذلك
قام من مكانه واقترب من كرسيها جلس على الارض ووضع يده على بطنها .. :انظرى فى عينى كى تعلمى انى لا اكذب ..
نظرت ف رأت صدقه جليا على وجهه قال:اقسم باغلى شئ فى حياتى انتى وطفلنا اننى لم اكن فى وعيى ..احدهم دبر ليحدث كل هذا
_وسرقتك لاموالى ؟!
*حتى هذه لم اقم بها ..رقيه ..اعذرينى لكن هذه الحقيقه ..سعيد هو من دبر كل هذا ..
رقيه :ماذا ؟!!! ..ولماذا يفعل ابى معك كل هذا
*لانه ...لانه ليس والدك يا رقيه
نظرت له بصدمه وهبت واقفه :عبد الرحمن اتدرك ماذا تقول ؟؟
_اقول ان معرفتى لهذا هو السبب فيما حدث بيننا اراد ان يبعدنى عنك حتى لا اخبرك ..لانى عرفت هذه الحقيقه
*غير معقول ..غير معقول يا عبد الرحمن
_حسنا خذى ...مد لها يده بهاتفه المحمول
*ما هذا
_انه مصطفى سيؤكد لك كل كلمة قلتها لك ..
وضعت الهاتف على اذنها واستمعت للحديث ودموعها تسيل من عيناها وفجأه فقدت وعيها .. ما ان فقدته حتى دخل عمر مسرعا ..كان واقفا لدى الباب يسمع كل حديثهما ..حملها عبد الرحمن وخرجا بها الى المستشفى
نعود بالزمن الى اليوم الذى كان يجلس فيه عبد الرحمن ف المقهى وكان باب ذكرياته مفتوحا .. اراد ان يوصل الخيوط ف ذهب الى منزل مصطفى يعلم انه سر سعيد الكبير .. يعلم كل خبايا سعيد
مصطفى قد تغيرت ملامحه يبدو عليه انه فى اكتئاب او ما شابه قال:ماذا هناك يا عبد الرحمن .. اعلمت اخبار عن رقيه
_كل الاخبار عندك يا مصطفى .. الست ساعد سعيد .. ساعدنى اجمع الخيوط حتى ننتشلها مما هى فيه ..
*ولماذا اساعدك
_مصطفى انت تعلم انى لست بهذا السوء اخبرنى لماذا فعل سعيد كل هذا ..انا لم اذنب لذا سيعود كل شئ بينى وبينها كالسابق .. ان كان لابد لاحدنا ان يحيا معها ف انا من استحق .. ولا يجوز ان نتركها هكذا يأكلها الحزن والوحده ..رجاء يا مصطفى ساعدنى
مصطفى :اهل تعرف مكانها ؟!
عبد الرحمن:بقى مكان واحد لم ابحث فيه وانا على يقين انها هناك
مصطفى :اين ..؟!
_الاسكندريه
*حسنا ساساعدك ..
حكى مصطفى له كيف دبر سعيد هذه المكيده .. انه ارسل من يقطعوا على عبد الرحمن الطريق اثناء عودته من العمل ويعطونه مخدر يغيب وعيه تماما فقد كانت كميه كبيره لا يستهان بها .. ويأخذه الى الملهى الليلى حيث كل شئ ف انتظاره كانت الخطه محكمه فى الليله الاولى جعلوه يمضى على الاوراق المخصصه بالبيع والشراء واعطوها ل سعيد ذهب بها الى رقيه وجعلها تطلع عليها .. ثم ذهبو به الى البيت .. هو لم يفعل شئ لكن النساء عطروه ورشو عليه المساحيق حتى تكتمل اللعبه الكحول هو الشئ الوحيد الذى اجبروه على فعله .. وحين احتجزه سعيد ف المخزن وجعله يمضى على الاوراق كان تنازلا منه بالاملاك ل سعيد وليس ل رقيه ..
*اه يا عبد الرحمن لو تعرف كم من الاعوام مضى سعيد يخطط لكسب هذه الاموال مجددا .. وبعدها لم يتبقى سوى التخلص من رقيه ف ارسل سياره تلحقها لتتخذ اللازم فى اقرب فرصه ولكن القدر اشاء الا تمت ف ذهبت ف الغيبوبه .. حاول الاتفاق مع حسن ان ينهى حياتها لكنه رفض فقال له انه سيتصرف .. ارسل بزوجة عمى الى خارج البلاد متعللا بعلاجها .. واعلن موت رقيه هكذا لم يتبقى احد يبحث عنها .. الى ان ذهبت انت بعد الجنازه والتقيت بحسن واخبرك انها مازالت على قيد الحياه .. كما تعرف انا اكثر جبنا من ان اتحدث .. واخبر الجميع بهذا لكنى ساساعدك حقا لعل تسامحنى ..
اختفى قليلا ثم عاد بملف اوراق
عبد الرحمن :ما هذا ؟!
مصطفى :هذه العقود التى تنازلت انت فيها عن املاكك ل سعيد وليس ل رقيه ..
_ولكن لماذا لم ينهى حياتها .. بالطبع سيقوم بورث اموالها اختصارا لكل هذا العناء
*زوجة عمى كتبت هذه الاموال باسم رقيه عند ولادتها وكتبت ان اصاب رقيه مكروه توزع الاموال على الدوله .. لهذا لم يتمكن
_ياله من قذر
امسك مصطفى بورقه ..: هذا عنوانها .. ذهبت قبلك الى الاسكندريه ورأيتها .. وتعقبتها واذا انها تعمل فى هذه الشركه .. اصلح الامور يا عبد الرحمن
اخذ عبد الرحمن الاوراق منه وشكره .. وخرج الى حسن شرح له كل الامور .. وطلب منه ان يذهب معه لها .. تحسبا لانفعالاتها ولانها تثق ولو قليلا فى حسن
_________
نعود الى الوقت الحالى
الاحداث السابقه شرحها لها عبد الرحمن اثناء عودتهم الى القاهره
كان سعيد وزوجته وابنه وخطيبته يحتفلون فى بيتهم بعودة ملك ظاهرين كل الوان البهجه عدا ذاك الحزن الذى تظاهرت ملك باختفاءه ..حتى سمعو طرقات بشكل همجى على باب المنزل .. ذهب عبد الله ليفتح فى عجله من امره ليرى من ذاك الطارق المتعجل وماذا يريد .. كان يجلس سعيد وبجواره ملك حين دخلت رقيه ودخل وراءها مصطفى وعبد الرحمن وحسن وعمر الذى اقحم نفسه ف الامر دون اذن احد
كانت ملابسها سوداء وحول عينها اسود من كثرة البكاء ..والحزن مخيم عليها ..ملك وعبد الله كانا فى حالة صدمه حد انهما لن يتحركا ولا حتى يحاولا فهم ما يحدث ..قالت رقيه وحديثها موجه لسعيد :ماذا يا سعيد بيه ..لا اراك مندهش مثلهم .. ماذا حدث لك ..ام انك كنت تعلم ما اصابنى ..بدأت بالصراخ .. اى انواع الرجال انت ..انت احقر انسان وجد على الارض من اجل ماذا تفعل بى كل هذا ..من اجل المال ..لعنة الله عليك وعلى اموالك ..انا اكرهك يا هذا اتعلم
انظرى يا امى هذا الحقير اعلن موتى وانا على قيد الحياة بعدما اخذ اموالى ..اقنعنى ان زوجى سرقنى ومن ثم بدل العقود لتصبح باسمه ..وهذا هو الدليل
كانت تمسك بملف فى يدها يحوى كل عقود املاكها التى تم تبديل اسم المشترى من رقيه الى سعيد حين كان يعيد لها ما سرقه عبد الرحمن ..
اقتربت رقيه منه وامسكت بلياقته وجذبته اليها وقالت بغضب .. :ساقتلك يا هذا .. انت قتلت طفلى بما فعلته بى ..وقتلتنى وقتلت ايامى ..سأقتلك
حاول ان يتكلم قائلا :ي ابن..
قاطعته متهجمه :اياك ان تكملها اي ابنه هذه ..انا لست ابنتك ولهذا فعلت بى ما فعلت .. لماذا كذبت على امى بانك ستكون لى اب ..انا اكرهك
كادت الصدمه ان تفتك بملك وعبد الله ف حين دخل رجال الشرطه ودخلت خلفهم حسناء لتمسك بيد عمر شد عمر على يدها وعاد ليراقب المشهد ..اخذ رجال الشرطه سعيد وخرج ..كان مستسلما تماما ف ايقن ان ملك رحلت من يده وهكذا لا قيمة للدنيا ف استسلم لاى امر ..لم تعد رقيه تقوى الوقوف ف سقطت على الارض جالسه تبكى ..اقترب منها عبد الله وجلس بجوارها .. احتضنها ف بكت فى حضنه ..انه الاخ والسند ..هو الوحيد الذى لم يخذلها فى عالم الرجال ..وجلست امها بجوارها من الناحيه الاخرى :سامحينى يا رقيه .. ارجوكى سامحينى
_وما ذنبك يا امى
*انى وثقت بهذا الرجل
_اسامحك يا امى واسامح الجميع ..لم يذنب احد فى حقى نظرت الى مصطفى :كنت محق انا لست الانسب لك ..انت تريد من تغضب منك ..وتعلو بصوتها عليك ..لا تلك من تراعى مشاعرك ..تريد من تجلدك وتأخذ حقها منك بالقوه ..وانا لست هذه ..
*عبد الرحمن ..قالتها و نظرت اليه وانهمرت الدموع من عينها .. اقترب منها وامسك بيدها ومسح دموعها :سامحتنى ؟!
_سامحتك يا رقيه ..انت لم تذنبى المذنب الحقيقى هو سعيد
ابتعدت عنه وذهبت لامها .. نظرت فى عينها ..:اشتاق للامان يا امى .. واشتاق الى ان انام .. هلا اخذتنى على صدرك حتى استعيد جزء من امانى
فى احد قاعات المناسبات الفاخره كان الجميع على اهبة الاستعداد ليشاهدو العريس كان جميلا بحق .. وكانت رقيه متألقه تتهادى بين طاولات المعازيم لتنظر ما ان احتاجو لشئ .. وبعد ان حضر العريس ذهبت اليه مسرعه لتتصور معه اليس اخوها احتضنته بقوه هامسه فى اذنه: مهما حدث يا حبيبى لا تخذلها ..فضل الموت على ان تراها حزينه بسببك او ان تفقد امانها بجوارك
ابتسم لها وقبل يدها هامسا ..:ساهديها حبا كحبك الذى تهديه للجميع ..فانت اختى وذاك القلب ينبض بيننا
قبلته وذهبت تتفقد وتستقبل الحضور ..اتسعت ابتسامتها حين رأت عمر وحسناء قادمين من المدخل ذهبت اليهم واستقبلتهم بترحاب شديد .. متمنيه لهم السعاده وقدمت لهم الوعد بحضور زفاهم
عقبهم دخول مصطفى وعلياء .. رحبت بهم بسعاده شديده وضمت علياء وقبلت ابنائهم واجلستهم الى طاولتهم ..
اشرقت ابتسامتها حين رأت عبد الرحمن يدخل وبجواره زوجته .. ابنة عمه لطالما احبته ولكنه كان منشغلا عنها ..الان اصبح متفرغا تماما ..هذا ما حدث فقد رفضت رقيه ان يكملا ف قلبها لم يعد صالحا لان تعيش مع اى رجل منهم ..ف اصبحت تقدس العمل وتتفانى فقط فيه ..تعيش مع امها وعبد الله حيث تزوج معهم فى الطابق العلوى من نفس المنزل .. استقبلت عبد الرحمن واجلسته الى جوار مصطفى وعمر
اتسعت ابتسامتها كأنما اكتملت سعادتها بحضور حسن ..فقد ذهبت اليه ودعته بنفسها للحضور
كما حضر ايضا محمد وصفيه
اكملت الفرح تتهادى بخفه بين طاولات المعازيم وفى داخلها سعاده غامره .. الى ان سمعت عبد الله يهتف ف الميكرفون باسمها لتصعد الى جانبه .. صعدت ف امسك بيدها قبلها ثم قال : رقيه ..جميلتى ..انت ملكه على اى عرش .. انت زهره فى كل صحراء .. انت الرقه بعينها .. انا فخور بك حقا .. بكل يوم احياه وانت الى جانبى .. انت ساعدى وظهرى ..حين غبتى ظهرى انحنى فلم اكن قادرا على المواصله .. توقفت عن عملى ولكن من اجلك ايضا عدت حتى تفخرين بى .. احبك يا رقيه .. واتمنى ات تقبلى بهذه الرقصه معى ..
ضحكت رقيه بفخر وبسعاده :بالطبع اقبل يا هذا ..اارفض شخص رائع مثلك ..
رقصا سويا سلو وكانا فى قمة اندماجهم وكانت رقيه تبتسم من قلبها من زمن ..
بالنسبة الى سعيد فقد فقد عقله وتم نقله الى مستشفى الامراض العقليه الى الابد .. بعد ان اعترف بكل ما حاكه من اجل الحصول على اموالها
رقيه كانت ممتنه كل الامتنان لمصطفى وعبد الرحمن ف لولا اتحادهم لما فهمت تلك الامور كلها .. هى الان سعيده حتى وان كانت وحيده للاسف قلبها لم يعد يقبل اى حب كما ان الجميع سعداء وهى تعمل بجد فقد امسكت كل شركات سعيد ..وهكذا ستكمل حياتها ربما تظل غالقه على قلبها ..او ربما يأتى من يغير معاييرها ويملك قلبها من جديد
ادام الله ظهورنا قائمه بوجود من يستحقون ان نستند عليهم وادامها الله فى سعاده 🌸💙
تمت بحمد الله
اهداء
الى المكافحين بشرف خلف جدران الحياه ..
الى كل من يعانى ويظن انه وحيدا .. يد الله مع عباده المجتهدين ف اجتهد ..
الى كل من يظن انها ضاقت ..يا سيدى الله يضيقها ليفرجها علينا
والى المقاومين فى كل مكان ..لكم كل سلامى
والى اسماء كمال .. هى من تستحق ان يطلق عليها رفيقة العمر رغم كل ما اصابنا .. اهديكى يا رفيقتى روايتى ومعها كل حبى والسلام 🌸🌸💜
قبل البدايه.
لابد وان نعى ان هناك من يموت كل يوم من الامه واحزانه .. ربما لن تكون بقدر ما تعانيه هنا لكنه حزن والم من نوع ما فلتسعى دائما ان تكون رحيما بمن حولك ف انت لا تعرف كم حربا خاض .. فلابد ان تراعى الجميع حتى تجد يدا حانيه تساندك وقت ضعفك ..كن انسان يمتلك احق صفه به "الانسانيه" او لا تكون
حسنا ..اعترف انى انهزمت امامها ..كانت جميله بحق ..دائما ساكنه على فراشها كما اعتدت عليها ..وايضا ..ما هذا !!.انه عقد جميل من اين لها به ..انه بلونها المفضل ..فضى ،اجل هذا ما اخبرتنى به احدى صديقاتها ..تقول ايضا انها المقربه منها ،اى قرابة هذه ،لا ادرى دعنا من كل هذا فلنعد الى موضوع القلاده ..ترى من وضعها لها واين كانت ،وما قصتها
قاطع افكاره المتدفقه دخول الممرضه قائله :دكتور حسن من الجيد حقا انك هنا ..اليوم جاء ابن عمها وصديقتها ..واعطيانى هذه القلاده لكن دونما ان يصعدا ..واخبرانى انها تحبها وطلبا منى ان اضعها فى رقبتها ..وقالا انها ستساعدنا فى تحسنها
ابتسم لها حسن باستهزاء قائلا :انى حقا اتعجب من هؤلاء باى وجه يعودون الى هنا .صمت قليلا استجمع نفسه ثم قال:دعك من كل هذا جئت بالطبع لتعطيها علاجها ..ساعود لاحقا ..اعتنى بها جيدا
اغلق الباب خلفه ثم اطلق تنهيده حاره اعلن بها عن ثقل جديد اصاب قلبه
ذهب الى عيادته كتب عن حالتها النفسيه وشعوره بانها تتحسن من خلال ملاحظته لها ..فقد لانت ملامحها كثيرا كما انتظمت ضربات قلبها التى كانت تضطرب من وقت الى اخر فكر قليلا ..ربما زيارات اهلها هى ما كانت تجعلها تضطرب فمنذ ان قطعت تلك الزيارات وهى فى حاله جيده تماما ..دون اضطراب حتى فى انفاسها ف قد كانت تضايقها ..
.....................
دخل احد الشباب يبدو عليه انه فى مطلع الثلاثين من عمره ..يبدو عليه بعض الغنى الى احد المنازل الفاخره باحد احياء القاهره التى لا يسكن بها الى اصحاب المراتب العليا ..قائلا:حسنا يا عمى حدث ما اتفقنا عليه اطمئننت عليها كما اردت ..ولكن اخبرنى اذا كنت قد اعلنت انها قد ماتت لماذا الان ترسل ل تطمئن عليها ..
اخذ الرجل ذو اللحيه البيضاء .رشفه من كوب الشاى ثم قام بوضعه على المنضده قائلا:دعك من هذا واخبرنى اهل ذهبت لها بالقلاده ؟!
نظر اليه متعجبا من هروبه قائلا:اجل جعلت الممرضه تذهب بها اليها ..واكدت عليها ان ترتديها
نظر اليه بجمود قائلا :حسنا تستطيع الانصراف .. ولا احتاج ان اخبرك ماذا سيحدث لك اذا سمع احدهم عن هذا بالاخص عبد الله وملك
لم ينتظر كثيرا وذهب ليطلق الرجل تنهيدة حاره هامسا ملك ..سامحينى حبيبتى
___________________
كان جالسا فى غرفته يتفقد الملف الخاص بها ..كان يبدو عليه التعب لكنه لا يدرى لماذا اليوم ..شئ بداخله اخبره ان لا يذهب الى البيت ،انه على ثقه ان هذه القلاده سيكون لها صدأ بداخلها ..تبدو عليها رائعه رغم ما فعله المرض بها لكنها محتفظه بجمالها ..قرأ احرف اسمها المكتوبه على الملف ..وهمس رقيه ،يا ذات القلب الرقيق لا ادرى ايضطرب قلبك لما فعلته الدنيا به وهو حقا رقيق ام يضطرب سعادة لانه بداخلك ..لا ادرى ما الذى اهذيه انا الاخر ،وكيف اخذت هذه الفتاة منى كل عقلى ليس مجرد النصف ..رغم انها فى غيبوبه منذ عامين ... حين كنت اجمع ذكراياتها من صديقاتها واقربائها لم يشكو احدهم منها .. كأنها ملاك ..دائما ما يتحدثون برقة قلبها ..ترى اهى حقا هذا الملاك ..ام هناك ما تخفيه .. وكيف ستتحمل صدمة ما فعله ابوها .. ستظهر الايام كل شئ
_________________
دخل الى غرفتها الملقاه بها على سرير المشفى علقت بالاجهزه التى تدفع الحياه وكأنها تنازع مع المريض حتى يعود للحياة مرة اخرى كما يريد او عبأ لا يريد ان يبتعد وينتقم من المريض لانه يريد ان يعود به لحياة لا يريدها ..
جلس على المقعد المجاور لسريرها وفتح المذكرات الخاصه بها على تاريخ اليوم ..وبدأ يقرأ بصوت عال "..اليوم اكملت عامى العشرين ..انا فى غاية السعاده ابى الحبيب اعد لى مفاجأه كبيره وجمع لى الاهل والاصحاب ..حتى انه اتفق مع الشخص الذى احبه دون ان يعرف احد حتى يتقدم لخطبتى ..لا ادرى لماذا اشعر بكل هذه السعادة تجتاحنى كأنى ولدت اليوم ..لا يهم اى شئ لطالما انا فى غاية السعاده ،اعدت امى لى البسكويت المفضل واحضرته لى مع كوب الشاى بعد انتهاء اليوم ..ها انا الان ساشغل اغنيتى المفضله "ليلة العيد " لان اليوم هو عيدى ليس عيدا رسميا يعنى ليس عيد فطر او عيد اضحى لكنه عيدى لذا ساشغلها واستمتع بكوب الشاى مع بسكويتى ..كل عام وابى وامى واخى وحبيبى وصديقتى هم سندى وبجانبى ."
اغلق حسن المذكره ووضعها على الطاوله المجاوره ، وشغل هاتفه على اغنية ليلة العيد قائلا :كل عام وانتى بخير يا رقيه كل عام ومن لا يستحقك ليس بجوارك
وترك ام كلثوم ل تغنى لها وتحيى لها ليلة العيد
من فرط ارهاقه ركن برأسه على الكرسى القريب من سريرها ونام دون ان يشعر ..مرت حوالى ساعتين ثم استيقظ ..نظر باتجاهها وجدها تنظر اليه بتعجب وتضيق فى عينيها كانت الرؤيه صعبه عليها قليلا ..هب واقفا قائلا:الحمد لله على سلامتك
اكتملت الرؤيه لديها همهمت بكلمات غير مفهومه اعتبرها رد على تمنيه لها السلامه قالت ومازالت الدهشه مرتسمه على وجهها :اين انا ..واين اسرتى ومن انت ..ولماذا تنظر الى بهذا الشكل
ابتسم قائلا بارياحيه كأنه استعد كثيرا لهذه اللحظه:اما عنى ف انا ...لا دعينا نبدأ من المكان الصحيح انت فى المستشفى ..جئت هنا منذ عامين فى حادث مرورى ..ودخلتى فى غيبوبه طيلة العامين ..اما عنى ف انا دكتور حسن المهدى ..الدكتور النفسى المتابع لك منذ اللحظه الاولى لدخولك هنا ،اما عن النظر اليك ف انظر اليك لانك تحدى مع الزمن وها انا اعلن الفوز
ساد الصمت قليلا قطعته هى قائله :واين اسرتى ..ابى وامى و اخى ..اين صديقتى
تعجب قليلا لانها لم تذكر زوجها ..لابد ان هناك شئ خاطئ ..ستبين الايام كل شئ ..
ابتسم قائلا :لم يعرفو بعد انك عدتى الى الحياة ..سيأتون قريبا لا تتعجلى ..
حاولت ان تجلس لكنه منعها وقام باقناعها ..اوقفها صوت ام كلثوم وهى تتهادى "ونحييلكو ليلة العيد "
ابتسمت واستلقت بسلام بعد ان لانت ملامحها قليلا وبدأت تهمس بكلمات الاغنيه مع ام كلثوم حتى انتهت الاغنيه ..قالت :من قام بهذا
حسن:انا من قمت
رقيه:ولماذا ؟!
حسن:حتى يعود كل شئ بخير ..علمت انها اغنيتك المفضله وانها مصدر قوتك ..ف لم لا
رقيه :اهل سيطول هذا ؟!
حسن:ما هذا ؟!
رقيه :ذاك السرير ..وهذه الاجهزه ..وانت ؟!!!
حسن :انا ؟! اهل اضايقك الى هذا الحد
رقيه:لا اقصد ابدا اقصد العلاج بوجه عام ..معذرة لا استطيع ضبط كلماتى ..انا متوتره قليلا ..
حسن:لماذا التوتر ؟!
رقيه:ربما كنت احتاج ان ارى وجوها اكثر الفه حينما افتح عيناى ..لكن لا مشكله
حسن :سيده رقيه ..نظرت اليه نظره اربكته قليلا ف هذه المره الاولى التى يتحدث اليها وتستجيب ..عادة ما يحدثها ولكنها تكون نائمه واليوم حدث شئ مختلف..اكمل محاولا استجماع ذاته :اهلك ..ربما ..بل انهم ...
كانت تنظر اليه برجاء ليخبرها عن موعد وصولهم ..لكنه قطع حديثه دخول احدى الممرضات ف ابتسم كأنما وجد طوق النجاه ف كم هو صعب ان تخبر احدهم ان اهلك قد اعلنو وفاتك وانت على قيد الحياه ودون ابداء سبب واضح لهذا وقف قائلا: ساعود اليك ..ولكن عدينى انك ستكونى بخير ..رجاء
ابتسمت مجامله له ف هى لا ترتاح لهذه المعامله ..تشعر بشئ غير مريح ..عمتا لا يهم
انهت الممرضات عملهن باتقان ثم خرجن من الغرفه ..جلست قليلا تنظر للسقف ثم انتبهت الى القلاده ..هى تعرفها جيدا .. ابتسمت وقامت بفتحها لترى ما تحوى بداخلها ..انها لامها كان يهديها والدها بداخلها ورقه كل يوم ميلادها يهنئها فيها ويقدم لها بها نصيحه ..فتحته واخذت الورقه ..فتحتها وبدأت تقرأها مع الوقت تدمع وتزداد دموعها حرقه ..وغضب وخوف يملأن عينها
_____________
كان الليل ف احلك حالاته دخلت الممرضات على صوت نشيجها ف هى تبكى بشده وبانهيار ..حد انهم افقدوها اتزانها اصبحت تهزى ..اريد ابى وامى اريد اخى ..اين الجميع لماذا رحلو ..ليتحول الهذيان ل صراخ ..كيف يفعلو هذا بى لماذا كل هذا ..اين هم لماذا رحلو دخل حسن مسرع حاول تهدئتها لكن دون فائده اضطر لاعطائها مهدئ للاعصاب ..استكانت ..وارتخت على السرير ولكن ملامحها مضطربه مما دفعه لان يتخلى عن ذهابه للمنزل وبقاءه معها باقى الليل تحسبا لحدوث اى جديد
امسك بالورقه التى ارسلها لها والدها يخبرها انهم اعلنو موتها وانها بالنسبه لهم لم تعد موجوده على الاطلاق ..ويرجو منها الا تذهب اليهم لانه لا يريدها ان تظهر امام الناس حتى لا ينكشف ما فعله ..ويعتذر منها ..هه ايعتذر منها انه دمرها ودمر كل شئ فى حياتها ..واى انواع القوه التى تحتاج اليها هى حتى تعبر من هذه الحياه ومن هذا الابتلاء ..نظر اليها ليس مشفقا انما حزينا ك حزنها قال بصوت مرتفع :يا ذات القلب الرقيق لا تحزنى ..انهم لا يستحقون بقاءك معهم
قاطعه صوت هاتفه ذاك المزعج ..نظر الى شاشته ثم تنهد وخرج حتى يقوم بالرد :نعم يا حبيبتى ..اعلم انى لست متزنا وانى اتعبتك كثيرا معى لكن اقسم انه ليس بيدى ..طرأ شئ جد..
سميه :يكفى يا حسن ..كل مره تزف الى عذر جديد وانا لم اعد استطيع التحمل اكثر من هذا ..ابنتك تسال عنك باستمرار ..اسمع الى جيدا انا اقدر جداا عملك وما يتطلبه من مجهود ومن عناء ..لكن ما لا استطيع تحمله ان تضعنى انا وابنتك ف المرتبه الثانيه من حياتك حقا لم اعد اتحمل ..معذرة ساضطر لاغلاق الهاتف قد استيقظت ابنتنا ..
حاول ان يرد لكن الخط قد انقطع ..ربما هذه المكالمه كان بحاجه اليها ف هو لا يستطيع ان يرتاح بدون سماع صوتها حتى وان كان شجارا بينهم نظر الى صورتها فى خلفية هاتفه ابتسم طرق الباب ودخل الى عند رقيه ..
كانت قد بدأت تستعيد وعيها جلس منتظرا عاصفتها ظلت دموعها تسقط فى صمت غير مستوعبه لما حدث وغير متفهمه ما الذى حدث..او لماذا ..دقائق مرت اصعب مما يتصور احد ثم اخذت ف الهزيان مجددا وتحول هذيانها لصراخ ..وبدا هو يحاول السيطره على وضعها دون فائده ف اضطر لاستخدام المهدئات مجددا حتى خضعت لسريرها ونامت
______________
مر اكثر من اسبوعين والحال بين صدمتها وعدم تصديقها لما حدث لاحظ حسن كل كلمه كانت تقولها لاحظ انها ذكرت الجميع دون ذكر زوجها ..وهو لم يرغب ان يتحدث عنه ربما تسوء حالتها ايضا هو يحاول جاهد ان يخرجها مما هى عليه لكنه الان اطمئن عليها قليلا وعاد الى منزله ليمضى الليل ثم يعود الى عمله
دخل الى منزله وكان مرهقا جداا ..وجد ابنته زهره تركض نحوه ابتسم وقام بحملها ..وداعبها متناسيا عناءه وارهاقه الشديد ..:اين والدتك ايها الملاك
_انها ف المطبخ يا ابى تعد طعام العشاء ..ابى .....
شعر انها على وشك ان تقول شئ مهم ف اعارها كل انتباهه ف قالت:امى كانت تبكى اليوم بشده على الاغلب انها سمعت خبر ليس بالجيد ..
قبل وجنتيها ورأسها وحررها منه وذهب الى المطبخ
كانت مشغوله بشده فى تحضير الطعام تبدو عصبيه كما لم يراها من قبل لا يفهم ما الذى حدث ف كانا متفاهمان جداا اليوم صباحا وهو لم يتاخر فى عمله ..وقفت فجأه ونظرت اليه :حسن علينا ان ننفصل ..انا لا اريد ان اكمل ما تبقى لى من عمر معك
ضحك غير مصدق لما تسمعه اذناه ..:ماذا؟!
سميه:مثلما سمعت
حسن:اهل سمعت انت ما تقولين ..سميه ..ما الذى حدث لهذا الكلام
هربت بعيناها منه ف هو يعرف انها نقطة ضعفها قائله :حدث ما حدث وانا لا اريد ان اكمل رجاء لا تجعلنى اتحدث اكثر انا لا اقوى الحديث
مازال فى موضع الصدمه لا يفهم ما الذى يحدث ..امسك بيدها وجعلها تقف امامه مباشرة ونظر لعينيها ..وقد كشف قدر الحزن المخبأ فى عينيها وادرك سر كبير مخبأ فى عينيها قائلا وقد اخذ منه الارهاق كل شئ لكنه مازال يقاوم للحفاظ عليها ف هو يحبها جدااا قال:حبيبتى وزوجتى ..ونور عينى وراحة قلبى لا ادرى ما الذى حدث لكل هذا الغضب لكنى اقسم انى لا اقصد ابدا ان اغضبك ولا اريدك حزينه لكن ....
قاطعته هى :حسن رجاء لا تتعبنى انت ليس لك ذنب فى هذا القرار ..ولم اغضب منك قط ف انا لا استطيع ..لكن _حاولت ان تبتعد عن مواجهته لكنه اصر _سقطت دموعها انا ..انا مريضه يا حسن
________________
انها الحياة وما تحملنا اليه ..وانها المصاعب كلما تداركنا امر وتقبلنا ..كلما انقلبت علينا رأس على عقب انحن ضحية لاقدارنا ام اننا نحن من وضعناها ..اعلينا تقبلها ام الاعتراض عليها ..يااا الله وحدك الان الذى تسمع ..انا رقيه احد عبادك اعلم انك معى لكنى يا الله اصبحت الان بلا احد وبلا ملجأ حتى منزلى لم يعد لى اعلقت هنا يا الله ..اجعل لى مخرجا واعنى اقف على اقدامى ف وحدك من استند عليه الان ..يا الله
................
استيقظ حسن وجلس يتأمل ملامح زوجته التى لطالما احب هذه الملامح ايمكن ان يفقدها ..ايمكن ان يسلبه الزمان الشخص الوحيد الذى بقى له بعد ان فقد عائلته يا الله ..رحماك يارب ليس لى سواك ..فتحت عيناها لتجد عيناه منتصبه عليها _حسن ماذا هناك يا حبيبى
حسن:وماذا عساه ان يكون جميلتى انتظرك حتى تستيقظي
ابتسمت :الن تذهب الى عملك اليوم
حسن:اى عمل ذاك الذى اذهب اليه ..اليوم سنذهب سويا للاطباء حتى اطمئن عليكى
سميه:حسن لا داعى لكل هذا ..قالت بيأس.. الطبيبه التى اتابع معها اخبرتنى انه ..
قاطعها :رجاء حبيبتى انا لا اقوى حتى ان اسمع هذا سنذهب سويا ل طبيب اخر واخر واخر ان لزم الامر سافعل كل ما بوسعى حتى ان كان حياتى ..سميه انت حبيبتى وانت من ملكت قلبى كيف لى ان ارى بك اى هم او حتى مرض ..انظرى انى اغار عليك حتى من ذاك المرض الذى اراد ان يأخذك منى
ابتسمت باطمئنان وهمست انا احبك يا حسن
................ّ
مرت ايام كثيره فقد فيها حسن تركيزه تماما سوى فى ان ينجو بزوجته من هذه الحياه وان ياخذها من هذا المرض فلا يستطيع ان يسلبها منه ..انه الاقوى تماسكى حبيبتى ف نحن سويا
اما عن رقيه فقد اختلفت كثيرا اصبحت اقوى ..تعجبت من انقطاع حسن الملحوظ لكنها لم تهتم كثيرا كانت مشغوله بشئ اكبر ..
دق باب غرفتها دقات جديده لم تسمعها من قبل سمحت للطارق بالدخول ..دخل شاب يبدو انه فى منتصف الثلاثينات ..قال بصوت يغلفه الضعف مع قليل من الامل :رقيه ..الحمد لله على سلامتك ..اسعدت قلبى بلقاءك بخير ..هلا سمحت لى ان نتحدث قليلا
نظرت له رقيه قائله بجمود :عبد الرحمن ..ايعلم السيد سعيد انك قادم الى ؟! الم تصل على الجنازه معه ؟! ما الذى اتى بك الى هنا وماذا تريد منى
عبد الرحمن :رقيه انسيتى انا زوجك..
قاطعته :طليقى ..انت من نسيت اننا انفصلنا ..انا ذهبت فى غيبوبه لكنى لم افقد الذاكره ..والان اخرج لم اعد اريد ان اراك ..
_لكنى مازلت احبك ..لو تسمعينى قليلا
*وانا اكرهك ..واكره الجميع ..اغرب من هنا لا اريد ان اراك ابدا ..اتفهم هذا
كانت فى قمة غضبها لذا لم يتحمل ان يبقى اكثر ف رحل دون جدال ..هدأت هى قليلا ثم شردت ..
امضت معه عامين من اجمل ما يمكن ان يعيشه انسان كانت تحبه بكل ما اوتيت من قلب واحبها بما يكفى ليهديها الحياه ..لكن كل شئ تغير بعدما اكتشفت انه يكذب عليها ..وضعت ثقتها به وجعلت له توكيل بالتصرف فى اموالها ف سرق منها وكان يبيع كل ما كتبه والدها لها ويضعه فى حساب خاص به ..لم تكن تصدق كل هذا ..ولكنها الحقيقه بقسوتها ..العجيب انها حين واجهته لم ينكر وانما ابرحها ضربا مهددا اياها برحيله بلا عوده اذا اخبرت احد ..ليستيقظ ف اليوم التالى ليجد نفسه مربوطا فى احد العمدان فى مخزن بالقرب من منزل ابيها ..استطاع ابوها ان يرد اليها كل شئ حتى حريتها فقد كان يحبها الى هذا الحد ..واليوم تساوى الاثنان سعيد وعبد الرحمن نفس السوء ولكن كل منهم اختلف فى توقيت اظهار سوءه ..
فتحت عيناها لتجده يجلس امامها قالت :حسن ؟! الحمد لله على سلامتك ..لعلك بخير
شرح لها حسن ما عانته زوجته وانها مريضه ب مرض يهدد بقائها على قيد الحياه لذا كان يذهب معها للطبيب ووصلو الى ان الحل فى اجراء عمليه جراحيه نسبة نجاحها ليست كبيره ولكنه متأمل ف الله خير انها ستنجو ..
ابتسمت رقيه قائله :وانا لدى نفس الامل ف الله ..لا تقلق ..سيتغير كل شئ للافضل
تعجب كثيرا ممن يخرج الحديث .. امن رقيه التى لاقت من كل من حولها خذلان فقط ..ابتسم قائلا :الان فقط يا رقيه ادركت انه هناك امل وان الامور ستتغير للافضل ..والان اخبرينى عن حالك ..عن جديدك وخططك ؟!
رقيه :انا بخير ..الى حد ما ..لست مندهشه كثيرا.. الامر انه حين اعتاد المرء الخذلان لم يعد يتالم كثيرا ..لم يخذلنى ابى فقط ..قد خذلنى قبله كثير ..
تنهدت كان ثقلا على قلبها وقالت :متى ساخرج من هنا ؟!
حسن :متى تريدين ان تخرجى ..؟!
*غدا ..اريد ان اخرج غداا ..ايضا علمت ان سعيد باشا ترك لى مبلغا من المال فى الحسابات ..اريد ان احصل على هذا المبلغ قبل خروجى ..
_ايمكن ان تخبرينى عن ما تريدين ان تفعلى وخططك للامام
ابتسمت معتذره قائله :حضرة الطبيب اعذرنى لكنى اريد منذ غد ان ابدأ حياه جديده دونما اى شئ من الماضى لان الماضى يؤلمنى كثيرا حتى بالاشياء الجميله التى قابلتها به ...اشكرك بشده لكونك كنت هنا ..انت انسان نبيل ..اتمنى لك الهناء فى حياتك واتمنى لزوجتك الشفاء العاجل كن بخير ....
____________________
بعد مرور شهر كان خلاله يجلس مع زوجته يهيأها لخوض العمليه بسلام ..ويدعمها بكل قوته حتى يتجاوزا سويا هذا الابتلاء كان يجلس فى زاوية عيادته يرتب اوراق اجازته حتى اقتحمو عليه العياده سعيد "والدها" وعبد الرحمن "طليقها" ومصطفى "ابن عمها ومدير اعمال والدها " قاموا بالحديث معه بشكل همجى
سعيد:كيف تتركها ان ترحل ..اجننت انت
رد حسن بهدوء :انتهت مدة علاجها ف كتبت لها اذن الخروج ..اكان على ان استأذنك حتى اسمح لمريضتى بالخروج ..
سعيد :ولما لا الست والدها
حسن :لا يا سيدى انت مخطأ تماما ..انت دفنت ابنتك واخبرت الجميع انها ماتت لا يحق لك ان تتحدث عن هذه ..على كل انها رحلت ،النتيجه واحده
ساله عبد الرحمن بعنف :الى اين رحلت ..بالطبع انت تعرف
وقال مصطفى: تكلم والا لن يحدث لك سوى كل مكروه
نظر اليهم حسن ..يبدو عليه انه على وشك اشعال مشكله حتى رغم هدوءه ..: انتبهو الى جيدا انا لا اعرف اين ذهبت انتهت مدة بقاءها هنا وهى رحلت ..ولم يترك اى منكم اى وسيله تواصل حتى اخبركم بموعد انتهاء علاجها اهكذا انا المخطئ ؟!
________________
دقت الساعه السابعه صباحا فتحت عيناها قبل ان يدق المنبه بخمس دقائق هكذا اعتادت فتحت شرفتها لتستنشق هواء البحر وجماله ..منذ ان قدمت الى الاسكندريه وهى تنعم بحياه هادءه لطالما كانت تحب هذا البلد العريق وتعشق شوارعه ..اخذت انفاسها وحضرت فنجان القهوه خاصتها وفطور بسيط جداا يكفى فقط ليبقيها على قيد الحياة حتى الوجبه.. الاخرى ارتدت ملابسها بشكل انيق للغايه وذهبت قاصده جهة عملها ..عملت باحد الشركات المتوسطه فى قسم الاداره محاسبه صغيره هذا مجال عملها ومجال دراستها المحبب لباقتها ف الحديث وجمال ملامحها ..وكمية الشهادات التى حصلتها خلال فترة دراستها ساعدها كل هذا ف الحصول على العمل بهذه السهوله ..واستأجرت هذه الشقه بالقرب من مكان عملها خرجت الى شوارع الاسكندريه لتتمتع بصباحها ..وصلت الى العمل باكره كعادتها دخلت الى المكتب بابتسامه افتقرت كل معانى الحياه لكنها تهدى لمن حولها ضوء طفيف ..ذاك الاسود المسيطر على ملابسها اكسبها هيبه كبيره ف يتردد الجميع كثيرا قبل ان يحادثونها ..قالت :صباح الخير
رد عليها محمد زميلها ف العمل وله مكتب بجوار مكتبها :صباح الفل
لم تنتبه لابتسامته العريضه التى تنم على بداية انجذاب لهذه المجهوله ذات الرداء الاسود رقيه رقيقة القلب
مرت خلال دورانها حول مكتبها على صفيه ..القت عليها السلام ثم جلست على كرسيها الخاص واخذت تعمل ..تنهمك كل يوم ف العمل دون ان تشعر ..حتى لا تاخذ ساعات استراحه الخاصه بها وهذا ما يلفت انتباه الجميع لها ولكنها لم تنتبه لهذا
اثناء ساعة الاستراحه ..وهى منهمكه ف العمل ..دخل شاب يبدو انه فى منتصف العشرينات غالبا فى نفس سنها او اكبر منها قليلا طرق على مكتبها منبها اياها بحضوره ..انتبهت له واقفه :بشمهندس عمر ..خير ان شاء الله ..اهناك شئ خاطئ ف العمل او ما شابه ؟!
ابتسم مهدأ اياها :لا لا يوجد شئ ..انه فقط اننا فى ساعة استراحه ..كل من ف الشركه رحلو ليتناولو غدائهم لماذا انتى هنا ..
رقيه :لدى عمل اود ان انهيه ..كما اننى لا اهتم بالطعام وما شابه ..انا بخير ..شكرا على سؤالك
عمر ابتسم كانه اعتقد انها معجبه به وترى انه يتقرب منها لكنه لا يعرف انها لا تراه من الاساس ..ثم قال:انا لم اسال عليك تحديدا وانما لفتنى وجود شخص هنا فى هذا التوقيت لذا جئت ف سالت
وضعت قلمها بعصبيه كانها سأمت من الحديث معه اى كان ما يحتوى هذا الحديث وقالت :بشمهندس عمر ..اعتذر جداا لحضرتك لكنى حقا لا اهتم لسبب وجودك او سؤالك على ..انا فقط اريد ان اكمل عملى فى سلام ..
نظر اليها متعجبا من اسلوبها قائلا :حسنا حسنا اهدأى قليلا ..سارحل حالا
رحل وتركها تعمل انهت عملها كما كل يوم وخرجت الى شوارع الاسكندريه ..هناك مقهى على البحر مباشرة تذهب اليه بعد انهاء العمل تنظر للمياه اذا لم تكن تقرأ ..تضع سماعات الاذن الخاصه بها وتسلم نفسها الى البحر وتسرح بين طيات الامواج واصوات الاغانى ل مسار اجبارى واغانيها المميزه هذه الفرقه المحببه ..يكفى ان اصولها اسكندرانيه ..
تنهى جلستها فى المقهى وتعود لشقتها منهكه تستلقى على السرير لتغرق ف النوم دون تفكير ..
_________
ف المستشفى كان يقف متوترا جدااا ممسكا مصحف فى يده يتلو وقلبه وعيناه تفيضان ..يا الله انت املى الوحيد لا تجعلنى اخسرها ..يا الله ليس لى سواها بعدك فلا تجعلنى اخسرها ف قلبى لن يحتمل هذا ..اتذكر المره الاولى التى رأيتها تتشاجر مع احد الممرضات بالمشفى التى اعمل بها وفضضت الشجار ..سمعت لها ما تقوله ان والدتها مريضه بالسكر وجاءت الى هنا وانهم قصروا فى ضيافتها وعلاجها ..يتذكر انه داعبها يومها لكن لا يذكر تفاصيل الدعابه لكنه يذكر ابتسامتها ويذكر قدر جمالها يومها ..يارب احفظ لى سميه
______
كان يجلس سعيد فى مكتبه متوترا جداا ممسكا بهاتفه ينتظر رد احدهم ..دقائق وجاء الرد سعيد:حبيبتى ..ما بك لماذا توقفت عن العلاج
كانت الدموع تلمع فى عيناه معلنه انهزامه وصوته مهزوز بشكل لا يصدقه احد
ملك:سامحنى ي سعيد ..لكنى لا استطيع ان اتحمل ..منذ وفاة رقيه وانا اضغط على نفسى لكنى لا استطيع ان اتحمل ..لا اقوى يا سعيد
سعيد:ملك لا تستسلمى رجاء ..انا ..لا تنسى اننا لدينا ابن يا ملك لا تتهاونى فى حقه وانا يا ملك ..ماذا افعل من دونك، لا تتركينى يا ملك انا لا استطيع ان احيا من دونك ..رجاء يا ملك
ملك:حسنا يا سعيد، ساعيد ترتيب حساباتى ..لكنى حزينه من اجل رقيه جدااا ..اعلم انك لست حزين بقدرى لانها ليست ابنتك لكن يا سعيد فق...
قاطعها:يا ملك انها كانت ابنتى ايضا لا تنسى انها ولدت بين يدى احبها بقدرك واكثر انا من ربيتها ..
ملك :حسنا يا سعيد ..ساحاول قدر قوتى ان اكمل علاجى
اغلق الهاتف وخانته دمعه من عينيه ..سامحينى يا ملك رجاء ..سامحينى
_____________
كان حسن عند باب غرفة العمليات يشكى الوانا من القلق ..خرج الطبيب ركض نحوه :طمنى يا سيدى ارجوك
كان وجه الطبيب بدون اى تفاعل ..تجمد الدم فى عروق حسن شعر ان قلبه ينتفض فى صدره لا ينبض فقط ..اغمض عيناه حتى لا تسقط ادمعه فى حضرة هذا الطبيب رغم انه صديقه ..
ابتسم الطبيب قائلا : ماذا يا حسن الا تتماسك قليلا؟!! ، اهل يوجد غيرك يعتنى بها حتى يلتئم جرحها ؟!
فتح عيناه متفاجأ بما يسمعه :ماذا ..ماذا تقصد
الطبيب :الحمد لله تمت العمليه بنجاح يا صديقى ..الحمد لله ع سلامتك وسلامتها
التقط حسن انفاسه بالحمد ..اللهم لك الحمد
كان يجلس مصطفى فى مكتبه فى شركة سعيد منهمك ف العمل ربما ينساها ويرتاح ضميره مما حدث لها ..انه لا يقوى حتى ان يتحدث عنها باى شكل ..الجميع واقف له على خطأ هو وعبد الرحمن ظنا منهم ان ما حدث لها بسببهم ،هو لا يتحمل ما حدث لا يستطيع ان يتصور قدر السوء الذى هو عليه ..رقيه ..رفيقتى وتلك الطفله التى لطالما احببتها ..اسماها هو رقيه لما وجد بها من رقه ..وهو كان عمره عشر سنوات فرق السن لم يفصل بينهم فقد جاء بعدها عبد الله اخوها وكبرا سويا هما الثلاثه ..لكنها لم تكن بهذه البساطه ..كانت تحمل بين طياتها الكثير ..اخاف منها واخاف عليها ..رقيه كانت ارق بكثير ان اكون انا نصفها الاخر لانى بهذه القسوه ..رفيقتها لم تكن الاولى ..حتى ذاك اليوم الذى عرضت عليها فيها الزواج كنت مساءا مع اخرى ..اعترف ان علياء رفيقتها كانت الاخيره لانها كانت حازمه ..كانت تعرف كيف تعاتبنى وتقاطعنى ،لكن رقيه لا تفعل ..رقيه لا تخبرنى انها تغضب منى حتى لا تحزنى ..اعترف انى افهم عليها دون ان تتحدث ولكن ماذا افعل لها وهى تترك نفسها هكذا ..واعترف ايضا انى انا من بدأت بالحديث مع علياء ..وبدأ حديثنا كأى حديث على اننا رفيقين لكن ..تطور الامر ليس بخروج عن ارادتنا ف احببت علياء لانى خائن .. اتقن فنون الخيانه الى الان ف انا مازلت افكر فى رقيه رغم خيانتى لها ..ورغم ابنائى الاثنين من علياء ..رقيه كيف اسامح نفسى على ما جعلته يصيبك كل هذا الوقت
دق باب مكتب سعيد ودخل مصطفى يبدو انه منهكا وحزين للغايه
سعيد:ما هذا الذى اصابك يا بنى ..اانت بخير
مصطفى :لا شئ يا عمى لا تهتم ..اسمعت اخبار عن رقيه ؟!
سعيد بغضب :لا لم اسمع ما زال عبد الرحمن يبحث ولا يرد لى خبر بعد
نظر اليه يحمل شيئا من غضب منه بينما همهم سعيد دون ان ينتبه اليه :ي ابنتى لو علمتى ماذا فعلت لما حزنتى كل هذا الحزن ولا هربت وفعلت بى كل هذا
ابتسم مصطفى باستهزاء وقال :عمى انا اريد ان احصل على اجازه ..انا متعب جداا ولم اعد اقوى على العمل مع هذا التعب
سعيد :كيف تتركنى يا مصطفى وانا فى هذه الظروف
مصطفى :اعذرنى يا عمى ف ان عملت هنا سيزيد الوضع سوء
سعيد :حسنا طالما هذا ما تريد فلتأخذ لكن لا تطيل الامر ..هكذا ستمضى وقت اكثر مع زوجتك وابناءك وتريح اعصابك
مصطفى :لا يا عمى انا لن اذهب الى البيت مجددا ..
قالها وخرج من الغرفه الى محطة القطار يهوى لا يعرف الى اين يذهب لكنه لا يريد ان يعود
________________
_رقيه
جاءها صوت صفيه التى تعمل معها فى نفس المكتب وهى منهمكه ف العمل ..
رفعت عينها من الورق الموضوع امامها قائله :هه اتقولين شئ يا صفيه
صفيه :اسالك ان كنت ستذهبين معنا بعد يومين لاحتفال الخطوبه الخاص بالبشمهندس عمر ..
تحمس محمد ايضا للحديث ف هو يريد ان يراها خارج اطار العمل لربما تتسنى له الفرصه ويحادثها ..ردت رقيه :لا لن اذهب
صفيه :لماذا يا رقيه ..جميع من بالشركه سيذهب ..وهو دعانا بنفسه واراد ان يحدثك حتى يدعوك لكنك كنت قد خرجت لتطلبى القهوه لنفسك ..
نظرت لها رقيه قائله :صفيه ..رجا..
قاطعها محمد :استاذه رقيه ..نحن زملاء بالعمل مر اكثر من ثلاث اشهر ونحن نعمل سويا .. نراك منهمكه ف العمل بصوره كبيره لذا نود التخفيف بان نذهب جميعنا
نظرت لهم رقيه قائله منهيه الحديث :وانا لا اود الذهاب ولا اود ان يفكر احد لا بالتخفيف عنى ولا باى شئ ..صفيه معذرة انا لا اقصد شئ لكنى حقا لا ارغب بهذا
تدخل عمر الذى كان واقفا دون ان ينتبهو وسمع الحوار كله ف اطرق قائلا: يكفى يا صفيه لا تضغطى عليها انها لا تريد الحضور اذا فلا تحضر ..لطالما لا تطيق ان تنظر الى وجهى ولا تريد ان ترى فرحتى لماذا نضغط عليها
وقفت معترضه على مجرى الحديث ك كل ..اعصابها لم تعد تتحمل ان تتجادل فى اى امر اصبحت لا تتحمل كل هذا قالت وكان واضح جداا انها تضغط على نفسها حتى لا تنفجر :بشمهندس عمر ..اهل تعرفنى ؟! ..لا ..اهل اعرفك؟! لا اذا لماذا يحدث كل هذا ..معذرة لكنى لست فى مزاج يتحمل النقاش او الجدال ..انا لم ارغب فى حضور اى مناسبه اجتماعيه الامر ليس متعلقا بك على الاطلاق ..ولا متعلق باحد غيرك ..رجاء لا اريد اى جدال مره اخرى ..ولطالما لا يتعلق الامر بالعمل فلا داعى لخوض اى حوار من الاساس ..
قالت كلماتها ثم خرجت من المكتب حامله كل همومها على رأسها ..خرج عمر متضايقا جداا دخل الى مكتبه ف هو مدير هذه الشركه بعد والده الذى لا يحضر اللا ساعه اسبوعيا تاركا الامر ل عمر
دخلت الى المكان المخصص لعمل المشروبات بالشركه وصنعت فنجان قهوه لنفسها وجلست ..كان عمر يتجول ف الشركه وكأنما لم يكترث لما حدث يهنئه الموظفون بالشركه كلما رأوه لفتها جدااا حديث الفتيات الجالسات :على ماذا يهنئونه الحق ان يهنؤون تلك المحظوظه التى استطاعت ان توقعه
ابتسمت رقيه شارده فى يوم عيد مولدها ..حين ركع مصطفى ابن عمها امامها مقدما لها باقه من الزهور يتوسطها الخاتم ..اجل احبته ..وقال انه يحبها ..لكن اى حب هذا ..مصطفى كان الشاب الوحيد الذى تعاملت معه ف هى خجوله جدااا وتربت معه منذ طفولتها لذا هو وعبد الله اخوها كل الذكور الموجودين ف العالم فى نظرها ..تذكرت تلك المرأه التى كانت تحضر يوم خطبتهما قائله: على ماذا يهنئونه الحق ان يهنئون تلك المحظوظه التى اختطفته
وحين رأت رقيه لن تقوى على الحديث ف ادركت ان مصطفى المحظوظ ورقيه كانت تؤمن فى حبه لها..الى تلك اللحظه التى سقط فيها مصطفى من ناظرها بلا رجعه ..بعد مرور سنه على خطبتهما كانت تنظر الى صور المفروشات التى اقترحها لها فى هاتفه ف جاء اشعار بوصول رساله ..لم تريد فتحها لكنها كانت واضحه
" مصطفى حبيبى اين انت ..لماذا تاخرت على ،ولم تجب على هاتفك ..مصطفى انا انتظرك ف المقهى المتفق عليه " تصنعت انها لم ترى شئ ..وركنت الهاتف ..نظر هو للهاتف واعتذر منها ورحل ..ذهبت خلفه دون تردد لتصل الى المقهى وتدخل ، لتجده بصحبة رفيقتها المقربه .لم تفعل اى ردة فعل كأن العالم قد انتهى عن الدوران ومنذ هذه اللحظه لم تحادث اى من مصطفى او علياء حتى انها لم تلق عليهما اللوم
سقطت دمعه من عينها مسحتها سريعا دون ان يلاحظ احد او هكذا ظنت ..دخلت الى المكتب مجددا واخذت تعمل وتنهمك ف العمل
اليوم ..هو اجازة رقيه من العمل لكن ..اليوم ممل جداا لا تدرى كيف كانت تمضى تلك الاجازات ،فتحت عيناها وقامت ارتدت ملابسها ونزلت الى المقهى المعهود ..لا تدرى الى اين ستصل بهذه الحياه الروتينيه الممله ..تناولت قهوتها الصباحيه دون فطور كانت جسديا منهكه لا تقوى ان تقف على قدميها ..لا تدرى الى اين ستصل بنفسها بعد كل هذا ..تريد ان تذهب لشقتها لكنها لا تستطيع ..يا الله كن لى معين .. انا بخير ،ان شاء الله لن يصيبنى مكروه ..يا الهى كيف نهضت من السرير وقدمت الى هنا ظلت متماسكه حتى لا تستطيع ان تنادى على احدهم ليساعدها ولا تريد من احد مساعده على الاطلاق ..
كان احدهم يجلس على منضده قريبه من مجلسها ويراقبها فى صمت لم يفهم ما الذى تعانيه لانه كان مشغولا ف الفتاة التى تجلس معه وتحاول بكل قوتها ان تجذب انتباهه لها
تذكر ذالك اليوم الذى رآها تبكى فيه ..كان حزينا جداا من اجلها لا يستطيع ان يتوقف عن التفكير فيها .. لماذا ترفضه الى هذا الحد اهى حمقاء؟! ام انا الاحمق كان يسال نفسه متعجبا باحثا عن اجابه
مرت دقائق غايه ف الصعوبه عليها وغايه ف البطئ ثم تحول العالم حولها لسواد عميق وسقطت من على الكرسى الذى كانت تجلس عليه محدثه جلبه كبيره ف المكان رغم صغر حجمها
قام مسرعا هاتفا باسمها حملها وركض بها الى المستشفى
شعرت بالم فى يدها كان احدهم يدق بها مسمار حاولت فتح عينها لكنها لا تستطيع لا تملك الطاقه ..شعرت كانما قوه تسرى فى كل جسدها فجأه ..فتحت عينيها بصعوبه لتجد ذاك الشاب يقف وامامه تقف فتاة عشرينيه ملامحها جميله جداا لم تتبين ملامح ذاك الشاب بعد حاولت النهوض لكن اوقفها صوته :بشمهندس عمر!!!!!
*استاذه رقيه ..انت بخير ؟! ما الذى حدث ؟!
نظرت له رقيه تريد ان تدفع به بعيدا عنها باى شكل قالت :انا بخير ..شكرا جزيلا لك على كل ما فعلته ..نلتقى ف العمل اذا ..
نظر اليها بغضب :يكفى يا هذه ..يكفى الى هنا اننا ان لم نكن زملاء ف العمل ف انت انسانه وانا لدى انسانيه ..ولكنى تحملت بما فيه الكفايه ..حسناء ان كنتى تودى البقاء فلتبقى لكنى سارحل الان
التفتت اليه خطيبته حسناء وهمست له برجاء :..انت محق يا عمر لكن كيف ستذهب هذه الى المنزل ..وماذا لو انتكست مره اخرى ..من اجلى انا انتظر بالخارج وانا ساتولى الامر
نظر اليها غاضبا وخرج دون تعليق ..
قالت لها رقيه :سيدتى انا ممتنه جدااا لموقفكم ولنبلكم لكنى لا اريد احدا ..اقسم لك انى لا اريد اساءه لكنى لا اتحمل مساعدة اى احد رجاء تفهمى موقفى ..
ابتسمت لها حسناء متفهمه :حسنا لكن لا تحزنى من خطيبى رجاءا انه انسان جيد ..وطالما هذه رغبتك سنرحل ..الحمد لله على سلامتك ..
خرجت حسناء الى عمر الذى كان فى قمة غضبه ابتسمت له ابتسامه هادئه جعلته يهدئ قليلا من روعه قالت له:الان نستطيع الرحيل ..هكذا رغبتها ف ماذا نفعل ..
وضعت يدها على قلبه مكمله للحديث :هلا هدئت قليلا لا داعى لكل هذا الغضب ..ابتسم قائلا :حسنا ..هيا نكمل يومنا ..اردنا ان نمضيه سويا منذ البدايه لكن ..لابأس الحمد لله على كل حال هيا نكمله
مضت ايام وهى تذهب الى عملها شاحبه لكنها لا تستطيع ان تتركه خصوصا لما حققته به من نجاح وان الفضل يعود اليها فى التقدم الكبيير لشركتها ..كما انه مصدر قوتها الوحيد كيف تتركه ..
كما ان الامور بينها وبين عمر ليست على ما يرام ف تخشى ان يصطاد لها غيابها ليطردها ..
لاحظ عمر انها تذهب للعمل رغم مرضها لم يريد ان يتدخل لكن الجميع لاحظ شحوبها ..وكل من يتدخل يطاله منها غضبها فقط حتى انها لا تعتذر بعد ذلك ..اهى بهذا السوء ؟!
وجه عمر سؤاله الى حسناء وهما يجلسان فى ذات المقهى ..نظرت اليه قائله :لا يا عمر انها ليست كذلك ..الم تلتفت الى ملابسها السوداء ..ايضا لديها ذوق عال جداا ف اختيار ملابسها ..تلك القلاده التى ترتديها تبدو ثمينه جدااا حقائبها وطريقة حديثها قصة شعرها ..وقرطها ..هذه الفتاه عانت شئ ما كبيير جدااا وهذا سبب كل ما هى عليه ..اتدرى يا عمر ادركت شئ يدل على انها حقا طيبه ..ان جميع من معك بالشركه يحبونها بشده يبدو انها تساعدهم بشكل ما ..اعتقد انها ليست سيئه ..انما زارت الدنيا قلبها ف رسمت بداخله جراحها
سرح عمر قليلا فى كلامها ثم ادرك مغيرا للموضوع عن لون زيها الذى كانت ترتديه وانها تبدو به جميله جداا
ازعجهم هاتفه كانت سكرتيرته رد بضيق : ماذا هناك
_بشمهندس عمر ..ساعدنى ارجوك ..هناك مشكله كبيره جداا خاصه بالحسابات قد تؤدى الى فقداننا اهم الصفقات المقدمه لنا
اعتذر عمر من حسناء وخرج مسرعا الى الشركه
_______________
كان فى غرفة الاجتماعات يجلس عمر ومسؤول الحسابات لدى شركة محسن بيه التى لها صيت فى الاسكندريه ف هى صرح تجارى كبير يجلس الجميع حول الطاوله يحاولون ادراك الخطا الارقام تبدو غير متناسقه يجلس ايضا محمد وصفيه ولا احد امكنه ملاحظة الامر ..كاد عمر ان يشطاط غضبا اقترب من صفيه محاولا عدم حدوث جلبه *اين رقيه ..بالتأكيد هى السبب فى هذا الخطأ
لم تستطيع صفيه ان تخبره انها هى ومحمد المسؤولان عن هذا الشئ لكنها لا تستطيع ان تواجه غضبه فقالت :بالطبع هى المسؤوله هى الان خرجت وستعود قريبا
دخلت رقيه الى الشركه مرتاحه قليلا يبدو عليها الاسترخاء ..اخبرها احد العاملين بالشركه انه يوجد اجتماع وهى لابد ان تحضر ..دخلت الى غرفة الاجتماعات بكل هدوء ..القت السلام وجلست وسط صمت من الجميع تعجبت لهذا الصمت ونظرت ف العقد قائله :تشرفنا بالعمل مع شركتكم حقا ..وفقكم الله....انتظر لحظه ..هناك خطأ ف الارقام هنا
نظر اليها عمر :اها ..هناك خطأ بالطبع ترى ما هو
ابتسمت بارياحيه قائله : لحظه واحده وسأعود
ذهبت الى مكتبها احضرت عقد مميز جدااا لا يوجد به اخطاء ووضعته امامهم : نحن نعتذر جدااا على هذا الخطأ ..لن يتكرر ثانية اعدكم بهذا
اخذ مدير الحسابات منها وتعجب بشده لما عليه هذا النص وصياغته قال:حسنا الشرف لنا سيده ...
اجابت:رقيه ..اسمى رقيه
ابتسم مكملا:غدا باذن ساحضر العقود تم امضاءها ..ونتمم الاجراءات
نظر عمر غير مستوعب لما حدث لكنه ما زال متضايقا منها ..عقب انتهاء الاجتماع ذهب الى مكتبهم دخل الى مكتبهم وكان قلب صفيه ومحمد يرجف بينما لم تهتم رقيه طالما لم يوجه حديث لها وكانت تعمل ..ذهب الى مكتبها ووقف قائلا :شئ طبيعى ..الوجه الشاحب وهذا الاعياء الواضح جليا لابد ان يشتت التركيز ويؤدى الى حدوث اخطاء ف العمل ...اخبرينى ما سبب كل هذا ..
كان صوته مرتفعا لدرجه ضايقتها وقفت قائله :هذا الحديث موجه لى !!! وما علاقتى بهذا الخطا الذى حدث ..وما دخلك بمرضى وشحوبى طالما لم يتأثر العمل به ..
نظر لها بغضب اكبر :اخبرينى اذا من المسؤول عن هذا ..
نظرت ل محمد وصفيه ..قائله لهم :اخبرا البشمهندس خطأ من هذا
ارتبكا جدا ثم اقرا بانها ليس لها علاقه وانهم هم المخطئان ..حاول ان يفضى غضبه عليهم لكن اوقفته رقيه : هذا ذنبى انا عليك ان تعاقبنى انا ..هذا عملى وانا اسلمته لهم ..لكن الا تكن مرتاح قليلا لا داعى لكل هذا الغضب ..الامر انتهى ونحن من سيبنى لهذه الشركه ما يريدون انشاءه ..رجاء لا داعى لكل هذا
قال بعصبيه :ابهذه البساطه
بادلته بنبره حاده جدااا : لا داعى لكل هذا اهدأ قليلا ان اردت ان تخصم من مرتبى ف لتفعل وان اردت ان تمنعه لشهرين ف لتفعل وان اردت ان تطردنى من العمل نهائيا ف لتفعل ..لكن لا تفرغ غضبك علينا ..نحن هنا كلنا جزء من هذه الشركه ولسنا عبيد لاحد
نظر لها لوقت ليس بالقليل التقط انفاسه بهدوء ثم انسحب الى مكتبه
انهت عملها لهذا اليوم الشاق ورحلت الى المقهى الذى اعتادت ان تذهب اليه وجلست ..ااااه اليوم كان اصعب من اى يوم ..لم تعد تستطيع ان تخوض اى حوار من اى نوع فما بالك بكل هذه النقاشات الحاده مع البشمهندس عمر ..ايضا تفكر فى محمد وصفيه لماذا دافعت عنهم لهذا الحد ..لا يا رقيه لا تفعلى انت لا تريدين اصدقاء ولا تريدين احد ..رقيه لا تفعلى انت تساعدى الجميع قدر امكانك لكن ليس الى هذا الحد ..قاطعها صوت احد الجلوس ينادى على النادل ف القت نظره سريعه ع الحضور لاول مره ..وجدت حسناء وعمر ..حسناء نظرت اليها وابتسمت ك عادتها ..قالت رقيه فى نفسها وهى ترد لها الابتسامه ..انا اريد بعض السلام وطالما بيننا هذه الحرب لن انعم بسلامى ..ترى هل اذهب واعتذر منه ..نعم هذا هو الوقت وخطيبته تجلس معه لن يطول نقاشنا كما انها ستحافظ على هدوء الموقف ..
التقطت انفاسها ووقفت ذهبت عندهم ..القت السلام ..ردته حسناء بترحاب شديد ورده عمر باندهاش ..لا لشئ سوى لانه لا يستوعب انها من الممكن ان تحضر فى حضور خطيبته ف هو يظن انها تغار عليه منها وهذا مبرر كل ما يحدث بينهم ..قاطعت اندهاشه رقيه قائله :بشمهندس عمر ..اود الاعتذار منك وبشده على كل امر قد حدث بيننا ..انا لا احب النقاش من اى نوع ..وكل الطرق بيننا تؤدى لجدال لا لنقاش ..انا جئت اليوم لانهى كل هذا ..هلا سمحت بان ينتهى كل هذا
نظر لها عمر مندهشا بقوه مما يسمعه لمسه صدق كلماتها وذاك الضعف الذى ظهر رغما عنها ولم تلحظه حتى حسناء ..قال :حسنا يا سيده رقيه لينتهى كل هذا ..ولكن اخبرينى ..لماذا دافعت عن محمد وصفيه رغم انك تعرفين انهم هم من وشيا عنك ..
تنهدت كأن حملا سقط عن قلبها ثم قالت :انه خطأى انا منذ البدايه .. اليوم رغبت ان اتمشى قليلا فى ساعة الراحه وهما كانا جالسان وكان لابد ان اراجعه فى هذه الساعه ونسيت واخبرتهم اننى لم افعله من الاساس دون ان انتبه لكلماتى وخرجت وهما توليا الامر ونتيجه لصغر مساحة الوقت حدث كل هذا ..اى ان هذا خطأى انا ..
عمر :وانا قررت. عقابك على هذا الخطأ
نظرت له رقيه بتعجب ف اكمل:لديك اسبوع اجازه من العمل ..خلال هذا الاسبوع تريحين اعصابك وتستعيدين ما فقدتى من صحه ..اعلم انه وقت ضيق لكن لا نستطيع الاستغناء عنك اكثر
كادت ان تنفجر من صدمتها وكادت ان تتوسل اليه ان لا يفعل اهل ستسلمها اسبوع كامل لذلك الفراغ الذى يقتلها الف مره عادت الى منضدتها دون رد وما ان اخفت وجهها عن الجميع حتى بكت لكنها سريعا ما تمالكت نفسها حتى لا ينتبه اليها احد ..دخلت الى غرفتها بعد يوم ملئ بالمتاعب استلقت على السرير ورافقت ادمعها طوال الليل ..حتى استسلمت لاوامر جسدها ورحلت فى نوم عميق
_____________
كانت نائمه بل غارقه ف النوم ومازالت دموعها تتساقط ايقظها صوت الهاتف احدهم يرن عليها ملحا يسأل اجابتها ..امسكت بالهاتف وردت دون تفكير ..كان صوتها يحمل الكثير وحده فما بالك بانها نائمه ..:الو ..مرحبا
حسناء: مساء الخير يا رقيه ..بالطبع اسمحى لى ان اناديكى بدون لقب ..
رقيه بضيق:من انت من الاساس
حسناء:انا حسناء خطيبة البشمهندس عمر اتذكرينى ..
رقيه :اذكرك بالطبع ..خير اهناك مشكله ..
ردت حسناء فى تعجب وصدمه من نبرة صوت رقيه :لا لا توجد مشكله ..اننى فقط اشعر بالملل الشديد واعلم انك كذلك طالما انك ستمضين اسبوع دون عمل ..ف اقترح ان نلتقى سويا ..حتى يزول هذا الملل ولو لنصف ساعه
كان صوت حسناء مغلف برجاء عميق ..رغم ذلك حاولت رقيه ان ترفض لكن اصرار حسناء غلبها
ارتدت فستان انيق جداا لم ترتديه من قبل كان اسود ..ويحمل الوانا من الجمال ..قررت ان تلبس قرط بلون عينها الازرق ..كانت جميله جدااا ..هى فعلت هذا حتى تدارى ما بها من حزن حتى لا يلاحظه احد دخلت الى المطعم الذى اعتادت ان تذهب اليه ف هناك كان الموعد ..نظرت الى منضدتها وجدت احدهم يجلس عليها ..وكان منكسا رأسه نادت على النادل ف اتاها مسرعا ..قالت :اريد ان اجلس على منضدتى .. لماذا اجلست غيرى
رد:اعتذر يا سيدتى انه دخل وجلس هنا دون ان انتبه اليه ..ساجعله يغيرها لا تقلقى
ذهب اليه تحدث اليه قليلا ثم وقف ذاك الرجل والتفت اليها ..وما ان التفت اليها حتى تجمدت الدماء فى عروقه وعروقها ..شعر هو ان قلبه يكاد يتوقف بينما شعرت هى بقدر غضب لا يمحوه اى شئ سوى ان تقتله وتشرب من دمه قال مصطفى مندهشا :رقيه !!!!!!!
سرعان ما تمالكت نفسها وتحول ذاك الغضب القابع بداخلها الى جمود تجاه هذا الشخص ..كانها لم تعرفه من قبل ولم تلاقيه هكذا كانت تشعر ذهبت وشكرته بكل هدوء على ترك المنضده ثم جلست ..دون حتى ان تلتفت اليه ..حقا لم تكن تهتم لوجوده ..جلس على الكرسى المجاور لها محاولا لفت انتباهها له ،ربما لم تتعرف عليه لما آلت اليه حالته قال :رقيه الا تذكرينى ..انا مصطفى ابن عمك
رفعت رقيه عينها من الكتاب الذى كانت تقرأه فكان الوقت مازال باكرا جدا على موعدها لكنها اثرت ان تنتظر ف المقهى وياليتها لم تأثر قالت :معذرة يا سيد كل عائلتى توفت ..ودفنت ،لم يعد منهم اى احياء هلا تركتنى ورحلت ف انا لا اود التحدث مع احد
مصطفى لم يتعجب مما قالته لكنه يود الاعتذار يود ان يفعل اى شئ حتى تسامحه وها هى الان امام ناظريه اذا لماذا ..لماذا لا يفعل ..:رقيه ..هل ممكن ان تسمعى الى قليلا
قالت له :لا يوجد بيننا حديث منذ زمن طوييييل انت من فعلت هذا ..وانت من اخترت ..ليس انا ..بالطبع تفهم جيدا ما اقول لذلك لا اطيل ..وانت ايضا لا تطيل الحديث وارحل
تكونت الدموع فى عينه وتجمع كل ضعف الدنيا :نعم انا مذنب ،لكن...*صمت طوييل ثم *سامحينى يا رقيه رجاء ..انا لا انام الليل ولا ااكل ولا اشرب ..ارجوكى سامحينى
رقيه:ارحل يا مصطفى ارحل ..انا لم اعد اعرفك حتى اسامحك او لا ..
مصطفى :لو لم تسامحينى سوف اخبر الجميع انك هنا ..بالطبع تعرفين ان عمى سعيد يبحث عنك فى كل مكان
اشارت له بيدها نحو الباب :تفضل اخبر من تريد بما تريد اتظن ان شئ اصبح يهمنى ..انتم اعلنتم موتى وانا اعلنت موتكم ايضا ..لا فرق لدى بين ان تعرفوا مكانى او لا ..لم يعد لكم على سلطان ولا لكم الحق باى شئ يخصنى ..والا واجهوا العالم بعدم موتى وحينها انا سأتبرأ من انى لكم
مصطفى :رجاء يا رقيه لا تفعلى هذا بى .. ماذا تردين منى ان افعل ك تعويض لك عن كل ما حدث
رقيه:لا اريد شئ سوى ان ترحل ..وتتقبل انى ليس لدى احد الان ولا اريد هيا ..اذهب من هنا ولا تعود
مصطفى :وان تذللت لك بالرجاء ..
رقيه:لماذا لا تفهم ..انت لا تعنى لى اى شئ على الاطلاق ..لا احبك ولا اكرهك وحتى لا اعرفك ..وان لم ترحل الان سانادى على النادل يتعامل هو معك
صوب نظره عليها قليلا سقطت منه دمعه خائنه ثم خرج من المقهى لم تشعر بالسعاده وايضا لم تشعر بالحزن ..هذا ما تدربت عليه طيلة الشهور ان لا تشعر تجاههم حتى بالشفقه ،فلا احد منهم يستحق
اغمضت عينها .قليلا تستمع الى اغانيها المفضله ثم بدأت تقرا حتى يحين الموعد سمعت طرقات خفيفه على منضدتها بعد قليل وانتبهت الى صوته :على حسب علمى ف الموعد بعد ساعه ونصف من الان لماذا انت هنا باكرا
اغلقت الكتاب ووضعته امامها :وعلى حد علمى ان الموعد مع حسناء وليس معك سيد عمر ..وايضا اظن ان المقهى مفتوح طوال اليوم ليس منذ الموعد فقط
عمر :حسنا اذا لن اتدخل ..ساتركك فى سلام .. لكن !ايمكن ان نتحدث قليلا ..يعنى خارج اطار العمل وخارج روتين الحياه ..
ابتسمت له لاول مره دون غضب :وعن ماذا سنتحدث
تحمس جدا وجلس :عن اى شئ تودين ..
ردت :صدقنى انا لم يعد لدى اى طاقه للحديث ..لم اعد اتحمل حتى ان اسمع صوتى ف ادرك انى على قيد الحياه دعك من كل هذا وانتظر خطيبتك لا تدعها تأتى وتراك على منضدتى رجاء
كان مترددا جدا حول اخبارها امر ما ولكنه لم يقل ف ذهب الى المنضده الخاصه به وبحسناء حتى تأتى فقد اتفقا ان يذهبا سويا يلتقيان قبل موعدها مع رقيه ثم يرحل هو ويتركهم
حضرت حسناء ..وجلستا سويا على منضدة حسناء ف رقيه تريد ان تحتفظ بهذه المنضده لها ولوحدتها ..كانت حسناء فى غاية السعاده لطالما انتابها الفضول ناحية رقيه .. وسبب ذاك الحزن المرتسم على ملامحها قالت :انا حقا سعيده جدااا لحضورك اليوم .. شرف كبير لى ان اكون صداقه معك ..لا تتصورى كم احتاج الى رفيق استند عليه فى حياتى
نظرت لها رقيه دون ان ترد ف اربكتها قليلا ..اكملت حسناء : اتعرفين انى مازلت طالبه .. حين رايتك لاول مره ظننت انك ايضا طالبه ..ملامحك تظهر انك صغيره ..كم عمرك ؟!
ردت رقيه بهدوء :سيده حسناء .. اعذرينى لكن لابد ان اقول هذا .. انت تبحثين عن اصدقاء يهدونك الحياه ..ويكونوا لك عونا على مواصلتها ..اما عنى ف انا اكره الحياة واكره كل من يبحث عنها .. انت جميله جدااا ولو كنت جئت قبل اربعة خمسة اعوام كنتى وجدتى ما تريدين ..لكن اليوم لا يصح ان يكون بيننا صداقه ..انا لا اصلح صديقه ..وانت لن تستطيعين ان تصلى لاى شئ فى داخلى ..اود جدااا ان نكون اصدقاء ..لكنى لم اعد اصلح لهذا الشئ ..
ابتسمت حسناء متفهمه ولكنها حزنت لانها لم تستطع كسب صداقتها .. :حسنا اذا كما تريدين ..لن اضغط عليك ..
اكملا جلستهما ف الحديث عن العمل ومواضيع سطحيه جداا جداا حتى رحلت حسناء ..وخرجت رقيه الى شوارع الاسكندريه تتمشى على الشاطئ .. شردت قليلا
"ي ليلة العيد انيستينا وجددتى الامل فينا ي ليلة العييد "
مصطفى:رقيه ي رقياااه .. كان صوته مرتفع جدا
خرجت من منزلها مسرعه من ذاك الذى ينادى بهذه النبره :ما كل هذا الضجيج ..ماذا تريد ؟!
مصطفى : اريد ان نتحدث قليلا رجاء اركبى معى ..انا لا اريد الانفصال عنك ..انا احبك يا رقيه اهل تسمعين ..احبك بكل ما اوتيت من قوه .. نعم ربما اخطأت ولكن اقسم انى لم اقصد هذا .. دعينا نغلق كل القديم ونفتح صفحة بيضاء
اخرجت رقيه هاتفها :نعم يا ابى الم تخبرنى ان مصطفى لن يضايقنى ثانية لماذا هو هنا الان ..
مصطفى :لا تفعلى هذا ارجوكى انا اريدك
رقيه بصوت مرتفع يحمل كل الغضب:وانا لم اعد اريدك اغرب من هنا ولا تعود ..انا اصبحت اكرهك بقدر حبى لك .. لا اريدك ..
ابتعد مصطفى فى حين اخذت هى سيارتها وانطلقت مسرعه كانت فى عمر الثانية والعشرين ..وهى تهوى ف الشوارع بلا ملجأ لم ترى سوى احدهم امامها ..ضغطت المكابح بكل قوتها لكنها لم تستطيع منع اصطدمه بالسياره .. ذهبت به الى المستشفى بعد ان ساعدها الناس ووضعوه ف السياره ..
اخبرها الطبيب انه حدث له كسر فى احد ساقيه ولا بد ان يراعيه احد .. وحينما افاق ..لا تستطيع ان تنسى نظرته لها حينها : انا الدكتور عبد الرحمن ..لابد انى مت وانت الملاك الذى سيحاسبنى .. لذا لا يليق دكتور ..انا عبد الله جل جلاله ..
ابتسمت رغم عنها لمداعبته .. قال لها: ما الذى حدث
رقيه:صدمتك سيارتى
*الم يصيبك مكروه
_لا ولكنى قلقه عليك .. اتشعر بالالم ؟!
*قليلا ولكنه سيمضى مع الوقت ..المهم انك بخير
_ ردك الله سالما يااارب
*ف المرة القادمه ..لا تقودى وانت فى هذا الشرود حتى لا تقعى فى احد مثلى
_الطبيب يقول انك بحاجه لمرافق اريد رقم والدتك او زوجتك حتى تأتى وتعلم
*لكنى لا يوجد لدى احد .. كلهم رحلو
نظرت له بحزن قائله :حسنا سابقى انا معك
مضت رقيه حوالى شهر ..تذهب اليه وتقضى حاجاته من تحضير الطعام واعطاء الدواء ..كان ف المستشفى لا تعرف ايستحق كل هذا الوقت حتى يشفى ..كان يحكى لها عن كل شئ فى حياته عن امه التى لم تراها عينه لكنه احبها جدااا ووالده الذى توفى وهو فى عمر صغير كبر وسط ابناء اعمامه ..وكان دائما يشعر بالحرج يشعر بالحزن هناك شئ ناقص لا يكتمل .. كانت تسمعه بكل جوارحها .. وتبكى اذا اطال الحديث عن مشاعره المكبوته وحزنه الدفين وكلماته التى لم تخرج لاحد قبلها ..
طرقت باب غرفته ودخلت : ماذا ايها البطل ..ما اعرفه ان هذه الجبيره لا تبقى اكثر من اربعين يوم ..اعلم انك بقيت هنا حتى اعتنى بك لانى لا استطيع الذهاب الى منزلك ..لكن يكفى الى هذا الحد ..الطبيب قال انك بخير
عبد الرحمن : امللتى منى يا رقيه ؟!
رقيه :لا يا دكتور ..اننى انما فقط لم اعد اطيق ان اراك حبيس هذا الفراش ..كما انك لديك عمل ..وانا كذلك لدى دراسه
عبد الرحمن :..حسنا اذا اذا كان هذا ما تريدين فسأفعله ..لكن بشرط
رقيه :وما هو اذا ؟!
عبد الرحمن :ان تعدينى ان نلتقى مجددا حتى ولو مرتين ف الاسبوع ..اعذرينى لكنى اعتدت البقاء معك
رقيه :مرتين كثيرا جدااا دع هذا للايام ..
عبد الرحمن :..حسنا ..
مضت ايام كانت رقيه منشغله به ..بينما هى لم تفارق قلبه وعقله كان مشتاق اليها جداا جداا ..ذهب اليها الكليه لم يعد يستطيع ان ينتظر اكثر وهى لا ترد على هاتفها .. تجمدت مكانها بمجرد ما رأته وشعرت بسعاده غريبه ..ربما هى ايضا اعتادت عليه ولكن جرحها مازال مفتوحا ومصطفى ما زال يطاردها ..وتعلم انه يقف الان فى ساحة الكليه يراقبها .. ذهبت الي عبد الرحمن سريعا .. سلمت عليه _عبد الرحمن ارجوك ارحل من هنا ..وسوف نتحدث
*لا لن ارحل انا اشتقت اليك كثيرا ..وانت لا تجيبين على هاتفك
_اعدك ساجيب ولكن ارحل ..
كانت تنظر حولها بخوف كانما ترتكب جريمه تعلم انه لو راهم مصطفى ل افتعل حرب وليست مجرد مشكله
ارتبكت بشده مجرد ما رأته يتجه نحوهم ..:عبد الرحمن ..انا الان ارجوك ان ترحل ..اعدك سارد على هاتفى ونرتب موعد لكن ارحل
اصرارها زاده عناد وخوفها وارتباكها لا يستطيع ان يتركها فى هذه الحاله :رجاء ..اشرحى لى لماذا كل هذا الاصرار على رحيلى
كادت ان ترد حين امسك مصطفى بمعصمها وجذبها بعيدا عن عبد الرحمن قائلا : الا تفهم ..الفتاه قالت لك ارحل
شعرت رقيه بالغضب تجاهه :وما دخلك انت .. باى وجه تاتى الى هنا ..وتتحدث هكذا .. هلا تركت يدى رجاء
نظر اليها وهو فى قمة اندهاشه : وانا لن اتركك يا رقيه ..ثم وجه كلامه ل عبد الرحمن قائلا: وانت هيا ارحل من هنا .. والافضل لك ان تبتعد عنها والا لن يحدث لك خير
كان الموقف مشتعلا بما فيه الكفايه ومصطفى يضغط على يدها بقوه دون ان يشعر وفجأه تبدل الوضع حين تألمت رقيه بشده لتجد رقيه نفسها ف يد عبد الرحمن ومصطفى ملقى على الارض على اثر دفعه من عبد الرحمن .. جاء عبد الله اخوها فكان بالقرب منها تحسبا لاى مشاكل ف كان والدها حريصا جدا ان لا يتعرض لها مصطفى .. اخذها هى وعبد الرحمن ورحلوا الى المنزل اوصلهم عبد الرحمن فى سيارته ورحل ..
بعدها توالت المقابلات بينها وبين عبد الرحمن .. ولم يتعرض لها مصطفى مرة اخرى .. تعجبت من هذا ولكنها ارادت بشده ان تنساه فلم تسال
تذكرت ذاك اليوم الذى اتى فيه الى منزلها ليقوم بخطبتها .. كانت سعيده جدااا شعرت معه بالاهتمام الذى لم يهديها اياه مصطفى بهذا القدر .. اعاد حياكة ذاك الجرح الذى وضعه مصطفى فى قلبها ف شعرت بالامان له ..
______
كانت تبكى حد ان انفاسها تتقطع ف لم تشعر سوى بيد تربت على كتفها كأنما تواسيها التفتت لتجد نفسها جالسه على صخره مطله على البحر وسيده تبدو اربعينه فقيره جدااا تركت فرشتها التى تشوى الذره عليها وجاءت اليها لتواسيها لان صوت شهقاتها كان مرتفعا مسحت المرأه دموع رقيه بيد حانيه وقدمت لها الذره كانت بحاجه الى الماء ف طلبته منها ..ف احضرته المرأه لها شربت واخذت الذره اكلتها .. وشعرت انها فى حاله ربما جيده قليلا ف تركت للمرأه نقود رغم رفض المرأه لكنها اصرت .. وذهبت الى شقتها .. استلقت على السرير دون ان تبدل ملابسها ورحلت فى نوم عميق
استيقظت من النوم على صوت بكائها وهى تقول لماذا يا عبد الرحمن ..انا لم اغضب من مصطفى على ما فعله بى ..تجاوزته وجودك هو من ساعدنى انت كنت ساعدى ..لماذا فعلت بى كل هذا ..اكملت بكاءها متذكره
*غائب منذ الامس يا ابى ..لم يعد من العمل بعد ..انا قلقه جدااا عليه
_لا اعرف ي ابنتى ان كان الوقت مناسب لكنى اود ان اريكى شئ
اجابت بتوتر :ماذا يا ابى اهناك شئ سئ
_اعطاها اوراق اتطلعت عليها بتمعن ..
كانت عقود بيع لممتلكاتها منها الى عبد الرحمن ... عقارات تملكها اصبحت الان بين يديه .. وما هذا انه اخطار من البنك بسحب اكثر من نصف اموالها المودعه بالبنك لحساب اخر باسم عبد الرحمن :ماذا يعنى هذا يا ابى ..عبد الرحمن يسرقنى !!!
لا مستحيل ..هو لا يفعل هذا ابداا انا اثق به حد ان اسلمه روحى .. هو لا يفعل
بكت من صدمتها عانقها سعيد لا تحزنى ي ابنتى .. سيتظهر الايام ما نجهله ..
مضى يومين من اصعب ايام حياتها كانت متعبه جدا لا تاكل ولا تشرب بالاضافه الى انها حامل .. طرق الباب فى مساء اليوم الثالث فتحت له مسرعه وجدته فى حاله يرثى لها رائحة انفاسه كحول وملابسه امتزج فيها الكحول برائحة عطر نسائى دخل الى الغرفه دون حديث واستلقى على السرير ..فهمت من هيئته ما فعله واين كان .. انه يذبحها بسكين مصطفى ..ياله من قذر ..لم يكتفى ايضا بسرقة اموالى انما يسرق عمرى وكبريائى فتح عينيه ..ويسال بكل وقاحه ماذا حدث ..سالته انا ما الذى حدث .. تحولت عيناه الى جمر مشتعل يتطاير منه الشرر ضربنى بشده خصيصا حين اخبرته بانى عرفت بسرقته لاموالى .. ثم سقط فاقدا للوعى .. اتصلت بابى ليس لى سواه ينقذنى من بين يدي عبد الرحمن
كنت الكتف الذى استند عليه يا هذا والشخص الذى اختبئ فى ظهره خشية ان تؤذينى الدنيا اصبحت انت مصدر رعبى وخوفى المستمر
اخذنا ابى الى مخزن خاص بشركاته ربطوه رجال ابى دخلت عليه بعد ان فتح عيناه ..لا اذكر ما الذى قلته ..لكنى اظن انه كان لديه ما يقوله .. انا اعرفه جيداا واعرف حين يحمل كلاما ولا يستطيع اخراجه لكن حينها كنت غاضبه .. ولم يهدأ غضبى قط خرجت من عنده :انتهى يا ابى ..لا اريد ان اراه مرة اخرى ..اجعله يبتعد عنى رجاء
_حسنا يا صغيرتى لكن اهدأى لا تفعلى هذا بنفسك ..
طلقنى عبد الرحمن وعدت وحيده مجددا وحزينه طوال الوقت بل لا اشعر بالوقت من الاساس .. الى ان شعرت بالم فى كل جسدى تركز اسفل بطنى .. الم هز اركانى كلها ..عقبه رؤيتى لدمائى تسيل من بين قدمى ..اجل فقدت طفلى منك يا عبد الرحمن اهملتنى وتركتنى لا استطيع ان اتناول الطعام ف حدث ما حدث ..لن اطلب منك ان تسامحنى ف انت السبب ..
مر حوالى شهر كنت فى حالة اكتئاب حاد ف ارادت امى ان نتجول ف الانحاء قليلا ..ولانها نقطة ضعفى الوحيده ..خضعت ل رغبتها .. خرجت معها ف اليوم الاول وف اليوم الثانى خرجت بمفردى انا والسائق كان الطريق مزدحم قليلا وكنت شارده ..لا ادرى ما الذى حدث سوى صوت صراخ احدهم :انتبه ..
بعدها فتحت عيناى على صوت ام كلثوم تغنى ليلة العيد ..ووجه لم اتبينه سوى بعد دقائق لكنه كان غير مألوف بالمره
__________
امضت رقيه باقى الاسبوع فى حاله يرثى لها ..كل يوم كابوس حتى الكتب والاغانى لم تكن شفاء فى هذا الوقت ..ف كانت تمضى يومها بين مقاهى ومطاعم الاسكندريه او على الشاطئ
كان عبد الرحمن جالس فى احد المقاهى بالقاهره كان عقله مشغول جداا بها ..اين يمكن ان تكون قد ذهبت :رقيه اقسم لك يا حبيبتى انى لم اخطأ بحقك .. ولم اذنب يوم .. لكنى لا اقوى ان اخبرك الحقيقه .. وانت لا تسمعين ..
لمح طيفها يخرج من المقهى ف خرج مسرعا لكنه لم يرى شئ ..شعر باليأس يتملكه ف عاد الى مكانه ..خطر بباله صور عن ذاك المستقبل الذى رسماه سويا .. تذكر يوم اخبرته انها حامل ..يذكر سعادتهما سويا وكيف احتفلا بهذا وكيف باتا الليل يرسمان المستقبل الباهر الذى ينتظرهما حتى اظلمت عليه الدنيا يوم عرف انها ليست ابنة سعيد كان ذاهبا اليه ف المكتب فى شركته الكبيره لانه دعاه ووقف خلف الباب دون قصد سمع الحديث الذى دار على الهاتف وان رقيه ليست ابنته ..فتح الباب ليواجه سعيد وحينها هدده سعيد حرفيا قائلا :ان عرفت رقيه اى شئ ساذبحك يا عبد الرحمن
رفع عبد الرحمن حاجبه متعجبا :وانا لا اخاف منك ..ان كنت تريد قتلى ف لتفعل
سعيد:يا بنى انا لا اقصد هذا ولكن فقط من اجل مصلحة رقيه ..انت تعرف انها ابنتى المدلله وكم تحبنى ف كيف اذا اكتشفت انها ليست ابنتى بالطبع ستتدمر ..رجاء يا عبد الرحمن ..انت تعرف زوجتك اذا علمت بمثل هذا ربما تموت من الصدمه فقط ..
نظر له غير مقتنع لما يحدث لكنه آثر ان لا يخبرها خشية ان يصيبها مكروه هو اكثر من ع الارض يعرف كم تحبه هى ..وتتعلق به ..مضت اسابيع ظن فيها عبد الرحمن ان الامر انتهى هو لن يتحدث ومن هنا لن تكون هناك مشكله وفى احد الايام وهو فى طريقه للعوده من عيادته الخاصه غاب عن الوعى .. فتح عينه ليجد نفسه ف المنزل ورقيه تنظر اليه بتعجب ..كان يشعر بان اعصابه مشدوده جداا وان عضلاته متعبه *ماذا حدث يا رقيه
_ف الاصل اخبرنى انت ماذا حدث ..
نظر لها بتعجب فى حين اكملت :رائحة كحل ..وعطور حريمى .. غياب ثلاثة ايام ..نظرت اليه بكل وجع وتقزز.. مساحيق تجميل على جسدك .. ها يا عبد الرحمن ماذا حدث
لا يدرى لماذا تحول كل ما بداخله لغضب لم يشعر باى شئ ايضا الا ف اليوم التالى وهو مربوط فى احد الكراسى فى مخزن سعيد ..دخلت اليه وافرغت غضبها عليه كان على ملامحها اثار ضرب لا يعرف من ذاك المتوحش الذى فعل بها هذا .. اخبرته كم تكرهه ..بعدما خرجت دخل سعيد وجعله يشاهد مقاطع فيديو له وهو مع احد فتيات الليل ..كان سعيد دقيقا فى تخطيطه فقد اوقع به حقا ..:حسنا يا سعيد بيه سافعل كل ما تريد لكن لا ترى رقيه هذه المقاطع ..كل ما تريد بحق ..كان يخاف على مشاعرها حقا يخاف ان تراه موضع الخائن حتى وان رأت اثار هذه الخيانه ..
وبعد يومين سمع انها ف المستشفى حين ركض اليها اخبره الاطباء انها فقدت الجنين اثر هبوط حاد ف الدوره الدمويه فلم يقوى الجنين على البقاء بكى فى هذا اليوم ..بكى كثيييرا جداا
كان شاردا جداا قاطعه صوت النادل :سيدى يا سيدى
انتبه له قائلا :هه ماذا هناك
النادل :الان موعد اغلاق المقهى
عبد الرحمن : حسنا احضر لى الحساب
دق المنبه الخاص بها انه اليوم الاول ف العمل بعد انقطاع دام لاسبوع كل يوم فيه اعتبرته عام كامل دخلت الى مكتبها بدون ان تبتسم لاول مره .. فاجأتها صفيه بترحابها الشديد فعانقتها كثيرا واطالت العناق ..استسلمت رقيه ف هى تحتاج لهذه الهبه الربانيه حتى لو كانت من غريب استعادت بسمتها راده التحيه لصفيه قائله :ما كل هذا الشوق يا صفيه ..انه اسبوع فقط
صفيه :كانت اكثر الايام ثقلا علينا يا رقيه لم اعمل فى مثل سوء هذه الايام من قبل ..
اتسعت ابتسامة رقيه على الاقل هناك من عايش ايام سيئه مثلها ..اى من الممكن ان يشعر بها ..ربما ايضا كانت صفيه فى حاجه الى هذا العناق
صفيه :ولم تكن صعبه علينا فقد يا رقيه بل كانت صعبه على البشمهندس عمر ايضا
نظرت لها رقيه بضيق من حديثها .. ما شأنها هى وذاك عمر ..
صفيه بعد ان لاحظت ضيق رقيه من كلامها :لا تؤاخذينى
*لا تهتمى
_ايضا هناك خبر سعيد جدااا
*خير ان شاء الله
_انا ومحمد تمت خطبتنا ..وسوف نعقد القران ونقيم العرس قريبا جدااا باذن الله
اتسعت ابتسامت رقيه اكثر ف هى سعيده جداا لهما : اتمها الله عليكما فى خير
ادرك محمد انه لن يتقدم من رقيه ابداا وكانت مشاعره اعجاب ف بدايته ولكنه بعد ان عرف بالصدفه ان صفيه تميل اليه لم يتردظ فى خطبتها وبدءا حياة جديده سويا يغلفها الود والاحترام
______________
فى مطار القاهره الدولى ..كان يقف سعيد وعبد الله وخطيبة عبد الله اسماء ..كانا لائقين جدااا وكانا يحملان جمال من نوع فريد ..جميعهم ينتظرون قدوم ملك ..فقد اتم الله شفائها مما اسعد قلب الجميع خصيصا سعيد الذى كان فى ذروة سعادته ..احب ملك حب لم يهديه رجل لامرأه ..ف هى جانب الخير الوحيد الموجود فى حياته ..لا يخاف اى شئ سوى ان يفقدها ..لم يتزوج غيرها ولم ينظر لاى امرأة منذ ان وقعت عيناه عليها ..رغم الظروف التى منعت زواجهم ف البدايه وتزوجت ملك من غيره شعر ان قلبه ينتفض من الحزن والالم ..مر ثلاثة شهور وتطلقت لاسباب مجهوله .. تزوجها هو بعد مرور شهور العده ..اكملت حملها فى بيته وانجبت طفلتها ..لم يكن يريد هذه الطفله ..ولا يريد ان يراها ف هو يكرهها كلما رآها تذكر ان احدا غيره اقترب من حبيبته لكنه لا يستطيع ان يعلن هذا فعاد بذاكرته ليوم مولدها
ملك :سعيد هيا اقترب يا حبيبى لترى ابنتى ..انظر انها تشبهنى تماما
سعيد :حقا يا حبيبتى انها نسخه منك ..يا لها من جميله قاطعهم دخول مصطفى ممسكا فى يده ورده جميله وضعها بجوار رقيه قائلا :انها رقيقه جداا يا عمى ..اقرب اسم يليق بها رقيه
خرج مصطفى ليجلسا بمفردهما ..امسكت بيديه وقبلتهما :سعيد انت تعرف كم احبك ..وتعرف ان زواجى لم يكن بارادتى ..لكن هذه الطفله ليس لها اى ذنب فى خوض كل هذا ..اقسم بالله العظيم ان عرفت انك لست بابيها او عاملتها بسوء لن ترانى مجددا يا سعيد ولا حتى فى احلامك
قطعت عليه حكما الا يقترب اليها احاطتها بسور منيع لن يستطيع ان يفعل اى شئ لانه لا يقوى فراق ملك مجددا ..كما ان ملك لن تكتفى ..كتبت كل ثروتها باسم رقيه ..ومن ضمن ثروتها اهم شركات سعيد الذى تنازل عنها لملك قبل زواجه منها .. وكتبت انه ان اصاب رقيه مكروه تتحول هذه الاملاك ملك للدوله
اى ان ملك وضعت حياة سعيد مقابل حياة رقيه ..
توقف شريط عرض الذكرايات عند رؤيته لملك ..توقف قلبه يشعر ان جسده كله يهتز كم اشتاق اليها ..كانت تبدو ك شابه ثلاثينيه رغم ملامحها الحزينه ..ركض نحوها عبد الله واحتضنها بقوه ومازال سعيد فى مكانه لا يقوى ان يتحرك ..تحركت هى نحوه :ماذا يا سعيد الم تشتاق الى
احتضنها مرحبا بها ..وملتقطا لانفاسه :كيف لى الا اشتاق ..ااه يا ملك لو تعلمين ماذا اعانى فى غيابك لما غبتى ابدا
ابتسمت له ..:ها قد عدت يا سيدى ..هيا لنذهب الى منزلنا
كانت ملك تحاول جاهده ان لا تظهر حزنها حتى لا تؤثر عليهم بالسلب
______________
بعد الانتهاء من يوم اخر من العمل .. تلقت رقيه مكالمه هاتفيه كانت تقف فى ساحة الشركه لم ترحل بعد _الو..السلام عليكم
*مرحبا بالسيده الجميله رقيه
_من انت
*انا سامح مدير الحسابات فى الشركه التى تعاقدتم معها
_اهلا وسهلا .. خير يا استاذ اهناك مشكله
*لا لاتوجد مشكله على الاطلاق فقط اريد ان نجلس ونتحدث وسأعرض عليك ما لا تحلمين به ..
_ف لتتحدث بما تريد هنا ..تفضل انا اسمعك
*لا يصح الحديث على الهاتف سانتظرك بعد خمس دقائق سارسل لك العنوان ..الى اللقاء
تضايقت رقيه جدا من طريقته ولكن الفضول انتابها لما يريد هذا الرجل .. لاحظ عمر ضيقها وشعر ان هناك امر ليس طبيعيا ف توقف قليلا ينظر لها .. قد زاد شحوبها وضيقها تبدو انها فى حيره كبيره ..
وصلتها الرساله نظرت الهاتف وجدته مطعم قريب جدا ف نظرت حولها كأنما ترتكب ذنبا واخذت تمشى ومازالت الحيره تغلفها
دخلت الى المطعم المقصود اشار اليها فذهبت .. جلست وقالت فى عجله :هلا اخبرتنى بما تريد ف انا لدى موعد لا اريد ان اتأخر
سامح:حسنا وضع امامها ورقه .. اريد من شركتنا ان تربح سيده فى مثل تفوقك فى عملك واخلاصك له
امسكت بالورقه وجدتها عقد عمل فى شركتها ..مد يده اليها بالقلم قائلا:خانة المرتب فارغه ضعى فيها اى مبلغ تريدين .. لا تترددى ..شركتنا فى امس الحاجه لك ..كما اظن انك ايضا تحلمين ان تعملى فى شركه تملك نصف عقارات الاسكندريه ذات صيت ومكانه عاليه
امسكت بالقلم ونظرت للعقد ثم وضعت القلم على الورقه وردتهم اليه قائله :سيدى منذ ان جئت الى هنا وانا فى صراعات مستمره .. الشئ الوحيد الذى لم اختلف عليه هو بقائى فى عملى ف الشركه .. انا احب هذه الشركه ..ولا اريد سوى ان استمر بالعمل بها .. كان لابد ان تتفهم هذا منذ البدايه لكن لا بأس .. استأذنك انا على عجاله
ههبت واقفه حاول مرارا ان يعيدها كى تعيد النظر لكنه لم يستطيع اصطدمت عند الباب ب عمر الذى كان يتبعها .. نظرت اليه متسائله بعد ان ابتعدا قليلا عن المطعم ووقفا على الشاطئ فى مكان هادئ :أكنت تتبعنى ؟!
عمر:اجل يا رقيه
_لماذا
*حين كنت تتحدثين ف الهاتف امام الشركه ..كنت مضطربه كثيرا ..ظننت انك فى مشكله
ردت متهجمه:وما دخلك انت بمشاكلى .. ومن انت حتى تتبعنى
تنهد محاولا امتصاص غضبها :حسنا اعتذر حقا على التدخل .. لم اقصد مضايقتك الى هذا الحد ..
صمتت قليلا ادركت قدر غضبها وانه لا داعى لكل هذا الغضب .. نظر اليها مترددا قائلا :ان كنت هدأت اريد ان اسالك عن شئ
التقطت انفاسها بعد ان هدأت قائله :سل ما تريد
_عدينى ان تجيبينى بهدوء او لا تجيبى حتى انك لن تغضبى مجداا
نظرت له قائله :اسأل ان كنت تريد او ارحل
اخذ نفس كأنما يشجع نفسه .. كان لحضورها رهبه تكفى لتربك كل رجال الارض قال :رقيه .. اهل تحبيننى ؟!
نظرت له رقيه ثم ضحكت على غير عادتها .. لاول مره تضحك منذ شهور ولو كانت لدقائق معدوده .. جلست وجعلت البحر وجهتها .. تعجب جدا من ردة فعلا لكنها لم تدعه كثيرا .. نظرت اليه لتدهشه اكثر بقولها :الن تجلس ؟!
جلس فقد كانت صدمته من ردة فعلها الجمت لسانه فلم يتحدث قالت: فى هذه الحياه احببت ثلاث رجال .. الاول قام بخيانتى مع صديقتى فى ايام خطبتنا .. والثانى سرق كل مالى .. والثالث اعلن موتى وانا على قيد الحياه .. ولا تسأل عن تفاصيل اى شئ .. لكن اجبنى ..اتظن ان هذا القلب سيثق فى جنس الرجال مرة اخرى ؟!
نظر اليها كثيرا يحاول استيعاب ما تقوله .. انه انا الاحمق يا رقيه قال : حسنا .. لا تؤاخذينى ..اسأت الظن
رقيه:لا تهتم .. اهتم فقط بخطيبتك ..اقسم انها انسانه رائعه ..حسناء وهى حسناء .. كما انها تحبك
ابتسم لها ممتنا لتقبلها له ولسؤاله ..حاول ان يسالها عن ماضيها لكنها صدته .. سالها ان كانت بحاجه الى شئ ثم رحل .. نظرت للبحر مجددا وعاودت الضحك على كل شئ .. كأنما تسخر من الحياة
وفى يوم جديد من العمل بعد مرور الكثير من الايام دقت الساعه الرابعه عصرا وبعد خمس دقائق منها اصبحت الشركه خاويه سوى من افراد الامن ورقيه المنكبه فوق اوراقها ف كم تشتاق الى العمل ما ان تتركه ف هو مهربها من الحياة وظلمتها ..وعمر الذى كان يراجع بعض الاوراق فى مكتبه ..وكان قد جمع تركيزه عليهم
كانت رقيه فاقدة التركيز فى اى امر سوى انهاء هذه الاعمال المتراكمه ف بالطبع محمد وصفيه اخذا معظم الايام الماضيه اجازه من اجل تحضيرات العرس ..سمعت صوت باب مكتبها يغلق .. التفتت لتصدم بمن رأت :عبد الرحمن !!!!!
صرخت باسمه رغما عنها ف هى تخاف منه بشده منذ ذاك اليوم الذى ضربها فيه تترجاه ودموعها تسيل :ارجوك اتركنى ..وارحل ..هذا مكان عملى .. لا اريد حدوث مشكله
سمع عمر صوت صراخ ..وصوت ضجيج هو يعرف انها هنا ولكنه اعتاد الهدوء منها ف خرج يتفقد الامر
كانت قد وقفت من كرسيها وتتراجع للخلف تحاول ان تحتمى باى شئ ..
جلس عبد الرحمن بهدوء ..:هلا جلستى لنتحدث قليلا ..لا اريد منك اى شئ ولا اريد ان ااذيكى فقط اريد ان تسمعينى ..وربما بعدها اختفى ولم تشاهدى وجهى
نظرت له بخوف ف اخرج هاتفه دقائق مرت وهى خائفه وهو لا يتكلم ..حتى دق الباب ودخل الدكتور حسن مبتسما :كيف حالك يا رقيه ..
لانت ملامحها قليلا انها تثق به ولو بنسبه قليله قالت :انا بخير كيف حالك انت .. ماذا حدث .. لماذا حضرتم
حسن :عند عبد الرحمن بعض الاشياء لا بد ان يوضحها .. وانا هنا كى اتوسط له لتسمعيه .. لانه يستحق ان تسمعيه
نظرت الى عبد الرحمن قائله :لن تضربنى مجددا اليس كذلك ؟!
عبد الرحمن :وهل ضربتك سابقا ؟!
*اتستهزأ بى يا هذا ..انت ابرحتنى ضربا لم تضربنى فقط
تحولت ملامح وجهه لصدمه مختلطه بالحزن :كيف ومتى ؟! .. رجاء يا رقيه كونى هادئه هناك امور يجب علينا ان نوصلها حتى نفهم ما حدث .. اتذكرين ذاك اليوم المشؤوم الذى فتحت فيه عينى لاجدك تجلدينى بكلماتك ..
اماءت برأسها غاضبه فاكمل :كل ما اذكره انى كنت عائد من العمل ..وكنت فى كامل سعادتى وانا انتقى لك الزهور من عند البائع فجأه لم اشعر بشئ سوى وانت تجلسين امامى تنظرين الى بغضب .. اقسم لك يا رقيه انى لا اذكر اى شئ
نظرت اليه : ضربتنى اذا يا عبد الرحمن ..حتى انك لم تخف على طفلنا الذى كان فى بطنى
_اقسم لك ان كل ما اذكره عن هذه الليله هو غضب شديد ملأ صدرى بعدما سمعت كلماتك بعدها فتحت عينى فى مخزن ابيكى ..انت كنت تنهالين عليا بالكلمات الجارحه وانا كان عقلى مشغول بذالك الحقير الذى فعل بك هذا
*والمفترض ان اصدق اليس كذلك
قام من مكانه واقترب من كرسيها جلس على الارض ووضع يده على بطنها .. :انظرى فى عينى كى تعلمى انى لا اكذب ..
نظرت ف رأت صدقه جليا على وجهه قال:اقسم باغلى شئ فى حياتى انتى وطفلنا اننى لم اكن فى وعيى ..احدهم دبر ليحدث كل هذا
_وسرقتك لاموالى ؟!
*حتى هذه لم اقم بها ..رقيه ..اعذرينى لكن هذه الحقيقه ..سعيد هو من دبر كل هذا ..
رقيه :ماذا ؟!!! ..ولماذا يفعل ابى معك كل هذا
*لانه ...لانه ليس والدك يا رقيه
نظرت له بصدمه وهبت واقفه :عبد الرحمن اتدرك ماذا تقول ؟؟
_اقول ان معرفتى لهذا هو السبب فيما حدث بيننا اراد ان يبعدنى عنك حتى لا اخبرك ..لانى عرفت هذه الحقيقه
*غير معقول ..غير معقول يا عبد الرحمن
_حسنا خذى ...مد لها يده بهاتفه المحمول
*ما هذا
_انه مصطفى سيؤكد لك كل كلمة قلتها لك ..
وضعت الهاتف على اذنها واستمعت للحديث ودموعها تسيل من عيناها وفجأه فقدت وعيها .. ما ان فقدته حتى دخل عمر مسرعا ..كان واقفا لدى الباب يسمع كل حديثهما ..حملها عبد الرحمن وخرجا بها الى المستشفى
نعود بالزمن الى اليوم الذى كان يجلس فيه عبد الرحمن ف المقهى وكان باب ذكرياته مفتوحا .. اراد ان يوصل الخيوط ف ذهب الى منزل مصطفى يعلم انه سر سعيد الكبير .. يعلم كل خبايا سعيد
مصطفى قد تغيرت ملامحه يبدو عليه انه فى اكتئاب او ما شابه قال:ماذا هناك يا عبد الرحمن .. اعلمت اخبار عن رقيه
_كل الاخبار عندك يا مصطفى .. الست ساعد سعيد .. ساعدنى اجمع الخيوط حتى ننتشلها مما هى فيه ..
*ولماذا اساعدك
_مصطفى انت تعلم انى لست بهذا السوء اخبرنى لماذا فعل سعيد كل هذا ..انا لم اذنب لذا سيعود كل شئ بينى وبينها كالسابق .. ان كان لابد لاحدنا ان يحيا معها ف انا من استحق .. ولا يجوز ان نتركها هكذا يأكلها الحزن والوحده ..رجاء يا مصطفى ساعدنى
مصطفى :اهل تعرف مكانها ؟!
عبد الرحمن:بقى مكان واحد لم ابحث فيه وانا على يقين انها هناك
مصطفى :اين ..؟!
_الاسكندريه
*حسنا ساساعدك ..
حكى مصطفى له كيف دبر سعيد هذه المكيده .. انه ارسل من يقطعوا على عبد الرحمن الطريق اثناء عودته من العمل ويعطونه مخدر يغيب وعيه تماما فقد كانت كميه كبيره لا يستهان بها .. ويأخذه الى الملهى الليلى حيث كل شئ ف انتظاره كانت الخطه محكمه فى الليله الاولى جعلوه يمضى على الاوراق المخصصه بالبيع والشراء واعطوها ل سعيد ذهب بها الى رقيه وجعلها تطلع عليها .. ثم ذهبو به الى البيت .. هو لم يفعل شئ لكن النساء عطروه ورشو عليه المساحيق حتى تكتمل اللعبه الكحول هو الشئ الوحيد الذى اجبروه على فعله .. وحين احتجزه سعيد ف المخزن وجعله يمضى على الاوراق كان تنازلا منه بالاملاك ل سعيد وليس ل رقيه ..
*اه يا عبد الرحمن لو تعرف كم من الاعوام مضى سعيد يخطط لكسب هذه الاموال مجددا .. وبعدها لم يتبقى سوى التخلص من رقيه ف ارسل سياره تلحقها لتتخذ اللازم فى اقرب فرصه ولكن القدر اشاء الا تمت ف ذهبت ف الغيبوبه .. حاول الاتفاق مع حسن ان ينهى حياتها لكنه رفض فقال له انه سيتصرف .. ارسل بزوجة عمى الى خارج البلاد متعللا بعلاجها .. واعلن موت رقيه هكذا لم يتبقى احد يبحث عنها .. الى ان ذهبت انت بعد الجنازه والتقيت بحسن واخبرك انها مازالت على قيد الحياه .. كما تعرف انا اكثر جبنا من ان اتحدث .. واخبر الجميع بهذا لكنى ساساعدك حقا لعل تسامحنى ..
اختفى قليلا ثم عاد بملف اوراق
عبد الرحمن :ما هذا ؟!
مصطفى :هذه العقود التى تنازلت انت فيها عن املاكك ل سعيد وليس ل رقيه ..
_ولكن لماذا لم ينهى حياتها .. بالطبع سيقوم بورث اموالها اختصارا لكل هذا العناء
*زوجة عمى كتبت هذه الاموال باسم رقيه عند ولادتها وكتبت ان اصاب رقيه مكروه توزع الاموال على الدوله .. لهذا لم يتمكن
_ياله من قذر
امسك مصطفى بورقه ..: هذا عنوانها .. ذهبت قبلك الى الاسكندريه ورأيتها .. وتعقبتها واذا انها تعمل فى هذه الشركه .. اصلح الامور يا عبد الرحمن
اخذ عبد الرحمن الاوراق منه وشكره .. وخرج الى حسن شرح له كل الامور .. وطلب منه ان يذهب معه لها .. تحسبا لانفعالاتها ولانها تثق ولو قليلا فى حسن
_________
نعود الى الوقت الحالى
الاحداث السابقه شرحها لها عبد الرحمن اثناء عودتهم الى القاهره
كان سعيد وزوجته وابنه وخطيبته يحتفلون فى بيتهم بعودة ملك ظاهرين كل الوان البهجه عدا ذاك الحزن الذى تظاهرت ملك باختفاءه ..حتى سمعو طرقات بشكل همجى على باب المنزل .. ذهب عبد الله ليفتح فى عجله من امره ليرى من ذاك الطارق المتعجل وماذا يريد .. كان يجلس سعيد وبجواره ملك حين دخلت رقيه ودخل وراءها مصطفى وعبد الرحمن وحسن وعمر الذى اقحم نفسه ف الامر دون اذن احد
كانت ملابسها سوداء وحول عينها اسود من كثرة البكاء ..والحزن مخيم عليها ..ملك وعبد الله كانا فى حالة صدمه حد انهما لن يتحركا ولا حتى يحاولا فهم ما يحدث ..قالت رقيه وحديثها موجه لسعيد :ماذا يا سعيد بيه ..لا اراك مندهش مثلهم .. ماذا حدث لك ..ام انك كنت تعلم ما اصابنى ..بدأت بالصراخ .. اى انواع الرجال انت ..انت احقر انسان وجد على الارض من اجل ماذا تفعل بى كل هذا ..من اجل المال ..لعنة الله عليك وعلى اموالك ..انا اكرهك يا هذا اتعلم
انظرى يا امى هذا الحقير اعلن موتى وانا على قيد الحياة بعدما اخذ اموالى ..اقنعنى ان زوجى سرقنى ومن ثم بدل العقود لتصبح باسمه ..وهذا هو الدليل
كانت تمسك بملف فى يدها يحوى كل عقود املاكها التى تم تبديل اسم المشترى من رقيه الى سعيد حين كان يعيد لها ما سرقه عبد الرحمن ..
اقتربت رقيه منه وامسكت بلياقته وجذبته اليها وقالت بغضب .. :ساقتلك يا هذا .. انت قتلت طفلى بما فعلته بى ..وقتلتنى وقتلت ايامى ..سأقتلك
حاول ان يتكلم قائلا :ي ابن..
قاطعته متهجمه :اياك ان تكملها اي ابنه هذه ..انا لست ابنتك ولهذا فعلت بى ما فعلت .. لماذا كذبت على امى بانك ستكون لى اب ..انا اكرهك
كادت الصدمه ان تفتك بملك وعبد الله ف حين دخل رجال الشرطه ودخلت خلفهم حسناء لتمسك بيد عمر شد عمر على يدها وعاد ليراقب المشهد ..اخذ رجال الشرطه سعيد وخرج ..كان مستسلما تماما ف ايقن ان ملك رحلت من يده وهكذا لا قيمة للدنيا ف استسلم لاى امر ..لم تعد رقيه تقوى الوقوف ف سقطت على الارض جالسه تبكى ..اقترب منها عبد الله وجلس بجوارها .. احتضنها ف بكت فى حضنه ..انه الاخ والسند ..هو الوحيد الذى لم يخذلها فى عالم الرجال ..وجلست امها بجوارها من الناحيه الاخرى :سامحينى يا رقيه .. ارجوكى سامحينى
_وما ذنبك يا امى
*انى وثقت بهذا الرجل
_اسامحك يا امى واسامح الجميع ..لم يذنب احد فى حقى نظرت الى مصطفى :كنت محق انا لست الانسب لك ..انت تريد من تغضب منك ..وتعلو بصوتها عليك ..لا تلك من تراعى مشاعرك ..تريد من تجلدك وتأخذ حقها منك بالقوه ..وانا لست هذه ..
*عبد الرحمن ..قالتها و نظرت اليه وانهمرت الدموع من عينها .. اقترب منها وامسك بيدها ومسح دموعها :سامحتنى ؟!
_سامحتك يا رقيه ..انت لم تذنبى المذنب الحقيقى هو سعيد
ابتعدت عنه وذهبت لامها .. نظرت فى عينها ..:اشتاق للامان يا امى .. واشتاق الى ان انام .. هلا اخذتنى على صدرك حتى استعيد جزء من امانى
فى احد قاعات المناسبات الفاخره كان الجميع على اهبة الاستعداد ليشاهدو العريس كان جميلا بحق .. وكانت رقيه متألقه تتهادى بين طاولات المعازيم لتنظر ما ان احتاجو لشئ .. وبعد ان حضر العريس ذهبت اليه مسرعه لتتصور معه اليس اخوها احتضنته بقوه هامسه فى اذنه: مهما حدث يا حبيبى لا تخذلها ..فضل الموت على ان تراها حزينه بسببك او ان تفقد امانها بجوارك
ابتسم لها وقبل يدها هامسا ..:ساهديها حبا كحبك الذى تهديه للجميع ..فانت اختى وذاك القلب ينبض بيننا
قبلته وذهبت تتفقد وتستقبل الحضور ..اتسعت ابتسامتها حين رأت عمر وحسناء قادمين من المدخل ذهبت اليهم واستقبلتهم بترحاب شديد .. متمنيه لهم السعاده وقدمت لهم الوعد بحضور زفاهم
عقبهم دخول مصطفى وعلياء .. رحبت بهم بسعاده شديده وضمت علياء وقبلت ابنائهم واجلستهم الى طاولتهم ..
اشرقت ابتسامتها حين رأت عبد الرحمن يدخل وبجواره زوجته .. ابنة عمه لطالما احبته ولكنه كان منشغلا عنها ..الان اصبح متفرغا تماما ..هذا ما حدث فقد رفضت رقيه ان يكملا ف قلبها لم يعد صالحا لان تعيش مع اى رجل منهم ..ف اصبحت تقدس العمل وتتفانى فقط فيه ..تعيش مع امها وعبد الله حيث تزوج معهم فى الطابق العلوى من نفس المنزل .. استقبلت عبد الرحمن واجلسته الى جوار مصطفى وعمر
اتسعت ابتسامتها كأنما اكتملت سعادتها بحضور حسن ..فقد ذهبت اليه ودعته بنفسها للحضور
كما حضر ايضا محمد وصفيه
اكملت الفرح تتهادى بخفه بين طاولات المعازيم وفى داخلها سعاده غامره .. الى ان سمعت عبد الله يهتف ف الميكرفون باسمها لتصعد الى جانبه .. صعدت ف امسك بيدها قبلها ثم قال : رقيه ..جميلتى ..انت ملكه على اى عرش .. انت زهره فى كل صحراء .. انت الرقه بعينها .. انا فخور بك حقا .. بكل يوم احياه وانت الى جانبى .. انت ساعدى وظهرى ..حين غبتى ظهرى انحنى فلم اكن قادرا على المواصله .. توقفت عن عملى ولكن من اجلك ايضا عدت حتى تفخرين بى .. احبك يا رقيه .. واتمنى ات تقبلى بهذه الرقصه معى ..
ضحكت رقيه بفخر وبسعاده :بالطبع اقبل يا هذا ..اارفض شخص رائع مثلك ..
رقصا سويا سلو وكانا فى قمة اندماجهم وكانت رقيه تبتسم من قلبها من زمن ..
بالنسبة الى سعيد فقد فقد عقله وتم نقله الى مستشفى الامراض العقليه الى الابد .. بعد ان اعترف بكل ما حاكه من اجل الحصول على اموالها
رقيه كانت ممتنه كل الامتنان لمصطفى وعبد الرحمن ف لولا اتحادهم لما فهمت تلك الامور كلها .. هى الان سعيده حتى وان كانت وحيده للاسف قلبها لم يعد يقبل اى حب كما ان الجميع سعداء وهى تعمل بجد فقد امسكت كل شركات سعيد ..وهكذا ستكمل حياتها ربما تظل غالقه على قلبها ..او ربما يأتى من يغير معاييرها ويملك قلبها من جديد
ادام الله ظهورنا قائمه بوجود من يستحقون ان نستند عليهم وادامها الله فى سعاده 🌸💙
تمت بحمد الله
اهداء
الى المكافحين بشرف خلف جدران الحياه ..
الى كل من يعانى ويظن انه وحيدا .. يد الله مع عباده المجتهدين ف اجتهد ..
الى كل من يظن انها ضاقت ..يا سيدى الله يضيقها ليفرجها علينا
والى المقاومين فى كل مكان ..لكم كل سلامى
والى اسماء كمال .. هى من تستحق ان يطلق عليها رفيقة العمر رغم كل ما اصابنا .. اهديكى يا رفيقتى روايتى ومعها كل حبى والسلام 🌸🌸💜
تعليقات
إرسال تعليق